ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم والله عليم بالظالمين ولن يتمنوه ابدا لانهم عرفوا انهم كفرة وما نصيب لهم في الجنة وهو قوله تعالى بما قدمت ايديهم اي بما عملوا من كتمان امر محمد صلى الله عليه وسلم وتغيير نعته واليد مناط عامة صنائع الانسان ولذا كانت الجنايات بها اكثر من غيرها فاضاف ذلك الى اليد. لان اكثر جنايات الانسان تكون بيده فيضاف الى اليد كل جناية وان لم يكن لليد فيها عمل فيقال هذا ما اجترحته يدك وفي ذلك ملمح ان ما اجترحه الانسان من الخطايا تشترك فيه اعضاؤه وعظمه ولحمه وما استقلت به قدمه لانها نعم. فكان الواجب ان تكون في طاعة الله والله عليم بالظالمين هذا خبر وفيه معنى التهديد فربنا العليم بهم يحاسبهم فالغرظ بذلك الزجر والتهديد ومعنى الاية ان الله عليم بالاسباب التي منعتهم عن تمني الموت وبما اضمروه واثروه من كتمان الحق عنادا مع علم كثير منهم انهم مبطلون وهذه الاية من اعجاز القرآن. لانه تحداهم ثم اخبر انهم لا يفعلون بعد ان قال لهم هذه قال فكان على ما اخبر