ان الضمير راجع الى الخبر انه اي ان الاحياء انه اي ان الاحياء لانه سبق معنى انه على رجعه لقاد اي على رجع الحي وهنا انه اي ان الرجع الذي اخبرناكم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد وصلنا عند الحادية عند الاية الحادية عشر من سورة الطارق حيث يقول جل وعلا والسماء ذات الرجع وهذا قسم من الله تبارك وتعالى بالسماع قد مر معنا ان الله جل وعلا يقسم بما شاء من مخلوقاته ارادة لفت النظر الى عظمتها وكونها اية من اياته وكونها عظيمة قال والسماء ذات الرجع بهذه الاية الله تبارك وتعالى اقسم بالسماء ووصفها بقوله ذات الرجع ذاتي بمعنى صاحبة مؤنث ذو تقول زيد ذو علم وفاطمة ذات علم اذا ذات بمعنى صاحب صفة ذات الرجع اذا هذه صفة للسماء ومعنى ذات الراجع اي صاحبة القهقرة اي صاحبة الرجوع الى الوصف الذي كان وهذا القسم الاول القسم الثاني قال والارظ ذات الصدع اي اقسم بالارض صاحبة الصدر والسماء هذه السماء وهذه الارض هذه مؤنثات ولذلك جاءت كلمة ذات والارض ذات الصدع ومعنى الصدع شق اي اقسم بالارض المتصدعة فذات الصدر صفة للارض يقول شيخنا رحمه الله انما اقسم بالسماء وبالارض لبيان وسياق الشواهد لاثبات المعاد لماذا اقسم بالسماء وهي التي سترجع الى ما كانت والارض التي ستتصدع انه لقول فسر اذا اقسم بهذين المخلوقين لبيان المعاد واثباته وصدق القرآن وما فيه فانه قال انه لقول فصل انه يعني يقينا هذا الذي قيل لكم من القيامة قول الفصل وقيل الهاء ظمير راجع للقرآن انه اي هذا القرآن لقول فصل القول الفاصل هو القول المحكم الذي لا يحتمل التأويل وفصل بمعنى متقن وفصلت الشيء تفصيلا افصله اي جعلته على شيء معين لا يتعداه انه لقول فصل اي القرآن قول بمعنى خبر وهذا دليل ان الله يتكلم فالقرآن قوله فصل بمعنى المحكم قال بعض المفسرين ان قوله والسماء ذات الراجع الرجع حركة السماء فوصف الله السماء بانها صاحبة رجع اي صاحبة حركة وقال بعض العلماء السماء ذات الراجع قسم بما في السماء من حركة الشمس والقمر والنجوم وما في حركة الامطار والسحب وما في حركة المخلوقات التي فيها من الملائكة وما فيها من نفع واما في الارض فقال ذات الصدع لانها تتشقق فيخرج منها النبات ويخرج من الارض الاخشاب والاشجار والمعادن وغير ذلك فاذا كان السماء ذات حركة والارض ذات شق انه لقول فصل اي كما انكم ترون حركات الاشياء والافلاك في السماء وترون الشقوق في الارض تنشق فكذلك هذا القرآن فصل او فكذلك القيامة حق فقال جل وعلا انه لقول فصل هذا جواب القسم انه قلنا الظمير راجع للقرآن على الصحيح من اقوال اهل العلم وقوله لقول فصل اي فصل بمعنى تفصيل ففيه تفصيل الحرام والحلال وفيه تفصيل الحق والباطل وقيل وهذا قول اخر والقيامة التي حدثناكم عنها لقول فصل اي واقع حق يقين ثابت ويأتي فصل بمعنى الحق وبمعنى العدل وبمعنى الثبوت ثم قال جل وعلا والراجح ان الظمير يحتمل العود الى كلمة انه على رجعه ان يكون الظمير راجع الى القرآن وهو الاقرب ثم قال وما هو بالهزل اي ليس هذا من الضحك او من الاستهزاء في شيء بل هو جد لا هزل فيه وما هو بالهجر فلا نرى في القرآن ها نكتة تضحك الناس ولا نرى في القرآن اضحوكة لانه كله قول فصل وعلى قول بان انه الظمير راجع الى القيامة رجوع الانسان يكون المعنى وما هو بالهزل اي ليس خبرنا انكم تعودون القيامة خبر هزل بل هو خبر جد هكذا قال جمع من المفسر ومعنى الهزل الباطل واللعب والضحك الذي يكون على غير الحق والعدل والحقيقة فكلمة وما هو بالهزل مقابل انه لقول فصل لان الهزل لا فصل فيه وقوله وما هو بالهزل تأكيد لقوله انه لقول فاصل ثم قال جل وعلا انهم يكيدون كيدا ان قلنا معناها نفسرها بكلمة يقينا ان يقينا هم هؤلاء يكيدون يأتون بالمكر كيدا هذا مصدر والمصدر اذا ذكر بعد فعله فيكون من باب التأكيد واكيد كيدا هم يدبرون تدبيرا واكيد كيدا اي ادبر انا تدبيرا وكيدا ايضا مصدر مطلق لاكيب قال شيخنا رحمه الله ان هذه الاية والتي بعدها زجر مع بيان الجزاء زجر مع بيان الجزاء يعني المعنى ان من خالف القول الفصل واصبح كيف يكيدون كيدا للقرآن يخوضون فيه من عند انفسهم يفسرون القرآن لتوافق اهواءهم ومعتقداتهم الزائغة ويقولون فيه قولا باطل او انهم يكيدون كيدا لاهل القرآن يمكرون مكره والله جل وعلا يمكر مكرا ومن انواع كيدهم انتبهوا الى هذا من انواع كيدهم انهم يريدون الاعتراضات على القرآن ويدخلوهم في الاشكالات او يكون المعنى انهم يكيدون كيدا بقتل اهل الاسلام بقتل اهل القرآن واكيد كي لا هم يدبرون والله جل وعلا فقوله اكيد كيدا الكيد من الله جل وعلا يكون بمختلف الانواع فهو جل وعلا يكيد لهم بالاستدراج ويزين لهم باطلهم حتى يحسبون انهم يحسنون صنعا يكيد الله عز وجل له بالاستدراج كما في سورة الاعراف في الاية الثانية والثمانين والمئة ومن كيد الله لهم ان الله جل وعلا يبطل كيده يبطل عنده كما قال الله عز وجل عن في سورة الطور الاية الثانية والاربعين بين الله جل وعلا كيفية اولا في سورة الاعراف الاية الثانية والثمانين بعد المئة يقول الله سبحانه وتعالى والذين كذبوا باياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون واملي لهم. ان كيدي مكين فهذا من كيد الله لهم الاستدراج ومن كيد الله لهم ابطال مكرهم كما في الاية الثانية والاربعين من سورة الطور في سورة الطور في الاية الثانية والاربعين ام يريدون كيدا الذين كفروا هم المكينون فبين الله تبارك وتعالى ان الكافرين يريدون كيده لكن الله جل وعلا بين في هذه الاية ان الكيد راجع اليهم او من انواع كيد الله بهم انه سبحانه وتعالى يمد اهل الحق بقوته يمد اهل الحق بقوته سبحانه وتعالى ويقويهم عليهم وهم يحسبون ان اهل الحق لا ينصرهم الله فينصر الله الحق ويبطل الباطل كما قال الله جل وعلا قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا فالله جل وعلا يكيد للكافرين بمختلف انواع الكبر والكيد صفة احتملوا النقص وتحتملوا الكمال فان كان الكيد بمن يستحق الكيد فهذه كفاءة وان كان الكيد بالباطل او الكيد لمن لا يستحق الكيد هذه صفته نقص وذم والله جل وعلا اضاف الكيد الى الكافرين لان ذلك من دمهم ونقصهم ان في عقولهم وعلمهم واضاف الكيد الى نفسه لكماله جل وعلا فالكيد لمن يكيد كمال وهذه الصفة لا تطلق على الله الا مقيدة لا يقال ان الله يوصف بالكيد وتسكت لا يقول ان الله يكيل بمن يكيد لاهل الاسلام ان الله يكيد من كافرين ثم قال جل وعلا بختم الاية فما هي للكافرين امهلهم رويدا اي ما دام الله جل وعلا يكيد في مقابل كيدهن يمكر الله بهم مقابل مكرهم فانه سبحانه وتعالى يعطي المهلة للكافرين فمهل الكافرين اي انت يا محمد وانتم يا اهل الاسلام امهلوا الكافرين ولا تستعجلوا عليهم امهلهم رويدا اي انا الله يقول عن نفسي ومهد الكافرين انت يا محمد امهلهم رويدا انا اعطيهم وقتا قليلا رويدا يعني قليلا مدة يسيرة ثم بعد ذلك مآلهم من النار كما في ايات كثيرة فقوله جل وعلا فمه للكافرين يعني في دعوتك للكافرين يا محمد كن على مهد ولا تستعجل لهم هم يستعجلون يطلبون الايات يطلبون الفصل والعذاب. انت يا محمد لا تستعجل مهدي للكافرين اطلب المهلة وعليك المهل فمن كان عليك باللين معهم الله كفار ويكيدون للقرآن ولاهل القرآن والله يطلب منا ان نمهلهم لان الله جل وعلا لا احد احب العذر اليه من الله الذي قامت العذر عليك هذا دليل ان يقال من الله من يستطيع ان يصبر على هؤلاء الاطفال كما قال سعيد ابن جبير لما اراد الحجاج وامر بذبحه ضحك قال له الحجاج ما ذوقكم قال اضحك من جرائتك علي ومن حلم الله عليك ما احيانا الله سبحانه وتعالى قال فمهل الكافرين بدعوتك اياه ولا تدعو عليهم بالشر قد مثل امتثل النبي صلى الله عليه وسلم الامر وما دعا عليه حتى لما ارسل الله له ملك الجبال ماذا قال قال مرني قال لا ولكن ادعو الله الله لا يحبون به شيئا قال فما هي للكافرين؟ وفي الاية اشارة الى ان حساب الكافرين ليس اليك الواجب علينا دعوته اما حسابه فعلى الله ولهذا قال امهلهم يعني انا اؤخرهم حتى يأتي وقت عذابهم او وقت موتهم. اما العذاب واما السعي كما جاء في الايات الاخرى ام هنا هم اي اؤخرهم اه امهلهم يعني اؤخرهم في البقاء حتى يأتي وقت عذابه او يحين اجلهم هذا فيه اشارة الى ان الداعي ليس حسيبا على المدعوين عليه ان يتدرج في دعوته وان يكون منتظرا هدايته وان يكون يمشي الهوينة في دعايتهم ورعايتهم واما العذاب فالى الله جل وعلا قال منهم رويدا اي وقت يسير مهما عاش الكافر وهما معتا ومهما ظلم فان حسابه على الله تبارك وتعالى الله جل وعلا واياكم مهما اللهم سلم