يدعو اليتيم اه اشير اليه هنا باشارة لبعدي تحقيرا له بتقديري هو بعد اي فهو ذلك الذي يدع اليتيم. اي يدفعه وبعنف عن حقه وقال دعه يدعه اي دفعه بعنف بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين وعلى اله واصحابه اجمعين. من تبعا باحسان الى يوم الدين. نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس الثاني والعشرين من التعليق على جزء عم من كتاب الجلالين. قد وصلنا الى سورة الفيل. مكية خمس وايات بسم الله الرحمن الرحيم. الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ الم ترى استفهام تعجيبنا اي استفهام ليشع عنه نظر وتعجب. فينظر نظر تعجب الى ما فعل الله تعالى باصحاب الفيل. والفيل هو محمود. اي قيل في اسم انه محمود. واصحابه اي اصحاب الفيل ابرهة. وهو امير من امراء الحبشة ملك اليمن وجيشه بنى بصنعاء كنيسة ليصرف اليها الحجاج عما مكة فاحدث رجل من كنانة فيها ولطخ قبلة هابي العذرة احتقارا بها فحلف ابرهته ليهدمن الكعبة وجاء مكة بجيشه على اذيال مقدمها محمود فحين توجهوا لهدم الكعبة ارسل الله عليهم ما قصه في قوله الم يجعل كيدهم في تضليل وارسل عليهم طيرا ابابلا. هذه قصة اصحاب الفيل وهم الحبشة. والحبشة كانوا قد غلبوا على اليمن ردحا من الزمن. وسبب ذلك ان ملكا من ملوك يمني يقال له اه ساءت سيرته في اهل اليمن واكثر التقتيل فيهم فخرج رجل منهم الى قيصر يسأل العانة والمدد في ذلك فقال ان ارضك قد بعدت. ولكن ساكتب لك الى الحبشة. وكانت الحبشة تابعة الروم في ذلك الوقت. فجاء برسالته الى ملك الحبشة فارسل معه سبعين الفا من الحبشة فوطئ بهم اليمن وتوطد حكم الحبشة لليمن. وتنازع امراؤهم اول الامر ثم استقر الامر فيهم لرجل يقال له ابرهة الاشرم. فبنى كنيسة بصنعاء يقال لها القليس وآآ قال لست منتهيا حتى اصرف حج العرب اليها. فسمع بذلك رجل من بني كنانة آآ فخرج الى اليمن حتى دخل الكل ليس هذا. فتغوط فيه ولطخ قبلته بالعذرة وخرج آآ انما اراد فقط ان آآ ينتقم من ابرهة في تلك الكلمة التي قالها فبلغ ابرهة ان رجلا من العرب فعل ذلك فقال لست منتهجا حتى اهدم بيت العرب حلف ليهدمن البيت الحرام. وسار في جيش عظيم من الاحباش. فتعرض لهم قبائل من فلم يفلحوا في صدهم وساروا حتى اتوا على الطائف. فقال اهل الطائف ان بيتنا ليس هو الذي تريد وكانت له كان لهم صنم اللات وعندهم بيت وله سدنة. ارسلوا معه رجلا يقال له يهديه الطريق ومات قبل ان يصلوا الى مكة كانت العرب ترجم قبره اذا مرت عليه وفي ذلك فيقول جرير اذا مات الفرسدق فارجموه كرجم الناس قبر ابي رغال. وسار ابرهته حتى كان على مقربة من مكة وبعث من يأتيه بانعام آآ قريش وكنانة فجيء بنعم اي ابار مؤبدة كثيرة وارسل يسأل عن سيد مكة وسيد بطاح مكة يومئذ هو عبدالمطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه فقربه في مجلسه واعجب بحديثه ثم قال له عبدالمطلب طالب كلمه عبدالمطلب في الابل. فقال لقد آآ اعجبتني حين رأيتك والان قد سقطت من عيني اتكلم في اباعر وقد جئت لاهدم بيتكم الذي هو مجدكم. فقال عبدالمطلب انا رب الابل. وللبل يا رب سيمنعه. ثم ان الاحباش اخذوا الفجلة يريدون الانطلاق الى هدم بيت الله الحرام فكانوا كل ما وجهوا الفيل الى جهة مكة بركة ولم يبرح مكانه. واذا وجهوه الى جهة اخرى انطلق مسرع فحبس الفيل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الشأن ناقته القصواء عندما بركت بالحديبية قال الناس خلقت اي حرنت فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله ما خلأت وما ذلك لها بخلق ولكن حبسها والله لا تدعوني قريش اليوم الى خطة يعظمون فيها حرم الله الا اجبتهم اليه. فلما ايسوا من الفيل ارادوا ان يخرجوا بانفسهم لهدم الكعبة فارسل الله تعالى عليهم طيرا هاي جماعة ترميهم بحجارة من سجيل مطبوخ فاهلكته. الم من الم يجعل اي جعل الله كيدهم في هدم الكعبة في تضليل اي خسار وهلاك. وذلك انهم اقبلوا ظالمين معتدين على حرم امن وعلى بيت عتيق هو اول من وضع اول بيت وضع للناس. وكان ما وقع من شأن اصحاب الفيل نصرة لحرم الله تعالى وتوطئة لرسالة ونبوة نبيه صلى الله عليه وسلم ولم يكن نصرة لقريش لان عقيدتهم كانت فاسدة وقد كانوا يعبدون الاوثان. بل ان عقيدة الاحباش كانت احسن يومئذ من عقيدة قريش لان الاحباش كانوا النصارى والنصرانية يومئذ ما كان منها مستقيما فهو مقبول عند الله تعالى لانها انما نسخت برسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فديانة المسيحية يومئذ ما كان منها موافقا لما جاء به عيسى. فهو مقبول عند الله تعالى اه حين وارسل عليهم طيرا ابابيل اي جماعات من الطير قيل ان الابابل لا واحدة له كأساتر وقيل واحده بول كعيد جول. وقيل واحده ابان كمفتاح وقيل واحده كسكين. ترميهم بحجارة من سجيل. اي طين مطبوخ. يعني ان تلك الطير رمتهم بحجارة من الطين فاهلكته. فجعلهم كعصف مأكول. اي كورق زرع اكلته الدواب وداسته اي وطأته باقدامها وابنكت وابنته. اي اهلكهم الله تعالى اهلك كل واحد منهم بحجره المكتوب عليه اسمه الى ان كل حجر كان عليه اسم آآ الذي مات به. وهذا الحجر ذكروا في حجمه انه اكبر من العدسة طاروا من الحمصة اي اكبر من حبة العدس. واصغر من حبة الحمص. يخرق بيضة الرجل والفيل ويصل الى الارض. وكان هذا عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم لان مولد النبي صلى الله عليه وسلم كان في عام الفيل. بل انه كان بخمسين يوما بعد مقدم الفجر سورة قريش مكية او مدنية اربع ايات المشهور انها مكية. لايلاف قريش جعل بعضهم هذا الاشارة والمجرور متعلقا بالسورة التي اه قبلها اي فجعلهم كعصف مأكول لايلاف قريش. وبعضهم جعله متعلقا بقوله فليعبدوا وعليه فتكون الفاء حرف صلة اي زائدة. وهذا الذي درج عليه المؤلف هنا. وبعد معناه آآ امر قريش بعبادة الله سبحانه وتعالى لنعمه عليهم حيث الف بينهم وآآ في في رحلة الشتاء والصيف وحيث امنهم من اصحاب الفيل واطعمهم من جوع بان يسر لهم سبل التجارة وسبل آآ المجيء بالارزاق من الشام واليمن ولم تكن آآ مكة ارض زراعة كما هو معلوم. ايلافهم تأكيد وهو مصدر بالمد رحلة الشتاء الى اليمن. ورحلة الصيف الى الشام في كل عام يستعينون بالرحلتين للتجارة على المقام بمكة لخدمة البيت الذي هو فخرهم. وهم ولد النضر بن كنانة. يعني ان قريشا تطلق على ولد النظر ابن كنانة. قريش لقب لجد من اجداد النبي صلى الله عليه وسلم وقد اختلف العلماء في قريش من هو؟ فالاكثرون على انه النضر. ابن وكنانة الناظور بن كنانة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وقال بعضهم هو فهر بن مالك من النظر. قال العراقي رحمه الله تعالى في الوفيته في السيرة اما قريش فالاصح فهروج معها والاكثرون النظر. آآ آآ الذي رجحه هو ان قريشا سمعوا ان ان قريشا هي هو فهر. فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضار بن نزار بن معاذ بن عدنان. الاكثرون على انه النظر. وهذا هو الذي هو اللي صدر به البدوي رحمه الله وتعالى بانساب العرب. حيث قال قريش النظر وقيل فهروا وبالبطاح كعب استقروا وبالظواهر سواهم ابتعار الحمس وكل من على الحمص سائقا. فليعبدوا تعلق به لايلاف اي لتعبد قريش ربها لايلافها. رب هذا البيت اي البيت الحرام. الذي اطعمهم. الذي وصف للرب اطعمهم من جوع اي من اجله. وامنهم من خوف من اجله اي من اجل البيت اي من اجل انهم سدنة هذا البيت اهله اطعمهم الله سبحانه وتعالى من جوع وامنهم من اجل هذا البيت ايضا كذلك من خوف. وكان يصيبهم الجوع بعدم الزرع مكة وخافوا جيش الفيل. مكة ارض آآ ليست بذات زرع كما هو معلوم واهلها كانت تأتيهم ثمرات الافاق الاخرى وقد خافوا اهل الفيل فامنهم الله سبحانه وتعالى بسبب البيت. سورة الماعون مكية او او نصفها او نصفها. قيل مكية وكالة مدنية وقيل بعضها مكين وبعضها مدني. ارأيت الذي يكذب بالدين؟ الدين الجزاء والحساب. اي هل عرفته ان لم تعرفه فسنبين لك وصفه. فذلك الذي واليتيم من مات ابوه وهو صغير كما هو معلوم. ولا يحض اي لا يحض ويحث نفسه ولا غيره على طعام المسك اي اطعامه نزلت في العاصمة بن وائل او الوليد بن المغيرة. يعني ان اصل هذه اصل سبب نزول هذه الاية هو ما احد هذين الرجلين وهما من المستهزئين الذين كانوا يستهزئون برسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يؤذون المسلمين آآ بمكة. لكن لفظ الاية عام فهو لا يختص بهذين الرجلين بل يشمل كل من كانت هذه صفاته فويل للمصلين تقدم ان الويلة كلمة عذاب وقد كانت هذه الكلمة معروفة عند العرب قبل الاسلام وقبل نزول القرآن. يقول امرؤ القيس له الويل ان امسى ولاء معامر قريب وللبسبسة ابنته يشكر. يعني ان كلمة ويل هذه الكلمة كانت معروفة عند العرب قبل نزول القرآن ولكن لا ينافي ايضا ما ذكره بعض المفسرين من انها اسم واد في النار قد تكون اسم واد في النار مع انها كلمة عربية اه معروفة عند العرب. فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. اي ويل لمن كان لا يخشع في صلاته ومنكم من كان غافلا عنها فان الانسان لا يكتب له من صلاته الا ما حضر وقد يصلي الصلاة وما كتب له سوى نصفها ثلثها ربعها خمسها سدسها. الى العشر فينبغي ان يكون الانسان حاضرا في صلاته. فقد توعد الله سبحانه وتعالى الذين هم عن صلاتهم اهو اي غافل الذين هم يراؤون الصلاة وغيرها اي يأتون بري يأتون بالعبادة رجاء والرياء هو فعل العبادة امام اعين الناس لكي يروها ولكي يعجبوا بنسك صاحبها. هذا هو الرياء. وهو محبط للعمل ويسمى الشرك الاصغر. والحديث القدسي ان الله تعالى يقول انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه. فالرياء محبط للعمل. لان الانسان يفعل العبادة لاجل الناس اي لكي يراها الناس ولكي يستحسن الناس وعبادته. ويمنعون المعونة. الماعون ما من شأنه ان ينتفع به الناس على وجه الاعارة فمثلا جارك يستعير منك بأسا تارة وابرة تارة آآ اشياء من هذا القبيل هاي الاشياء تسمى الماعن ومنعها متوعد عليه وقيل الماعون هنا الزكاة ويشهد لذلك ان الزكاة قرينة الصلاة في القرآن الكريم تكاد الصلاة لا تذكر الا وذكرت معها الزكاة. وقد ذكرت صلاته هنا. سورة الكوثر مكية او مدنيتهم ثلاث ايات. بسم الله الرحمن الرحيم. انا اعطيناك يا محمد والكوثر هو نهر في الجنة هو حوضه ترد عليه امته او الكوثر الخير الكثير من النبوت والقرآن والشفاعة ونحوها. اي قيل الكثر هو النهر اي هو حوض النبي صلى الله عليه وسلم الذي يسقي منه المؤمنين يوم القيامة. وقد ذكر في احاديث كثيرة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للانصار انكم ستلقون بعدي اثرة. فاصبروا حتى تلقوني على الحوض النبي صلى الله عليه وسلم له حوض عذب يسقي منه المؤمنين يوم القيامة وقيل المراد بالكوثر الخير الكثير واشتقاقه من الكثرة الكوثر. اي الخير الكثير الذي اعطاه الله تعالى صلى الله عليه وسلم من انه من عليه بالنبوة وانزل عليه القرآن واعطاه الشفاعة الكبرى التي ليست لاحد آآ غيره صلى الله عليه وسلم فصل لربك صلاة عيد النحر. وانحر نسوكك قوله فصل لربك له عام. ولكن جعله بعضهم في صلاة النحر اه لمناسبة ذكر النحر بعدها. وهو قوله وانحر انسك. سكنى سيكت من الاضحية او من الهدي ان كنت حاجا. ان شانئك اي مبغضك هو الاب ترجع. الشانئ المغبض قالوا انا اهو ابغضه والابتر المنقطع عن كل خير او المنقطع العاقب البترول والانقطاع والابتعار المنقطع وهذا رد على من آآ اطلق هذا اللفظ على النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين فان بعض المشركين لما مات اولاد النبي صلى الله عليه وسلم ذكور وهم صغار قالوا ان محمدا ابتر اي منقطع عقب فرد عليهم الله سبحانه وتعالى بقوله ان شانئك هو الابتر. اه نزلت في العاصي ابن وائل سمى النبي صلى الله عليه وسلم ابتر عند موت ابنه القاسم. سورة الكافرون مكية او مدنية ست ايات. نزلت لما قال رهط من المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم تعبد الهتنا سنة ونعبد الهك سنة. يعني اقترحوا عليه ذلك. فانزل الله تعالى قل يا ايها الكافرون ترون خطاب للمشركين الكافرين اي الجاحدين والكفر في كلام العرب الجحود اصله الستر كما قال لبيد بن ربيعة يعلو طريقة متنها متواترا او متواتر روايتان في ليلة كثر النجوم غمامها اي لا ترى النجوم غمامها. لا اعبد انا لا اعبد في الحال ما تعبدون انتم من الاصنام ولا انتم عابدون ذي الحال ما اعبد وهو الله سبحانه وتعالى وحده ولا انا عابد في المستقبل. اي لا لا اعزم في المستقبل على ان اعبد ما عبدته ولا انتم عابدون ايضا كذلك في الاستقبال ما اعبد. علم الله منهم انهم لا يؤمنون وهذا في الذين كان يخاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخطاب وفي الذين عرضوا عليه هذا الكلام والا فان الكفار في الجملة قد اسلم منهم عدد كثير بعد ذلك. لكن كثير من عتاتهم الذين كانوا يجادلون النبي صلى الله عليه وسلم بجهل والعاصي بن وائل والوليد بن مغيرة وعتبة بن ربيعة وغيرهم. كثير من منهم ماتوا مشركين والعياذ بالله واطلاق ما على الله على وجه المقابلة. من المقرر الكلام العربي ان من الموصولية تستعمل لاولي العلم وان غير اهل غير اولي العلم اي اه من لا عقل له يعبر عنه بماء. فاطلاق ماء هنا على الاصنام هذا لا اشكال فيه لان لان الاصنام غير عاقلة. لا اعبد ما تعبدون. اصنام غير عاقلة لا صل ان يقال ولا انتم عابدون من اعبد. لان اولي العلم تستعمل لهم من؟ ولكن آآ لما عبر عن الاصنام بما جاءت ماء ايضا لله تعالى على او يزيد مشاكلتي والمقابلة التي بين اه بين اه اللفظين. لكم دينكم شرككم ولي دين اي الاسلام. وهذا قبل ان يؤمر بالحرب حذفها لاضافة القراء السبعة وقفا وواصلا واثبتها يعقوب في الحالين. اي ولي ديني قال ان هذا من من الموادعة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها للمشركين فقد كان ويعفو وآآ يبادع قبل ان يؤمر بالجهاد. فلما امر بالجهاد ادي آآ قاتل الناس حتى دخلوا في دين الله آآ افواجا. اقتصر على هذا القدر. بارك الله فيكم