لان من فاته العلم كيف يحكم الشيء وهو لا يعلم لو قيل لك ان هذا الرجل سوف يصنع ساعة ويتقنها ويحسنها وهو لم يتعلم كيف يصنع هل يمكن هذا او لا يؤتي مما لا يعطي وهي في هذه الحال تنصف مفعولين اصلهما نشره الخبر او لا ليس اصلهما المنكر والخبر ويقال يأتي ويأتي بمعنى يجيء وهي في هذه الحال تنصب مفعولا واحدا قل ارأيتم من اتاكم طيب اما اذا كانت من اتى بمعنى اعطى فهي تنصب مفعولين المفعول الاول هنا يؤتي الحكمة من يشاء الحكمة والثاني من في قومه من يشاء وقوله ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي ربما نقول ان هذه الجملة الثانية تدل على ان المفعول الاول في بيوت الحكمة هو من والحكمة هي المفعول الثاني لانه جعل المؤتى في قوله ومن يؤت الحكمة و اسم الشرط من يؤتى وقول من يؤتى الحكمة يؤتى مضارع مبني ليش للمفهوم نبينا محمود ونائب الفاعل فيه هو مفعول الاول والحكمة هي المفعول الثاني وجملة فقد اوتي بخاري هي جواب الشرق جواب الشرط واوتي خيرا كثيرا نقول فيها كما قلنا في ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا قال وما يذكر الا اولوا الالباب قولوا في هذا التركيب الاخ شراب اللي وراك وما ذكروا الا اولوا ايه هند وش اسمك انت عبد الله ابن بن حامد يلا عبد الله محمد كلوا وشربوا كونوا فاعل ها تعال اذكر لانهم استثناءون مفرغ وقولوا بمعنى اصحاب وهي ملحقة بجمع المذكر السالم ولهذا رفعت بالواو. طيب يقول الله عز وجل في هذه الاية يؤتي الحكمة من يشاء يعني ان الله تعالى يعطي الحكمة من يشاء من عباده وذلك لان الامر كله بيده سبحانه وتعالى قال الله تعالى قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير الحكمة بيد الله عز وجل يؤتيها يا ابراهيم يؤتيها من يشاء من عباده وقد مر علينا كثيرا لان فعل الله المقيد بمشيئته يرد الى الحكمة على ما تقتضيه الحكمة واستدللنا لذلك بقوله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما فالله سبحانه وتعالى يعطي الحكمة من يعلم انه اهل لها كما يعطي الرسالة من يعلم انه اهل لها الله اعلم حيث يجعل رسالته وليس فعل الله عز وجل لمجرد مشيئة انه يعطي هذا ويمنع هذا بس لمجرد انه شاء هذا او شاء هذا ولكنه لحكمة وقوله الحكمة ما هي الحكمة فعلة من احكم يحكم احكاما بمعنى اتقن ولا اتقان الا بامرين بالعلم والرشد لا يمكن ان يحصل احكام باي شيء من الاشياء الا بامرين هما العلم والرشد لا يمكن طيب لو قيل لك ان هذا الرجل سوف يبني بناء وهو عالم بالبناء ولكنه سفيه ففيه ما يحسن ان يتصرف لا يحسن ان يضع الاعمدة ولا الجسور ولا مسطحات ولا شي من هذا يعني هو جيد وعنده علم لكن ما عنده حسن تصرف ليس عنده حسن تصرف هل يمكن ان ان يحكموا ولا لا لا يمكن اذا فالحكمة تعود الى شيئين العلم والرشد ولهذا قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وانزل الله عليك الكتاب والحكمة بالكتاب العلم وبالحكمة الرشد وان شئت فقل ان الحكمة تشمل العلم والرشد ايضا وهي السنة على كل حال الله عز وجل يهب الحكمة من يشاء فتجد بعض بعض الناس يهبه الله علما ورشدا عنده علم عنده رشد ينزلوا الاشياء في منازلها يعطي عند كون العطاء انفع ويمنع عند كون من انفع ويتكلم اذا كان الكلام انفع ويسكت اذا كان السكوت خيرا وهكذا نقول هذا ايش هذا حكمة ابن رشد علم لانه علم ان هذا انفع ورشد لانه سلك النافل فاذا من الله على الانسان بهذا الامر بالحكمة فان الله يقول ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا يعني من يهب الله الحكمة وهي العلم الرشد فانه يؤتى خيرا كثيرا لان لديه العلم والرشد فلا يفوته شيء ولا يضيع فرصة وهو عالم بامور الخير وامور الشر وقوله فقد اوتي خيرا كثيرا ولم يقل سبحانه وتعالى فقد اوتي الخير كله لانه مهما كان الانسان فهو ناقص مهما كان مهما بلغ في العلم وفي الرشد فانه ناقص يرد عليه الجهل ويرد عليه سوء التصرف ولهذا ينبغي للانسان ان نكون دائما يسأل الله تعالى التوفيق والرشاد والسداد لانه مهما كان ناقص احيانا يتكلم الانسان وهو حين يتكلم بالشيء يرى انه على صواب ثم بداه يتبين له انه خطأ لماذا لانه فاته اما العلم واما الرشد بل حتى الانسان المجتهد احيانا يجتهد في طلب الحق ويتحرى يدرس النصوص ثم يقول الحكم كذا وبعد مضي مدة يتغير اجتهاده ويرى ان الحكم خلاف الحكم الاول وهذا نقص ولا كمال هايا نقص هذا نقص ولكنه يكون كمالا اذا رجع الى الحق يكون كمالا اذا رجع الى الحق ولم ينتصر لنفسه ويبقى على خطأه طيب يقول ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا قد تقول لماذا اختلف الاسلوب في قوله يؤتي الحكمة ثم قال ومن يؤتى الحكمة لماذا لم يقل ومن يؤته الحكمة اللي قبله الاول يؤتي الحكمة. فلماذا قال ولم ومن يؤتي الحكمة الجواب والله اعلم ان الحكمة قد تكون غريزة وقد تكون مكتسبة بمعنى ان الانسان قد يحصل له مع المران مع المران ومخالطة الناس من الحكمة وحسن التصرف ما لا يحصل له لو كان منعزلا عن الناس ولهذا اتى بالفعل المضارع المبين المفعول ليعم كل طرق الحكمة التي تأتي منها سواء اوتي الحكمة من قبل الله عز وجل او من قبل الممارسة والتجارب على ان ما يحصل من الحكمة بالممارسة والتجارب هو من من الله عز وجل هو الذي قيد لك من يفتح لك ابواب الحكمة وابواب الخير يقول وما يذكر الا اولوا الالباب ما يذكر التذكر بمعنى الاتعاظ والاعتبار بالامور ومجاريها ونتائجها وثمراتها ما يتذكر الا اولوا اي اصحاب الالباب اي العقول جمع رب وهو العقل نعم اصحاب العقول هم الذين يتذكرون سواء كان ذلك فيما اجرى الله على على عباده من السنن السابقة في تعذيب المكذبين واهلاك المجرمين او كان فيما يحصل من تجارب الحياة في زمانهم. فانه في الاقيل العاقل من من اتعظ في غيره. كل انسان عاقل يأخذ من الامور عبرا ودروسا ولذلك تجده ينظر ويفكر ويقيس الماضي بالحاضر ويقيس المستقبل بالحاضر. نعم. ليصل الى نتيجة اما من ليس عنده عقل فهو غافل خاف لا يتذكر وماتوا من الايات والنور عن قوم لا يؤمنون. طيب اذا قال قائل مريم هو الذكاء او شيء اخر. ها؟ لا قال لهم العقل. والعقل غير الذكاء. قد يكون الكفار من هو غاية في الذكاء لكنه غاية في السفه. ولهذا وصف الله الكفار بانهم صموا عموما فهم لا يعقلون. ومثل الذين كفروا كمثل الذين عقوا بما لا يسمعوا الا دعاء ونداء سم بكم عني فهم لا يعقلون. اذا مهما رأينا من سياسات الامم وذكائها لا ينبغي ابدا ان نقول لهم انتم الى هذا شيخ الله فهم لا يقولون يكتبون انهم العقلاء. ولكن اقول انهم اذكياء ولا من الذكاء العقل. العقل حسن التصرف. ولهذا سمي عقلا سمي العقل عقلا لانه يعقل صاحبه عما اما الذكاء فهو حدة الادراك. والفهم قد يحمد وقد وقد لا يحمد. ولهذا قال شيخ الاسلام رحمه الله في الفتوى الحموية عن المتكلمين. قال انهم ذكاء ولم يؤتوا زكاء هذا جناس تام ولا غير تام ها في ناس غيرتهم