القارعة من اسماء يوم القيامة. احسنت جزاك الله خير على التنبيه سميت القارعة قارعة لانها تقرع القلوب بهولها ومنه القرع ومنه المقرعة وهي المطرقة لانها تقرع الشيء وتحدث له صوتا وضجيجا. فهكذا قارعة القيامة فانها تقرع القلوب باهوالها وتفزع القلوب بمخاوفها والله المستعان. اسأل الله ان يؤمننا واياكم ذلك اليوم. ثم هول من امرها فقال ما القارعة؟ وما كلهم باب التهويل والتخويف الشديد لهذا اليوم العظيم ثم قال تعالى يوم يكون الناس كالفراش المبثوث يعني انهم عندما يخرجون من قبورهم يخرجون كأنهم الفراش المنتشر كما في الاية الاخرى. او كأنهم عفوا الجراد المنتشر كما في الاية الاخرى كأنهم جراد منتشر. يخرجون خائفين الا من امنه الله جل في علاه. فهم ينتشرون ويتوزعون ويسيرون كانما يسيرون الى نصب معينة يتجهون اليه وهم يتجهون الى ارض المحشر الى الساهرة كما ارض المحشر كما بينها رب العالمين ثم بين بعض ما يكون من الاحوال عند قيام الساعة قال وتكون الجبال كالعهن المنفوش يعني كالقطن المندوف هذه الجبال الشديدة الجبال تتفتت وتدك وتنتشر كانها لا شيء. ثم بعدها تسوى بالارض حتى تكون قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا امتى ثم بين احوال الناس جل في علاه يوم القيامة وانهم يكونون على قسمين. القسم الاول الذين ثقلت ثقلت موازينهم وهم الذين رجحت حسناتهم على سيئاتهم. ما هي نتيجة هؤلاء؟ قال فهو في عيشة راضية يعني عيشة مرضية يا ايتها النفس المطمئنة ان ارجعي الى ربك راضية ايش مرضية معنى انها راضية مرضية ان لها رضا تام ليس فيه كدر ابدا ولا ينقطع هذا الرضا لها ما شاءت كما جاء في الحديث الالهي قال اعددت لعبادي الصالحين في الجنة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر هذي والله نعمة يجب السعي اليها وذاك اجتهد يا عبد الله المؤمن ان تسعى لرضا رب العالمين عليك فان الله عز وجل اذا رضي عنك ارظاك واذا ارظاك لم يسخط عليك ابدا واما القسم الثاني فهم الذين خفت موازينهم الذين خفت موازينهم يعني رجحت سيئاتهم على حسناتهم او لم يكن لهم حسنات اصلا وهم الكافرون. ما هي النتيجة وما هو المأوى لهم؟ قال جل وعلا فامه هاوية يعني يحتويه يوم القيامة احتواء الأم هاوية عظيمة الهوي وشديدة الانخفاض وهي النار والعياذ بالله. ولذلك بينها رب العالمين قال ما ادراك ما هي؟ يعني ما هذه الهاوية قال نار حامية ليست مجرد نار بل هي حامية يعني شديدة ايش الحرارة فهي كما في الاية الاخرى نار الله الموقدة. وهي نار السعير يعني دائما حامية. ودائما مستعرة ودائما شديدة الحرارة والعياذ بالله. ولذلك لا يخبى نورها ولا تنطفئ ابدا بل دائما مسعرة ودائما شديدة الحرارة ودائما لا يخفف عنهم من عذابها اعاذنا الله واياكم منها الله المستعان. نسأل الله ان يعيذنا واياكم من نار جهنم