اولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة. فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون اولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينفرون اولئك الموصوفون بما ذكر من الاوصاف القبيحة التي منها الجمع بين صفات الشر اشتروا الحياة الدنيا اي استبدلوا الحياة الدنيا بالاخرة اي عن الاخرة واعرضوا عن الاخرة مع تمكنهم من تحصيلهم ولكنهم اثروا القليل الفاني. على الكثير الباقي فجعلوا الحياة غايتهم فكأنهم باعوا الاخرة واختاروا لذات الحياة الدنيا على لذات الاخرة اختيار المشتري المبيعا بدل الثمن فكان المعنى اولئك الذين اثروا الحياة الدنيا واستبدلوها بالاخرة فقدموا حظوظهم في هذه الحياة على حظوظهم في الاخرة بما اهملوا من الشرائع وتركوا من الاوامر فلا يخفف عنهم العذاب اي ان الذي لهم في الاخرة من العذاب غير مخفف عنهم فيها لان الذي يخفف عنه فيها من العذاب هو الذي له حظ في نعيمها ولا حظ لهؤلاء لاشترائهم الذي كان في الدنيا ودنياهم باخرتهم قال الطبري علينا وعليه رحمة الله فاخبر جل ثناؤه ان هؤلاء الذين اشتروا رياسة الحياة الدنيا على الضعفاء واهل الجهل والغباء من اهل ملتهم وبتاع المآكل الخفيفة الرديئة فيها بالايمان الذي كان يكون لهم به في الاخرة لو كانوا اتوا به مكان الكفر الخلود في الجنان وانما وصفهم جل ثناؤه بانهم اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة لانهم رضوا بالدنيا بالكفر بالله فيها عوضا من نعيم الاخرة الذي اعده الله للمؤمنين فجعل حظوظهم من نعيم الاخرة لكفرهم بالله ثمنا لما ابتاعوه به من خفيف الدنيا ولا هم ينصرون فانه اخبر عنهم انه لا ينصرهم في الاخرة احد فيدفع عنهم بنصرته عذاب الله. لا بقوته ولا بشفاعته ولا غيرها وهذا الذي قصه الله تعالى من اخبار بني اسرائيل مضمونه التحذير من الوقوع فيما وقعوا فيه وبيان حالهم حتى لا نتبع سننهم