وقوله جل وعلا ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين جل وعلا ان من يفعل ذلك فقد ضل الضلال المتناهي الذي ليس وراءه ضلال ومن اضل يعني ليس هناك احد اضل ممن هذا وصفه ممن يدعو من دون الله. من لا يستجيب له. الى يوم القيامة. والذي لا يستجيب له الى يوم القيامة اما ان يكون ميت او غائب او حجر او شجر او ملك من الملائكة او غير ذلك. من المخلوقات او مخلوق حي حاظر. ولكنه يسأل ما لا يقدر عليه ولا يستطيعه فيستجيب له ولا يستطيع هذا. ولكن يوم القيامة يحظر ويسأل يسأل الداعي والمدعو فان كان المدعو راض بذلك فهو شريكه. كما قال جل وعلا انكم وما يعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون اما اذا كان غير راض او انه غافل كما في هذه غافل عن دعوته. لانه اما ان يكون مطيعا لله جل وعلا شغل بطاعة الله جل وعلا وانه او يكون ميت او يكون غائب فهو غافل عن ذلك لا علم له به فاذا كان يوم القيامة سئل يسأله الله جل وعلا انه سوف يسأل العابد والمعبود ان كان غير راض بذلك بل يبغضه ويكرهه وهو من عباد الله تبرأ. كما اخبر جل وعلا عن الملائكة يسألهم يقول اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم. بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم يعني الشياطين التي امرتهم بذلك فهم في الواقع يعبدونها. ولهذا جاء في حديث ابي سعيد خدري الذي في الصحيحين وكذلك حديث ابي هريرة الشفاعة المطول ان الله جل وعلا اذا جاء لفصل القظى بين خلقه يخاطبه ويقول اليس عدلا مني ان اولي كل واحد منكم ما كان يتولاه دنيا الجواب بلى آآ يؤتى بكل معبود عبد من دون الله الا ان يكون رسولا او رجل صالح فانه يؤتى بشيطان على صورة ذلك. على حسب ما يتصوره العابد ويقال لهم اتبعوهم يتبعونهم الى جهنم ويبقى المؤمنون وفيهم المنافقون ويأتيهم الله الى اخره ولهذا قال من لا يستجيب له الى يوم القيامة. يوم القيامة يستجيب بايش بالكفر به والتبري منه حصل ماذا؟ حصلت الندامة وحصل العذاب لان المشرك يتراكم عليه العذاب عذاب الحسرات والعذاب الفعلي الذي هو عذاب جهنم وكذلك عذاب التقريع. نسأل الله العافية والتوبيخ لهذا اخبر انه اذا قابله آآ سئل انه يعاديه كونوا عدوا له. ويتبرأ منه فاي ضلال اعظم من هذا الضلال؟ الاية تدل من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس واذا الحشر هو الجمع والظبل والحشر يكون بعد اخراجهم من قبورهم احياء يجمعون جميعا هم ومعبوداتهم شياطين الانس والشياطين والجن جميعا اذا حشر الناس كانوا لهم اعداء يعني المعبودين يعادون العابدين وكل واحد يتبرأ من الثاني كما قال الله جل وعلا لتبرع الذين اتبعوا من الذين اتبعوا واول عذاب وتقطعت بهم الاسباب. الاسباب التي حصلت العبادة من اجلها المودة جاء عن ابن عباس انه قال هي المودة التي بينهم وكذلك المعاداة من اهل الحق الذين عبدوا وهم ساخطون كارهون. فانهم لا شك اعداء لهم. من الاصل ثم هم يكفرون بعبادتهم وهذا لكل معبود ومتبع لمن يتبعه بلا حق ولا هدى لهذا اخبر جل وعلا ان الشيطان نفسه يتبرأ منهم ويقول اني لست بمصرخكم ولا انتم بمصرخية يعني ما انا ظلمت ما انا بمغن عنكم شيء وانتم لا تغنون عني شيء مما يتبرأ من طاعته ومن شركهم وهذا اعلى شيء ثم كل من دونه على هذا السبيل