قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين كانت اليهود تقول لن يدخل الجنة الا من كان هدى فقيل لهم ان كنتم صادقين فتمنوا الموت فان من كان لا يشك في انه طائر الى الجنة فالجنة اثر عنده وسمي في الاخرة اخرة لانها متأخرة عن الدنيا وهي اخر ما يسجن ومعنى خالف اي خاصة بكم والخالص الذي لا يشوبه شيء والتمني هو الرغبة القوية في الشيء فالمعنى ان صح قولكم لن يدخل الجنة الا من كان هدى فتمنوا الموت اي احبوه واسألوه بالقلب واللسان وقولوا اللهم امتنا فان من ايقن بدخول الجنة اشتاق اليها وتمنى سرعة الوصول الى النعيم والتخلص من دار الدنيا الدنية ولا سبيل الى دخولها الا بعد الموت. فاستعجلوه بالتمني وقوله ان كنتم صادقين في قولكم ان الجنة خاصة لكم فتمنوا قال ابن القيم هذه الاية فيها للناس كلام معروف قالوا انها معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم اعجز بها اليهود ودعاهم الى تمني الموت واخبر انهم لا يتمنونه ابدا وهذا علم من اعلام نبوته صلى الله عليه وسلم اذ لا يمكن الاطلاع على بواطنهم الا باخبار عالم الغيب ولن ينضغ الله السنتهم بتمنيه ابدا وقالت طائفة لما ادعت اليهود ان لهم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس وانهم ابناؤه احباؤه واهل كرامته كذبهم الله في دعواهم. وقال ان كنتم صادقين فتمنوا الموت. لتصلوا الى ان دار النعيم فان الحبيب يتمنى لقاء حبيبه