من بني قيوم يقال الذين هم مع الخزرج تظاهرون اي تتعاونون ومنه قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا اي معاونا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه ومن دعا بدعوته الى يوم الدين وبعد فمع تفسير بعض الايات من سورة البقرة مطلعها واذ اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون ما زال الخطاب مستمرا عن بني اسرائيل فسورة البقرة فيها كثير من انواع الخطاب لبني اسرائيل اذ كانوا يقطنون مدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وليس لبني اسرائيل كبير خطاب في الكتاب العزيز في السورة المكية الا القليل كالسورة الاسراء اما الصور المدنية ففيها كثير من الخطاب لبني اسرائيل وكانت بنو اسرائيل في المدينة على ثلاث طوائف او كانوا سلاس طوائف بنوا قينقاع وبنوا النضير وبنو وبنو الخزيمة بنو قريش عذرا بنو قريظة وبنو النضير اتاني القبيلتان كانتا في تحالف مع قبيلة الاوس ضد الخزرج وكانت الفئة الثالثة من اليهود بني قينقاع مع قبيلة الخزرج ضد الاوس اعني ان ثلاث الناس سلاسة طوائف من بني اسرائيل يفترض انهم جميعا من بني اسرائيل وانهم اهل كتاب وانهم على شريعة موسى صلى الله عليه وسلم لكن انقسموا فريق منهم مع الاوس وهم بني قريظة وبنو وبنو النضير وفريق مع الخزرج هم بنو قيم قاع وثمة يهود اخرون يهود خيبر خيبر بعيد عن المدينة بمسافة طويلة ليسوا بداخلين في الحديث عن بني اسرائيل الان فاخذ الميثاق على بني اسرائيل الا يسفكون دماءهم الا يسفك بعضهم دماء بعض ولا يخرجون بعضهم من ديارهم اخذ عليهم الميثاق وخذ على ابائهم وهم مقرون بذلك فقوله واذ اخذنا ميثاقكم اي ميثاق ابائكم وانتم اقررتم على هذا الميثاق وانتم لهم تبع لا تسفكون دماءكم اي لا يسفك بعضكم دماء بعض ولا تخرجون انفسكم من دياركم اي ولا يخرج بعضكم بعضا من ديارهم فاطلقت النفس والمراد الاخرين ال الملة الواحدة بمنزلة النفس الواحدة قال تعالى ولا تلمزوا انفسكم قال تعالى لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا قال تعالى فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم فال الملة الواحدة كالنفس الواحدة فقوله سبحان ولا تخرجون انفسكم من دياركم اي ولا يخرج بعضكم بعضا ايها اليهود من ديارهم ثم اقررتم انتم ايضا وان كان الميثاق اخذ على ابائكم وانتم تشهدون قيل تقرون بذلك تأكيد الاقرار وقيل وانتم تقرون تشهدون بذلك تحضرون هذه المواثيق اي اجدادكم حضروها وانتم اقررتموها لما رأيتموها شهدتموها في الكتب الكتب التي معكم وقيل وانتم تشهدون ذلك بقلوبكم ويشهد بعضكم على بعض بهذا ثم اقررتم وانتم تشهدون يعني انتم معترفون بان الميثاق اخذ على ابائكم وانتم لهم تبعوا وانتم مقرون بذلك ان بعضكم لا يسفك دم بعض ولا يخرجه من دياره انتم مقرون بهذه معشر اليهود ثم انتم هؤلاء وقد تحالفت بنو قريدة وبنو النضير مع الاوس وتحالفت بنو قينقاع مع الخزرج اذا شب قتال بين الاوس والخزرج انتم تقاتلون مع الاوس واخوانكم يقاتلون ما الخزرج فبعضكم اصبح يقتل بعضا وبعد زلك بعد ان تنتهي المعارك وقد قتلتم من اخوانكم من قتلتم تذهبون الى شيء وهو انكم تسعون في فداء الاسارة يعني اذا يهودي قينقاعي وقع في قبضة يهود ووقع في قبضة الاوس يسعى يهود بني قريظة بني النظير في فدائه. ويقولون نترك اخانا في الاسر وان كنا نقاتل ضده لكن لا لا نتركه في الاسر فيسعون في فداء الاسير من من اخوانهم من بني قينقاع اذا اسرته الاوس وكذلك بنو قينقاع اذا اسر قرظي او اسر نظيري يسعون في استنقاذه الميثاق اخذ عليكم من ناحيتين. ناحية عدم القتال لا يقتل بعضكم بعضا ولا يخرج بعضكم بعضا من دياره فانتم اقرأتم بهذا الميثاق تسعون في فداء اسراكم وتقتلونهم اذا كانت الحرب قائمة فانتم امنتم بعدم بامانتن اقررتم بالشيء كله بعدم القتل وعدم الاخراج من الديار لكن عند القتال تقاتلوهم عند الفداء تفادوهم فهذا هو الوجه قال تعالى ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم ايقتل بعضكم بعضا وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان تتعاونون مع الاوسيين يا بني قريظة ويا بني النضير تتعاونون مع الاوسيين لقتل اخوانكم ومنه قوله تعالى ان تتوب الى الله فقد سغت قلوبكما وان تظاهرا عليه اي تتعاون على رسولنا صلى الله عليه وسلم فان الله ومولاه فالظهير المعاون والمظاهر المعاون ومنه اطلاق المظاهرة على المظاهرة لان بعض الناس يعاون الناس يعاون بعضهم بعضا الابداء رغبتهم في الشيء منه قوله تعالى فلا تكونن ظهيرا للمجرمين ربي بما انعمت علي فلن اكون ظهيرا للمجرمين اي لن اكون معاونا لاهل الاجرام على اجرامهم فقول تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان تتعاونون مع غيركم على اخوانكم بالاثم والعدوان الاثام هي الذنوب التي بين العبد وربه والعدوان التعدي على الاخرين لكن هذا من الاصطلاحات التي اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت فاذا جاءت كلمة الاثم منفردة دخل فيها معنى العدوان واذا جاء معنا واذا جاءت كلمة العدوان منفردا دخل فيها معنى الاثم. لكن اذا اقترنت كلمة الاثم بالعدوان يكون الاسم والذنب الذي ترتكبه انت في حق نفسك مع ربك والعدوان البغي وظلم العباد تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وهي توكم اسارا تفادوهم فكيف تقاتلونهم واذا اسروا تدفعون الفدية لاستنقاذهم وهو محرم عليكم اخراجوهم يعني في الاصل محرم عليكم ان تخرجوهم من ديارهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض امنوا بفداء الاسرى وكفروا بالنهي عن قتاله فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا الا خزي في الحياة الدنيا فضيحة يفضح بها في الحياة الدنيا وجزي مضروبة عليه. واسر يقع فيه. كل صور الخزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون هنا وقفة ولابد ايها الاخوة هذه الوقفة تعني اهل زماننا الا من رحم الله ناس حكومات وافراد وجماعات يقرون بالقرآن وانه افضل كتاب وانه من عند الله سبحانه وتعالى ويؤمنون به ويرتلونه لكن عند التنفيذ يطبقون بعضه ويرفضون الاخر فيتركون التشريعات التي شرعها الله ويسنون تشريعات باطلة اتت من دول الكفر من زبالات الاذهان والعقول الكافرة ويقدمونها على كتاب الله سبحانه وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فترى قوما يدعون محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ومحبة القرآن ومع ذلك يقولون القرآن لا يصلح لهذا الزمان فخذ منه بزعمهم الصلاة والصيام والزكاة والحج ما وراء ذلك يدعون انه لا يصلح لهذا الزمان وكبرت كلمة تخرج من افواههم يقولون الا كذبا فيستوردون قوانين في الجنايات من فرنسا الكافرة ويستوردون من الغرب والشرق الكافر والملحد قوانين يحكمون بها في رقاب العباد قوانين جنائية في الجنايات وفي الاموال وفي الاخلاق يسنون قوانين ودساتير ما انزل الله بها من سلطان دساترا قوانين ليست في كتاب ربنا وليست في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ويجعلونها شرعا يتحاكم اليه ويا مناهضة ومضادة لكتاب رب العالمين الذي يعلم من خلق وشرع لهم ما ينفعهم لكن هؤلاء القوم سلكوا سبيل الكفار فاتوا بقوانين من دول الكفر وتشريعات ودساتير باطلة حكموا بها في رقاب العباد وفي اموال العباد وفي اخلاق العباد واتوا بشعارات ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب فادرجوا انفسهم وانتسبوا الى الديموقراطية وانتسب اخرون الى العلمانية واخرون الى الليبرالية واخرون الى الاشتراكية وكلها مذاهب ضالة شاردة عن كتاب رب العالمين وعن سنة النبي الامين عليه افضل صلاة واتم تسليما ولا تستحي بعض الجماعات المنسوبة للاسلام ان تعلن عن هويتها وانها ديمقراطية ولا يستحي بعضهم وكبراؤهم ان ان يطالبوا بالديمقراطية ويقولون لا نجاة للشعوب الا فيها او في العلمانية الكافرة الماكرة هي الاخرى وعياذا بالله يبتلى بعضهم بابتلاءات فيستغيث بالديمقراطية ويستغيث بالاشتراكية والعلمانية ولا يستغيث برب العالمين سبحانه وتعالى تزول امم او تزل جماعات وفي نهاية زوالها يتعلقون بالديمقراطية والاشتراكية ان اهل الشرك من اهل مكة كان اذا مسهم الضر في البحر ظل من يدعون الا اياه ولا يمسهم الضر ويقولون الديموقراطية ويناشدون العالم الكافر ان يطبق الديموقراطية في بلادهم فامنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض من حيث يشعرون او من حيث لا يشعرون قالوا ان الدين خذ منه الصلاة والصيام والزكاة والحج وبعض الاخلاق ولكن ما وراء ذلك عندهم اذا حدثتهم عن الحدود. حدود الله التي شرعها الله سبحانه لردع الجناة يقولون هذه وحشية ويصفون الكتاب العزيز بانه كتاب وحشي ان حدثتهم عن الربا يقولون لا دخل للدين في اموال الناس كما قال قوم شعيب يا شعيب اصلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد اباؤنا او ان نفعل في اموالنا ما نشاء انك لانت الحليم الرشيد وما علموا ان ربنا قال ويل للمطففين وقال يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون تقول نار التي اعدت للكافرين الله سبحانه ما فرط في كتابه العزيز من شيء لكن هؤلاء القوم امنوا ببعض الكتاب وكفروا بالبعض وكما اسلفنا مرارا ترى منهم رجلا مصليا صائما متصدقا حاجا ومعتمرا ويحنوا على الفقراء واليتامى والمساكين ولكن اذا حدسته عن الحدود والشريعة فيها او حدثته عن المرابات عن الربا اذا به ينقلب الى شخص اخر تماما في صف هذه كلها بالوحشية ويقول كن في حالك الدين يقتصر عنده على الصلاة والصيام والزكاة والحج حقا انهم امنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض واتبعوا شرعة الطواغيت الوافدة الينا من دول الكفر ولقد قال ربي فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وقال تعالى لرسوله الامين محمد عليه الصلاة والسلام ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا اذا لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا وقال تعالى وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك فان تولوا فاعلم انما يريد الله ان يصيبهم ببعض ذنوبهم وان كثيرا من الناس لفاسقون افحكم افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون ووصى الله نبيه بالتمسك بالشريعة الغراء الكريمة ثم جعلناك على شريعة من الامر. فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وان الظالمين بعضهم اولياء بعض والله ولي المتقين فاستمسك بالذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ان الله كان عليما حكيما لقد قال ربنا سبحانه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فان لله وان اليه راجعون على هذا المصاب الذي اصيبت به امة محمد صلى الله عليه وسلم من حيودها عن شرعة ربها سبحانه وعن الحنيفية السمحة التي بعث بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الانبياء عليهم الصلاة والسلام ايها الاخوة يجدر التنبيه على هذه الشعرات بصورة موجزة في غاية من الايجاز حتى لا ينخدع به احد اما عن العلمانية فاهلها يقولون ما حاصله؟ ان الدين مقتصر على الصلاة والصيام وزكاة والحج ما وراء زلك فليس للدين دخل ويتطاول بعضهم ويقول الدين افيون الشعوب فيقولون اعني العلمانيين قاتلهم الله اينما يكونون وحيثما يكونون صلي كيف شئت تواصلي كيف شئت وتصدق كيف شئت وحج ان شئت ولا ولا دخل للدين بسائر شئون الحياة ويقول قائلهم دع ما لله لله لله وما لقيصر لقيصر هذا هو طريق العلمانيين الماكرين المخادعين لله ورسوله وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون اما عن الديمقراطيين فقد تغنت بالديمقراطية دول رؤساءها في ظهيرهم انهم يدعون الى الاسلام وعندهم حمية لنصرة هذا الدين وهم متقلدوا الديموقراطية فهي عندهم حكم الشعب للشعب الشعب يحكم نفسه بالذي يريد لا بالذي يريده الله فاذا ارتضى الشعب شيئا فقوله الفصل ليس بالهزل عندهم اذا اجتمعت الشعوب عندهم كما هو واضح في ائمة الديموقراطية في العالم اذا ارتضى الشعب عندهم ان يتزوج الرجل بالرجل تزوج ولا اعتبار لشريعة تتزوج المرأة بالمرأة تزوجت ولا اعتبار لشريعة رضي الشعب بان تشرب الخمور عندهم شربت الخمور رضي الشعب بان يأتي الرجل المرأة في وسط قارعة الطريق هو ما دام هو موافق وهي موافقة لا بأس وديننا ليس كذلك لنا حدود وقد قال تعالى تلك حدود الله فلا تعتدوها وقال ومن يتعدى حدود الله فاولئك هم الظالمون فليس لنا ابدا ان نتعدى حدود الله اما الليبراليين اهل الضلال والزيغ فهم الذين يقولون بشعار انت حر ما لم تضر فجعلوا المعول عليه الضرر من عدمه. انت حر تزني بمن شئت ما دامت موافقا تشرب الخمر كيف شئت تفعل ما شئت ما لم تضر بالاخرين اما الاشتراكيون اهل الباطل واهل الضلال الذين يقولون ان الدين لا يصلح للاقتصاد ولابد ان تؤخذ الاموال عندهم من الاغنياء تقسم على الفقراء كرها يشتركون في كل شيء ان سلمت لهم اشتراكيتهم ولكن طمعه في الدنيا افسد حتى عليه مشتراكيتهم فيقولون بالتشارك في كل شيء تشارك في كل شيء حتى في بعض بلادهم الحمامات لا تغلق شركة شركة بينك وبين الناس لا تستأثر بها ضلال مبين والعياذ بالله فارجع فاقول صبغة الله اعني ديننا ومن احسن من الله صبغة ونحن له مخلصون فيا اهل الاسلام الزموا كتاب الله والزموا سنة رسول الله ولا تنخدعوا بهذه الشعارات البراقة الواردة من دول الكفر واهلها يتبرأون منها حينا بعد حين صدق الله اذ قال ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن فنشهدك يا ربنا على كفرنا بهذه الشعارات الواردة من كفر من دول الكفر التي تخالف كتابك وتخالف سنة رسولك صلى الله عليه وسلم نبرأ اليك يا ربنا من الديموقراطية والاشتراكية والعلمانية والليبرالية ومن غيرها من طرائق الكفر والضلال التي ما انزلتها يا ربنا التي اختلقتها الشعوب الكافرة وصدرتها الى بلاد المسلمين تحكم بها وترد حكمك وحكم نبيك محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى لليهود افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي فضيحة وعار في الحياة الدنيا ويوم القيامة فضلا عن ذلك يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل الله ليس بغافل عما يحدس في هذه الارض ربنا ليس بغافل عن شرعه الذي نحي وعن السعاة في الاجرام الذين يصرفون الناس عن كتاب ربهم وسنة نبيهم. صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول الله تعالى في كتابه الكريم في شأن الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب كيف يأتلف قوله تعالى ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب مع قول الله تعالى ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب وقوله تعالى في شأن اصحاب المائدة فمن يكفر البعض منكم فاني اعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين وقوله تعالى في شأن اهل النفاق ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار الى غير ذلك من الايات والجواب كما سلف مرارا اما ان يكونوا جميعا في اشد العذاب واما ان تنزل منزلة الاختصاص كما بينا في قوله تعالى ومن اظلموا ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه ومن اظلم ممن كذب بايات الله وصدف عنها ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم فاما ان يقال بالاختصاص ليس من المانعين اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه ليس من الظالمين وليس من الكذابين والمفترين اظلم ممن افترى على الله كذبا فاما ان يكونوا كلهم في الدرجة العليا من الظلم واما ان ننزلها منزلة الاختصاص والله اعلم يردون الى اشد العذاب يوم الله بغافل عما تعملون اولئك اي الذين امنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض والذين تقدمت اوصافهم اولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة الحامل لهم على ما صنعوا حب الدنيا وكراهية الاخرة اولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة باعوا اخرتهم مقابل ثمن بخس دراهم معدودة في دنياهم فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون ليس ثم احد ينصرهم يوم القيامة من عذاب الله قال تعالى مذكرا لهؤلاء اليهود مذكرا هؤلاء اليهود ولقد اتينا موسى الكتاب اي التوراة اكرمناه بها التي هي فرقان كما قال تعالى ولقد اتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين التوراة تفرق بين الحق والباطل. ومعجزات اخر تفرق بين الحق والباطل ولقد اتينا موسى الكتاب اي فما اهتديتم به معشر اليهود ولا انتفعتم به وكذلك المسلمون في زماننا اتى الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم الكتاب فكثير منهم لم ينتفعوا به ولم يقيموا شرائعه ولم يقيموا حدوده وان اقاموا بعضا ولقد اتينا موسى الكتاب وكفينا من بعده بالرسل اردفناه برسل بعده. رسول بعد رسول وهؤلاء الرسل والنبيون عليهم الصلاة والسلام كانوا يحكمون بالتوراة وفق ما جاءت ووفق ما نزلت على موسى صلى الله عليه وسلم فالتوراة كتاب منير كما قال تعالى انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشوني ولا تشتروا باياته ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما انزل الله في اولئك هم الظالمون ولقد اتينا موسى الكتاب وقفين من بعده بالرسل يسيرون على نهجه يحكمون بالتوراة التي انزلت عليه الى ان جاء عيسى عليه السلام بالتخفيف بعض الشيء كما قال وليحل لكم بعض الذي حرم عليكم ولقد اتينا موسى الكتاب وقفين من بعده بالرسل هل عملت اليهود بالكتاب كلا ليسوا كلهم قال تعالى ولقد اتينا موسى الكتاب فاختلف فيه فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم قال تعالى ولقد اتينا موسى الكتاب وكفينا من بعده بالرسل رسل كثر بعد موسى عملوا بالشريعة منهم داوود وسليمان عليه السلام نبينا كثيرون منهم يوشع عليه السلام بعد موسى وكان ولا من لموسى عليه السلام نبينا قصر جاءوا بعد موسى عليه السلام قفينا من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات الدلالات الواضحات على صدقه وعلى انه رسول من عند الله ومن هذه الدلالات خلقه من غير اب ومن هذه الدلالات نطقه في المهد ومن هذه دلالات احياؤه للموتى بازن الله وابرائه للاكمع والابرص باذن الله ومن هذه الدلالات اخباره بما يأكلونه وما يدخرون في بيوتهم ومن هذه الدلالات رفعه وانجاؤه من اهل الظلم والعدوان ومن هذه الدلالات انزال المائدة عليه من السماء حتى اكلوا منها دلالات متعددة وبينات دالة على صدق عيسى صلى الله عليه وسلم ولكن هل انتفعوا بذلك ما انتفعوا بذلك وصفوه بشر الاوصاف ووصفوه بابن بيغاء ووصفوه بانه ساحر ومجنون هو النبي الكريم الوجيه في الدنيا والاخرة صلوات الله وسلامه عليه وعلى اخوانه من الانبياء فما انتفعوا لا بالتوراة التي انزلت على نبيهم موسى عليه السلام ولا بالايات والمعجزات التي ايد بها موسى عليه السلام ولا بالانجيل الذي انزل على عيسى فهو من البينات ايضا ولا بسائر المعجزات عن عيسى عليه السلام ايد بروح القدس وقوله تعالى وايادينه بروح القدس وهو جبريل عليه السلام فروحه القدس هو جبريل قال تعالى قل نزله روح القدس من ربك بالحق قال تعالى نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن حسان هجوم وروح القدوس معك هجوم وجبريل معك. اللهم ايده بروح القدس فعيسى شرف بان ايد بروح القدس سواء عند النفخ في امه او سواء عند نطقه في المهد والوحي اليه في المهد سواء عند رفعه سواء اثناء حياته بانزال الانجيل عليه اريد في عدة مراحل من حياته بروح القدس عليه الصلاة والسلام ويدناه بروح القدس يدافع عنه وينافح ويحفظه باذن ربه وهي دينه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ماذا فعلت اليهود مع الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام كذبوا فريقا منهم وقتلوا فريق اخر رسول من عند الله يقتل هكذا فعل بنو اسرائيل قتلوا رسلا كراما ومن الشيء المطبق عليه انهم قتلوا يحيى ابن زكريا عليه السلام واباه ايضا زكريا عليه السلام قتلوا عددا كبيرا جدا من انبياء الله عليهم الصلاة والسلام قال تعالى وقتلهم الانبياء بغير حق قاتلوا الامرين بالقسط من الناس والحامل لهم على ذلك فضلا عن اتباعهم لخطوات الشياطين دعواهم الباطلة ان النار لن تمسهم الا اياما معدودات فالمعتقد الباطل دفع الى عمل باطل المعتقد الباطل دفع الى عمل باطل معتقد فاسد دفع الى عمل فاسد. فقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودات. التي عبدوا فيها العجل. فسواء قتلوا ام لم يقتلوا هي فقط هذه الايام فمن ثم استباحوا دماء الانبياء ودماء الاميرين بالقسط من الناس حملهم معتقد فاسد وهو قولهم ليس علينا في الاميين سبيل اليس علينا اثم اذا قتلنا العرب؟ واكلنا اموالهم فحملهم هذا المعتقد الفاسد على ان يقتل العرب باعتبارهم همج رعاع اميين وليس عليهم بزعمهم في الاميين لا سبيل فكان بعضهم يتراهن في عصورنا الحاضرة على الذي في بطن المرأة ولد او بنت ويشقون بطنها وهي حية ويستخرجون الطفل من بطنها مقابل رهانات تجرونها بلا رحمة ولا هوادة عياذا بالله من قسوة القلوب وعياذا بالله من الظلم والظالمين قال تعالى افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم اي كذبتم فريقا وفريقا تقتلون قال تعالى هكذا قال الله تعالى افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريق كذبتم وفريقا تقتلون وقالوا قلوبنا غلف فيها وجهان للعلماء احدهما انهم قالوا قلوبنا اوعية للعلم ملئت علما فلا نحتاج الى علمك. لا تحدثنا بشيء يا محمد كذا يقولون يقولون فلا نحتاج الى علمك فقلوبنا غلف والوجه الثاني ان قلوبنا مغلفة باغلفة تتكلم ما تتكلم لن يصل اليها شيء من من كلامك لان يصل اليه شيء من كلامك فاحد القولين في قولهم وقالوا قلوبنا غلف. اي قلوبنا اوعية للعلم لا نحتاج الى علمك فقد ملئت علما والثاني ان المراد بقولهم قلوبنا غلفة اي مغلفة باغلفة ليصل الي شيء مما تقوله فلا داعي لان تتكلم معنا هكذا قالوا فالله اعلم بوجه الحق والصواب هذا وصلي اللهم على نبينا محمد واله وسلم والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاك الله خيرا