بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا في هذا اللقاء المبارك لقاء الثلاثاء مع تفسير القرآن الكريم وهذا اليوم هو اليوم الخامس من شهر صفر من عام الف واربع مئة واثنين واربعين ونواصل حديثنا مع القرآن الكريم وحيث توقفنا في لقاءنا الماضي مع سورة الجن وانهينا اه بيان هذه السورة وما فيها من دلالات وما فيها من احكام ما يتعلق فيها من تفسير واليوم ننتقل الى سورة المزمل والملاحظ ايها الاخوة والعجيب لمن يتدبر كتاب الله سبحانه وتعالى يجد ان سورة نوح ثم سورة الجن ثم سورة المزمل ثم سورة المدثر انت تقرأها دائما وقد تتألى تتأمل هذا دائما. قد لا تتأمل هذا الشيء تقرأ هذه السورة وهذه السورة وهذه السورة وهذه السورة. لكن انا اريد ان اوقفك عند اشياء عجيبة اولا من ابرز دعاة الله سبحانه وتعالى او الدعاة الى الله هم الانبياء وفي مقدمة هؤلاء الانبياء العزم ومن اولي العزم نوح عليه السلام وتلاحظ وتلاحظ ان ان نوح ان نوحا عليه السلام دعا في سورة نوح دعوات عظيمة جدا وبذل جهده وصبره واستمر في هذه الدعوة تسع مئة وخمسين سنة وهو يدعو وفي الاخير لم يتقبل منه الا اعداد يعدون بالقلة وهم ما يقرب من ثمانين رجلا ثم تلاحظ ان سورة الجن لما جاء يبحثون عن الحق ووجدوا النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن ولما سمعوا هذا القرآن ماذا قالوا قال الله عز وجل فيهم واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن. فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين ثم تأتي سورة المزمل سورة المزمل لمن تدبرها وتأملها لمن تدبر تأملها يجد فيها زاد الداعية الداعية ما هو زاد الداعية قيام الليل والصلاة وقراءة القرآن وليست قراءة القرآن لا قراءة القرآن مرتلة مجودة ولذلك الله عز وجل يقول ورتل القرآن ترتيلا وامره الله سبحانه وتعالى ان يتزود قبل ان يخرج الى ان يدعو قومه لان سورة المدثر امر بان يخرج ويدعو قم فانذر قم فانذر. واما المزمل قال اولا تهيأ هيئ نفسك هيئ نفسك وقم الليل وصلي واجعل علاقتك بربك قوية جدا تهجد من الليل واقرأ القرآن فان هذا هو زائد الداعية ولذلك تلاحظ ان زاد الداعية في هذه السورة ان حصل في اربعة امور اولا قيام الليل والصلاة في الليل وناشئة الليل في اشد وطئا واقوم قيلا ثم تراء تلاوة القرآن ورتل القرآن ترتيلا ثم الذكر والاكثار منه واذكروا اسم ربك وتبتل اليه تبتيلا ثم بعد الذكر التوكل على رب العالمين الدعوة وفي جميع الامور رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا واذا تأملت هذه السورة ومجيئها في هذا المقام سبقها سورة نوح الداعية نوح عليه السلام الذي تحلى بالصبر وكذلك الجن الذين تقبلوا وقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فامنا به تأمل هذه السور وتأمل كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا لكن كتاب الله لا يجد احدا فيه اختلافا كثيرا. كل ما تتأمله تجد فيه العجائب طيب ندخل الى السورة اولا السورة سبب نزولها هي السورة قيل انها هي ثاء ثالث سورة نزلت في القرآن ثالث ثالث سورة نزلت من القرآن. ثالث سورة وقيل هي الرابعة يعني اول سورة سورة العلق اقرأ باسم ربك الذي خلق ثم قيل سورة المدثر ثم سورة القلم نون ثم سورة اه المزمل على انها الرابعة والقول بانها الثالثة ان اول ما نزل سورة العلق ثم النون والقلم ثم المزمل ثم المدثر والله اعلم بذلك الله اعلم طيب اذا عرفت يعني وقت نزولها فما سبب نزول هذه السورة قيل ان النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل من غار حراء واستبطن الوادي مقبلا على مكة اذا جبريل يناديه يا محمد يا محمد فالتفت يمينا لم يجد احد التفت شمالا لم يجد احد. فنظر امامه لم يجد احد. فنظر خلفه لم يجد احد ورفع رأسه الى السماء فاذا جبريل قاعد بين السماء والارض قد صدق قد سد الافق قد سد الافق انطلق النبي صلى الله عليه وسلم خائفا طائفا فجاء الى الى جاء الى اهله فقال زملوني زملوني يعني المزمل هو المتلفف بثيابه. وقال زملوني زملوني فلفوه بثيابه او بقطيفة او بلحاف او نحو ذلك وقيل وقيل ان لسبب نزولها ان ان قومه اهل مكة اجتمعوا علي لما اخبرهم او جاء الخبر بانه ارسل اليه اجتمعوا حوله او اجتمعوا اجتمعوا وارادوا ان يعني يسب النبي صلى الله عليه وسلم وان ينقص من قيمته. فقال بعضهم نقول انه شاعر وقال بعضهم كاهن وقال فبدأوا يصفونه مقنعة فحزن النبي صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا. فدخل بيته وتلفف بثيابه. فقال الله يا ايها المزمل وقيل انه كان نائما مع اهله في الليل فنزل جبريل عليه وقال يا ايها المزمل قم يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا هذي يعني الله اعلم نزول هذه السورة هذه السورة مطلعها عجيب قال الله فيها سبحانه وتعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا. اولا تلاحظ ان الخطاب خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وفيه من اللطف والبشاشة والطمأنينة والراحة والسكون وادخال السرور عليه صلى الله عليه وسلم. يا ايها المزمل وتذكير ووصفه بهذا الوصف الذي تلفف بثيابه والذي التف بقطيفته ولحافه قم جاءه بهذا الاسلوب ليذهب عنه الروع ويذهب عنه الخوف ويجعله مطمئنا يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا قم قم صل واطلب ربك واسأله وتبتل الى ربك وتعبد فان الليل وقت الراحة والسكون والليل وقت الاستجابة ووقت التدبر والتأمل قم الليل الا قليلا النهار التشويش فيه كثير والازعاج فيه كثير فلو صلى الانسان ما صلى لا يستطيع ان يتدبر ويتأمل صلاته. مثل الليل وقت السكون ووقت الراحة والنوم والهدوء وقال قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه يعني يقوم الليل نصف الليل او انقص من الليل او زد من الليل يعني يعني صل نصف الليل او زد على النصف فيصبح ثلثين او انقص من النصف فيصبح الثلث. يعني لتكون صلاتك لتكون صلاتك بين النصف قد تزيد الى الثلثين وقد تنقص الى الثلث فهذا هو وقت الصلاة الذي ارشد اليه جل جلاله نبيه ان يقوم الليل وقام صلى الله عليه وسلم وقام اصحابه معه كلهم يقومون وكان قيام الليل واجبا في حقه وفي حق اصحابه رضي الله عنهم ثم جاء التخفيف في حق اصحابه كما في اخر السورة اصبح واصبح الوجوب في حق النبي صلى الله عليه وسلم حتى حتى مات صلى الله عليه وسلم قيام الليل في حقه واجب. ثم قال ورتل القرآن ترتيلا. يعني اقرأ القرآن ورتله ترتيلا. لان المقصود هو التدبر والتأمل والتفكر في الايات. لا انه يقرأ قراءة سريعة لا يعي ما يقول ولا يفهم ما يقول فليقف عند عجائبه ويحرك به القلب. ويتدبر ويردد. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يردد الايات ويكررها في صلاته وكان يتأملها ويتدبرها وكان يخشع يخشع مع القرآن كان يخشى مع القرآن ويتدبر ولذلك الله ارشد الى ان ان يقرأ القرآن باسلوب الترتيل والتأمل ولذلك قال ورتل القرآن ترتيلا ثم بين بين ما السبب؟ لماذا يقوم الليل ولماذا يقرأ القرآن بالليل؟ ليبين عظم هذه المسؤولية وهذه المشقة التي سيكلف بها صلى الله عليه وسلم من الدعوة وهذا الشرع ولذلك قال انا سنلقي عليك قولا ثقيلا سنلقي عليك قولا ثقيلا ما هو القول الثقيل؟ هو القرآن كيف كان القرآن ثقيلا؟ قالوا قال اهل التفسير اي ثقيلا في الميزان فحسناته كثيرة انت تقرأ الحرف الواحد لك عشر حسنات فحسناته كثيرة وقيل ثقيلا ثقيلا في في احكامه وتكاليفه وقيل ثقيلا في نزوله عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه اذا نزل عليه الوحي وجد مشقة عظيمة حتى يتفسد جبينه عرقا من شدة الوحي ثم بين ايضا الحكمة جل جلاله في قيام الليل لماذا يختار الله الليل على النهار؟ ولماذا قدم الليل على النهار؟ ولماذا كان الليل مأمورا المسلم ان يقوم فيه. لماذا؟ قال ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا ناشئة الليل ما هي ناشئة الليل هي القيام التهجد بعد النوم ينشأ يقوم فيصلي بعد ما رقد ونام ينام ثلث الليل نصفه ثم يقوم فاذا قام هذه تسمى ناشئة تسمى تهجد ان ناشئة الليل هي اشد وطئا. وطئا يعني اتفاقا اقرب اتفاق ماذا؟ اتفاق اللسان مع السمع والقلب فاذا قرأ الانسان في الليل سمع ما يقرأ واذا سمع تدبر ويعي ما يأبى ما يقول قراءة الليل غير قراءة النهار فانت تقرأ في صلاتك تقرأ في صلاة الليل تجد ان قراءة القرآن لها اثر عظيم على القلب. ولذلك قال هي اشد وطئا واقوم قيلا اصوب اصوب في القول لان يكون القول فيها قراءة سليمة قراءة قريبة مقبولة واقوم قيلا ثم بين النهار ماذا يصنع فيه فقال ان لك في النهار سبحا طويلا السبح هنا ليس من التسبيح بعض الناس يظن ان السبح هنا من التسبيح يعني سبح لا السبح هنا من السباحة كيف سباحة السباحة ليش سميت سباحة لان الانسان يعوم في الماء ويتوسع ويذهب يمينا وشمالا يأخذ راحته ولذلك الله سبحانه وتعالى قال في النهار اشبح كما تسبح في الماء. اذهب يمينا وشمالا النهار لك تقضي فيه حاجاتك تنطلق تنطلق فيه وتتنقل فيه والنهار واسع. ان اردت ان تقضي حاجاتك ان تعمل فيه ان ان آآ ان تصل فيما من تريد ان تنام ان تأكل ان تبتغي آآ وتطلب الرزق من الله النهار واسعا سبحا طويلا ثم عاد مرة اخرى الى التركيز على كثرة الذكر واثره قال واذكر اسم ربك وتبتل اليه تبتيلا. انقطع لربك وان كنت في النهار لان النهار قد يسألك سائل يقول لك طيب لماذا قال واذكر اسم ربك بعد ذكر النهار؟ نقول لان النهار مظنة الغفلة النهار مظنة غفلة الناس. كثير من الناس يغفل مشغول بمحل تجاري او عمل او او الى اخره قال الله سبحانه وتعالى لا تنشغل ولا ولا تغفل عن طاعة ربك ولا تغفل عن امر ربك فاكثري من الذكر واذكر اسم ربك وتبتل اليه تبتيلا. لا تنقطع عن الله لا تنقطع تبتل استمر في طاعته داوم على طاعة الله سبحانه وتعالى لماذا لان الله سبحانه وتعالى هو الواحد في كل شيء الواحد في الخلق لا خالق الا الله الواحد في التدبيل لا مدبر الا الله الواحد سبحانه وتعالى في الالوهية لا اله غيره الواحد في العبودية لا معبود بحق الا الله. ولذلك لاحظ قال رب المشرق والمغرب يعني جهة الشرق وجهة الغرب وما بينهما هو رب الله هو هو الله عز وجل هو ربها سبحانه وتعالى قال رب المشرق ليبين لك عظم عظم ملك الله سبحانه وتعالى وسعة ملكه حتى تعرف حق الله وتعرف عظمة الله. قال رب المشرق والمغرب لا اله الا هو لا معبود بحق الله سبحانه وتعالى هو المعبود هو الذي يستحق ان ان يخضع له وهو الذي يستحق ان يفرد بالعبادة وهو الذي يستحق ان يصلى له وان يقوم الليل له وان يذكره فهو لا اله الا هو ثم قال فاذا كان الامر كذلك وهو رب المشرق والمغرب. وبيده كل شيء وهو المعبود لا معبود غيره فما النتيجة؟ قال فاتخذه وكيلا اتخذه وكيلا اجعله وكيلا عليك بمعنى انك تتوكل على ربك وتفوظ جميع امورك اليه ولا يدفع عنك الشر الا الله ولا يجلب لك الخير الا الله ولا ينفعك الا الله ولا يبعد عنك الضر الا الله سبحانه وتعالى. فتوكل على الله. ولا يمكن ان تستطيع ان تقدم او تؤخر او ترفع او تخفض الا بامر الله سبحانه وتعالى واجعله وكيلا اجعله وكيلا فوض امرك اليه سبحانه وتعالى. فوض امرك وتوكل على الحي الذي لا يموت. سبحانه وتعالى ولذلك لما لما اعطاه هذه الامور اعطى نبيه صلى الله عليه وسلم هذه الامور من قيام الليل وقراءة القرآن والذكر والتوكل انتقل الى موقف النبي صلى الله عليه وسلم تجاه قومه الذين وردوا رسالته ولم يقبلوا رساله. فماذا قال الله عز وجل فيهم؟ قال واصبر على ما يقولون اصبر على ما يقولونه من هذه الاقوال وهذه الدعايات التي يقولونها يقولون ماذا يقولون ساحر يقولون كاهن يقولون مجنون يقولون كذا اصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا اهجرهم واتركهم ولا تسيء اليهم. ولا تتلفظ عليهم بالفاظ. الهجر الجميل انك تهجره ولا ولا تكلمه وتعرض عنه بحيث انك لا تصيبه باذى من مما يعني يجرح الشيب او يتكلم به بكلام لا يليق. كن انت ذا خلق عظيم واهجره هجرا جرهم هجرا جميلا ثم بين سبحانه وتعالى على وجه التحديد لهؤلاء المعاندين المكذبين فقال ذرني والمكذبين اولي النعمة ومهلهم قليلا يقول اترك هؤلاء وذرني انا فانا الذي انا الذي استطيع ان ان اعاملهم استطيع ان انتقم منهم واستطيع ان اجازيهم. ذرني والمكذبين لرسالتك من هم؟ قال اولي النعمة النعمة غير النعمة النعمة البطر البطر بالنعم الذي اعطي الخير الكثير فلم يحسن التصرف فيه. هذا يسمى اولي النعمة اولو هذا يسمى صاحب نعمة نعمة بفتح بفتح النون بعض الناس يقرأها اولي النعمة خطأ النعمة ما انعم الله به عليك لقوله تعالى واما بنعمة ربك لا تقول واما بنعمة لا بنعمة شوف الكسر والفتح يجعل المعنى ينقلب واما بنعمة ربك فحدث اي بنعمة الله سبحانه وتعالى التي انعم الله بها عليك من الخير اما قوله تعالى هنا وذرني والمكذبين اولي النعمة اي اولي البطر والسخرية والاستهزاء والتكبر بنعم الله التي لا يعرفون قدرها قال ومهلهم قليلا اتركهم وامهلهم مهلا قليلا فسيرون ماذا سيجري لهم. ولذلك قال وما قليلا ثم اخبر ماذا سيكون جزاءهم وقال ان لدينا انكالا اي عذابا شديدا ينكلون به عقوبات شديدة انكالا وجحيما اي نارا شديدة تتأجج نارا قال وجحيما وطعاما ذا غصة الطعام اذا غص هو الطعام الذي يدخل في الحلق ولا ولا ينزل ولا يخرج يبقى غصة في الحلق كالزقوم والغسلين والضليع طعامهم ضريع وطعامهم من غسلين وطعامهم الزقوم ينشب في الحلق قال هذا جزاؤهم ان الله قد اعد لهم هذا هذا الشيء متى متى يكون ذلك؟ قال يوم ترجف الارض والجبال ترتجف الارض وتزلزل الارض وتهتز بقوة والجبال تهتز والجبال تذهب تذهب لا يبقى لها اثر. قال الله وكانت الجبال كثيبا مثل كتيب الرمل اندقت الجبال واصبحت كالرمل كثيبا مهيلا. والمهيل هو الذي ينهال عليك كلما حفرت سقط عليك مثل الرمال سفوح الرمال الشديدة الجبال تصبح كالرمال ثم اعلم ان الجبال في كتاب الله قد وصفها الله وبين احوالها يوم القيامة تفتت وبس تذهب تنسف لا يبقى لها اثر تصبح كالصوف المنفوش تصبح كالسراب تمر باحوال عظيمة واذا كانت الجبال الصم الصم الشديدة الصلبة يعني يكون لها هذا الشيء فكيف باحوال الناس فكيف بهذا الانسان الظعيف قال كانت الجبال كثيبا مهينا ثم اخبر سبحانه وتعالى عن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم موجها ذلك الى قومه. فقال انا ارسلنا اليكم يا اهل مكة ويا قوم محمد ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم يشهد عليكم باعمالكم ويشهد عليكم يوم القيامة بانه ادى الرسالة بانه بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة شاهدا عليكم. قال كما ارسلنا الى فرعون رسولا. وهو موسى بن عمران عليه السلام ارسله الله الى فرعون قال عصى فرعون الرسول رد رد الرسالة وهذه رسالة ايها الاخوة رسالة لاهل مكة ولكل من عصى ولكل من عاند هذه رسالة له انك اذا عاندت الرسل وانك اذا استهزأت وخرجت عن دين الله فانتظر ما ما يصيبك يصيبك كما اصاب فرعون فقال فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا اي اخذا شديدا بليغا اغرقه الله في اليم حتى لما رأى الموت قال قال امنت انه لا اله الذي امن في بني اسرائيل فلم يقبل منه قال الله سبحانه وتعالى فكيف تتقون يا اهل مكة؟ ويا من يسمع هذا الكلام ولا يعي ولا يتقبل. كيف تتقون هذا اليوم العظيم؟ يوم القيامة كيف وكيف تخافون هذا اليوم كيف تخافون هذا اليوم العظيم فكيف تتقون ان كفرتم واستمريتم على كفركم هذا اليوم الذي هو يوم عصيب شديد قوي. ما هو هذا اليوم؟ قال يوم يجعل الولدان يوما يجعل الودانا شيبا. الصبي يشيب. من شدة هول هذا اليوم. يصبح رأسه ابيض يشيب وهو صبي صغير لما يرى من اهوال يوم القيامة ترى المرأة المرظعة تظع ولدها وتلقيه على الارض. والحامل تضع حملها وتجد الناس سكارى لا يدرون اين يذهبون وما هم بسكارى كل هذه الاهوال العظيمة تجعل هذا الصبي وهذا الوليد قد شاب رأسه من شدة الهول السماء منفطر به اي السماء منفطر قد انشقت السماء وانفطرت وتشققت من هذا اليوم ولاحظ ان الله قال السماء منفطر ولم ينقل منفطرة لماذا؟ مع ان السماء مؤنث قل هذه سماء لكن لماذا قال منفطر به قيل السماء منفطر اي منفطر ذلك اليوم ذلك اليوم يوم الشديد العصيب وهو يوم القيامة تنفطر السماء وتنشق من شدة هذا اليوم وكأن الوصف وصف لليوم السماء منفطر به وقيل لان كلمة منفطر يجوز توصف السماء بان يقال لها منفطرة ويقال منفطر مثل المرأة تقول هذه مرضعة ومرضع كله يجوز كان وعده مفعولا اي كان هذا الوعد الذي وعدناكم سبحانه وتعالى لا بد ان يتحقق. كان وعده مفعولا. قال الله ان هذه اي هذه السورة وهذه الايات التي تسمعونها تذكرة وموعظة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا. من اراد ان من اراد ان من اراد ان يتم من اراد اني يت من اراد اني يتمن اراد