ما من انسان لو محتاج الى الملك ملك الله وتصرفه فيه ما من انسان لو محتاج الى تأله ثما الناس اما موسوس واما موسوس فهذا وجه ذكر الناس خمس مرات الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو الدرس الاخير في تفسير سورة الناس من جزء عم هذه السورة تسمى بسورة الناس وتسمى ايضا بالمعوذتان مع سورة الفلق وتسمى ايضا بالمقشقشتان مع سورة الفلق والعمة تسميها قل اعوذ برب الناس والمناسبة بين هذه السورة والتي قبلها من ثلاثة اوجه الوجه الاول ان في سورة الفلق الاستعاذة من آآ الشرور الخارجية الاستعاذة من الشرور الخارجية السحر والحسد واما في سورة الناس ففيها الاستعاذة من الشرور الداخلية الوسواس الوجه الثاني ان في سورة الفلق ذكر السحر والحسد وفي سورة الناس ذكر الوسواس لان منشأ ومن اسباب تسلط الشياطين والحساد على الانسان الوسواس نفسه ولولا هذا الباب لما تمكن ساحر ولا ولمات مكن حاسد في اغلب الاوقات على الانسان الا ان يشاء الله الوجه الثاني ان الله تبارك وتعالى ذكر في سورة الفلق ذكرى الفلق وهو عام لكل مخلوق فلقه الله واوجده وفي هذه السورة التركيز على اشرف المخلوقات وهم الناس. ولذلك جاء ذكرهم في كثير في كل اية من هذه الايات في هذه السورة في الاية الاولى والثانية والثالثة وجاء ايضا ذكر الناس في صدور الناس وفي الاية الاخيرة. يعني ذكرت ذكر كلمة الناس ذكرت خمس مرات دعوة هذه السورة او قبل هذا الربط بين هذه السورة والتي قبلها عموما ختم الله عز وجل القرآن بسورة الناس اولا من حيث الاسم ذلك لان المقصود الاعظم من انزال القرآن هم الناس واما من حيث خصوص المعنى فان المقصود الاعظم من انزال القرآن تربية الناس على الاعتقاد ربوبية آآ الالوهية وبالاسماء والصفات وهذه كلها متظمنة في سورة الناس. فافتتح الله القرآن بالربوبية والالوهية والاسماء والصفات. واختتم الله القرآن بالربوبية والالوهية والاسماء والصفات الوجه الاخر ان الله تبارك وتعالى افتتح القرآن بالتوحيد ومبدأ تسلط شياطين الانس والجن على الانسان انما هو الوسواس. ولذلك ختم القرآن ايه؟ لان المؤمن اذا اغلق هذا الباب فان الشياطين شياطين الانس والجن لا يستطيعون ان يترصدوا له سواء كان وسواسهم بالشبهات او بالشهوات او بالتخيلات فالوساوس ثلاثة انواع وساوس من قبل الشبهات وساوس من قبل الشهوات وساوسوا من قبل التخييل التخيلات قضية هذه السورة الامر بالتعوذ من شر الوسواس. الامر بالتعوذ من شر الوسواس يقول جل وعلا قل اعوذ برب الناس وقد مر الكلام عن على كلمة قل واعوذ وهنا قال برب الناس ومر معنا ذكر الرب وان المقصود به الخالق المالك المتصرف الرزاق هذه معاني الربوبية فما من موجود الا ولله ولله عز وجل عليه هذه الامور الاربعة ايجاده من عدم ثم بعد ذلك التصرف فيه ورزقه وكذلك كونه في ملك الله سبحانه وتعالى وفي قوله قل اعوذ برب الناس احسن ما قيل في كلمة الناس انهم آآ الانسان وقيل الناس يدخل فيه بنو ادم والجن. لان اه بني ادم لان بني ادم والجن يأنس بعضهم الى بعض فسموا ناسا. لكن هذا يعني فيه نوع تعسف آآ والصواب ان الناس من الانس انما المعني به الانسان والجن مخاطبون ينقلون تحت هذا الخطاب بطريق التبعية لا بطريق الاصالة التفسيرية قال قل اعوذ برب الناس. اذا المقصود بكلمة الناس الاستعاذة على وجه الخصوص الاستعاذة على وجه الخصوص بالرب الذي ربى الناس وتربية الله للانسان تربية الله للانسان على سورة الانفراد دون تربيته للمخلوقات الاخرى فيها من العظمة وفيها من العلم حكمة والقدرة ما يعجز عنه الانسان تصورا وادراكا كيف خلق هذا الانسان الظعيف في الصورة والخلقة واصبح له التصرف التام في في ملكوت الارض كيف جعل الله هذا الانسان المخلوق الظعيف متفكرا يعني يمكن يكون الانسان سهل عليه ان يصنع الة لكن ان يجعل الالة تفكر وتعمل هذا من شأن الله تبارك وتعالى هذا شيء عظيم ايها الاخوة قل اعوذ برب الناس وكما ذكرت فان المقصود من انزال القرآن هم الناس لذلك كان تخصيصهم بالذكر على وجه التكرار مرادا قال قل اعوذ برب الناس ثم قال ملك الناس وهنا يأتي السؤال ما المناسبة بين الاستعاذة برب الناس وبين الوسواس لان اكثر لان اكثر مبادئ الوساوس انما هو من قبل الناس فهذا يقول ما رأيت فلان ما سمعت فلان ما يتراوى لك كذا وكذا ولا يزال يكررون هذا الكلام من حيث اه الرؤى العلمية والشبه او من حيث اه الرؤية العيانية في الشهوات او من حيث الاقاويل في التخيلات فهذا الوجه في التخصيص ايضا قل اعوذ برب الناس ثم قال ملك الناس. ومر معنا تفسير الملك والمالك في سورة الفاتحة وهنا قرأت قرأتان ملك الناس ومالك الناس المالك بمعنى الحاكم وزنا ومعنى. مالك كحاكم وزنا ومعنى تؤمل ملك الملك الملك آآ عفوا المالك آآ من الملك والملك من الحكم المالك من الملك والملك من الحكم فملك الناس اي حاكمهم اذا لا يكون مالك كحاكم ملك الناس يعني حاكمهم ومالك الناس اي الذي يملكهم فالله عز وجل مالك الملك وغيره وغيره اما ان يكون مالكا ولا يكون ملكا واما ان يكون ملكا ولا يكون مالكا اذا الجمع بين المالك والملك هذا خاص بالله تبارك وتعالى. قال ملك الناس يقول شيخنا رحمه الله وفي ذكر الملك ها هنا دلالة على ان الانتظام وان الحكم وان الرعاية الطاعة في الملكوت هو بيد الله عز وجل فمن فمن تنبه لهذا في تعوذه فانه ينتظم له التوحيد في الطاعة وينتظم له التوحيد في آآ الربوبية والله جل وعلا من اسمائه الملك كما تعلمون وليس جاء هذا في القرآن كما في عدة ايات الملك القدوس وغيرها وآآ فكذلك من اسماء الله عز وجل المالك لانه جاءت قراءة بهذه الصيغة قال اله الناس الاله بمعنى المألوف اله اله بمعنى المألوه الا يؤله آآ كان له هن والهية والنسبة اله. اله هو من الله كما قاله جمع من المفسرين وكلمة الاله اسم من اسماء الله عز وجل الاله اسم من اسماء الله عز وجل واله بمعنى مألوه يعني معبود الناس اله الناس المعبود ومعنى الهيأله؟ اي عبد يعبد ومنه قول العرب لله در الغانيات المدله سبحن واسترجعن من تأله فالتأله معناه التعبد وقد جاء في القرآن وقال الملأ من قوم فرعون اعتذروا موسى وقومه في سورة الاعراف وقال الملأ من قوم فرعون اعتذروا موسى وقومه ليفسدوا في الارض ويذرك والهتك اي عبادتك. او يذرك والهتك اي معبوداتك اذا هذه السورة انتظمت فيها انتظمت فيها اقسام التوحيد كلها فرب الناس دليل على توحيد الربوبية ملك الناس اشارة الى توحيد الاسماء والصفات واله الناس توحيد الالهية من شر الوسواس الخناس هذا هو المستعاذ منه. هذا هو المستعاذ منه وهذا ايها الاخوة يجعلنا ندرك ان الوسواس شره عظيم ولذلك خصه الله وذكره في اخر ما ذكره من الاوامر التي ينبغي لنا ان نمتثل فنستعيذ بالله منه وتأمل معي كيف قدم بين يدي المستعاذ منه قال رحمه الله والجواب ان الصدر محل للقلب والوسوسة يكون في المحل لا في عين الحال وهو القلب لان القلب فيه شيء من الايمان فلا يستطيع الوصول اليه ابارسة الجن والانس من اول وهلة صفات المستعاذ وهو الله رب الناس ملك الناس اله الناس فدل على ان شر الوسواس خطير ولهذا ايها الاخوة الموسوسون مبتلون بانواع من الابتلاءات والذين يصابون بالالحاد من اسباب الحادهم ومبتدأ الحادهم ابتلاؤهم بوساوس من الشبهات يلقيها بعض الناس كذلك كثير من اهل المعاصي والفسق والفجور سبب شرورهم ابتداء الوساوس من اهل الشهوات عليهم قال اله الناس من شر الوسواس الخناس قال رحمه الله تعالى في قوله من شر الوسواس الخناس فيه ذكر المستعاذ منه والوسواس المقصود به الصيغة الوصفية وليس المصدر فالوسواس وصف للذي يوسوس وسوسة يوسوس وسواسا ووسواسا فالوسواس المصدر والوسواس الوصف من شر الوسواس اي من شر الذي يوسوس فصار المعنى الوصفية موجود والمقصود بالوسواس هو الذي يسر بالشيء اليك يسر بالشيء اليك. يوصل الشيء اليك بطريقة خفية فيوصل لك الشبهة بطريقة ماكرة والشهوة بهمسة في الاذن والتخيل بكلمة عابرة ولذلك سمي هذا وسواسا والوسوسة على صيغة المصدر وتكرار الواو لانه لفيف وسوس واوين وسنين قال بعض اهل اللغة فيه دلالة على ان هذا الفعل لا يسمى من مرة واحدة حتى يكون معه تكرار اذا الوسوسة في نفسها لا تكون في الامر الذي خفي لك من مرة واحدة حتى يتكرر فيسمى اوسواس مرة بعد مرة قوله جل وعلا من شر الوسواس قال شيخنا رحمه الله شر الوسواس عام فيدخل فيه جميع اقسام الوسوسة سواء كانت هذه الوسوسة بخير او شر لذلك قيد بالشر. قال من شر الوسواس لان هناك وسواس بالخير والمستعاذ منه هو شر الوسواس واما الوسواس الخير الذي يكون من الناس يكررون لك الخير ويوصلون لك خيفة الخير هذا لا يستعاذ منه ثم وصف الوسواس بوصف اخر فقال الخناس والخناس من الخنس مأخوذ من الخنس وهو الذهاب عكسا او الذهاب القهقراء او الذهاب القهقرة وخنس رجع القهقرة خيفة وانخنس اي ان رجع خفية اذن الخناس هو الذي يظهر ثم يختفي فيسمى خناسا من شر الوسواس الخناس ولذلك سميت النجوم بالخنس قال فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس كما في سورة التكبير الاية الخامسة عشر لانها تظهر ثم تختفي شيئا فشيئا ولهذا جاء عن ابن عباس انه الشيطان يعرج حتى يختفي بعد ان يلقي الشبهة على قلب ابن ادم ليغفل القلب ثم ينخنس فاذا ذكر الله انخنس الشيطان وجاهد في حديث عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والخناس صيغة مبالغة الخناس صيغة مبالغة من الخنس وفيه اشارة الى انه كثيرا ما يخنس لانه ليس على خير فهو في شبهاته على شر فينسحب كثيرا وفي شهواته على تخوف في ظهر خفية ثم يختفي وفي تخيلاته على شر لذلك لا يظهر نفسه وهذا وجه ذكر الخناس صيغة المبالغة قال شيخنا رحمه الله وفي وصف الوسواس بالخناس يعني الذي يوسوس يخنس قال وفي وصفه بالخناس اشارة الى ان الموسوسين ظعفاء والا من خنسوا دل على ان صاحب الشبهات ضعيف الحجة وصاحب الشهوات ضعيف المأخذ لانه يعلم بطلان ما يدعو اليه وصاحب التخيلات ظعيف في رأيه. لذلك كثيرا ما تراه ينخنس وجاء ان المسلم اذا ذكر الله عز وجل انخنس الشيطان كما في القرآن ان الذين امنوا اذا مسهم طائف من تذكروا فاذا هم مبصرون وجاء في سورة الزخرف في الاية السادسة السادس والثلاثين. السادسة والثلاثين ولهذا قال شيخنا رحمه الله فدل ذلك على ان اعظم قلاع تعتصم بها من شياطين الانس والجن والموسوسين هو ذكر الله عز وجل وهذا جاء في حديث في الصحيح في حديث عيسى ابن مريم مع يحيى قال وامرني ان امركم بذكر الله اتدرون ما مثل من يذكر الله؟ قال مثله كرجل طلبه عدو فوجد سورا عظيما فدخله واقفله فلا يجد العدو عليه مأخذا وسبيلا قال الذي يوسوس في صدور الناس هذا وصف اخر لهذا الموسوس. اذا اولا موسوس. ثانيا خناس. ثالثا وسوسته في الناس الذي يوسوس في صدور الناس وهذا الوصف لتقييد الاول يعني في موسوسين مطلق في اذنك في عينك وفي موسوسين في صدرك الذي يوسوس في صدور الناس وهذا قال شيخنا فيه اشارة الى ان هؤلاء الموسوسين اول وسوستهم القاء صرف على القلب وهذا فيه اشارة الى محل الوسوسة وهو الصدر قال شيخنا رحمه الله وها هنا سؤال الوسوسة انما تكون واقعة على القلب كما في بعض الروايات في الاحاديث وهنا ذكر الصدر فهم يحومون حول الحمى ويأتون الى الصدر الذي هو قلعة القلب فيلقون الوسوسة حولها ثم ينظرون هل يجدون مأخذا ومنفذا الى القلب فينفذون والا انخنسوا ورجعوا وهذا وهذه اشارة لطيفة من شيخنا رحمه الله في ذكر وجهه صدور الناس. قال الذي يوسوس في صدور الناس وفي قوله في صدور الناس احتمالان الاول ان المقصود الذي يوسوس في صدور الناس المقصود به الشيطان الجني والثاني ان المقصود به عموم الجن والانس بدلالة ما بعدها من الجنة والناس فدل على ان الملقي للوسوسة ولو كان انسيا يلقيه في اذنك ومقصوده تقرر الكلام في صدرك وليس مقصوده مجرد السماع وهذا يؤكد ان معنى الوسواس وهو التكرار وهذا كلام لطيف وتفسير ينبغي الحفاظ عليه وجاء في حديث البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم فدل على انه يسهل عليه ايصال الوساوس الى الصدر قال شيخنا رحمه الله الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس فيه دلالة على ان الجنة وهم الجن وآآ آآ يقال لهم الجنة والجن. لانهم مستورون قيل للجن جنا وجنة لانهم مستورون فلا نراه والناس هم بنو ادم والدلالة الاقتران بين الجن والناس يؤكد على ان المقصود بكلمة الناس في الاول خصوص بني البشر خصوص بني ادم يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس. دل على ان الموسوسين قد يكونون من من الشياطين وقد يكونون من الناس قد يكونون من الجن وقد يكونون من الناس كما جاء في الحديث الصحيح انه ما من ابن ادم احد الا ومعه قرينه من الجن. يأمره بالشر قالوا حتى انت يا رسول الله؟ قال حتى انا الا ان الله اعانني عليه فاسلم او فاسلم اذا الموسوسين الموسوسون موجودون من الجنة ومن الناس وقدمت الجنة اولا الابتدائي خلقتهم وانهم مقدمون في الخلقة على الناس زمانا وثانيا لان الوسواس من قبلهم اكثر لان الوسواس من قبلهم اكثر وثالثا ان الله عز وجل اراد ان يختم القرآن بكلمة الناس وهم اشرف المخلوقات ان اطاعوا امر رب البريات واقتدوا بالانبياء وآآ السنن كما هو معلوم والخلاف بينهم وبين الملائكة مذكور في الكتب قال رحمه الله تعالى قال ابن القيم في بداعي التفسير ان افراد الوسواس يعني انواعه كثيرة جدا لكنه منحصر في ستة اشياء اذا اصول الوساوس كثيرة لكنها منحصرة في ستة الاول الكفر الاول الكفر والشرك ولذلك نجد الشيطان اكثر ما يجتهد شياطين الانس والجن في وسوستي في هذه الامور. فيدخلون على الانسان الشبه الثاني شر البدعة وسوسة البدع والشيطان اذا لم يظفر بالاول انتقل الى الثاني وذلك بان يغمز في قلب العابد العبادة وفي القلب العالم النصرة للدين والزيادة الثالث المعاصي الكبيرة المعاصي الكبيرة فيزين للانسان الشهوات لاحظوا لم يستطع الكفر والشرك ينتقل الى البدعة ما استطاع البدعة ينتقل الى الذنوب والكبائر المتعلقة بحق الله وحق العباد الرابع الوسوسة في الصغائر لا يزال يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه ويوسوس له حتى لا يتوب من الصغايا بل يصل الى مرحلة لا يراها شيئا فيكون سببا في هلاكه. كما قال ابن عباس لا صغيرة مع الاصرار ولا كبيرة مع استغفار الخامس والاخير هذه اصول الوساوس ها قلنا ستة طيب الخامس قبل الاخير اجل الخامس قبل الاخير اشغال الانسان اشغال الانسان بالمباحات عن الفرائض والواجبات فيشغله عن الثواب ويحرمه عن حسن العمل للوهاق السادس الاخير الان اشغال الانسان بالمرجوح على الراجح وقت الدرس يشغله التليفون مثلا وقت اذكار الصباح يزين له قراءة القرآن وقت الصوم يزين له العمل الصالح حتى يترك الصوم مثلا اذا السادس الاشغال بالمرجوح الاشغال بالمرجوح عن الراجح. وهذا فقه دقيق لا يلتفت اليه الا القلة من الناس قال شيخنا رحمه الله ذكر الله عز وجل في هذه السورة لفظة الناس خمس مرات ووجه ذلك اولا فيه تأكيد في تأكيد لان الانسان في في الربوبية محتاج الى الرب تبارك وتعالى وفي التصرف محتاج الى ملك الله عز وجل وفي التأله محتاج الى الوهية الله تبارك وتعالى وايضا الناس منقسمون الى قسمين موسوس وموسوس موسوس وموسوس اذا هذا وجه ذكر الناس خمس مرات ما من انسان الا ومحتاج للربوبية والوجه الاخر ان كلمة الناس في الاول في ذكر الربوبية اشارة الى حال الصغر وفي ذكر ملك الناس اشارة الى حال الكبر انه ما خرج عن ملكوت الله تبارك وتعالى فهو المقصود به العمر الشبابي الذي فيه نوع استقلالية لكنه لا يستطيع الخروج عن ملكوت الله عز وجل ثم في الثالث اشارة الى العمر الكبري عمر التأله والتعبد في اخر عمره والرابع اشارة الى المؤمنين والخامس اشارة الى الموسوس عنهم وهم الكافر اذا هذا وجه لطيف اخر قال شيخنا رحمه الله فائدة اخرى لاجل ان يعيذنا الله عز وجل من شياطين الانس والجن وان يحفظنا الله تبارك وتعالى فان هناك عشرة اسباب فان هناك عشر اسباب ينبغي علينا ان نعمل بها حتى يعيذنا الله من شر وساوس شياطين الانس والجن. الاول الاستعاذة بالله تبارك وتعالى وجاء هذا في سورة الاعراف في الاية مئتين وفي سورة السجدة بالاية السادسة والثلاثين حميم السجدة واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله الثاني قراءة المعوذتين قراءة المعوذتين ففيهما وقاية من الجان وعين الانسان. كما صح عند الترمذي الثالث قراءة اية الكرسي قراءة اية الكرسي بعد كل صلاة كم يصير المجموع خمس مرات وبعد اذكار الصباح وبعد اذكار المساء سبع مرات صحيح سبع مرات هذا اقل شيء تقرأ اية الكرسي سبع مرات. طيب وعند النوم ثمان مرات فانت تقرأ اية الكرسي في اليوم والليلة ثمان مرات وهذا اعظم حصن من الحصون التي تتحصن بها عن شياطين الانس والجن الرابع قراءة سورة البقرة. كما جاء عند الترمذي في باب فضائل القرآن الخامس قراءة خاتمة سورة البقرة عند النوم. كما جاء عند البخاري في باب فضائل القرآن قراءته اخر ايتين من سورة البقرة فان الانسان لا يزال عليه حافظ من الله حتى يصبح السادس المحافظة على اذكار الصباح والمساء هو النوم المحافظة على اذكار الصباح والمساء والنوم السابع قول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مئة مرة كما في الصحيحين في باب فضل التهليل كما في الصحيحين وفي مسلم في باب فضل التهليل الثامن الاكثار من ذكر الله ودل عليه حديث الترمذي في باب الامثال. بعض ما جاء في مثل الصلوات ومصداقه في القرآن قال اذا مسهم طائف من الشيطان تذكر فاذا هم مبصرون التاسع المحافظة على الوضوء فان الانسان المتوضئ ليس كالانسان الذي لا يكون متوظيا وتأثير شياطين الانس والجن على المتوضئ اقل بقليل فانه كالترس لا يتأثر بالسيوف الاعداء كما ذكر ذلك بعض العلماء العاشر الاكثار من الخيرات والصدقات والتقليل من الاكل والتقليل من النظر الى ما لا ينفع والتقليل من خلطة الناس فيما لا ينفع هذه عشرة اسباب ذكرها العلماء لحفظ من شياطين الانس والجن. واذا ابتلي الانسان بالوسواس فلينظر ما نوع الوسواس؟ اكثر وساوس الناس ان كانت في الشبهات فاول دواءه العلم اول دواءه العلم وثاني دواءه المحافظة على ما ذكرنا من هذه الامور العشر. ما استطاع الى ذلك سبيلا ثالثا عليه بالحجامة في الرأس مر بعد مرة بعد مرة حتى يطير وان كانت الوسوسة في الشهوات فانه ينظر ما نوع الشهوة فان كان في النساء فعليه بالزواج مثنى وثلاثة وربع وان كانت الوسوسة في المال فعليه بالتكسب وان كانت الوسوسة في الجاه والمنصب فليسعى بالطرق الشرعية ثم ليعلم ان الدنيا زائلة فسبيل ذلك ايضا العلم وما اكثر افات الناس في الشهوات الا الجهل ويمكن التقليل من خلطة اهل المال والجاه حتى لا يفتتن الانسان بذلك هذا ما تيسر حول تفسير هذه السورة العظيمة نسأل الله جل وعلا في الختام ان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا وغمومنا ونسأله جل وعلا ان يذكرنا منه ما نسينا وان يجعله شفيعا لنا يوم القيامة وان يجعله حجة لنا واماما لنا وامامنا وان يجعلنا ممن يتلوه اناء الليل واطراف النهار وان يعيذنا واياكم من هجر القرآن علما او عملا او قراءة او تلاوة وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين