فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم من يكسبون فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا وويل لهم مما كسبت ايديهم وويل لهم مما يكذبون فويل فشدة عذاب وويل لهم بمعنى الهلاك والدمار لهم وويل كلمة دعاء لسوء الحال وهو في القرآن وعيد بالعقاب وهو دعاء مستعمل في انشاء الغضب والزجر والعباد قد تكلموا بكلامهم في استعمال ويل في هذا وقد جاء القرآن الكريم على لغتهم على مقدار فهمهم والفاء في فويل للترتيب والتسبب فيكون ما بعدها مترتبا على ما قلها ولكن الظاهر هنا ان ما بعدها مترتب على الاية الخامسة والسبعين وهي قوله تعالى وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقدوه وهم يعلمون الدالة على وقوع تحريف منهم عن عمد فرتب عليه الاخبار باستحقاقهم سوء الحالة. ورتب عليه انشاء استطلاع حالهم للذين يكتبون الكتاب بايديهم. اي من قبل انفسهم من غير ان يكون قد انذر فمعنى يكتبون الكتاب بايديهم انهم يكتبون شيئا لم يأتهم من رسلهم بل يضعونهم ويبتكرونه ابتذاعا وكذبا وزورا كما دل عليه قوله ثم يقولون هذا من عند الله وجاء البيان هكذا ليشمل كل كاذب ومفتر ومبتدع الى يوم القيامة وفي ذكر اليد في قوله بايديهم فائدة وهي تحقق مباشرتهم ما حرفوه بانفسهم زيادة في تقبيح فعلهم فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم اي المحرم وما كتبوه من التأويلات الزائغة ثم يقولون هذا من عند الله يعني اليهود عمدوا الى صفة محمد صلى الله عليه وسلم وكذبوا صفته على غير ما كانت في الثورات واخذوا عليه الاموال ليشتروا به ثمنا قليلا والدنيا كلها من اولها الى اخرها قليل فالدنيا كلها مهما بلغت فهي قليل كما قال تعالى قل متاع الدنيا قليل فاليهود جعلوا باطلهم شركا. يصطادون بهما في ايدي الناس وظلموهم من وجهين من جهة تلبيس دينهم عليهم ومن جهة اخذ اموالهم بغير حق. بل بابطل الباطل وذلك اعظم ممن يأخذها غصبا وسرقة وويل لهم مما يكسبون اي من حطام الدنيا الفانية وبذلك كل من استلم المال لاجل العلم وهو لا يستحقه لعدم قيامه به بحق فقد اكل الحرام ومعنى الكذب فعل يجتنب به نفسه او يستدفع به ظرر واكتسب الخطيئة انما ذلك لانه يجتنب به تعجل المنفعة وينسى ما عليه من المضرة وقد جنى اليهود الكاتبون ثلاث جنايات تغيير صفة النبي صلى الله عليه وسلم والافتراء على الله واخذ الرشوة فهددوا على كل جناية بالويل والثبور وقد تضمنت الاية التحذير من التبذير والتغيير والزيادة في شرع الله فكل من بدل وغير او ابتدع في دين الله ما ليس منه وهو داخل تحت هذا الوعيد الشديد والعذاب الاليم