ايا كان الظبح فسواء في الجهاد في سبيل الله او لاجل تقريبها الى النحر فان معنى الظبح كما قال بعض العلماء الظبح اذا قلنا انه صفة لصوت صدور العاديات الظبح الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فبحمد الله وتوفيقه نبدأ اليوم تفسير سورة العاديات هذه السورة مكية باتفاق العلماء رحمهم الله تعالى ولها اسمان سورة العاديات بدون الواو وسورة والعاديات بالواو مناسبة هذه السورة بالتي قبلها من عدة وجوه الوجه الاول ان الله تبارك وتعالى في سورة الزلزلة خوف الناس تخويفا اخرويا واما في هذه السورة ففيها زجر للمنكرين على ما يقدمون عليه في الدنيا قبل الاخرة والوجه الثاني ان في هذه السورة في الاية التاسعة منها في الاية التاسعة منها وهي قوله تعالى افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور نفس ما في سورة الزلزلة قال يومئذ تحدث اخبارها اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالا ففي هذه السورة ذكر بعثرة القبور وهناك قال واخرجت الارض اثقالها وكان مجملا وفي هذه السورة جاءت معينة بسورة البعثرة هناك وجه اخر وهو ان الله تبارك وتعالى قال ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وكأن سائلا سأل متى يره جاء في قوله تعالى في سورة والعاديات قال افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور الى اخر السور قضية هذه السورة هي الزجر مع التخويف الاخروي بثلاثة الطرق الزجر مع التخويف الاخروي بثلاثة طرق الطريقة الاولى ذكر اسماء الله تبارك وتعالى فيها وذلك ان الله عز وجل الرب قادر على كل شيء والطريقة الثانية ان الله عز وجل شهيد على افعال العباد والطريقة الثالثة ان الله عليم فهذه ثلاثة ادلة كونه ربهم فهو قادر على زجرهم وتخويفهم وبعثهم وكونه شهيد شهيدا عليهم يعني انه يجازيه كونه عليم باعمالهم يعني انه يثيبهم ويعاقب المسيء منهم ورد في هذه السورة من اسماء الله تعالى الرب والخبير واما صفات الله تبارك وتعالى الواردة في هذه السورة فمنها الربوبية منها الربوبية ومنها ان الله تبارك وتعالى من صفاته المذكورة العلم قال فلا يعلم اذا بعثر ما في القبور ومنها التحصيل يحصل ما في الصدور ومنها الخبير والخبرة من صفات الله تبارك وتعالى قوله جل وعلا والعاديات ضبحا ابتدأ الله عز وجل هذه السورة بالقسم والواو واو القسم وهذا قسم بالصفات والاحوال العاديات حال كونه تذبح الموريات حال كونها تقدح اذا قسم بصفات واحوال معينة ما هي هذه الصفات والاحوال المعينة قال والعاديات ظبحا العاديات هي التي تركظ وتجري وتسرع ولما قال ظبحا جاء عن ابن عباس ان المراد والعاديات ضبحا الخيول التي تذبح في سبيل الله تعالى وقال علي رضي الله تعالى عنه ان هذه الاية والتي بعدها هي صفات للابل التي يتقرب بذبحها يوم النحر الى الله تعالى ومعلوم من حيث اللغة ان الابل تعدو وتركظ وتظبح وان الخيول تعدو وتظبح ولكن تفسير ابن عباس رجحه العلماء على تفسير علي رضي الله تعالى عنهما وذلك لان في الايات ما هو مقارب لقول علي رضي لقول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فقوله عز وجل والعاديات ضبحا اي اقسم بالتي تركض او بالاشياء التي تعدو وتسرع حال كونها ربحا اي حال كونها تذبح ومعنى الظبح سواء كان في الجهاد في سبيل الله او كان بركضها الى المنحر يوم العيد ايا كان هو صفة لصوت صدور العاديات الخيل اذا ركضت تخرج من صدورها اصوات والابل اذا ركضت ووعدت فانها تخرج من صدورها صوتا هذا الصوت تسميها يسميها العرب بالذبح والذبح مصدر لمفعول مطلق والمعنى اقسم بالعاديات التي تذبح ظبحا وهو محذوف قال بعض المفسرين ان ذبحا ليس مفعول مطلق بل هو حال حال بمعنى اسم الفاعل العاديات حال لاسم الفاعل ظبحا حال لاسم الفاعل العاديات والعاديات ضبحا ثم في الاية الثانية كرر القسم قال فالموريات قدحة اي فالموريات قدحا اي وايضا اقسم بالموريات قدحا اصل الموريات اسم فاعل من وراء الموريات اسمه فاعل والراء يوري فهو موري والجمع موريات بالتأنيث وموريون للمذكر قال فالموريات هنا من وراء وهو الشيء الذي اوقد الشيء الذي اوقد او الشيء الذي خرج من الشيء شرارة ولذلك يقول الناس وريت النار اي اوقدت شرارته وشرارة النار ويسمى وريا هنا فالموريات قدحا اي فاقسموا بالتي بسبب ركظها تخرج شرارة تخرج شرارة النار من اطراف اقدامها وهي تضرب الصخور هذا معنى فالموريات وقدحا منصوب مثل ما قلنا في ظبحا اما لفعل محذوف فيكون مفعول مطلق او حال وهو الاحسن الخيول اذا عدت بسرعة فاذا ضربت بحافرها على الصخور تخرج شرارة النار هذه تسمى فالموريات قدحا وهذا من الاسباب التي جعل ابن عباس يفسر الاية لان المراد بها الخيول لان الابل اذا ركضت لخفة خفافها فمهما ضربت على الصخور لا تخرج النار وهذا من اسباب ترجيح قول ابن عباس على قول علي رضي الله عنه قال فالموريات قدحا ثم قال فالمغيرات صبحا اي فاقسم بالمغيرات حال كونها تصبح العدو والمغيرات اسم فاعل من اغارة اغار يغير اغارة اسم الفاعل منه مغيث واسم جمع التأنيث مغيرات فالمغيرات سبحان واصل الغارة الهجوم على العدو الهجوم على العدو بغتة اصل الغارة الهجوم على العدو بغتة وهنا قال فالمغيرات صبحا اي اقسم بالخيول التي تغارون عليها حال كونكم يصبحون العدو بها قبحا مثل ما قلنا في ظبحا وفي قدح اما منصوب على المفعول المطلق لفعل محذوف تقديره فالمغيرات التي تصبح العدو صبحا او يكون حال من اسم الفاعل المغيرات وهو اقرب لماذا اسم الفاعلي اقرب؟ لان اسم الفاعل اذا جعلنا صبحا حال من اسم الفاعل فلا داعي للتقدير والاصل في التفسير عدم التقدير مهما امكن عند اهل التفسير ايهما ارجح ان يفسر الكلام بلا تقدير عند اهل التفسير او ان يفسر الكلام بالتقدير الاول ارجح قال فالمغيرات صبحا ثم قال فاثرن به نقعا الصبح معروف وهو اول النهار يقال له الصبح من طلوع الفجر الصادق من طلوع الفجر الصادق الى طلوع الشمس هذا يسمى صبحا طيب واذا طلعت الشمس وارتفعت قيد رمح حينئذ يسمى ضحى ما يسمى صبحا قال فاثرن به نقعا هذه الاية الرابعة فيها الحال او الصفة الرابعة من احوال وصفات الخيول التي غدت في سبيل الله تبارك وتعالى فاثرن به نقعا والظمير به راجع الى العدو. فاثرن به اي بالعدو بالركظ او بالاغارة او فاثرن به اي بسرعة العاديات وشدة المغيرات اثرن نقعا ها يا جمال به الظمير راجع الى ايش؟ الى العاديات فاثرن بالعاديات نقعا او راجع الى المغيرات فاثرن بالمغيرات نقعا ويمكن ان يكون الظمير يرجع الى كل المذكورات فاثرن به بالعاديات الموريات وبالمغيرات نقعا والمعنى اي لشدة عدوها وسرعتها اثرنا الغبار النقع الغبار النقاء الغبار لان الخيول اذا ركضت في ارض ذات صخرية ورت واخرجت شرارة باطراف حوافرها واذا ركضت على ارظ ترابية او رملية نقعت غبارا اثرت غبارا واخرجت غبارا فاثرن به نقع والباء في به باء السببية فاثرنا بسبب ركظهن نقعا اي غبارا قال بعض المفسرين فاثرن به الظمير يرجع الى المكان يرجع الى المكان طيب هو غير مذكور فكيف يرجع الى المكان قالوا لان العدوى لا بد وان يكون في مكان هل يمكن للخيول ان تركض بلا مكان ما يمكن اذا الخيول تركض في مكان فاثرن به اي بالمكان نقعا وهنا اذا قلنا الهاء يرجع الى المكان لا الى العاديات فالباء يكون بمعنى في فاثرن في المكان نقعا وغبارا وهنا يرد اشكال كيف ترجعون الظمير الى العاديات؟ فاثرن به اي بالعاديات والعاديات مؤنث والمغيرات مؤنث والظمير مذكر الجواب ان الظمير راجع الى ليس الى اللفظ وانما الى المعنى فاثرن به اي بالخيول العاديات بالخيول المغيرات والخيل يذكر قال بعظ المفسرين ان الباء فاثرن به نقعا اذا قلنا ان الهاء يرجع الى المكان الباء يكون بمعنى فيه وقال بعض المفسرين بل الظمير في به راجع الى الغارة فاثرنا به يعني بالغارة بغارة المسلمين على الخيول نقعا ويكون الباء ايضا سببية والناقة كما ذكرنا هو الغبار قال شيخنا رحمه الله فائدة بالاسماء السابقة العاديات والموريات والمغيرات اسماء بمعنى الفعلي اسماء بمعنى الفعل ومن هنا جاز عطف الفعل عليها فاثرن اثر والنون نون الجمع فاثرنا فعل كيف عطف الفعل على الجملة الاسمية الجواب ان العاديات والموريات والمغيرات وان كانت اسمية لكن المراد منها المعاني وهي عدوها وهو فعل اغارتها وهو فعل وهذا معنى المستقيم عند العرب وفي قوله عز وجل فوسطنا به جمعاء هذا هو الحال الخامس والوصف الخامس من اوصاف هذه الخيول العادية فوسطن به اي توسطنا به اذا قلنا المقصود به الغبار فوسطنا به الضمير يرجع الى الغبار النقع فوسطن به جمعا اي انهن ركضنا بسرعة حتى اثرنا النقع واحاط الغبار بالجمع من العدو تصوروا معي ان هذا هو العدو فاذا جاءت خيول المجاهدين في سبيل الله واحاطت بهم بسرعة فان الغبار يحيط بهم. هذا معنى فوسطنا به جمعا. اي فبي سبب اثارتهن النقع وسرعتهن واغارتهن اصبح الجمع من العدو في وسط الغبار ووسطنا به جمعا قال شيخنا اه قال جمع من المفسرين به الظمير يرجع الى النقع او الى العدو ما في بأس فوسطنا به اي بالعدو جمعا من العدو. اي بسرعة ركضنا حتى احطنا بالجمع من العدو فوسطن به جمعا وجمعا مفعول المقصود به جمع العدو ووسطن به جمعا اي جمعا من العدو مفعول لوسطنا ثم قال عز وجل ان الانسان لربه لماذا اقسم الله والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فاثرن به نقعا فوسطن به جمعا. لماذا اقسم هذا جواب القسم ان الانسان لربه لكثير هذا هو جواب القصر اقسم الله بالخيول العاديات الظابحات وبالخول وبالخيول الموريات القدح من حافراتهن وبالخيول المغيرات في وقت الصبح واثرنا الغبار بعدوهن فوسطنا العدو وجعلنا جمع العدو في وسطهن ثم جاء جواب القسم ان الانسان لربه لقنوه انا قلنا بمعنى يقينا ان حرف توكيد يقينا ان الانسان لربه لكنود المقصود بالانسان هنا الالف واللام فيه للعهد وهو للعهد الذهني او العهد الذكري يعني الانسان المنكر للحق ان الانسان اليقين ان الانسان المنكر لربه لك نود. والمقصود به الكافر كيف علمنا ان المقصود به الكافر بقرينة ما بعدها قال لك نود اللام هنا هذه اللام الموطئة للقسم بمعنى ان الانسان لربه والله كنود اللام الموطئة للقسم ذكر القرطبي في تفسيره لكلمة كنود عشرة معاني كثيرة جدا ها لغة العرب لغة واسعة منها نذكرها على سورة الاختصار لكنود اي كفور لا يشكر هذا هو المعنى المشهور ان الانسان لربي لكنود اي لكفور لا يشكر المعنى الثاني الكنود الذي يذكر المصائب وينسى النعم اربعين سنة عايش في صحة وعافية سنتين اذا اصيب بمصيبة ينسى كل النعم نعم الله عليه فيصبح كافرا لنعم الله ومن معاني لكنود هو الشخص الذي يأكل بمفرده ويكون بخيلا لا يعطي اهله عياله وعبيده طعاما هذا من معاني الكنود في لغة العرب من معاني الكنود الظالم لعبيده وذويه واهله وان الانسان لربه لكنود اي لعاص هذا معنى ايضا مذكور الخامس ان الانسان لربه لكنود اي انه لبخيل السادس ان الانسان لربه لكنون اي مانع للحقوق السابع ان الانسان لربه لكنود اي انه يبيع نعم الله ويصرفها في معاصي الله نسأل الله السلامة والعافية ان الانسان لربه لكنود المعنى السابع او الثامن الثامن ان الانسان لربه لكنود هو الشخص الذي لا ينسب نعم الله الى الله ينسب نعم الله الى نفسه او الى الاسباب التاسع ان الانسان لربه لكنود هو الحسود الذي يحسد الناس على ما اتاهم الله العاشر ان الانسان لربه لكنود هو الشخص الذي لا يعرف قدر نفسه قال شيخنا رحمه الله وهذه المعاني كلها مراده مفردة او مجموعة انسان الكافر والانسان موجود عنده العصيان واستخدام نعم الله طيب هنا يأتي سؤال ما وجه الربط بين القسم والمقسم لاجله؟ ان الانسان لربه لكنود الوجه ان الانسان اذا نظر الى هذه المركوبات العاديات المغيرات علم نعمة الله عليه فكيف يكفر وكيف يجحد نعم الله تعالى ثم قال تبارك وتعالى في الاية السابعة وانه على ذلك لشهيد اي ان العبد مع كونه كنودا هو يشهد على ان العاديات عدت بامر الله والمغيرات غارت بامر الله واثارت النقع بامر الله وتوسطت الجمع بامر الله وهذا دليل لقباحة فعله كيف يكند حق الله ويجحده وهو يشهد ان هذه المخلوقات ومنها العاديات والمغيرات هو من الله تبارك وتعالى وقال بعض المفسرين انه الظمير يرجع الى الله يعني انه الظمير لا يرجع الى الكنود التفسير الاول يرجع للكنون التفسير الثاني قالوا وانه اي ويقينا الله على ذلك لشهيد اي على جحده وكنوده وكفره وهذا معنى حسن والمعنى الاول ايضا هو الذي رجحه شيخنا. انه اي هذا الانسان الكنود وانه على ذلك اي على ما ذكر من نعم الله عز وجل لشهيد اي بلسانه يشهد ان هذه المخلوقات من الله تبارك وتعالى فهي تعدو وتحيا تغار وتتحرك بامر الله في ارض الله على اعداء الله ثم الكفار كنود يجحدون هذا الشيء مع شهادتهم انها من الله بالسنته ثم قال جل وعلا وانه لحب الخير لشديد وانه هو الظمير راجع للعبد الكنود وانه اي يقينا هذا العبد الكنود او هذا الانسان لحب الخير لشديد وهذا هو الزجر الثالث من زواجر هذه السورة العظيمة قال شيخنا في قوله وانه لحب الخير لشديد ثلاثة اقوال القول في قوله وانه لحب الخير الشديد للمفسرين فيها قولان القول الاول ان حبه للخير لشديد اي صلب انه يحب الخير هو المال لشديد اي حبا صلبا قويا اذا لحب الخير متعلق بالشديد اي وانه لحب الخير لشديد لحب الخير راجع لكلمة شديد فيكون المعنى ان حبه للخير صلب قوي متين حب المال الخير هنا المقصود به مطلق المال وقال بعض المفسرين وهذا هو القول الثاني ان المعنى وانه اي هذا العبد وهذا الانسان الكنود لحب الخير اي من حبه للمال لشديد اي لبخيل فلا يؤدي حق الله في المال ولا يؤدي حق الناس في المال هنا يرد السؤال لماذا سمى الله المال خيرا وممكن ان يكون المال مع الظالم ومع المشرك ممكن ان يحصل المال من الحرام قال شيخنا رحمه الله سمي المال خيرا هنا باعتبار انه يظن انه حصله بطريق حلال او بطريق مباح وجاء هذا في سورة البقرة في الاية الثمانين وبعد المئة في اية البقرة الثمانين بعد المئة قوله تبارك وتعالى قال كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا خيرا يعني معناه الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين اذا الخير هنا سمي بالمال وهناك خيرا المقصود به ايضا المال فسمى الله المال خيرا هنا وهناك باعتبار ان صاحبه يظن انه كسبه بطريق مباح خير ثم قال جل وعلا افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور الى اخر السورة قال شيخنا من ها هنا بدأ التخويف بعد الزجر يعني في ثلاث ايات فيها الزجر. ان الانسان ربي لكنود يزجر الانسان لا تكن هكذا وانه على ذلك لشهيد يزجره انت كيف تكون هكذا وانت تشهد بهذا وانه لحب الخيل شديد يزجره الان جاء التخويف ثلاث تخويفات مقابل ثلاثة آآ زاجرات قد سبقت افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور. الله اكبر هذه اه الايات الزاجرات التخويفات الثلاث هو علاج لما سبق كيف يتخلص الانسان من الكند كيف يتخلص الانسان من الشهادة آآ التي تكون مخالفة لشرع الله تبارك وتعالى باللسان دون القلب كيف يتخلص الانسان من شدة حب الخير وهو المال كلا بل تحبون المال حبا جمع كيف تتخلصون هذه ثلاثة اه اشياء زجر الله عنها كيف نتخلص عنها؟ بالثلاثة الاتية تذكر انك ستبعثر في القبر فكيف تكون بنودا وانه على ذلك لشهيد. اذا الله سيحصل ما في قلبك. فاجعل لسانك شهادتك موافقا لقلبك دائما حينما تنطق اجعله موافقا لما في قلبك حينما تنطق اجعله موافقا لمكنون صدرك انت تحب الخير حبا شديدا تذكر ان الله يوم القيامة خبير بحالك فلا تمنع حقوقه ولا حقوق عباده اذا هذه المجزورات الثلاث علاجها بهذه التخويفات الثلاث اذا اراد الانسان ان يتخلص من البخل فعليه ان يتذكر ان الله مطلع عليه وانه يجازيه على حبه لهذا المال وعدم اعطائه الحقوق قال شيخنا رحمه الله في قوله افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور. الهمزة همزة استفهام لاجل ان يتوجه الناس الى هذه الاحوال الاخروية الثلاث افلا اه جيء بالهمزة لاجل الاستفهام حتى يتوجه الناس الى هذه الامور الثلاث ويلتفت اليها والفاء لاجل بيان السببية لوجه بيان السببية يعني لماذا الناس يكندون؟ لماذا الناس يشهدون بالسنتهم خلاف ما في قلوبهم؟ لماذا الناس يحبون المال حبا شديدا لاجل الدنيا السابقة وقعوا في غفلة عن بعثرة القبور هذا هو السبب لذلك جيء بالفاء رتب ما سبق على ما سيأتي لماذا حصل ما سبق لعدم وجود ما يأتي او لضعف ما يأتي الانسان الذي يحصل عنده العلم اليقيني والتذكر وحسن المجازاة لا يمكن ان يكون كنودا ولا شهيدا بما يخالف قلبه ولا شديدا لحب المال حتى لا يؤدي حق الله وحق عباد الله افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور اذا هنا ظرفية والعامل فيه بعثر او يعلم يمكن يصح ان تقول فلا يعلم اذا افلا يعلم وقت بعثر ما في القبور او افلا يعلم اذا بعثر بعثر وقت ما في القبور يصح هذا وهذا قوله تعالى فلا يعلم اذا بعثر ما في القبور ما الذي يحصل؟ ينقطع العمل اذا يا ايها الانسان الكنود الشهيد الشديد لا ينفعك العمل حين اذ اعمل الان ينقطع عملك وقال في قوله تعالى بعثر انما يقال بعثر للشيء الذي يكون مخفيا بعثر يكون للشيء الذي يكون مخفيا فالناس في القبور مخفيون تحت التراب وذراتهم مخفية في الكون الله جل وعلا يبعثرها فيوجدها فيجمعها افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور ما هنا ايا كان عظامك لحمك شحمك عروقك عصبك انت ستخرج كما مت ما شمل كل شي فيك وقد قلنا في تفسير سورة الزلزلة ان البعث لنفس البدن الذي مت عليه بذراتك وليس المقصود ان الله جل وعلا سيأتيك ببدن جديد ان الله جل وعلا يجازي العباد على ما عملوا بابدانهم في الدنيا ليس بابدان جديدة اي نعم الله يزيدها نظارة ان كان من اهل الجنة جعلنا واياكم من اهلها ويزيدها الله عز وجل جلدا وضخامة ان كان من اهل النار. هذه مسألة اخرى لكن نفسه اجزاء الانسان التي عمل بها الحسنات وعمل بها السيئات هي موجودة حتى لو فرضنا الان تأمل لهذه الصورة لو ان انسانا سرق فاقيم عليه الحد الشرعي فقطعت يده الان اليد حينما تقطع تدفن هو يبقى بدون يد يموت هو بعد اربعين سنة ثلاثين سنة من دفن يدي يوم القيامة حينما يبعث يبعث وبيده تلك اليد التي سبقت يعني لابد ان ننتبه لها. اضرب مثال اخر لو ان انسانا كان ينظر للمحرمات بعينيه واصيب بمرض السرطان فعمي فقالوا الاطباء ما لك دواء الا ان نقلعها اذا ما قلعنا العيون السرطان ينتشر في المخ الان ماذا يفعل الرجل يوافق ولا ما يوافق يحصل اخذوا عينيه اللتين نظر بهما الى المحرمات اين يأخذون العينين يرمونه بالزبالة الاصل الشرع ان يدفن رموه بالزبالة دفنوه القوه في البر القوه في البحر اعطوه للحيتان للاسماك للطيور اينما كانت الله تعيد تلك العين التي نظرت الى المحرمات هذه لابد ان نعتقدها اعتقاد جازم افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور ما ما في القبور تأملوا هذه ماء ها ما قال من؟ قال ما في القبور لانه ما في من الان اللي موجود في القبر هو ذرات وليس من مو عاقل اشياء لا تعقل ذرات انسان عظما لحما شحما جلدا ايا كان افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور سبحان الله العظيم شيء عجيب كيف يحيي الله الموتى سبحانه ذكر الله عز وجل لنا مثالا في الدنيا قال مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض هكذا يحيين الله عز وجل تذهب الان الى الصحراء لا تجد نبت بعد ايام من انزال الله المطر تخرج النبات سبحان الله الذي يحيي ثم قال وحصل ما في الصدور وهذا هو التخويف الثاني اي يا ايها الانسان الناطق بلسانك مهما تقول فتيقن ان الله سيحصل ما في قلبك فيقارن بين ما قلت وبين مكنون صدرك وحصل ما معنى حصل؟ التحصيل هو آآ اه الحصول على الشيء بطريقة سهلة اذا قال حصل ما في الصدر الله جل وعلا يعلم بطريقة لا كلفة فيها فيظهروا ما في مكنون صدرك ما في الصدور وهنا قال ما في الصدور اعم مما في القلوب لان يشمل في الصدر ما يكون في التعقل في القلب والادراك والاحاسيس والمشاعر وفيه اشارة ان الانسان اذا شهد بالكذب فان صدره يكون مخالفا حتى في الصورة حتى ان علماء النفس يقولون الكذاب وهو يكذب تتغير انفاسه ها؟ انفاس الرئتين تتغير لانه يكذب يكون لسانه مخالف لما في قلبه قال وحصل ما في الصدور سبحانه وتعالى فهو يعلم النيات ويعلم الارادات والمرادات كما قال عز وجل في سورة البقرة في الاية الاخيرة منها رقم ميتين اربعة وثمانين يقول سبحانه وتعالى لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله الله اكبر فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير هنا قال وحصل ما في الصقور هذه مكية وتلك مدنية قال بعض العلماء حصل ما في الصدور يدخل فيه النيات والمرادات والوساوس لكن هنا سؤال هل مجرد الوساوس يؤاخذ الله العباد عليه؟ الجواب لا لنص الحديث قال صلى الله عليه وسلم هذا كلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول ان الله تجاوز لي عن امتي عما حدثت به نفسها هذه من رحمة الله لهذه الامة من خصائص هذه الامة المرحومة ان الله تجاوز لي عن امتي عما حدث به نفسه ما لم تتكلم او تفعل فان تكلم الانسان بلسانه بخلاف ما في قلبه فليتذكر هذه الاية وحصل ما في الصدر الله اكبر وحصل ما في الصدور قال عز وجل زاجرا مخوفا ايانا ان ربهم بهم يومئذ لخبير قال شيخنا رحمه الله هذه الاية علة لبعثرة القبور كيف يعني علة لبعثرة القبور اي انما انما يبعث الله ويبعثر الله ما في القبور ويحصل ما في الصدور لانه الخبير جل وعلا لو لم يكن خبيرا لاختلطت عليه الذرات وما علم ما في صدور الناس من قديم الازمنة مع مختلف الحاجات والمكنونات ان ربهم بهم يومئذ لخبير. الله اكبر يقول يومئذ اي يوم القيامة قال شيخنا رحمه الله سؤال الله تعالى يخبر حالنا اليوم فما وجه تخصيص خبره لنا وعنا بيوم القيامة ان ربهم بهم يومئذ لخبير. هو خبير بنا الان فما وجود التخصيص يوم القيامة بالخبر قال شيخنا رحمه الله ان وجه ذلك ان المقصود التهديد بالوعيد والتخويف وان الله عز وجل مهما تخفي يعلم فيجازيك بما يخبر عنك لا بما تقول فتجهز لهذا الجواب الذي يكون يوم القيامة عند الوهاب قال ان ربهم ربهم الظمير رجع الى ماله ربهم اي ربى المبعثرين رب من بعثروا من القبور رب الصدور ان ربهم بهم بهم ايظا يرجع الى نفسه المبعثرين والمحصل مما في صدورهم يومئذ اي يوم القيامة لخبير اللام ايضا موطئة للقسم بمعنى والله امير والخبير هو العالم بالبواطن المخبر الذي خابر الشيء وجربه مثلا انت يأتيك انسان يقول لك انا امين انتقد ما تعرف انه امين لانك ما جربته فان جربته تعرف اعطيته مئة دينار قلت له هذي المئة دينار وصلها لفلان وصلها لفلان اعطيته الف دينار قلت له هذه الف دينار تصرف فيها في حق الفقراء والمساكين فتتبعته فوجدته تصرف فيها في حق الفقراء والمساكين ثم اعطيته شيئا اخر وتتبعته فوجدته امينا الان انت صاحب خبرة الله عز وجل خبير بالعباد كم مرة هذا العبد قال سأتوب فتاب ثم رجع كم مرة هذا العبد قال تؤدي الزكاة ولم يؤدي ثم قال وادي الزكاة ورجع كم مرة هذا العبد قال قولا خلاف ما في قلبه ثم ندم ثم قال قولا خلاف ما في قلبه ثم ندم فالله بهم خبير من هو الصادق منهم ومن هو الكاذب منهم سبحانه وتعالى خبر العباد قبل وجودهم وعلم حالهم بعد وجودهم وقبل وجودهم ويوم بعثهم انه بهم خبير سبحانه وتعالى ان ربهم بهم يومئذ لخبير قال شيخنا رحمه الله آآ هنا فوائد في هذه السورة ذكر هذه الامراض وذكر سبب هذه الامراض وذكر وذكر علاج هذه الامراض هو المرض كنود وهناك سبب المرض ما هو سبب المرض؟ حب الخير لشديد هناك علاج للمرض ما هو علاج المرض تذكر القيامة وبعثرت القبور تحصيل ما في الصدور علم الله وخبرته بنا ومجازاته علينا وبذلك ختم الله تبارك وتعالى السورة حتى يكون العباد على مراقبة لله جل في علاه وصل اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين ان شاء الله يوم الثلاثاء القادم نبدأ بتفسير سورة القارعة