قال للمضل ان يضل. لان الله قادر ان يشل ركنه. فلا يضل لكن الله تركه وما اراه فلذلك الله هنا لم يذكر الضلال. ان علينا للهدى. ثم قالوا وان لنا للاخرة والاولى ثم ختم السورة بقوله ولا ولسوف يرضى في قوله الاعلى اثبات العلو بالله تبارك وتعالى. وفي قوله ولسوف يرضى في اشارة مجملة يقول شيخنا في اشارة مجملة الى اهل التقى في الدنيا والاخرة لان الله تبارك وتعالى سيرضيهم. ولهذا قال الله عز وجل عن الصحابة مع ما اصابهم ما اصابهم رضي الله عنهم ورضوا عنه. هذه الاية نزلت وهم احياء اه هذا تخصيص من الله عز وجل. نسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم من اهل الساعات وان يعيذنا من اهل الشقاء. قال لا يصلها الا الاشقاء. الاشقاء اسم تفضيل لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فلا زلنا في تفسير سورة الليل حيث ذكر الله تبارك وتعالى فريقين الذين عملوا اعمالا وارادوا التيسير للحسنى والذين عملوا اعمالا وارادوا التيسير للعسرة ولأن الدنيا جاره ابتلاء لم يجبر الله العباد على طاعته ولم يلزمهم على ان يكونوا على ما يحبه جل في علاه. وانما رغبهم في الخير ورهبهم من الشر. ثم بين تبارك وتعالى فقال ان علينا للهدى. وقد وقفنا على هذه الاية. ان علينا للهدى. وان لنا للاخرة قلنا ان في القرآن احسن ما يفسر به ان يقال يقينا لانها لانها تدخل على الجملة الاسمية تؤكد معناها بمعنى اليقين. ان علينا للهدى وان لنا للاخرة والاولى. قال قائل ما وجه ايرادي هذا؟ بعد ذكري سعيكم لشتى فسنيسره لليسرى فسنيسره للعسرى. فالجواب ان علة لما قبلها. ان علينا للهدى علة لما قبلها. وفيه بتفصيل ان الله عز وجل لما ذكر اليسرى وذكر العسر اراد ان يبين ان اليسر بداية توفيق والهام من الله فقال ان علينا للهدى فالهداية من الله تبارك وتعالى. وعلى الله الهداية الهداية التي اوجبها الله على نفسه هي هداية الدلالة والارشاد. فالله عز وجل بل اخبر عن نفسه انه لن يؤاخذ عباده حتى يقيم عليهما الحجة. لئلا للناس على الله حجة بعده ان علينا للهدى علينا هنا بمعنى الله واوجبه على نفسي. الله تبارك وتعالى هو الذي ضمن الهداية ضمنت دلالتها. ضمن الوشم. ومن ومما بينه وهدى الخلق اليه انه انزل القرآن وارسل محمدا صلى الله عليه فنفس البيان هدى. ونفس القرآن هدى. وارسال الرسل فبالقرآن يميز العاقل بين الخير والشر. اضافة الى ما في قلبه من الفطرة. والى ما في عقله من الفكر. وهذا قبل ان تتدنس الفطر وتتغير العقول فالبيان باق محفوظ الله جل وعلا اخبر ان عليه اي هو الذي ضمن الهداية. هداية الدلالة الارشاد للخالق. ولم يذكر هنا الضلال الذي هو مقابل الهداية لانه معلوم ان المقصود هنا علينا لا الهداة هدايته الدلالة فالله لا يهدي ولا يرشد الا الى ما فيه خير. لذلك لم يذكر وفي ايات اخرى من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. هناك المقصود بالهداية هداية التوفيق والالهام ولما كان هناك مرتبط بالالهام والتوفيق فان الاظلال لولا حوله جل وعلا وقوته لما اي ويقينا لنا يعني خاصة للاخرة والاولى. اختيار الاختيار في الملك. والتصرف في الاخرة لله عز وجل وفي الاولى لله عز وجل. الاخرة ما بعد قيام الساعة. والاولى الدنيا تأملوا في الاية العظيمة كم فيها من بلاغة. وان لنا للاخرة المقصود الاخرة هو من الجنة. فاعطاء الله الجنة واعطاء الدنيا هذا كله باختيار الله تبارك وتعالى. ونحن نرى في هذه الدنيا كم من اعطاه الله مالا. وكم من عاقل سلبه الله الغنى فالامور بيد الله عز وجل. الاختيار بيد الله تبارك وتعالى. يفعل ما يشاء في ملكه سبحانه وتعالى. نعم اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الامور كلها بحكمة فيقعه لحكمة ومنعه لحكمة. قد يظهر لنا وقد لا يظهر لنا. لذلك في هذه قالوا ان لنا للاخرة والامور. اذا كان له جل في علاه لا الاخرة والاولى فمعنى هذا ان الانسان يسأل ربه تبارك وتعالى وليس من يسأله الجنة كمن لا يسأله. وليس من يسأله من فضله كمن يتكبر عليه سبحانه وتعالى. اذا اللازم علينا ان نسلك مسلك مطالب الجنة. كما نسك نسانك من يطلب الدنيا. الدنيا بيد الله عز وجل. له سبحانه والاخرة لله عز وجل. والدنيا العطاء فيها مرتب على الاسباب فالاخرة عطاؤها رتب على الاسباب. فمن اراد دنيا يشفع ومن اراد الاخر يسحر ولهذا قال في اول السورة وان سعيكم لشد وهنا قالوا وان لنا للاخرة والاولى. قال شيخنا رحمه الله فمن اراد الدنيا ووقف عندها فانه يبحث عن ملذاته. ومن اراد الاخرة فانه يسعى عن الطرق الموصلة اليها هنا يأتي سؤال لما قدم الاخرة على الاولى؟ لان الاخرة اعظم من الدنيا. فاذا كان الاعظم لله عز وجل يعطيه لمن يشاء. فالاولى من باب اولى هذا ترتيب للتعظيم وليس ترتيب للذكر حتى في القرآن الكريم احيانا يقدم الجن. واحيانا يقدم الانس. يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من افطار السماوات والارض وما خلقت الجن والانس. الا ليعبدون فاحيانا نقدم الله عز وجل الجن على الانس. تقديم الجن على الانس ترتيب ذكري لان الجن وجودهم قبل الانس. فاذا قدم الانس فليغرق ولمقصد منها التعظيم كذلك هنا الآخرة بعد الجمعة. فاذا قدمت فلعظمتها. فاذا كان هي ما عظمتها لله عز وجل فالاولى من باب اولى. واللام في قوله وان لنا للاخرة اللام المفتوحة دايما هي بمعنى الموطئة للقصر. وان لنا والله الاخرة وقال بعض المفسرين قدم الاخرة لان تصرف الله فيه جلي لا احد يدعي الملك. واما في الدنيا فربما يدعي البعض. ثم قال سبحانه وتعالى فانذرتكم نارا تلظى. من الاية الرابعة عشر الى السادسة عشر هذه الايات فيها تخويف اخروي لاجل الفريق الثاني. وهم الذين عملوا الاعمال التي ارادوا بها العشرى. تخويف للفريق الثاني. قال انذرتكم التاء في قولي فانذرتكم المقصود به رب العالمين جل وعلا فهو يقول انا انذرتكم. نارا تلظى. وقال بعظ المفسرين قولي فانذرتكم راجع للنبي صلى الله عليه وسلم. فهو يقول للناس انذرتكم نارا تلظى. والاول هو الاوظح. قال فانذرتكم هنا يأتي السؤال قال انذرتكم جاء في السؤال صيغة الماضي لان المقصود والاشارة الى التخويف من الاعمال السابقة وانه قد حصل الانذار فليس لاحد عذر في ان يتحجج. فانذرتكم نارا تلظى نارا نكرا اسأل الله ان يعيننا واياكم ووالدينا وذرياتنا والمسلمين. نارا نكرة وهنا كما تعلمون التنكير له مقاصد كثيرة جاوزت العشرة. هنا المقصود من التنكير قال شيخنا للتعظيم اي انكم مهما تصورتم فلن تستطيعوا ان تدركوا هذه النار ويكفي فيها انها تلظى. انذرتكم نارا تنظع وقوله تلظى اي ان لهيبها لهيبها ظاهر للعيان. من كل مكان. نسأل الله السلامة والعافية. قال لا يصلاها الا اشقى باسم تفضيل. وانما جيء باسم التفضيل هنا لبيان انه عظيم الشقاء. المقصود به الكافر وقال شيخنا رحمه الله يمكن ان يكون المراد باشخاص بمعنى شقي وليس اسم التقوى. لا يصداها الا الشقي والمراد به ايضا هو الكافر. لا يصلحها الا الاشقى لانه جاء معرف بالالف واللام والشقاوة اذا جيء معرفا بالالف واللام فالمراد به شقاوة الكفر والشرك عياذا بالله وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حديث ابن مسعود قال فيكتب شقي او سعيد. وهذا علم. يخبر الله به لان الله يعلم كل شيء وليس هو جبر كما يفهمه بعض الناس. قال لا يصلى الا ثم وصف هذا الشقي بقوله الذي كذب وتولى. تأملوا معي ذكر للشقي صفته كذب وتولى صلة الموصل. كذب هذا عمل قلبي. وتولى عمل بديع. فجمع هذا الشقي بين شقاوة القلب وشقاوة فقلبه مكذب وعمله مجانب قال شيخنا رحمه الله ها هنا سؤال قوله لا يصلها الا الاشقاء دل على الحصر فكيف يقال ان بعض المؤمنين العصاة يدخلون الجنة. ها؟ قال واستدل بهذه الاية المرجية على ان المؤمنين العصاة لا يدخلون النار. قال شيخنا رحمه الله وهذا فيه دليل انهم تركوا النصوص الاخرى. والجواب ان يقال من ثلاثة اوجه او من وجهين. الوجه الاول المقصود هنا لا يصنع الاشقاء نار الكافرين. المقصود بالنار هنا نار الكافرة. لان النار على درجة نار للكافرين ونار للموحد. وكل منزل منها على مختلف عن الاخرى. كما جاء في سورة الحجر الاية الرابعة والاربعين لكل منهم جزء مقسوم. اذا هنا نار تلظى هذا منزل خاص هو منزل الكافرين. اما المؤمن العاصي فليس هذا بمنزله. وان الوجه الثاني قال شيخنا رحمه الله المقصود بلفظ الاتقى الذي فيه دلالة بلفظ الاتقى ان المقصود الان في الخطاب الاعلى في الكفر والاعلى في التقوى. واما بينهما فمسكتنا. لان جاء كلمة الاشقى مقابل الاثقى. فالاشقاء في الكفر ولتقى البالغ في التقى. وهذا جواب سديد. ذكره بعض المفسرين وهناك جواب ثالث وان لم يذكره شيخنا وهو ان قوله لا الاشقى على وجه الخلود الصلي الابدي. وهذا ايضا جواب مستقبل ثم قال جل وعلا في الاية السابعة عشر عشر مبشرا بمن يجنب هذا النار قال وسيجنبها الاتقى الذي يأتي يؤتي ما له يتزاكر. في المكذبين يعني الشقاوة ذكر صفتين. في اهل ونتقى ذكر خمس صفات. الاولى طبعا الصفة الاولى انه تقي لان قوله لاتقى تضمن معنى التقوى اذا ذكر مع العمل فينصرف الى القلب. ويؤتي ما له يتزكى للصفة الثانية. صفة من اليمانية وقوله ان ابتغاء وجه ربه الاعلى اي الصفة الثالثة انه الاخلاص. اذا الصفات ثلاث وليس خمس. فذكر للمتقين بعض الصفات قال شيخنا في قوله سيجنبها بني للمجهول وفي اشارة الى ان الفكاكة من النار بفظل الله هناك قال تأملوا معي قال لا يصنع الا العشق انذرتكم نارا تلظى لا يصلى الا وهنا قال سيجنبك ثم ذكر صفاته دل ان هذه ليست هي الموجية. انما هذه الصفات سبق. اما الذي يجنب هو الله تبارك وتعالى ما شاء الله. قال الاتقى على نفس تفسيرين الذي مر معنا اما اسم تفضيل في دلالة على ان المقصود اعلى درجات اهل الايمان. واعلن درجات اهل الايمان لهم الفكاك التام. ثم قال يؤتي ما له هنا المقصود بالمال هنا انه يصرف ماله في وجوه الخير. يريد به يؤتي ماله يتزكر. يؤتيه بمعنى يعطي. وماله اي ما يخصه يتزكى يطلب التزكية. وفي قوله تزكى اشارة الى ان التزكية بالمال لا تحصل الا في صرف المال في وجوه الخير التزكية بالمال لا تحصل الا بصرف المال في وجوه الخير ومن ذلك ان يبعد الانسان من قلبه محبة وان يقدم المال لاجل الحفاظ على عقيدته وتوحيده وان يبذله لاهل الايمان والتقوى عند ضرتهم وحاجتهم قال وما لاحد عنده من نعمة تجزى بيان حال المتقي لماذا ينفق في الاية الخامسة التاسعة عشر الى الاية الحادية والعشرين في ختم السورة في اوصاف اخرى لهذا المنتج وما لاحد عنده قال فيه اشارة الى ان بعض الناس ربما يتصدق لاجل وجه فلان وفلان. او لاجل سابقة كانت من فلان له. اما هذا المتقي فانه انما يتزكى وليس لاحد عنده من احسان نعمة هنا المقصود بها الاحسان من احسان يقرب بدله. الا ابتغاء وجه ربه له. هذا استثناء الا بمعنى لاكن. لان الاستثناء منقطع الا ابتغاء وجه ربه الاعلى. وهذا قال شيخنا في اشارة ان قوله الا ابتغاء وجه ربي الاعلى قال فيه اشارة الى ان الاستثناء منقطع وانه انما ينفق يريد وجه الله. والله ثابت له الوجه من غير تشبيه ولا تنزيل. وفي العرف العربي تعمل عملت هذا عشان اوجه فلان. هذا معروف انه في اللغة العربية ثم قال بعض المفسرين ان هنا محذوف وتقديره الا ابتغاء رؤية وجه الله. الا ابتغاء رؤية وجه الله. نسأل الله ان فهم رضوا عن الله في الدنيا فالله رضي عنهم في الدنيا والله راض عنه بالاخرة وهم يرضون عن الله في الاخرة بما كتب المفسرون بالاتفاق ان هذه الايات نزلت لابي بكر الصديق. وسيجنبها وان كانت الاسانيد منقطعة لكن هذه المراسيم مستشهد بها. قال الحافظ كثير رحمه الله والاية عامة تشمل ابا بكر وغيره. احمد الله عز وجل على اتمام هذه الصورة ونقف ان شاء الله عز وجل والملتقى الجمعة القادمة صلى الله عليه