واذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم. قل بئس ما يأمركم به ايمانكم ان كنتم مؤمن كرر ذكر الطور لما فيه من الزيادة هنا فيما لم يذكر فيما سبق. فهناك واذكروا ما فيه. وهنا واسمعوا مع ما في هذا التكرار من التأكيد على عظيم الميثاق واذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة واسمعوا اي واذكروا حين اخذنا عليكم العهد المؤكد باتباع موسى وقبول ما جاء به ورفعنا فوقكم الطورى ارهابا وتخويفا وتهديدا والطور هو الجبل العظيم الذي جعله الله زاجرا لهم عن الرضا بالاقامة في حضيض الجهل ومعنى خذوا ما اتيناكم التلقي بالقبول والتمسك بما فيه مع وفور نشاط ومعنى واسمعوا اي اقبلوا ما فيه من حلاله وحرامه واطيعوا قالوا سمعنا اي ما فيه لكن ليس سماح طاعة وعفينا اي عصينا ما امرنا به فالقاعدة من سمع وعصى فقد تولى بعد الميثاق واشربوا في قلوبهم العجلة اي اشربوا حب العجل وخلطوا بحبه حتى اختلط بهم والمعنى حبب اليهم العجل بكفرهم اي بسبب كفرهم وعدم ايمانهم قل بئس ما يأمركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين. هذا تكذيب لهم. في قولهم نؤمن بما انزل علينا وذلك ان ابائهم ادعوا الايمان ثم عبدوا العجلة فقيل لهم بئس الايمان ايمان يأمركم بالكفر والمعنى لو كنتم مؤمنين ما عبدتم العجلة. يعني ابائهم. كذلك انتم لو كنتم مؤمنين بما انزل عليكم ما كذبتم محمدا صلى الله عليه وسلم وفي هذه الاية الكريمة الماح كريم ففي قوله واشربوا في قلوبهم العجل بمعنى ان المخلوق قد يحب في القلب حبا كبيرا يكون هذا الحب كالشراب يتخلل قلب المحب فالرب سبحانه وتعالى المالك الخالق الرازق المدبر احق بتمام الحب وكماله