هلا غمجت لنا هلا لمجت لنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما كان لنبي ان يكون غماصا هذه صفة ما تليق قال ويل لكل همزة عذاب واد في جهنم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنسأل الله تبارك وتعالى ان يرزقنا العلم والفقه والفهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم كنا قد وقفنا في تفسيرنا على سورة الهمزة هذه السورة تسمى بالهمزة وليس لها الا اسم واحد وهي مكية باتفاق المفسرين رحمهم الله تعالى والمناسبة بين سورة الهمزة وسورة العصر قال شيخنا رحمه الله ظاهر من ثلاثة اوجه الوجه الاول ان الله تبارك وتعالى ذكر بسورة العصر اربع صفات للفائزين امنوا عملوا الصالحات تواصوا بالحق تواصوا بالصبر وفي سورة الهمزة ذكر صفات الخاسرين الاربع وهي اماز لماز جماع للمال معدد له يظن الخلود في الدنيا. هماز لماز جماع يحسب ان ماله اخرج والوجه الثاني قال رحمه الله ان الله تبارك وتعالى زجر الناس عن الخسران ورغبهم في الفلاح في سورة العصر وفي هذه السورة خوفهم ببيان نوع الخسران وانه حطم وما ادراك ما الحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على الافئدة والوجه الثالث ان في سورة العصر صفات التحلي وفي سورة الهمزة صفات التخلي فلا بد للانسان الذي يريد النجاة ان يتحلى بتلكم الصفات وان يتخلى عن هذه الصفة والذي يظهر لي والله اعلم ان ثم وجها رابعا وهو قوله جل وعلا والعصر ان الانسان لفي خسر قوله بعد ذلك الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر كأن سائلا سأل فان لم يفعل فان لم يفعل فان لم يتصل بهذه الصفات؟ الجواب ويل لكل هما جات اللمعجة لكن يرد على هذا الاشكال ان يقول ليس كل خاسر هماز لماز جماع يحسب الخلود في الدنيا؟ الجواب لا يشترط للخسارة الاتصاف بهذه الصفات الاربعة بل ان اتصاف بل ان الاتصاف ببعضها سبب لنوع من انواع الخسارات واما قضية هذه السورة فهي الزجر عن الصفات القبيحة وتخويف الناس عنها وجاء في هذه السورة ذكر اسم ربنا تبارك وتعالى مرة واحدة في اضافة النار حيث قال نار الله ولم يذكر من اسماء الله بهذه السورة الا هذا الاسم العظيم وفيه دلالة ما قال نار الرب قال نار الله وفيه دلالة عظيمة على ان اكثر الذين يستحقون النار مشكلتهم ومصيبتهم في توحيد الالوهية في توحيد العبادة انهم لا يألهون الله وحده وانما يعبدونه ويعبدون معه الية اخرى افتتح الله تبارك وتعالى هذه السورة بقوله جل وعلا ويل لكل همزة لمجة ومما اريد ان اذكره لكم ان اكثر سور القرآن اكثر سور القرآن غالب سور القرآن يمكن ان نقول تسعين في المئة من سور القرآن وافتتح بالجمل الخبرية وقليل منها مفتتح بالجمل الانشائية الحمد لله رب العالمين ذلك الكتاب الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة النساء يا ايها الناس اوفوا بالعقود الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب الف لام ميم را كتاب ايضا جملة اسمية ثم جاءت في سورة الانفال جملة فعلية يسألونك عن الانفال ثم رجع الكلام الى الجمل الاسمية مرة اخرى والعصر القارعة ويل لكل لكن بعض السور مفتتحة بالجمل الفعلية مثل يسألونك ومثل الهاكم والتكاثر ومثل رأيت واتى واقترب للناس ونحو ذلك لان المقصود الاعظم والاول والاهم والاساس العلم والجمل الخبرية هي المؤسسة للعلم والجمل الانشائية الطلبية هي طلب وهذا هو العمل ولو سألناكم اليوم وهذا مما يحزن القلب ومما يضيق الصدر انا لو سألنا اي انسان كم عدد ايات احكام القرآن عدد ايات الاحكام في القرآن ابو إبراهيم تعرف؟ قال بعض العلماء كالخطاب وغيره ان الايات المستقلة التي تتكلم عن الاحكام لا تتجاوز الخمس مئة اية ايهاب خمس مئة اية مستقلة تتحدث عن الاحكام ستة الاف وميتين واثنين وثلاثين اية في القرآن الكريم على عد الكوفيين خمس مئة اية تتحدث عن ايات التحكيم يعني نصف السدس خمسة اسداس ونصف اخبار باب علمي باب اعتقادي شفنا دنيا الناس اليوم اكثر دروس الناس اليوم في الاحكام وين دروس الناس في التوحيد القرآن خمسة اسداسه ونصف اخبار باب علمي باب اعتقادي باب توحيدي من هنا تدرك لماذا نوح عليه السلام جلس تسع مئة وخمسين سنة لا يقول لقوم الا كلمة واحدة. اعبدوا الله ما لكم من اهل الخير اساس القضية فالجمل الخبرية تفيد العلم تفيد اليقين والتقرر وهو الاساس ما لم يكن عند الانسان علم وايمان متقرر فكيف يأتي بالاحكام وسبب بعد الناس اليوم عن الاحكام بعدهم عن الاخبار العلمية بعدهم عن المسائل التقريرية الخبرية هنا قال ويل السورة وافتتح بجملة اسمية وقد مر معنا كثيرا تفسير ويل وروي عن السلف فيها ثلاثة معاني كلها صحيحة ويل هلاك ويل هلاك ويل بمعنى الدعاء اي جعلت الويل عليه جعلت الهلاك عليه او اجعل الهلاك عليه ويل واد في جهنم وهذه المعاني كلها متلازمة يقول ويل لكل همزة لمزة وهذه كلية مطلقة لا يستثنى منها احد ولهذا قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ما كان لنبي ان يكون همازا او قال ان يكون غمازا لما جاء ابن ابي الشرح جاء به عثمان ابن عفان وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قال اينما وجدتم فلان وفلان وفلان وابن خطل وابن ابي سرح ولو وجدتموه تحت ستار الكعبة فاقتلوه فهرب عبدالله بن ابي السرح وكان اخا لعثمان رضي الله عنه من الرضاعة الى عثمان فجاء به عثمان الى النبي صلى الله عليه وسلم يريد ان يبايعه فسكت النبي صلى الله عليه وسلم واطرق برأسه رجاء يقوم احد الصحابة ويضرب عنقه ما قام احد من الصحابة فقال عثمان رضي الله عنه بايعوا يا رسول الله فسكت النبي صلى الله عليه وسلم قال اجره يا رسول الله فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ففي الثالثة بايعه النبي صلى الله عليه وسلم واجاره فقام عثمان ومعه ابن ابي الشرق. فلما قام قال عليه الصلاة والسلام ما منعكم اذ رأيتموني سكت ان يقوم رجل منكم فيظرب عنقه قالوا يا رسول الله هلا اشرت الينا لكل وهذا كما قال شيخنا فيه دليل على العموم وكل من الفاظ العموم صريح ويل لكل همزة اللمزة الهمزة على وزن فعله واللمز على وزن فعله قال شيخنا رحمه الله وهذا الوزن يدل على ان هذا الوصف اصبح صفة دائمة له معنى هذا الكلام الذي يغمز مرة ويغمز مرة ما يدخل في تحقيق العموم من الذي يدخل تحت هذا العموم؟ من اصبح الهمز واللمز وصفا ملازما له وهذه فائدة معرفة الصرف الهمزة على وزن فعلاء فيه دلالة على ان المقصود بهاتين الصفتين اذا اصبحتا عادتين للانسان واما في التفريق بين الهمز واللمز فقد ذكر المفسرون رحمهم الله اقوالا كثيرة اشهرها ان الهماز هو الذي يتكلم من وراء الانسان ويذكر عيب الانسان من ورائه واذا حضر يمدحه وهذا هو الغيبة والبهتان واللماز هو الذي امام الرجل هو موجود بحضرته يذكر عيوب الانسان ويطعن فيه وليس في هذه العيوب ولا هذه الصفات وانما المقصود الطعن عليه اذا على هذا القول الهماز المفتري من ورائه اللماز الذي يفتري امامه يقول فلان فيه وفيه وليس فيه رجل ساكت ما يستطيع يتكلم وقال شيخنا رحمه الله وهذه الصفة كانت ملازمة للمشركين في حق المؤمنين فكانوا يهمزونهم من ورائهم ويقولون عليهم ويتقولون عليهم ويلمزون النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة امامهم وفي حضرتهم القول الثاني ان المقصود بالهمزة الذي يهمز اشارة واللمزة الذي يلمز عبارة اذا ما في تصريح يراه الرجل وانما يهمز من وراء وراء بحيث لا ينتبه له الرجل واللماز الذي يلمز الانسان بعبارات ربما لا يتنبه لها الا الاذكياء هذا القول الثاني وقيل الهماز باللسان وقيل الهماز باليد والرأس واللماز باللسان. وهذا قريب من القول الاول وعلى كل حال وهنا قال ويل لكل همزة لمزة كان لان في ذكر همزة لمزة كان في ذكرهما بدون الواو مشعر بان من كان همازا يكون لمازا ومن كان لمازا يكون هما وهذه فائدة من فوائد عدم العطف في القرآن فلما قال الله عز وجل عن نفسه انه تأمل لما قال الله عز وجل عن نفسه هو الاول والاخر والظاهر والباطن هناك بالواو لانه لو قال هو الاول الاخر لظن ظن التناقظ الاول والاخر ما يجتمعان لذلك اتى بالواو للتباين الاول من حيث الابتداء الزماني فليس يسبقه احد والاخر من حيث الانتهاء الزماني فلا يكون بعده احد وعلى هذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك في بعض الصفات التي تكون متلازمة تأتي معا جميع بصير عليم حكيم بقوة التلازم بين الصفتين اذا الهماز واللماز صفتان ذميمتان من صفات الاقوال والافعال من صفات ايش الاقوال والافعال وهذه الصفة الهمز واللمز من الصفات التي تكون موجودة في الانسان اكان هناك مقابل او لم يكن وهذه صفات يتأذى منها الخلق كثيرا ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويهدي من لسانه ويده ليش قدم اللسان على اليد قال بعض العلماء من وجهين الاول النادية اللسان اذية اللسان اجرح من اذية اليد اذية اللسان تجرح القلب اما اذية اليد تجرح البدن وجروح البدن سهل تطببها جروح القلب صعب تطببها الوجه الثاني ان اللسان شره مستطير يمكن واحد بلسانه يؤذي المسلمين من ادم عليه السلام الى اخر الخلق يسبهم ويشتمهم احقرهم يتكلم فيهم هو لا شافهم ولا راهم اما اذية اليد ما يمكن ان تكون الا لمن رآه او باشر ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وقال عليه الصلاة والسلام والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا قالوا من يا رسول الله قال من لا يأمن جاره بوائقه دف اذية فعلية ربما بعض الناس لا ينتبهوا لها يخرج زبالة بيته ويضعها عند باب شقة جاره فيتأذى منها وهو لا يشعر هذا امر خطير قال ويل لكل همزة لمزة اذا هاتان صفتان واثارهم على الناس شديدة ثم قال جل وعلا الذي جمع مالا وعدده اذا ليس الويل لكل هماز لماس وانما الويل للهماز اللماز الذي اذا لا بد ان يكون هذا الوصف ايضا موجود طيب ان كان همازا لمازا والذي اسم الموصول وما بعده من الصلة في محل جر صفة لهمزة او صفة للكل لكن اذا فرضنا ان هذه الصفة غير موجودة فان الويل يكون موجودا لكنه ليس على اطلاق ومن هنا نعرف صحة عقيدة اهل السنة والجماعة ان اهل النار يتفاوتون في العذاب فليس اهل النفاق كاهل الكفر والشرك وليس اهل الكفر المعاندون الائمة ائمة الكفر كعامة الكافرين. وان كان الكل في النار وليس الموحدون الذين يدخلون النار كالمشركين البتة قال ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده. قال شيخنا رحمه الله هذه هي صفة الثالثة قال وهي علة لما قبلها لماذا يهمج ويلمج لاجل جمع المال وتعداده يبخس حق فلان لكي يأتي منصبه فوقه ها ويهمز فلانا لكي لا يشتري الناس منه ويشتروا منه فاكثر سبب الهمز واللمز انما هو التنافس على امرين على المناصب وعلى الاموال الذي جمع مالا قال شيخنا الصلة يعني اسم الموصول وما بعده من الصفة علة لما قبلها لماذا يهمز ويلمز لعلة انه يريد جمع المال وتعداده الذي جمع مالا قال شيخنا مالا نكرة وفيه اشارة بتنكيره الى حقارته قال وفي تنكيره اشارة الى حقارته جمع مالا محتقر المال محتقر لو كان كنوز قارون فهو محتار فان اموال الدنيا كلها محتقرة عند الله لا تساوي جناح بعوضة. بل الدنيا وما فيها لولا اهل الايمان والتقى والصلاح ما تساوي عند الله جناح بعوضة قال شيخنا رحمه الله وفي قوله جمع ما لم تضمن معنى البخل يعني مو بس يجمع وبس يجمع ولا يخرج اذا هو يجمع حال كونه بخيلا به جمع مالا وعدده وهذا فيه دلالة انه انما ينظر الى المال في عده فيبخل على نفسه وعلى عياله وعلى الفقراء والمحتاجين من باب اولى جمع مالا وعدده لا ينفق منه في سبيل الله عز وجل قال وعدده هذه مأخوذة من كلمة العدد عد الشيء يعده وعده وعدده وعدده العدد يعني واحد اثنين ثلاثة العد عد المال اي حسب وعدده مبالغة في الحساب كانه يحاسب على الفلس والفلس يعني يحاسب حتى على مئة فلس يفكر مع نفسه يقول ليش اشتري بطل ماي صحة اذا اشتريت بطل ماي صحة كل يوم اشرب ثلاث بطاقات ماي صحة هاي ثلاث مئة فلس يوميا ثلاث مئة فلس في ثلاثين يوم يصير عندي ثلاث دنانير تسع دنانير لا ليش اصرف؟ خلني اشرب ماي من الحنفية هذا معنى وعدد يعني يعد حساب كل شيء كأن المال ليس الا للعد وغاب عن ذهنه ان المال وسيلة في انسان عاقل اه في انسان عاقل يتعب نفسه لاجل الوسائل والله ما نرى انسان عاقل يتعب نفسه لاجل الوسخ. الوسائل ليست مقصودة لذاتها. بل هي مراد لغاياتها ما الفائدة من المال اذا لم يكن المراد منه الكرم على النفس على الاولاد على الاهل على الاقارب على الاصحاب على الجيران. ما الفائدة من هذا قال جمع ما لو وعده سبحان الله قال شيخنا رحمه الله وعدده اي على وجه المحبة لا يعده فقط مجرد عد وانما يعده عد المحب لما يريد زيادة حبيبه او زيادة الحب فيه او انه يعده عبدا يفكر كيف لا ينقص منه شيء او يعده عدا يعده لمصايب الدهر وحوادث الايام وليس عنده توكل على الباري هذا موجود ولهذا جاء في بعض الاحاديث ان عمر او غيره من الصحابة قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله لو امسكت شيئا من المال فتغير وجه النبي صلى الله عليه وسلم وكان ينفق لا يبقي لا لنفسه شيئا فقال بلال يا رسول الله انفق ولا تخشى من ذي العرش اقلالا فسر النبي صلى الله عليه وسلم فكان عليه الصلاة والسلام ينفق نفقة من لا يخشى الفقر بل ربما يوزع المال الكثير ويأتي الى اهله لا يجد شيء من شدة توكله على ربه كما جاء في الحديث ان الصحابة رضوان الله عليهم اصابهم الشدة مجاعة فجاءتهم اموال اهل البحرين زكواتهم صدقاتهم من الليل فسمع الصحابة بذلك فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم فهموا كأن النبي صلى الله عليه وسلم يريد ان يدخل الى داره فاشاروا الى النبي صلى الله عليه وسلم ليوزع الماء فقال ايها الناس لا ابخل عنكم شيئا ان يكن عندي فسينفق يقول الراوي فقام وان المال في وسط المسجد فوزعه حتى لم يبقى منه شيء ثم جاء الى اهله فقال هل عندكم من شيء نتغدى به قالوا لا يا رسول الله. فقال اني صائم تأملوا الحبيب صلى الله عليه وسلم كيف يتعامل مع لعاة الدنيا اذا عدده يعده لحوادث الدهر يقول لك القرش الابيظ لليوم الاسود صح؟ صح ايه انا كنت كذلك اقول هذا الكلام لوالدي رحمه الله وكنت نوعا ما حريص والدي رحمه الله زاهد في الدنيا لا يعرف شي اسمه مال وكان المسؤولية علي انا ابني الاكبر فكنت حريص على هذا المال جاء صدام الكويت وفي جيبي عشرين دينار فلما اصبحنا قال الوالد انت مو كنت تقول القرش الابيظ لليوم الاسود قلت نعم قال الان فلوسك في البنك ايش تنفعك اذا ما كان الانسان التوكل على الله عز وجل ايش ينفعك المال قد يكون المال في جيبك لا تستطيع ان تتصرف فيه بل ربما تكون الاموال في يدك لا تنتفع بها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ليأتين على الناس زمان رأس البقرة عندهم خير من الف دينار. او كما قال صلى الله عليه وسلم الف دينار ذهب عشان راس بقرة لان الاموال ما تنفع اذا لم تكن هناك المنفوعات المنتفعات موجودة ايش فائدة المال؟ في احد ياكل المال؟ في احد يلبس المال ما الوسيلة لهذه الامور قال جمع مالا وعدده قال شيخنا رحمه الله وانما يعدد المال لاجل المصائب القدرية ولا يعد يعدد المال لاجل ان اه ينفقه في سبيل الله وهو يريد ان يدفع غضب الله بالمال وغاب عن ذهن المسكين ان غضب الله لا يرد الا بالصدقة عكس هو هو يريد ان يرد غضب الله بالمال يقول ايه القرش الابيظ لليوم الاسود. لا النبي صلى الله عليه وسلم ما قال هكذا. النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح قال استدفعوا غضب الله بالصدقة غضب الله انما يستدفع بالصدقة الصدقة تطفئ تأمل الحديث. الصدقة تطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النوم عكسه تماما قال جمع مالا وعدده يحسب ان ما له اخلد قال شيخنا رحمه الله وهذه هي الصفة الرابعة من صفات من لهم الويل ونتأمل الهمز واللم صفتان الهمز صفة قولية واللام صفة بدنية الذي جمع مالا هذه صفة حالية يسميها العلماء صفة حالية لانها لا تكون الا مع الاحوال المحيطة يحسب ان ما له اخلد صفة قلبية. فجمع بين الشرور كلها لسانه همز يده لمز. حاله مع الناس جماع همام قلبه يحسب ان ما له اخر. ما في قيامة جمع الشرور كلها نسأل الله السلامة والعافية يحسب طبعا في قراءة يحسبه يحسب ان ما له اخلد قال من حبه للمال يظن ان هذا المال والانشغال به سبب لصحته وكماله وهيمنته سبحان الله العظيم الناس اليوم هذا حال الناس يدرس الابتدائية واحنا ندرس اولادنا. المتوسط الثانوية ليش عشان تشتغل احنا نربي عيالنا على حب الدنيا على فكرته طيب اثنعشر سنة درس اشتغل اشتغل ليش عشان تتزوج جيب المال طيب جاب المال زود اشتغل ليش؟ عشان الاولاد طيب جابوا الاولاد اشتغل ليش؟ عشان تنفق على نفسك لصحتك لمرضك لمراجعة الطبيب طول عمرك وانت جعلت المال لخدمة الدنيا هذا اكبر غلط لابد فيه من الاحتساب والرجل ينفق على اهله يحتسبها فهي له صدقة هذه النفقة لك صدقة احتسب اترك هذا الامر النظر المجرد للدنيا يحسب ان ماله اخلده. قال شيخنا رحمه الله وفيه توجيه اخر وهو انه يظن من شدة نعم الله علي انه مخلد كصاحب الجنة المذكورة في سورة الكهف ودخل جنته وهو ظالم لنفسه. قال ما اظن ان تبيد هذه ابدا يلتهي بالقصور المشيدة بالاموال الفاخرة بالمراكب الرافهة بغير ذلك من الامور ينسى الاخرة او يتناساها ينسى الاخرة او يتناسى. والله دخلت الغفلة الى القلوب الى درجة ما ادري كيف اتصورها رأيت في المقبرة اناس اناس في ايديهم السيجار رأيت في المقبرة اناس الهواتف في اذانهم يضحكون الى هذه الحالة وصلنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول زوروا المقابر اني نهيتكم عن زيارة المقابر فزوروها فانها تذكركم الاخرة. الان الناس يزورون المقبرة من شدة رفاهية احوالهم بالمراكب والوسائل والملابس حتى المقابر صار فيها مكيفات ما يتذكرون الاخرة مجرد مات فلان يبكي لحظ نفسه انه حبيبه راح او مجاملة عشان فلان روح يعزي ما صار فيه شي اسمه التذكر وهذا امر خطير امر خطير نسأل الله جل وعلا ان يصلح قلوبنا واعمالنا قال شيخنا رحمه الله تعالى ظن المسيكين ان ما له يخلده والعكس هو الصواب. الايمان سبب للخلود في الجنان الايمان والعمل الصالح المذكور في السورة اللي قبلها سبب للخلود والسعادة والجنان في الاخرة بعكس ظني هو تماما يقول شيخنا رحمه الله قال النسفي في تفسيره المدارك والشربيني في تفسيره سراج المنير ان هذا التوجيه وهو انه يظن النمل ما له وحسن حاله سبب لخلوده ان هذا اوجه ان هذا اوجه يظهر في نظر القاصر والله اعلم ان لا انه لا تعارض بين القولين فهو يحسب ان ما له اخلده يظن ان ما دام ان الله منعم عليه وهو في الاخرة سيكون مخلدا منعما عليه او يظن من شدة غفلته في الدنيا ان الدنيا ليست فانية وانه مخلد في النار فيأتيه الموت فجأة ولا يدري كلا التفسيرين متقاربان ثم قال جل وعلا في الاية الرابعة والخامسة كلا لينبذن في الحطمة وما ادراك ما الحطمة وقلنا في كلمة كلا ليس الامر كما يظن. ليس الامر كما يحسب. بل الامر ما يأتي ما هو الذي يأتي؟ ليمبذن في الحطماء كلا لا ينفعه همزه لمزه جمعه عده حسبانه الخلود بالمال لينبذن في الحطمة و قال شيخنا كلا ردع عن ظنونه المغلوطة لينبذن في الحطمة قال النبذ يستعمل بمعنى الطرح ويستعمل بمعنى الالقاء الطرح يكون من علو الى السفر ويكون بمعنى الالقاء والحذف فهنا قال لينبذن في الحطمة قال شيخنا رحمه الله يحتمل الامرين معا فهو يلقى في النار وهذا طرح ولكن الالقاء ليس القاء عاديا بل القاء مع مع الطرح يعني يكون من علو الى السفن من ارض المحشر الى هاوية جهنم مع قوة دفع ينبذ في الحطمة عياذا بالله نعم يعني لا حال حال فعلي انه الملائكة تسوق الى النار شوقا هو يرى النار يريد ان يمتنع. لا يستطيع فالملائكة تسوقه سوقا ثم كما قال بعض المفسرين من التابعين تغل يداه الى عنقه ثم يلقى في النار القاء رميا يعني هكذا تأخذ الملائكة وتطرحه ثم تهوي به الى مكان سحيق حيث محله عياذا بالله. نسأل الله ان يعيذنا واياكم من ذرياته الى ومشايخنا ووالدينا تلامذتنا قال ينبذن في الحطمة تأمل هذا الاسم الغريب الحطمة. قال شيخنا وهذه صيغة مبالغة من الحق صيغة مبالغة من الحق اذا التاء هنا دلالة على المبالغة هذا مثل قولنا علامة تاء متأتني قال شنو والصيغة صيغة حطمه هذي صيغة مبادة من الحقم وهو الكسر والفصم الكسر والفصل وهذا فيه دلالة انه من شدة النبذ تتكسر عظامه ويتحطم او او هذا المعنى صحيح اذا يكون في الحطمة الجار مجور متعلقة بالنبل وهذا تفسير صحيح التفسير الثاني ان الجار والمجرور متعلق بما بعده وهو نار الله الحطب وهذا كلام صحيح. اذا هو يحطم من جهتين من جهة قوة النبذ هو يحطم ويتكسر ويتفصم ومن جهة ان النار من قوة لهبها تكسره وتفصله وهذان تفسيران كلاهما صحيحان قال شيخنا رحمه الله والحطمة اسم من اسماء جهنم وهو طبقة من طبقاتها نسأل الله جل وعلا ان يعيذنا واياكم من غضب الله قال شيخنا رحمه الله والمناسبة في كون الهماج اللماز يلقى في الحطمة رحم الله شيخه ما ادق فهم لله ذره. اسأل الله ان يسكنه الفردوس الاعلى شيخنا فسر القرآن اكثر من خمسين مرة يقول رحمه الله والمناسبة في كون الهماز اللماز يلقى في الحطمة لانه كان لا يراعي شعور الانبياء والمرسلين والمؤمنين والصالحين ويحطم عزتهم فناسب ان يحطم الله عظامه سبحان الله فهم عجيب قال جل وعلا ينبذن في الحطمة ولما كانت الحطمة صيغة مبالغة عن شيء لم نره بعد قال وما ادراك ما الحكمة خبر ثم ليعظم هذا الخبر قال وما ادراك الحكم وقد مر معنا قول ابن عباس في صحيح البخاري حفظت القول ابن عباس ايها كل ما قال فيه ربنا وما ادراك فقد اعلمه واخبره وكل ما قال فيه ربنا وما يدريك فلم يخطئ اذا وما ادراك ما الحطمة سيخبره؟ ما الحطم؟ ما ادراك ما الحطم؟ سيخبرك ربك جل وعلا وهذا لشحذ الهمم لمعرفة هذه النار قال شيخنا وهذا الاستفهام استفهام تعظيم لشأن هذه الحطمة حتى يتنبه الناس لها قال نار الله الموقدة الحطمة نار الله الموقدة طيب لماذا حذف المبتدأ حذف المبتدأ لان الاستفهام قد تضمنه والقاعدة العربية ان الاستفهام ان الجواب جواب السؤال جواب السؤال اذا كان المبتدأ متضمنا في الاستفهام او في آآ السؤال فلا ينبغي تكراره لانه يعتبر من العجز في الكلام قال وما ادراك ما الحطمة؟ نار الله الموقدة. اي الحطمة نار الله الموقد قال شيخنا رحمه الله في قوله آآ نار الله تفسير لمعنى الحطمة وهذه الاظافة هي اضافة تعظيم لشأن هذه الدرجة او الدركة من دركات النار النار كلها من مخلوقات الله عز وجل مثل النوق كلها من مخلوقات الله عز وجل العباد كلهم مخلوقون لله تبارك وتعالى فاذا قال الله ناقة الله اذا هذا لها شرف مجية اذا قال الله عبد الله اذا هذا له شرف خاص بيت الله له شرف خاص. فلما قال نار الله علمنا ان هذه الاضافة اضافة تشريف وتعظيم نار الله الموقدة. سبحان الله العظيم قال اه رحمه الله الموقدة اي التي افتقدت واشتعلت ولم يطفأ نارها ولا يطفأ نارها لم يطفأ في الماضي ولا يطفأ في المبارك من يوم ان خلق الله النار تأمل هذا الامر العظيم قد يقول بعض الكفار هذا لو قال بعض الكفار ما عندنا اشكال لانه كافر. المشكلة ان هذا اورده بعض المسلمين من اهل الاعتزال قالوا كيف تكون هذه النار مخلوقة وموقدة ها وليس فيها احد الان لانهم ينكرون وجود الارواح او تعلق الارواح بها ينكرون هذا كيف يكونون كذلك هذه النار تأكل بعضها بعضا تنتهي بحال الخالق جل وعلا. خلق لك هذه الشمس من الاف السنين وهي تتقد ها وما انتهى وهي من مخلوقات الدنيا فكيف تريد النار تفنى كساد عقل سوء فهم قال نار الله الموقدة جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ناركم هذه جزء من سبعين نار من سبعين جزء من نار الاخرة سبحان الله العظيم وجاء ايضا في بعض الاحاديث وان كان في سندها مقال ان ان النار هذه اوقدت الف سنة حتى احمرت والف سنة حتى ازرقت والف سنة حتى اسودت فهي سواد في سواد نسأل الله السلامة والعافية نار الله الموقدة قال جل وعلا التي تطلع على الافئدة يعني ان هذه النار من قوتها وعظمتها وشدتها تتعدى البدن بالاحتراق حتى تصل الى القلب فتحترق نار الله الموقدة التي تطلع على الافئدة وهنا يرد السؤال كيف هذه النار تصل وتحرق البدن الى القلب ولا يموت هذا الانسان لان الله كتب لهم الا يموت ونحن نرى في الدنيا بعض الناس من شدة الامهم يتمنون الموت. ومن حوله من الاطباء يتمنون له الموت ليتخلص من العذاب الذي هو فيه لكن الله لم يشأ ولا يموت وهذا اذا الله عز وجل لم يشأ شيء ما يمكن والناس الكفار المشركون مخلدون في النار قال تطلع على الافئدة قال شيخنا رحمه الله ومناسبة ذكر هذه النار وكونها تصل الى الفؤاد. الاف اذا جمع فؤاد وهو القلب قال المناسبة لانها كانت تحسب ان مالها اخلد فناسب ان يحرق بالنار حتى يصل العذاب الى فؤاده. وفساد قلبه حتى يجازى كل محل بقدر جنايتهم فيذهب حب المال الذي كان في قلبه قال انها عليهم مؤصدة سبحان الله العظيم انها اي يقينا ان بمعنى يقينا احسن ما يفسر انها يقينا هذه النار او هذه الحقمة عليهم اي على الموصوفين المذكورين الهماجين اللمازين الجماعين الذين يحسبون ان اموالهم تخلدهم عليهم موصدة اي مغلقة ووصد الباب بمعنى اغلق مؤصدة لكن لا يقال باب موصد الا اذا كان الغلق شديدا الا اذا كان الغلق شديدا قال انها عليهم مؤصدة باثبات الهمزة او موصدة في قراءة بحذف الهمزة قال جل وعلا في عمد ممددة فهذه الحطمة مغلقة عليهم بحيث ليس لهم فتحة يطلعون او يتنسمون منها الى نوع اخر من انواع النيران التي ربما تكون اخف. او الى غير النيران قال في عمد قال شيخنا العمد اسم جمع للعماد عماد وعمد وعماد وعمد يجمع على هذا وهذا قال في عمد اي في اعمدة فالعمد جمع عماد تجمع على اعمدة وعلى عمد في عمد اه يطلق كلمة العماد على ما يكون اه من على وجه ظاهر الارض او شيء منه في باطن الارض وشيء منه في ظاهر الارض وهذا الكلام سبحان الله ربما كان يستغربه الناس القدماء كيف يكون النار في العمد الان البشر وصل الى مرتبة انهم يستطيعون ان يجعلوا النار في عمد كله عبارة عن عمود كهربائي. لو ان الانسان ربط في وصل الاحتراق الى قلبه مع ان هذه النار لا تساوي شيء عند نار الاخرة الله قادر على كل شيء جل وعلا لكن ما يجوز للانسان ينكر شيء لانه لا يدركه الان نحن ادركنا هذا الشيء ورأينا مثالا له في الدنيا سلفنا ما رأوا له مثالا في الدنيا قال في عمد ممددة نسأل الله السلامة والعافية قال بعض المفسرين في عمد الجار المجور متعلق مؤصدة اي ان هذه النار التي هي الحطمة الموقدة مغلقة بالاعمدة الممددة بحيث لا يمكن فتحه وقال بعض المفسرين وهذا القول ضعيف آآ ظعفه شيخنا رحمه الله في عمد الجار والمجور متعلق بنار الله اي نار الله في عمله لكن هذا القول ما قاله المفسرون القدامى لذلك نقول عنه انه ضعيف قال في عمد ممددة يعني هذه الابواب مغلقة مؤصدة بالاعمدة. قال رحمه الله انتهى الى هنا سير سورة الهمزة بفضل الله عز وجل نسأل الله ان يصلح السنتنا وقلوبنا واعمالنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين