الحمد لله رب العالمين الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد فبحمد الله تبارك وتعالى وتوفيقه نبدأ اليوم في تفسير سورة البروج هذه السورة ليس لها من الاسماء الا اسم واحد فهذه السورة تسمى بسورة البروج ومعنى البروج ومعنى البروج على وزن العروج على وزن العروج معناه المنازل سيأتي تفسيره ان شاء الله تبارك وتعالى في تفسير الاية الربط بين هذه السورة والتي قبلها ذكر شيخنا رحمه الله اه عدة اوجه الاول قال ان السورة السابقة فيها التخويف بالاخرة سورة الانشقاق فيها التخويف بالاخرة وفي هذه السورة بيان عقوبة المنكرين للاخرة في الدنيا اصحاب الاخدود وفرعون وسموت الوجه الثاني ان في سورة فالانشقاق فذكر الكدح وهو المشقة للاعمال الصالحة وفي هذه السورة الزجر عن الكدح في الاعمال السيئة التي نستوجب عذاب الله في الدنيا والاخرة الوجه الثالث ان الله جل وعلا ذكر في السورة السابقة ما تحويه قلوب الكافرين ذكر الله في سورة الانشقاق ما في قلوب الكافرين لقوله جل وعلا قال والله اعلم بما يوعون اي بما يخفون في قلوبهم في هذه السورة في البروج اظهر الله ما في قلوبهم بعداوتهم وقتلهم للمؤمنين فهذه ثلاثة اسباب ذكرها شيخنا رحمه الله واما ربط اسم السورة باسم السورة فهي واضحة فان سورة السابقة سورة الانشقاق ومعنى ذلك انه اذا جاء الانشقاق فلا بروج اذا جاء الانشقاق بلا بروج وهذا ربط اخر وهنا ربط خامس يظهر لي بين نهاية السورة وبين اول سورة البروج قال الله عز وجل فبشرهم بعذاب اليم الا الذين امنوا ثم بين الله في سورة البروج ان العذاب الاليم يصاب به الكافر اما عاجلا واما اجلا والمؤمن مستثنى من العذاب الاليم في الدنيا كما هو مشاهد ومستثنى من العذاب الاليم بالاخرة كما سيشاهده اما قضية هذه السورة فهي مرتكزة على اظهار العذاب الدنيوي للكافرين وتسمية للمؤمنين هذه السورة قضيتها اظهار العذاب للكافرين في الدنيا قبل الاخرة وتسلية وفيه وفيها تسلية للمؤمنين اه سورة طويلة ولذلك آآ ما نريد ان نذكر خلاصتها وانما ندخل في التفسير قد نسينا شيئا على شرطنا وهو اننا نذكر في كل سورة ما في السورة من اسماء الله عز وجل ذكر شيخنا رحمه الله ان في سورة البروج عشرة اسماء لله تبارك وتعالى في سورة البروج عشرة اسماء لله تبارك وتعالى ولنتأملها معا حتى يتعبد الله جل وعلا بهذه الاسماء التي وردت في هذه السورة العظيمة اول هذه الاسماء الله في قوله في الاية الثامنة وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله الثانية العزيز الثالثة الحميد بالله العزيز الحميد. ثلاثة ثم الشهيد هذه الرابعة والله على كل شيء شهيد اي الرابعة الخامسة قوله جل وعلا الغفور وهو الغفور اي الخامسة الودود هذه السادسة ذو العرش هذه صفة المجيد بالرفع هذه السابعة هذه السابعة المحيط هذه الثامنة فهذه ثمانية اسماء صريحة وينها ها ما ذكرناها صح ان بطش ربك لشديد ربك ما ذكرناه الرب هاي التاسعة طيب شيخ قال عشرة نعيدها مرة اخرى تأملوها مرة اخرى فان التأمل في ايات الله عز وجل عبادة الله العزيز الحميد الله العزيز الحميد ثم الشهيد ثم قوله جل وعلا الغفور او الرب قبل ذلك هذه رقم كم من ربح خمسة او السادسة مرة ثانية الله العزيز الحميد الشهيد لا الرب الخامس ثم السادس الغفور السابع الودود الثامن المجيد التاسع المحيط وشيخنا رحمه الله قال عشرة لانه رحمه الله لم يذكر المحيط وانما ذكر المبدي المعيد لكن المبدي المعيد كما ترون ورد على صيغة الفعل وما ورد على صيغة الفعل لا يجوز اشتقاق الاسم منه حتى يرد على صيغة الاسم وهذه قاعدة وضابط من ضوابط اشتقاق الاسماء لله من ضوابط معرفة اسماء الله تبارك وتعالى. كيف تعرف الاسم ليس مجرد ورود الفعل انما لابد ان يرد على صيغة الاسمية فالشديد مثلا اسم لكن ليس هنا جاء مورد الخبر عنه انما هو صفة للرب فلا يصح ان نجعله يسمن اما هو يبدي ويعيد صحيح هو خبر الجملة خبر هو لكنه على صيغة الفعل جملة فعلية فليس من اسماء الله عز وجل اذا الاسماء الموجودة في هذه السورة تسعة من الاسماء الصريحة اذا قلنا برفع المجيدو اما اذا قلنا بخفض المجيد ذو العرش المجيد جعلنا المجيد صفة للعرش فتكون الاسماء ثمانية اما الصفات فهي كثيرة بهذه السورة العظيمة يقول جل وعلا والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود الله جل وعلا بدأ هذه السورة بالقسم بثلاثة اشياء الاول بالسماء والسماء ذات البروج هذا قبل الانشقاق قلنا بعد الانشقاق ها قبل الانشقاق ولهذا قلنا من المناسبة انه اذا جاءت جاء الانشقاق لا بروج بنا والسماء ذات البروج اقسم الله عز وجل بالسماء ووصفها جل وعلا بقوله ذات البروج والسماء اذا اطلق المقصود به الجرم المشاهد السماء عند الاطلاق المقصود به الجرب المشاهد وقد يدل على معنى اخر لكن هذا يحتاج الى سياق وسباق او لحاق والسماء ذات البروج لما قال ذات مؤنث ثوب ذات مؤنث ذو لان هذه السماء مؤنثة فجاء الخبر عنه ذات البروج اي صاحبة البروج البروج في الاصل معناه الظاهر ولذلك العرب سموا البرج في الحصن برجا لانه اظهر شيء فيه اذا قلنا البروج في الاصل الظهور او او الظاهر هنا يأتي هل هذا المعنى الاصلي هو المراد الجواب نعم لان السماء اينما ذهبت فهي ظاهرة لك وين ما رحت السما امامك وفوقك ويمينك وشمالك وهي محيطة بك فالسماء بهذا المعنى الاصلي والسماء ذات البروج اي السماء صاحبة الظهور فهي ظاهرة جلية واضحة والمعنى الثاني ان البروج المقصود به محل المقصود بالبروج النجوم والسماء ذات البروج اي ذات النجوم وسميت البروج نجوم بروجا لظهورها في الليل والتفسير الثاني ان المقصود او الثالث الثالث ان المقصود بالبروج منازل النجوم وليس النجوم لانها اذا نزلت في منازلها رؤيت واذا لم تكن في منازلها لا ترى اذا هي تظهر في منازلها والسماء ذات البروج اي اقسم بالسماء التي فيها منازل النجوم الظاهرة وايضا من معاني بؤروج ومن معاني البروج ايضا المصنوع على صورة جميلة المصنوع على صورة وهيئة جميلة معنى هذا والسماع ذات الجمال الباهر والمعنى الرابع ان من معاني البروج منازل القمر منازل القمر اذا تحصل لنا كم معنى الظهور والنجوم منازل النجوم الجمال ها منازل القمر خمسة معاني خمسة معاني ليس بينها تعارف قال بعض المفسرين ان للقمر اثنى عشر منزلا ان للقمر اثنا عشر منزلا معروف ان القمر يبدأ هلالا ثم يتغير ويصبح بعد ذلك بدرا ثم يتغير يصبح بعد ذلك محاطا وهذه الثلاث كل واحدة منها مقسمة الى اربعة ليالي فتصير المنازل كم؟ ثلاثة في اربعة كم اثنى عشر منزلا وانا ما عندي هذا التخصص ما افهم في هذا الشيء لكن هكذا ذكر المفسرون ان القمر لها ان القمر لها اثنا عشر منزلا واما النجوم فذكر العلماء ان النجوم التي ترى من الارض لها ثمانية ان النجوم التي ترى من الارض لها ثمانية وعشرون منزلة وهي منزل الاسد والدلو والحوت والسرطان والى اخره من مجموعات النجوم التي تظهر من على الارض بالعين المجردة في الليلة الصافية التي لا تكون القمر فيها التي لا يكون القمر فيها بارزا وجاء ذكر البروج في سورة الفرقان لو لو فتحتم سورة الفرقان في الاية الواحد والستين لا في الاية الواحد وستين في الاية الواحد وستين غير تبارك ولا هي نفسها نعم تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا اذا بروجا يعني المنازل وجاء ايضا في سورة الحجر ولاية السادسة عشر تأملوها في سورة الحجر في الاية السادسة عشر حيث يقول الله جل وعلا ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين اذا جمعنا هذه الاية اية البروج واية الفرقان واية الحجر تبين لنا ان المعنى بالبروج المنازل تبين لنا ان المراد بالبروج المنازل ولا يمنع العموم ثم هنا يرد سؤال ما مناسبة قسم الله عز وجل بالبروج والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد يوم مشهود يتبين لنا هذا اذا رأينا قضية السورة قلنا ما قضية السورة تخويف الكافرين بالهلاك في الدنيا والاخرة وتسلية المؤمنين فهذه البروج من جعلها كل عاقل يدرك مشركا كان او مسلما ان هذه المنازل لم يجعلها احد غير الله فالله قادر على اهلاك الكافرين وتعذيبهم والله جل وعلا قادر على انجاء المؤمنين وابقائهم ثم قال الله جل وعلا واليوم الموعود ايوة اقسم باليوم الموعود واليوم الموعود اليوم جاء فيه الالف واللام مع اهل العهد معناه للعهد وهو يوم القيامة وسمي موعودا لان الله وعدنا واخبرنا ان هذا اليوم سيكون موعود صيغة مفعول من وعد وعد يوعد فهو واعد والقضية موعودة اذا الله جل وعلا هو الذي هو الواعد وهذا اليوم موعود بيننا وبينه وباتفاق المفسرين اليوم الموعود المقصود به يوم القيامة لا خلاف بينهم فهذا اليوم كان وعدا من الله بين الله وبين خلقه من الذي وعدهم؟ ربهم جل في علاه وعد المخلوقين بهذا اليوم ولذلك كان من اسماء القيامة اليوم الموعود ومن اسماء القيامة الميعاد ارض الميعاد والميعاد الميعاد اسم من اسماء يوم القيامة. وارض الميعاد ارض القيامة ولا لا وليس المقصود بارض الميعاد كما يظنه اليهود فلسطين لا ارض المياه ميعاد ارض القيامة ولا شك قد صح في الحديث ان الشام هي ارض القيامة يجعلها الله جل وعلا كيف شاء سبحانه وتعالى ثم اقسم بشيء ثالث قال وشاهد ومشهود وشاهد ومشهود الشاهد اسم فاعل من شهد يشهد فهو شاهد شهد يشهد فهو شاهد والمشهود اسمه مفعول من شهد يشهد شاهد ومشهود اذا المقصود بالشاهد من تقبل شهادته والمقصود بالمشهود من تكون الشهادة عليه هذا من حيث المعنى العام وقد ذكر وقد اختلف المفسرون في تفسير الشاهد والمشهود الى اقوال كثيرة جاوزت عشرة اقوام ذكر شيخنا رحمه الله منها سبعة فقال اولها المقصود بالشاهد يوم الجمعة المقصود بالشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة لماذا الجمعة شاهد وعرفة مشهود قالوا لان الجمعة تشهد على اهلها الذين يأتون الجمعة تشهد على اهله الذين يأتونه اذا هو شاهد اسم فاعل واما عرفة فالناس يأتون اليها فهي مشهودة الناس يأتون اليها وهي مشهودة والمعنى الثاني طبعا هذا شاهد ومشهود جاء فيه حديث قال يعني الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة لكن الحديث في رفعه نظر والصواب انه موقوف. والصواب انه موقوف المعنى الثاني ان الشاهد اعضاء الانسان الشاهد اعضاء الانسان عضو يديه رجليه لسانه والمشهود الانسان نفسه اعظائه تشهد عليه اذا هي شاهدة وهو مشهود المعنى الثالث الانسان هو الشاهد والقيامة هي المشهودة يشهدها كل الخلائق وجاء هذا في سورة هود في الاية مئة وثلاثة في سورة هود بالاية مية وثلاثة في قوله تبارك وتعالى قال ان في ذلك لاية لمن خاف عذاب الاخرة ذلك يوم جموع له الناس وذلك يوم مشهود فسمى الله يوم القيامة مشهودا بالنصر لان الناس يشهدونه اذا الناس شهود وهي اعني القيامة مشهودة بنص اية سورة هود مية وثلاثة المعنى الرابع ان الشاهد كل نبي الشاهد كل نبي يشهد على امته والمشهود الامم وقيل الشاهد امة محمد صلى الله عليه وسلم والمشهود من عداهم لان الله جل وعلا قال لتكونوا شهداء على الناس بالنص لتكونوا شهداء على الناس. اذا الامة طبعا الامة هنا ليس الاستغراء اي بعض الامة الامة شاهدة والامم مشهود عليها ترك العندية الى العلو لا يمكن الا ان يكون معنى العلو موجودا اذ هم عليها قعود قوله جل وعلا قعود يعني في اشارة الى انه حتى ما كانوا واقفين كانوا جالسين المعنى رقم كم؟ خامس ولا السادس الخامس من السادس السادس نعم نعم السادس نعم اللي ذكرته قبل قليل هذا الخامس الان السادس السادس الشاهد هو ايات القرآن والمشهود هو تاليه الذي يتلوه فالقرآن يشهد لك او علي كما جاء في الحديث والقرآن لك او عليك حجة لك او عليك اذا القرآن شاهد والتالي القارئ هو المشهود وقال السابع قال الشاهد الملائكة والمشهود الخلق السابع ولا الثامن ثامن الشاهد مصلي الفجر والملائكة والمشهود صلاة الفجر وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودة ممن من الناس والملائكة من الناس والملائكة التاسع ولا الثامن التاسع ان الشاهد الارض فهي تشهد على اهلها والمشهود الناس العاشر ان الشاهد كل كافر معذب للمؤمنين مستهزئ بهم والمشهود كل مؤمن معذب من قبلهم وهذا هو المعنى الذي فسر به الاية هنا في سورة البروج بعد ان اورد شيخنا رحمه الله هذه الاقوال الكثيرة قال رحمه الله والارجح ان يقال ان هذه ان هذين اللفظين الشاهد والمشهود مطلقان وهذه المعاني كلها مندرجة تحتها وما جاء عن السلف في ذكر بعض الافراد فليس دليل التخصيص وما جاء عن بعض السلف في تفسير الاية بذكر بعض الافراد فليس دليل التخصيص بل هو وارد على سبيل المثال نسأل سؤال ونحاول ان نجاوب عليه ما هو جواب ما هو جواب هذا القسم طبعا دائما اذا رأينا قسم قلنا فيه قسم ومقسم وهو الله عز وجل ومقسم عليه طيب ما هو المقسم عليه ما هو جواب القسم لو تأملنا نريد ان نعرف ما هو جواب القسم اختلف العلماء في جواب القسم فقال الفراء جواب القسم قتل اصحاب الاخدود فقال فقيل ان هذا لا يصلح جوابا للقسم لماذا؟ لعدم الربط بينه وبين القسم ولا والقاعدة ان جواب القسم لابد ان يكون مرتبط في ربط يربط مثلا انت الان تقول اقسم بالله ان الصلاة حق لو قلت اقسم بالله ان الصلاة حق ما صار جواب القسم لان ان الصلاة حق جملة استئنافية ما لها علاقة القسم لكن لما تقول اقسم بالله ان الصلاة حق جعلتها تفسيرية فعرفنا انه مقسم انه جواب القسم لما تقول اقسم بالله لا زيد سارق اللام هذه رابطة ما في اشكال يربط لذلك قال الفراء خروجا من هذا الاشكال قال جواب القسم قتل اصحاب الاخدود ولقد مقدر لقد قتل اصحاب الاخدود لقد مقدر لقد قتل اصحاب الاختبار ويرد هنا سؤال اذا كان لقب مقدر فلماذا حذف لدلالة على سرعة هلاك اصحاب الاخدود من قبل الله عز وجل بمجرد ما انهم شهدوا على تعذيب المؤمنين وما ان انتهوا من تعذيبهم الا جاءهم الهلاك من الله سبحانه وتعالى وعندي ان هذا القول هو الاقرب وان كان شيخنا رحمه الله لم يرجحه قيل ان الجواب محذوف الجواب محذوف وتقديره وشاهدي ومشهود ان هؤلاء معذبون ان هؤلاء معذبون؟ من هؤلاء اصحاب الاخدود والقول الثالث ان جواب القسم ان بطش ربك لشديد مؤخر ننتقل الى سؤال اخر ما المناسبة بين ما اقسم الله به وبين اهلاك اصحاب الاخدود دايما لازم نعرف في مناسب لما اقسم الله بالعصر ثم ذكر صفات المفلحين المناسبة ان يا ايها المفلحون يا ايها الناس استخدموا الوقت في هذه طيب هنا اقسم الله بالسماء ذات البروج وباليوم الموعود وبالشاهد والمشهود ما المناسبة في اهلاك الله عز وجل لاصحاب الاخدود والنار ذات الوقود الى اخره قال العلماء لبيان ان الله جل وعلا قلق هذا الكون وابقى السماء ببروجها واهلك من عاند اذا اليوم الموعود حق وشاهد ومشهود واقع اعيد مرة اخرى قال الله خلق السماوات والارض فلما ابقى السماء ببروجها واهلك الكفار المعاندين اذا اليوم الموعود حق والشاهد والمشهود واقع هكذا ذكر شيخنا رحمه الله تعالى وقال بعضهم لان الكفار المعاندين انما يأتيهم العذاب من قبل السماء كما حصل مع اصحاب الاخدود فكان مناسبا ذكر البروج العذاب يجيء من قبل السماء على الكفار المعاندين فكان مناسبا ان فكان من المناسب ان يذكر البروج وقيل لما كان للنجوم والقمر منازل فان في اخذ الله واهلاكه الكفار اجلا محددا المؤمنين نكمل ان شاء الله في السبت القادم صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله كما جعل الله للبروج منازل معينة محددة كذلك جعل الله لاهلاك الكفار ازمنة محددة ثم قال جل وعلا مبينا مخوفا تخويفا دنيويا من ينكر القيامة قتل اصحاب الاخدود النار ذات الوقود اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شؤوا اربع ايات ذكرها الله تبارك وتعالى مخوفا دنيويا اولئكم الناس الذين انكروا القيامة قتل ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقول قتل بمعنى لعن في جميع القرآن ابن عباس يفسر قتل بمعنى لعن واللعن الذي يترتب عليه الاهلاك اذا لما تأتي عند بعض المفسرين يقول قتل اصحاب الاخدود هلك اصحاب الاخدود فهذا تفسير باللازم والا فابن عباس يرى انه قتل بمعنى لعن قد يقول قائل طيب ابليس اللعين لعن فلماذا لم يهلك الجواب لانه طلب الانذار ولولا طلب الانذار لكان من المهلكين ها من غير انذار فلذلك من لعن يهلك ولهذا ينبغي ويجب على الانسان ان يبتعد عن مواطن اللعن وجوبا لان من لعنه الله لا يرجى له التوبة لا يرجع له لسلاح لا يرجى له الايمان الا ترون ان الله جل في علاه لعن اقواما فلما لعنهم لم يؤمنوا وهلكوا اهل الكفر وهذا يجعل الانسان يبتعد عن مواطن اللعن. قال قتل اصحاب الاخدود قتل اصحاب الاخدود اصحاب هذه اللفظة تدلك على انهم جماعة وليسوا واحد وما قال قتل صاحب الاخت مع ان الذي امر هو حاكمهم لكنهم لما طاوعوه في الشر وامتثلوا امره في الكفر كان حكمه وحكمهم سواء قتل اصحاب الاخت والاخدود جمع خد والمقصود به الحفر جمع حفرة الاخدود طبعا الخدود مفرد وجمعه اخاديد قال قتل اصحاب الاخدود اي صاحب الحفرة دل على انه حفر حفرة عظيمة كما جاء في بعض التفاسير او قد النار فيها كما قال الله النار ذات الوقود حفر حفرة عميقة ثم جعلها موقدة هذه الحفرة بالنار قال ذات الوقود معناه ان هذه الحفرة كلما ضعف نارها يزيدون من حطامها يزيدون من وقودها الوقود ما يشتعل به ما تشتعل النار به الوقود ما تشتعل النار به. النار يقول المفسرون النار بدا الاشتمال قتل اصحاب الاخدود الناري هذا بدا الاجتماع اي هذا الاخدود على اي شيء كان مشتملا النار ذات الوقود لان الحفرة قد تكون فيها كنز قد تكون في الحفرة كنوزا قد تكون في الحفرة اناسا قد تكون في الحفرة نهرا ماء لذلك جاء الاجتماع الناري ذات الوقود. اي اخدود مشتمل على النار ذات الوقود بدل النار بدا الاجتماع النار ذات الوقود وقال بعض المفسرين انه بدل الكل بذلوا الكل ولكنه مضاء محذوف تقديره قتل اصحاب الاخدود اخدود النار ذات الوقود فاذا قلنا ان النار بدل الكلي عن الكل فمعناه لابد ان تقدر كلمة اخدود اخدود النار ذات الوقود. ولكن الاول احسن لماذا لان القاعدة في التفسير متى ما امكن التفسير بدون تقدير متى ما امكن التفسير بدون تقدير فالمصير اليه متعين قال جل وعلا النار ذات الوقود وقود فعول وهي من صيغ المبالغة وقود فعول من صيغ المبالغة وفيه اشارة الى ان هذه النار كانت هذه الحفرة كانت مليئة بانواع من الوقود سواء قلنا خشب او نفط اوقار او عذرة البهايم او حشيش او غير ذلك ثم قال جل وعلا اذ هم عليها قعود مين متعلق بقتلة قتل اصحاب الاخدود اذ هم عليها قعود فدل على ان سبب اهلاك الله لهم سبب لعن الله لهم انهم اوقدوا النار ثم يشاهدون المؤمنين يعذبون ولا تأخذهم رأفة ولا رحمة اذا كلمة اذ هم هذا ظرف متعلق بايش؟ بقتل اذ هم اذ ظرف متعلق بقتل اذ هم عليها قعود عليها على هنا بمعنى العندية اي اذ هم عليها اي اي اذ هم عندها اذ هم عنده لكن يأتي هنا سؤال اذا كان عليها بمعنى عندها فلما جاءت الاية بعليها ولم تأتي بعندها لان فيها اشارة الى انهم كانوا عندها في مكان عال كأن النار تحتهم يشرفون على التعذيب عنا كانت في حفرة الناس ينزلون اليها العساكر والجنود وهم في مكان مرتفع فالناظر اليهم من بعيد يظنونهم على النار من شدة علو مكانهم فجاء التعبير بعليها دون عندها اذا هم عليها يعني عندها مع العلو. لان لماذا قلنا عندها مع العلو؟ لان القعود جمع قاعد تقول زيد القايد قاعد والناس قعود اذا هم معناته انه مو بس الملك اللي قاعد الملك والوزراء والحشم ومن معه من الوجهاء كلهم جالسين على الكراسي او على المدارج ويشرفون على تعذيب المؤمنين وهذا فيه ايها الاخوة قضية مهمة جدا نستفيدها انه اذا قام احد الكفار بتعذيب المؤمنين ونهاهم الاخرون من الكفار فربما يكون نهي الكافرين مانعا من انزال العذاب به اما اذا كان الكل على هذا الوصف فلا مانع من انزال العذاب عليه وهذه قضية مهمة قال الله جل وعلا وهم على اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود هذه الصفة الاخيرة من صفات الكفار هؤلاء الذين قال الله عنهم قتلوا وفي قوله وهم اي اي الذين قعدوا على النار يشرفون عليها على ما يفعلون بالمؤمنين شروط. فيه اشارة في اشارة الى عظيم جبروتهم الى عظيم غلظة قلوبهم الى عظيم نزع الرحمة من صدورهم كيف يرون اناس بشر يعذبون بهذه الطريقة الانسان مهما تكل كفر فان في قلوب كثير من الكفار رحمة ورأفة الى اي حد وصل كفر هؤلاء جبروت هؤلاء اذا وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود فيه اشارة الى عظيم جبروتهم وفي اشارة الى عظيم غلظة قلوبهم ونزع الرحمة من صدورهم جالسين ينظرون من المعذبين لا يتحركون ربما يكون هؤلاء المعذبين من المؤمنين من هم اقاربهم عاشوا معهم تربوا معهم سبحان الله العظيم وهم يضحكون ويمرحون فرحين بما يفعلون ليس في قلوبهم خوف ولا رحمة لا خوف من الله ولا ولا رحمة للخلق. لهذا يقول بعض العلماء متى ما نزع من صدر الانسان امران عذب لا محالة خوف من الله ولم يكن فيه رحمة للخلق فان الله عز وجل ربما يرحم الكافر بخوفه منه وربما يرحم الكافر برحمته لبعض المخلوقات لكن اذا لم يكن في قلبي خوف ولا رحمة فالعذاب ناجل لا محالة طبعا هذه القصة جاءت في صحيح الامام مسلم قصة اصحاب الاخدود وكلكم تعرفون هذه القصة التي ذكرها الحافظ ابن كثير عند التفسير هذه الاية يمكن ان ترجعون اليها. وخلاصتها انه كان هناك ملك من الملوك كان مشركا على دين اهل الاوثان وقيل انهم كانوا من اهل نجران كانوا في منطقة نجران من جنوب الجزيرة وكان هناك راهب على دين عيسى عليه الصلاة والسلام يعبد الله عز وجل هذا الملك كان له وزراء وحشم وعنده ساحر به كان يخوف من يعانده وكبر هذا الساحر وخشي الملك ان يموت فطلب منه ان يعلم انسانا ان يعلم انسانا السحر فعمل هذا الساحر مسابقة فرأى طفلا ذكيا فاختاره من دون الاطفال فكان يأتي الطفل وكان بيته بعيدا عن القرية يأتي الطفل الى الساحر ليتعلم منه السحر فمر في يوم من الايام وهو ذاهب الى بيته على رجل راهبا يصلي قال له ماذا تفعل قال اصلي اعبدوا الله قال هل هناك رب غير الملك؟ قال نعم يعني هم عندهم لا بد ان تعبد الملك ليوصلك الى الله ما عندهم عبادة لله مباشرة مثل المشركين اليوم يعبدون عيسى ليوصلهم الى الله يعبدون البابا ليوصلهم الى الله فقال الراهب الله ربنا هو المعبود فامن الغلام شيء فطري فطلب منه الرائب الا يخبر احدا فكان يأتي عند الرائد ويتعلم وربما يتأخر عن ابيه في الاياب وعن الساحر في الذهاب فيعاتبه الساحر على التأخير ويعاتبه والداه على التأخير تعلمه الراهب حيلة وقال له اذا جيت عند الراهب فقل له حبسني والدي ان رأى الوالد يطلق في اللغة على المعلم وهذا من التورية واذا جيت عند والديك فقل له حبسني معلمي فعل هذا حتى كان يوم من الايام واذا الناس في الطريق واقفين لا يستطيعون ان يتجاوزوا وجدوا دابة عظيمة وخاف الناس وقال الغلام اليوم اعلم ما هو الحق الساحر ام الراهن كأن في قلبه شيء فاراد ان يستيقظ فاخذ سهما من كنانته فقال بسم الله او اخذ حجرا صغيرا قال باسم الساحر فالقاه فلم يحصل شيء فقال بسم الله فالقى بالصخرة الدابة العظيمة فماتت فكب الناس كلهم على الغلام وافتتنوا به وامنوا بي ما امن به فلما جاء عند الرائب وقص عليه القصة قال يا بني انك ان امرك قد عظم وشأنك قد ارتفع قال فان افتتنت فلا تخبر عني شيئا ولما اصبح بهذه الطريقة كان الناس يأتون اليه وهو يدعو لهم بالشفاء والعافية او بالرزق والبركة فاجر الله على يدي كثيرا من الدعوة الى الله اسلم ناس كثيرين وعافى الله به خلقا حتى كان يوم من الايام عمي احد وزراء الملك فذهب الى الساحر لم يفعل له شيء فما كان الا ان سمع بالغلام فجاء الى الغلام فقال ادفع اليك مالا لتشفيني قال لست اشفي الشافي هو الله فان امنت بالله دعوته ليشفيك قال اؤمن وامن فدعا الله فشفاه الله فرجع الى الملك قال له الملك ارد عليك الساحر بصرك قال بل رد الله الي بصري قال لك رب غيري؟ قال نعم ربي وربك الله فاخذه وعذبه قال من علمك هذا؟ قال الغلام فاخذ الغلام فاخذ الغلام وجيء به واذا بالساحر يريد ان يقول له هذا من سحرك الذي علمتك هذا من فعل الذي اخبرتك فيقول له لا بل هذا من فعل ربي فما زالوا بي حتى علموا علمهم من اين تعلم وذهبوا وجاءوا بالراهب فاخذ الوزير واخذ الراهب ووضع عليهم المنشار على رأسهما فنشر بالمنشار ما رجعا عن دينهما فاراد الملك ان يقتل هذا الغلام لكن استحى اي من الناس ان يقول ان الملك قتل الغلام يراه عيبا فقال لبعض من معه من الجند خذوا هذا الغلام وركبوه السفينة حتى اذا توسطتم في البحر هو البحر الاحمر القوه في البحر فاخذ الغلام وكبروا يديه ووضعوه في السفينة النقروء السفينة الصغيرة حتى اذا توسط البحر قال الغلام اللهم اكفنيهم بما شئت فماج البحر وغرقوا جميعا وفك الله حبال الغلام واذا به يرجع معافا كلهم هلكوا الا وجاء ودخل الى بيت الملك قال ما فعل اصحابك؟ قال كفانيه كفانيهم الله تبارك وتعالى اهلكهم الله فقال الملك لجنوده خذوه الى رأس الجبل ما نفع معه البحر وغاب عن ذهنه ان الله يملك البر والبحر فلما اخذوه مكبلا ربطوه بخشبة حمله بعض الجند حتى اذا صعدوا الجبل او كادوا ارادوا ان يلقوه قال الغلام اللهم اكفنيهم بما شئت فارتجف الجبل فسقطوا جميعا واحدا تلو الاخرى وماتوا واذا بالغلام قائم معافا يرجع للملك والناس يعرفون هذه القصص ويسمعون هذه القصص ويزدادون ايمانا ورسوخا وثباتا فقال الغلام للملك انك لا تستطيع ان تقتلني الا ان تأخذ سهما من كنانتي ثم تقول بسم الله رب الغلام تستطيع قتلك والا ما تستطيع قتله وذلك بان تجمع الناس ليشهدوا هذا الموقف اراد الغلام ان يتيقن الناس ان دينه حق فامر الناس فاجتمعوا ثم في مكان مرتفع اخذ الغلام وجاء الملك واخذ سهما من كنانته وقال بسم الله رب الغلام فجاء السهم واصاب بين ترقوته ونحره هنا فمات الغلام فاسلم الناس افواجا وعلموا ان دين الغلام هو الحق فقال الوزراء والسحرة هذا الذي كنت تخشاه كلهم قد اسلموا فامر الملك بالاخدود فخد وامر الابواب فاغلق ابواب الحصن وامر الا يخرج منه انسان الا ان يشهد بكفر دين الغلام وصحة دين الملك فكلما اخذوا انسانا واظهر الايمان القوه في النار حتى جاء في الحديث ان امرأة كان في يدها وليدة لها غلام وهي ملقمة ثديها للولد وهو يرظع فلما جيء بها عند النار خافت على ولدها واشفقت عليها واذا بالغلام يدع الثدي ويقول يا اماه انك على الحق فالقي بنفسك قال يا ابن عباس وغيره كل من كل من القى نفسه في النار جعل الله النار عليه بردا وسلاما واخذ الله ارواح من الجنة وما تعذبوا الا في ابدانهم هم ما احسوا بشيء فلما فعل هذا الشيء وانتهى من تعذيب المسلمين اهلكهم الله جل وعلا جميعا اذا هذا معنى قتل اصحاب الاخدود قال وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود يقول العلامة القرطبي رحمه الله في ذكر هذه القصة خلاص طيب لانك من فائدة القرطبي ونقف على وما نقم يقول العلامة رحمه الله في ذكر هذه القصة للمؤمنين عظة وعبرة ان لا يترك الدعوة الى الله بمجرد التعذيب بعض الناس اذا انقطع منه المعاش ما يدعو ولا يتعلم الله المستعان بعض الناس اذا استجن ما يتعلم ولا يعلم بعض الناس مجرد الخوف يغلق بابه يقول انا ما اعلم الناس ما ادعو الناس خوف الله ذكر هذه القصة للعظة والعبرة ان الدعوة الى الله قد تشوبها الشوائب لكن العاقبة للمؤمنين كما قال الله عز وجل ثم ننجي رسلنا والذين امنوا كذلك حقا علينا ننجي