بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد فهذا اليوم هو اليوم الرابع عشر من شهر ذي الحجة من عام الف واربع مئة واحد واربعين نجتمع في هذا اللقاء لقاء المغرب من يوم الثلاثاء لنواصل درسنا اللي نواصل درسنا في التفسير وحيث توقف بنا الكلام في اللقاء الماظي في بدايات سورة القلم وسورة القلم من السور المكية بل هي ثاني سورة نزلت في القرآن وهي تتحدث عن عن الاخلاق يبين مدى عظم هذه الاخلاق وتأثيرها على النفوس فذكرت اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم واخلاق اعدائه ثم بعد ذلك لنا قصة عجيبة قصة عجيبة من قصص القرآن الكريم لما ذكر الله سبحانه وتعالى مهددا الكفار ورأس الكفر والطغيان الذي نزل فيه قوله تعالى ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ونزل فيه هذه الاية التي بين ايدينا وهي في قوله تعالى بعد ذلك زنيم ان كان ذا مال وبنين اذا تتلى عليه اياتنا قال اساطير الاولين ذكر الله بعدها قصة اصحاب الجنة وقصة اصحاب الجنة لسه ساقها الله سبحانه وتعالى للعظة والعبرة. ولذلك لم تركز الايات على من هم اصحاب الجنة ولم تركز على الايات ايضا على مكان اصحاب الجنة اين هو وفي اي عصر وفي اي عهد كل هذا تركته الايات لانه لا يهم كثيرا معرفة الاشخاص والاماكن والازمنة وانما المهم هو ان نعتبر بهذه القصة وان نعرف ان القرآن انما يسوق القصص لاشخاص وقعت فيهم وليست هي نسجن من الخيال وانما هي حقائق وقعت ولذلك يسوق الله هذه القصة لنأخذ العظة والعبرة والدروس منها يقول سبحانه وتعالى في اولها انا بلوناهم كما بلونا اصحاب الجنة اذ اقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون انا بلوناهم من هم المكذبين المكذبين بالقرآن والذين اعادوا الدعوة وحاربوا النبي صلى الله عليه وسلم وافتخروا باموالهم وافتخروا ببنيهم ان كان ذا مال وبنين اذا تتلى عليه اياتنا قال اساطير الاولين اغتروا وطغوا ويقول الله سبحانه وتعالى انتم بليتم بالمال وبليتم بالبنين وبليتم بالبسعة الكفر والطغيان فاذا كنا بلوناكم فقد بلونا من قبلكم وهم اصحاب الجنة كما بلونا اصحاب الجنة اصحاب الجنة ما هي قصتهم اصحاب الجنة كما ذكر اهل التفسير ان هناك بستانا او مزرعة كان صاحبها قد اعتنى بها وكان اذا خرج منها خراج فانه يقوم بهذا الخراج ويقسمه اقساما وقسم يجعله لاولاده ينفق على اولاده وعلى زوجه وقسم يعيده الى المزرعة والقسم الثالث يتصدق به على الفقراء والمساكين وسار على هذه الطريقة فوسع الله عليه وبارك عليه وبارك له في ما له وفي ولده وفي بستانه. وزاد خيره لما كبر توفي فلما توفي جاء ابناؤه فنظروا الى هذه الى هذا البستان الواش الكبير والمليء بالخضار والزروع والثمار وقالوا يعني فنظروا الى ان ابائهم سلك هذا المسلك وقالوا يعني ان ابانا احمق لا يدرك ولا يفهم جزء كبير يصرف من هذه المزرعة على الفقراء والمساكين نحن اولى بهذا الذي يصرفه يصرفه ابونا لهؤلاء. نحن اولى منهم وقالوا فلما جاء وقت الصرام وقت الجذاذ قالوا والله لا يدخل هذه المزرعة مسكين ولا تعطوا واحدا من المساكين فاقسموا كما قال الله سبحانه وتعالى اذ اقسموا ليصرمنها مصبحين لما جاء وقت الصرام اقبل الليل السراب في الصباح قالوا والله نحصد زرعها وثمارها واقسم بذلك ولم يستثنوا ولم يقولوا ان شاء الله ولم يستثنوا ويقولوا شيئا للفقراء بل قالوا سنصرمها جميعا ونأخذها لنا وهم في وهم في فرشهم نائمون ينتظرون الصباح اذ طاف عليها طائف من الله سبحانه وتعالى فطاف عليها طائف من ربك نزل بها بلاء نزلت بها جائحة نزل بها العذاب فلم يبق منها شيء دمرت بالكامل واحترقت بالكامل واصابتها هذه الجائحة فلم تبق شيئا من ثمارها ابدا لم يبقى شيئا منها ولذلك قول الله سبحانه وتعالى فطاف عليها طائف الطائف هو الذي يطوف حول الشيب واذا كان هذا العذاب قد طاف بهم معنى هذا انه لم يترك شيئا منها الا واصابه العذاب هذا معنا طائف من ربك لم يقل الله فاصابها العذاب لانه لو قال اصابها العذاب قد يصيب شيئا منها او شيئا لا يصيبه لكن لما قال عليها طائف معنى انه احاط بها كما يطوف الطائف على الكعبة احاط بها احاط بها هذا العذاب فلم يبقى منها شيء قال من ربك وهم نائمون. اي العذاب نازل من الله لانهم لانهم بيتوا النية الفاسدة النية السيئة قال وهم نائمون وحالهم انهم نائمون في فروشهم لا يدرون قال الله سبحانه وتعالى واصبحت كالصليب يعني كأنها مصومة مجدودة لم يبقى فيها شيء كلها تقطعت وسقطت على الارض واصبحت كالصليب كالليل المظلم ذهبت اشجارها وثمارها ولم يبقى منها شيء فلما جاء الصباح تنادوا مصبحين نادى بعضهم بعضا هيا يا فلان يلا يا فلان نذهب الى المزرعة قبل طلوع الشمس قبل قبل ان ان ان يظهر النور قالوا ان اغدوا والغدوة التبكير صباح تبكير في الصباح نغدو على حرثكم على مزرعتكم وعلى حصادكم وعلى ثماركم على حرثكم ان كنتم سالمين ان كنتم تريدون ان تصرموا وتجدوا الثمار قبل ان يأتي فقراء قبل ان يأتي الفقراء ثم يدخل معكم الى المزرعة او يقف في ابواب المزرعة بكروا واغلقوا الابواب عليكم نغدو على حارثكم ان كنتم صانمين فانطلقوا انطلقوا مسرعين وهم يتخافتون يسمع بعضهم بعضا باصوات اصوات ضعيفة حتى لا يسمع احد ما يقولون فينقله الى الفقراء او يسمعه احد الفقراء يتخافتون بينهم يتسارون الكلام بينهم ماذا يقولون في تخافتهم وفي اصرارهم يقول الا يدخلنها اليوم عليكم مسكين قبل انتشار الناس قبل ظهور الناس وتواصوا فيما بينهم ان الا يدخل الجنة فقير ولا مسكين شدة الحرص من شدة البخل يتخافتون ويسرون كلامهم حتى لا يسمعهم احد في هذه السرعة وهو المشي السريع الله وغدوا يعني يعني خرجوا مبكرين وغدوا على حرب على شدة منعه وامساك حيث انهم لا يعطوا الفقراء شيء على حرب اي على امساك ومنع بحق الله او من عند هؤلاء الفقراء على حرب قادرين فلما اقبلوا الى المزرعة لما رأوها وهي قد دمرت واصبحت سوداء كالحة لما وصلوها ونظروا اليها قالوا وهم في حيرة وانزعاج لا يدرون قالوا انا لضالون ان قد الطريق تائهين لم نعرف طريقها تغير الطريق علينا ولا نحن لا نعرف الطريق الطريق انا لضالون ليس هذا طريق المزرعة هذي مزرعة محترقة هذي مزرعة ساقطة مزرعتنا قائمة كيف نحن ضيعنا الطريق وبدأوا ينظرون يمينا وشمالا فاذا هي المزارع المزارع نفسها قالوا بل نحن محرومون عرفوا انها قد اصيبها قد اصابها ما اصابها واصيبت بما اصيبت فنظروا في انفسهم قالوا نحن محرومون نحن محرومون فعرفوا ان هذه عقوبة سبقتهم وهم قد نووا في فرشهم ان يحرموا هؤلاء المساكين فسبقت العقوبة سبقتهم قالوا نحن محرومون وكان فيهم ومن بينهم رجل عاقل رجل عاقل وهو اوسطهم واعدلهم واتقاهم واصلحهم واحسنهم تعاملا يقال لهم الم اقل لكم لولا تسبحون انا نصحتكم في البداية وقلت لكم هؤلاء الفقراء لهم حق ولولا تسبحون الله وتنزهون الله عما لا يليق به لانكم ظننتم ان الله لا يطلع عليكم وظننتم ان قدرته لا تصيبكم ولله سبحانه وتعالى مطلع عليكم والله قادر عليكم. فاعطوا اعطوا المسكين حقه ولو قلتم ان شاء الله عرفتم ان قدرة الله فوق قدرتكم وعرفتم حق المساكين واعطيتموهم ولو شيئا يسيرا لكان ذلك خيرا الم اقل لكم لولا السبحون فندموا ندموا وعرفوا عرفوا انهم على ضلال قالوا سبحان ربنا انا كنا ظالمين. استدركوا بعد ذلك ادركوا على انفسهم واعترفوا بذنبهم ورجعوا الى ربهم وقالوا سبحان ربنا اعترفوا ووحدوا الله عز وجل وعرفوا حق الله وعرفوا انهم قد ظلموا انفسهم سبحان ربنا انا كنا وهذه الكلمة دليل على ان الانسان عرف خطأه ورجع الى صوابه وانه كان في على طريق خاطئ وانه الان رجع عن طريقه. ولذلك هذه الكلمة تدل على التوبة تدل على الندم ربنا انا كنا ظالمين ادركوا على انفسهم بعد ما رأوا العذاب في الجنة وعرفوا انه لو اصابهم العذاب هم لكان ذلك اشد اه تسبيحهم واقرارهم دليل على انهم ندموا ندامة عظيمة وانهم تابوا توبة الله مبينا انهم مبينا شدة ندامتهم قال فاقبل بعضهم على بعض يتلاومون كل واحد يلوم الاخر انت الذي قلت كذا وانت الذي جرأتنا وانت الذي كنت تقول كذا فبدأ كل يلوم الثاني وكل ذلك دليل على على اعترافهم بالخطأ قالوا يا ويلنا انا كنا طاغين متجاوزين الحد والاشراف في حق الله وحق عباده ثم دعوا ربهم وسألوه قالوا عسى رب عسى ربنا ايوب ديننا خيرا منها نحن تبنا الى الله نحن رجعنا الى الله عسى ربنا ان يبدلنا خيرا منها انا الى ربنا راغبون. رغبوا في الله ورجعوا الى الله واعترفوا بذنبهم ورجوا الله وسألوه ان يبدلهم خيرا من ذلك والحوا عليه بانهم قد رغبوا فيه ورجعوا اليه وقد صدقوا في ذلك وقال كثير من اهل التفسير ان ظاهر الايات ان ظاهر الايات انهم تابوا وندموا ورغبوا في ربهم فابدلهم الله خيرا مما كان عندهم وكل من دعا الله صادقا رغب فيه ورجاه وسأله فان الله لا يرده فان الله سبحانه وتعالى يعطيهم سؤاله ولا يرده كما وعد سبحانه وتعالى ادعوني استجب لكم وكل من تاب تاب الله عليه الله في هؤلاء كذلك العذاب مثل هذا العذاب الذي عذبنا به اهل القرية او اهل المزرعة كذبنا به اهل الجنة واهل البستان بستانهم كاملا كذلك العذاب لكل من عصى الله ولكل من خطط يعصي الله ويخالف اوامره. كذلك العذاب. وهذا العذاب عذاب دنيوي هذا العذاب عذاب الدنيا باب الآخرة اشد وابقى لذلك الله سبحانه وتعالى لما قال كذلك العذاب قال بعدها ولا عذاب الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون عذاب الاخرة اشد الدنيا ذهب امالهم ذهب مالهم لكن الاخرة اشد والعذاب الاخرة اكبر من عذاب الدنيا لو كانوا يعلمون علم اليقين لعرفوا ان العذاب الاخر اشد والاخرة الاخرة عذابها اعظم واشد الاخرة عذاب واعظم واشد وجزاؤها اعظم واشد وخيرها وفلاحها وسعادتها اعظم ولذلك قال الله سبحانه وتعالى لاهل السعادة التائبين الذين رجعوا الى الله وخافوا عذابه استغفروا وتابوا واعترفوا بذنبهم هؤلاء اذا صلحت اعمالهم واتقوا الله عز وجل فان الله قد وعدهم باي شيء قال الله سبحانه وتعالى ان للمتقين عند ربهم جنات النعيم هؤلاء من وهؤلاء الذين تابوا وعادوا ورجعوا فان الله سيجازيهم بفوزهم بجنات النعيم وهذه كانها رسالة لاهل مكة الا تطغوا وان وان تعودوا وان تندموا وان تستغفروا وان ترجعوا عن طغيانكم وتدخلوا في الدين استغفروا الله خيرا لكم ولكنهم اصروا على كفرهم وظنوا اهله اهل مكة وغيرهم من الكفار ظنوا ان هؤلاء ظنوا ان ان ان الله سيعطيهم في الاخرة كما اعطاهم في الدنيا هذا ظن سيء يظن الكافر والمنافق ان الله لما اعطاه في الدنيا سيعطيه في الاخرة. لانهم يقولون الله الله عطانا منحنا في الدنيا المال والبنون. المال والبنين واعطانا الخير والصحة والعافية. فسيجازينا في الاخرة اشد اه هذا ظن سيء هذا ظن سيء ولذلك الله سبحانه وتعالى قال هنا قال افنجعل المسلمين كالمجرمين هل يكون المسلم والمجرم سواء هل يمكن ان يجازى المسلم ويجازى المجرم على سواء؟ هذا هذا في الجنة وهذا في الجنة لا يمكن قل مالكم كيف تحكمون؟ كيف تحكم بان تساوي هذا بهذا. بل المسلم التقي الصالح له جنات النعيم والفاجر المجرم الضال في اسفل سافلين في نار جهنم لا يمكن ان هذا ان يكون هذا مثل هذا لا يمكن لا يمكن ولا ولا يقبل عقلا ان تساوي هذا بهذا ولذلك قال الله سبحانه ما لكم كيف تحكمون؟ كيف تحكم هذا وتساوي هذا بهذا لا يمكن ما لكم كيف تحكمون؟ ام لكم كتاب فيه تدرسون؟ عندكم كتاب نزل من الله سبحانه وتعالى وانتم تدرسون وتقرأون وتكتبون فيه وتتعلمون ان ان الكافر والمؤمن سواء اجعل المسلم كالفاجر ما يمكن هذا الاول باطن قال ام لكم كتاب فيه تدرسون؟ ان لكم فيه لما تخيرون. تختارون ما تشاؤون ثم رد عليهم مرة اخرى قال املكم ايمان علينا بالغة؟ هل عندكم ايمان وعهود اخذتموها من الله سبحانه وتعالى ان ان الجنة يهبها الله سبحانه وتعالى حتى للفاجر والكافر عندكم عندكم ايمان على ذلك بالغة شديدة قوية الى يوم القيامة ان لكم لما تحكمون هذا حكم الباطل ولا يمكن ان نجعل المجرمين الذين ضيعوا حياتهم في معاصي الله والكفر باياته ومعاندة الرسل والصد عن سبيل الله وايذاء اولياء الله اجعلهم ويحاربون الله نجعلهم كالمسلم الطائع القانت المطيع لربه الداعي الى الله لا يمكن ابدا هذا لا يمكن وليس عندكم كتاب يعني يحكم بذلك تدرسونه ولا عندكم ايمان وعهود من الله سبحانه وتعالى قال بعدها سلهم ايهم بذلك زعيم هل لهم من كفيل يكفل لهم هذا الكلام؟ وزعيم يدعي هذا الكلام ما فيه. قال ام لهم شركاء هل هناك شركاء مع الله وعدوهم بهذا الوعود ام لهم شركاء فليأتوا بشركائهم. وين شركائكم؟ الذين تعبدونهم من من دون الله كنتم صادقين. فأتوا بشركائكم. ليس لهم ليس لهم لا كتاب انزل من الله ولا عهد من الله ولا شركاء مع الله قد اعطوهم مثل هذا الكلام. كل ذلك باطل. فبطلت حجتهم وبطل ما يدعونه من هذه الدعاوى الباطلة بان المسلمين كالمجرمين لا يمكن. هذي كلها دعاوى باطلة فاسدة ولذلك قال الله سبحانه وتعالى قال مهددا لهم في احوال يوم القيامة قال اذا كان يوم القيامة وانكشفت القلاقل والزلازل والاهوال الشديدة وعرف الناس حقيقة هذا اليوم وخرجوا من قبورهم يوم يكشف عن ساق يوم يكشف عن ساقه واتى الله سبحانه وتعالى للفصل بين الفصل لفصل القضاء بين الناس وبين عباده ومجازاة اهل الخير بالجزاء واهل الشر بالجزاء. فكشف الله عن ساقه كشف الله عن ساقه التي لا يشبهها شيء قوله تعالى قوله تعالى يوم يكشف عن ساق ورد عن السلف ان المراد بالكشف عن ساق ان الساق هنا ساق الحرب وان المراد به ان الحرب ان الحرب اشتدت واشتعلت يقول كشفت الحرب عن ساقها اشتدت وان القلاقل وان الزلازل والاهوال عظمت هذا تفسير للسلف وتفسير اخر ان المراد هنا بالساق هو ساق الله ذاته جل جلاله الله اعلم به ولا نكيفه وقد جاء في البخاري حتى نعرف هذا ان الله ان النبي صلى الله عليه وسلم هذا في صحيح البخاري ثابت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا جاء يوم القيامة وكشف الله عن ساقه ثم قرأ يوم يكشف عن ساق وهذا تفسير النبي صلى الله عليه وسلم والواجب عليك ان تسلم ولا تؤول ولا تكيف ولا تقول كيف الله اعلم لكن نحن نحن نثبت النصوص الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم والواردة في القرآن الكريم نثبتها نسبة الاستواء على العرش ونثبت ان الله له يد كما قال بيده الملك ونثبت ان الله يده فوق فوق كل شيء ونثبت ان لله صفات فعلية وصفات ذاتية ولا نكيفها اذا سئلت قيل لك كيف يد الله او كيف استوى او كيف ينزل الى السماء الدنيا؟ او كيف ينزل عشية عرفة؟ نقول نقول نؤمن بانه ينزل لكن الكيفية لا نعلمها الله اعلم كذلك لما يقال لك كيف يكشف الله عن ساقه؟ قل الله اعلم نحن نؤمن بذلك والعلم عند الله سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى اذا رأى الخلائق من جلال الله وعظمته ما لا يمكن التعبير عنه فاذا رأوا الله عز وجل الله قد نزل للفصل بين القضاء سجدوا لله كلهم تعظيما لحق الله يدعون الى السجود فيسجدون. لكن الكفار لا يستطيعون يسجد المؤمن اما المنافق والكافر لا يستطيع السجود. يصبح ظهره طبقا قطعة واحدة لا يمكن ان ينحني ويريد ان ينحني لا والمسلمون والمؤمنون كلهم يسجدون لله قال الله عز وجل يدعون الى السجود فلا يستطيعون لا يستطيعون السجود. واما حالهم وقد خشعت ابصارهم. خاشعة ابصارهم ترهقهم ذلة وابصارهم خاشعة وهم قد قد قد ذلوا في هذه الحال. وهذه حال حال قد سخط الله عليهم وقد ذلوا واصبحت حالهم حال سيئة قال خاشعة ابصارهم تنهق ذلة. وقد كانوا يدعون الى السجود في الدنيا. في الدنيا كانوا يطلب منهم ان يسجدوا لله وان يعبدوا الله وهم سالمون يستطيعون السجود. السجود لكنهم رفضوا ذلك لكنهم رفضوا ذلك. قال الله ذرني ذرني يا محمد ومن يكذب بهذا الحديث. هذا الخبر الذي يأتيك من السماء في هذه القصة في قصة اصحاب الجنة وفي اخبار الله بانه لا يجعل الكافر كالمسلم ولا يجعل المسلم كالكافر وكالفاجر بل هذا له جزاء وهذا له جزاء وان الله سيفصل ويقضي بينهم وينزل ويكشف عن ساقه. هذا الحديث حديث الله. وخبر من السماء ولا يجوز تكذيب ذلك. قال ذرني ومن يكذب تهديد يكذب هذا الحديث ثم قال سنستدرجهم. لا تظن ان الله يوسع عليهم ان الله قد رضي عنهم. بل هذا استدراج حتى يأخذهم اخذ عزيز مقتدر من حيث لا يعلمون. قال الله واملي لهم نملي لهم ونعطيهم العمر والصحة والعافية والمال والبنين. املي لهم ولكن كيد الله قوي ومتين. ينتقم منهم ثم عاد الى النبي صلى الله عليه وسلم في حاله مع مع قومه قال هل انت تسألهم اجر وهم من مغرم مثقلون. انهم سيغرمون الاموال الكثيرة وانت تطلب منهم الاجر. انت لا تطلب منهم اجر. انت تدعوهم من غير ان تطلب منهم اجر ام عندهم الغيب فهم يكتمون؟ هل عندهم علم الغيب حتى يكتبونه ويعطونك المعلومات؟ ليس عندهم علم غيب ولا تطلب منهم اجر فانت الواجب عليك اذا كان الامر كذلك ان تصبر لحكم ربك نصبر لحكم الله ولا تستعجل عليهم وانما عليك ان تدعوهم وتتحمل وتصبر ما يأتيك منهم من اذى لا بلسانهم ولا بجوارحهم عليك ان تصبر ولا تستعجل لا تستعجل ولا تكن كصاحب الحوت من هو يونس ابن متى رسول من رسول ارسله الله الى نينوى في العراق ودعا قومه ودعاهم فابوا ولم يؤمنوا ولم يصبر وخرج منهم مغاضبا لله غضبا لله خرج منه. ولكنه لو انتظر وصبر لكان خيرا. لكنه خرج لما خرج ولم يا ولم ولم يعني يأمره الله بالخروج واستعجل امره عوقب بذلك عوقب بذلك فنهاه الله قال يا محمد لا تكن لا تستعجل على قومك كما استعجل يونس قال كصاحب الحوت اذ نادى وهو مكظوم لما لما غضب عليهم خرج خرج وهددهم بالعذاب لما خرج وصل الى الشاطئ ركب ركب سفينة ولما ركب السفينة ذاهبة البحر جاءت ريح عاصفة قوية فبدأت الامواج تتلاطم عليهم وقال اصحاب السمين لابد ان نخفف الحمل فبدأوا يقترعون بينهم كما قال الله سبحانه وتعالى قال فساهم فكان من مدحضين فبدأوا يقترعون يقترعون فوقعت القرعة على يونس ورفضوا هم ان يلقوا يونس فاعادوا مرتين او ثلاثا فتقع على يونس. فاخذ هو نفسه والقى بنفسه في البحر فالتقمه الحوثي التقمه الحوت وهو مكظوم التقمه الحوت وهو قد كظم غيظا وشدة مع هذا يعني مع هذا هذه المصيبة التي اصيب بها بان القى بنفسه في البحر وان اه وان هذا الحوت قد اخذه ووضعه في بطنه كان هذا امرا عظيما شديدا عليه قال فالتقمه الحوت وهو مليم الحوت في في هذه فالتقمه الحوت وهو مليم فنادى في هذا في هذا في بطن الحوت كما قال الله سبحانه قال فنادى في الظلمات الظلمات ظلمات البحر وظلمات الليل وظلمة البطن ونادى في الظلمات نادى قال هنا اذ نادى وهو مكتوم اي نادى في بطن الحوت وقد كظمه الحوت او كظم بهذه المصيبة كظمته المصيبة وهو مغتم مهتم لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فاستجاب الله له قذفه قذفه على الشاطئ فقذفه الحوت من من بطنه فنبذناه كما قال فنبذناه بالعراء وهو سقيم وانبت الله عليه شجرة من يقطين. فقال هنا اذ نادى وهو مقذوم لولا ان تداركه نعمة من ربه. لولا نعمة الله عليه ونبذ بالعراء وهو مذموم لكن الله تداركه بنعمته فنبذه بالعراء نبذه بالاراء وطرحه في الاراء وهو غير مذموم ما نقول مذموم نقول نبذه الله بالعراء وهو محمود على على اجتهاده وعلى حرصه على قومه وعلى دعوة الله ودعوته وقومه لله سبحانه وتعالى ثم لما تاب واستغفر وقال هذا الدعاء لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين اجتباه الله. قال فاجتباه ربه اخطاره اختاره واصطفاه ولقاه ونقاه من كل كدر فجعله من الصالحين وهذه شهادة من الله ان الله اصطفاه واجتباه وجعله من الصالحين الذين صلحت قلوبهم وصلحت اعمالهم واقوالهم ونياتهم واحوالهم النبي صلى الله عليه وسلم محمد امتثل امر الله امتثل امر الله ولم يستعجل فصبر ولم يستعجل كصاحب الحوت بل صبر وتحمل قال الله سبحانه في ختام السورة قال وان يكاد الذين كفروا ليزنقونك. اصبر يا محمد فانهم يردوا دعوتك ويؤذونك بايديهم حتى بابصارهم حتى بابصارهم وحتى بالسنتهم اذوك بايديهم واذوك بابصارهم واذوك بالسنتهم فاصبر. ولذلك قال الله سبحانه وتعالى هنا وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك في ابصارهم يصيبونك بعينهم هذي من اصابة العين من حسدهم وغيظهم عليك وحنقهم هذا يريدون ان تهلك بابصارهم يريدون ان يهلكوك بابصاركم وهذي يسمى بالعين العين ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول العين اوردت اوردت الرجل القبر واوردت الابل القدر العين حق ولو شيء شيء سبق القدر لسبقته العين العين حق فهؤلاء يريدون ان ان يهلكوك بابصارهم قال ويريدون من شدة حسدهم ان تهلك امامهم قال ايضا هذا في في اعينهم اما في اقوالهم ماذا يقولون؟ ويقولون انه مجنون فاقد العقل هذا مجنون كل كلامه مجنون وهم يعرفون انه من اعقلهم مرة يقولون ساحر مرة يقول شاعر ومرة يقولون كاهن ومرة يقولون مجنون قال الله ردا عليهم وما هو اي هذا الخبر الذي نخبرك به وهذه الدعوة وهذا القرآن وهذا الاسلام الا ذكر للعالمين هذا القرآن ذكر ذكر حكيم ذكر يتذكر به العالمون وفيه مصالح دنياهم ومصالح اخرتهم هذا القرآن عظيم عظيم عظيم فيه ذكر للعالمين وليس لشخص او شخصين وليس لامة او امة او امتين للعالم وفي هذا دلالة على ان دعوة محمد صلى الله عليه وسلم دعوة عالمية الثقلين الجن والانس نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم من اهل القرآن وان ينفعنا واياكم بما قلنا وبما سمعنا وان يبارك في الجميع وجزاكم الله خير على حضوركم ونلقاكم ان شاء الله في اللقاء القادم باذن الله مع سورة الحاقة في الاسبوع القادم باذن الله وجزاكم الله خيرا بارك الله فيك