اهدنا الصراط المستقيم ايدلنا عليه واسلك بنا فيه وثبتنا عليه والهمنا دينك الحق وفيه طلب زيادة الهدى بمنح الالطاف فيه والثبات والزيادة لقوله تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا والصراط المراد به طريق الحق وهو ملة الاسلام والقارئ ينوي القراءة وينوي الدعاء فاهدنا دعاء بالهدى وان ذلك طلب للثبات عليه الى الموت والزيادة منه فان الارتقاء في المقامات لا نهاية له ويحرص الانسان على ان يملأ اوقاته بالطاعات ويحرص ان لا تنقطع حسناته بعد وفاته والصراط الطريق المحسوس الذي يمشى عليه ثم استعير للطريق الذي يكون الانسان عليها من الخير والشر ومعنى المستقيم اي القويم الذي لا عوج فيه والصراط المستقيم الاسلام والقرآن الذي هو دستور الاسلام والقرآن يضمن شرائع الاسلام وفي هذه السورة من جمال الترتيب فلما تقدم الثناء على المسؤول تبارك وتعالى ناسب ان يعقب بالسؤال كما قال تعالى في الحديث القدسي مادحا من سأله فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل وهذا اكمل احوال السائل ان يمدح مسؤوله كما ان القارئ لما بدأ بالحمد ثم الثناء ثم التمجيد استحق الخطاب بكاف الحضور اياك نعبد واياك نستعين وسؤال المؤمن حاجته في هذه الاية مقرون بالسؤال بحاجة اخوانه فهو يسأل حاجته وحاجة اخوانه المؤمنين بقوله اهدنا بانه انجح للحاجة وانجع للاجابة ولهذا ارشد الله تعالى اليه لانه الاكمل وفيه تذكير بحق المؤمنين وانهم كالنفس الواحدة والدعاء اهدنا الصراط المستقيم تضمن معنى الهمنا ووفقنا وارزقنا واعطنا