قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما لونها انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما لونها قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها. تسر الناظرين قالوا اي قال بنو اسرائيل لنبيهم مشددين على انفسهم بعد ان عرفوا صفة البقرة من جهة سنها وكان يجب عليهم بعد ذلك ان يفعلوا ما امروا غير متحيرين ولكنهم اثاروا بعد ذلك ما يفيد حيرتهم ولا حيرة في ذات الموضوع انما الحيرة في نفوسهم الملتوية التي ترى اليها تقديس البقرة ومن عظم ما لم يعظمه الله فقد زنى ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها تأذوا بي ما عن ماهية اللون وجنسه لانه ثاني شيء تتعلق به اغراض الراغبين في الحيوان قال اي موسى بعد المناجاة الى الله ومجيء البيان قال يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها في هذه الايات اسناد البيان في كل مرة الى الله عز وجل لاظهار كمال المساعدة في اجابة مسؤولهم بقولهم يبين لنا وصيغة الاستقبال لاستحضار الصورة فاقع لونها اي شديد الصفرة وتأكيد الصفرة بالفقوع وهو شدة الصفرة لان حفرة البقر تقرب من الحمرة غالبا فاكده بفاقه والفقوع خاص بالصفرة كما يقال اسود حالف واحمر قاني وابيض ناصع واخضر الناظر اصفر فاقع تسر الناظرين تعجبهم بحسنها وهذا دأب كل حسن يرى اي تدخل رؤيتها عليهم مسرة في نفوسهم والمسرة لذة نفسية تنشئوا عن الاحساس بالملائم ومما يوجبها التعجب من الشيء. والاعجاب به وهذا اللون من احسن الوان البقر فلذلك اسند فعل تسر الى ظمير البقرة لا الى ظمير اللون. فلا يقتظي ان لون اصفر مما يسر الناظرين مطلقا والسرور لذة في القلب عند حصول نفع او توقعه او عند رؤية شيء معجب رائع تسر الناظرين يعني ليست طفرتها صفرة توجب الغم. او ان صفرتها صفرة مستكرهة بل هي طفرة تجلب السرور لمن نظر اليها وصارت تضيق عليهم من ثلاثة اوجه صفراء والثاني فاقع لونها والثالث تسر الناظرين