بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين. خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين نبداو بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس المكمل للعشرين التعليق على جزء عامة من كتاب الجلالين قد وصلنا الى سورة الزلزلة مكية او مدنية وعدد اياتها تسع بسم الله الرحمن الرحيم. اذا زلزلت الارض اي حركت بقيام الساعة لا يخفى ايضا كذلك ما بين هذه السورة والتي قبلها من التناسب لان سورة التي قبلها ختمت بجزاء الكافرين وجزاء المتقين فقيل في الكافرين ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها وقيل في المؤمنين جزاؤهم عند ربهم جنات عدل تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه اذا زلزلت الارض زلزالا فالجزاء مناسب لذكر ما يقع بسبب يوم القيامة الى زلزلته حركت الارض لقيام الساعة زلزالها اي تحريكها الشديد المناسب لها مناسب مناسبة لعظمها واخرجت الارض اثقالها اي كنوزها وموتاها ذائقتها على ظهرها وهذا من مما يقع عند قيام الساعة وقال الانسان ما لها. المراد بالانسان هنا الكافر الذي ينكر البعث فانه يهوله ذلك لانه يبعث وينشر ويرى هذه الاهوال التي كان يكفر بها فيقول ما لها انكارا لتلك الحالة يومئذ بدل من فاذا زلزلت الارض يومئذ في ذلك اليوم تحدث اخبارها بان ربك وحالها والجواب اذا تحدث اخبارها اذا زلزلت الارض فانها ستحدث اخباره كي تخبروا بما عمل عليها بما عمل عليها من خير وشر فالمواطن والمواضع تشهد للانسان بالعمل الذي عمل عليها فتشهد لمن عمل عليها خيرا بالخير ولمن عمل عليها سواء تشهد عليه بالشر والعياذ بالله بان اي بسبب ان ربك اوحالها اي امرها بذلك في الحديث انها تشهد على كل عبد او امة بكل ما عمل نار حامية نار خبر مبتدأ محذوف تقديره هي نار حامية شديدة الحرارة وها هي للسكتة تثبت واصلا وقفا وفي قراءة تحذف واصلا وما ادراك ما هي هذه هاء وساكتين فلست ها عضمة على ظهرها اي من خير او شر حديث اخرجه الترمذي والامام احمد يومئذ يصدر الناس يومئذ اي في ذلك الوقت يصدر الناس وينصرفون من موقف الحساب اشتاتا متفرقين فاخذ ذات اليمين الى الجنة واخذ ذات الشمال ذات الشمال الى النار والعياذ بالله يعني انه اذا وقع ذلك وحشر الناس ووقع هاد الموقف تفرق الناس من الموقف اشتاتا فمنهم الاخذ طريق النار ولا اخذ طريق الجنة. اسأل الله تعالى ان يجعلنا واياكم من اهل الجنة ليروا اعمالهم اي جزاءهم اي جزاء اعمالهم من الجنة او النار فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره الذرة واحدة الذر وهو نمل احمر صغير آآ يكاد لا يرى بالعين المجردة يراه الناس اه لكنه صغير جدا والمعنى ان الانسان اذا عمل عملا دقيقا او جديدا فانه يجازى بذلك العمل ان خيرا فخيرا وان شرا فشر فكن في الانسان اه لن ينقص من عمله شيء وهذه الاية اية جامعة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره اي انسان ذكرا كان انثى عمل اي عمل في هذه الدنيا فانه سيرى عاقبته من ثواب او ومن يعمل مثقال ذرة اي قدر وزن ذرة وهي النملة الحمراء الصغيرة متناهية في الصغار من الشر فانه يراه سيرى جزاء ذلك سورة العاديات والعاديات ضبحا مكية او مدنية احدى عشرة اية قال تعالى والعاديات هذا قسم وقد ذكرنا قبل ان الاقسام تكثر في القرآن المكي. لان المخاطبين به منكرون فاقسم الله سبحانه وتعالى بالعاديات وهي الخيل تعدو اي تسرع في الغزو وتضح ضبحا والدبح اه هو اخراجها للصوت اجوافها اذا عادت فاقسم الله سبحانه وتعالى بالخيل وهذا فيه تشريف لها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الخيل معقود بنواصيها الخير الى يوم القيامة فالموريات اي الموقدات من اورى النار اوقدها يعني الخيل التي تحرك تضرب بسنابكها الحجارة فيتطاير الشرر من تلك الحجارة تقدحها تخسس تستخرج منها نارا بسبب قدحها بسنابكيها شأن الخيل وهذا شأن الخيل اذا عادت واسرعت كانت شديدة الارجل فالموري هاته الخيل توري النار قدحا بحوافرها اذا سارت في الارض ذات الحجارة بالليل بالليل يعني ان هذه النار انما ترى في الليل لانها خفية جدا هي شرر بسيط ففي النار في النهار في النهار قد لا يرى لكنه في الليل يرى ترمو غيراتي اي الخيل التي تغير على العدو وقت الصبح بغارة اصحابها المراد بغارتها اغارة اصحابها فنسب الفعل اليها لملابستهم اياها وخص الصبح كان له وقت لغارة اصلا عند العرب الغارة يمكن ان تقع في هي اه الغارة الدفعة من اجل الاستئصال ان يدفع الناس من اجل لاستئصال مرة واحدة والصبح هو وقت الغارة عند العرب لانه وقت غفلة والناس في وقت الصباح لا يكونون متأهبين فلذلك كان كانوا اذا ارادوا الاستئصال اغاروا في وقت الصباح قلها من تحايا العرب اه عمت صباحا اه دائما كي يدعون آآ للانسان بان يكون صباحه آآ سرور وان يكون صباحه نعيم وعافية. لان الغارات عندهم دائما تقع في وقت في الصباح هو وقت غفلة والمغيرات صبحا فاثرن اي هيجنا وحركنا به اي بالمكان لم يتقدم له ذكر لكنه لازم عن عنهن فذكرهن يستلزم مكانا يسرن فيه آآ اعيد الضمير عليه مع عدم تقدم ذكر الله واعن المكان وراتبه اي بالمكان ويحتمل ان يكون الضمير للوقت اي اه للصبح وهذا هو الذي فسر به المؤلفون لكن كون الضمير للمكانة ايضا مشهور عند علماء اللغة العربية وهو محتمل لذلك كله يحتمل للمكان ومحتمل للوقت الا ان الوقت تقدم ذكره وهو الصبح والمكان لم يتقدم له ذكر فاثرنا به نقع عليه غبارا من شدة حركتهن فوسطن به اي بذلك النقع او بالمكان جمعا من العدو اي صرنا وسطه عطف الفعل على الاسم لانه في تويل الفعل والطفل فعله هنا على الاسم لان الاسم في تأويل اه الفعل والعاد يأتي هذا اسم وصف طبعا فالموريات قدحا المغيرات سبحان هذه اسماء كلها من اسماء الفاعلين فاثرنا لم يقلها المثيرات الفعل على الاسماء التي آآ قبله ولا اشكال فيها ما ما كان من آآ اسماء كذلك فانه يصح العطف عليه قال ابن مالك رحمه الله تعالى في الخلاصة وعطف على اسم شبه فعل فعلا وعكسا استعمل تجده سهلا تعاطف على اسم شبه فعل فعل وعكسا استعمل تجده سهلا قال اه وعطف الفعل على الاسم لانه في تويل الفعل. اي واللاتي عاد هنا فاورينا فاغرنا ان الانسان المراد به هنا الكافر لربه لكنوده كفور يجحد نعمة الله سبحانه وتعالى عليه هذا هو جواب القسم والعاديات قسم على ماذا؟ ان الانسان لربه لكنود فانه على ذلك على كنوزه لشهيد تشهد على نفسه بصنيعه انه كنود اي جحود كفور بنعم الله سبحانه وتعالى وانه لحب الخير لا شديد انه لحب الخير اي المال لا الشديدة شديد الحب به فيبخل به افلا يعلم اذا بعثر اي اظهر واخرج ما في القبور من الموتى اي بعثوا وحصل اي بين وابرز ما في الصدور اي القلوب من الكفر والايمان ان ربهم بهم يومئذ لخبير اي الا يعلم الكافر حين تنشر ينشر اصحاب القبور وحين يبين ويهرس ويظهر ما كان في الصدور من كفر الكافر وايمان المؤمن الا يعلم ان ربهم بهم يومئذ لخبير لعالم فيجازيهم على كفرهم اعيد الضمير جمعا في قوله ان ربهم مع ان الاسم المتقدمة مفرد وهو ان الانسان الانسان لفظه مفرد لكن يقصد به الجنس فلذلك صح ان يعيد ان يعاد عليه ضمير الجمع في قوله ان ربهم وهذه الجملة دلت على مفعوله يعلم افلا يعلموا يعلموا ماذا اي يعلموا انا نجازيه وقت ما ذكر وتعلق خبير بيومئذ يعني انا لفظة ان آآ ظرف يومئذ متعلق بخبير مع انه لا يقصد ان الله تعالى خبير يومئذ فقط لان الله تعالى خبير دائما وصفه بالخبير وصف كان وما زال ولن يزال قاله تعالى خبير دائم لانه يوم المجازاة. اذا خص بقوله لخبير قص هذا اليوم بهذا لانه يوم المجازات والا فان وصف الله تعالى بالخبير لا يختص بذلك الوقت فهو دائم في كل وقت سورة القلعة مكية ثمان ايات هكذا قال ولكن هي احدى عشرة اية بسم الله الرحمن الرحيم. القارعة من اسماء القيامة هي التي تقرع القلوب باهوالها ما القارعة استفهام تهويل لشأنها وهما مبتدأ وخبر خبر قلع. يعني ان القارعة مبتدأ ما مبتدعون والقارعة خبره او العكس القارعة خبر وما الاستفهامية خبر مقدم اه اقصد القارعة مبتدأ اه ما القارعة فيها اعرابا يمكن ان تكون ماء مبتدأ مع انها نكرة وهي اسم سيف شامل لكن اسمع الاستفهام فيها من العموم ما يجعل ما يجعلها صالحة لان يبتدى بها والقارعة خبر ويمكن ان تكون القارعة الثانية هي المبتدأ. وما خبر مقدم وهو مقدم وجوبا لانه اسم استفهام واسماء الاستفهام. مستحقة لصدر الكلام فلا يعمل عليها عامل متقدم عليها. طيب جملة ما هي خبر عن القارعة ما الرابط الجملة المخبرة عن المتدنية لابد ان يكون فيها رابط آآ بينها وبين المبتدأ. اذا قلت مثلا زيد يقوم هناك ضمير في يقوم ويرجع على زيد الرابط هنا هو اعادة لفظ المبتدأ ان لفظ المبتدأ القارعة اعيد في الجملة التي وقعت خبرا عنها. وهذا مثل الحاقة والحاقة نفس الشيء وما ادراك ما علمك ما القارعة زيادة تهويل لها. وما الولاة متداول وما بعدها خبر وما الثانية وخبرها في محل المفعول الثاني ادرك ما ادراك الكاف مفعول اول وما القارعة آآ الجملة هنا لمحل مفعول آآ ثان لادراك لانها علمية فهي تنصب مفعولين يوم مناصبه دل عليه القارعة اي القارعة ما القارعة تقرع يوم يكون الناس اي تقرع الالباب بالخوف يوم يكون الناس كالفراش المبثوث اي كغوغاء الجراد المنتشر يمج بعضهم في بعض للحيرة الى ان يدعوا للحزام وتكون الجبال كالعهن المنوش تكون الجبال كالعهن المنفوش اي كالصوف المندوف الذي ضرب وفرق في خفة سيرها حتى تستوي مع الارض فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية اما مثقلت موازنه في الجنة ما ذكرت موازينه بان رجحت حسناته على سيئاته كانت حسناته ارجح من سيئاته فهو في عيشة راضية في الجنة اي ذات رضا من باب المجاز العقلي اسند اسندت الرضا الى العيشة اسند الرضا الى العيشة وهو في الحقيقة لصاحبها بان يرضاها مرضية له. واما من خفت موازينه اه بيان رجحت سيئاته على حسناته والعياذ بالله فامه اي مسكنه هاوية وما ادراك ما هي قيمة هاوية وهذا استفهام تهويل وتخويف في عصر وما ادراك ما هي فالحقت هاء السكت رحمك الله وهاي هذه الهاء الاصل انها تجتلب في الوقف لا في الوصف لكن ربما اجري الوصل مجرى الوقف فاثبتت الهاء. وفي القرآن من ذلك هاءات آآ منها آآ في سورة الحاقة مالية الك عني سلطانية فهذه هاءات سكت ومنها في البقرة مثلا آآ لم يتسنه وانظر وكذلك ايضا اه فبهداه مقتده هذه هاءات سكت اه ثبتت عند بعض القراء وصلا ووقفا ومنهم من يثبتها وقفا ويحذفها وصلا تصل على هذا القدر