ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم من قبل يستفتحون على الذين كفروا وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ولما جاءهم كتاب من عند الله يعني القرآن ووصفه بقوله من عند الله تشريفا وتعظيما وللدلالة على انه جدير بان يقبل ويتبع ما فيه ويعمل بمضمونهم اذ هو وارد من عند خالقهم والههم الذي هو ناظر في مصالحهم ووارد من ربهم الذي يربهم بالنعم مصدق اي موافق. مصدق لما معهم لانه جاء على ما تقدم به الاخبار في الثورات والانجيل فهو مصداق الخبر المتقدم عندهم من حيث كان مخبره على ما تقدم الخبر به وكانوا يعني اليهود من قبل اي من قبل نزول القرآن يستفتحون على الذين كفروا بمعنى يفتحون اي يعلمون ويخبرون كما يقال فتح على القارئ كي علمه الاية التي ينساها في السين والتاء لمجرد التأكيد مثل زيادتهما فاستعظم واستفرخ واستعجب والمراد كانوا يخبرون المشركين بان رسولا سيبعثون فيؤيد المؤمنين ويعاقب المشركين ويستفتحون على الذين كفروا اي يقولون اللهم انصرنا بالنبي المبعوث في اخر الزمان وفي الكلام اظمار واختصار اراد وكانوا من قبل يستفتحون به اي بذلك الكتاب فلما جاءهم ما عرفوا يعني الكتاب وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم كفروا يعني بالكتاب وببعثة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك انهم قرأوا في الثورات ان الله تعالى يبعث في اخر الزمان نبيا وينزل عليه قرآنا مبينا فكفروا متعمدين مشاقين الله ورسوله حسدا وخوفا على الرئاسة وحرصا عليها وغيروا صفة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ابلغ في ذمهم اذ يكون الشيء المعروف لهم المستقر في قلوبهم وقلوب من اعلمهم يكون هذا مستقر في قلوبهم وقلوب ما اعلموهم به كيانهم. ونعته يعمدون الى ستره اهله وتغييره وتبديله وهؤلاء لما اتصفوا بهذا استحقوا اللعنة فقال تعالى فلعنة الله على الكافرين اي ابعاد الله سبحانه وطرده من خيرات الدنيا والاخرة عليهم اي على اليهود وفي هذا تحذير لكل من علم علما فغيره او بدله او كسبه