بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله في هذا اللقاء المتجدد. لقاء الثلاثاء المغرب الثلاثاء مع تفسير القرآن العظيم واليوم هو اليوم الرابع عشر من شهر جمادى الاولى الشهر الخامس من عام الف واربع مئة اثنين واربعين نجتمع في هذا المقام المبارك وفي هذا اللقاء المبارك اه حول تفسير القرآن العظيم واليوم معنا تقريبا سنأخذ سورتين الدورة الاولى سورة الطارق الثانية السورة الاعلى اما سورة الطارق الكثير منا يعني يحفظ يحفظ هذه السور ويقرأها كثيرا في صلاته ولكن الذي ينبغي لنا ان نقرأها في تدبر تمعن وفهم وادراك معانيها السورة فيها قسم الله سبحانه وتعالى لا يقسم الا بامر عظيم ولا يقسم سبحانه وتعالى الا على امر عظيم هنا قسم اقسم الله بالسماء واقسم بالنجم الذي يطرق اقسم على اي شيء اقسم على ان كل نفس من بني ادم عليها حافظ يحفظ اعمالها سواء كانت اعمالا صالحة او اعمالا سيئة وان عليكم لكاتبين وان عليكم لحافظين كراما كاتبين. وان عليكم لحافظين كراما كاتبين اه كل نفس عليها حافظ سبحانه وتعالى ذكر ان هؤلاء الحفظة لم يأتوا عبثا لان الانسان لم يخلق عبثا ولم يترك سدى من خلق وكلف قال الله سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولذلك يذكر الله سبحانه وتعالى في هذا الانسان من اين اتى من اين اتى؟ ومن الذي اوجده لذلك قال فلينظر الانسان مما خلق وكل هذا لاجل يوصلك الله سبحانه وتعالى الى ان تقر اليوم الاخر يوم الجزاء والحساب الذي الله سبحانه سبحانه وتعالى قال من كل نفس نم عليها حافظ يحفظ اعمالها حتى اذا جاء يوم القيامة يوزي هذا الانسان باعماله باعماله متى اليوم تبلى السرائر ثم اقسم سبحانه وتعالى مرة اخرى في هذه السورة وهي قصيرة يقسم الله فيها اكثر من مرة ويقسم بالسماء مرة اخرى ويقسم بالارض على اي شيء لان هذا القرآن الذي يفصل لكم هذه الاخبار ويأتيكم بهذه الامور هو حق وفصل وليس بالهزل انما هو جد واخبار اخبار حقيقية لا مرية فيها ولا شك واما الكفار فانهم لا يزالون ضد هذا القرآن ضد هذه الدعوة ويحاولون طمسها في كل الطرق ولكن الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد اولا ولن يتركهم ضد هذا الدين وهم يكيدون والله يكيد هذه السورة هذه السورة يا اخوان بشكل عام انت تقرأها في صلاتك وتسمع الامام يقرأها ينبغي ان تفهمها بهذه الدلائل العظيمة نبدأ بها على بركة الله نأخذها اية اية ونبين معانيها اما البيان الاول فهو بيان مجمل ومختصر قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم والسماء والطارق وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب دائما نلاحظ ان الله يقسم اقسم باي شيء يقسم باياته الموجودة اقسم بالله ويقسم بالنهار اقسم بالشمس ويقسم بالقمر يقسم بالنجم ويقسم اشياء كثيرة هذه الايات الدلائل اقسم الله به على اي لماذا يقسم الله بها يختارها؟ لماذا يختار الضحى والعصر والفجر وهذه الاوقات وهذه الايات الشمس والقمر والنجوم لماذا يقسم الله بها ليبين سبحانه وتعالى ان هذه المخلوقات هي مخلوقات عظيمة وانها لم يخلقها الله هكذا انما خلقها ليظهر سبحانه وتعالى فيها قدرته وعلمه واقسم بالسماء على سعة هاؤلاء وعظيم خلقها يقسم الله بالسماء ثم يقسم بالطارق ما هو الطارق الله قال لك قال لك وما ادراك ما الطارق دائما كلمة ما ادراك ومرت معنا كثيرا ان الجواب موجود واذا جاءت وما يجريك الجواب غير موجود اذا قال الله سبحانه وتعالى وما ادراك ما الطارق؟ والجواب موجود يعني النجم الثاقب وما ادراك ما هي نار حامية وما ادراك ما الحطمة نار الله الموقدة تجد كلمة وما ادراك ما الجواب بعدها على طول لكن وما يدريك وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا؟ الجواب غير موجود ابدا السماء اقسم بالسماء واقسم بالطارق الذي هو النجم الثاقب ما معنى كلمة الطارق الطارق هو الذي يظهر ليلا اي شيء يظهر ليلا يقال له طارق والنجم يظهر بالليل وسلطانه بالليل. وظهوره وبروزه بالليل الله سبحانه وتعالى اقسم بالطارق اي اقسم بالذي يظهر ليلا طيب قد يأتيك شخص ويقول لك طيب. الطارق هو الذي يطرق الباب نقول الاصل ان الطارق هو من يأتي ليلا سواء كان مسافرا او ضيفا او نحو ذلك كل من يأتي ويدخل البلد او يأتيك الى دارك في الليل يسمى طارق ثم ان كلمة الطارق هذي اخذت من ان الذي يأتي في الغالب انه يطرق يطرق يطرق الباب يطرق الجرس يطرق كذا لذلك سمي الطارق فكل من يأتي ليلا طارق ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول اعوذ بك من طوارق الليل والنهار الا طارقا يطرق بخير مراد بطوارق الليل والنهار الاشياء التي تأتي بالليل والنهار يتعوذ النبي صلى الله عليه وسلم ويعود امته ان يتعوذوا من طوارق الليل والنهار. ممن يأتي ليلا او نهارا الا ما الا من يأتي بخير قوله تعالى وما ادراك ما الطارق فسرها قوله تعالى النجم الثاقب ومعنى الثاقب الذي يثقب بنوره الارض. يعني يعني يكون نوره ساطعا قويا والعلماء تكلموا عن ما هو هذا النجم وهل هو نجم ثابت ولا نجم سيار وما اسم هذا النجم وفصل بعضهم قال ان نجمه ان نور هذا النجم يعني يثقب السماوات حتى يصل السماء السابعة كلام طويل نحن لا ليس لنا حاجة الدخول في مثل هذه الامور الله اعلم بصحتها ولكن الذي يفيدنا نعرف ان كلمة النجم هو نجم من النجوم. الله اعلم باسمه وكلمة الثاقب الذي يثقب بنوره يثقب يثقب الارض والنجوم ثواب حتى قال بعض المفسرين ان المراد هنا بالنجم هو جنس النجوم يعني النجوم الثواقب طيب لما اقسم الله بالسماء واقسم بهذا النجم الذي يسطع في السماء ويظهر نوره في السماء على اي شيء على ان كل نفس من بني ادم كل نفس من بني ادم عليها حائض ملك يحفظها هذا الحافظ الملك يأتي ملك اخر ينوب مكانه لان الملائكة يتناوبون يتعاقبون قال صلى الله عليه وسلم يتعابوا يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار يعاقبون في صلاة الفجر وصلاة العصر ينزل الذين يأتون في صلاة العصر فيصعد من كانوا في صلاة الفجر وينزل اهل العصر يبيتون مع هذا الانسان الى الفجر ثم يصعدون ثم يأتي اولئك من الفجر الى العصر وهكذا يتعاقبون فيكم ملائكة والانسان معه ثمانية من الملائكة معه ثمانية اثنين حفظة وينوبهم اثنين اصبحوا اربعة اثنين كتب وينوبهم اثنين واصبحوا اربعة مع الاربعة ثمانية يعني كاتبا يكتبون ما يقول الانسان ويفعله من الخير والشر وحافظان يحفظ واحد امامه وواحد خلفه يحفظونه من امر الله يحفظونه من امر الله كما قال سبحانه وتعالى قال له معقبات بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله فكل انسان وراءه حافظ يحفظوا اعمالهم ويكتبها كل كل انسان انت ايها الاخ الفاضل لما تسمع مثل هذا الكلام الان انت تسمع هذا الكلام يجب عليك ان تتأنى ان تقف ان تتأمل وان تنظر ماذا قدمت وماذا اخرت وماذا تقول بلسانك وماذا تفعل بافعالك وبجوارحك ما دام ان ان وراءك من يحصي ويسجل فعليك ان في كل كلمة تقولها وفي كل فعل تفعله علينا ان نتأمل مثل هذه الاشياء قال ان كل نفس لما عليها اخبر الله سبحانه بهذا الخبر بان كل نفس من من انفس بني ادم حافظ ان الله يحفظها ويكتب اعمالها الله سبحانه وتعالى هذا الانسان من اين اتى والى اين سيذهب انت من وين جيت والى اين ستذهب؟ ولذلك قال كل نفس لما عليها حافظ فلينظر الانسان هذا الانسان قد ينظر مما خلق من اين خلقت؟ ومن وين ومن اين اتيت من اين خلقتمني؟ اين اتيت قال بل ينظر الانسان مما خلق من اي شيء خلق ثم بين وهو انسان يعرف نفسه لكن الله اراد ان يقرر له هذه القضية قال خلق من ماء عند افق الله يعلم سبحانه وتعالى من اين خلقت انت وايضا انت تعلم من اين خلقت كلا ان خلقناه مما مما يعلمون وانت تعلم من اين خلقت ومن ومن اي شيء لكن الله سبحانه وتعالى اخبرك بخلقك الاول حتى يبين لك قدرته سبحانه وتعالى وما يترتب على ذلك. ولذلك قال خلق من ماء وهو ماء الرجل الذي يخرج بدفق وقوة ودفع يخرج قال خلق مما عندها حق وهذا الماء الدافئ الذي يخرج من هذا الرجل ويندفق في رحم المرأة ويصب في رحم المرأة هذا من اين اتى؟ قال يخرج من بين الصلب صلب صلب الانسان صلب الرجل وهو ظهره فيه هذا الماء هذا الماء المني ينزل منه التراب هو صدر المرأة فان المرأة ينزل منها الماء من صدرها ويختلط ماء الرجل بماء المرأة. فيكون الله بهذا الاختلاط هذا الخلق الاول هذا خلق الانسان بداية خلقه وقيل ان الطرائب هي تراءب الرجل ان الرجل عندما يخرج منه هذا الماء بعد بعد الشدة وبعد اللذة الشديدة يخرج من من من صلبه من ظهره ومن صدره والله اعلم بذلك قد يكون للمرأة قد يكون للرجل لكن بعض المفسرين رجح المرائد والترائب هو ظهر الرجل وصدره قال لان الماء الدافئ ما يخرج من المرأة يخرج من الرجل وبعضهم قال ان الماء الدافئ هو ينتفق من الرجل من الرجل ونندفق من المرأة ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم اخبر لما سئلت سألت المرأة النبي صلى الله عليه وسلم هل على المرأة من غسل؟ قال نعم اذا هي رأت الماء دل على ان الماء يخرج منها ويظهر منها ماء ان الرجل يخرج منه ماء وقال صلى الله عليه وسلم قال اذا على ماء الرجل ماء المرأة فان الشبه يكون للاب واذا علا ماء المرأة ماء الرجل فان الشبه يكون للام والله اعلم بذلك قال سبحانه وتعالى انه على رجعه رجع من خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب انه على رجعه رجع من؟ رجع هذا الانسان هذا الانسان المخلوق من الماء الدافئ ويخلقه الله ويكونه ويخرج من بطن امه ويعيش في هذه الدنيا ثم يموت ان الله على رجعه مرة اخرى قادر وقيل اسمع وقيل ان المراد على ان المراد بقوله على رجعه لقادر على رجع هذا الانسان ان يكون يرجع مرة اخرى في صلب ابيه في صلب ابيه عندما خرج الى هذه الدنيا الله قادر على ان يعيده ما ان دافق يرجع الى ما كان مستقرا في ظهر ابيه كل ذلك جائز ليس شيئا يعجز الله من هذا الامر كلها في قدرة الله سبحانه وتعالى لكن لكن القول بان قوله انه على رجعه لقادر مراد رجعي اي بعثه بعد الموت هذا اقرب والدليل الدليل ان الله قال بعدها يوم تبلى السرائر ليوم القيامة على رجعه متى؟ يوم القيامة يوم تبلى السرائر امتحن ما في الصدور يمتحن ما في صدور ما في صدر الانسان. في الدنيا الناس على ظواهرهم وما ظهر ما ظهر لنا من الناس عرفناه وما خفي لا نعرفه اما في الاخرة فان الامور تظهر وتنكشف ولا يخفى منها شيء يوم القيامة لا يمكن ان يخفى منها شيء لذلك تبلى السرائر وتكشف وتظهر السرائر يوم القيامة تظهر يوم القيامة ولا يخفى منها شيء لذلك الله سبحانه وتعالى اخبر ان هذه والاشياء التي يخفيها الانسان في الدنيا ولا يبينها للناس يوم القيامة تنكشف وتنفضح امام الناس. كل ينفضح امام الناس قال الله سبحانه وتعالى اذا بليت السرائر فان هذا الانسان ليس له قوة في نفسه ولا ناصر ينصره القوة في نفسه والناصر ان ينصره احد. فليس له احد ينصره ولا هو في نفسه يصبح قويا هذا ضعيف الانسان فليستعد لهذا اليوم وليعرف مما خلق يعرف انه في يوم من الايام سيرجع الى ربه ويجازيه باعماله ثم اقسم سبحانه وتعالى مرة اخرى في السورة والسماء اقسم باي شيء بالسماء وذات الرجع انها ترجع نرجع في كل وقت وترجع بالمطر ارجعوا بالبعث والرسل والانبياء والملائكة وترجع بالاعمال كل وقت ترجع والارض ذات الصدع تنشق تنشق اذا جاء المطر وتتصدع وتنبت وتنشق بالدفن ووضع الاموات فيها السماء والارض كلها بامر الله سبحانه وتعالى اقسم الله بالسماء واقسم بالارظ على اي شيء قال على ان هذا القرآن الذي يخبركم بهذه الاخبار انه لقول فصل هذا قول وقالوا الصدق والذي يفصل بين الحق والباطل والذي لا يمكن يشك فيه قوله صدق وبين وواضح انه لقول فصل هذا الكلام ليس بالهزل ولا قال انه لقول فصل وما هو بالهزل او الكذب سخرية او الكلام الذي لا يقبل هل هو كلام صحيح ليس بالهزل ثم اخبر سبحانه وتعالى من اعداء هذا الدين في كل زمان ومكان قال انهم يكيدون لاطفاء هذا النور يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم انهم يكيدون كيدا. يكيدون كيدا عظيما ويدبرون ويخططون لطمس هذا الدين تشويه هذا الدين وابعاده واقصائه ولكن الله سبحانه وتعالى يكيد كيدا اعظم من كيدهم يمكرون ويمكر الله واكيد كيدا يقول اتركهم وامهلهم فانني سامهلهم مهلا قليلا وزمنا قصيرا ثم اخذهم ثم يأخذهم سبحانه وتعالى يمهلهم قليلا ثم تكون العاقبة امرهم عاقبة سيئة حين ينزل بهم حين تنزل بهم العقوبة وينزل بهم العذاب هذه هي السورة سورة الطارق كما بيناها في اول الامر مجملا ثم بيناها بيانا تفصيلا نسأل الله سبحانه وتعالى يجعلنا واياكم ممن يسمع ويعمل ويتدبر ويفهم السورة التي تليها سورة الاعلى الاعلى والاعلى اسم من اسماء الله سبحانه وتعالى ينبغي ان نعظم يعظم ربنا ونعظم اسماءه وندعوه باسمائه ومن اسمائه الاعلى ولو تقرأ هذه السورة لوجدت ان الله سبحانه وتعالى وصف نفسه باوصاف عظيمة وعظم نفسه امور عظيمة بدأ السورة بالامر بالتسبيح والتسبيح هو تنزيه الله اي صفة لا تليق به ثم عظم نفسه بعدة اوصاف عدة اوصاف ثم بين اعظمة هذا القرآن ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم ووظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم وان الناس تجاه هذا القرآن تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم ينقسمون قسمين اشقى اشقى ومن يخشى فمن يخشى السينما افلح وتزكى ومن كان شقيا الى النار الكبرى مصيره هذه هي السورة بشكل عام وابتدأها بالامر باي شيء الامر بالتسبيح والتسبيح هو تنزيه الله تعظيمه عن النقائص وعن الاوصاف التي لا تليق وتعالى فهو يوصف اوصاف العظمة ويوصف باوصاف بالاوصاف التي تليق به سبحانه وتعالى. ولذلك امر الله سبحانه وتعالى ان امر كل انسان ان يسبح ربه وان يذكره وان يجلله وان يخضع له وان يعظمه سبحانه وتعالى التسبيح تعظيم واجلال لله سبحانه وتعالى ووصفه بالاوصاف الحسنة الطيبة اه وعدم وصفه بالاوصاف التي لا تليق ولذلك قال سبح سبح ايها الانسان ويا رسول الله سبح يا ايها الانسان سبح ولذلك لما نزلت هذه السورة قال النبي صلى الله عليه وسلم ضعوها في سجودكم ضعوا هذا التسبيح في سجودكم. فقولوا في سجودكم سبحان ربي الاعلى ولما نزل فسبح باسم ربك العظيم ضعوها في ركوعكم ربي العظيم قال الله سبحانه وتعالى وهو يأمر نبيه ويأمر كل انسان انا وانت وكل انسان يقرأ هذه السورة ينبغي له ان يسبح وان يعظم الله. قال سبح اسم ربك الاعلى يسبح اسم الله وسبحوا باسمائه بكل اسم من اسمائه الحسنة والحسنى يسبحه سبحانه وتعالى وعظمه سبح اسم ربك الاعلى والاعلى وصف الله والمراد بالعلو هنا علو القدر وعلو الذات الله سبحانه وتعالى عاليا عالي عالي في في قدره وعال في ذاته فوق سبع سماوات مستو على عرشه بائن من خلقه لا يخفى عليه شيء في السماء ولا في الارض يسمع دبيب النمل ويرى النملة السوداء على الصفاة السوداء في ظلمة الليل سبحانه وتعالى وهو فوق عرشه سبح اسم ربك الاعلى من هو الله الاعلى الذي خلقه فسوى خلق الخلق كله خلق الخلائق كلها فسواها يعني خلقها بصورة مستوية ومعتدلة يخلق الخلق باحسن في احسن الخلق واجمله والطفه وانسبه لم يجعل اليد اطول من الاخرى ولم يجعل العينين احداهما اكبر من الاخرى ولم يجعل الاذنين احداهما اكبر او اصغر ولم يجعل القدمين كلها مستوية الخلقة سويت الخلقة هذا معنى خلق فسوى ثم انه لما خلق الخلق هداهم هداهم لما خلقوا له. ولذلك قال والذي قدر المقادير فهدى فهدى خلقه لما خلق له النحل قد خلقه الله وهداه بعمله والنملة خلقها الله وهداها الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى وكل انسان قد هدي لما خلق له. كل قد هدي لما خلق له وكل قد عرف عمله ووظيفته لذلك قال الذي خلق فسوى والذي قدر والذي اخرج المرعى بقدرته سبحانه وتعالى. انزل من السماء ماء فاخرج المرعى وهو النبات الذي تأكله الدواب اخرج المرأة ثمان هذا المرعى يخرج اخضر وبالوان زاهية اصفر واحمر والوان جميلة وروائح طيبة ثم بعد ذلك يموت قال فجعله غثاء والغثام الذي لا خير فيه الغذاء والشي اليابس الذي لا نفع فيه جعله غثاء احوى والاحوى الذي اسود بعد موته تجد الخضرة في الروضة بالوانها وزهورها. ثم بعد زمن تأتي اليها فاذا هي قد اصبحت هشيما يابسة متكسرة فمن الذي احياها ومن الذي اماتها؟ ومن الذي يحييها مرة اخرى؟ هو الله سبحانه. هو الذي خلقه وهو الذي قدر وهو الذي فهد والذي هدى الناس وتعالى وهدى الخلق كله قال الله بعدها خطابا لمحمد يقرئك هذا القرآن الذي تسمعه ولا تنساه ابدا وهذه بشارة وهداية من الله بان يأخذ هذا القرآن فلا ينساه ابدا يقرئه الله سبحانه وتعالى فلا ينسى الا ما شاء الله الا ما اراده الله سبحانه وتعالى ثم اخبر سبحانه وتعالى لما وصفه نفسه بهذه الاوصاف العظيمة بين انه سبحانه وتعالى بين سعة علمه وقال انه يعلم الجهر ما ظهر وما وما ارتفع صوته يعلم جهرا وما يخفى من الجهل وما تخفيه الصدور انه يعلم الجهر وما يخفى. فالجهر يعلمه والخفي يعلمه كله عنده سواسية لا يختلف قال الله عز وجل بشارة لمحمد لما اخبره بان القرآن سيثبته في صدره قال ونيسرك لليسرى فتصبح ميسرا وتصبح شريعتك ميسرة واتباعك ميسرين. كما قال قال يسروا ولا تعسروا ييسرك لليسرى واليسرى هي طريق الخير طريق السعادة ثم امرا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. ويدخل في ذلك كل داعية فذكر في هذا القرآن وبهذه الدعوة وبهذه الشريعة فذكر ان نفعت الذكرى فان الذكرى تنفع وذكر اذا وجدت فرصة بان الناس ينتفعون بذكراك فذكر واستمر وانتهز الفرص في الدعوة ثم اخبر ان ذي ينتفع بالدعوة من هو سيذكر من يخشى الذي يخشى الله يخاف الله ويخاف عقابه ويخاف النار. هو الذي ينتفع بالذكرى وهو الذي تنفعه الذكرى واما من لا يخاف ولا يخشى فلا ينتفع ولذلك قال يتجنبها الاشقى يتجنبها الاشقى الذي لا خير فيه ومصيره ماذا؟ قال الذي يصلى النار الكبرى نار الله الموقدة ثم لا يموت فيها ولا يحرق لا يموت ويقضى عليه هنا يحيى حياة طيبة يأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت وهو في نار جهنم يتمنى فليموت والذين كفروا الله سبحانه وتعالى لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها لا يقضى فيموت ولا يخفف عنه من عذابهم ثم سبحانه وتعالى بين هذا الذي يتقبل الدعوة ويخشى الله قال قد افلح من قبل هذه الدعوة ومن زكى نفسه بالطاعة وذكر اسم ربه فصلى ابو عرفة عرفة او ان الله هو الذي خلقه وان الله هو الذي امره فاذعن لربه واطاع ربه وصلى ما كتب الله له وما فرضه الله عليه من الصلوات ذكر اسم ربه واكثر من ذكره سبحانه وتعالى وذكره بشرعه واياته وعرف عظمة الله سبحانه وتعالى بعد ذلك حافظ على ما امره الله سبحانه وتعالى من الصلوات ان الصلاة هي حقيقة الدين وهي عمود الدين وذكر اسم ربه فصلى ثم قال سبحانه وتعالى بعد ذلك بل تؤثرون الحياة الدنيا ايها الناس لماذا تقدمون الدنيا وتتركون الاخرة والاخرة خير وابقى فلماذا تؤثرون الحياة الدنيا وتقدمونها على الاخرة؟ وهي منغصة مكدرة زائلة كلها مصائب وكلها مخاوف ولماذا تقدم الحياة الدنيا وهي دنيئة على الاخرة العظيمة والاخرة كما قال الله وابقى عند الله سبحانه وتعالى فهي خير من الدنيا ونعيمها خالد باقي وهي صافية صافية ليست كذلك كدار الدنيا الفانية الاخرة لا شك لا تقارن بالدنيا ابدا ولا يمكن فاهلها في سعادة وفي ابد في راحة وليس عندهم شقاء هذه هي الاخرة. اخرة المؤمن اخرة الصالح المؤمن الخير وابقى ثم اخبر سبحانه وتعالى في نهاية هذه السورة ان الله ان ما ذكره الله في هذه السورة ليس شرعا جديدا وليس خبرا جديدا. بل انه في الكتب السابقة وقد اخبر الله به الانبياء السابقين كلهم كلهم قد امروا بمثل هذه الاوامر من الدعوة والتذكير وبيان حال من تقبل الدعوة ومن تركها. ولذلك قال ان هذا المذكور لكم الصحف الاولى المتقدمة الصحف الماضية التي انزلت على الانبياء ثم قال خص منهم نبيين عظيمين صحف ابراهيم الانبياء عليه السلام وموسى كليم الله بين الناس صحف ابراهيم والله سبحانه وتعالى انزل كتبا كثيرة وانزل صحف كثيرة سأل احد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم كم الكتب التي انزلت على الانبياء؟ فقال مئة واربعة مئة واربعة والله سبحانه وتعالى بعث من الانبياء اكثر ما يقرب من مئة واربعة وعشرين الف والكتب المنزلة كثيرة كثيرة والله اعلم وكلها تدعو الى الله هذه السورة من فضائلها عشان نختم الكلام يا اخوان من فضائل هذه السورة من فضائلها انها تقرأ في يوم الجمعة يقرأ في الركعة الاولى والثانية الغاشية وتقرأ في صلاة العيدين في الركعة الاولى والثانية غاشية وايضا تقرأ في الشفع والوتر الانسان اذا شفع واوتر انه يقرأ في الركعة الاولى سورة سبح اسم ربك الاعلى وفي الثانية قل يا ايها الكافرون ثم في الركعة الاخيرة وهي ركعة الوتر يقرأ قل هو الله احد هذه كلها من الامور المستحبة تعظيما لهذه السورة التي عظم الله فيها نفسه بقوله اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرأة سبحانه وتعالى اسأل الله سبحانه وتعالى اسأل الله ان ينفعنا بما قلنا وبما سمعنا وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين موفقين لكل خير ونلقاكم على خير ان شاء الله في لقاء قادم. والله اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين