ومن فوائد الاية الكريمة ان الانفاق الذي لا يبتغى به وجه الله لا ينفع العبد لقوله وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله ومن فوائدها التنبيه على الاخلاص ان يكون الانسان مخلصا لله تعالى في كل عمله حتى في الانفاق وبذل المال ينبغي له ان يكون مخلصا فيه كقوله وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله الانفاق قد يحمل عليه محبة الظهور ومحبة الثناء وان يقال فلان كريم وان تتجه الانظار اليه ولكن كل هذا لا ينفع لا ينفع الا ما ابتغي به وجه الله وفيه اثبات وجه الله عز وجل بقوله الا ابتغاء وجه الله واهل السنة والجماعة يقولون ان لله تعالى وجها حقيقيا موصوفا بالجلال والاكرام وانه من الصفات الذاتية ايش؟ الخبرية والذاتية الخبرية هي التي لم يزل ولا يزال متصفا بها و نظير مسماها ابعاد واجزاء لنا ولكن ما نقول انه ابعظ اجزاء لله لانه لا ينبغي هذا اطلاق هذا اللفظ على صفات الله عز وجل اهل التعطيل ينكرون ان يكون لله وجها حقيقيا ويقولون المراد بالوجه الثواب او الجهة او نحو ذلك وهذا تحريف منهم لظاهر اللفظ مخالف له اي لظاهر اللفظ ولاجماع السلف على ان لله تعالى وجها حقيقيا ولان الثواب لا يوصف في الجلال والاكرام والله تعالى قد وصف وجهه ذي الجلال والاكرام فقال ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام طيب ومن فوائد الاية الكريمة ان الانسان لا ينقص من عمله شيء لقوله وما تنفقوا من خير يوفى اليكم ومن فوائدها الاشارة الى ان الانفاق من الحرام لا يقبل من قوله من خير ووجهه ان الحرام ليس بخير بل هو شرط ومن فوائد الاية الكريمة اثبات ومن فوائدها نفي الظلم بجزاء الله عز وجل لقوله وانتم لا تظلمون وهذا يستلزم كمال عدله لانه مر علينا كثيرا ان كل ما نفى الله عن نفسه من الصفات فانه مستلزم لكمال ظده طيب ثم قال تعالى للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ظلما في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا هذا بيان لمصرف الانفاق كأن سائلا يسأل الى اين نصرف هذا هذا الخير لما قال ما تنفقوا من خيره فاليكم كأنه قيل الى اين يصفه فقال للفقراء وعلى هذا فتكون للفقراء ان متعلقة لتنفقوا او بمحذوف تقديره الانفاق او الصدقات للفقراء والفقراء جمع فقير والفقير هو المعدم لان اصل هذه الكلمة مأخوذة من الفقر الموافق للقهر الاشتقاق الاكبر في الاشتقاق الاكبر الذي يساوي في الحروف دون الترتيب والقفر هو الشيء الخالي الارض الخالية نعم وكما قال الشاعر وقبر حرب ها ايش بمكان قفري وليس قرب قبر حبر ها؟ حرف قبر يقول ان الانسان اذا ما يأتي بهذا البيت سبع مرات الا يغلط فيه نعم وانا غلطت فيه في اول مرة طيب الكلام على ان الكفر بمعنى الشيء الشيء الخالي الفقير معناه الخالي ذات اليد ويقرن بالمسكين احيانا فاذا قرن بالمسكين صار لكل منهما معنى وصار الفقير من كان خالي ذات اليد او لا يجد من النفقة الا اقل من النصف والمسكين احسن حالا منه لكن لا يجد جميع الكفاية اما اذا انفرد احدهما عن الاخر صار معناهما واحدا فهو من الكلمات الذي اجتمعت فهو من الكلمات التي اذا اجتمعت ها فرقت واذا افترقت اجتمعت طيب للفقراء يعني يعني الخالي ذات اليد الذين احصروا في سبيل الله الذين احصروا في سبيل الله اي منعوا في سبيل الله لان الاحصار بمعنى المنع كقوله تعالى واتموا الحج والعمرة لله فان احصرتم اي من اعتم عن اتمامهما احصروا في سبيل الله يعني احصروا في الجهاد تحصر في الجهاد اما بالاستعداد له واما بما اصابهم من الجهاد من العيوب التي اقعدتهم عن العمل المهم انهم احصروا في هذا الطريق في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يعني لا يستطيعون سفرا يبتغون به الرزق لانهم اما مشغولون بالجهاد واما عاجزون عن السفر لما اصابهم من من الجراح او الكسور او نحو ذلك يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف يحسبهم وقراءة يحسبهم ففيها قراءتان الجاهل الذي ليس عنده علم او الجاهل باحوالهم الثاني الجاهل باحوالهم لان جهل كل شيء بحسبه الجاهل باحوالهم الذي لا يعرفهم يحسبهم اغنياء من اي شيء قال من التعفف اي بسبب تعففهم وعدم سؤالهم يحسبه مجاه الاغنياء لانك اذا رأيتهم ظننتهم اغنياء مع انهم فقراء وهذا كقول النبي عليه الصلاة والسلام ليس المسكين الطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان ولكن المسكين الذي يتعفف لا يفطن له فيتصدق عليه فيتصدق عليه ولا يسأل الناس هذا هو المسكين حقيقة لكنك اذا رأيته تقول هذا غني لا يظهر بمثل الفقراء ابدا لا في هيئته ولا في لباسه وقول من التعفف يعني العفة عن ما في ايدي الناس وكلمة التعفف قد يقول قائل ان ظاهرها تكلف العفة لان نتعفف ليست كعف عف اي صار عفيفا تعفف اي تكلف العفة هكذا قيل ولكن الصواب خلاف ذلك بل الصواب ان التاء هنا للمبالغة وليست للتكلف والطلب بل المعنى انك تحسبهم غنيا لكمال عفتهم فلا يسألون الناس قال لا يسألون الناس نعم تعرفهم بسيماهم تعرفهم باستماعهم. في الاول يقول يحسبه مجاهل اغنياء والحسبان بحسب ظاهر الحال واما تعرفهم بسيماهم فهو بمقتضى الفراسة والنظر والتدقيق وكثير من الناس يكون عنده من الفراسة ودقة النظر ما يعرف به الاحوال الباطنة فهؤلاء اذا رأيتهم عرفتهم باستماعهم طيب السيما بمعنى العلامة لقول النبي عليه الصلاة والسلام انكم تدعون يوم القيامة غرا محجلين من اثر الوضوء سيما ليست لغيركم يعني علامة ليست في غيركم بسيماهم اي بعلامتهم وش هي العلامة اللي فيه العلامة هي ان الانسان اذا رآهم ظنهم اغنياء واذا دقق في حالهم تبين لهم انهم فقراء لكنهم متعففون وكم من انسان يأتيك بمظهر الفقير المتقن ثياب ممزقة وشعر منفوش وجه كاله وانين وانين طنين واذا امعنت النظر فيه عرفت انه غني وكم من انسان بالعكس يأتيك بالزيج الغني بهيئة الانسان المنتصر على نفسه الذي لا يحتاج الى احد لكن اذا دققت في حاله علمت انه انه فقير وهذا يعرفه من من الله عليه بالفراسة وكثير من الناس يعطيهم الله تعالى علما في الفراسة يعلمون احوال الانسان بملامح وجهه ونظراته وكذلك بعض عباراته كما قال تعالى ولتعرفنهم في لحن القول قال تعرفه مثل ما هم لا يسألون الناس الحافا الالحاف هو الالحاف المسألة الالحاح في المسألة قوله لا يسألون الناس الحافا هل النفي للقيد كل للقيد والمقيد ان نظرنا الى ظاهر اللفظ فان النفي للقيد يعني لا يسألون الناس سؤال الحاف ولكن يسألونهم سؤال تلطف وحياء وخجل اذا رده المسؤول مرة ما عاد اليه مرة اخرى هذا مقتضى ايش مهتدى ظاهر اللفظ لكن مقتضى السياق وانه وان المقام مقام ثناء ان النفي نفي للقيد الذي هو الالحاف والمقيد الذي هو السؤال فهم لا يسألوا الناس الحافا ولا غير الحاف بدليل قوله يحسبهم الجاهل اغنيا من التعفف ولو كانوا يسألون ما حسبه مجاهل اغنيا بل لظنهم فقراء بسبب سؤالهم فعليه يكون النفي عن القيد وايش والمقيد لكنه ذكر اعلى انواع السؤال المذموم وهو الالحاح ولهذا تجد الانسان اذا الح وان كان فقيرا يثقل عليك وتمل مسألته حتى ربما تأخذك العزة بالاثم ولا تعطيه مع علمك في استحقاقه لانه الح وتجد الانسان الذي يظهر بمظهر الغني المتعفف تجدك ترق له وتعطيه اكثر مما تعطي السائل هذه خمس صفات قال الذين وصلوا في سبيل الله لا يستطيعون ظلما في الارض يحسبه جاهل ان يعمل التعفف يعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا هذي خمس والسادسة الفقراء فهؤلاء هم المستحقون حقا في الصدقة والانفاق واذا تخلى فالصفة من الصفات فالاستحقاق باق لكن ليس كما اذا تمت هذه الصفات الست طيب الاية الكريمة عدة فوائد نعم طيب ونكمل الاية وما تنفقوا من خير فان الله به عليم هذه الجملة الجملة الشرقية اجلت بها الاية المبينة لاهل الاستحقاق حثا على الانفاق لانه اذا كان اذا كان الله عليما باي خير ننفقه فسيجازينا عليه الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة فتأمل ما في هذه الايات من ظهور الحث على الانفاق وان الانفاق هذا كله مقيد بالخير ومقيد باهله الذين يستحقونه ففي الاية بيان من يستحق الانفاق الاستحقاق الكامل وهم الفقراء الموصوفون بهذه الصفات الخمس الخمس لأن قلنا هم الفقراء الموصوفا بهذه الصفات الخمس التي ارتكزت على الفقر طيب من فوائد الاية الكريمة ان تشاغل الانسان بعمل يعد من سبيل الله يبيح ان نعطيه وننفق عليه فلو تشاغل القادر على الكسب بطلب العلم فاننا نعطيه حتى من الصدقة الواجبة ليتفرغ لطلب لطلب العلم ولو تفرغ انسان للجهاد في سبيل الله الجهاد في سبيل الله اعطيناه ولا لا نعم اعطيناه ولو من الصدقة الواجبة طيب لو تفرغ الانسان للعبادة فان ذلك فانه لا يعطى الا من الصدقة المستحبة اما من الزكاة فلا يعطى لانه تفرغ لنفع قاصر لا يتعداه وفرق بين النفع القاصر والنفع العام