يجدر التنويه على حكم الاهتزاز عند تلاوة القرآن يعني نحن نعلم دائما ان في الكتاتيب ونحن صغار تمشي وراء سيدك الشيخ المعلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وهكذا تهتز دائما وهتجيب يمين ويسار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه بدعوته الى يوم الدين وبعد ومع تفسير بعض الايات من سورة بقرة مطلعها قوله تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون قوله تعالى ان الذين امنوا من المعنيون بقوله تعالى ان الذين امنوا ذلك لان قوله تعالى بعد ذلك من امن بالله واليوم الاخر قد يحدث تعارضا مع التفسير المشهور لدى الناس فمن العلماء من قال ان قوله تعالى ان الذين امنوا هم المؤمنون على ما جرت به العادة في تفسير قوله تعالى ان الذين امنوا كيبقى الاشكال ان يقال كيف يوجه اذا ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر فكيف يوجه اليهم القول وهم مؤمنون فيقال من امن بالله واليوم الاخر لذا تعددت اقوال العلماء في بيان الذين امنوا الذين عاناهم الله بقوله ان الذين امنوا وقال فريق من اهل العلم كما سلف هم المؤمنون الذين امنوا بالله وصدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وامنوا بما امر الله به وبما امر رسول الله به وقوله من امن بالله واليوم الاخر اي ثبت على ايمانه حتى مات فهذا الوجه الاول في بيان ان الذين امنوا والقول الاخر ان المراد بالذين امنوا الذين امنوا من اهل الكتاب ثم لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم امنوا بها والقول الثالث ان الذين امنوا بالسنتهم ولم تؤمن قلوبهم فبعد ذلك امنوا ايمانا صادقا في قوله من امن بالله واليوم الاخر فهي ثلاثة اقوال في تفسير قوله تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا هم اليهود ولماذا اطلق عليهم الذين هادوا؟ قال بعض العلماء لانهم قالوا انا هدنا اليك وقيل وهو قول ضعيف لانهم يتهاودون اسناء تلاوة التوراة ان يتمايلون واصل ذلك من الهدية لانها تمال من مال شخص الى مال شخص اخر والتهادي التمايل خرج النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته يتهادى بين رجلين بين العباس علي رضي الله عنهما هذه بعض اقوال العلماء والازهر ان الله سماهم هكذا. سماهم اليهود ووصفهم بانهم الذين هادوا وان كانت التعديلات التي ذكرت قد تكون مقبولة وقد لا تكون فالله اعلم. لكن احببنا ان نبين وجهات العلماء فيما ذكر وعند قولهم اعني عند قول بعض المفسرين انهم هادوا ان يتم من يتهودون يتمايلون عند قراءة التوراة ودرج الناس حتى عند الكبار على هذا اثناء تلاوتهم للقرآن فلهذا التمايل جائز او ليس بجائز وقال بعض اهل العلم ذلك غير محمود ولا محبوب وذلك لان هدي النبي لم يكن كذلك ولم ينقل هذا التمايل عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولانه فعل اليهود عند تلاوة القرآن وانت اذا دخلت على اي موقع ورأيت اليهود يتلون التوراة تراهم على هذه الطريقة من الاهتزاز الزائد وقال بعض اهل العلم وهم قلة اذا كان هذا لاستخراج ما عندك فان ناسا لا يستطيعون الا بالابتزاز فيجوز والازهر ان فعل النبي هو اكمل فعل واتم فعل كما لا يخفى عليكم فعدمه اولى ولكن لا نقول انه محرم ابدا ولا نقول انها بدعة لكن درج الناس عليها ينبغي ان يتجهوا الى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتركوا ما وراء ذلك ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى هكذا سماهم الله سبحانه وتعالى النصارى ولم يسمهم المسيحيون واطلاق المسيح على النصراني اطلاق غلط وخطأ وتلبيس على الناس ما وجه زلك وجد ذلك ان المسيح عليه السلام نبي كريم وجيه في الدنيا والاخرة عليه الصلاة والسلام ومن اولي العزم من الرسل ولكنه عبد ويعترف ويقر بعبوديته لله فاول كلمة نطق بها في المهد اني عبد الله وقال تعالى ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مسلا لبني اسرائيل وقال سبحانه لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون وقال تعالى ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا وقال تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله؟ قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم وكذلك قال رسولنا محمد عن نفسه صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما اطرت النصارى المسيح ابن مريم انما انا عبد الله ورسوله فقال النبي عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بي ولا بالذي ارسلت به الا كان من اهل النار فسموا في كتاب الله نصارى قال تعالى لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا لليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى فسموا نصارى في الكتاب العزيز وفي السنة المباركة فكونك تطلق عليهم المسيحيون توهم انهم يتبعون عيسى المسيح عيسى وهم مخالفون تمام المخالفة للمسيح عيسى عليه الصلاة والسلام لان عيسى موحد عيسى عليه السلام موحد يعبد الله ولا يشرك به شيئا فكونك تقول عن الذي يقول ان الله ثالث ثلاثة او يقول المسيح هو الله او يقول ان المسيح ابن الله كونك تصف بانه مسيحي تاب للمسيح وصف خطأ وظلم وجهل فهم نصارى كما سماهم الله ورسوله ان الذين امنوا والذين هدوا والنصارى والصابئين الصابئ للعلماء في قولان احدهما ان الصابئة قوم لا دين لهم وقيل ان الصابر الذي ترك دينه واتجه الى دين اخر قد قتل خالد بن الوليد رضي الله عنه الذين قالوا صبأنا صبأنا وكانوا يعنون اسلمنا اي تركنا ديننا دين الشرك ودخلنا في الاسلام ولكنه ما فهم اللهجة فالصابئ هنا في الايات من لا دين لهم صابئة قوم لا دين لهم وقيل قوم كانوا يعبدون الملائكة والاول ازهر والصابئ كتعريف الصابئ من ترك دينه وتحول الى دين اخر كل هذا محتمل ولذلك كانوا يطلقون على النبي الكفر الصابئ يعني الذي ترك دين قومه لكن الصابئة قوم لا دين لهم والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا ليس معناه انه امن بالله واليوم الاخر وترك الايمان برسل الله الكرام فبالاتفاق معلوم ان الذين هادوا ان تركوا الايمان بموسى كفروا والنصارى ان تركوا الايمان بنبوة عيسى كفروا والمسلمون ان تركوا الايمان بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم كفروا. فالايمان بالله متضمن الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله لا كما فعل بعض اهل الجهل والغباء الذين قصروا الايمان على الايمان بالله واليوم الاخر فانهم ان قصروا الايمان على الايمان بالله واليوم الاخر سيقولون لمن انكر القرآن انه على خير ويقولون لمن انكر الكتب كلها انه على خير لان ليست الكتب في الاية ويقولون لمن انكر الملائكة انه على خير ولمن انكر القدر كذلك فالايمان بالله واليوم الاخر لا ينافي ابدا الايمان برسل الله بل هي داخلة في ذلك من امن بالله واليوم الاخر اي امن بنبيه وبالله واليوم الاخر بسائر اركان الايمان مع الايمان بالله واليوم الاخر قال من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا وشرطان من شروط قبول العمل يتكرر ذكرهما دائما في كتاب الله بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا فايمان ما عملا صالحا نوايا صالحة مع عمل صالح نوايا صالحة بدون عمل صالح اخلال ضلال ونوايا بدون اعمال صالحة كذلك ضلال قال تعالى من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم المدخر عند ربهم ولم يبين لعظيم هذا الاجر ولا خوف عليهم اي مما هو ات ولا هم يحزنون على ما قد فات فان الشخص عند الاحتضار يخشى من الاتي ماذا اصنع في قبري ماذا اصنع في الميزان عند المرور على الصراط وهل اطرد عن حوض النبي او لا اطرد هل كفة حسناتي تثقل ام تخف شمس ستدنو من رأسه ماذا سافعل في قبري خائف مما هو ات واذا رجع الى الوراء ينظر الى ما فات ينظر الى اولاده وبناته وزوجاته وامواله وضيعاته فيقول من لهم بعد الله حينئذ يبشر لا خوف عليك مما هو ات ولا تحزن على ما قد فات فلا خوف عليه فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. قررنا ان الاية بما فيها من قوله تعالى وعمل وعمل صالحا فيه رد على المرجئة الذين يقولون لا نحتاج الى عمل تكفينا كلمة لا اله الا الله ورد على الصوفية الذين يقولون ان المجانين اعلى درجة من العقلاء ومكشوفة عنهم الحجب فالمجانين لم يعملوا صالحا فامرهم موكول الى الله سبحانه وتعالى قال تعالى ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون واذا اخذنا ميثاقكم الحديث مستمر والخطاب مستمر لليهود القاطنين مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم واذكروا اذ اخذن ميثاقكم وهم لم يؤخذ عليهم ميثاق لكن الميثاق الذي اخذ على الاباء ميثاق اخذ عليهم من ثم ما هذا الميثاق العلماء لهم فيه اقوال وكلها صحيحة اذ اخذن ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى او ذي القربى واليتامى والمساكين الاية وقال تعالى ايضا في كتابه الكريم واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبزوه وراء ظهورهم واشترى به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون وايضا داخل في هذا الميثاق الميثاق المأخوذ على النبيين عموما ومن ثم على اممهم واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة. مهما اوتيتم مهما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري؟ قالوا اقررنا قال فاشهدوا انا معكم من الشاهدين فمن تولى بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور رفعنا فوقهم الطور الطور ما الطور قيل الجبل الذي كلم الله عنده موسى عليه السلام وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا وقيل الطور اي جبل كان يطلق عليه الطور وقيل الطور كل جبل ينبت يعني عليه نبات يخرج منه نبات في جبال صخور لا تنبت والاصغر من ذلك وان القرآن يفسر بالقرآن ان الطور هو الجبل الذي كلم الله عنده موسى عليه السلام فهو المشهور في كتاب الله ولم يرد ذكر الطور بغير هذا. وناديناه من جانب الطور الايمن وما كنت بجانب الطور اذ نادينا الى غير ذلك رفع هذا الطور فوقهم كما قال تعالى واذ نطقنا الجبل فوقهم كانه ظلة كيف ذلك؟ وكيف الجاذبية الارضية نقول ان الجاذبية الارضية مسيرة بتسيير الله لها ليس لها قدرة على شيء الا باذن الله والله قادر على سلب القوة من اي شيء كان سلب القوة من النار على الاحراق فقال لها يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. قال يا ارض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي ده الطول رفع كيف رفع؟ الله قادر على كل شيء. الله قادر على كل شيء قال تعالى واذ نطقنا الجبل فوقهم كانه ظل خذوا ما وظنوا انه واقع بهم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. فقوله تعالى ورفعنا فوقكم الطورى اي رفعنا فوقكم جبل الطور انتزعناه من الارض ورفعناه فوقكم وهددناكم باسقاطه عليكم كما قال تعالى واذ نطقنا الجبل فوقهم كانه ظله وظنوا انه واقع بهم ولماذا نطق الله الجبل فوقهم ورفعه الله عز وجل فوقهم ذلك لانهم نقضوا العهد والميثاق قال تعالى فبما نقضيهم ورفعنا فوقهم الطورى بميثاقهم اي بسبب نقدهم الميثاق الذي قد عاهدوا الله عليه قال تعالى ورفعنا فوقكم الطور قلنا ان كل الامور تجري بتقدير الله ولا حول ولا قوة الا بالله من معانيها انه لا تحول لاي شيء عن شيء الا اذا حوله الله ولا قوة لاي شيء على فعل شيء الا اذا قواه الله فلا قوة للجاذبية الارضية الا اذا قواها الله ولا قوة لصاروخ على الانفجار الا اذا قواه الله ولا قوة لرصاصة على اصابة هدفها الا اذا قواها الله وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى هذه بعض مفاريد معاني لا لا قوة الا بالله فالجاذبية الارضية لا قوة لها الا بالله وكذلك كما هو معلوم لا يسقط نجم على نجم الا باذن الله ولا يسقط كوكب على الارض الا بازن الله. ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا ولان زالتا ان امسكهما من احد من بعده قال تعالى ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه فكل الامور تجري بتدبير الله ولا قوة ابدا لشيء على شيء الا بالله فمن ثم لا عجب ابدا ولا نستغرب ابدا ليس بعزيز على الله ان يرفع جبلا من مكانه. فالذي خلق الجبل وخلق السماوات والارض قادر على كل شيء سبحانه فلا ابدا عجب من ذلك ولا ننهزم امام اهل الكفر واهل الالحاد الذين لا يتصورون ذلك اعماهم واعمى قلوبهم ربي سبحانه وتعالى فلم يفقهوا ان الله على كل شيء قدير وكم من شخص حاصل على شهادات من الدكتوراه وعجوز من عجائز المسلمين تفهم عنه عن الله سبحانه اده علمه الى ان يجحد ربوبية ربه برية ربه والعجوز تقول يا بني الله قادر على كل شيء قال تعالى ورفعنا فوقكم الطورى خذوا ما اتيناكم بقوة اي اقبلوا بجد واجتهاد على التوراة التي اتاكم الله اياها واعملوا بتعاليمها بجد واجتهاد كما قال تعالى لموسى عليه السلام فخذها بقوة وكما قال ليحيى عليه السلام يا يحيى خذ الكتاب بقوة فنحن مأمورون بالجد والاجتهاد في تلقي اوامر الله سمعا وطاعة وامتثالا للاوامر واجتنابا عاجلا وسريعا للنواهي التي نهانا عنها الله فهكذا المصلحون في الارض المصلحون شأنهم ان يقبلوا على الكتاب العزيز بقوة لا بتوان ولا بتكاسل ولا تخاذل ولا بكبير نوم انما يقبلوا على كتاب الله بجد واجتهاد خاصة الذين يريدون ان يكونون انصارا لله وانصارا لدينه لا لا يتوانون ولا ينامون ولا الا على قدر الحاجة اقصد لا يتكاسلون عن نصرة هذا الدين بل يأخذون الكتاب بقوة بجد واجتهاد وعزيمة خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه اذكروه عاملين به. تذكروا ما فيه عاملين به. وبلغوه الناس كذلك لعلكم تتقون اي تتقون غضب الله عليكم وتتقون العذاب فيا اهل الاسلام لنقبل على ديننا بجد واجتهاد لا تكن شخصا ضائعا مائعا لا تدري الى اين تذهب وليست لك همة الا فرجك وبطنك ومأكلك ومشربك ومسكنك ان اهل الايمان منهجهم في حياتهم قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين فجدير باهل الايمان ان ينهضوا من غفلتهم وان يجتهدوا لنصرة دينهم ومن نكث فانما ينكث على نفسه من نكث ينكث عن نفسه وعلى نفسه كذلك فانتبهوا يا اهل الايمان انتبهوا لنصرة دينكم فكم من متمن يتمنى ولكن لا عمل له ولا جدوى له قال تعالى خذوا ما اتيناكم بقوة وازكروا ما فيه لعلكم تتقون لكن ماذا كان بعد هذه الوصايا؟ قال تعالى ثم توليتم من بعد ذلك عن الميساق الذي وعدتم ربكم عليه فلولا فضل الله عليكم ورحمته اي لعجل بالانتقام منكم ومن ثم كنتم من الخاسرين ولكن من رحمة الله انه امهلكم كي تتوبوا وامهلكم كي تراجعوا دينكم فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين فنسأل الله ان يلطف بنا بكم وان يعيننا واياكم على نصرة هذا الدين القيم. امين وعلى التجند لنصرة هذا الدين القيم ووالله هذا الفلاح ان تجند نفسك لله والله هذا الفلاح وهذا من مقومات النصر. ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون وهذا من مقومات الحفظ كذلك يحفظك الله والناس تتخطف من من جانبك الناس تتخطف من حولك بسبب حفظك لله احفظ الله يحفظك بلغ والله يعصمك من الناس قال تعالى ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت. زكرهم الله ايضا وان كان قد رحمهم ذكرهم الله ايضا ببعض العقوبات. فالله كما انه غفور رحيم هو شديد شديد العذاب عذابه اليم نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم فان كان الله رحمكم وامهلكم فقد اخذ اقواما عتوا عما نهوا عنه قال تعالى ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت علمتم مصيرهم وامرهم موضح في سورة الاعراف واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر اذ يعدون في السبت قرية فسق اهلها فلما فسق اهلها ابتلاهم الله بابتلاء شديد حتى اقدموا على المعصية فاخذوا اشد المؤاخذة واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر قرية من قرى بني اسرائيل كانت مجاورة للبحر وحرم عليهم السبت يوم السبت واخذ حرم عليهم العمل يوم السبت واخذت عليهم المواثيق بذلك اشد اشد الاخز قال تعالى وقلنا لهم لا تعدو في السبت واخذنا منهم ميثاقا غليظا ممنوع منعا باتا العمل يوم السبت سبت من اسمائه الراحة جعلنا نومكم سباتا وراحة لابدانكم فالعهد اخذ عليهم بعدم العمل يوم السبت وعدم الصيد يوم السبت قال تعالى واخذنا منهم ميثاقا غليظا فاعطوا ربهم نبيه ونبيهم المواثيق على ذلك ثم لفسقهم ونعوذ بالله من الفسق فان الفسق سبب للدمار والخروج عن طاعة الله سبب للدمار ابتلوا قال تعالى واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر اذ يعدون في السبت هذا اجمال وتفصيله اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا كانوا يعملون في الصيد الحيتان طول الاسبوع لا تأتي تطرح احد انت الشبكة في الماء لا تأتي باي صيد طول احد اثنين سلاساء اربع خميس جمعة ولا سمكة تخرج ولا حوت يخرج في الشباك فاذا جاء يوم السبت من الابتلاء بتيسير اسباب المعصية تأتي الحيتان شارعة ظاهرة على وجه الماء كانها تقول لهم صيدوني صيدوني ها انا ذا صيدوني وقال بعض العلماء كانت ترمي بنفسها تتشمس على الرمال حتى يقبلوا عليها يأخذوها حتى يعذبوا قال تعالى اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ظاهرة ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون فحصل منهم الاعتداء فريق تجاسر واعتدى وفريق استعمل الحيل المحرمة. قال ننصب الشباك يوم الجمعة ونسحبها يوم الاحد حتى يقع فيها السمك يوم السبت احتالوا لارتكاب ما حرم الله فانقسموا طريق معتدي وفريق ناصح ينصح وفريق ساكت يقول مالك ده اتركهم يحرقهم الله يهلكهم الله واذ قالت امة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم اتركوهم لم تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا فاجابوا بجوبين مختصرين سديدين قالوا معزرة الى ربكم. نعتزر الى الله ان نزل عليهم العذاب وسألنا ربنا او ازا سألنا يوم القيامة لم لم تنصحني نقول يا رب قد نصحنا. قد اعذرنا اليك يا رب وقدمنا النصح الكافي. نعزرك الى ربكم ثم هم قومنا لعلهم يتقون الشرك ولعله عفوا يتقون العصيان فيسلموا. فنحن ايضا حريصون عليهم وعلى سلامتهم فهم اخي وابي وابن عمي واخواني انا احرص عليهم كي لا يقعوا في النار وفي زات الوقت اعتزر الى الله ان حاسبني الله فاولا بدأوا بانفسهم حتى لا يسألوا معزرة الى ربكم. نعتزر الى الله ازا سألنا ثم ايضا نرجو سلامتهم نرجو السلامة لنا والسلامة لاقوامنا وامتنا. معزرة الى ربكم ولعلهم يتقون فلما نسوا ما ذكروا به انجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فلما اتوا عمنوه عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين الذين اهملوا الامر بالمعروف اهمل ذكرهم والذين انجاهم الله كما قال تعالى انجينا الذين ينهون عن السوء وهذه من مقومات النجاة والسلامة كثيرا ما ترى ان الذين ينجيهم الله هم اهل الصلاح واهل الحق واهل الثبات كما قال تعالى في قصة ثمود مع نبي الله مع نبي الله صالح صلى الله عليه وسلم. فلما جاء امرنا نجينا صالحا والذين امنوا معه برحمة منا فالذين ينجيهم الله الامرون بالمعروف الناهون عن المنكر جعلنا الله واياكم منهم قال تعالى ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة لفز كونوا فكانوا كونوا قردة تحولوا الى قردة اصبح الرجل قردا قال العلماء كان الشخص مع ابن عمه بالامس بشر مثله في اليوم التالي اصبح قردا يأتي يلحس في ثيابه وهو لا يعرفه انه قرد كن قلنا لهم كونوا قردة خاسئين مطرودين من رحمة الله سبحانه وتعالى وبعدين عن رحمته فلما اتوا عمنوه عنه قلنا لهم كونوا قردة قاسئين هذا ويجدر التنويه على شيء قال به بعض المفسرين وآآ لا اراه ايضا يصح عن بعض من نسب اليهم. وقد تقلبه من المعاصرين صاحب تفسير الظلال وقول خاطئ بلا ريب وبلا شك وان نقل عن مجاهد لكن السند عن مجاهد ايضا فيه مقال هذا القول حاصله ان الاجسام لم تمسخ الى قردة ولكن القلوب القلوب مسخت وهذا كلام باطل مضاد لكلام الله سبحانه وتعالى ومخالف لكتاب الله سبحانه وتعالى. والله على كل شيء قدير. وهذا من الاخطاء الجسيمة التي وقع فيها صاحب تفسير في ظلال القرآن ان يؤول هذا التأويل الذي لا معنى له ولا وجه له وهذا انهزام امام الغرب الكافر وقد انهزم قوم كمحمد ابن عبده المصري ورشيده ابن رضا في هذا الباب باب المعجزات والدلائل وجمال الدين الايراني المتأفغم ففي المعجزات ينفون المعجزات ويقولون كيف نواجه الغرب الكافر بان الماء نبع من بين يدي النبي من بين اصابع النبي. وان الجزع حن قلنا لهم الذي جعل النار بردا وسلاما على ابراهيم قادر على ذلك الذي سخر الريح لسليمان قادر على ذلك وقد تقدم لذلك كثير من الاستدلالات والله اعلم فلما اتوا عمنوه عنه ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت وان كنا تفضلنا عليكم ورحمناكم ولولا ذلك لكنت من الخاسرين فايضا نحن نعاقب اذا اردنا العقاب ولقد علمتم الذين اعتدهم منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين مطرودين مبعدين من رحمة الله سبحانه هل تنازل هؤلاء هل تنازلت هذه القردة والخنازير القردة هل تناسلت واصبح منهم ذرية قردة مثلهم ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله لم يمسح قوما فيجعل لهم قردة فيجعل لهم نسلا ولا عقبا كما او كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فكوننا نقول لليهود الموجودين يا احفاد القردة والخنازير غلط غلط ان نقول لهم زلك لان لانهم ليسوا باحفاد القردة والخنازير بل هم ذرية يعقوب عليه السلام ويعقوب نبي كريم والاسباط كرام ويوسف الصديق كريم عليه الصلاة والسلام. لكن ان قال قال يا اخوان القردة والخنازير يكاد يكون امثل بيد ان الذين عصوا لم يكن لهم اخوة في هذا الصدد فالصالحون انجاهم الله والساكتون سكت عنهم والذين عصوا مسخوا الى قردتهم وخنازير مسخوا الى قردة عذرا. قال تعالى ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين بكلمة كونوا فكانوا كن رجلا فقام الرجل وقد حرقه اهله وذروه في اليم في يوم عاصف يا جبال اوبي معه تؤوب معه يا ارض ابلعي ماءك تبلع ماءها. كل ذلك كما قال تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. قال تعالى فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها فجعلناها نكالا اي النكال هو ما ينكل به الاخرون عن فعل ما فعلت يعني شخص سرق فقطعت يده فقطع اليد نكالا لاخرين تمنعهم من ارتكاب مثل الذي ارتكبه. ينكل به اي يجعله نكالا. اي عبرة للاخرين حتى لا يقدم شخص على فعل ما فعل قال فجعل الله هزه القرية نكالا لما بين يديها اي من القرى المحيطة بها انذاك كل يزكر فلان ابن فلان اصبح قردا فلان ابن فلان البلدة تحولت الى قردة لما بين يديها من القرى وما خلفها اي وما يأتي بعدها وموعظة للمتقين يتعظ المتقون بهذا فلا يسلكها السبيل المنحرف عن طاعة الله وطاعة رسول الله. ولا ينقضون عهدا ولا ينقضون ميثاقا هذا وبالله تعالى التوفيق وصل اللهم على نبينا محمد واله وسلم والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله