الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنحمد الله تبارك وتعالى على هذا اللقاء لنتدارس ونتذاكر في بعظ فوائد سورة الفاتحة للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى هذه السورة العظيمة اه وارجو غلق الهواتف التي هي سورة الفاتحة لا يخفى عليكن انها اعظم سورة في كتاب الله تبارك وتعالى وجاء هذا مصرحا به في حديث ابي سعيد الملا معلا في الصحيحين وهذه السورة لم ينزل الله تبارك وتعالى مثلها لا في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور هذه السورة مما يدلنا على عظيم شرفها ومكانتها وعظيم معانيها كثرة اسمائها واوصافها فهي سورة الفاتحة وسورة الحمد وسورة الشافية او الشفاء الكافية الصلاة وغيرها من الاسماء التي قاربت عشرين اسما وهناك اسماء اجتهادية ذكرها العلماء لهذه السورة لعظيم دلالاتها فهي المقدمة لكتاب الله تبارك وتعالى وهي الخلاصة وهي الاخلاص وهي المعرفة بالله تبارك وتعالى وهي سورة الحقوق لانها تبين الحقوق وهي سورة تبين الفرق العظيم الحق الجلي بين الخالق والمخلوق. قال الامام رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين قال هذه الايات الثلاث تضمنت ثلاثة مسائل الاية الاولى فيها المحبة لان الله منعم والمنعم يحب على قدر انعامه من اين استنبط الامام ان الله تبارك وتعالى منعم من قوله رب العالمين فان من معاني الربوبية كونه سبحانه وتعالى ينعم على عباده اولا انعم عليهم بالايجاد والخلق ثانيا انعم عليهم بالرزق ثالثا انعم عليهم بالتدبير رابعا انعم عليهم بالملك فما من مخلوق الا وهو تحت ربوبية الله تبارك وتعالى خلقا وايجادا وملكا ورزقا وتدبيرا اه فنحن لا ندري عن شيء لكن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقنا وجعلنا وجعل لنا سمعا وبصرا كما قال وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكر واوجد المجانين واوجد العميان واوجد البكم والصم لكي ينبهنا على عظيم ما انعم علينا فاذا هذه الاية الاية الاولى الحمد لله رب العالمين فيها المحبة لان الله منعم والمنعم يحب على قدر انعامه وان عامات الله تبارك وتعالى تترى صباح مساء لا نهاية لها فالعبد منذ ان يخلقه الله تبارك وتعالى الى ان يموت وهو يسير في نعم الله تبارك وتعالى فمن الذي اعطى له الحول والقوة ومن الذي اعطى له الارادة؟ ومن الذي امده بالاستفادة من الارزاق ومن الذي ابعد عنه الامراض والافات فاذا اصيب بمرض يقول يا ربي يا ربي يا ربي حتى يخلصه الله مما هو فيه. فهذه نعم الله تبارك وتعالى والامر كما قال المولى جل في علاه وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها قال الامام رحمه الله والمحبة تنقسم الى اربعة انواع المحبة تنقسم الى اربعة انواع محبة شركية وهم الذين قال الله فيهم ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله ثم اخبر عز وجل عن هذه المحبة الشركية واهلها فقال عنهم وما هم بخارجين من النار اذا المحبة الشركية صورتها المحبة الشركية صورتها ان يحب العبد او الامة ان يحب الانسان غير الله كحبه الله تبارك وتعالى فمتى ما وصل الحب مع الله وقع العبد في المحبة الشركية. الانسان يحب اباه ويحب امه ويحب اولاده ويحب زوجته ويحب اصحابه ويحب اهل عشرته ويحب اهل جيرته لكن هذه ليست حبا مع الله ما معنى الحب مع الله معنى الحب مع الله الحب التعبدي وهو ان يحبه لكونه يزعم انه اله او انه ينفع ويضر مع الله او انه يستحق شيئا من العبادة فهذه هي المحبة الشركية التي كانت عند المشركين يحبون مناتهم ولاتهم ويحبون اصنامهم واوثانهم كحب المؤمنين الله عز وجل او على التفسير الثاني انهم يحبون لاتهم ومناتهم واصنامهم واوثانهم كحبهم لله عز وجل فصار حبهم للاصنام والاوثان شركا من جهة من جهة ان حبهم لهذه الاصنام حب تعبدي كحب المؤمنين الله حبا تعبديا والجهة الثانية ان حبهم لهذه الاصنام كحبهم لله فصار حبهم لله مخلوطا مشروكا فليحذر المسلم والمسلمة من هذه المحبة التي اذا خالطت القلب افسدت الايمان ونقضت عرى الاسلام يجب على العبد ان يجعل محبة الله فوق كل محبوب هذا القلب خلقه الله لنفسه واراد منا ان نخلصه من الغل والحقد والحسد حتى نجعل فيه حبه سبحانه وتعالى فاذا ما خلص القلب لحب الله عز وجل ازداد العبد والامة نورا لله تبارك وتعالى كما قال عز وجل مثلا عن هذا القلب مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كانها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار. قال ابن عباس مثل نوره كمشكاة اي مثل نور الله في قلب عبده المؤمن كمشكاة فيها مصباح قال الامام رحمه الله المحبة الثانية حب الباطل واهله وبغض الحق واهله. وهذه صفة المنافقين هذه المحبة الثانية هي من المحبات الباطلة وهي علامة من علامات المنافقين وهي علامة من علامات المنافقين فمن احب باطلا وابغض الحق ومن احب اهل الباطل وابغض اهل الحق فانه قد اتصف بصفة من صفات المنافقين ولهذا نجد ان وجوه المنافقين منصرفة الى الكفار والمشركين واذا ما اتوا الى المؤمنين فهي متغيظة عليهم وليست منبسطة اليهم وليست منبسطة اليهم فالواجب على المسلم ان يجعل في قلبه نبراسا وميزانا يحب به ويبغض به وهو حب الحق وحب اهله وبغض الباطل وبغض اهله متى ما صار في قلب المؤمن هذا الوصف فانه يكون قد تخلص من النفاق قال الامام رحمه الله المحبة الثالثة طبيعية وهي محبة المال والولد المحبة الطبيعية ليست مذمومة في ذاتها ولا ممدوح في ذاتها كون الانسان يحب ولده لا يذم كون الانسان يحب اكلا معينا لا يذم بل ان هذا من الصفات البشرية بل ان هذا من الصفات البشرية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حبب الي من دنياكم الطيب والنساء فهذه اوصاف بشرية وكان عليه الصلاة والسلام يحب الحلوى والعسل. هذه صفات بشرية لا يتعلق بها ذم ولا مدح. ولكن اذا جعل الانسان محبته الطبيعية لله تبارك وتعالى يجعل محبته الطبيعية لله تعالى وبالله تعالى وفي الله تعالى فانه يمدح على ذلك يحب عياله بقدر طاعتهم ويبغضهم بقدر معاصيهم يحب زوجته بقدر طاعتها ويبغضها بقدر معصيتها تحب زوجها بقدر طاعته وتنقص المحبة من قلبها اذا ما حصل منه المعاصي اذا هذا الميزان به نستطيع ان نقلب المحاب الطبيعية والطبعية الى العبادة. وهو ان نجعلها لله وفي الله فنحب الاكل لنتقوى على عبادة الله تبارك وتعالى. نحب الدب اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه المحبة الطبعية او الطبيعية تذم تذم ذما مكروها وذما محرما شديدا في صورته فان فان زاحمت هذه المحبة محبة الله صارت هذه المحبة مكروهة وان تغلبت هذه المحبة الطبعية حتى حصل من الانسان امتناع عن امتثال امر الله او حصل من الانسان ارتكاب لمحارم الله فهذه المحبة المحرمة هذه المحبة المحرم فالواجب على الانسان ان يحذر ان يحذر ولهذا يقول بعض المفسرين في قوله تبارك وتعالى عن ابراهيم ان الله عز وجل اوحى اليه ان يذبح ابنه وقال لابنه يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك انه حصل في قلبه حب لابنه وحتى يبقى قلب ابراهيم خالصا لله ابتلاه الله بهذا الامتحان الشديد فلما اسلما وتله للجبين وناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزي المحسنين وفديناه بذبح عظيم واما المحبة الطبيعية فانها اذا حملت الانسان على ارتكاب المحرمات او ترك الواجبات فهذا خطر عظيم. قال الله تعالى في سورة الانعام قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم واخوانكم وعشيرتكم واموالكم وتجارة تخشون كسادا ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره فاتى الله بالتهديد والوعيد لمن قدم المحبوبات الدنيوية الثمانية على امر الله عز وجل او او امر رسوله صلى الله عليه وسلم قال الامام رحمه الله المحبة الثالثة طبيعية وهي محبة المال والولد اذا لم تشغل عن طاعة الله ولم تعن على محارم الله فهي مباحة واما المحبة الرابعة فهي حب اهل التوحيد وبغض اهل الشرك وهي اوثق عرى الايمان واعظم ما يعبد به العبد ربه اذا المحبة الرابعة هي اعظم انواع المحاب. محبة الله محبة رسوله محبة دينه محبة اوليائه بغظ اعداء الله عز وجل فمن سار على هذا المنوال حبه لله بغضه لله يحب ما يحب الله ويبغض ما يبغض الله اصبح منعه لله عطاؤه لله اصبح غضبه لله لا لنفسه فانه قد استكمل اوثق عرى الايمان كما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهم قال الامام رحمه الله الاية الثانية فيها الرجاء الرحمن الرحمن الرحيم والاية الثالثة فيها الخوف ما لك يوم الدين اذا الله سبحانه وتعالى جمع في هذه الايات التي فيها ذكر الانعام ورحمته وملكه بين المحبة الحمد لله فهو الاله المحبوب فله الحمد الرحمن الرحيم رجاء وترغيب ما لك يوم الدين خوف وترهيب وعلى المسلم وعلى المسلمة ان يسيرا في حياته على هذه وفق هذه الامور الثلاثة حبه لله قائده وحبه للرسول صلى الله عليه وسلم اقتداؤه وحبه للدين العمل به والخوف من الرحمن هذا يحجزه عن محارم الله ورجاءه بالله هذا لا يجعله ييأس من روح الله ثم قال الامام رحمه الله اياك نعبد وهي الاية الرابعة التي قال عنها ربنا عز وجل هذا بيني وبين عبدي فان العبد اذا قال الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي. الله يكلمنا ويخاطبنا واذا قال العبد الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي واذا قال العبد ما لك يوم الدين قال الله مجدني عبدي واذا قال العبد اياك نعبد واياك نستعين. قال الله هذا بيني وبينك يعني ننظر هل تعبدني وتستعين بي؟ فانا اعطيك ان عبدتني واستعنت بي خالصة وامنعك ولا اعينك ان اشركتني ولم توفي بوعدك فاذا قال العبد اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل فقوله جل وعلا اياك نعبد قال الامام اي اعبدك يا ربي بما مضى. بهذه الثلاث بمحبتك ورجائك وخوفك وهذه الامور الثلاثة هي قوائم العبادة. العبادة لا تقوم الا بالمحبة التي شبهها ابن القيم برأس الطائر والرجا والخوف جناحا الطائر بهما يطير المؤمن الى رضوان الله تبارك وتعالى او كما قال في موضع اخر يجعل الحب رائده والخوف والرجاء جناحان له قال فهذه الثلاث اركان العبادة وصرفها لغير الله شرك اذا لو قال لنا قائل ما هي اركان العبادة المعنوية نقول اركان العبادة المعنوية المحبة والخوف والرجاء فان قال قائل فان العبادات اركانا اخرى. قلنا هذه الاركان الحسية هذه الاركان الحسية الصلاة لها اركان قيام وقراءة وركوع وسجود وغير ذلك الصيام له اركان الامساك والنية الحج له اركان هذه اركان حسية اما هذه الاركان الثلاث هي الاركان المعنوية لجميع العبادات قال فهذه الثلاث اركان العبادة وصرفها لغير الله شرك صرفها لغير الله شرك سواء صرفت هذه الثلاث لغير الله على وجه الافراد او على وجه الجمع فمن خاف غير الله كخوفه من الله وقع في الشرك ومن رجى غير الله كمن يرجو الله وقع في الشرك ومن احب غير الله كمن يحب الله وقع في الشرك ومن احب وخاف ورجع الى الله بحبه وخوفه ورجائه الله وقع في الشرك اعاذني الله واياكم من الشرك اكبره واصغره قال الامام رحمه الله وفي هذه الثلاث الرد في هذه الثلاث اي المحبة والرجاء والخوف الرد على من تعلق بواحدة منهن كمن تعلق بالمحبة وحده او تعلق بالرجاء وحده او تعلق بالخوف وحده فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك هنا يأتي سؤال ما معنى من تعلق بواحدة منهن كمن تعلق بالمحبة وحده يعني هذا رد على ما يزعمه بعض المتصوف الغلاة يقولون عياذا بالله اننا لا نعبد الله خوفا ورجاء يقولون عبادة الله خوفا ورجاء رغبة ورهبة هذا صنيع التجار ونحن لسنا تجارا يقولون نحن عشاق الله نحن نعبده حبا في الله كذبوا والله افتروا زورا وبهتانا على انبياء الله وفي دين الله الانبياء وهم خيرة الخلق عبدوا الله تبارك وتعالى حبا وخوفا ورغبة ورهبة قال الله عز وجل عنهم انهم كانوا يسارعون في الخيرات قال الله عنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبة. يدعوننا رغبا وراهبه وكذلك الله سبحانه وتعالى اخبر عن المؤمنين انهم يعبدون الله خوفا ورجاء والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعبد الله خوفا ورجاء ومحبة فمن زعم انه يحب الله وانه يعبده لحبه فقط فهذا صنيع الزنادقة كما قال بعض السلف هذا صنيع الذين يريدون افساد الدين ولا يريدون من العباد ان يخافوا رب العالمين ولا ان يرجوه والله سبحانه وتعالى قال يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم تجارة فسماها فسمى عبادة الله تجارة معه وهؤلاء الافاكون يقولون نحن لسنا تجارا مع الله نحن احباب الله هذا اشبه ما يكون كقول اليهودي والنصارى. وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم؟ ونحن نقول لهؤلاء الزاعمين انهم احباب الله نقول لهم لو كنتم احبابا لله الله خوفا ورجاء كما عبده الانبياء والمرسلون والصديقون والشهداء والصالحون واما من تعلق بالرجاء وحده كل ما قلنا له شي يا فلان صل يا فلانة اتركي الغيبة يا فلان اترك الظلم واذا به يقول الله غفور رحيم ومن الذي اخبرك اخبرك ان الله ليس بغفور رحيم الله غفور رحيم ولكنه شديد العقاب ايضا وهو الرحمن الرحيم وهو مالك يوم الدين وهو القائل نب عبادي اني انا الغفور الرحيم. وان عذابي هو العذاب الاليم هناك الطوائف من الناس يعبدون الله على الرجا وهؤلاء ايضا كذابون. لماذا كذابون لان الذي يرجو الثواب ها الذي يرجو الثواب يعمل لحسن المئاب ولا يترك العمل اللي يبي الراتب ويرجو الراتب يشتغل ويداوم ولا يقعد في بيته وينام اذا الرجا معناه ان الانسان يرجو ثواب الله في عمل فمن كان راجيا صادقا من كان يرجو رحمة الله فليعمل لذلك قال جل وعلا فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل فليعمل مهو اللي يجلس بالطالي يقول الله غفور رحيم ان رحمة الله ما هو لكل احد قال سبحانه ورحمتي وسعت كل شيء فزعم بعض الناس انهم شيء وانهم اهل لرحمة الله فقال الله فساكتبها للذين يتقون وقال جل وعلا ان رحمة الله قريب من المحسنين. اللي يشتغلون يعملون يطيعون فنترك عقيدة هؤلاء المرجية الذين يقولون ان الاعمال لا اثر لها. بل ان المسلمين يدخلون الجنة بسبب الاعمال وان كانت الاعمال ليست عوضا ولا ثمنا للجنة لانا ندخل الجنة باذن الله عز وجل برحمته نسأل الله لنا ولكم الجنة والفردوس الاعلى فدخول الجنة برحمة الله تفضلا وبسبب الاعمال سببية. ولذلك قال جل وعلا ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون اما من تعلق بالخوف وحده صار يعبد الله بالخوف وحده ونسي رجاء الله هذا حال الخوارج هذا حال الخوارج والتكفيريين والمعتزلة الذين غلبوا جانب الخوف وتركوا جانب الرجاء فاذا ما اصيب احدهم او ارتكب احدهم ذنبا ظن المسيكين لقلة علمه وعدم توفيقه ان الله لن يغفر له فيعمل الليل والنهار ويظن ان رحمة الله لا تشمل مع ان رحمة الله جل في علاه يصل الى التوابين والى المستغفرين والى الاوابين. قال جل وعلا قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك فصرف العبادة لغير الله شرك كما قال جل وعلا وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. قال وفيها من الفوائد اي في قوله اياك نعبد الرد على الطوائف الثلاث التي كل التي كل طائفة تتعلق بواحدة منها كمن عبد الله بالمحبة وحده وكذلك من عبد الله بالرجاء وحده كالمرجية وكذلك من عبد الله بالخوف وحده كالخوارج ولذلك قال عبدالله بن المبارك المروزي رحمه الله من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ومن عبد الله وبالخوف وحده فهو حروري. ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو السني ثم قال الامام رحمه الله في قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. قال فيها توحيد الالوهية وتوحيد الربوبية اياك نعبد فيها توحيد الالوهية. اياك نستعين فيها توحيد الربوبية والعبادة هي الغاية والاستعانة هي الوسيلة والالوهية هو المقصود من ارسال الرسل وانزال الكتب والربوبية دليل الالوهية فمن عرف ان الله خالقه ورازقه ومالكه ومعينه فعليه ان يعبده وحده لا شريك له لانه اذا كان هو الخالق وحده وهو رب العالمين وحده وهو الرحمن الرحيم وحده وهو مالك يوم الدين وحده فالواجب ان يعبد وحده وان يطلب منه العون وحده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله ومعنى توحيد الوهية هو صرف العبادة لله عز وجل على وجه الافراد ومعنى توحيد الربوبية هو افراد الله تبارك وتعالى بافعاله المختصة به كالخلق والرزق والملك والتدبير ثم قال الايمان في قوله جل وعلا اهدنا الصراط المستقيم. قال فيها الرد على المبتدعين كيف اهدنا الصراط المستقيم فيه الرد على المبتدعين لان قول الله اهدنا الصراط المستقيم تعليما لنا معناها ان هناك صراط مستقيم وهناك طرق هذه الطرق منقسمة الى قسمين. طرق الشرك وطرق البدعة والغواية فلما يقول العبد اهدنا الصراط المستقيم والصراط واحد لان سبيل الله واحد من ادم عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم ومستقيم هو الذي لا عوج فيه ولا امتع فليس فيه منحنيات ولا فيه منعطفات ولا فيه حفريات فهو واضح جلي قال فيها الرد على المبتدعين الذين يبتدعون في دين الله طرقا من عند انفسهم ويدعون الناس الى العبادة بها كاذكار واوراد ما انزل الله بها من سلطان ثم قال الامام رحمه الله واما الايتان الاخيرتان ففيهما من الفوائد ذكر احوال الناس يعني قوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال قسمهم الله تعالى الى ثلاثة اصناف منعم عليه وهؤلاء هم الموحدون المتبعون العالمون العاملون ومغضوب عليه وهؤلاء هم الذين علموا ولم يعملوا كاليهود الذين يعرفون الحق فلا يتبعونه. قال الله عنهم يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون وظال وهو الذي يعمل بلا علم وظال وهو الذي يعمل بلا علم. فصارت طوائف ثلاثة اقسام طائفة تعلم وتعمل وهم اصحاب الصراط المستقيم من الانبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين كما جاء ذكرهم في اية النساء من يطئ الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن اولئك رفيقا اه واما من كان عنده علم ولم يعمل به ورد الحق عصبية وضلالة وجهالة ففيه من صفات اليهود المغضوب عليهم ومن عمل بلا علم على غواية وظلالة ففيه من صفات الضالين النصارى قال فالمغضوب عليهم اهل علم ليس معهم عمل والضالون اهل عبادة ليس معها علم ابليس عنده علم بالربوبية والالوهية والاسماء والصفات عنده علم بالحق لكن لم يعمل والضالون اهل عبادة ليس معها علم كقوم نوح والنصارى ونحويهم قال واذا كان سبب النزول في اليهود والنصارى فهي لكل من اتصف بذلك اي لكل من اتصف بهذين الوصفين بمن علم ولم يعمل اعاذنا الله من ذلك وبمن عمل بلا علم على ظلالة اعاذنا الله من ذلك قال الثالث من اتصف بالعلم والعمل وهم المنعم عليهم قال وفيها من الفوائد التبرؤ من الحول والقوة لانه منعم عليه ينبغي على الانسان دائما ان يكون متبرأ من حوله وقوته. وان يسأل الله عز وجل الاستعانة على العبادة والطاعة ولا امور دنياه فمن كان كثير الاستعانة كان عظيم العبادة ومن قلت استعانته قلت عبادته ومن كان عظيم الرجاء كثير الخوف كان عظيم المحبة قال وكذلك فيها معرفة الله على التمام ونفي النقائص عنه تبارك وتعالى وفيها معرفة الانسان ربه ومعرفة نفسه ومعرفة نفسه فانه اذا كان رب فلا بد من مربوب ما دام في رب لازم يكون مربوب ما دام في خالق لازم يكون في مخلوق ما دام في مالك لازم يكون مملوك ما دام في رحيم لازم يكون مرحوم هذه مسائل اتفق عليها العقلاء فاذا فانه اذا كان رب فلا بد من مربوب واذا كان هنا راحم فلا بد من مرحوم واذا كان هنا مالك فلابد من مملوك واذا كان هنا عبد فلابد من معبود. واذا كان هنا هادي فلا بد من مهدي من مهدي واذا كان هنا منعم ولابد من منعم عليهم. واذا كان هنا مغضوب عليه. فلا بد من غاضب. واذا كان هنا ضال فلابد من مضل فهذه السورة تضمنت الالوهية والربوبية ونفي النقائص عن الله عز وجل وتضمنت معرفة العبادة واركانها هذه السورة فيها من المعاني العظيمة الجليلة ما لا يسع هذا المقام الى الاحاطة بها وما ذكره الامام انما هي تلميحات ومختصر لبعض ما كان مناسبا لهذه الرسالة نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين نجاوب على السؤال نجاوب على ثلاثة اسئلة فقط يقول كيف اجمع بين قوله تعالى ولا حياة طيبة وبين ابتلاء المؤمنين حسب ايمانهم. ولنحينه حياة طيبة هي حياة القلوب حياة الايمان حلاوة التي يجدها المؤمن ولو كان في السجن الحلاوة التي يجدها المؤمن والحياة الطيبة والسعادة القلبية التي يجدها المؤمن ولو كان جائعا فقيرا مريضا معدما الحياة الطيبة التي يجدها العبد المؤمن في عقله وبصيرته وبصره ما لا يجده كثير ممن عنده الدنيا ما في تعارض بين الايتين يقول هل من شرط البر بالوالدين ان يوافق الابن امه في ارائها وقراراتها وان كانت خاطئة؟ الجواب لا. ليس لهذا علاقة بالموافقة في الاراء والقرارات لكن تخالف بادب تقول صلاة الظحى هل من السنة فعلها يوم ترك؟ صلاة الظحى السنة فعلها كل يوم. لكن بشرطين الاول الا تعمل جماعة كل يوم وانما يعملها على صورة انفرادية وما ورد عن بعض السلف كراهة صلاة الضحى فهو محمول على كراهة صلاة الضحى جماعة كل يوم والشرط الثاني الا تصلى كل يوم في المسجد وانما يصلى احيانا في المسجد واحيانا في البيت نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد