وقالوا قلوبنا غلف. بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما امنوا وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله لكفرهم فقليلا ما يؤمنون في هذه الاية الكريمة ذكر الله سبحانه وتعالى عن اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم قولهم وبين ضلالهم في اقتدائهم باسلافهم وقالوا قلوبنا غلف هو ان اليهود قالوا استهزاء وانكارا بما اتى به النبي صلى الله عليه وسلم قلوبنا غلف عليها غشاوة فهي لا تعي ولا تفقه ما تقول وكل شيء في غلاف فهو اغلى. وجمعه غلف ثم اكذبهم الله تعالى فقال بل لعنهم الله اي بل اقصاهم الله وابعدهم وطردهم واخزاهم واهلكهم بكفرهم وجحودهم ايات الله وبيناته وما ابتعث به رسله وتكذيبهم انبيائه. فاخبر تعالى انه ابعدهم منه ومن رحمته بما كانوا يفعلون من ذلك واصل اللعن الطرد. والابعاد والاقصاء فقليلا ما يؤمنون اي فبقليل يؤمنون بما في ايديهم وقال قتادة فقليلا ما يؤمنون اي ما يؤمن منهم الا قليل. فعبدالله بن سلام وقال ابن القيم بل لعنهم الله بكفرهم. وفي الاية الاخرى بل طبع الله عليها بكفرهم فاخبر سبحانه ان الطبع والابعاد عن توثيقه وفضله انما كان بكفرهم الذي اختاروه لانفسهم واثروه على الايمان فعاقبهم الله بالطبع واللعنة والمعنى لم نخلق قلوبهم غلفا لا تعي ولا تفقه ثم امرهم بالايمان وهم لا يفقهون بل اكتسبوا اعمالا عاقبناهم عليها بالطبع على القلوب والختم عليها