في عيشة راضية لماذا لم يقل فهو في عيش في عيش راض لماذا انث الفعل بعظ العلما يقول ان التاء ليست التأنيث فهو في عيش راض هو مذكر ولا مؤنث الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنسأل الله تبارك وتعالى كما يسر القرآن للذكر ان ييسر لنا فهمه وفقهه وصلنا بحمد الله تبارك وتعالى وتوفيقه الى سورة القارعة من جزء عما بسم الله الرحمن الرحيم القارعة ما القارعة الى اخرها هذه السورة مكية باتفاق المفسرين غالبا السور القصيرة هي تكون مكية والربط بين هذه السورة والتي قبلها من اه عدة وجوه الوجه الاول ان الله جل وعلا ذكر في سورة العاديات البعث بعث الناس من القبور كما قال عز وجل في اخر اية منها افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وذكر تحصيله لما في الصدور هنا ذكر الله عز وجل الوقت الذي يكون فيه بعثرة القبور وتحصيل ما في الصدور لان المعنى افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور ان ربهم بهم يومئذ لا خبير يومئذ يوم يوم القيامة ما صفتها متى هي؟ قال الله القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة الوجه الثاني ان الله تبارك وتعالى ذكر في سورة العاديات بعث الخلق ولم يذكر تقسيمهم اذا افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور هنا في هذه السورة ذكر الله تقسيم الخلائق وانهم ينقسمون الى قسمين ولا ثالث لهم فريق في الجنة وفريق في السعير وهنا قال فاما من ثقلت موازينه هذا قسم اسأل الله ان يكون منهم واما من خفت موازينه هذا القسم الثاني نعوذ بالله ان نكون منهم الوجه الثالث ان الله تبارك وتعالى زجر في سورة والعاديات المنكرين المنكرين زجرهم الله تبارك وتعالى وفي هذه السورة تخويف للمنكرين القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة يوم يكون الناس الى اخره ففيها تخويف لمن ينكر هذه الحقائق خلاصة اه قضية هذه السورة ذكر شيخنا رحمه الله ان قضية هذه السورة مبنية على التخويف الاخروي بذكر احوال القيامة وحال الناس وتقسيمهم اذا قضية السورة تخويف الاخروي بذكر احوال القيامة واحوال الناس وانهم ينقسمون الى قسمين ذكر الله تبارك وتعالى بهذه السورة القارعة مثل هذا جاء في سورة الحاقة ما الحاقة وما ادراك ما الحاقة وسميت القيامة بالقارعة لماذا قال العلماء لان اهوالها تقرع الاذان والقلوب لان اهوالها تقرع الاذان والقلوب اذا القارعة سميت القيامة بالقارعة التي تقرع هزوا القلب هزا تقرع الاذن قرعا فيرون من الاهوال ومن الامور العظيمة ما لا تتحمله القلوب ومن الاصوات الجسيمة ما لا تتحمله الاسماء كانشقاق السماء وانفطارها وتساقطها تزلزل الارض ورجفتها تحرك الجبال خفتها واصل القارعة من القرع تقول العرب قرع فلان سمعي اي صرخ في سمعي وايضا من معاني القارعة العذاب الشديد وجاء هذا في سورة الرعد في الاية الحادية والثلاثين اما هنا المقصود بالقارعة صفة من صفات القيامة وقال بعض المفسرين القارعة صفة من صفات الصيحة لان الصيحة وهي النفخة الاولى نفخة عظيمة اذا قرعت الاذان لم تتحمل اصحابها الصيحة تقع النفوس مغشية هذا قول لبعض المفسرين القارعة القارعة هنا على الابتداء فيكون المعنى القارعة وخبره يوم يكون الناس القارعة يعني القيامة متى؟ يوم يكون الناس كالفراش نفسه ويمكن ان نجعل القارعة خبرا لمبتدأ ما هو هذا المبتدأ؟ ان ربهم بهم يومئذ لخبير متى هو؟ يقول السائل جاء الجواب هو هو القارعة او هو في القارعة ولكن الاول هو الاقرب اذا الاولى مبتدأ تقدير خبره يوم يكون الناس كالفراش المبثوث ما القارعة جملة استفهامية تقريعية اي يجب بمجرد ان تسمعوا صوت القارعة كلمة القارعة ان تهابوا وان تخافوا ثم عظم هذا الاستفهام فقال وما ادراك ما القارعة ومر معنا في التفسير ان ابن عباس رضي الله عنهما قال كل ما قال الله فيه وما ادراك فقد اعلمه وما قال فيه وما يدريك فلم يخبره هذه قاعدة يا شيخ جمال ما قال الله فيه وما ادراك اخبره ما قال الله فيه وما يدريك لم يخبره الحاقة ما الحاقة وما ادراك ما الحق؟ اخبرك القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة اخبره يوم يكون الناس كالفراش المبزول اذا الاية الرابعة وما ادراك ما القارعة هذا للتعظيم التقرئ لتعظيم التقريع يوم يكون الناس كالفراش المبثوث في هذه الاية ذكر بعض الاحوال المصاحبة ليوم القارعة ذكر بعض الاحوال المصاحبة ليوم القيامة والله ايها الاخوة لو ان الشهب سقطت من السماء لما بقيت الانفس مرتاحة فكيف اذا السماء تساقطت يوم يكون الناس كالفراش المبثوث كالفراش المبثوث تأملوا معي التشبيه تعرفون الفراش ها؟ الفراش اسم جنس يشمل جميع انواع الفراشات يوم اي القارعة سيكون في يوم سيكون ابتداؤه في يوم سيكون قرعه في يوم يكون الناس فيه كالفراش المبثوث هل يكون الناس فيه كالفراش المبثوث وزنا او كالفراش المبثوث وصفا وحالا ومآلها كافنا للتشبيه يوم يكون الناس هاه يعني مثل كالفراش المبثوث ومعلوم ان الفراشات لا تجتمع الا على الضوء والنار صحيح ولا لا قال شيخنا رحمه الله ووجه تشبيه الناس بالفراش المبثوث من اوجه كثيرة ذكر منهما وجهان الوجه الاول ان الفراشات في حال تكاثرها على الظوء والنار تكون كثيرة متقاربة كأنها متلاصقة هذا الوجه الاول والوجه الثاني انها ذليلة ظعيفة مضطربة فالناس كذلك يوم القيامة اذلاء ضعفاء مضطربون يموجون موج الفراش هذان الوجهان ذكرهما شيخنا رحمه الله قال بعض العلماء يوم يكون الناس كالفراش المبثوث اي لا قرار لهم على الارض فلا وزن لهم طبعا دخل بعض المعاصرين اليوم وقال لماذا لا يكون للناس وزن يصبحون كالفراش المبثوث قال بعضهم لفقدان الارض الجاذبية وقال بعضهم لان الشهبة تتساقط على الارض فتطير من عليها كانها لا اوزان لها على كل حال الخوظ في هذه الامور بغير ما ذكر هو احتمال قد لا يكون داخلا في العمومات يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وهناك وجه اخر للتشبيه وان لم يذكره شيخنا رحمه الله وهو تقرأون سورة القمر نجمع بين القمر وبين هنا ندرك ما وجه التشبيه اقتربت الساعة وانشق القمر ضربت الساعة وانشق القبر الى قال كانهم جراد منتشر مهطعين الى الداء يقول الكافرون هذا يوم العاشر جراد منتشر فراش مبثوث قال بعض العلماء ما هو الامر الجامع بين الجراد وبين الفراش الضعف؟ نعم صحيح فالتكاثر والاضطراب وخفة الوزن صحيح لكن هناك امر اخر اكتشفه الاطباء والعلماء اليوم وهو ان هذه الفراشات في الاصل يرقات فراشة قبل ما تتريش ايش هي يرق واليرقة ملفوفة بماذا بلفافة مثل لفافة الميت مثل كفن الميت فجأة متى ما شاء الله تخرج يرقات واذا هي فراشة وبمجرد طيرانها بمجرد طيرانها تتجه الى جهتين ما في ثلاثة يعني ما يصيرون ثلاث فرق فرقتين اي مكان فيه بيوض اليرقات بمجرد ما ان تخرج تنقسم الى قسمين قسم منها مباشرة تذهب الى الجنات والبساتين والورود والازهار وتأكل منها هنا وها هنا وقسم منها مباشرة تذهب الى الضوء وتلقي بنفسها في الضوء والنار فتحت لك هذا وجه تشبيه عجيب الناس اذا بعثوا من القبور حالهم مثل حال الليرقات اذا بعثوا ينقسمون الى قسمين قسم الى الجنة وقسم الى النار. نسأل الله لنا ولكم وهكذا الجراد الجراد تلقي بويظاتها في الارض في اماكن معينة وسبحان الخالق نحن في كل سنة لا نرى الجراد والجراد في كل ثلاث سنوات اربع سنوات يمكن ترى الجراد واحيانا سنتين ورا بعض ما هو السبب العلماء بحثوا العلماء المعاصرين المختصين بعلم النبات والحيوان والحشرات فوجدوا شيء عجيب هذه الجرادات تلقي بويظاتها في الارض في اماكن معينة هذه البويضات لا تتلقح ولا يعني تصبح وقال في حق الكافرين واما من خفت موازينه علمنا ان هذه الموازين موازين حقيقية كما جاءت في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهنا قال موازينه كائنات حية الا بنوع معين من المطر اذا نزل هذا النوع المعين من المطر تلقحت البويضات فخرجت فاذا خرجت ايضا تنقسم الى قسمين قسم منها تذهب الى الخضار وتأكل وقسم منها تهيم على وجهها حتى تهلك في المخازن سبحان الخالق جل وعلا يوم يكون الناس كالفراش المبثوث قال المبثوث المبثوث المنتشر الى جهة معينة ومنه قول العرب بثثت الاخبار يعني اذا الى جهة معينة بثثت الناس فالمبسوث المنتشر الى طرف خاص معلوم هنا لما قال مبسوس اي انها تنتشر يمنة ويسرى مع بعضها اما الى البساتين واما الى الضوء قال الله جل وعلا بعد ذلك بعد ان بين حال الناس كالفراش المبثوث هذا طبعا يوم القيامة لما تخرب الدنيا والحمد لله بفظل الله ومنته واحسانه انه جل وعلا لا يقيم الدنيا لا يقيم الدنيا وفيها مسلم لا يقيم امر القيام وفيها مسلم كما جاء في الحديث فتأتي ريح طيبة تخرج وتدخل اينما يكون المؤمن حتى تأخذ بنفسه كالزكام ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة الا على شرار الخلق والذين يتخذون القبور مساجد شرار الخلق تقوم عليه لان اهوالها عظيمة اهوالها شديدة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش هذه سورة عظيمة اخرى من صور القارعة التي تكون في يوم القيامة حتى انها من شدة وقعها وقرعها تؤثر على الجبال الصبة تغير حال الجبال الصلب تفتت هذه الجبال الراسخات وتكون الجبال كالعهن المنفوش. سبحان الله العظيم معلوم ان الزلازل في جميع مواقع الارض لا تؤثر على الجبال وان اثرت فتأثيرها على الجبال نسبة يسيرة بالنسبة لتأثيرها على الوديان والاراضي السهلية وغيرها وذلك لقوة الجبال لانها رواسخ لانها اوتاد للارض ومع ذلك يقول الله عز وجل وتكون الجبال كالعهن المنفوش سبحان الله العظيم يعني اذا اصبحت الجبال الصم الصلب الشديد التي ما كان يمكن لشيء ان تهزها ولا اي شيء يمكنه ان يهز الجبال اصبحت في ضعفها وعدم وزنها كالانسان الانسان صار كالفراش المبثوث والجبال اصبحت كالعهن المنفوش والكاف كاف التشبيه بمعنى مثل مثل العهن المنفوش والمقصود بالعهن هنا كما قال المفسرون رحمهم الله المقصود بالعهن الصوف طوفوا الغنم اذا قص الناس شعر بالغنم ثم نفشوا يصبح ادنى هواء يحرك هذا الصوف يصبح لا وزن له سبحان الله العظيم كيف سيكون هذا اليوم امر مهول وتكون الجبال كالعهن العهن هو الصوف والمنفوش هو المفتت الذي ابعد بعظه عن بعظ قال شيخنا رحمه الله ووجه تشبيه الجبال بالعهن اولا ان الصوف الوان والجبال الوان كما قال الله تعالى ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف الوانها وغرابيب سود وهذه هي الوان الصوف على ظهور الاغنام وذكر الله الوان الجبال في سورة فاطمة والوجه الثاني ان الله جل وعلا شبه الجبال بالعهن المنفوش لبيان ان هذه الاصواف كان لها وزن وبعد ان فشت او نفشت اصبح لا وزن لها كذلك الجبال لها اوزان ويوم القيامة يوم القارعة لا وزن لها ثم قال تعالى بعد ان ذكر الصفتين من صفات العظيمة التي تكون مصاحبة للقارعة يوم القيامة قال فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية الاية السادسة والسابعة فيه ابتداء ذكر تقسيم الناس والسادسة والسابعة بذكر حال المؤمنين والثامنة والتاسعة وما بعدها في ذكر حال الكافرين والفاجرين نعوذ بالله من احوالهم قال فاما من ثقلت موازينه قال شيخنا رحمه الله هذا فيه ذكر حال المؤمنين بطريقة تبشيرهم والفاء لاجل التعقيب والفاء لاجل التعقيب اي تعقيب على ما سبق ان الناس يكونون هكذا لكن من ثقلت موازينه يثقل وله وزن عند الله ولا يكون كالفراش المبثوث منتشرا لا يعرف هدفه خفيفا لا يعرف قيمته فهو في عيشة راضية جعلنا الله واياكم والدينا ومشايخنا وتلامذتنا من هؤلاء قال فاما من ثقلت موازينه هنا قد ثقلت هذا فيه دلالة على صحة معتقد اهل السنة والجماعة ان الموازين حقيقية لانها لو كانت لو كان المقصود بالميزان كما يقوله المعتزلة من اهل البدع ان الميزان المقصود به العدل ولا يوجد ميزان طيب ما الذي يثقل اذا لا يقال للعدل ثقل وانما يقال للعدل ظهر فلما قال فاما من ثقلت موازينه الموازين جمع للموزون جمع الموزون او جمع للميزان ما الفرق بين موازين جمع الموزون او الموازين جمع ميزان اذا قلنا الموازين جمع الموزون معناها ان الذي نوزنه اكثر من شيء وهو معتقد اهل السنة والجماعة ان الموزونات ثلاثة اشياء الاعمال توزن يجعل الله الاعمال على صورة اشكال صلاتك قيامك قراءتك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الصيام والقرآن يشفع يعني صومك وقراءتك يشفع لك ومما يؤكد ان الله جل وعلا يجعل هذه الاعمال موزونات توزن ما جاء في عدة احاديث لكتاب الله عز وجل والامر الثاني اللي من الموزونات الامر الثاني من الموزونات سجلات الاعمال ويدل له حديث البطاقة فيدل له حديث البطاقة ينادى برجل من هذه الامة له سجلات من السيئات قال بعض العلماء هذه في حق من تاب منها ثم مات فيقول الله له هل تنكر من هذه السيئات شيء فيقول لا يا ربي فيقول الله له هل لك من حسنة ترجوها فيقول لا يا رب يذهل من من المطلع ومن المهابة والخوف فيقول الله بلى ان لك عندنا حسنة فتؤتى ببطاقة له مكتوب فيها لا اله الا الله فتوضع هذه البطاقة في كفة والسجلات في كفة قال النبي صلى الله عليه وسلم فلا يثقل شيء مع اسم الله فدل على ان السجلات توزن حديث واضح وقال الله عز وجل عن الكافرين فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا يعني حتى لو وزنوا موزوناتهم خفيفة الشيء الثالث الذي يوزن هو العامل نفسه ومما يدل على هذا المعنى ومما يدل على هذا المعنى حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه انه رقى نخلة فرأى بعض الصحابة ساقيه النحيفتين وكان قصيرا رضي الله تعالى عنه فظحك بعظ الصحابة من دقة ساقيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتضحكون من ساقيه ان ساقه اثقل في الميزان من جبل احد اذا العامل يوزن وعمله يوزن وسجلاته ودفاتره ترسل ما الحكمة من ووزن هذه الامور كلها قال بعض العلماء صحايف الاعمال توزن لانها مسجل فيها اشياء فربما يقول الرجل ان هذه الصحائف فيها اشياء لا يقبلها فتأتي اعماله فتوزن وربما يقول الرجل ان في قلبي شيء لو وزن لرجح فيوزن هو ايضا اذا لا يبقى له عذر ابدا ولهذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان المتكبرين يحشرون يوم القيامة امثال الذر مثل النملة يدوسهم الناس باقدامهم كيف يكون لهم وزن؟ لا وزن لهم هذا على قول بان الموازين جمع موزون وهو قول صحيح موافق لعقيدة اهل السنة والجماعة فان قلنا ان الموازين جمع ميزان وهذا سائغ لغته الموزون جمعه موازين والميزان جمعه موازين في اللغة وهذا من بلاغة القرآن ان يأتي بكلمة تشمل الامرين لان المعنيين مرادان واضح؟ واضح لان المعنيين مرادان الموازين جمع ميزان لان اهل السنة يقولون الميزان ليس واحدا هناك عدة موازين يوزن الناس واعمالهم وصحائفهم فيها هذا هو معتقد اهل السنة والجماعة وقد نص على ذلك جمع من المفسرين منهم الحافظ ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره والامام ابو حاتم ابن ابي حاتم رحمه الله في تفسيره والامام ابن المنذر في تفسيره والامام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره قال فاما من ثقلت موازينه هنا يأتي سؤال هذا الرجل الذي ثقلت بطاقته هناك من المسلمين اخرين ايضا لماذا بطايقهم لا تثقل؟ الجواب ان ثقل هذه الكلمة لا اله الا الله وثقل الاعمال ليست مبنية على مجرد العمل بل هي مبنية على امرين على الاخلاص لله والاخلاص ليس شيئا واحدا اخلاص هذا ليس كاخلاص هذا واخلاص هذا ليس كاخلاص هذا فالناس متفاوتون في الاخلاص وبناء على ذلك الثقل والخفة في الاعمال تكون ظاهرة وجلية وايضا بناء على المتابعة بعض الناس يصلي من اول صلاته الى نهاية صلاته كلها على السنة بعض الناس يهتم ببعض السنن ويترك بعظ السنن فتخف بعض الناس ربما يبتدع في صلاته فتخف اكثر واكثر حتى يخشى عليه من الرد فهذا هو السبب في كون الناس اهل الاسلام يتفاوتون في الوزن قوله جل وعلا فهو في عيشة راضية فهو اي هذا الذي ثقل ميزانه الظمير راجع الى الهاء الضمير في موازينه. فاما من ثقلت موازينه موازينه فهو اي هذا الذي ثقل ميزانه من الناس مذكر فكان الموافق للخبر ان يأتي الخبر مذكرا تقول هو عالم طيب اذا قلت هو علامة تهذي ايش تاء المبالغة موتى التأنيث هم طالع ما يصير تقول هو علامة تقصد مؤنث لانه هو ما يشيل المؤنث. اذا التاء ليست يعني هذه التاء المبالغة تاء ايش هو عالم غير هو علامة فوق عالم يقال البيقاعي رحمه الله وانما جيء بالتاء لبيان ان هذه الحياة حياة لا مثيل لها للمبالغة وهو في عيشة سبحان الله اي ليست هذه العيشة كعيشة الدنيا لذلك لما ذكر الذين خفت موازينهم ما جاء بكلمة العيشة اصلا لان ما فيها عيشة اصلا فهو في عيشة راضية اهل مصر يسوون الخبز عيش صح ولا لا؟ ليش لان عيش الانسان بالخبز لا سيما في بلادهم بالكويت يسمونه الرز عيش لان عيش الناس هني على العيش فالعيش مأخوذ من التعايش هنا قال فهو في عيشة عيشة في حياة اصل العيش الحياة وهو في حياة وهو عن هذه الحياة راضية او هذه الحياة هي حياة راضية والتاء ايضا يعني ما قال فهو في عيش راض قال فهو في عيشة راضية راضية اسم فاعل المعنى فهو في عيشة ذات رضا وهو في عيشة ذات رضا وقال بعض المفسرين فهو في عيشة راضية فاعلة بمعنى مفعولة اي فهو في عيشة مرضية هنا يأتي السؤال اذا كان المقصود عيشة مرضية فلماذا قال راضية وهذا يؤكد ان المقصود انه هو في عيشه في الجنة لا يأتيه السخط ابدا لان راض اسم فاعل ملازم له اسم الفاعل ملازم للانسان ولنضرب الان مثال لو ان انسانا صلح لنا الباب الخشبي هل نسميه نجارا او لابد ان تكون النجارة وصفا لازما له لو ان انسانا تعطلت سيارتك في الطريق فوقف وصلح حالك هل تسميه ميكانيكي؟ ولا لابد ان تكون المكنة صناعة له تاني صح لا يقال لمن اصلح بابا انه نجار حتى يكون ناجرا فعلا فلما قال هنا فهو في عيشة راضية علمنا ان الرضا ملازمة له. ولذلك قال الله عز وجل في الحديث القدسي لاهل الجنة يا عبادي اني احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم ابدا. اسأل الله ان يجعلنا منهم هذا القسم الاول ثم ذكر الله القسم الثاني من الناس قال واما من خفت موازينه فامه هاوية هذا حال المنكرين وهذا تخويف لهم واما من خفت موازينه فامه الام في الاصل مرجع الشيء ومجمع الاصلي ما معنى فامه هاوية قال المفسرون فامه هاوي اي مجمع على مجمع رأسه يسقط في النار لا يؤخذ على على رجليه وانما يؤخذ مقلوبا على رأسه ويرمى في النار فامه هاوية. نسأل الله السلامة والعافية وقال بعض المفسرين فامه هاوية المقصود به ام دماغه الذي كان سببا في انقياده الفاسد يقاد به الى الهاوية ام دماغه تفكيره مزاجه قاده في الدنيا الى الفسق والفجور والغاوية فكان مناسبا ان يقوده الى الهاوية وهنا لما قال هاوي علمنا ان جهنم لا يصعد لها صعودا بل ينزل اهلها فيها نزولا بخلاف الجنة اهلها يصعدون فيها صعودا ولذلك قال العلماء يقال لمنازل الجنة درجات ولمنازل النار دركات نسأل الله السلامة والعافية قال فامه هاوية قال المفسرون الهاوية اسم لجهنم وقال بعضهم الهاوية اسم لطبقة معينة في النار والهاوية اسم فاعل مأخوذ من الهوي وهو السقوط وفيه اشارة الى انهم الى ان من خفت موازينه يلقى في النار القاء اذا هاوية اسم فاعل او هاوية مثل ما قلنا في راظية بمعنى اسم المفعول فامه هاوية فامه مهواة اي مسقط الى اسفل السافلين نسأل الله السلامة والعافية ثم قال وما ادراك ما هي قال شيخنا في تعظيم شأن هذه الهاوية وانها ليست كالاماكن الاخرى في النار الحامية فقال وما ادراك ما هي في الاصل وما ادراك ما هي بدون هاء لان ما استفهامية وهي ظمير التأنيث لان الهاوية مؤنثة وما ادراك ما هي هذه الهاوية لكن لماذا اتى بالهاء قال المفسرون رحمه الله رحمهم الله انما جاء بالهاء لاجل السكت جاء بالهاء لاجل السكت لان السورة قافيتها او اواخرها كلها بالهاء سكتا او بالتاء وصلا ولهذا في حال السقط في حال الوصل تحذف الهاء كيف تقرأ وما ادراك ما هي نار حامية. هذه قراءتنا قراءة حفص عن عاصف طيب هناك قراءة اخرى بحذف الهاء الاخيرة كيف يقرأونها وما ادراك ما هي نار حامية باسقاط الهاء وهو قول جمع من القراء قال وما ادراك ما هي ثم قال شيخنا رحمه الله هنا سؤال في قوله ما القارعة ما القارعة اتى بالاسم الصريح واستفهم عليه وهنا اتى بالظمير قال وما ادراك ما هي يعني لم يقل وما ادراك ما الهاوية لماذا قال شيخنا رحمه الله مبينا الفرق ان القارعة ربما يتصوره الانسان صوت قوي سماء تنشق اما النار فمهما تصوره الانسان فلا يستطيع ان يتخيله لهذا قال وما ادراك ما هي ولم يقل وما ادراك ما الهاوية لانه لا يمكن تصوره مهما تتصور من السفول فالنار اشد من ذلك وما ادراك ما هي نار حامية قال شيخنا رحمه الله نار مبتدأ خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي نار حامية وما ادراك ما هي هي نار حامية. لماذا حذف المبتدأ لانه مذكور في الاستفهام والقاعدة عند العرب ان المذكور في الاستفهام اعادته بغير معنى بياني خلاف الفصح قال نار حامية جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ان ناركم ان ناركم هذه التي تورونها جزء من سبعين جزءا من النار عياذا بالله جزء من سبعين جزءا من النار نار الدنيا حتى توصل الى ست مئة خمس مئة الف نار الدنيا نار البراكين الحامية هذه جزء من سبعين جزء من نار جهنم نسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم ممن ثقلت موازينهم وان يجعلنا من اهل العيشة الراضية ونعوذ بالله ان نكون ممن خفت موازينه نسألك اللهم يا مولانا بفضلك العظيم وجودك الكريم ان تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وان تستر علينا يا رب العالمين وان تجعلنا من السابقين الاولين كما نسأل الله تعالى في هذه الساعة المباركة ان يجعل امعاء اخواننا في حلب الى خير وان يحفظهم وان يعصم دماءهم واعراضهم وان يرد كيد عدوهم في نحرهم وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين