فكان عدم فهمهم سبب ضلالهم وسبب قبول اكاذيب الافاكين وقد ذم الله بهذه الاية الكريمة قوما من اليهود لا يحسنون شيئا وليسوا على بصيرة الا ما يحدثون به والا ما يقرأون عن غير علم بمعانيه ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا امانية وان هم الا يظنون ومنهم ومن اليهود اميون لا يكتبون ولا يقرؤون وقيل للذي لا يكتب امي لان الكتابة مكتسبة وكانه نسب الى ما ولد عليه. اي هو على ما ولدته امه لا يعلمون الكتاب الا امانيا. الا اكاذيب واحاديث مفتعلة يسمعونها من كبرائهم والاماني ايضا جمع الامنية. وهي التلاوة فقط من غير معرفة معناه ومعلوم ان الثاني سبب للاول فمعنى الاية انهم لا يعلمون الكتاب الا سماع شيء يتلى لا علم لهم بصحته وان هم الا يظنون اي الا ظانين ظنا وتوهما فيجحدون نبوتك بالظن وفي هذا حث على تعلم العلم النافع المؤدي الى العمل الصالح حتى لا يحتاج الانسان الى تقليد غيره والتحذير ان يقرأ شيئا لا يكون له به معرفة واذا كان الناس كذلك لا يفقهون فانه مناخ يولد مجموعة يفترون على الله الفرض ولو انهم علموا العلم الحق لما تجرأ اهل الباطل في بث سمومهم ففي هذه الاية الكريمة تبيين لحال اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم فهم ينقسمون قسمين اما عالم سوء يحرف الكلم عن مواضعه او جاهل مغرور يتلو كتابه بلا فهم. ويريد ان يعيش على وهم النجاة وفي ذلك تحذير للمؤمن من تلك الخصلتين فطريق النجاة علم وعمل