وسلم اما صده هو فذلك اعراض وامتناع في نفسه من غير ان يكون ذلك لغيره فمنهم من امن به ومنهم من صد عنه صد يعني في نفسه لم يؤمن اما منع غيره وصرفه يعني يضجون فهذا مما خرج عن القياس عنده يعني مما خرج عن هذا المعنى الاصل الذي ذكره وهو الميل والاعراض عن الشيء فالصد يكون منعا وصرفا او امتناعا وانصرافا قال صد يصد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحابته الطيبين الطاهرين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا والحاضرين والمستمعين. اما بعد فيقول الامام ابن جزيل الكلبي صد له معنيان المتعدي بمعنى منع غيره من شيء ومصدره صد ومضارعه بالضم وغيره بمعنى اعرض او مصدره صدود الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فهذه البادة الصد ذكر ابن فارس رحمه الله ان معظم هذا الباب يؤول الى اعراض وعدول ويجيء بعد ذلك كلمات اخرى تكون الشادة يعني تخرج عن هذا المعنى فالصد الاعراب يقال قد صدأ فلان بمعنى اعرض فهو ميل الى احد الجانبين واعتبر ابن فارس معنى قوله تبارك وتعالى اذا قومك منه يصدون يعني يعني يميل يعني يضجون يصدون يصدون بعضهم فسر هذا الموضع اذا قومك منه يصدون يعني يضجون يقولون صد بهذا الموضع بمعنى استغرب ضاحكا استغرب ضاحكا والصديد معروف وما يخرج من الجروح من الماء الرقيق المختلط بالدم وكثيرا ما يعبر المفسرون ب ما يسيل من جلودي اهل النار ويسقى من ماء صديد والمقصود ان هذه المادة الصد تأتي بمعنى الامتناع الامتناع فمنهم من امن به ومنهم من صد صد عنه يصدون عنك صدودا ويأتي بمعنى ايضا المنع والصرف يعني الامتناع هي كما ذكر ابن جوزي رحمه الله ان هذه المادة الصد تأتي لازمة وتأتي متعدية ما معنى لازمة ومتعدية متعدية يعني الى المفعول ولازمة بمعنى انه صد في نفسه فهو صاد واما المتعدية فذلك يعني انه صد غيره صده عن كذا صد عن الايمان صده عن هذا العمل صده عن اتباع النبي صلى الله عليه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر عند الله يعني الصد عن سبيل الله صد الناس عن الايمان صد الناس عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فهذا اعظم مما ذكر من القتال في الشهر الحرام وهكذا في قوله وبصدهم عن سبيل الله كثيرا يصدون يصدون الناس عن الايمان ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله. كثير من هذه المواضع تحتمل ان تكون لازمة وان تكون متعدية يعني ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله يحتمل انهم صدوا في انفسهم ويحتمل انهم صدوا غيرهم ويمكن حمل الاية على المعنيين في كثير من هذه المواضع باعتبار ان القرآن يعبر به بالالفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة وما عرفنا في مناسبات شتى من ان اللفظ اذا احتمل معنيين فاكثر ولم يمنع مانع من حمله عليها فانه يحمل على هذه المعاني و صد هذه كما سبق هي تحتمل هذا وتحتمل هذا في كثير من المواضع ان تكون لازمة او متعدية وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل. صد يعني صد بمعنى انه في نفسه وتذوق السوء بما صددتم صددتم بانفسكم صددتم صددتم غيركم وهكذا في قوله انحن صددناكم عن الهدى هذه هذه قطعا المتعدية صددناكم عن الهدى منعناكم من اتباعه ولا يجرمنكم شنآن قوم ان صدوكم عن المسجد الحرام هذه قطعا بمعنى المنع منعوكم وهكذا في قوله وصدها ما كانت تعبد من دون الله يعني منعها وهكذا بقوله تبارك وتعالى فلا يصد آآ فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها بمعنى المنع ولا يصدنكم الشيطان بمعنى المنع. ففي بعض المواضع ظاهر بل يقطع انها متعدية في بعض المواضع يقطع بانها لازمة. وفي كثير من المواضع تحتمل وتحمل على المعنيين الله تبارك وتعالى وصف المنافقين قال اتخذوا ايمانهم جنة يعني وقاية كالترس يحلفون كذبا ويدفعون عن انفسهم ما وجه اليهم من التهمة اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله. صدوا هذه تحتمل انهم صدوا في انفسهم استمروا على النفاق والكفر لانهم رأوا ان هذه الايمان تحول دون اقامة الحدود عليهم دون ايقاع العقوبة بهم فيحلف منكرا ما وجه اليه من تهمة لاحظ هذه لازمة فصدوا يعني في انفسهم بقوا على الكفر بقوا على النفاق المعنى الاخر فصدوا يعني غيرهم على خلاف في عبارات على اختلاف عبارات المفسرين بعضهم يقول فصدوا اي النبي صلى الله عليه وسلم عن اقامة حكم الله فيهم وبعضهم يقول صدوا المؤمنين عن الانفاق في سبيل الله والجهاد في سبيله وبعضهم يقول صدوا يعني غير المسلمين عن الدخول في الاسلام كل هذه المعاني صحيحة هذا باعتبار انها متعدية متعدية فصدوا فهذه كما قال ابن جزير رحمه الله قال المتعدي بمعنى منع غيره من شيء ومصدره صد وصد ومضارعه بالضم صد يصد والمعنى الاخر بمعنى اعرض يعني في نفسه مصدره الصدود يصدون عنك صدودا يعني يعرضون بانفسهم وهكذا على كل حال تفضل نعم احسن الله اليكم صار له معنيان من الانتقال ومنه تصير الامور والمصير وبمعنى ضمة ومضارعه يصور ومنه فصرهن اليك نعم هذه المادة الصاد والياء والراء ارجعها ابن فارس رحمه الله الى معنى المآل والمرجع المآل والمرجع فصار هذه تأتي مرادا بها الانتهاء الى الحال والتغير مثل صار زيد رجلا يعني انه ال الى هذه الحال صار الطين خزفا صار الماء ثلجا تحول الى ذلك وكذلك تكون انتهاء الى مكان الى مكان صار زيد الى داره وهذه هي التي وردت في القرآن صار زيد الى عمرو والمصير يأتي مصدرا ويأتي اسم مكان وبه ما جاء القرآن يعني في قوله تبارك وتعالى الا الى الله تصير تصير الامور تصير واليك المصير المرجع المآل وفي بعض المواضع يحتمل المصدرية المكان ثم اضطره الى عذاب النار وبئس المصير المكان الذي يصير اليه الموضع الذي يصير اليه ويحتمل ان يكون المراد المصدر وبئس المصير مصيره وساءت مصيرا وهنا تحتمل ان تكون مصدرا ان يكون ذلك للمكان فان مصيركم الى الى النار ابن جزي رحمه الله هنا يقول له معنيان من الانتقال تصير الامور والمصير يقول بمعنى ضم ومضارعه يصول انصرهن اليك فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك على الاصل الذي ذكره ابن فارس رحمه الله ان ذلك يرجع الى المآل المرجع صرهن اليك يربطه بهذا الاصل والله تعالى اعلم نعم تفضل احسن الله اليكم صاعقة لها ثلاثة معان الموت وكل بلاء يصيب وقطعة نار تنزل مع شدة الرعد والمطر وجمعها صواعق ايضا هذه المادة ارجعها ابن فارس رحمه الله الى اصل واحد يدل على شدة والصلقة شدة صوت فيقال الصعق هو الصوت الشديد يقول من ذلك الصاعقة وهي الواقع الشديد من الرعد الوقع الشديد من الرعد ومنه قولهم صعق ايضا اذا مات كانه اصابته صاعقة كانه اصابته صاعقة واطلقت الصاعقة على ما يصحب الرعد الشديد من النار المحرقة تحرق من وقعت عليه ويقال ذلك للصيحة التي يغشى على من سمعها يغشى على من سمعها استعملت في الموت كثيرا والمعاصرون يذكرون ان ذلك يرجع الى شحنة كهربائية هائلة محرقة تحرق من اتصلت به تحرقه ولكن استعمال الصاعقة في القرآن يأتي معان لا يلزم ان تكون بهذه بهذا التحديد الذي ذكروه الاستعمالات في القرآن. فهنا ابن جزي ذكر الموت وكل بلاء يصيب وقطعة نار تنزل من شدة الرعد والمطر. هم رأوا اثرها الذي هو الاحتراق فهؤلاء من المعاصرين قالوا هي شحنة كهربائية هائلة لا شك ان من اتصلت به انه يتفحم او يحترق فهذا احد الاستعمالات لكن قوله تبارك وتعالى مثلا ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض اذا نفخ في الصور هل يحترق هؤلاء الجواب لا هنا قطعا ليست شحنة كهربائية هائلة محرقة او انها نار محرقة كما عبر الاولون وانما المقصود بالصعق هنا الموت لانه قال بعده ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام اليوم. قيام ينظرون يعني يموتون ثم بعد ذلك يقومون ويبعثون اذا هي هنا بمعنى الموت النفخ في الصور صوت هائل فهذا الصوت لا يحتمله الناس فيؤثر موتا يموتون اذا سمعوا هذا الصوت واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فاخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون قادتهم صاعقة العذاب الهون ما المراد به؟ هل هي نار محرقة احترقوا او انه صاح بهم الملك سمعوا صوتا هائلا لم يحتملوه فماتوا وهكذا في قوله تبارك وتعالى فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون يصعقون هنا فسر الموت وقد يفسر بالغشية الغشية وخر موسى صعقا منخر موسى صعقا لم يمت ولكنه اصابته غشية مغشيا عليه بدليل فلما افاق قال سبحانك تبت اليك افاق افاق من الغشية نعم تفضل احسن الله اليكم اصر على الذنب يصر اصرارا دام عليه ولم يتب منه نعم. هذه المادة الاصرار ذكر ابن فارس رحمه الله انها ترجع الى اصول ترجع الى اصول ذكر الاول منها وذلك من قولهم سر الدراهم يسرها سرا فهذا يرجع الى ماذا صر صر الدراهم يعني انه ضمها وجمعها والخرقة التي يجعل ذلك فيها يقال لها صرة الصرة كذلك ايضا الصرار يعني الخرقة التي تشد على اطباء الناقة التي نسميها الناس اليوم يسمونه ايش ماله هذه الخرقة اللي توضع على اطباق الناقة يقال لها الصرار والناس يعبرون اليوم يقولون اصرار صرار صرار فهذا الذي يوضع من اجل الا يرضعها فصيلها يقال له الصرار المعنى الثاني الذي ذكره يختلف عن هذا تماما فهو من السمو والارتفاع السمو والارتفاع ذكر ان الاصل في هذا الصغار وهي اماكن مرتفعة لا يكاد الماء يعلوها مواضع في الارض تكون ناشزة مرتفعة الصرار والصرار المواضع المرتفعة هذا المعنى الثاني المعنى الثالث البرد والحر وهو السر ويقال ايضا سر الريح السر يقال لي الريح الباردة واما المعنى الرابع الذي ذكره فهو الصوت ومن ذلك الصرة شدة الصياح فاقبلت امرأته في سره يعني صيحة لما سمعت هذه البشارة بالولد لم تتمالك فصاحت هذه الصيحة لاحظ هذه المعاني الاربعة التي ذكرها ابن فارس بما يتعلق بالمعنى الاول الذي ذكره الصر جعل منه الاصرار الذي هو العزم الاصرار الذي هو العزم على الشيء وكذلك الاصرار الذي هو الثبات على الشيء وجعل من ذلك ايضا الصرصور ما هو الصرصور القطيع الهائل من الابل يقال له صرصور الكثير من الابل يقال له صرصور فهذا يرجع الى معنى الجمع يرجع الى معنى الجمع هو المعنى الاول فهذا الذي يصر بمعنى انه يكون قد اجمع على هذا الامر وعزم عليه لذلك يقال بان اصل الصر الجمع والشد لاحظ فكل شيء جمعته فقد سررته وهذا مستعمل الى اليوم وهكذا يقال يعني معنى الشدة لو نظرنا الى هذه المعاني الاربعة التي ذكرها ابن جزير يمكن ان يرجع بعضها الى معنى الشد يعني الصرصر مثلا الريح الشديدة بعضهم يرجع ذلك الى المعنى معنى الشد هذه الريح الشديدة فيها برودة كمثل ريح فيها سر شدة البرد فاهلكوا بريح صرصر وهكذا فارسلنا عليهم ريحا صرصرا ويمكن ان يرتبط بهذا ايضا معنى الصوت الصيحة ونحو ذلك لان هذه الريح الصرصر تصوت لها صوت صرصر لها صرير يسمع لها صوت فمعنى الشدة ومعنى الصوت يمكن ان يلتئم منه معنى واحد والله اعلم واني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا اصابعهم في اذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا هنا بمعنى الثبات على الشيء والعزم عليه فهو يرجع الى معنى الجمع ثم يصر مستكبرا كذلك ايضا كانوا يصرون على الحنف يعني الثبات على الشيء والعزم وهكذا ولم يصروا على ما فعلوا في التوبة شروط التوبة الاقلاع والعزم على الا يعود بخلافه ان يصر على الذنب وهكذا نعم تفضل احسن الله اليكم صواع مكيال وهو السقاية والصاع وسواع بالسين اسمه صنم هذه المادة يقول ابن فارس لها بابان الاول يدل على تفرق وتصدع صاد والواو والعين الاول يدل على تصدع وتفرق تقول تصوعوا تصوع القوم تصوع الناس بمعنى بمعنى تفرقوا ويقال انصاعوا سراعا يعني مروا كذلك هذا المعنى الاول التفرق والتصدع تفرق التصدع الناس يعبرون اليوم بعبارات مثل هذا للبعيد يقولون صاع فلان فهو صايع يعني كانه قد ضاع وضيع باعتبار انه لا يسير في جادة صحيحة ولا يهدف الى امر سوي وانما كما قال الله عز وجل ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا وهو في كل واد يذهب حيث املت عليه نفسه الامارة بالسوء المعنى الاخر الذي ذكره ابن فارس رحمه الله وهو الاناء الاناء الصاع والصواع هو الاناء الذي يشرب به وقد يستعمل كمكيال من المكاييل يقال له الصاع يقال انه قيل له ذلك لانه يدور ب المكين يقال صاع باقرانه او الابل اذا اتاهم من نواحيهم اتاهم من نواحيهم ولهذا لا زال الناس يستعملون مثل هذا. قال فلان يصوع فلانا وفلان يصوع القوم بهذا المعنى ولو انعمت النظر فانه قد يرجع الى المعنى الاول او يرتبط به الذي هو التفرق التصدع تفرق والتصدع هذا من حيث اصل المعنى وكما ذكرنا في مناسبات سابقة ان المعنى المباشر يختلف عن هذا بعض الشيء لكنه يرجع اليه ولذلك نحن في التفسير ان شاء الله اذا انتهينا من هذه المفردات لا نحتاج الى مثل هذا التفصيل في المواضع التي نأتي عليها وانما ندرجها ونذكر المعاني المباشرة الا في بعض الجزئيات التي يحتاج اليها لكن هذا التفصيل يحتاج اليه من اجل تنمية الملكة والقدرة على الجمع بين المعاني التي يذكرها المفسرون فاذا تكررت مثل هذه الالفاظ لطالب العلم وتشربها صار عنده من الملكة القدرة على التعامل مع اقوال المفسرين فيما يبدو انه اختلاف فانه يستطيع ان يربط الكثير منها وان يرجع ذلك الى معنى يلتئم تحت الاية هذا هو المقصود والا كان يمكن ان يمر على هذه الكلمات يذكر المعنى الراجح فيها المباشر تنهى هذه الكلمات جميعا في اربع مجالس باربع مجالس باربعة مجالس على كل حال هنا يتحدث عن الصواع ويقال الصواع بالكسر ايضا يقول هو مكيال وهو السقاية جعل السقاية في رحل اخيه كما قلنا بانه في الاصل اناء للشرب وقد يستعمل للكي وكذلك ايضا يقال بالسين للصنم سوا قالوا نفقد صواع الملك المقصود به هذا الاناء الذي يستعمل الكي واصله يستعمل بالشرب اما المعنى الاخر السواع فكما قال الله عز وجل وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يأخذا ويعوقا ونشرا قوله ولا سواعا يعني صنم وهذه اصلها والله تعالى اعلم اعجمية اعني اسم صنم. ومن ثم اللا حاجة لربطها بالمعاني السابقة لا التفرق والتصدع ولا المكيال نعم تفضل احسن الله اليكم صابين قوم يعبدون الملائكة ويقولون انها بنات الله وقيل انهم يرون تأثير الكواكب وفيه لغتان الهمز وتركه من صبا الى الشيء اذا مال اليه نعم هذه المادة صاد الباء والحرف المعتل ارجعها ابن فارس رحمه الله الى ثلاثة اصول الاول يدل على صغر السن الصبية والصبيان هي في الاصل تدل على صغر السن وقد يعبر بذلك عما يكون ملحقا بهؤلاء الاضافي عقله وسوء تدبيره يقال للكبير صبي وفلان يتصابأ ونحو ذلك اذا ظهر منه فعل الصبيان وتدبير الصبيان ومن الباب صبا الى الشيء يصبو اذا مال قلبه اليه وتلاحظ انهم يقولون فلان ليست له صبوة يعني ما يكون من افعال الصبيان مما يخرجهم عن حد الاعتدال والاستقامة فهذه يقال لها الصبوة لذلك قيل ولن يصبو الى كذا يميل اليه فهذا الميل قد يكون حامله الهوى عامله الهوى المعنى الثاني الذي ذكره ابن فارس نوع من الرياح وهي الصبا يقولون هي التي تستقبل القبلة يقول النبي صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا الصبا هي الرياح التي تأتي من قبل المشرق واهلكت عاد بالدبور والدبور الرياح التي تأتي تهب من قبل المغرب الرياح يقال لها شمالية وجنوبية ترقية وغربية كل نوع من هذه الرياح لها اسم عند العرب. المعنى الثالث الذي ذكره ابن فارس وهو الامالة الامالة. يقال صابيت الرمح بمعنى الامالة وهذا قد يرجع الى الى المعنى الاول قد يرجع الى المعنى الاول ولو انعمت النظر ولربما تجتمع هذه المعاني الثلاثة فهذه الريح حينما تميل الى هذه الناحية يقال لها صبا والصبي والتصابي والصبية فيها معنى الميل الميل هذا بالنسبة لغير المهموز صبا صبا اما المهموز صبأ صبا فهذا عند ابن فارس يدل على خروج وبروز خروج وبروز ويقال صبأ من دين الى دين يعني خرج اصله الخروج يقال صبأ ناب البعير صبأ الزرع بمعنى طلع وظهر خرج الخارج من دين الى دين يقولون له صابئ ويجمع على صابئين صبا صبا يقولون صبأ فلان اذا خرج عن دينه وبعضهم يقول نسبة الى الصابئة حينما يقولون فلان الصابئ المشركون في مكة كانوا يعيرون من دخل في الاسلام وقال صبأ يقال هو صابئ ونحو ذلك. بعضهم يقولون خرج يعني عن دينه وبعضهم يقول المقصود انهم ينسبونه الى الى الصابئة الى الصابئة هم الذين اشار اليهم ابن جزي رحمه الله وذكر الاقوال فيهم القوم يعبدون الملائكة ويقولون انها بنات الله وقيل انهم يرون تأثير الكواكب وفيه لغتان الهمز صابئ ويقال ايضا صابي ويقال صبأ ويقال صبا بغير همز ولاحظ انه ارجعه الى الميل يعني كانه مال الى دين اخر مثلا فمعنى الخروج معنى الخروج او الميل موجود في هذه المعاني جميعا والله تعالى اعلم يقال صبأ النجم بمعنى طلع لاحظ في قولهم فلان يصبو الى كذا اذا كان ينزع اليه ويشتاق اليه وفعل فعل الصبيان فعل فعل الصبيان هكذا يقولون ولذلك يقولون بان العشق والتعلق المذموم انه من فعل الصبيان تصبو نفسه اليه ففعل فعل الصبيان فيتصرف تصرفات مراهقين كما يقال واضح؟ يحصل هذا للكبير حينما يتصابأ رجلا كان ام امرأة يتصرف تصرفات غير لائقة اذا ابتلي بالعشق فيتغشى ذلك عقله ويصدر عنه ما يعيبه على غيره والله المستعان المقصود ان الصابئ هو الخارج من دين لاخر هكذا يقولون بان اصله يرجع الى ذلك لكن من هم الصابئ الذين ذكروا في القرآن من هؤلاء الصابئة؟ الله تبارك وتعالى يقول في مقام الوعد ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا. من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون هذا في مقام الوعد وفي مقام الحكم والجزاء والفصل بين الطوائف المختلفة ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة. لاحظ في هذه الاية من سورة الحج انه ذكر المجوس والذين اشركوا فهؤلاء على دين باطل فذكر ذلك معهم في مقام الفصل والحكم بين الطوائف المختلفة. اما الاول ففي مقام الجزاء فمن هم الصابئون كلام اهل العلم في هؤلاء كثير والذي يظهر والله تعالى اعلم ان الصابئة يطلق على اكثر من طائفة هذه هي الخلاصة الصابئة يطلق على اكثر من طائفة بكتب الملل والفرق والنحل الاديان وفي كتب التفسير وفي كتب اللغة حاصل ذلك ان هؤلاء اكثر من طائفة فبعضهم يقول كلام اهل العلم في هؤلاء بعظهم يقولون هما فرقتان يهودية نصرانية وفرقة وثنية هذه الوثنية هي التي اشار اليها ابن جوزي رحمه الله قال قوم يرون تأثير الكواكب او قال قوم يعبدون الملائكة ويقولون هم بنات هم بنات الله. فهؤلاء من الوثنيين من المشركين وبعضهم يقول هم قوم عدلوا عن دين اليهودية والنصرانية الى عبادة الملائكة يعبدون الملائكة وبعضهم يقولون هم قوم لا دين لهم وبعضهم يقول لهم دين يشبه دين النصارى الا ان قبلتهم نحو مهب الجنوب يزعمون انهم على دين نوح عليه السلام وبعضهم يقول دين هؤلاء مركب من اليهودية والمجوسية وقيل هم قوم يعبدون الكواكب وقيل يعبدون الملائكة ويصلون الى القبلة ويقرأون الزبور وقيل قوم من الموحدين لكنهم يعتقدون تأثير النجوم وهذا غريب كيف يوحدون ويعتقدون تأثير النجوم الان الطائفة التي يقال لها الصابئة الموجودة في العصر الى عصرنا هذا الطائفة المعروفة التي توجد العراق ولهم وجود قليل في غيرها وهم ايضا في العراق قلة هم قلة يوجدون في اكثر من موضع هؤلاء ما هي عقيدتهم يزعمون ان يحيى عليه السلام هو نبيهم ويؤمنون ببعض الانبياء كادم ونوح عليهم الصلاة والسلام وهؤلاء يقال لهم المندائيين مندائيين هكذا يقال لهم يقدسون الكواكب والنجوم ويتجهون في صلاتهم الى القطب الشمالي فهذا على تفاصيل كثيرة تذكر تجدونها في مضانها هذا في المعاصرين الان في العراق ولا ذكر شيخ الاسلام رحمه الله ان الصابئة نوعان نوع حنفاء الطائفة الاخرى من المشركين الذين يعبدون الملائكة ويقرأون الزبور ويصلون فهؤلاء مشركون اذا حاصل ما يذكر ان الصابئة منهم حنفاء هؤلاء بعضهم يقول ام طائفة من اهل الكتاب وبعضهم يقولون ليسوا من اهل الكتاب لكنهم حنفاء. فهؤلاء هم الذين ذكروا في مقام الوعد مع اليهود والنصارى يعني من امن بالله يعني من كان كذلك على ايمان وتوحيد قبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم فهم موعودون الجنة او من امن بالله يعني داخل في الايمان بعد بعث النبي صلى الله عليه وسلم وانه في مقام الحكم والفصل بين الطوائف ذكر المجوس والمشركين معهم الله يفصل بين هذه الطوائف المختلفة فالصابئة اذا يقال لقوم من الحنفاء ويقال ايضا لقوم من المشركين سواء قيل يعبدون الملائكة او يعبدون او يعبدون الكواكب عند النظر في كلام اهل العلم في وصف حال هؤلاء وهؤلاء فان الذين يعبدون الكواكب يزعمون ان الملائكة تنزل او الارواح الطيبة تنزل في هذه الكواكب فيتقربون اليها ويعبدونها لاحظ ودون الملائكة ويعبدون الكواكب فبعضهم يقول انهم يزعمون ذلك ان الملائكة تنزل في هذه الكواكب وهؤلاء يقال ان الصابئة الذين يعبدون الكواكب هم الذين اتى عليهم ابراهيم صلى الله عليه وسلم في رحلته الى الشام وحصلت معهم المناظرة التي ذكرها القرآن فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما افلا قال لا احب الافلين فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما افلا قال لان لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي فلما افلت قال يا قومي اني بريء مما تشركون اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات سوى الارض حنيفا وما انا من المشركين لاحظ الان هذه الراجح من اقوال المفسرين انها كانت على سبيل التنزل على سبيل المناظرة من باب التنزل مع المخالف لا من باب النظر يعني خلافا لمن كان يقول ان ابراهيم قال ذلك ناظرا لا مناظرا يعني كان يعتقد ربوبية الكوكب حتى تبين له انه لا يصلح للعبادة حاشا ان يكون ابراهيم عليه الصلاة والسلام كذلك وانما كان ذلك على سبيل التنزل في باب المناظرة والله اعلم احسن الله اليكم الصبابة هل هي من هذا الباب الصبابة الصبابة هي مرتبة من مراتب المحبة عالية يقولون بانها الانصباب القلب نحو المحبوب هذه ترجع الى الصبابة صبا انصباب القلب انسداب القلب نحو المحبوب وليست من صبا او صبأ المهموز وانما صبب الصب نعم احسن الله اليكم كيف الصبيان الصبيان يقال لي الخدم يقال للخدم كانهم قيل لهم ذلك ل دنو مرتبتهم فنزلوا منزلة الصغير لدنو مرتبتهم. يقال صبيان فلان صبي يعني خادم فهذا كانه لدنو مرتبتهم والله اعلم فالناس يستعملونهم في الخدمة استعمال الصبي فلا يحترزون لهم يعني قد يحترز للكبير فلا يطلب منه ان يقوم بالخدمة بل يقام على خدمته اما هؤلاء فانهم يؤمرون وينهون فيما يتصل الخدمة والله اعلم نعم تفضل احسن الله اليكم تصطلون تفتعلون. من صلي بالنار اذا تسخن بها والطاء بدل من التاء هذه باصلها مضى الكلام عليها تكلمنا على هذا اليس كذلك تكلمنا على هذا تصطلون تحدثنا عن الصلة ويصلاها ما تعني الدخول ومقاسات حر النار وذكرنا اصل هذا بالكلام على الصلاة ولا حاجة اعادته وقرأنا ما يتعلق بكلام ابن جوزي بهذا الموضع اليس كذلك؟ بلى نعم تفضل. احسن الله اليكم اصطفى اي اختار واصله من الصفا اي اتخذه صفيا نعم الاصطفاء ارجع معنى ذلك ابن فارس رحمه الله الى معنى واحد وهو الخلوص من كل شوق صافي والصفاء الصفوة والصفاء يقابل الكدر ومن الباب نفسه الصفا الصفا الحجر الاملس هو الذي يقال له ايضا الصفوان يقال انه قيل له ذلك لانه قد صفا من الطين والرمل ويقال ايضا يوم صفوان اذا كان صافي الشمس الشديد البرد هذي اصل هذه المادة يدل على خلوص نقاء ومن هنا يقال اصفاه بكذا اثره به وخاصة افاصفاكم ربكم بالبنين. يعني خصكم بها والمصطفى هو المختار واصطفيتك لنفسي اصطفى البنات على البنين لقوله ايضا لمريم رحمها الله ان الله اصطفاك وطهرك بمعنى الاختيار والاجتباء ان الله اصطفاه عليكم. طالوت رحمه الله وكذلك ايضا اني اصطفيتك على على الناس برسالات يعني اخترتك الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس فالصفوة من كل شيء يا خالصه الصفوة من كل شيء هي خالصه. ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العالمين وهكذا ان الله اصطفى لكم الدين يعني اختاره لكم. فهذا كله يدل على خلوص من كل من كل شوق ان الصفا والمروة من شعائر الله اجر فيه معنى الصفاء ليس فيه شوب من رمل ونحو لي كمثل صفوان عليه تراب لاحظ قيده هنا. عليه تراب. اذا صفوان غير التراب فاصابه وابل فتركه صلدا رجع الى اصل وملاسته نعم تفضل احسن الله اليكم صغار بفتح الصاد ذلة ومنه صاغرون والصغير ضد الكبير. نعم هذه المادة الصاد والغين والراء ارجعها ابن فارس رحمه الله الى معنى واحد يدل على قلة وحقارة ومن ذلك الصغر يقابل الكبر الصغر يقابل الكبر والصاغر هو الراضي بالضيم قال هو الصاغر صغرا وصغارا الصغار بمعنى يأتي بمعنى الحقارة الذل والمهانة ونحو ذلك مما يرجع الى هذا المعنى اذى الصغر قد يكون حسيا وقد يكون معنويا كما هو الشأن في كثير من هذه المواد اللغوية في استعمالها يعني تذكر في الامور المحسوسة وتطلق على اشياء معنوية اشياء يعني فيما يتعلق بالصغر بالجرم والحجم كذلك ايضا بالقدر والمنزلة فهذا يقابله الكبر والفعل فيهما واحد صغر صغيرا هذا وبعضهم يقول انه في الاشياء المحسوسة المادية يقال صغر يصغر صغير مصدر الصغر في المعنويات يقال صغر والمصدر الصغارة الصغار الصغر المعنوي مثل ايش؟ سيصيب الذين اجرموا صغار ما معنى الصغار هنا بمعنى ايه الذل والمهانة وانقلبوا صاغرين يعني دليلين انك من الصاغرين يعني الاذلاء وفي المادي ولا تسأموا ان تكتبوه صغيرا او كبيرا الى اجله صغيرا مع انه يحتمل لكن في كثير من المواظع يكون محتملا وكل صغير وكبير مستقر. كل الاعمال والجنايات مكتوبة الصغار والكبار هذا يحتمل المعنوي ويحتمل المادي. فبعضهم يقول اي في القدر والمنزلة ما لهذا الكتاب كتاب الاعمال لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. فهذا ايضا يحتمل المعنوي والمادي ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة هذا يقولون يعني يرجع الى المادي نفقة صغيرة او الكبيرة ولا اصغر من ذلك ولا اكبر هذا في المادي والله اعلم بقوله تبارك وتعالى حتى يعطوا الجزية عن يدوا وهم صاغرون هنا بمعنى الذل والمهانة وهكذا في قوله ولنخرجنهم منها اذلة وهم صاغرون. يعني اذلة الصغر يقال لهذا وهذا يقال فلان صغير قد يقصد به في السن وقد يقصد به القدر كان صغير نعم تفضل احسن الله اليكم صدف عن الشيء يصدف اعرض عنه نعم هذه المادة ارجعها ابن فارس الى اصلين الاول يدل على الميل الميل صدفة عن الشيء اذا مال عنه وولى ذاهبا صدف والثاني على عرظ من الاعراظ الصدف المعروف المحارة بالبحر صدفة فهذه لكن الذي يعنينا هو المعنى الاول الذي هو الميل عن الشيء الصدف يقال الصدف لاحظ ميل في القدم قدمين يعني او ميل في اليدين لاحظ ارتباط المعاني الصدف و الصدف والصدفة ايضا يقولون الجانب والناحية فجانب الجبل اذا تحاذيا يقال لهما ذلك يقال ليش؟ لتصادفهما وتلاقيهما. ومن هنا يقال صادفت فلانا اي وجدته ولاقيته والمصادفة الموافقة المصادفة الموافقة بهذا الاعتبار انه في اصله يرجع الى ميل ويقال لي ناحيتي الجبل صدفة وهذا بالنسبة للاشياء المحسوسة ويقال ايضا في الامور المعنوية والصدوف الميل عن الشيء. العدول والاعراض عنه لكن مما جاء في القرآن مثلا في الحس المادي حتى اذا ساوى بين الصدفين ما المقصود بالصدفين هنا؟ يعني بين يقال بين الجبلين لماذا قيل له صدفة؟ كل ناحية من الجبل تقابل الاخرى فكأنها تصادفها اصادفها اي تلاقيها وتميل اليها تقابلها تواجهها. ساوى بين الصدفين. المقصود انه بين الجبلين هذا المعنى المباشر. لكن اصل المعنى تلاقي والتقابل نعم كانه يميل الى الاخر. ومن هنا يقال صادفته يعني لقيته صادفته المصادفة وهذه العبارة يستخدمها الناس كثيرا رأيته لقيته صدفة يقصدون على غير ميعاد ولا محظور فيها شرعا. يعني بعظ الناس يظن ان ذلك ينافي القدر لا يقصدون بذلك من غير تقدير الله عز وجل وانما يقصدون من غير ترتيب من غير ميعاد لقيته صدفة مصادفة صادفته هذا لا اشكال فيه ولا محظور والله تعالى اعلم وهنا اذا في قوله تبارك وتعالى انظر كيف نصرف الايات ثم هم يصدفون ما معناه الميل والاعراض الميل والاعراض. فمن اظلم ممن كذب بايات الله وصدف عنها بمعنى اعرض وما لا عنها. سنجزي الذين يصطفون عن اياتنا يعني يميلون ويعرضون نعم تفضل احسن الله اليكم. صريخ مغيث ومنه ما انا بمصرخكم هذه المادة ارجعها ابن فارس رحمه الله الى اصيل يدل على اصيل يدل على صوت رفيع صريخ من ذلك الصراخ وهو الصوت المرتفع الشديد الصارخ المستغيث ويقال ايضا الصارخ للمغيث المغيث وقيل ان المغيث يقال له مصرخ مصرخ ويقال الصريخ ايضا لصوت الصارخ كما يقال لي المغيث وللاغاثة ايضا يقال لها صريخ استصرخ بمعنى فلان يستصرخ يعني يستغيث استصرخ القوم فاصرخوه اصرخه يعني اغاثه اغاثه يقال ايضا استصرخ بمعنى تصارخ استصرخ القوم يعني تصارخوا فلا صريخ لهم يعني لا مغيث او اغاثة فاذا الذي استنصره بالامس يستصرخه يعني يستغيث به وهم يسترخون فيها يمكن ان يكون بمعنى الصراخ رفع الصوت فبين هذه المعاني ملازمة فهي ترجع الى هذا المعنى الذي ذكره ابن فارس وهو الصوت المرتفع. لان الصارخ اصلا هذا المستغيث يرفع صوته مستغيثا يطلب الغوث واضح فهذا هذا اصله والشيطان يقول ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي هنا ما المعنى بمغيثكم ومخلصكم ولا انتم كذلك نعم احسن الله اليكم صلصال طين يابس فاذا مسته النار فهو فخار. نعم هذه المادة ارجعها ابن فارس الى اصلين الصاد واللام ارجعها الى اصلين الاول يدل على نجا وما قليل ندى وما قليل ومنه الصلة وهي الارض وتسمى الثرى لنداها يقال للعشب المتفرق ايضا صلال والمطر المتفرق يقال له صلال فالعشب المتفرق يقال له ذلك لانه يسمى باسم المطر المتفرق صلالة المعنى الثاني يدل على صوت صوت منه الصلصلة والخزف يقال له صلصال باي اعتبار لانه يصوت يصوصن اذا له صوت فقيل له صلصال بل هذان معنيان ولذلك يقال الصلصلة ايضا حكاية الصوت ويقال الصلصال بمعنى اوسع لكل مجف من طين قبل ان تصيبه النار ويصير فخارا وخزفا بهذا الاعتبار. لماذا؟ لانه له صوت يصوت اذا ضربت هذا الصلصال هذا الطين اليابس صار له صوت طين يابس يصوصل من يبسه والله لما ذكر اطوار خلق الانسان ذكر التراب وذكر الطين وذكر الصلصال وذكر شبهه ايضا الفخار اليس كذلك فهذه مراحل فاول ذلك تراب فخلط بالماء فصار طينا واضح؟ صار طينا ترك فصار حمأ مسنونا يعني متغيرا فلما جف صار صلصالا لما جف صار صلصالا هذه مراحل ليست متنافية او متعارضة وانما مر باطوار في خلقه فهنا ابن جزي رحمه الله يقول الطين اليابس فاذا مسته النار فهو فهو فخار ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حمأ مسنون والحمأ هو المتغير اذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فهذا معنى الصلصال والله تعالى اعلم طيب نتوقف عند هذا استريح قليلا ثم ان شاء الله