فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين فجعلناها اي تلك العقوبة والنفخة نكالا عبرة في الزجر والعقاب فالنكال اسم لما جعلته نكالا لغيره اذا رآه خاف ان يعمل عمله واصله هذا من قولهم نكل عن الامر ينكر نكولا اذا جبن عنه يقال نكلت بفلان اذا عاقبته في شيء اتاه عقوبة تنكل غيره عن ارتكاب مثله اي تمنع وتردد والنسل القيد لانه يمنع الجري. ومنه النكول عن اليمين وهو الامتناع. لما بين يديها للامم التي ترى الفرقة الممسوخة اي التي كانت في زمانها ولمن حضرها من الامم وبلغه خبرها وما خلفها من الامم التي تأتي بعدها فتقوم على العباد حجة الله وليرتدعوا عن معاصيه ولكنها لا تكون موعظة نافعة الا للمتقين واما من عداهم فلا ينتفعون بالايات وموعظة عبرة وتذكرة وزانية فالموعظة ما يلقى من الكلام لاستشعار الخوف من الله بذكر ثوابه وعقابه والنفس البشرية يؤثر فيها الخوف والقمر فجاءت القصة تخويفا وارهابا من اقتراب المعاصي للمتقين للمؤمنين. الذين يتقون من هذه الامة. وخص المتقون بالذكر هنا بانهم المنتفعون بالموعظة بخلاف غيرهم والمتقون الذين اتقوا في اداء فرائض الله واجتناب معاصيه ولينتبه المؤمن فاذا كان الله نكل بعقوبة هؤلاء اهل زمانهم وسائر من بعدهم ووعظ بها المتقين فجدير بالعبد ان يحذر الوقوع فيما حرم الله وليحذر استحلال محارم الله بالحيل. فالله لا يكتال عليه