وهو قريب جدا يتمشى مع الذوق العربي ان ان المراد ان ان الامر من الوضوح والبيان بحيث لا يحتاج الى قسم فلا يحتاج الامر الى قسم فانه من من الوضوح والبيان بمكان. اي امر المعاد ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير انه عليم بذات الصدور الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد في هذا المجلس المبارك نتناول تفسير سورة القيامة وهي سورة مكية عظيمة. سورة واعظة هدفت الى ثلاثة امور الامر الاول اثبات الميعاد. وهو من اعظم ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. والانبياء قبله. ومن اعظم ما اشتد نكير المشركين الامر الثاني توثيق القرآن وصونه وحفظه. الامر الثالث طبيعة النفس الانسانية هذه المقاصد الثلاثة مبثوثة في السورة فلنتأمل يقول الله تعالى في مستهلها لا اقسم بيوم القيامة ومنها استمدت السورة اسمها فهي سورة القيامة. لورود هذا اللفظ فيها وهذا التعبير كثيرا ما يرد في القرآن لا اقسم كثير جدا وقد اختلف المفسرون في توجيهه حتى ان منهم من قال ان انه لا اقسم وليس وليست لا نافية لكن الصواب ان لا انها لا وليست لا اقسم ذهب بعض المفسرين الى ان المقسم عليه اذا كان منتفيا جاز الاتيان بلام القسم لتأكيد النفي لتأكيد النفي اي بمعنى ان لا هنا زيادة في التأكيد لتأكيد المنفي وما هو المنفي انكارهم للبعث والنشور. فيكون ذلك فيه زيادة تأكيد ومن الاقوال في توجيه مثل هذا الاسلوب لا اقسم وهذا جار على الالسنة فاذا قال الله تعالى لا اقسم بيوم القيامة اي ان الامر لا يستدعي ان يقسم بهذا الامر المعظم بل هو من الوضوح والوثوق والوقوع والحصول بمكان لا يمتلي فيه عاقل واردفه بقوله ولا اقسم بالنفس اللوامة. فكذلك ولا اقسم بالنفس اللوامة اي لا محوجة للقسم بالنفس اللوامة. فان الامر واضح جلي ولا ريب ان المراد واضح. وهو ان الله تعالى اقسم بالقيامة وبالنفس اللوامة على اثبات الميعاد ودوما يكون المقسم به مناسبا للسياق. فلما كان الحديث عن القيامة لما كان الحديث عن القيامة والبعث والنشور اه جعلها مقسما به فقال لا اقسم بيوم القيامة ولما كان الحديث ايضا سيرد على طبيعة النفس الانسانية كقوله بل يريد الانسان ليفجر امامه ما يأتي بعد ذلك كلا بل تحبون العاجلة وذكر طباع النفس الانسانية. ايضا اقسم بالنفس اللوامة ولما سميت القيامة بهذا الاسم سمي المعاد بالقيامة لثلاثة اسباب لان الناس يقومون لرب العالمين قال الله عز وجل يوم يقوم الناس لرب العالمين الامر الثاني لقيام الاشهاد. قال الله تعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد الامر الثالث لاقامة العدل. ونضع الموازين القسط ليوم القيامة كل هذه المعاني صحيحة وهي سبب تفسير القيامة بهذا الاسم. او سبب تسمية المعاد بهذا الاسم وقد ذكرنا في مرات سابقة ان اسماء القيامة اسماء واعلام فكل اسم من اسماء يوم القيامة التي تتجاوز الاربعين بل قد بلغ بها بعض العلماء الى الثمانين هي في الواقع اسم ووصف الطامة والحاقة والصاخة. والازفة وغير ذلك فهي اسماء واوصاف لها فقد بينا لما سميت القيامة بهذا الاسم لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة النفس هي ما يحتمل بين جوانحنا هذه النفس لها اوصاف ثلاثة في القرآن العظيم المطمئنة واللوامة والامارة في هذه السورة ذكر الله النفس اللوامة وفي سورة الفجر قال يا ايتها النفس المطمئنة وفي سورة يوسف تقول امرأة العزيز ان النفس لامارة بالسوء وهذه الاحوال فعلا للناس ستكون نفس ابن ادم تارة امارة وتارة لوامة وربما كانت مطمئنة والحكم للغالب فنفس الكافر والفاجر دوما امارة تأمره بالسوء ويستجيب لها ويسترسل معها ان النفس لامارة بالسوء ونفس المؤمن الخالصة الايمان نفس مطمئنة قد صار هواها تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فلا تأمره الا بخير وتطمئن لذكر الله. الذين امنوا تطمئن قلوبهم بذكر الله. الا بذكر الله تطمئن القلوب. فتلكم النفس المطمئنة التي يقال لها عند الاحتضار يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي وبين هاتين النفسين نفس متأرجحة. تتلوم على صاحبها في الخير والشر وهذا امر يقع حتى للمؤمنين تلومه نفسه لم فعلت كذا؟ لما لم تذهب الى كذا؟ لم آآ قلت كذا وايضا يقع حتى للكافر. الم يقل المنافقون؟ يقول قائلهم يا ليتني كنت معهم فافوز فوزا عظيما فهذا هذا التلوم حالة تعتري النفس اذا فاتها شيء من حظوظها تلومت على صاحبها وقد يكون تلومها ايجابيا وقد يكون سلبيا المؤمن مثلا قد يلوم نفسه كيف لم احج هذا العام؟ كيف لم اعتمد؟ كيف لم اتصدق؟ لم لم اقل كذا؟ لم قلت هذا لم فهت بكذا؟ هذا نوع من التلوم يعتري المؤمن فهو يلوم نفسه على فوات الخير الفاجر قد يلوم نفسه على اضجاد اضداد ذلك. بان يقول مثلا كيف لم اساهم في هذه المساهمة الربوية كيف لم اذهب الى ذلك المكان الذي فيه خنا وفجور ونحو ذلك؟ كيف فاتني كذا؟ لم لم اقل كذا فهذه هي النفس اللوامة ولذلك قلنا ان النفس الواحدة قد تتقلب بين هذه الاحوال لكن الحكم للاغلب الذي ينبغي للموفق ان يترحل بنفسه من حالة النفس الامارة والنفس اللوامة بالشر الى ان تصبح نفسا مطمئنة فيصبح قلبه ثابتا راسخا مستبشرا متفائلا محسنا الظن بالله عز وجل معتقدا له المثل الاعلى هذا هذا اذا سكن في القلب والنفس حلت السكينة والطمأنينة انس صاحبه بهجة الايمان وبشاشته ولكن هذا يحتاج الى مجاهدة هذا لا يأتي دفعة واحدة. قد قال الله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وهذا التقسيم الذي ذكرناه الان في النفس يتماشى ايضا مع تقسيم القلوب فان القلوب ايضا ثلاثة قلب حي وقلب ميت وقلب مريض القلب الحي هو الموافق للنفس المطمئنة لانه ينبض بما خلق له من الايمان بالله ومحبته وخوفه ورجائه. تلكم هي وظيفته والقلب الميت هو القلب المتيبس المتخشب الذي استحال فقط الى عضلة ليس فيه مسرح لذكر الله تعالى والايمان به. قد فرغ وخلا من نور الايمان عافانا الله واياكم وبين هذين القلبين قلوب تجري في هذا المضمار تارة يستقطبها القلب الحي وتارة يستقطبها القلب الميت روى حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير. عودا عودا اي كتتابع اعواد الحصير. فهي فتن متلاحقة تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا فايما قلب اشربها نكثت فيه نكتة سوداء وايما قلب انكرها نكتت فيه نكتة بيضاء. حتى تعود القلوب على قلبين هلا ابيض مثل الصفا. الصفا هو الرخام. على ابيض مثل الصفا. لا تضره فتنة ما دامت السماوات والارض يعني مثل مثل الصفا رقة ونعومة وصلابة فداك قلب المؤمن الخالص وعلى اسود مرباد كالكوز مجخيا يعني كالكأس مقلوبا. الكأس اذا كان مقلوبا لا ينتفع به مهما سكبت فيه الماء يصح يمنة ويسرة لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا فلهذا معشر المؤمنين والمؤمنات ومن بلغ ينبغي للعاقل ان يحدد موقعه في هذا السلم ما طبيعة نفسه وما طبيعة قلبه هل قلبه مطمئن؟ هل قلبه حي ام دون ذلك؟ هل نفسه مطمئنة ام دون ذلك وليعلم ان التزكية هي مشروع العمر ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها ماذا؟ قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ولا اقسم بالنفس اللوامة ايحسب الانسان لن نجمع عظامه. هذا سؤال استنكاري. سؤال انكاري لجنس الانسان المنكر للبعث والله تعالى ينعم عليه نكرانه لإمكان البعث ايحسب الانسان ان لن نجمع عظامه؟ يخيل للانسان انه اذا مات وتحلل بدنه وانتثرت عظامه او وحتى تفرقت في بطون السباع وحواصل الطير واجواء في الحيتان انه لا يمكن ان يتم جمع عظامه حتى ان ابي ابن خلف اتى بعظم رميم الى النبي صلى الله عليه وسلم وفته وذراه وقال اتزعم يا محمد ان ربك يحيي في هذا بعد ان صار رميما قال نعم ويدخلك النار ايحسب الانسان ان لن نجمع عظامه؟ بلى قادرين على ان نسوي بنانا. يعني بلى نجمع عظامه وفوق ذلك نسوي بنانة. بل بنان اطراف الاصابع يعني ان الله سبحانه وتعالى اخبر بانه سيجمع هذا المتفرق سبحانه وبحمده يبقي من ابن ادم عجب الذنب اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان ابن ادم يبلى ولا يبقى منه الا عجب الدنب. وهو اخر فقرة في العصعص. فمنها يركب الخلق يوم القيامة وفي قصة الرجل الذي كما في صحيح البخاري لما انه لما حضرته الوفاة جمع بنيه وقال انه يبتئر عند الله خيرا قط. يعني لم يصنع خيرا. كان جدا يعني متأزما قال لبنيه فاذا انا مت فاحرقوني ثم اسحقوني فاذا كان في يوم شديد الريح فاذروني نصف في البر ونصف في البحر فاني اخاف ان قدر الله علي ان يعذبني واخذ على ذلك عهودهم ومواثيقهم ففعلوا لما مات احرقوه وسحقوه نثروا نصفا في البر ونصفا في البر رماد فامر الله تعالى البر فالقى ما فيه. والبحر فالقى ما فيه وقام خلقا سويا بين يدي الله سبحانه وبحمده قال اي عبدي ما حملك على ما صنعت؟ قال يا ربي مخافتك تلافاه الله ان غفر له فهذا يدل على كمال قدرة الله عز وجل على احياء العظام وهي وهي رميم. كيف وهو وهو الذي خلقها اول مرة. فالذي انشأها اول مرة قادر على اعادتها. بل ذلك اهون عليه كما هو مقتضى العقل قادرين على ان نسوي بنانة. وقد اختلفت عبارات المفسرين في معنى ان نسوي بنانة وقال بعضهم اي نخلقه ونمسح ونسوي بين اطراف اصابعه. فبدلا من انها متفاوتة نجعلها على نمط واحد نغير خلقته نسوي بنانا وربما كان الاقرب والله اعلم ان هذا البنان الذي يتميز به كل انسان عن الاخر ببصمته ان الله تعالى يعيده مع دقته ولطافته فهو قادر على اعادته. فكيف بجمع العظام جمع العظام امره دون ذلك وتسوية البنان على الصفة التي كانت عليها اه اه ادق والطف. فالله تعالى ينعى عليهم انكارهم لجمع العظام. ويقول بل نجمع العظام ونسوي البنان اين تذهبون؟ بلى قادرين على ان نسوي بنانه ثم ذكر الله تعالى حقيقة حال هذا الانسان بل يريد الانسان ليفجر امامه. هذه طبيعة النفس الانسانية انها تريد ان تفجر فيما تستقبل من عمرها وعبارات المفسرين في تفسير يفجر امامه متقاربة في الواقع. فمنها ما يدل على ان المراد بالفجور الكفر. اي انه يريد ان ان ان يكفر وان في الكفر من عباراتهم انها تدل على طول الامل. بل يريد الانسان ليهجر امامه ان يتقحم في ابواب الشهوات. ويفعل ما تمليه عليه نفسه الامارة او ان المراد بيفجر امامه ان الفجور هو تعمد الكذب. فهو يعلم ان البعث حق لابد منه. وان ولا يمكن ان يخلقه ثم يدعه فهو يتعمد الكذب بانكار البعض سيكون معنى الفجور اي تعمد الكذب وغمط الحق ورده كل هذه معان يصدق بعضها بعضا. بل يريد الانسان ليفجر امامه وتفسير ذلك يسأل ايانا يوم القيامة. سؤال معاند متكبر. متى يوم القيامة؟ متى؟ وهذه من طبيعة المكذبين المعاندين. انهم يخرجون عن محل النزاع الى امور لا علاقة لها به. ماذا يؤثر متى واين وكيف نحن نتحدث عن البعث وان البعث لابد منه فلما الاشتغال بمتى واين وكيف؟ عليك ان تؤمن بالميعاد وتثبت ان الله تعالى لا يترك الانسان سدى والا تشوش وتشغب بايانة ومتى وكيف وغير ذلك من الامور التي تتشبث بها بمعاندة ومطله يسأل ايان يوم القيامة لكن دونك الجواب فاذا برق البصر وهذه هي القراءة المشهورة برق وقرأت برق والمراد ببرق فاذا برق البصر اي شخص وانبهر وما شخص وانبهر الا لامر عظيم رآه. وهي التغيرات الكونية الافاقية التي لم تخطر له على بال ولم تذر له بخيال فاذا برق البصر وخسف القمر. هذا القمر المدير المضيء الذي يزين السماء يذهب ضوءه يوم القيامة وجمع الشمس والقمر. مدخلقا لم يجتمعا. كل في فلك يسبحون. لكنهما يوم القيامة يقرنان ويقذفان في جهنم وجمع الشمس والقمر يقول الانسان يومئذ اين المفر؟ هذا الانسان الذي كان يقول ايان يوم القيامة وينحت من الكلمات الاستبعادية لا يشي بالتكذيب والنكير وآآ الكفر يقول يوم القيامة اين المفر اين الملجأ؟ اين اذهب؟ ماذا اصنع؟ وقع في مأزق عظيم. لان كل ما كان ينكره رآه رأي العين هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق. نعوذ بالله من هول المطلع عياذا بالله يقول الله عز وجل ونفخ في الصور. فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون والنسلان هو الاسراع في المشي قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا؟ هذا ما وعد الرحمن. وصدق المرسلون مفاجأة صادمة اجارنا الله واياكم. يقول الانسان يومئذ اين المفر يا له من سؤال سؤال يتشبث بادنى شيء يريد ان يبحث عن مخرج عن ملجأ لكن يأتي الجواب الحاسم الصارم كلا لا وزر لا وزر اي لا ملجأ ولا مذهب له. يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان واي واين لهم السلطان في ذلك الوقت؟ وهم يحشرون حفاة عراة غرلا بهما. يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصرا هلال وزر الى ربك يومئذ المستقم الى الله المآذن. الى الله ايابهم وعلى الله حسابهم. هذا كائن لا محالة. انظروا هذه الجمل الرصينة الثقيلة كيف تقرر المعاد بطريقة عجيبة لا يدانيها اسلوب وهذا من سمات القرآن المكي فانه قوارع وكأنما هي اوتاد تثبت في القلوب ينبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر اي اثر البعث والنشور يأتي العرض والمناقشة الاقرار والاعتراف فيملى على كل انسان ما فعل يقول الله عز وجل وكل انسان لا استثناء وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ومعنى طائرة يعني ما طار من عمله ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اي مفتوحا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ولهذا قال الله تعالى عنهم قالوا يا يا ويلنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا. وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا احذركم الله نفسه حقائق القرآن مثاني متشابه يشبه بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا لهذا قال ها هنا ينبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر هم يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم؟ بلى ورسلنا لديهم يكتبون بل الانسان على نفسه بصيرة يخبر الله تعالى ايضا عن جانب من جوانب الطبيعة الانسانية. وهو ان ان الانسان في قرارة نفسه يعرف الحقائق ويستيقنها وان جحد وان اعتذر لكن فيما بينه وبين نفسه كما قال ربنا عز وجل وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره فصفو الكلام وترتيب المعابير لا يغني شيئا ولو القى معاذيره وهو قطعا في يوم القيامة سيجتهد في دفع هذا العذاب بكل ما يستطيع. حتى انه يتهم الملائكة الكرام فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وقد يعني ضحك وسألوه مما يضحك قال من منى من مناضلة قال من محاجة العبد ربه يوم القيامة فانه يقول اي ربي ظلمني كتبتك فيقول له ربه الا ترضى ان ابعث عليك شاهدا من نفسك؟ فيقولوا بلى يعني اذا كان شاهده من نفسه يخيل اليه انه سينجو. فيختم الله على فيه ثم يأمر جوارحه فتتكلم. فيكون اول ما يتكلم فاقده تحدث بما صنع ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعدا لكن وسحقا. فعنكن كنت اناضل ولهذا ضحك النبي صلى الله عليه وسلم. يقول لجوارحه من سمعه وبصره كما قال ربنا يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يكسبون. يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين وقال في سورة فصلت ويوم يحشر اعداء الله الى النار فهم يوزعون حتى اذا جاءوها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون. وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا؟ قالوا انطقنا الله الذي بانطق كل شيء وهو خلقكم اول مرة فيقع بينه وبين جلودهم وسمعهم وابصارهم معاتبة وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم. ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم. فاصبحتم من الخاسرين يا لها من مواعظ ينبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر. بل الانسان على نفسه بصيرة. ولو القى معاذيره. وبعد ان هذا الفضل المهيب هذا الفصل الذي يحرك من النفس الانسانية يقلقل البلادة التي اه سكنت عليها ينتقل السياق الى مقام اخر يتعلق بالقرآن الذي فيه الموعظة والعظة والحق والهدى فيقول الله مخاطبا نبيه لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه. فاذا قرأناه فاتبع قرآنه. ثمان علينا بيانه هذه القطعة تتعلق او تصف حال النبي صلى الله عليه وسلم حين تنزل القرآن فقد كان لفرط حرصه بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم على ضبط القرآن وحفظه كان اذا تنزل عليه جبريل بالقرآن بشفتيه يسترجعه لاجل الا يضيع عليه لانه مدرك انه رسول وان عليه البلاء فيخشى ان يتفلت شيء منه. فيأخذ في استذكاره واسترجاعه. حتى ان ابن عباس حدث ووصف تحريك النبي صلى الله عليه وسلم بشفتيه. ومن حدث به عن الناس عن ابن عباس فعل ذلك. فقال الله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به كما قال في في الاية الاخرى ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيه تريث واصلي وانصت حتى يقضى لا تحرك به لسانك لتعجل به. ان علينا جمعه وقرآنه ما شاء الله. هذه ضمانة الهية ان يجمع الله هذا الوحي الذي نزل به جبريل ان يجمعه في صدرك ثم ثانيا ان يمكنك من تلاوته ان علينا جمعه وقرآنه. فتقرأه كما انزل ثم ثالثا وهو امر عظيم ونعمة سابغة. ثمان علينا بيانه الله تعالى قد بين لنبيه ما انزل اليه وعرف مراد الله منه. ثم هو بين لامته كل شيء بين لامته كل شيء. ولم يدع شيئا من من الكتاب بمنزلة الاحاجي والالغاز الامور التي لا سبيل للعلم بها وانزلنا اليك الكتاب لتبين للناس ما نزل اليهم ومن مهمة النبي البيان. وقد فعل حتى انه استنطق امته. في حجة الوداع قال وانتم تسألون عني فما انتم قائلون قالوا نشهد انك قد بلغت رسالات ربك واديت الذي عليك فجعل يرفع اصبعه الى السماء وينكث به على الناس اللهم اشهد اللهم اشهد اللهم اشهد ثمان علينا جمعه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثمان آآ ان علينا جمعه ان ثمان علينا جمعه ان علينا جمعه وقرآنه. فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم انا بيانه فهذه نعمة عظيمة لا ريب انها تجعل المؤمن في طمأنينة تامة الى النص والى معنى النص موثوقية ليس بعدها موثوقية الله تعالى قد قال في سورة في سورة الحجر انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. فذلك يشمل حفظ الفاظه وحفظ معانيه. فليس لاحد ان يقدح في حرف من حروف القرآن او يزعم ان ان حرفا منه زائدا او ناقصا قد تكفل الله بحفظ القرآن. فما بين دفتي المصحف كلام الله لا يختلف المسلمون في هذا. دعك من الروافض الذين يزعمون ان مصحفهم اه ان مصحفنا ثلث مصحف فاطمة هذه من ترهاتهم واكاذيبهم وليس في اهل الاهواء اكذبوا من الرافضة ودعك ايضا من اصحاب المذاهب الكلامية الذين يزعمون ان النبي صلى الله عليه وسلم ترك بيان بعض الاشياء ابتلاعا سبحان الله ايبين النبي صلى الله عليه وسلم للامة دقائق المسائل في العبادات والمعاملات والعشرة الزوجية والاداب ويدع اكبر الامور وهو ما يتعلق الله وصفاته زعموا لا ريب ان النبي صلى الله عليه وسلم قد بين القرآن كله بيانا شافيا حتى ان مجاهد بن جبر يقول عرضت المصحف على ابن عباس اقفه عند كل اية واسأله عنها فكيف يتخيل متخيل ان ثم شيء من القرآن اه متروك لاجتهاد الامة وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يبينوا هذا طعن في النبي وطعن في القرآن بل وطعن في حكمة الله تعالى. هذا لا يكون حاشى ربنا عز وجل وحاشى نبينا نبينا صلى الله عليه وسلم. وحاشا القرآن ان يقع فيه شيء موهوب ان وجد وهم فهو منهم. واما الراسخون في العلم يعلمون مراد الله عز وجل ومراد نبيه صلى الله عليه وسلم فهذه القطعة قطعة مهمة من آآ في بيان موثوقية القرآن ثم قال الله عز وجل كلا وكلا هنا اما ان يراد بها التنبيه او انها بمعنى حق كلا بل تحبون العاجلة اي ان حقيقة الامر ان الصارف لكم عن قبول الحق واثبات المعاد تعلقكم بالدنيا وتشبثكم بشهواتها العاجلة كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الاخرة فانتم تنفرون من ذكر الموت وما بعد الموت. وتريدون ان تقطفوا هذه الثمرة العاجلة من الشهوات الدانية وتتشاغل بها. هذه حقيقة حال عامة بني ادم كلا بل تحبون العاجلة. وتذرون الاخرة وبايزاء هؤلاء المكذبين هناك صنف اخر وهم المؤمنون الذين اقروا بالميعاد وامنوا بالله ورسوله وصفهم الله تعالى وصفا رائقا بديعا فقال وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. ما شاء الله هؤلاء هم المؤمنون. هؤلاء هم اهل الجنة. وهذه الاية من اقوى ادلة اهل السنة والجماعة على اثبات النظر الى وجه الله اهل السنة والجماعة يثبتون رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة في مقامين في عرصات القيامة يعني في مواقف حساب كما دل على ذلك حديث ابي سعيد وابي هريرة في صحيح البخاري حديث السورة وحديث الشفاعة وهو طويل وبعد دخولهم الجنة هذه الاية من الايات القرآنية الدالة على اثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة. كيف دلت؟ قال وجوه يومئذ ناضرة ناظرة من النظرة وهي البهاء والجمال والرونق. ترى من اين اكتسبت هذا الجمال الى ربها ناظرة وناظرة الثانية من النظر وهو المعاينة بالابصار واعلموا ان نظر اذا تعدت بالايلاء فانها قطعا في لغة العرب تعني النظر بالابصار لان نظر لها ثلاث استعمالات في لغة العرب اما ان تأتي مطلقة قول آآ القائل آآ انظرني فتدل على التريث والانتظار واما ان تأتي متعدية بفي فتدل على التأمل والاعتبار كقولك نظرت في المسألة نظرت في الامر او تأتي متعدية بالاء فتعني النظر بالابصار كما جاءت هنا. هذه استعمالاتها فلا يختلف العرب ان نظر اذا تعدت بايلاء فانها تعني النظر بالابصار دلت هذه الاية دلالة صريحة على نظر المؤمنين الى ربهم يوم القيامة. وجوه يومئذ ناضرة الى رب اهانة ناظرة وهذه عقيدة اهل السنة والجماعة لا يختلفون عليها مجمعون عليها ادل عليها الكتاب كما في هذه الاية وفي قول الله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة. فسر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة انها النظر الى وجه الله الكريم. وكذا في تفسير قوله لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد ان المزيد هو النظر الى وجه الله الكريم. واستنبط جمع من السلف ومنهم الامام الشافعي من قول الله تعالى كلا انهم ربهم يومئذ لمحجوبون الى ان معنى قوله على الارائك ينظرون تعني النظر الى وجه الله الكريم فقال لما حجب اولئك في السخط نظر هؤلاء في الرضا. وهذا من دقيق فهمه رحمه الله ممكن فقال ولكن انظروا الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني ولو شاء الله لاقر الجبل. لكن اراد ان يبين لموسى انه لا يطيق ذلك. فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا هذه ادلة القرآن كما دلت السنة ايضا المتواترة على اثبات الرؤية حتى عدة احاديث الرؤية من الاحاديث المتواترة. كما انشد من جمع الاحاديث المتواترة في في بيتين فقال مما تواتر حديث من كذب. ومن بنى لله بيتا واقترب. ورؤية شفاعة والحوض ومسح خفين وهذي الرؤية اي رؤية المؤمنين لربهم ثابت بالتواتر والتواتر هو اقوى انواع الثبوت في السنة النبوية وجاء فيها احاديث صحاح من طرق متواترة عند ائمة الحديث لا يمكن لعالم دفع ولا منعها ومنها حديث ابي سعيد وابي هريرة وهما في الصحيحين ان ناسا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال هل تضارون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهما سحاب قالوا لا. قال فانكم ترون ربكم كذلك ما شاء الله وفي الصحيحين عن جرير وفي الصحيحين عن جرير قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى القمر ليلة البدر. فقال انكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فافعلوا يعني يريد بذلك صلاة الفجر وصلاة العصر وفي الصحيحين عن ابي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنتان من ذهب. انيتهما وما فيهما وجنتان من فضة انيتهما وما فيهما وما بين القوم وما بين القوم وبين ان ينظروا الى الله الا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن نسأل الله من فضله وفي افراد مسلم عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل اهل الجنة الجنة قال يقول الله تعالى تريدون شيئا؟ ازيدكم فيقولون الم تبيضوا وجوهنا؟ الم تدخلنا الجنة؟ وتنجنا من النار؟ قال في كشف الحجاب ما هو الحجاب الذي يكشفه؟ النور. لانه قال في الحديث حجابه النور. لو كشف يعني في الدنيا لاحرقت طموحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. لكن يوم القيامة يعطيهم قوة على تحمل ذلك. قال اكشفوا الحجاب. فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى ربهم. وهي الزيادة ثم تلا هذه الاية للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وفي افراد مسلم عن جابر في حديثه ان الله يتجلى للمؤمنين يضحك وذلك في عرصات القيامة فهذه احاديث كثيرة وهذا قليل من كثير. من الاحاديث الثابتة في السنة في ان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة. كما انعقد الاجماع ايضا على هذه المسألة فلا يختلف اهل السنة والجماعة على اثبات نظر المؤمنين الى ربهم يوم القيامة. جعلنا الله واياكم ممن يتنعم الى وجهه الكريم. بل ان المؤمنين يتفاوتون في هذا. فمنهم من يرى ربه في الجنة بكرة وعشية. ومنهم من يراه يوم المزيد وهو ما يقابل يوم الجمعة. على حسب مراتبهم. نسأل الله ان يعلي منازلنا عنده انشد ابن القيم رحمه الله يصف هذا الحال يقول فيا نظرة اهدت الى الوجه نظرة امن بعدها يسلو المحب المتيم ولكننا سبي العدو من العدو الذي سمعنا الشيطان سبان واخرجنا من الجنة ولكننا سبي العدو فهل ترى نرد الى اوطاننا ونسلم؟ وقد زعموا ان الغريب اذا نأى وشطت به اوطانه فهو مغرم. واي اغتراب فوق غربتنا التي لها اضحت الاعداء فينا تحكموا. فحي على جنات عدن انها منازلك الاولى وفيها المخيم. نسأل الله عز وجل ان يبلغنا واياكم جنة عدن وان ينظر وجوهنا بالنظر الى وجهه الكريم. وانكرت المعتزلة ومن لف لفهم من الاباضية والزيدية رافضة النظر الى وجه الله الكريم. عجبا لهم كيف يحكمون على انفسهم بالحرمان؟ اجارنا الله واياكم زعموا انه لا يمكن ان يرى الله يوم القيامة. واستدلوا بدليلين احدهما قول الله تعالى لموسى عليه السلام حينما قال ربي ارني انظر اليك فقال له ربه لن تراني فقالوا هذا دليل على ان الله لا يرى لانه اكى بلى التي تدل على النفي المؤبد لكن هذا خلاف اللغة. فقد رد عليهم ابن مالك من ائمة اللغة. فقال في الفيته ومن رأى النفي بلا مؤبدا فقوله وسواه فاضدا فيقال جوابا عنهم ان قول الله تعالى لموسى لن تراني اي في الدنيا ولو كان ولو كانت رؤيته ممتنعة ولا يمكن ان تقع لعتب على موسى وعد سؤاله فاسدا كما عتب على نوح حينما سأل سؤالا فاسدا وقال ان ابني من اهلي. فقال انه ليس من اهلك. انه عمل غير صالح. فلا تسألني ما ليس لك به علم اني اعظك ان تكون من الجاهلين لكنه لم يعتب على موسى ان سأله رؤيته. ولكنه اجله لعلمه انه لا يطيق ذلك في الدنيا. واحاله على امر وخر موسى صعقا اما دليلهم الثاني فهو قول الله تعالى لا تدركه الابصار. وهو يدرك الابصار وقد اجاب اهل السنة عنه بجوابين احدهما جواب عائشة رضي الله عنها ان لا تدركه الابصار يعني في الدنيا والجواب الثاني ان المنفي هنا هو الادراك الذي بمعنى الاحاطة ونفي الادراك لا يعني نفي نفي الرؤية فقد ترى الشيء ولا تدركه. السنا نرى القمر نراه لكن لا ندرك تفاصيله. نرى الجبل ولا ندرك تفاصيله. فلا يلزم من نفي الادراك نفي الرؤيا فيمكن ان يقع رؤية دون ان يقع ادراك تأملوا في قصة موسى وفرعون. قال اصحاب موسى انا لمدركون. قال كلا. قال الله فلما ترى قال اصحاب موسى انا لمدركون. حصلت الرؤية ام لا؟ حصلت. حصل الادراك ام لا؟ لم يحصل. اذا يمكن تقع رؤية دون ان يقع ادراك. والمقصود ان هؤلاء الضالين لا يرفعون رأسا بالنصوص. وانما يعتقدون ثم يستدلون والواجب ان يستدل الانسان ثم يعتقد لما لما سمي الدليل دليلا؟ لانه يقود المستدل به الى ضالته اما ان يقعد القواعد ويضع مقدمات ونتائج. ثم بعد ذلك يعرضونها يعرضون عليها النصوص. فما وافقها اي امضوه وما خالفها ردوه وتأولوه فهذه ليست طريقة اهل السنة. ولهذا طوحوا يمنة ويسرة وضلوا ضلالا بعيدا حكموا على انفسهم بالحرمان من اعظم نعيم وهو النظر الى وجه الله الكريم ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة. اجارنا الله واياكم. تلك وجوه الكافرين باسرة يعني كالحة يعني عابسة كما قال الله تعالى في التنظير بين القومين يوم القيامة وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة. اولئك هم الكفرة الفجرة والوجه هو عنوان الانسان الوجه هو مرآة القلب. فما يكون في القلب يفيض على الوجه اه فلذلك لما سر المؤمنون وتنعموا بالنظر الى وجه الله الكريم. نظرت وجوههم واولئك لما قنطوا من رحمة الله وادركوا انهم في هلكة بسرت وجوههم وكلحت وعبست وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة. تظن ان يفعل بها فاقرة والفاقرة هي المصيبة الداهية التي تقسم الفقار وهو الظهر. اي انها مصيبة عظيمة وداهية شديدة لعلنا نكتفي بهذا القدر في هذه الليلة وللحديث صلة ان شاء الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين