الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد وبحمد الله وتوفيقه وصلنا الى تفسير سورة البينة هذه السورة يسمى بسورة البينة وايضا تسمى بسورة المنفكين وايضا تسمى بسورة البرية وايضا تسمى بسورة لم يكن وايضا تسمى بسورة البلد وسورة القيامة لكن الاسم المروي بالاسانيد هي سورة البينة وسورة لم يكن واما المنفكين والبرية والبلد والقيامة فهذه اسماء اطلقها بعض تلف والعلماء فهذه ستة اسماء لهذه السورة وهي مدنية على الصحيح من اقوال اهل العلم سورة البينة صورة مدنية وقد ذكر العلماء التفسير قد ذكر علماء التفسير رحمهم الله ان اي سورة فيها ذكر لاهل الكتاب فهي مدنية بان الخطاب كان في مكة مع اهل مع اهل الشرك على الصواب ولما ورد النبي صلى الله عليه وسلم وهاجر الى المدينة طال الخطاب مع المشركين والكفار منهم ومن اهل الكتاب هذه السورة العلاقة بينها وبين السورة التي قبلها وهي سورة انا انزلناه في ليلة القدر قال شيخنا رحمه الله ان هناك علاقة بين هذه السورة والتي قبلها من اوجه عدة الوجه الاول ان هذه السورة سورة لم يكن فيها علة بيان علة الانزال لماذا انزل الله القرآن لاجل اقامة البينة على الناس هذا الوجه الاول ان هذه السورة فيها بيان علة الانزال المذكور بحق القرآن الكريم في سورة بسورة القدر والوجه الثاني ان فيه اشارة الى ان ما طرأ على اهل الكتاب وعلى اهل الشرك من الفساد الديني لا يمكن اصلاحه الا بالمنزل لا يمكن اصلاحه الا بالمناسبة والوجه الثالث ان سورة القدر فيها بيان عظمة القرآن وفي هذه السورة بيان المقصد الاعظم بيان المقصد الاعظم من مقاصد القرآن وهو الدعوة الى التوحيد الوجه الرابع ان الله عز وجل ذكر في سورة القدر صدق القرآن وفي هذه السورة ذكر صدق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هذه اربعة اوجه مذكورة للعلاقة بين هذه السورة والتي قبله واذا تأملنا السورة التي قبلها فانها مفتتحة بقوله سلام مختتمة بقوله كلام هي حتى مطلع الفجر وتأملوا الربط سلام هي حتى مطلع الفجر بسم الله الرحمن الرحيم لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين فمعنى هذا الكلام وهذا يمكن ان تجعله وجها خامسا ان السلام المذكورة بسبب انزال القرآن لليلة المخصوصة ليلة الانزال لا يمكن للذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين الحصول عليها الا بالرجوع الى هذا المنزل ننتقل الى قضية هذه السورة قضية سورة البينة هي بيان ذكر نعمة الله عز وجل بارسال محمد صلى الله عليه وسلم وفيه زجر وفيها في السورة زجر فيها زجر على المنكرين للرسالة ذكر الله تبارك وتعالى في هذه السورة من اسمائه اسمين وهو اسم الله في قوله تبارك وتعالى رسول من الله و ذكر الرب قوله تبارك وتعالى ايضا ذكر الله في قوله وما امروا الا ليعبدوا الله واما كلمة الرب فذكر في قوله تعالى لمن خشي ربه الله ذكر عدة مرات واما الرب فذكر مرة واحدة قوله جل وعلا لم يكن هذا لفظ شامل هذا لفظ شامل للماضي والحال والمستقبل يعني لم يكن بالمعنى ما كان ولا هو كائن ولا يكون هذا معناه هذا اللفظ لم يكن شامل للماضي والحال والمستقبل لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب اذا كان لم يكن كاملا الماضي والحال والمستقبل فهذه فيها اشارة بليغة ان الكفار من اهل الكتاب والمشركين ليسوا على شيء من دين الله عز وجل لا فيما مضى ولا في زمن نزول الوحي ولا فيما يستقبل من الازمة لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب من للبيان بيان الجنس والمقصود المقصود بهم لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب المقصود هنا بيان ان اهل الكتاب ليس كلهم كفار لان اهل الكتاب منهم من كانوا متبعين لموسى عليه السلام قبل ان ينحرف يصير على اليهودية وان الناس الذين كانوا في زمن عيسى الحواريين حواريون كانوا تابعين لعيسى عليه السلام موحدين قبل وجود النصرانية والتثليث والتصليب فاذا لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب اتى بمن المقصود به كفار اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى على وجه الخصوص لان الاريسيين من اهل الكتاب كانوا موحدين الى سنة ثلاث مئة وخمسة وعشرين وهو تاريخ مجمع المسكون الاول كان الناس كلهم من اهل الكتاب وجلهم على التوحيد وانما جاء قيصر ايسروهما و كان على الديانة الرومانية ويميل الى التثليث فالزم الاحبار والرهبان بالتثليث فقال منهم من قال بالتثليث عياذا بالله تعالى اذا المقصود من اهل الكتاب المقصود اليهود والنصارى بان اهل الكتاب الذين اتبعوا موسى الكتاب الذين اتبعوا عيسى حقيقة لا يمكن ان يدخلوا تحت هذا العموم لذلك قال الله عز وجل لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب مني بيان ان هناك من اهل الكتاب من هم كفروا وهم اليهود والنصارى فيه اشارة بقوله من اهل الكتاب ان اصل دين اهل الكتاب حق وهو دين موسى وعيسى عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام واما اليهود والنصارى فهم يزعمون انهم على التوراة وعلى الانجيل لكن في الحقيقة هم على المبدل والمحرف وليسوا على العقيدة التي كان عليها موسى وعيسى ولنضرب مثال على هذا بالواقع لو جاءنا رجل وقال ان القاضيانية اتباع غلام احمد القاضياني الذي ادعى انه نبي القارة الهندية ابان الاحتلال الانجليزي للهند لو جاءنا رجل وقال انهم يقولون نحن نقرأ القرآن الكريم قراءتهم للقرآن الكريم لا يعني انهم على الاسلام لا يعني انهم عن الاسلام لانه بالاجماع اجمع علماء الهند وخرج فيهم فتوى من مجمع الفقه الاسلامي ان القاضيانية ليست من الاسلام في شيء طيب ادعائهم انهم على دين الاسلام وعلى دين محمد صلى الله عليه وسلم دعوة فالذي يدعي من اليهود اليهود والنصارى يدعون انهم على دين موسى وعيسى وليس الامر كذلك ثم قال جل وعلا والمشركين المشركين لم يأتي بكلمة منه وانما قال والمشركين لان الالف واللام الاستغراق فشمل جميع المشركين نعم فما في بحس تسميهم مشركين طيب خليني اسئلك سؤال لو ان مسلما يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله قال موسى ليس بنبي ايش تسميه كافر طيب لو ان مسلما يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله عبد مع الله غير الله شتسميه طيب اشمعنى هم عندهم حصانة ولا شنو يعني المشرك اللي يشهد ان لا اله الا الله اذا كفر تسميه كافر. والمرشد الذي يشهد لا اله الا الله اذا اشرك تسميه مشرك. واليهودي ما نسميه مشرك؟ هذا غير صحيح نعم لكن نقول انتبهوا نقول انهم اليهود والنصارى مشركون وعندما انواع من الشرك ذكرها الله في القرآن الكريم واضح لكن كونهم لهم احكام خاصة هذا لا ينكر لهم احكام خاصة هذا لا ينكر مثل الان نحن الان نحن الان نقول ان هناك احكام متعلقة بالمرتدين واحكام متعلقة بالمبتدعة احكام متعلقة بالفساق ما لهم احكام خاصة ما يجوز ان نجعل الناس كلهم على حكم واحد قال لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين قال شيخنا رحمه الله واسكنه الفردوس الاعلى في قوله والمشركين اه فيه قولان الاول ان هذا معطوف على اهل الكتاب اذا لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين هذا القول الاول ان كلمة والمشركين معطوف على اهل الكتاب والمقصود انهم كفار اذا اهل الشرك هم على كفر وفيه اشارة الى ان هؤلاء المقصودون باهل الكتاب ليسوا ليسوا على شيء والا ما صح عطف المشركين عليهم والا ما صح عطف المشركين عليهم. فدل على انهم ليسوا اصالة على دين موسى ولا على دين عيسى عليهما الصلاة والسلام وكما ان المشركين يعبدون الاصنام والاوثان ففيه اشارة الى ان هؤلاء اليهود والنصارى من اهل الكتاب يعبدون اوثانا يعبدون اوثانا عظموا الصليب وصيروه وثنا وعظموا الاحبار والرهبان وسيروهم بمنزلة الاله علاوة على ما يعتقدونه من الغلو والشرك بانبيائهم هذا القول الثاني بس ما وصلناه نعم قال رحمه الله تعالى القول الثاني ان المشركين معطوف على الذين كفروا وهذا فيه بيان ان هناك فرقا بين المشركين والكافرين ان هناك فرقا بين المشركين والكافرين ما هو الفرق بين المشرك والكافر الصحيح من اقوال اهل العلم ان الكافر والمشرك اذا ذكرا معا اذا ذكرا معا فالكافر بمعنى المنكر الجاحد والمشرك بمعنى المساوي الذي يساوي في عبادة الله غير الله يعبد الله يعبد غير الله الكافر الذي يجحد سواء يجحد الرسالة او يجحد الى الملائكة او يجحد اليوم الاخر او يجحد رب العالمين او يجحد شيء مما يتعلق بالايمان بالله او الملائكة والكتب او الرسل يسمى كافر وعلى هذا فكل مشرك كافر وليس كل كافر يكون مشركا على هذا المعنى هذا اذا ذكرا معا اما اذا انفرد اسم الشرك او المشرك او جاء اسمه الكافر فانهما اذا افترقا في الذكر تضمن احدهما معنى الاخر نعم صار مثل الاسلام والايمان الاسلام والايماني اذا ذكرا معا الاسلام منصرف للاعمال الظاهرة وهو الاسلام الظاهر او الايمان الظاهر والايمان المقصود به ما يتعلق بالقلب لكن اذا انفرد كل واحد منهما دخل فيه الاخر وعلى القول الاول ان المشركين معطوف على اهل الكتاب قال بعضهم ان هذا عطف عطف الوصفية بمعنى كفروا من اهل الكتاب والمشركين اي هذا وصفهم لكن هذا القول بعيد هذا القول بعيد وانما المقصود كفروا من اهل الكتاب اليهود والنصارى والمشركين جنس اخر لان العطف من من مقتضياته المغايرة ولو في الحكم وقال بعض العلماء شيخنا ذكر اقوال كثيرة فيما يتعلق اه التفريق بين المشرك والكافر حتى قال رحمه الله تعالى ان الشرك انواع شرك في الربوبية شرك في الالوهية وشرك في الاسماء والصفات وشرك في الطاعة التحليل والتحريم يعني ممكن الرجل يقبل الله تبارك وتعالى ويؤمن به سبحانه وتعالى ويؤمن بالكتب سماوية وانها حق وانها منزلة يمكن انه يدعي التوحيد ويقر به من حيث اه الظاهر لكن يقع في قسم من اقسام الشرك فيخرج به من دائرة الاستسلام لله تبارك وتعالى ومثل هذا قال شيخنا قول اليهود قول بعض اليهود عن عن عزير انه ابن الله وقول النصارى عن عيسى انه ابن الله جعل الله عن ذلك او قول بعضهم ان الاحبار والرهبان لهم الحكم في التحليل والتحريم يطاعون مطلقا فهذه انواع من الشرك قال الله تعالى في سورة التوبة اتخذوا في الاية الواحدة والثلاثين اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله وكذلك في اعمالهم شرك كما في سورة البقرة بالاية الخامسة والثلاثين بعد المئة في اعمال اليهود وكذلك في اعمال النصارى شرك كما في الاية السابعة والستين من اه سورة ال عمران وهذا فيه اشارة الى ان اليهود والنصارى وقعوا في انواع من الشرك وجاء في صحيح البخاري عن عمر رضي الله تعالى عنه في صحيح البخاري عن عمر رضي الله تعالى عنه ما يدل على هذا المعنى قال ان ابن ابي الحقيق اليهودي لما آآ تجلى له وتبين له ان النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم نبي اخر الزمان جحده. لماذا جحده؟ مع علمه بانه رسول الله قال فوقع في الكفر. هذا نوع من انواع كفرهم وقال النبي صلى الله عليه وسلم اخرج المشركين من جزيرة العرب فاخرج عمر لليهود فدل على ان اليهود من من المشركين وهذا الحديث اخرجه المشركين من جزيرة العرب رواه البخاري في صحيحه قال شيخنا رحمه الله لطيفة وتنبيه سماها شيخنا محاكمة قال قال بعض العلماء ان الكتابي ان الكافر الكتابي ليس بمشرك يقول شيخنا ان من قال من اهل العلم ان الكافر الكتابي ليس بمشرك فالمقصود ان كفره من جهة ليست متعلقة بجهة الشرك هذا مقصود هؤلاء العلماء ومن قال من اهل العلم ان الكتابيين من اليهود والنصارى هم مشركون فمقصوده من الجهة الاخرى وهو ادعاء وقوع الشرك في الربوبية كقولهم عزير ابن الله او عيسى ابن الله تعالى الله عن ذلك او الشرك في بالتحليل والتحريم وهذا نوع من انواع الشرك او الشرك في الطاعة والعبادة قال شيخنا رحمه الله ومن تأمل هذا ومن تأمل هذا ادرك ان بعظ المتصوفة في زماننا وقعوا في انواع من الشرك في الربوبية وفي الالوهية كحال الطائفة البريلوية ومع ذلك يزعمون انهم على دين الله عز وجل وهم مبتلون بانواع من الشرك من حيث الاستغاثة بغير الله عز وجل والاستعانة بالموتى والذبح لهم والنذر لهم وصرف انواع من العبادات لهم نسأل الله ان يصلح حال المسلمين قال عز وجل لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين نخلص من هذا ان اليهود والنصارى هم كفار من جهة انكارهم للقرآن ومن جهة انكارهم للنبي صلى الله عليه وسلم وهم مشركون من جهة صرفهم العبادة لغير الله ومن جهة زعمهم ان لله ولد وعلى كل حال اريد ان انبه على امر حتى نكون منصفين فان الله امرنا بالانصاف يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين او الاقربين اليهود اليوم عامة اليهود عامة اليهود فيهم طوائف طبعا هم اثنين وسبعين او واحد وسبعين طائفة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم لكن عامة اليهود ليس شركهم من جهة ليس كفرهم وشركهم من جهة صرف العبادة لغير الله بل فيهم من هو الى الان يقول لا اله الا الله فيهم من هو الى الان يقول لا اله الا الله اذا ما وجه الشرك العام الذي ابتلى ابتلي به اليهود الشرك العام الذي ابتلي به اليهود الشرك في الربوبية والشرك في الاسماء والصفات ظنهم عياذا بالله ان الله فقير وهذا شرك في الربوبية اعتقادهم ان الله مثل البشر ينصب ويتعب جعل الله عن ذلك كقولهم ان الله استراح في اليوم السابع اعتقادهم ان الله عز وجل عياذا بالله تبارك وتعالى على صورة الانسان بقول بعضهم ان الله صارع يعقوب وان يعقوب صارع الله ونحو ذلك من العبارات هذا عامة شرك اليهود الذي وقعوا فيه اليوم قال جل وعلا لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين الانفكاك الانفكاك ياتي لعدة معاني معنى من معاني الانفكاك الترك اذا على هذا يكون المعنى لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين متروكين اي لا يتركون على ما هم عليه المعنى الثاني من معاني الانفكاك الفصل انفك الشي وعن الشيء اذا فصل والمعنى هذا والمعنى على هذا لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين بمنفصلين عن العذاب ومن معاني الانفكاك التردد والشك قال من فك يفكر في كذا وكذا من فك مثل ما برح يعني يراود نفسه ويشكك وعلى هذا المعنى يكون لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين مترددين في شكهم سائرين حتى تأتيهم البيت هذا المعنى اراه كم ثلاثة طيب الرابع قال شيخنا رحمه الله من معاني الانفكاك الهلاك بالعذاب الهلاك بالعذاب هذا الرابع والخامس الانفكاك بمعنى الاهمال والترك وهو قريب من الاول طيب آآ هذه المعاني كلها هذه المعاني كلها حقه والقرآن من بلاغته انه يأتي بمعنى يشمل هذه المعاني الحق كلها وما ورد عن السلف من التفاوت فبعضهم ورد عنه انه منفك بمعنى متروك او مفصول او بمعنى المتردد والشاك هذه المعاني كلها حقة لانها موجودة في اليهود والنصارى وفي المشركين قال شيخنا رحمه الله تعالى وفي قوله تعالى منفكين اي بمعنى متروكين من غير فصل فلما جاءتهم البينة ظهر لهم الفرق فانكروه فلما انكروه استحقوا العذاب وبقوا في شكهم وشركهم كما قال الله عز وجل ذلك في سورة الاسراء في الاية الخامسة عشر ايضا قال رحمه الله تعالى في معاني منفكين قال يعني سبحان الله الانسان لما يقرأ تفاسير الكلمات المفردة في القرآن تعجب من هذا الكلام الحكيم المنزل من الرب الكريم كيف فيه من البلاغة ما يشمل المعاني الغير معدودة ليدل على معاني مع ان الجملة واحدة فلو تأملنا المعاني الخمس تربط الجملة كاملة بكل معنى على انفراد ويفيد حكما جديدا وهذا كما قال شيخنا رحمه الله فيه دلالة على اعجاز القرآن وانه كلام الله تبارك وتعالى قال رحمه الله تعالى في قوله تعالى منفكين حتى تأتيهم البينة حتى بمعنى اله حتى هنا بمعنى الى الى ان تأتيهم البينة والبينة الدليل الواضح الدليل الواضح الذي يكون مثل ضوء الشمس بي رابعة النهار حتى انه لا يكاد يمكن مع وجوده ان يرى شيء من الظلمة لا يمكن ان يرى مع وجوده شيء من الظلمة وهذا فيه بيان المعاني لان جاء في القرآن الكريم قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين وجاء في وصف النبي صلى الله عليه وسلم سراجا منيرا فالقرآن المنزل نور والنبي المرسل سراج فدل على انه بينة واضحة. القرآن الرسالة والرسول المرسل وفي قوله تبارك وتعالى حتى تأتيهم البينة رسول من الله اذا فيه بيان على ان البينة تقوم بالرسول صلى الله عليه وسلم. في الاية الثانية والثالثة قال شيخنا فيهما تفسير معنى البينة وفي التركيب النحوي اه رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة قال بدل عن البينة لانه قال في الاية الاولى قال حتى تأتيهم البينة من هو البينة؟ البينة رسول من الله اذا هذا بدأ البينة رسول من الله يتلو صحفا وطهركم قال آآ وفي قوله تعالى يتلو صحفا مطهرة فيه دلالة الى ان افضل العبادات تلاوة الصحف المطهرة التي انزلها الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم وفي قوله صحفا قال شيخنا فيه اشارة الى المحل والمراد به الحال تحف قال صحف المقصود على ان هو صحف يعني المحل الذي فيه القرآن وهل المقصود المحل ولا المقصود الحل فيه المقصود الحال فيه وهو كلام الله عز وجل وليس المقصود اي صحيفة المقصود الصحف قال مطهرة فيها كتب قيمة وقال شيخنا رحمه الله تعالى يمكن ان يكون المراد صحفا مطهرة الى قوله تعالى في سورة عبس في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة فهناك في سورة عبسة وصفها الله بهذا الوصف في ايدي الملائكة وهنا وصف الله القرآن بهذا الوصف عند النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه قال في صحف مكرمة هنا قال يتلو صحفا مطهرة مطهرة قال شيخنا رحمه الله اي فيه طهارة عن الشرك والكفر فيه طهارة عن الشرك والكفر فناسب لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين ناسب يتلو صحفا مطهرة عن الكفر وعن الشرك وفيه دلالة على انها ما دامت موصوفة هذه الصحف بانها مطهرة فهي عاصمة من الغلط عاصمة من الخطأ قال فيها كتب قيمة فيها كتب قال شيخنا رحمه الله المقصود به الاحكام الالهية فان الله عز وجل سمى حكمه كتابا قال تعالى كتاب الله عليكم ايش يعني كتاب الله عليكم حكم الله عليكم قال عز وجل يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كتب بمعنى فرض هذا حكم الله كتب الله لاغلبن انا ورسلي اي فرض الله وحكم الله اذا الكتب تأتي بمعنى جمع كتاب وهو الحكم والاحكام ويمكن ان يكون المقصود فيها كتب قيمة يمكن نقول يمكن هذا لم يذكره شيخنا رحمه الله يمكن ان ان يكون المقصود فيها كتب قيمة اي فيها رسائل متنوعة فيها رسائل متنوعة تجد فيها ما يتعلق بالاعتقاد تجد فيها ما يتعلق بالعبادات. تجد فيها في هذه الصحف ما يتعلق بالاخلاق. تجد فيها ما يتعلق اه العلاقات بينك وبين نفسك بينك وبين ربك بينك وبين اهلك بينك وبين اولادك بينك وبين جيرانك بينك وبين اعدائك بينك وبين فهي كتب فيها كتب قيمة قال رحمه الله قيم بمعنى مستقيمة كتب قيمة اي كتب مستقيمة ها ايه بس جمع باعتبار ماذا؟ اما باعتبار ان الحك احكام متعددة واما بان الرسائل متعددة واما وهذا ذكره شيخنا بان السور متعددة فكل سورة كتاب كل سورة يمكن ان يعتبر كتاب ولذلك ذكر الله عز وجل في ابتداء سورة يوسف وفي ابتداء سورة الرعد بابتداء سورة الحجر انه كتاب صح ولا لا ايوا احسنت بالظبط نعم مم هذا مستخدم نعم عند العرب تستخدمه فيها كتب قيمة قيمة بمعنى مستقيمة قيمة بمعنى مستقيم يمكن ان يقول قائل قيمة بمعنى قائمة اي كتب قائمة هذا التفسير صحيح هو يؤدي معنى الاستقامة قيمة بمعنى قائمة على الاستقامة. اي انها تؤدي الى استقامة الناس في عقائدهم في عباداتهم في اخلاقهم وهي في نفسها مستقيمة ثم قال جل وعلا بالاية الرابعة وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة في قوله في الاية الرابعة زجر عن التفرق والاختلاف زجر عن التفرق والاختلاف بعد اقامة الحجة واتيان الكتاب يمكن ان الناس يكون لهم حق ان يختلفوا في مسألة ما في بيئة ما على شيء ما طيب اذا جاءهم امر من المسؤول افعلوا كذا خلاص ارتفع الخلاف ليس لاحد حجة بعد ذلك ان يخالف يرسل يذهب عدة مهندسين الى مشروع واحد يقول والله نحط اربعة عمدان المهندس الثاني يقول لا نحط ستة عمدان المهندس الاخر يقول والله نحط اثنعشر عمود ثم فجأة يجدون انه هم يتناقشون فيما بينهم واذا بالكتاب يأتي من المسؤول الاعلى الابن والبنيان الذي انتم اليه ذاهبون ابنوه على ستة اعمدة خلاص ارتفع الخلاف كان اهل الكتاب مختلفين فيما بينهم وكان المشركون مختلفين فلما انزل الله البينة ليس لاحد حجة يختلف ولذلك قال عز وجل زاجرا عن الاختلاط. وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة وهذا فيه ذنب لهم الواجب عليهم كان المفروض انهم لا يختلفوا ما دام عندهم كتاب ومع ذلك تفرقوا فدل على سوء نياتهم وسوء فهومهم نياتهم وسوء همومهم وما تفرق الذين اوتوا الكتاب لماذا خص بالتفرق اهل الكتاب لماذا؟ قال وما تفرق الذين في الكتاب والمشركين؟ سؤال لان المشركين ما جاءهم البينات اصلا كانوا بهالفترة امة امية ما عندها كتاب اما اليهود والنصارى عندهم كتاب لماذا يختلفون هذا مثل الان يجي واحد حالة متوجع قلبه على الامة الاسلامية يقول ربنا واحد كتابنا واحد قبلتنا واحد لماذا نختلف كلام حق ولا باطل حق لماذا نغتم والله عز وجل يعيب على الكفار من اهل الكتاب لماذا تختلفون؟ وعندكم البينات قد وصلت اليكم او لماذا تختلفون على النبي صلى الله عليه وسلم وقد وصلتكم الحجج والبينات التي تدل على انه رسول الله سبحان الله العظيم قال شيخنا رحمه الله في قوله وما تفرق الذين اوتوا الكتاب يقول هذا التخصيص شيء محزن والله ومبكي والله يقول في قوله اوت الكتاب هذا التخصيص فيه اشارة الى ان منشأ منشأ الخلاف هم اهل العلم منشأ الخلاف منشأ الاختلاف هم اهل العلم والعوام تبع لهم مقلدين اياهم ولو ان الذين اوتوا العلم من العلماء لم يختلفوا ما اختلف العوام الله اكبر قال شيخنا رحمه الله ومن تفرق اهل الكتاب الظاهر بعد نزول القرآن ايمان بعضهم وكفر بعضهم ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول لو امن عشرة من رجال اليهود ما بقي يهودي على وجه الارض الا وابى ما امن الا اثنين من الاحبار عبد الله بن سلام وواحد اخر بس سبحان الله العظيم لا اله الا الله وقال شيخنا رحمه الله فيه اشارة الى قوله وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة فيه اشارة الى ما جاء في الحديث ان اليهود افترقوا الى احدى وسبعين فرقة وان النصارى افترقت على اثنتين وسبعين فرقة وهذه الامة ستفترق الى ثلاث وسبعين فرقة لا فعلا موجود موجود قد عدهم العلماء عدا واوصلوه الى هذا العدد حدا كما ذكره آآ الاشعري رحمه الله في كتابه مقالات الاسلاميين وذكره البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق الشهرستاني في كتابه الملل والنحل وابن حزم في كتابه الفصل في الملل والنحل وغيرهم من اهل العلم موجودين موجودين قال وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة ممكن ان يحمل على ان هذا حال لجملة منفكين لتفسير منفكين نعم نعم هذا نص عليه في اية سورة الشورى الاية الرابعة عشر وما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم ها نص سبحان الله العظيم قال شيخنا رحمه الله هو الفرق بين الاختلاف والتفرق؟ ها في اختلاف في تفرق هنا قال وما تفرق ما قال وما اختلف قال شيخنا رحمه الله والفرق بين الاختلاف والتفرق ان لفظ الاختلاف يأتي بمعنى المخالفة وانه يمكن ان يكون له وجه اما لفظ التفرق فانه يأتي بمعنى الاختلاف الذي لا يمكن ان يكون له وجه اذا في فرق بين الاختلاف والتفرق يعني ممكن نقول اختلف ابو حنيفة ومالك سلف الشافعي واحمد ما يضر ما نقول تفرغ صح ولا لا لذلك البغدادي تنبه الى هذا ايش سمى كتابه؟ اما ذكر الفرق الاسلام قال الفرق بين الفراق ما قال له اختلاف اختلاف فقهي واما التفرق فهو عقدي في الغالب طيب قد جاء في قوله وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاء اتهم الا من بعد ما جاءهم البينات هذا جاع ايضا فيه دلالة على انها ما اختلفوا في الدين اختلفوا في الدين وفي الاحكام كما تفرقوا في العقائد كما تفرقوا في العقائد ويمكن ان يقال كما قال شيخنا ان الاختلاف فيه آآ مخالفة فيه مخالفة مع الادب واما التفرق ففيه مخالفة مع الضلالة والاظلال ثم قال جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الاية في هذه الاية تأكيد للزجر السابق تأكيد للتخويف السابق فيه اشارة باشارة الى ان الدين القيم الذي كان الواجب عليه ان يتفقوا عليه وان يجمعوا عليه دين عظيم وهو عبادة الله وحده لا شريك له ما كان ينبغي لهم ان يختلفوا فيه كما قال تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله لذلك انت اذا شفت يهودي نصراني تقول له انت تعبد الله؟ يقول لك نعم يقول وتعبد عيسى؟ يقول لك نعم قولوا طيب وانا اعبد الله لماذا لا نجتمع على ما نتفق عليه؟ ونترك المختلف بس لماذا تعبد غير الله اعبد الله فقط قال وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ما امروا به اشارة الى ان الله عز وجل في جميع الكتب السابقة ما امر الا بعبادة الله وحده لا شريك له اذا ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ولا كان موسى يهوديا ولا كان عيسى نصرانيا كان موسى مسلما لله وكان عيسى مسلما لله موحدا لله تبارك وتعالى قال ما امروا في شهر النفل ما يوجد كتاب الا وهذا الامر موجود فيه ما امروا الا ليعبدوا الله اذا هذه الاية مثل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله ها اليهود سموا يهودا لانهم تبعوا يهودا اتبعوا يهودا الذي حرف دين موسى عليه السلام واما النصارى فسموا نصارى لا لانهم نصروا عيسى ابدا وانما سموا نصارى لانهم تناصروا في المجمع المسكوني الاول سنة خمسة وعشرين وثلاث مئة تناصروا على القول بالتثليث وتعذيب الموحدين الاريسين قال الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. الله اكبر شيء عجيب سبحان الله الا ليعبدوا الله مم ما ارسل الله الرسول الا هذا اول ما يدعو اليه ولقد بعثنا في كل امة رسول ان اعبدوا الله الا ليعبدوا الله يعني التوحيد كما قاله ونص عليه القرطبي والشربيني في تفسيريهما الا ليعبدوا الله هذا هو التوحيد. التوحيد اذا قيل التوحيد التوحيد مو معناه انك تعتقد ان الله هو الخالق لا هذا يقر به ابليس ولا يسمى توحيدا ابليس يقول ربي انظرني الى يوم يبعثون. ليس هذا توحيدا ما هو التوحيد؟ توحيد عبادة الله وحده لا شريك له الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ليعبدوا الله تأمل الان اكد بتأكيدات عجيبة التأكيد الاول انه جاء بعد النفي والاثبات استثناء بعد النفي اثبات وتخصيص لما تقول ما جاء الا زيد اذا خصصت المجيء على من لما قالوا ما امروا الا ليعبدوا الله فكانهما هناك امر اخر. طيب والاوامر الاخرى الاوامر الاخرى كلها لتأكيد التوحيد صلاتك ذكرك تلاوتك قرآنك صومك زكاتك حجك. كل هذا لتأكيد التوحد وما عمروا الا ليعبدوا الله هذا التأكيد الاول الحصر التأكيد الثاني مخلصين مخلصين له الدين عن التأكيد الثاني والثالث حنفاء. هذا الثالث قال رحمه الله مخلصين له الدين اي بمعنى انهم يخلصون اعمالهم لله تبارك وتعالى ويخلصون اعمالهم التعبدية فيبتعدون عن الرياء والسمعة والاغراظ الدنيوية الاخرى الله اكبر مخلصين له الدين اي كل امر ديني يخلصونه لله عز وجل طيب والامور الدنيوية؟ الامور الدنيوية انسان يعمل عشان يحصل قريشات ما هي مشكلة هذا ما هو داخل في العبادة مخلصين له الدين. الذي يجب عليك ان تخلص فيه ما هو الدين هذا الذي يجب ان تخلص فيه لله تبارك وتعالى اما كون الانسان والله يعمل عشان الفلوس يتزوج عشان التمتع ينجب اولاد عشان الاستئناس هذا امر ما ما في بأس مباحات من الدنيوية لكن الدين لا يجوز ان يكون الا لله مخلصين له الدين اي ان العبادة والامور التعبدية لا تكون الا لله تبارك وتعالى حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ويكون الدين كله لله. اي التدين صح تدين الدين هنا تدين هنا قال مخلصين له الدين. قال شيخنا رحمه الله مخلصين له الدين فيه اشارة الى النية الشرعية وان محلها القلب وان الواجب على الانسان انه لا يعبد الا بنية خالصة كما جاء في الصحيحين انما الاعمال بالنية وفي مسلم انما الاعمال بالنيات قوله تعالى حنفاء عندنا حنفاء من ايش؟ من حنيف رجل حنيف ورجل جنيف الفرق نقطة يا ابو يوسف حنيف وجنيف نقطة واحدة بس لكن حنيف مائل الى الحق جنيف مائل الى الباطل تشوف اللغة العربية عجيب لغة عظيمة او جنفا لاثم. جنفا يعني مائلا الى اثم هنا قال حنفاء اي مائلين الى الحق مائلين الى التوحيد ولذلك كان ابراهيم حنيفا اي مائلا للحق دوما وهذا امر وصف للاستقامة التي يجب ان يرغب اليها العبد ويكون عليه الانسان انه يكون دائما يميل للاستقامة ويميل الى الاخلاص والتدين لله تبارك وتعالى والقول بالحق كما قاله ابن القيم رحمه الله قال الحنيف المقبل المتوجه على الله المعرض عما سواه الله اكبر ثم قال حنفاء ويقيموا الصلاة ممكن ما في بأس لان رجل الاحنف هو المائل عن الباطل الى الحق يعني استقام ما في بأس الحق نعم بالظبط عاد الى لا هو هو لا عفوا لما انت تنظر الى الناس كلهم تأمل الى الناس كلهم كانوا معوجين فهو انحرف عنهم فهذا ميت اذا هو من بس هو ميل يعني هو ميل لان في اللغة العربية كلمة الحنيف بمعنى المائد بس في اللغة. رجل احنف يقولون رجل احنف اي ان في احد ساقيه ميلا طولا او قصرا فاذا مشى يميل طيب الرجل الذي يكون في احد ساقيه ميلا اذا مشى يميل هل يكون ميل هذا مؤقت ولا دايم ما دام انه وصف ثابت له فدائم. فالمقصود حنفاء اي دائما يقصدون الاستقامة دائما يميلون ويبحثون ويجتهدون ويبذلون. المقصود الدوام المقصود الدولة وقال شيخنا رحمه الله في قوله حنفاء قال هذا هل هو انتبه لهذا السؤال ان مخلصين له الدين فسر به التوحيد والحنفاء فسر به الاستقامة. فدل على ان المأمور به ان المأمور به امران ما هما؟ الاول اخلاص القلب لله والثاني استقامة البدن لله وهذا تفسير جميل قال قوله مخلصين قال هذا خاص بالقلب وحنفاء خاص بالبدن فشمل الامرين معا اخلاص القلب لله واستقامة البدن لله عز وجل نعم المقصود به اتباع الدين. اتباع الامر وما امروا الا ليعبدوا الله يعني متبعين للاوامر التي جاءت بالكتاب وفي السنة ان يأخذ من الاية ان شرط قبول العبادة الاخلاص لله عز وجل والمتابعة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ولهذا نحن نقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله طيب نقف على هذا ولا تبون نكمل بعد الاذان كمل خلاص افتحه من فوق ايوة اهو محمود البركة الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله لا اله الا هو دقيقة مرة قوله رحمه الله تعالى ان المقصود الحنيف الاستقامة في الظاهر قال فيه اشارة الى اهمية المتابعة في كيفيات العبادات لما جاء من الاوامر المنزلة على الانبياء عليهم الصلاة والسلام وانه لا يجوز للانسان ان يتعبد في دين الله الا بامر مشروع جاء نصا في كتاب الله او احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم من هذا ان التقرب الى الله والتدين لا يكون الا بما شرع اما بما لم يشرع فهذا لا يسمى دينا وانما يسمى شركا او يسمى بدعة قوله تعالى ويقيموا الصلاة قال هذا عطف آآ على ماذا؟ عطف على حنفاء ويقيموا الصلاة او عطف على الامر وما امروا الا ليعبدوا الله اي بالتوحيد ويقيموا الصلاة بالعمل الظاهر فيقيموا الصلاة بالعمر بالعمل الظاهر قال رحمه الله تعالى ولم يذكر الاعمال ولم يذكر من الاعمال الا الصلاة والزكاة اشارة الى اهميتهما في الاعمال الظاهرة لاهل ثم قال وذلك دين القيمة وذلك اي المجموعة التي ذكرت من الاوامر وهي عبادة الله الاخلاص لله كون الرجل حنيف لله او الاخلاص لله اقامة الصلاة وايتاء الزكاة ذلك دين القيمة ففيه اشارة ان من جمع هذه الامور وهي الاخلاص لله تبارك وتعالى قلبا والاستقامة لله عز وجل على الاتباع ظاهرا وقام مصليا مزكيا فانه قد حصل الاستقامة او صار على الاستقامة ابتداء قال رحمه الله قال وذلك دين القيمة اضافة الموصوف الى الصفة اضافة الموصوف الى الصفة يعني الان ايش هو القيم؟ الدين قيم ولا القيم دين ها؟ فمن قال ان هذه اضافة الموصوف الى الصفة فمعناها ان الدين هو القيم دين قيم فان قال قائل فلماذا ان نثى الصفة المضافة قال بمعنى لان الدين بمعنى الملة الدين بمعنى الملة كأنه في المعنى وذلك الملة القيمة وانما عدل عن الملة الى الدين لاجل ان فيه الاشعار بالتقرب وان الدين ليس مجرد القول وانما المقصود به التدين والتقرب الى الله تبارك وتعالى وقال شيخنا رحمه الله تعالى اشار البغوي ان المراد بان اه الموحدين الذين ساروا على اوامر الله عز وجل كان هذا سيرهم وهو الاخلاص لله عز وجل والاستقامة على اوامر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وذلك الذي ساروا عليه وتدينوا به وتقربوا الى الله عز وجل به هو او هي الاوامر القيمة ثم قال تعالى في الاية السادسة ان الذين كفروا من اهل الكتاب قال رحمه الله فيه تخويف اخروي للمنكرين. لتوحيد الله تبارك وتعالى والرسالة قال ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين هذه الاية فيها دلالة صريحة ان اليهود والنصارى ليسوا من ليسوا من التوحيد في شيء ولذلك جاءت في قراءة ابي وهي تفسير لهذا المعنى ان الذين اه جاء في قراءة ابي تفسيرا وذلك دين القيمة لا اليهودية ولا النصرانية فجعل اليهودية والنصرانية دينا غير الدين القيم وهنا قال ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين قال وانما نصب لانه معطوف على الذين كفروا والذين كفروا في محل اسم ان منصوب والذين كفروا في محل اسم ان منصوب وفيه دلالة على ان المشركين والكفار من اهل الكتاب في هذا الحكم واحد. ولهذا قال في نار جهنم خالدين فيها اولئك اي الكفار من اهل الكتاب والمشركين هم شر البرية البرية مأخوذ من البرء وهو بمعنى الايجاد ما رأى الشيء يبرأه اوجده من العدم في فرق بين الخلق الخلق التشكيم الخلق التشكيك واما البرء ايجاد الشيء من العدم مادته يعني ايجاد المادة اصلا قال اولئك هم شر البرية اي شر المخلوقات كلها شر المخلوقات كلها وهنا يأتي اشارة لماذا كانوا هم شر البرية لانهم عرفوا لانهم عرفوا واشركوا وكفروا وانكروا. لذلك قال اولئك هم شر البرية ثم قال ان الذين امنوا على الوجه الذي سبق وعملوا الصالحات بالدين القيم السابق فاستقاموا ان الذين امنوا على الوجه الذي سبق وهو اخلاص الدين لله عز وجل وعملوا الصالحات فصلوا له وزكوا له اولئك هم خير البرية استدل بعض العلماء بهذه الاية على ان المؤمنين من اهل الكتاب خير من الملائكة بدلالة العمومية بدلالة العمومية لان الله عز وجل هنا قال اولئك هم خير البرية لكن لا وجه فيه لماذا لا وجه فيه؟ لان الملائكة هم مؤمنون وهم عملوا الصالحات فهم ايضا داخلون بهذه الاية اولئك هم خير البرية ثم قال جزاؤهم عند ربهم. لما قال عند ربهم دل على عظم الجزاء وانه ليس عند غيره جنات الجنات بمعنى البساتين وهي ليست جنة وانما جنات قال عدن والعدل بمعنى الدائم العدل بمعنى الدائم جنات عدن اي جنات دائمة تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. والله لو لم يكن لاهل الجنة الا الخلود لكان حريا بالعبد ان يعمل له ثم قال رضي الله عنهم ورضوا عنه. هذه الاية فيها اشارة الى فظل الملائكة فيها اشارة الى فضل الصحابة استريحي استريحي يا محمود فيها اشارة الى فظل الصحابة رظوان الله تعالى عليهم وان الله رظي عنهم وهم رضوا عن الله تبارك وتعالى وكل مؤمن عمل فعلى وفق ما سبق اخلص لله الدين وكان حنيفا متبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مقيما للصلاة والزكاة وراضيا عن الله فليستيقن ان الله يرضى عنه. ثم قال ذلك لمن خشي ربه اي هذا الذي ذكرناه انما فيه خشية وتذكير وفيه تخويف لمن يخاف ربه تبارك وتعالى وبهذا القدر نكتفي وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين