تفسير سورة التين سورة التين من السور القصيرة وكل يقرأها في صلاته او يسمعها في صلاة في الصلاة الجهرية من الائمة لكن لو تأملناها وتدبرناها ونظرنا فيها لوجدناها لوجدنا انها تشتمل على امور عظيمة جدا اولا انها فتحت بالقسم وهذا يدل على ان هناك امر عظيم. لان الله لا يقسم بشيء الا يدل على عظمته لا يقسم الله سبحانه وتعالى بامر الا لعظمته وتقريره فافتتحت بالقسم والسور التي افتتحت لابو قسم كثيرة جدا مرت معنا وستمر معنا فاقسم الله سبحانه وتعالى في هذه افتتاحية هذه السورة. اقسم باي شيء؟ اقسم بامور عظيمة اقسم بعدة امور والقسم بهذه الامور لشرفها ولكثرة منافعها ولما تدل عليه وقال سبحانه وتعالى والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين هي اربعة امور التين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الامين شجرتان ومكانان من اماكن الارظ ونستطيع ان نقول ان المراد المراد بالقسم هو قسم على ثلاثة اماكن شريفة ثلاثة اماكن شريفة المكان الاول منطقة مهما كان الشام الذي تنتشر فيه هذه الاشجار العظيمة التين والزيتون وهو مكان مهبط مهبط الوحي وبعث الانبياء فمنطقة الشام هي مهبط الوحي مهبط الوحي في الرسالات السابقة قبل محمد. وهي ايضا آآ وهي ايضا يعني ظهور الديانات فيها بعث الانبياء ابراهيم في الشام وسليمان وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى وكثير من الانبياء ممن بعثوا كانوا في في هذا المكان الشريف الذي اشتهر بكثرة اه اشجاره. ومن اعظم هذه الاشجار التين. والزيتون الذي ينتشر ويكثر اه زرعه في هذا هذا المكان. فالمراد لهذا المكان كما قال المؤلف هنا قال التين هو التين المعروف والزيتون وزيته امر معروف ايضا. قال اقسم بهاتين الشجرتين لكثرة منافعهما ولان قال المؤلفون قالوا ولان سلطانهما في ارض الشام يعني سلطانة يعني تنتشر هذي الاشجار في هذا المكان. قال ولان سلطانه في ارض الشام. ارض الشام الشام محل النبوات واعظم الانبياء واشهرهم في هذا المكان وفي مقدمتهم عيسى عليه السلام فانه من اولي العزم. اولي العزم خمسة اولي العزم خمسة اولهم نوح عليه السلام ثم موسى اولهم نوح ثم ابراهيم ام موسى ثم عيسى ثم خاتمهم واشرفهم محمد صلى الله عليه وسلم والسورة تشير الى ثلاثة انبياء من اولي العزم اولهم من بعث في الشام وعاش في الشام وهو عيسى عليه السلام وثانيهم من بعث ونودي من جبل الطور وهو عيسى عليه السلام ولذلك اقسم الله سبحانه وتعالى قال وطول سينين وهو طور سيناء وهو مكان الجبل الذي نادى الله سبحانه وتعالى من خلاله نادى موسى عليه السلام وكلمه وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا والمكان الثالث هو هذا البلد الامين الذي نادى الله سبحانه وتعالى او اوحى الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وانزل عليه كتابه وبعثه من هذا المكان مهبط الوحي وهي مكة مكة المكرمة المشرفة وهي المكان البلد الامين. فيتضح لنا ان الله سبحانه وتعالى اقسم بهذه الاماكن الثلاثة بشرفها ومكانتها عند الله سبحانه وتعالى ولانها مهبط الانبياء ومبعث الانبياء المهبط الاول مهبط الشام ثم مهبط طور سيناء ثم مهبط البلد الامين وهي مكة شرفها الله سبحانه وتعالى فهذا هذا هذا هذه الاماكن التي اقسم الله بها اقسم الله عز وجل بها لعظمها عند الله ولمكانتها ولان الله سبحانه بعث منها اشرف الانبياء والرسل وهم من اولي العزم عيسى وموسى او نقول موسى وعيسى ومحمد عليه الصلاة اقسم لاي غرض ما الهدف من هذا القسم لماذا اقسم الله بهذه الاماكن؟ ولماذا شرفها واقسم بها لاي غرظ جواب القسم في قوله تعالى لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. اذا الغرض من هذا القسم ان يبين الله سبحانه وتعالى لبني ادم انه خلقها خلق هذا الانسان خلقه في كرامة ولقد كرمنا بني ادم خلق الله سبحانه وتعالى وبين كرامته اه بين خلقته وكأن الله كرمه كرمه على سائر المخلوقات لم يكن كالحيوانات ولم يكن كالطيور ولك الحشرات وانما الله سبحانه وتعالى خلق بني ادم في كما قال سبحانه وتعالى لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم يقول شيخنا قال اي في خلق تام متناسب الاعضاء منتصب القامة لم يفقد منه ما يحتاج اليه ظاهرا او باطنا شيئا ومع هذه ومع هذه النعم العظيمة التي انعم الله بها على هذا الانسان وخلقه في احسن صورة قال قال التي ينبغي منه القيام بشكرها فاكثر الخلق منحرفون عن هذا الشيء يعرفون ان الله خلقهم في احسن صورة واجمل وابهى صورة الا انهم لا يعرفون الطريق الى الله. ولذلك قال الله سبحانه وتعالى لقد خلقنا الانسان كان في احسن تقويم ثم رددناه اسفل سافلين. ثم رددناه اسفل سافلين يقول لانه لم يعرف الطريق الى الله ظل واصبح في اسفل سافلين لا يعرف الطريق الى الله. خلقت في احسن صورة لتعرف من خلقك لتعرف لو تهتدي الى من خلقك ولا تعرف الطبيق الى خالقك. لا ان تنصرف عن خالقك وتنكره وتسبه. وتشتمه وترد رسالاته وتعاند وتكابر حتى تكون في اسفل سافلين هذا معناه الاية. يقول الشيخ هنا قال لم يقوموا بشكر هذه النعمة فيعرفوا الطريق الى الله فيقبلوا على الله بل اكثر الخلق منحرفون عن شكر المنعم مشتغلون باللهو باللهو واللعب قد رضوا لانفسهم باسفل الاسافل وبسفاسف الاخلاق والبعد عن عن الطريق الى الله بل عرفوا ان طريقهم الى نار جهنم والى اسفل سافلين ورضوا بذلك الا من رحمه الله الا من رحمه الله. ولذلك جاء الاستثناء في هذه الاية. قال الا الذين امنوا وكل الخلق منحرفون ضالون لا يعرفون الطريق الى الله مصيرهم الى اسفل سافلين الا الذين امنوا. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فهؤلاء الذين عرفوا الطريق الى الله استثنوا من اسفل سافلين ولم يكونوا على هذا الطريق لان الله اكرمهم بطاعته وردهم عن اسفل سافل باعمالهم الصالحة وبايمانهم الا الذين امنوا وعملوا الصالحات ما جزاءهم؟ قال فلهم اجر غير ممنون. لهم اجور لا تنقطع لهم اجور غير منقطعة ابدا. لهم اجور لا لا تنتهي. قال فلهم اجر قال لهم المنازل العالية في جنات النعيم والاجر الغير ممنون اي غير مقطوع بل لهم اللذات المتوافرة والافراح المتواترة النعم المتكاثرة لانهم عرفوا الطريق الى الله هذا تفسير هذه الاية التي في قوله تعالى ثم رددناه اسفل سافلين. هذا وجه من تفسيرها. وهناك وجه اخر لبعض وهو ان معنى هذه الاية لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. اي في احسن قوة ونشاط وكمال ثم انه بعد ما يمضي به السن ويكبر في هذا السن يرد الى اسفل سافلين يرد الى ارضه العمر فيكون اضعف المخلوقات فبعد قوته ونشاطه وكماله يرجع الى اظعف ما يكون وهذا معنى هذا تفسير لبعض العلماء انه قال هذا معنى هذه الاية انه يكون معنى اسفل سافلين انه يرد الى ارذل العمر ولكن هذا هذا الرأي يكون يعني الرأي الاول اقوى منه بمعنى لماذا لان لان الله استثنى فقال الا الذين امنوا والذي يردد العلم قد يكون من الذين امنوا الذي يرد الى لكي لا يعلم من بعد علم شيئا قد يكون للاتقياء الصالحين. فكيف يستثنى من هذا؟ فالذي يظهر في معنى الاية ان قوله تعالى لقد خلقنا في الانسان لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم في احسن صورة واحسن واجمل صورة واحسن قدرة وعقل وبهاء وكمال قال ان من رد نفسه الى اسفل سافلين في ظلال لانك تجد ممن يعيش البهائم احسن منه تجد ممن يعيش الان البهائم افضل وهو خير منه تجده يعيش في ظلام وفي اسفل سافلين لا يعرف الطريق الى الله فهو يعيش في الدنيا في اسفل سافلين ومصيره في الاخرة اسفل سافلين الا من رحم رحمه الله ورده الى الى العمل الصالح والايمان بالله هؤلاء لهم اجور غير منقطعة ولهم النعيم المقيم في جنات النعيم بعد هذا بعدها بعد بعد هذا الفصل وهذا البيان في خلق الله سبحانه ونعمه المتتالية على هذا الانسان انه اوجده في هذه يعني خلقة او او وجود نعمة الوجود لك. ونعمة ان الله خلقك في احسن وجعل لك عينين وجعل لك لسانا جعلت الشفتين وجعل لك سمعا وجعل لك قدرة على المشي وقدرة على الاخذ والعطاء والتفكير والعقل ينبغي لك ان تشكر نعمة الله. فاذا لم تشكر نعمة الله ولا تعرف الطريق الى الله فان الله سيردك الى اسفل سافلين. وهذا حكم الله العدل هذا حكم الله العدل. فاذا حكم باكرام الصالحين وباهانة الباطلين الذين صدوا عن عن دين الله ورضوا ان يكونوا من من من اهل الظلال ومن اهل الظلمات هذا حكم الله فلذلك ماذا قال الله بعدها؟ قال كما يكذبك بعد بالدين كيف تشك في الدين؟ وتشك في البعث والجزاء لا تشك في ذلك لان الله سيجازي اهل الاعمال الصالحة باعمالهم. وسيجازي اهل الاعمال الفاسدة باعمالهم. وكل سيأخذ عمله. لماذا؟ لان الله هو احكم الحاكمين واعدل العازلين. ولذلك ختم الله هذه السورة بقوله تعالى اليس الله باحكم الحاكمين؟ هذا معنى هذه السورة العظيمة هي سورة قصيرة لكنها تعطي معاني كبيرة تجعل الانسان يتفكر في خلقته وان الله خلقه في احسن صورة واحسن واحسن بهاء واكرمه بالعقل لم يكن كالبهائم اكرمه بتمييزه بين الحق والباطل وبين ما ينفعه ما يضره الا اذا اذا لم يعرف قيمة نفسه ويكون في اسفل سافلين. فان الله سيقضي عليه بحكمه العدل. هذا معنى هذه السورة؟ نقرأها ونسمعها في صلاتنا. لكن لا ندرك مثل هذا الامر عندما نتدبرها ونتفكر فيها