تكون قبل البسملة وتكون في ابتداء في ابتداء السور بلا مريح لكن اذا ابتدأ القارئ من وسط السورة فهل يتعوذ او يبسمل او يتعوذ ويبسمل اذى فيه خلاف بين اهل العلم الاستعاذة وحاصل هذه الصيغ التي تذكر في الاستعاذة منها ما يرجع الى المروي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومنها ما ينقل عن بعض السلف رضي الله تعالى يعني القارئ انه لا يتعوذ انه ما كان يتعوذ يعني الامام نافع. من اي وجه لئلا يظن ظان او يتوهم متوهم ان الاستعاذة من القرآن او انها واجبة قد كان بعض السلف يتركون يكون اولى يكون اولى ولكن هؤلاء يقولون في مثل هذه المواضع يستعيذ ثم يبسمل وهذا لا دليل عليه لكن اهل العلم قد يذكرون الاستحباب على ما لم يرد فيه دليل بعيد عن رحمة الله تبارك وتعالى وبعضهم يقول انه مأخوذ من شاطأ يشيط اذا هاج واشتد غضبا قال استشاط فلان غضبا شاطئ يشيط هكذا اذا احترق وهلك اي مشاطن عصاه عكاه الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحابته الطيبين من الطاهرين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا والحاضرين والمستمعين اما بعد فيقول الامام ابن جزيل الكلبي الكلام على الاستعاذة فيه عشر فوائد من فنون مختلفة الاولى لفظ التعوذ على خمسة اوجه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهو المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم والمختار عند القراء واعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وهو مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم. واعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم واعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي واعوذ بالله المجيد من الشيطان المريد وهي محدثة. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كلام على الاستعاذة فيما ذكره المؤلف رحمه الله جاء في هذه المسائل العشر هذه اولاها وهي ما يتعلق بلفظ عنه فالمنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم يرجع الى اربع صياغة وهناك صيغتان ترجعان الى ذلك من جهة الاصل من جهة الاصل يعني ان اصحابهما كأنهم ركبوا من بعض الروايات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم صيغة واما باقي الصيغ فهي مما نقل عن بعض السلف ومنشأ ذلك انهم فهموا من الامر بالاستعاذة فاستعذ بالله ان المقصود وتحقيق الاستعاذة يعني باي صيغة باي صيغة كان فجاءوا بمثل هذه بمثل هذه الصيغ. اما الصيغ المنقولة بنصها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اول ذلك هي الصيغة الاشهر وهي ان يقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم هذا الذي عليه اكثر القراء كابي عمر وعاصم وابن كثير وهو المنقول عن عامة السلف رضي الله تعالى عنهم من الصحابة فمن بعدهم جاء ذلك عن عمر رضي الله عنه وعن ابن عمر ومن الائمة جاء ذلك عن ابي حنيفة والشافعي واحمد هذه الصيغة المشهورة وهي المختارة عند العامة عامة القراء اما الصيغة الثانية ايظا وهي مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي التي جاءت في دعائه صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل فقد كان صلى الله عليه وسلم يدعو بدعاء الاستفتاح ثم بعد ذلك يقول اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم فهذا منقول بحروفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن في صلاة الليل وكأن هذا هو الذي حمل الجمهور على اختيار الصيغة الاولى باعتبار ان هذه جاءت بمناسبة خاصة وهي قيام وهي قيام الليل كذلك الذين اختاروا هذه الصيغة الثانية نظروا الى قوله تبارك وتعالى واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم. وفي الاية الاخرى واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم. اولئك نظروا الى قوله تعالى فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. وقالوا هذا في خصوص في خصوص التلاوة في خصوص القراءة واما هنا فان ذلك لم يرد في خصوص التلاوة وانما جاء في نزغ الشيطان واما ما روي عن اما ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك في صلاة الليل فكان ذلك كان سببا للعدول عن هذه الصيغة الى قولي اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. على كل حال هذه ايضا الصيغة الثانية اختيار جماعة من القراء هي مروية عن حمزة وقد نقلت ايضا عن جماعة من السلف كالحسن وابن سيرين وهي ايضا منقولة عن الشافعي وكذلك الامام احمد في رواية عنه وقد ذكر ابو عمرو الداني رحمه الله ان هذه الصيغة انه على استعمالها عامة اهل الاداء من اهل الحرمين والعراقين والشام هذه هي الصيغة الثانية. واما الصيغة الثالثة فهي ان يقول اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم لكن مع زيادة من همزه ونفخه ونفسه وهذا ايضا جاء في حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ايضا في صلاته صلاة الليل وفيه هذه الزيادة بعد دعاء الاستفتاح المعروف. سبحانك اللهم وبحمدك الى اخره. فيقول ذلك فهذه على كل حال خصها بعض اهل العلم بقيام الليل قالوا لم ينقل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في تلاوته الصيغة الرابعة ايضا المنقولة عنه عليه الصلاة والسلام قريبة من هذا لكنه مع شيء من المغايرة يسير يعني الثالثة يقول اعوذ بالله السميع العليم الصيغة الرابعة اللهم اني اعوذ بك اللهم اني اعوذ بك من الشيطان الرجيم وهمزه ونفخه ونفه يعني من غير ان يقول السميع العليم وفي مبدأها يقول اللهم اللهم اني اعوذ بك من الشيطان الرجيم وهذا جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اللهم اني اعوذ بك من الشيطان الرجيم وهمزه ونفخه ونفسه وهذه الروايات صحيحة الروايات الاربع ثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. وقد اختار هذه الصيغة الاخيرة هي مروية عن الحسن البصري ايضا اختارها اسحاق ابن راهوية رحمه الله فهذه الصيغ الاربع لقائل ان يقول ان الاكمل ان يختار اكمل هذه الصيغ ومن نظر الى ما يتعلق بالقراءة وان الله تبارك وتعالى قال فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم فهذه بها اعلق مما يتصل موضع خاص او موطن خاص كنزغ الشيطان او ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل ويمكن ان يقال بان القارئ مثلا مخير وينوع بين هذه الصيغ وان ذلك جميعا من السائغ بما انه قد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فان قوله تبارك وتعالى فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم لم يحدد الصيغة وهذه جميعا من صيغ الاستعاذة المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو مخير يختار اي هذه الصيغ شاء هذا لا اشكال فيه ان شاء الله بل اختار اكمل هذه الصيغ او انه نوع بين هذه الصيغ او انه اقتصر على الاولى باعتبار ان ذلك هو الاقرب الى قوله فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم مع ان قوله فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم كما سبق لا يحدد لا يحدد صيغة فيكون القارئ مخيرا بين هذه الصيغ يختار من ايها شاء. هناك صيغتان ترجعان الى شيء من هذا وذلك اعتبار ان هؤلاء كانهم اخذوا من هذا وهذا كقول بعضهم بانه يقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الله هو السميع العليم. يعني هذه الصيغة بهذا اللفظ ليست مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم ارادوا ان يجمع بين الصيغة الاولى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما جاء في بعض تلك الروايات وما جاء في الايتين من ذكر السميع العليم بنزغ الشيطان هذا جاء عن نافع وبن عامر والكسائي من القراء وهو مروي ايضا عن حمزة وابي عمرو وقد روي ايضا عن بعض السلف ومروي عن بعض من ذكر كعمر رضي الله عنه وابن سيرين وممن قال به من اهل العلم سفيان الثوري والاوزاعي وهو رواية عن احمد اختارها بعض اصحابه هناك صيغة اخرى ايضا ان يقول اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم هذا مبناه على ما جاء في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما في دعاء دخول المسجد الذكر الذي يقال عند دخول المسجد. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك هذا عند دخول المسجد اما الصيغ المنقولة عن السلف رضي الله تعالى عنهم فهذه كثيرة جدا وكما قلت بانهم لم يفهموا التحديد تحديد الصيغة لفظا من الاطلاق المذكور في قوله تبارك وتعالى فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. ان المطلوب هو الاستعاذة ولكن يمكن ان يقال بان هذه الاستعاذة التي امر الله عز وجل بها هي مبينة ب من تشرح سنته القرآن فعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نستعيذ؟ ومن هذه الصيغ اعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم وهكذا اعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم اعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم ان الله هو السميع العليم اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ان الله هو السميع العليم استعيذ بالله من الشيطان الرجيم او نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. اعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي واعوذ بالله المجيد من الشيطان المريض اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واستفتح الله وهو خير الفاتحين اعوذ بالله السميع اعوذ بالله السميع الرحمن الرحيم من الشيطان الرجيم واعوذ بك ربي ان يحضرون او يدخلوا بيتي الذي يؤويني هذه ايضا صيغة منقولة عن بعض السلف وهكذا ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الله هو السميع العليم وهكذا اعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين. واعوذ بالله ان يحضرون. لكن مثل هذه الصيغ يمكن ان يقال بان ذلك لا يكون مختارا بحال من الاحوال وقد جاءنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الصيغ الثابتة الاربع فيكون القارئ مخيرا بين الصيغ الاربع والامر في ذلك الامر في ذلك يسير ان شاء الله تفضل نعم احسن الله اليكم الثانية يؤمر القارئ بالاستعاذة قبل القراءة سواء ابتدأ اول سورة او جزء سورة والامر بذلك على الندب. نعم. هذه الاستعاذة تكون قبل القراءة الله تبارك وتعالى يقول فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم وظاهر هذا قد يفهم منه ان الاستعاذة تكون بعد بعد القراءة وهذا نقل عن جماعة من اهل العلم نقل عن حمزة من القراء ونقل عن ايضا اخرين كابن ابي حاتم وكذلك عن ابي هريرة رضي الله عنه من الصحابة ونقل عن جماعة من السلف كابن سيرين والنخعي اعني ابراهيم ونقل عن داوود الظاهري من الفقهاء هو محكي عن الامام مالك ايضا وان كان هذا قد استغربه بعض المالكية ولكن هذا النقل عن هؤلاء يرده بعض اهل العلم ويقولون ان ذلك لا يثبت عن احد منهم كما سيأتي هؤلاء الذين يروى عنهم ذلك وقد لا يثبت ما مبنى هذا القول مبناه ظاهر الاية ومن جهة التوجيه ان هذه الاستعاذة التي تكون بعد القراءة تكون دافعة للعجب دافعة للعجب ان القارئ قد قام بعمل صالح فهذه الاستعاذة تدفع عنه العجب وتبقى معه ثمرة القراءة لكن الذي عليه عامة اهل العلم بل نقل عليه بعض اهل العلم الاجماع ان ذلك انما يكون قبل القراءة وان هذه الاية ليس محملها ما ذكر من ان المطلوب ان يستعيذ بعد القراءة فقالوا ان هذه نظير ما جاء في قوله تبارك وتعالى اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا. يعني اردتم القيام فالوضوء يكون قبل الصلاة وكذلك اذا اردتم القراءة قراءة القرآن اذا اردت القراءة فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم وهكذا كما في قوله تبارك وتعالى واذا قلتم اعدلوا يعني اذا اردتم القول وهكذا ايضا واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب يعني اذا اردتم سؤالهن فاسألوهن من وراء حجاب وهكذا يا ايها الذين امنوا اذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة يعني اذا اردتم المناجاة وليست الصدقة بعد بعد المناجاة لانه كان المقصود بهذه الصدقة كما هو معلوم التخفيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من كثرة النجوى اوقع الماضي يعني اذا قرأت اوقع الماضي مكان المستقبل وقد دلت السنة على ان الاستعاذة قبل القراءة كما في حديث ابي سعيد رضي الله تعالى عنه الذي اشرت اليه انفا هذا القول بانها تكون بعد الاستعاذة انها تكون بعد القراءة هذا قول لا يعول عليه. وقد نص بعض اهل العلم على شذوذه وانما المقصود ان تكون الاستعاذة قبل القراءة من اجل ان القارئ بحاجة الى ذلك ليدفع عنه خواطر الشيطان يدفع وساوسه ليتهيأ للقراءة ليتطهر لسانه كما قد تطهر قبل ذلك بالوضوء في جمع بين الطهارتين وما الى ذلك والله عز وجل يقول وما ارسلنا من قبلك من رسول من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته وقد فسر ذلك بالقراءة. يعني في قراءته. والمخرج من ذلك بالاعتصام بالله تبارك وتعالى من الشيطان فلا يفسد عليه قراءته ولا يلقي في قلبه الخواطر والوساوس فيكون القلب محلا صالحا القرآن وينتفع به وقد حكى الاجماع على ذلك انها قبل القراءة جمع من اهل العلم كالامام مكي ابن ابي طالب وكذلك ايضا خاتمة المقرئين ابن الجزري قالوا بان هذا بالاجماع وضعفوا ما نقل عن هؤلاء من السلف وغيرهم وان ذلك لا يثبت عن احد منهم ولا يصح عنهم شيء من ذلك فكذلك ايضا تكون هذه الاستعاذة قبل البسملة بلا شك بوسط السورة والاقرب والله اعلم انه يتعوذ ثم يقرأ بعد ان يقف وله ان يصل الاستعاذة القراءة وان كان بعض اهل العلم استثنى بعض المواضع من جهة المعنى يعني كأنهم قالوا يقبح الوصل بين الاستعاذة والقراءة والابتداء ببعض الايات كقوله مثلا الله لا اله الا هو الحي القيوم لو قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الله لا اله الا هو قالوا كان المعنى ليس بذاك هكذا قالوا قد يتوهم مع ان هذه الرجيم مجرورة والله مرفوعة يعني لا يقال ان هذا من الاوصاف التابعة تعالى الله وتقدسا عن ذلك ولهذا لو انه وصل فان ذلك لا يلتمس لا يلتبس بمثل هذه المواضع التي ذكروها يعني ما كان مبدأه بذكر اسم الله تبارك وتعالى. الله الذي خلقكم او اليه يرد علم الساعة. الا وانه قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اليه يرد علم الساعة قال وقد يتوهم ان ذلك يرجع الى من؟ الى الشيطان لكن لو انه وقف سكت سكتة هذا حسن لان الاستعاذة الوقف عليها يكون تاما والوقف على ما كان من هذا القبيل لكنهم لا يعبرون عن ذلك بانه يسن. فيفرق بين هذا وهذا من جهة ان الاستحباب عند كثير منهم يمكن ان يرجع الى معنى من النظر يعني مثلا تجد اهل العلم يقولون بانه يستحب له بالختم اذا كان في الشتاء ان يختم اخر النهار واذا كان في الصيف ان يختم في اول النهار هذا لا يوجد دليل يدل عليه فكيف اطلقوا الاستحباب؟ اطلقوا ذلك باعتبار النظر يعني ليس بدليل من النقل وانما بدليل من النظر والادلة كما هو معلوم منها ما يكون من قبيل النقل والرواية ومنها ما يكون من قبيل النظر فقالوا بانه في الشتاء يستقبل ليلا طويلا. فيبتدأ بعد الختم بختمة جديدة يقطع فيها شوطا صالحا الليل طويل وفي الصيف لما كان النهار طويلا فانه يبتدأ بختمة جديدة يقطع فيها ايضا شوطا صالحا. المقصود الشاهد من هذا بصرف النظر انهم ذكروا الاستحباب وهذا يذكرونه في مسائل تتعلق بالطهارة وقضايا تتعلق انواع اخرى من العبادات بناء على النظر. فاذا رأيت مثل هذا فلا تعجل وتقول ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله كيف اطلقوا الاستحباب باب والاستحباب حكم شرعي من غير دليل لا لا هم لا يقصدون اباءهم علماء وجبال وفقهاء وائمة كبار يعرفون هذا ويعرفون اكثر منه لكنهم هم يفرقون بين هذا وهذا. فاذا قالوا هذا يسن يقصدون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. واذا يستحب ويكون ذلك احيانا ما هو دائما يكون لمراعاة امر يحسن مراعاته فاذا قالوا يستحب ان يبسمل مثلا بعد الاستعاذة. في هذه المواضع قالوا نظرا لهذا المعنى لان لا يفهم المعنى الاخر السيء فقط قبلت هذا او لم تقبل لا تظن ان هؤلاء العلماء يقولون على الله عز وجل بلا علم وانهم يشرعون من عند انفسهم انما يقصدون مثل هذا المعنى الذي ذكرته والله تعالى اعلم. لكن الارجح كما سيأتي ان شاء الله ان البسملة لا تكون في اوساط بالسور وان نقل ذلك عن بعض اهل العلم لكنه يستعيذ فاذا كان المعنى قد يوهم مثل اليه يرد علم الساعة فيسكت هنيهة ثم بعد ذلك يقرأ نعم تفضل. احسن الله اليكم. الثالثة يجهر بالاستعاذة عند الجمهور وهو المختار. وروي الاخفاء عن حمزة ونافع نعم الاستعاذة والجهر بها اذى ينظر اليه باعتبارين اعتبار الاول وهو ما اذا كان في الصلاة الاعتبار الاخر ما اذا كان خارج خارج الصلاة فاذا كان في غير الصلاة الذي عليه عامة القراء انه يجهر الاستعاذة وهذا بطبيعة الحال ما اذا كانت قراءته جهرا. اما اذا كانت قراءته سرا فلا معنى لي تقيد الاستعاذة بالجهر اذا كان يقرأ جهرا لنفسه او يقرأ لغيره نعم. فهل هل يجهر بالاستعاذة او لا يجهر فالذي عليه عامة القراء انه يجهر بذلك بل نقل الامام مكي ابن ابي طالب رحمه الله وهو من القراء كما هو معروف من ائمة القراءة وهو ايضا مفسر ان ذلك هو المختار لجميع القراء نسبه الى الجميع وانه هو المعول عليه ان يجهر بها لكن الواقع انه وجد من يقول بانه يسر بي الاستعاذة يعني ولو كانت قراءته جهرا وهذا من قول عن حمزة نافع بل قال بعضهم بان الامام نافع بعض العمل المشروع دفعا لي وهم فاسد كما نقل عن بعضهم انه كان يترك الاضحية وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه يشتري امام الناس في يوم الاضحى يشتري لحما من الجزار من اجل ان يراها الناس يعني انه لم يضحي لئلا يفهم انها واجبة لكن هنا الله تبارك وتعالى امر الاستعاذة فلا تترك من اجل هذا غاية ما هنالك انه يسر بها اذا خشي هذا الوهم من المعلوم ان الاستعاذة ليست من القرآن ولذلك يقول اهل العلم هم السواد الاعظم الذين قالوا بانه يجهر بها قالوا بان هذا الوهم غير وارد واذا جهر بها فان ذلك يكون ادعى لدفع الشيطان ولدفع وساوسه وفيها تعليم ايضا الجاهل وتذكير للغافل وما الى ذلك والشيء اذا انا يقوله الانسان بلسانه ويطرق سمعه فان ذلك ادعى لي وعيه فاذا تتابع اللسان ثم بعد ذلك طرق السمع فهذا اقرب الى ان يعيه المرء والله اعلم لكن الجهر اذا كان الانسان في صلاة ما الذي عليه عامة اهل العلم من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من القراء والفقهاء الى انه يسر بالاستعاذة وهذا منقول عن الخلفاء الاربعة رضي الله عنهم نقل عن جماعة من الصحابة كابن عمر وابن مسعود نقل عن جماعة من التابعين وبهذا قال جمع من الائمة الفقهاء كابي حنيفة واحمد وهو ايضا وجه في مذهب الشافعي وهو قول الامام مالك رحمه الله في قيام الليل نقل عن بعضهم انه يجهر بها في الصلاة فهذا مروي عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ذكر بعض اهل العلم ان ذلك هو اختيار الامام الشافعي في بعض كتبه انه يجهر بها يجهر بالاستعاذة فان اسر فلا يضر طارت الشافعي يجهر بالتعوذ فان اسر فلا يضر. وبعضهم يقول يكون مخيرا بين الجهر والاصرار والاصرار وهذا ايضا وجه في مذهب الشافعي لكن الذي عليه عامة اهل العلم وهو الذي تدل عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لا يجهر بالاستعاذة في الصلاة لا يجهر بالاستعاذة بالصلاة. وقد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله ان الجهر بالتعوذ احيانا للتعليم لا بأس به يعني اذا كان يريد ان يعلم الناس انه يستعيذ في الصلاة وانها تشرع قبل القراءة كما كان عمر رضي الله تعالى عنه يجهر بدعاء الاستفتاح مدة يعني لتعليم الناس مع انه لا يشرع الجهر به يقول واما المداومة على الجهر بذلك يعني الاستعاذة فبدعة مخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين فانهم لم يكونوا يجهرون بذلك دائما بل لم ينقل ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني انه جهر بها لكن اذا جهر الامام ولم يسكت فهل يستعيذ المأموم او يكتفي باستعاذة الامام هذا فيه روايتان عن الامام احمد رحمه الله الاولى انه يستعيذ لانه مأمور بذلك قبل القراءة والرواية الثانية انه لا يستعيذ وهذا الذي قال عنه شيخ الاسلام رحمه الله اصح وهو قول اكثر اهل العلم كالشافعي ابي حنيفة نعم تفضل احسن الله اليكم. الرابعة لا يتعوذ في الصلاة عند مالك ويتعوذ في اول ركعة عند الشافعي وابي حنيفة وفي كل ركعة عند قوم فحجة مالك عمل اهل المدينة وحجة قول غيره قول الله تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم وذلك يعم الصلاة وغيرها. نعم الاستعاذة عند قراءة القرآن في الصلاة وخارج او خارج الصلاة ذكر فيه ابن جوزي رحمه الله هذه الاقوال الثلاثة يعني ان كان يتعوذ في الصلاة فهل يتعوذ ايضا في كل بكل ركعة اولى فبعض اهل العلم يقولون ان الاستعاذة واجبة في الصلاة خارج الصلاة وهذا منقول عن بعض السلف تعطى واختاره ابن حزم الظاهري اخذا من الامر في قوله تبارك وتعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم هذا امر قالوا الامر يقتضي الوجوب وانه لا صارف له واستدلوا بان النبي صلى الله عليه وسلم كان يواظب على الاستعاذة ويعلمها لاصحابه قالوا ايضا من جهة النظر فان شر الشيطان يجب دفعه بكل مستطاع واعظم ما يدفع به هو اللجوء الى الله تبارك وتعالى والاستعاذة به من شره وان ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب يعني دفع الشيطان واجب ولا يتم الا بالاستعاذة. اذا الاستعاذة واجبة فاستدلوا بي النقل وكذلك ايضا بالنظر عند هؤلاء باعتبار انها واجبة انه اذا نسي في اول القراءة قطع ثم استعاذ ثم ابتدأ من حيث وقف واما الذي عليه الجمهور من السلف فمن بعدهم فهو ان الاستعاذة مستحبة قبل كل قراءة للقرآن سواء كان ذلك في الصلاة او خارج الصلاة وهذا من قول عن ابن عمر وابي هريرة وعطاء ابن ابي رباح ايضا والحسن البصري وابن سيرين ابراهيم النخعي ومن الفقهاء الاوزاعي والثوري وهو قول ابي حنيفة واحمد واسحاق بن راهوية وهو الذي اختاره اكثر الشافعية وصححه عن الامام الشافعي رحم الله الجميع وحملوا قوله تبارك وتعالى فاستعذ بالله هذا الامر قالوا هو على الندب وليس للوجوب قالوا كقوله تبارك وتعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء وكقوله وانكحوا الايامى منكم فهذه اوامر والامر فيها للندب وقالوا ان الصارف له من الوجوب الى الندب هو ان النبي صلى الله عليه وسلم نقل عنه انه قرأ ايات ولم يكن يتعوذ قبلها في هذه المرويات فهذا صارف عندهم من الوجوب الى الاستحباب بل نقل كبير المفسرين ابو جعفر ابن جرير رحمه الله الاجماع على انها ليست بواجبة انها مستحبة ونقل الاجماع يكون صارفا من الوجوب الى الاستحباب. يعني ان الامر للوجوب ولكن هذا محمله على الاستحباب للاجماع المنقول في ذلك ولكن هذا المروي عن بعض اهل العلم من انها واجبة قال عنه بعض اهل العلم بان ذلك مخالف لاجماع السلف حيث اجمعوا على انها سنة لكن نحن نعلم ان ابن جرير رحمه الله اذا نقل الاجماع فانه يقصد به ليس اطباق الكافة اطلاق جميع اهل العلم وانما يقصد به قول عامة اهل العلم وهذا كثير في كلام ابن جرير رحمه الله يقول ولسنا نستجيز كذا لسنا نستجيز مخالفة هذا القول لاجماع اهل العلم على خلافه مثلا ثم يذكر بعده بسطر قولا يخالفه فالذي لا يعرف مراده بالاجماع يقول انه سرعان ما يتناقض والواقع انه لا يتناقض ولكنه يقصد بالاجماع قول عامة اهل العلم قول اكثر اهل العلم يسميه اجماعا وهذا اصطلاح و قد مشى عليه رحمه الله ونقل الاجماع ايضا بعض المفسرين وبعض الفقهاء كابن عطية وكذلك ايضا بن عطية من المالكية ابن هبيرة من الحنابلة قال انهم قد اتفقوا على ان التعوذ في الصلاة على الاطلاق قبل القراءة سنة الا مالكا فانه قال لا يتعوذ في المكتوبة انه لا يتعود فيها اصلا فاذا قطع القراءة في غير الصلاة هل يعيد الاستعاذة او لا يعيد فرقوا بذلك بينما اذا كان القطع لعارض طبيعي كالعطاس السعال ونحو ذلك او لكلام يتعلق القراءة او ما يكون من قبيل الذكر كأن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم او يذكر ربه او اذا كان يسأل في موضع سؤال او يستعيذ في موضع استعاذة يعني مما يتعلق بالقراءة فقالوا لا لا يعيد الاستعاذة في هذه الحال وكذلك فيما لو رد السلام واما اذا قطعها باجنبي كان يتحدث بالهاتف مثلا ويتحدث مع صاحبه او يأمره او ينهاه او نحو هذا اعراضا عن القراءة اصلا او لاشتغال بغيرها فانه يعيد الاستعاذة استحبابا استحبابا لكن هذه الاستعاذة المشروعة في الصلاة هل يتعوذ في كل ركعة او يكفي انه يستعيذ في الركعة الاولى. الذي عليه عامة اهل العلم ان الاستعاذة تكون في الركعة الاولى قبل القراءة وذلك ان جميع الصلاة من اولها الى اخرها كقراءة واحدة يكفي فيها الاستعاذة في مبدأها وهذا القطع الذي يحصل بالتكبير والتسبيح ونحو ذلك من الذكر ليس بقطع بشيء اجنبي عن القراءة وانما قطع ذلك ذكر الله تبارك وتعالى. ومن ثم فانه لا حاجة ان يستعيذ في كل ركعة وهذا منقول عن جماعة من السلف كعطاء الحسن والنخعي والثوري وابن سيرين وطاووس ومن الفقهاء منقول عن ابي حنيفة والشافعي واحمد في رواية عنه فاذا نسي ان يتعوذ في الركعة الاولى تعوذ في الركعة الثانية عند الشافعي وقال الامام احمد رحمه الله ان نسي التعوذ حتى شرع في القراءة لم يعد اليه لذلك هذا اذا شرع في القراءة يعني تذكر وهو في اثناء الفاتحة مثلا او في اثناء السورة لكن لو انه تذكر في الركعة الثانية ويريد ان يقرأ الفاتحة فان المشروع ان يستعيذ والله تعالى اعلم لان الله تبارك وتعالى قد امر بذلك لكنه ان استعاذ في اول الصلاة فلا حاجة لان يعيدها في الركعة الثانية وجاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة ولم يسكت هذا اخرجه الامام مسلم في صحيحه ولم يسكت فدل على انه لا يستعيذ لا يستعيذ وانما تكفيه الاستعاذة الاولى لانه لم يتخلل القراءتين انقطاع يوجب الاستعاذة بل حصل بين القراءتين الاشتغال بالذكر الصلاة كلها كالقراءة الواحدة لو تخللها تسبيح وتهليل وتحميد ونحو ذلك او تكبير او صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فان ذلك لا يضر. وهذا الذي مشى عليه ايضا الحافظ ابن القيم رحمه الله اذا الحاصل ان الاستعاذة تكون في اول القراءة في الصلاة ولا يستعيذ بكل ركعة لا يستعيذ وان قال بعض اهل العلم بان ذلك يكرر لكن الاقرب هو ما سبق والقول بتكرارها كما سبق مروي عن بعض اهل العلم مروي عن النخعي ابن سيرين كذلك ايضا هو احد الوجهين عند الشافعية وهو رواية عن الامام احمد وهو الذي ذهب اليه ابن حزم اما الامام مالك رحمه الله فانه يرى انه لا يتعود اصلا لا في اولها ولا في كل ركعة. هذا في المكتوبة ولكنه يتعوذ في قيام الليل لان ذلك قد نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي رواية عن ما لك انه يتعوذ في النافلة وليس في الفريضة طيب ايضا مما قد لا يحتاج الى الوقوف والشرح والتدليل ان الاستعاذة ليست منه القرآن وهذا الاجماع هذا بالاجماع. هذه الاستعاذة مما لم يذكره ابن جزي رحمه الله تدور على اركان كما هو معلوم اربعة المستعيذ والمستعاذ به والمستعاذ منه والاستعاذة يعني نفس الاستعاذة فعندنا استعاذة ومستعيذ مستعاذ منه ومستعاذ به هذه اركان الاستعاذة وهذا امر معلوم لا يخفى اما المواضع التي تشرع فيها فما نحن بصدده من ان ذلك يكون قبل قراءة القرآن وهناك مواضع اخرى كما جاء في الايتين في اول الكلام بقوله واما ينزغنك من الشيطان نزغ فهنا يستعيذ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يأتي الشيطان احدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا الى ان قال النبي صلى الله عليه وسلم فليستعذ بالله ولينتهي وهكذا عندما يلبس الشيطان عليه صلاته كما شكى عثمان ابن ابي العاص رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم بان الشيطان قد حال بينه وبين صلاته وقراءته يلبسها عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذاك الشيطان يقال له خنزب فاذا احسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا. والحديث في صحيح مسلم في حديث ابي هريرة اذا نودي بالصلاة ادبر الشيطان الى اخره ذكر انه يحول بين الرجل بين صلاته يذكره بكذا وكذا حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى وكذلك ايضا يستعيذ في حال الغضب كما جاء في حديث سليمان ابن سرد رضي الله عنه في الرجلين الذين استبا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني لا اعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الى اخر الحديث وكذلك اذا رأى الرؤية التي يكرهها كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث ارشده فلينفث عن يساره ثلاثا ويتعوذ بالله من شرها وكذلك ايضا في حديث اخر حديث جابر رضي الله عنه وليتعوذ بالله من الشيطان ويتحول عن جنبه الذي كان عليه كذلك عند دخول المسجد كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما الذي ذكرته في ما سبق اعوذ بالله العظيم. الصيغ الواردة في الاستعاذة. اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم وكذلك عندنا هيق الحمار نباح الكلاب وقد جاء ذلك مقيدا في بعض الروايات كما ذكرت في الكلام على الاذكار انه يكون بالليل هكذا جاء في بعض الروايات اخذ منه بعض اهل العلم ان ذلك يكون بالليل واطلق بعضهم اخذا ببعض الروايات المطلقة. كما جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه اذا سمعتم صياح الديكة فسلوا الله من فضله فانها رأت ملكا واذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فانه رأى شيطانا وكذلك ايضا في الحديث الاخر حديث جابر رضي الله عنه اذا سمعتم مباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا بالله فانهن يرين ما لا ترون. كذلك اذا نزل منزلا فانه كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم واعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فيدخل ذلك الشيطان وغير الشيطان كذلك عند دخول الخلاء اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث وكذلك ايضا اذا وجد الما او في جسده فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا قل سبع مرات اعوذ بالله وقدرته من شر ما اجد واحاذر وهكذا جاء في مواضع اخرى عند الصباح والمساء وعند النوم وعند الفزع من النوم كل هذا قد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحت به الاحاديث نعم تفضل احسن الله اليكم الخامسة انما جاء اعوذ بالمضارع دون الماضي لان معنى الاستعاذة لا يتعلق الا بالمستقبل لانها كالدعاء وانما جاء بهمزة المتكلم وحده مشاكلة للامر به في قوله فاستعذ نعم يقول انما جاء اعوذ بالمضارع دون الماضي لان معنى الاستعاذة لا يتعلق الا المستقبل لانها كالدعاء الى اخر ما ذكر اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. اعوذ بالله يعني اعتصم اعتصم والتجأ الى الله تبارك وتعالى قد مضى في الكلام على المفردات بالكلام على العوظ بانه عند ابن جزير رحمه الله بمعنى الالتجاء الى الشيء في اصل معناه يعني استجير بالله اتحرز به وامتنع به من المكروه الوذ به بعض اهل العلم يفرق بين العوذ واللوذ يقولون العوذ يكون بالالتجاء من المكروه واللوذ بالمرغوب والمحبوب يذكرون قول المتنبي المشهور يا من الوذ به فيما اؤمله ومن اعوذ به ممن احاذره فرق بين هذا وهذا ولهذا قال الحافظ ابن كثير رحمه الله بان العيادة تكون دفع الشر واللياذ يكون لطلب الخير لكن هذا ليس محل اتفاق على كل حال وبعض اهل العلم يقول انهما بمعنى واحد اعوذ بالله والباء هذه للاستعانة يعني مستعينا بالله وقيل غير ذلك اما لفظ الجلالة الله هو المألوف كما هو معلوم المعبود محبة وتعظيما تألهه القلوب سيأتي الكلام على هذا ان شاء الله وهذه الجملة اعوذ بالله هي جملة خبرية عبر بالماضي كما ذكر ابن جزي رحمه الله لكن معناها الطلب لانه يريد امرا مستقبلا ان يعيذه الله تبارك وتعالى من الشيطان الرجيم. اذا هي صيغة خبرية اعوذ بالله هو مخبر انه يستعيذ بالله لكنه من جهة المعنى طالب من الله تبارك وتعالى اين ان يعينه. مثل هذا الطلب يكون معناه المستقبل لا يتعلق الا بالمستقبل قال لانها كالدعاء وانما جاء بهمزة المتكلم وحده يعني ما قال نعوذ مشاكلة للامر به في قوله فاستعذ فيقول اعوذ ما يقول نستعيذ نعوذ بالله من الشيطان الرجيم. واضح يعني لماذا جاءت بصيغة الافراد اعوذ فاستعذ فيقول اعوذ تفضل نعم. احسن الله اليكم السادسة الشيطان يحتمل ان يراد به الجنس فتكون الاستعاذة من جميع الشياطين او العهد فتكون الاستعاذة من ابليس وهو مشتق من شطنا اذا بعد فالنون اصلية والياء زائدة ووزن ووزنه فيعال وقيل منشاط اذا هاج فالنون زائدة والياء اصلية ووزنه فعلان وانما سميت به لم ينصرف على الثاني لزيادة الالف والنون وانصرف على الاول. وان سميت به لم ينصرف على الثاني لزيادة الالف والنون وانصرف على الاول ان سميت هكذا والا وان سميت به ما ما في نسخة اخرى ها ايش عندك هنا في سميت ها ان سميت به هكذا ان سمي به او سميت به يعني قصد التسمية رصد التسمية هكذا والله اعلم وان سميت به لم ينصرف على الثاني لزيادة الالف والنون وانصرف على الاول صرف على الاول اعوذ بالله من الشيطان طبعا من هذه الابتداء الغاية كما يقوله بعض اهل العلم من الشيطان فهذا الشيطان عند عامة اهل العلم عند الجمهور من اهل اللغة انه مأخوذ من شطنة بمعنى بعد وهذا الذي ذهب اليه عامة المفسرين انه من شطن بمعنى بعد نأت بسعادة عنك نوى شطون فبانت الفؤاد بها رهين يعني بعدت ويقال بئر الشاطون يعني بعيدة القعر قد قال ابن فارس رحمه الله بان الشين والتاء والنون اصل مضطرد ويدل على البعد كما ذكرنا في الكلام على الغريب يدل على البعد الشيطان على وزن فيعال الدلالة على انه بلغ الغاية في البعد هذا هو المشهور انه من بعد فهو بعيد عن الخير ثم يلقى في السجن والاكبال كما يقول امية ابن ابي الصلت يمدح نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام ايما شاطن عصاه عكاه فالمشهور هو الاول انه من شطم يعني بعد هذا الذي عليه عامة اهل اللغة وعامة المفسرين. وهل هذه التي في الشيطان للجنس فهو يشمل كل متمرد خارج عن طاعة الله عز وجل من الجن والانس. والدواب ايضا هو كل شيء يصدق عليه انه شيطان النبي صلى الله عليه وسلم قال الكلب الاسود شيطان لهذا جاء الجمع في قوله تبارك وتعالى وقل ربي اعوذ بك من همزات الشياطين وبعضهم يقول بان ال للعهد اعوذ بالله من الشيطان يعني للعهد انه مثلا الشيطان الاكبر الذي هو ابليس او الشيطان المختص بي الصلاة خنزا مثلا لكن الاقرب ان هذا للجنس وهو يستعيذ من كل شيطان وهؤلاء الشياطين كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر حالهم بانهم يتخللون المصلين في الصف هذا الشيطان يطلق ذلك على الانس والجن كما قال الله تبارك وتعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن. يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا وهكذا ايضا قد جاء ذلك في قوله تبارك وتعالى من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس. وذكرنا الاحتمالين الاية على كل حال الانس فيهم شياطين والجن فيهم شياطين وليس كل الجن شياطين ولكن منهم شياطين وهم يتفاوتون في مرتبتهم في ذلك والله عز وجل قال واذا خلوا الى شياطينهم هنا المقصود شياطين الانس فكما ان الجن لهم شياطين او فيهم شياطين كذلك الانس فيهم شياطين فيقال شيطان وكذلك ايضا يقال مارد وهذا اعلى مرتبة ان المرتبة الاولى اللي هي مرتبة الشيطان واعلى منه كما ذكر بعضهم قالوا العفريت اعلى من المارد واقدر واقوى يقول جرير الشاعر ايام يدعونني الشيطان من غزل وهن يهوينني اذ كنت شيطانا. يعني يتحدث عن النساء الشواب من النساء كيف يعجبن به؟ كن يعجبن به ايام الشباب ويقلن عنه بانه شيطان ويهوينه لنشاطه وطاقته وفرط قوته ثم بعد ذلك لما ضعف وشاب اعرضن عنه كما يكون ذلك ايضا في الحيوانات فان النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل ما بال الكلب الاسود فيما يقطع الصلاة قال الكلب الاسود شيطان وهذا الذي يتمرد عن نظائره من بني جنسه سواء كانوا من الجن او من الحيوانات او من الادميين او غير ذلك هذا التمرد يؤهله لان يقال له ذلك انه شيطان لانه قد فارق نظائره وفرق بني جنسه في اخلاقه وافعاله واوصافه وطباعه وباعدهم هؤلاء الشياطين من الانس والجن لما كان كان كانوا في حال من العتو والفجور والفسق والاغواء والبعد عن الخير وعن رحمة الله تبارك وتعالى. قيل لهم ذلك هذا الشيطان نعم تفضل احسن الله اليكم السابعة الرجيم فعيل بمعنى مفعول ويحتمل معنيين ان يكونا بمعنى لعين وطريد وهذا يناسب ابليس لقوله فانك رجيم وان يكون من الرجم بالنجوم وهذا يناسب الجنس لقوله تعالى وجعلناها رجوما للشياطين والاول اظهر نعم. فعيل يكون بمعنى مفعول ويأتي بمعنى ويأتي بمعنى فاعل فهنا اذا قلت اعوذ بالله من الشيطان الرجيم هل المعنى انه بمعنى مفعول يعني مرجوم كما يقال مثلا سعير بمعنى مسعور وقتيل بمعنى مقتول وجريح بمعنى مجروح واسير بمعنى مأسور فيكون هنا رجيم بمعنى انه يرجم بالقول وبالفعل مرجوم الرجم يكون بالشهب هذا الرجم الحسي جعلناها رجوما لي الشياطين ويكون بالقول وهو احد القولين في قوله تبارك وتعالى عن قول ازر لابراهيم عليه الصلاة والسلام لان لم تنتهي لارجمنك قيل بالقول يعني بالشتم ونحو ذلك والسب سيء القول وقيل بالحجارة. يعني يكون الرجم الفعل فالشيطان مرجوم بالفعل والقول معا ومرجوم حسا ومعنى فقد طرده الله تبارك وتعالى من رحمته هذه المادة تدل على البعد فهو بعيد عن رحمة الله تبارك وتعالى طرده الله من الملأ الاعلى قال الله تبارك وتعالى فاهبط منها فما يكون لك ان تتكبر فيها فاخرج انك من الصاغرين وقال اخرج منها مذئوما مدحورا وقال فاخرج منها فانك رجيم. وان عليك اللعنة الى يوم الدين والى غير ذلك من الايات فهذا كله من الرجم وهو بمعنى الابعاد والطرد ونحو ذلك كذلك هو مرجوم حسا ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وكما في قوله انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يستمعون الى الملأ الاعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب اعقب فهذا رجم رجم حسي وهكذا ما جاء في الايات الاخرى الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين كل ذلك يكون قد اجتمع له بعضهم يقول ان رجيم وانا فعيل بمعنى فاعل بمعنى انه هو الذي يرجم الناس يرجمهم بماذا؟ يرجمهم بالوساوس والخواطر السيئة وما الى ذلك مما يزين لهم به المنكر لكن الذي عليه عامة اهل العلم ان رجيم فعيل بمعنى مفعول بمعنى مرجوم والله تعالى اعلم اذا كان هذا معنى الاستعاذة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. الزيادات التي وردت في بعضها السميع العليم السميع العليم اسماء من اسماء الله تبارك وتعالى السميع مشتق من صفة السمع صيغة مبالغة على وزن اعين بمعنى فاعل اي انه سامع شديد السمع للمسموعات كذلك ايضا العليم هذا سمو من اسمائه تبارك وتعالى مشتق من العلم والعلم معروف وهذه صيغة مبالغة وهو ذو العلم التام المحيط الشامل الواسع لا يفوته شيء يعلم الماضي والحاضر والمستقبل كذلك ايضا جاء في الصيغة الاخرى من همزه ونفخه ونفثه وقد مضى الكلام على هذا كله في شرح الاذكار همز الشيطان بسر بالموتة وهي الخنق نوع من الجنون الصرع وقيل غير ذلك والنفخ والسربي الكبر والنفث فسر بالشعر لانه ينفث من الفم وفسره بعضهم بالسحر من شر النفاثات في العقد فالساحر يعقد العقدة وينفث فيها على كل حال فان نفس الشيطان يحتمل ان يكون هو الشعر ويحتمل ان يكون بمعنى السحر والمقصود بالشعر بطبيعة الحال الشعر المذموم فهذا المستعيذ يلجأ الى الله تبارك وتعالى ويعتصم به من شر الشيطان ووساوسه وكيده وخواطره واضلاله ويسأل ربه العصمة منه نعم تفضل احسن الله اليكم. الثامنة من استعاذ بالله صادقا اعاذه فعليك بالصدق. الا ترى امرأة عمران لما اعادت مريم وذريتها عصمها الله ففي الحديث الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مولود الا نخسه الشيطان ويستهل صارخا الا ابن مريم وامه نعم هو انتهى الان الى نهاية المسألة السابعة من الكلام على المسائل العلمية المتعلقة الاستعاذة وكذلك ما يتصل تفسير بعض الفاظ الاستعاذة والان بدأ يتحدث عن قضايا اخرى يذكرها ويطرقها في هذا الكتاب مما ينبه القارئ الى بعض المعاني والملاحظ التي يحسن التنبيه عليها بعض هذه الاشياء تتعلق بجوانب تربوية وبعض هذه الاشياء يتعلق اه قضايا اه تتصل اعمال قلبية وبعض هذه القضايا تتصل بامور وعظية يعني ان ذلك يكون خارجا عن التفسير هذه الاستعاذة على كل حال كما يقول هنا من استعاذ بالله صادقا اعاده هذا نوح صلى الله عليه وسلم قال اعوذ بك ان اسألك ما ليس لي به علم كما يقول بعض اهل العلم بان الله اعطاه لما استعاذ خلعتين السلام والبركات. اهبط بسلام منا وبركات عليك وان يوسف صلى الله عليه وسلم لما قال معاذ الله انه ربي ان الله اعطاه ايضا خلعتين صرف عنه السوء والفحشاء وقال ايضا معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده حينما قال لاخوته قالوا فاعطاه الله ايضا خلعتين رفع ابويه على العرش وخروا له سجدا وكذلك ما قاله موسى عليه الصلاة والسلام اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين لما قالوا له اتتخذنا غزوة بقصة القتيل الذي امرهم بضربه ببعض البقرة فاعطاه الله خلعتين ازالة التهمة واحياء القتيل وهكذا حينما قال واني عذت بربي وربكم ان ترجمون ما قاله لفرعون وفي الاية الاخرى اني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب فاعطاه الله خلعتين افنى عدوه واورثهم ارضهم وديارهم وكذلك ايضا امرأة عمران حينما قالت واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم واعطاها الله خلعتين فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنة وكذلك مريم لما رأت الملك جبريل صلى الله عليه وسلم في سورة البشر قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا حصل لها نعمتان هذا الولد من غيري اب وبرأها الله تبارك وتعالى بلسان هذا الولد عن السوء. فقال اني عبد الله الاية هكذا ذكر بعض اهل العلم على كل حال وبعض هذه المواضع التي استشهد بها الواقع ان الله اعطى فيها اذى المستعيذ اكثر من ذلك لكن هذا من جملة اللطائف بناء على ما اشار اليه ابن جزيء رحمه الله نعم تفضل. احسن الله اليكم. التاسعة الشيطان عدو وحذر الله منه اذ لا مطمع في زوال علة عداوته ولفظة علة هذي زائدة في النسخ الخطية اذ لا مطمع في زوال عداوته وفي نسختين اذ لا مطمع في زوال عاديته وهو يجري من ابن ادم مجرى الدم فيأمره اولا بالكفر ويشككه في ويشككه في الايمان. فان قدر عليه والا امره بالمعاصي فان اطاعه والا ثبته عن الطاعة فان سلم من ذلك افسدها افسدها عليه بالرياء والعجب نعم عداوة الشيطان معروفة قد توعد ادم صلى الله عليه وسلم وذريته لا شك ان شياطين الجن اعظم عداوة واشد ضراوة من شياطين الانس قد ذكر الحافظ بن كثير رحمه الله في الكلام على الاستعاذة بانها استعانة بالله واعتراف له بالقدرة وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني الذي لا يقدر على منعه ودفعه الا الله تبارك وتعالى الذي خلقه وهو لا يقبل مصانعة ولا يدارى بالاحسان بخلاف العدو من نوع الانسان كما دل على ذلك ايات من القرآن في ثلاث من المثاني كما في قوله تبارك وتعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا وقد نزلت الملائكة كما يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله لمقاتلة العدو البشري فمن قتله العدو الظاهر البشري كان شهيدا ومن قتله العدو الباطني كان طريدا يعني صرع ابليس شياطين الجن يكون ذلك بالغواية فيكون صاحبه يكون القتيل المصروع بالغواية يكون طريدا ومن غلبه العدو الظاهري كان مأجورا ومن قهره العدو الباطني كان مفتونا او موزورا ولما كان الشيطان يرى الانسان من حيث لا يراه استعاذ منه بالذي يراه ولا يراه الشيطان وذكر ايضا بان الشيطان لا يكفه عن الانسان الا الله ولهذا امر ربنا تبارك وتعالى بما صنعت شيطان الانس وبمداراته واستاء الجميل اليه يقول ليرده طبعه عما هو فيه من الاذى يعني اصله طيب هذا الشيطان الانس وامر بالاستعاذة به من شيطان الجن لانه لا يقبل رشوة ولا يؤثر فيه جميل لانه شرير بالطبع ولا يكفه عنك الا الذي خلقه وهذا المعنى في الايات الثلاث التي اشار اليها يقول لا اعلم لهن رابعة الاولى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين فهذا مما يتعلق بمعاملة الاعداء من البشر الاحسان خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين ثم قال واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم. وقال ايضا ادفع بالتي هي احسن ادفع بالتي هي احسن السيئة. نحن اعلم بما يصفون هذا في العدو من الانس وقل ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون. وقال ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن هذا مع العدو من الانس. فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم. وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو الظل عظيم واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم. فهذا لا طباء فيه بل هو اعظم ضررا على الانسان من النفس الامارة ب السوء النفس الامارة بالسوء يدفعها الشيطان ويحركها ويغريها بالمنكر ويوسوس لها فهي مركب الشيطان الى الاداة التي يحركها الشيطان من اجل فعل الشر والمنكر والمعصية ولذلك تجدون كثيرا في القرآن ذكر الشيطان ولكن النفس الامارة بالسوء لا لا تكاد تذكر في القرآن الا قليلا بالنظر الى كثرة ما جاء من ذكر الشيطان والتحذير منه بيان ضرره وشدة خطره. اما النفس ففي ثلاثة مواضع ان النفس لامارة بالسوء بقول امرأة العزيز وهكذا في القسم الذي اقسم الله به ولا اقسم بالنفس اللوامة وكما في قوله ونهى النفس عن الهوى. فكثرة ذكر الشيطان يدل على انه اخطر بلا شك اخطر بكثير ولم يؤمر بالاستعاذة من النفس بشيء من القرآن وانما جاء ذلك في حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه بالكلمات التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر رضي الله عنه ان يقولها اذا اصبح واذا امسى واذا اخذ مضجعه ان يقول اعوذ بالله من شر نفسي الى اخره. وفي خطبة الحاجة ونعوذ بالله من شرور انفسنا احسن الله اليكم. العاشرة القواطع عن الله اربعة. الشيطان والنفس والدنيا والخلق فعلاج الشيطان الاستعاذة والمخالفة له وفي نسخة خطية فعلاج الشيطان بالاستعاذة والمخالفة له وعلاج النفس بالقهر وعلاج الدنيا بالزهد وعلاج الخلق بالانقباض والعزلة نعم. هنا طبعا الشاهد ما يتعلق الشيطان انه يستعيذ بالله ويخالف الشيطان ويتخلص من فتنة الشيطان بالاستعاذة وكذلك ايضا بالايمان والعمل الصالح طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون ان عبادي ليس لك عليهم سلطان نعم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من صلى الصبح فهو في ذمة بذمة الله وهكذا ايضا البعد عن القبائح والمنكرات والمعاصي فان ذلك يكون اعني مواقعة هذه الامور تكون سببا لتسلط الشيطان. والله يقول واستفزز من استطعت منهم بصوتك وصوته مزامير الشيطان وكل قول باطل ودعوة الى الباطل والضلال وهكذا ايضا هناك ما يطرد الملائكة من الصور والتماثيل و كذلك ايضا الكلب فان الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة فاذا ذهبت الملائكة فان ذلك يكون موضعا الشياطين هذا بالاظافة الى ملازمة قراءة القرآن والاذكار ونحو ذلك. واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على ادبارهم نفورا. ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وهكذا في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا فان الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة وهكذا ملازمة الاذكار والاوراد في الصباح والمساء ونحو ذلك والله عز وجل يقول ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون والحديث ابي هريرة في قراءة اية الكرسي اذا اويت الى فراشك فاقرأ اية الكرسي فانه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وهكذا في قراءة الايتين من سورة البقرة الايتين الاخيرتين قال كفتاه كفتاه وهذه الكفاية تكون من الشيطان. وذكرت نحو عشرة اوجه من الكفاية في الكلام عليها في بعض المناسبات الى غير هذا مما جاء في بعض الاذكار وكذلك الاذان كيف ينفر الشيطان منه وحضور مجالس الذكر وهذا شيء مشاهد حضور مجالس الذكر مجالس العلم ونحو هذا يكون الانسان في حال اقوى بدفع الشيطان سواء من جهة المعاصي والتزيين المنكر وقوة الايمان او كان ذلك ايضا بدفع تسلطه بالاذى بانواعه فقد يكون ذلك التسلط بالمس نحو هذا فان هذا يضعف بهذه الامور التي من جملتها حضور مجالس الذكر وبعض الاخوان الذين يحضرون معنا يحدثني بهذا وان جلوسه في مجالس العلم ومجالس الذكر يجد اثره في ضعف ما يعانيه ويكابده من المس الذي لربما يتسلط ويقوى معه حتى انه لا يكاد يستطيع الدخول الى المسجد ويغريه اغراء شديدا بالفاحشة والمنكر وكذلك ايضا الصلاة صلاة النوافل في البيوت كما مضى في الحديث اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا فاذا كانت هذه البيوت بمثابة القبور فالشياطين تكون ترتع فيها وهكذا ايضا ترك الفضول من الاكل والنوم والخلطة ونحو ذلك النظر فان الشيطان حينما يشبع البطن وهو يجري من ابن ادم مجرى الدم من العروق تتوسع مجاريه وانما يضيق مجراه بالصوم بالصوم اما ما يتعلق بالنفس فبالقهر تحتاج الى مجاهدة وما ما يتعلق بالدنيا فالحل هو الزهد فيها الزهد فيها والزهد انما يكون في القلب ويظهر اثره على سلوك الانسان. فاذا كان القلب فقيرا متعلقا بالدنيا فلو اعطي ما فيها فانه لن يشبع ويوقعه ذلك في قطيعة الرحم طلب المال من الحرام واما الخلق فبالانقباض والعزلة يقصد اذا كان كانت الخلطة تضره وهو لابد له من خلطة ومعاشرة فيكون ذلك بالمعروف وكما قال ابن الجوزي رحمه الله انه يجعل صحبته وخلطته وعلائقه على ثلاث مراتب في المرتبة الاولى وهم خاصة الخاصة هؤلاء افراد ممن اذا رآهم ذكروه بالله مما يتصفون بالعقل والدين والحكمة الاوصاف الكاملة فيتخذ هؤلاء اصفياء والدائرة الثانية وهم اولئك الذين يربطهم به رابط من عمل ونحوه يؤدونه او يشتركون في برنامج او نحو هذا فيؤدي معهم ذلك الدائرة الثالثة هو عموم الناس يؤدي لهم حقوق المسلمين. فاذا وجد في من اصطفاهم من لا يصلح لهذا يعني انه اخطأ في الاختيار او ان احدهم قد طرأ له ما يغيره فانه يتلطف كما يقول ابن الجوزي في ابعاده الى الدائرة التي تليق به. لكن لا تسمح لاحد ان يفرض عليك علاقة انت الذي تختار الخواص الذين تخالطهم فهؤلاء الذين تخالطهم تنظر في ما تحتاج اليه فمن هؤلاء من يكون معينا على العلم ومنهم من يكون مذكرا بالله عز وجل ومنهم من يكونوا حكيما راشدا في رأيه وحسن نظره وتدبيره ومنهم من يكون النظر اليه يذكرك بالله عز وجل ويغريك بطاعته والاستقامة على امره الى غير هذا من المعاني المطلوبة فهؤلاء هم الذين تصاحبهم وقد يكون ذلك لامور اخرى يتخيرها المرء كأن يكون بعض هؤلاء مثلا من يحمل قلبا نظيفا صافيا قلبا ابيضا لا يحمل الغل والحقد ونحو ذلك فهؤلاء اكثر من مجالستهم ومخالطتهم ومصاحبتهم والسفر معهم لان ذلك مما يعين على سلامة الصدر للمسلمين وسلامة القلب للقريب والبعيد وهذا من اعظم المطالب والله عز وجل يقول الا من اتى الله بقلب سليم فان استطعت ان يكون هذا القلب سليما لاخوانك المسلمين فافعل ما استطعت فهذه من الامور التي تعين عليه فمن الناس من يكون قد جبل على هذا خلقة ومن الناس من يحصل له هذا بالمجاهدات وترك حظوظ النفس وما الى ذلك ومن الناس من يكون قلبه كقلب جمل نسأل الله العافية يحقد يتحامل ويحمل الغل مثل هذا صحبته لا شك انها داء ويحتاج الى الوان من المداراة والدفع بالتي هي احسن هذا واسأل الله ان ينفعنا واياكم بما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين. هذا ما يتعلق بالاستعاذة بقي البسملة