واذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يسومونكم سوء العذاب يذبحون ابنائكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم واذ نجيناكم من ال فرعون يصومونكم سوء العذاب يذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم وفي بالكم بلاء من ربكم عظيم وابنجيناكم واذكروا ذلك اي اذكروا اذ نجينا اسلافكم وابائكم فاعتدها منة عليهم لانهم نجوا بنجاتهم ومآثر الاباء مفاخر الابناء والنجاة التنجي من الهلكة بعد الوقوع فيها وهذا من تعداد النعم التي امر الله بذكرها لاجل شكرها من ال فرعون اتباعه واشياعه وقومه ومن كان على دينه تموا بذلك لانهم تؤولوا امورهم اليه بنسب او صحبة او اتباع يصومونكم يكلفونكم ويوردونكم ويذيقونكم ويولونكم سوء العذاب اي شديد العذاب بمعنى ما ساءهم من العذاب وهو اشد العذاب واسوأ العذاب وهو يذبحون اي يقتلون. وهنا ملمح مهم نبه عليه الطبري فقال واضاف الله جل ثناؤه ما كان من فعل ال فرعون ببني اسرائيل من ثومهم اياهم سوى العذاب وذبحهم ابناءهم واستحيائهم نسائهم. اليهم دون فرعون وان كان فعلهم ما فعلوا من ذلك كان بقوة فرعون وعن امره لمباشرتهم ذلك بانفسهم تبين بذلك ان كل مباشر قتل نفس او تعذيب حي بنفسه. وان كان عن امر غيره ففاعله المتولي ذلك هو المستحق اضافة ذلك اليه وان كان الامر قاهرا الفاعل المأمور بذلك سلطانا كان الامر او لصا حاربا او متغلبا فاجرا كما اضاف جل جلاله كما اضاف جل ثناؤه تسبيح ابناء بني اسرائيل واستحياء نسائهم الى ال فرعون دون فرعون وان كان بقوة فرعون وامره اياهم بذلك فعلوا ما فعلوا مع غلبته اياهم وقهره لهم فكذلك كل قاتل نفسا بامر غيره ظلما فهو المقصود به عندنا قصاصا. وان كان قتله اياه باكراه غيره له علاقة بهم رحمه الله ما احسن كلامه يذبحون ابناءكم ويستحيون نسائكم يستبقوهن احياء يعني بذلك الواردات والمولودات والنساء اسم جمع لا مفرد له وواحدة النساء امرأة. وهنا اريد الصغار والكبار وصنع فرعون ذلك لقول بعض الكهنة ان مولودا يولد في بني اسرائيل يكون سببا له ذهاب ملكه اي واذكروا نعمتي عليكم اذ نجيتكم من ال فرعون وكانوا من قبل يسومونكم سوء العذاب وفي ذلكم الذي كانوا يفعلونه بكم بلاء ابتلاء واختبار وامتحان والانجاء نعمة عظيمة من ربكم عظيم وفي تنجيتكم من هذه المحن. نعمة عظيمة. والبلاء النعمة والبلاء الشدة اصل البلاء في الكلام العرب الاختبار والامتحان ثم يستعمل في الخير والشر. لان الامتحان والاختبار قد يكون بالخير كما يكون بالشر. كما قال ربنا جل ثناؤه وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون يقول اختبرناهم وكما قال جل ذكره ونبلوكم بالشر والخير فتنة ثم تسمي العرب الخير بلاء والشر بلاء والسياق والسباق يدل على ان الانجاء هو المقصود. وفيه ملمح لنا ان الابتلاء بالنعم اشد من الابتلاء بالنقم فلنحذر نعم الله ان لا نجعلها في مرضاة مفديها