والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فنكمل في هذا المجلس شيئا من احكام سورة النساء تكلمنا في المجلس السابق على المستضعفين وكذلك ايضا الهجرة واشرنا الى شيء من احكامها وارجعنا ايضا الكلام في تفصيل ما يتعلق بالهجرة الى ما يأتي من ايات وكذلك ايضا الى شيء مما يأتي في سورة الانفال واشباهها نتكلم في هذا المجلس على قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا هذه الاية جاءت بعدما ذكر الله سبحانه وتعالى حكم القتل الذي يكون بين المؤمنين على سبيل الخطأ وذكر الله عز وجل ايضا قتل النفس عمدا وحكم ذلك وتكلمنا على مسألة الدية وذكرنا ايضا ان العلة في ايراد حكم القتل بعد ذكر الهجرة والضرب في الارض. ذكرنا ان الانسان في ضربه في الارض وكذلك ايضا اه في قتاله ربما يعترضه شيء من التعدي على على دماء غير على دماء المسلمين بالخطأ. وذكرنا مناسبة ايضا اراد الاية. ثم ذكر الله سبحانه وتعالى بعد ذلك ان الضرب في الارض في سائل في سبيل الله لاجل قتال ومجالدة الكافرين ان ذلك ربما يدعو المؤمن الى من الحمية الدينية في الانتقام والانتصار لدين الله. فربما يدفعه ذلك الى عدم التبين يقتل من لا يستحق القتل ولهذا ذكر الله سبحانه وتعالى امره بالتبين عند الضرب في سبيل الله. وهذه الاية نزلت من اوائل الاية الذي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجهاد. وذلك انها نزلت في غزوة بدر كما جاء في البخاري من حديث عبدالله بن عباس عليه رضوان الله ثم ايضا ان هذه الاية جاءت بعد ما كان الصحابة عليهم رضوان الله تعالى يسألون رسول الله ان يأذن لهم في القتال بالقتال في سبيل الله اذا كان ثمة دعوة عامة ونذير عام باللحاق بالمسلمين وترك ما هم عليه من من الشرك وانذروهم النذر اه العامة فان تبيتهم على سبيل الخصوص من غير من غير دعوة خاصة قبيل غزوهم فان ونفوسهم متشوفة بعدما ذاقوا من المشركين عدوانا وظلما وقهرا وطردا فكانت نفوسهم تتشوف الى الانتصار والانتقام. حمية لدين الله. ولما كانت النفوس مقبلة مقبلة على هذا جاءت الشريعة بالامر بالتبين والاحتراز. من ان يصيب الانسان قوما قوما بجهالة وعدوان ممن يظهر ايمانه وذلك ان الذين امنوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الفترة كان منهم من هو مستضعف في قومه في مكة يخرجه قومه قهرا وقصرا للحاق بهم في قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يريد ان يرمي بسهم رسول الله ولا من معه وانما خرج كرها ويريد ان يعود فاذا تمكن منه المؤمنون ربما اظهر اسلامه ونطق بالشهادتين فامر الله سبحانه وتعالى اهل الايمان ان يستبينوا وان يتثبتوا حال ضربهم في سبيل الله وان يميزوا بين المؤمن كافر والا تدفعهم حميتهم لعدم التمييز بين حق الله عز وجل وما يجدونه في نفوسهم وهذا فيه فيه اشارة الى معنى ان الانتصار لله قد تشوبه حمية النفس وانتقام فيقوم الانسان حينئذ بقتل من حرم الله عز وجل العدوان عليه حمية ويظن الانسان ان حميته تلك وهي لنفسه او ما يجده الانسان ما يجده الانسان من حب الانتقام والانتصار او التشفي من عدوه او اخذ ماله او غيره او غير ذلك والخطاب هنا حينما وجهه الله عز وجل للذين امنوا يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم المراد بالضرب هو السير في الارض بحثا عن المشركين المعادين المحاربين المحاربين لله وهذا في اشارة الى مشروعية جهاد الطلب وان كانت هذه الاية زمنا كانت في جهاد الدفع. فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدافع يدافع عن المدينة صولة لكن وصولة المشركين حينما جاءوا الى المدينة فقاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم مستقبلا لصولتهم في بدر ثم جاءوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا في احد فقاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاءوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا وحفر الخندق صدياء فكل ذلك كان صدا عن المدينة ودفعا لعدوان المشركين. ولكن هذه الاية فيها اشارة الى مشروعية في الارض والبحث عن والبحث عن المشركين. وقوله هنا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى اليكم سلام هذه الاية قد نزلت كما جاء في البخاري من حديث عبد الله ابن عباس وغيره قد نزلت في المقداد ابن الاسود عليه رضوان الله انه قتل رجلا القى السلام وقال اني اني مسلم القى السلام وقال اني مسلم فقتله طمعا بالغنيمة التي التي معه. وقيل انه قتل راعيا يرعى مع المشركين راعيا يرعى مع المشركين طمعا بالغنيمة التي معه. وقيل في اسباب هذه الاية ومناسباتها جملة من الروايات منها ما جاء في الصحيح من حديث عبدالله ابن عباس انها نزلت في المقدار ابن الاسود. ومنها انها نزلت في اسامة بن زيد عليه رضوان الله كما جاء عند ابن ابي حاتم من مرسل مسروق وكذلك ايضا عند ابن جرير من مرسل السدي. وقيل ايضا انها نزلت في محلم ابن جثامة وقد قتل رجلا قد ابدى ابدى اسلامه طمعا بالغنيمة التي معه وقال ما قال اإني مسلم الا تعوذا الا تعوذا وهذا قد اخرجه وهذا قد اخرجه الامام احمد رحمه الله في كتابه في كتاب به المسند وهذه الاسباب ربما تعددت ولما تظافرت وكثرت جاءت هذه الاية جاءت هذه الاية لبيان الحكم تعلقي بهذه الصور جميعا. وفي هذا ذكر الله سبحانه وتعالى امر التبين وتوعد ايضا من اخذ احدا بجريرة من غير تبين وتثبت ولو كان بين الصفين فان النفوس بين الصفين تكون مقبلة على الانتصار والقوة وكذلك اخذ العدو جملة واحدة من غير تمييز. وغير ذلك مما تتشوف اليه النفوس وانه في مثل هذا الموضع يجب على المؤمن ان يتبين فكيف بغيره؟ فاذا كان هذا زمن الحرب فانه في زمن الامان والسلم من باب من اولى. وامر الله عز وجل بالتبين في قوله فتبينوا. جاء في بعض القراءات قال فتثبتوا والتبين في ذلك اظهر وابين في التجلي فالتبين يكون بعد التثبت فان الانسان يتثبت يعني يتحرى ثم تكون البينة عنده فذكر التبين تجلية للحقيقة وكذلك تمحيصا لها حتى لا يأخذ الانسان غيره بالظنة والشبهة والشك والريب. فامر الله سبحانه وتعالى بالتبين. ثم قال الله جل وعلا ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا. تبتغون عرض الحياة الدنيا في هذه الاية ذكر الله سبحانه وتعالى العلة التي لاجلها تدفع المقاتل في سبيل الله لقتل عدوه بالشبهة من غير لتبين ان ذلك من عرض الدنيا. وطمعا في الغنيمة طمعا في الغنيمة. قد يكون ذلك طمعا في الغنيمة. وقد يكون ذلك طمعا في السلطان الذي الذي يكون تحته. والسلطان الذي يكون يكون تحته قد يكون الانسان في قتله لذلك وذلك كونه اميرا او كونه سيدا او نحو ذلك. فعاذ بالاسلام فعاد فعاد بالاسلام فيطمع بكسر شوكة في بكسر شوكة المشركين بقتل من اظهر الاسلام من من رؤوسهم. ولو اظهر ولو اظهر الاسلام في ذلك امر الله عز وجل به بالتبين. وفي هذا ان الدنيا قد تدخل حتى قلب المجاهد بين الصفين. ولهذا اذا انا هذا في خير الصفوف وخير الخلق بعد الانبياء وهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. بل في صف السابقين الاولين فان هذا كان في اوائل ايات في اوائل ايات الجهاد فكان ذلك فيهم تحذيرا من عرض الدنيا ان يقتل الانسان ان يقتل الانسان من يظن من يظن كفره وقد بان اسلامه فبين الله سبحانه وتعالى وقوع ذلك من وقوع ذلك من المسلمين في حق المشركين. فاذا كان كذلك انه يكون في من دونهم من باب من باب اولى. وفي هذه الاية ايضا الاشارة الى ان الدنيا اعظم ما يفسد الجهاد في سبيل الله. فاذا وقعت قطرة منها في قلب المجاهد افسدت ما لا يفسد القنطار في قلب غير المجاهد. وذلك ان الدنيا ان الدنيا لها مداخل على اهل الايمان واثر الدنيا القليل على المجاهد اعظم من اثر الدنيا الكثير على غيره وذلك لانه في موضع يقبل على الله والاولى ان يكون قد جعل الدنيا وراءه ولو ان يكون قد جعل الدنيا وراءه فقليل الدنيا في حقه كثير. فقليل الدنيا في حقه كثير ومؤاخذة الله عز وجل له اعظم اعظم من غيره وهذا يدل ايضا انه يجب على المجاهد في سبيل الله ان ان لا يزكوا انفسهم من السلامة من الدنيا والميل اليها. وذلك بطمع بالمال او الجاه او السمعة او مية والعصبية لحزبنا وجماعة او فرد او غير ذلك فان هذا اذا كان في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه في غيرهم من باب اولى وقد روى ابن ابي شيبة وكذلك ايضا الامام احمد رحمه الله من حديث عبدالله ابن مسعود عليه رضوان الله قال لو حلفت لا لبررت انه لم يكن احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم احد احد يريد الدنيا حتى انزل الله عز وجل قوله جل وعلا منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. فبين الله سبحانه وتعالى ان هذا يقع يقع في خير الصفوف وربما لا تراه الاعين من دقائق حظوظ النفس من امر الدنيا فتنتصر النفس لحظها ولو كان دقيقا من امر الدنيا. وهذا وهو ما يفسد الجهاد في سبيل الله من دقائقها. واذا لم تتطهر نفس المجاهد من الميل الى الدنيا. والبحث عن شيء من شوائبها ولو انحرف الجهاد عن مقصده انحرف الجهاد انحرف الجهاد الجهاد عن مقصده وهنا حينما ذكر الله سبحانه وتعالى امر امر الاخذ بالظنة في القتال ذكر ان العلة في ذلك تبتغون عرظ الحياة الدنيا اشارة الى ان الدنيا تحجب الانسان عن رؤية الحق وتمييزه. فاذا كان يشك بين امرين غلب احدهما على الاخر. لاجل الحظ الكامل في نفسه الذي لا يستطيع ان يبوح ان يبوح به. فيميل الانسان الى كفة دون كفة لوجود الدنيا في الكفة التي التي ما لا التي مال اليها. وهذا امر دقيق فاذا كان في هذه الاشياء الدقيقة في نفوس اصحاب رسول الله صلى الله الله عليه وسلم مما لم يعلمه الا الله ولم يره الكمل من الصحابة كحال عبدالله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى وغيره. فاذا لم يروا ومنهم والملهم والمؤيد من الاولياء من السابقين الاولين فان غيرهم من باب اولى الا يراه الا يرى والله عز وجل يراه ويعلمه. والله جل وعلا يراه ويعلمه. وانه بمقدار وجود الشيء في بالانسان من ذلك فان الله عز وجل يحجب عنه عنه رؤية الحق. لهذا اذا اراد الانسان ان ينظر بنور فليجرد قلبه من من الدنيا فليجرد قلبه من الدنيا. كلما تجرد القلب من الدنيا رأى الانسان بنور الله. فلا يميل لهواه لانه ليس لديه شيء يغنمه ولا وليس لديه شيء يريد ان يسلم لانه جرد نفسه لله. والنظر ملء القلب بالدنيا هذا بحسب مواضع الانسان. بحسب مواضع الانسان. موضع المجاهد يختلف عن موضع العالم. وموضع العالم يختلف عن موضع موضع المجاهد وموضع المصلح الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يختلف عن موضع غيره بحسب منازل الناس بحسب منازل منازل واشدها دقة واثرا هي الدنيا اذا كانت في قلب المجاهد. اذا كانت في قلب المجاهد فانها تحيد به عن مراد الله سبحانه وتعالى تحيد به عن مراد الله جل وعلا. وهذه المواضع التي جاءت في اسباب النزول في اسباب نزول هذه الاية. لو قلنا بتعددها وانها وقعت عاد سواء كانت الروايات الضعيفة او الصحيحة منها فهي قليلة بالنسبة لما بالنسبة لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك نزل فيها الوعيد في كلام الله سبحانه وتعالى. فدل على انها اذا عظمت او كثرت في صفوف المسلمين وفي صفوف المجاهدين ان اثرها اعظم عاقبة. ان اثرها اعظم عاقبة على المؤمنين. ثم ايضا ان في هذا اشارة لفتة ربانية ان الانسان حينما يكون في قلبه شيء من حظ الدنيا ان ذلك يحجبه عن عرض الاخرة. يحجبه عن عرض. الاخرة. فالله سبحانه وتعالى ذكر بعد ذلك قال فعند الله مغانم كثيرة كيف لا يرى المغانم واراء الشاة؟ كيف لم يرى المغانم ورأى الشاة يدل على ان الانسان اذا قرب الدنيا من عينيه ما رأى لم هو اعظم منها. ولهذا اذا كان امام الانسان جبل من ذهب ثم جاء بدينار وقربه الى عينه هل يرى ذلك الجبل؟ لا يمكن ان يراه لا يمكن ان ان يراه وهو وهو دينار بل غير الدينار لو جاء الانسان بحصاة ووضعها على عينه وضع على عينه لا يمكن ان يرى جبل الذهب كذلك ايضا الدنيا كلما قربها الانسان من عينه وقلبه حجبت عنه ان يرى ما هو اعظم من ذلك. ولهذا هذه الغنيمات في السابقين الاولين من المهاجرين والانصار في مثل هذا الموضع اشار الله الى ان الى انها حجبت المغانم الكثيرة. حجبت المغانم الكثيرة. وفي هذا اشارة الى انه يجب على انسان ان يستحضر ما عند الله متجردا لله ولو حرم العاجل من امر من امر دنياه وكأن الواقع في ذلك ممن نزلت فيه هذه الاية قدم الغنيمة العاجلة قدم الغنيمة العاجلة ولو ولو جعل خصمه في ذلك كافرا ولو جعل خصمه في ذلك في ذلك كافرا وقد دمها على الغنيمة الكثيرة ولكنها متأخرة لكنها لكنها تجعل الرجل مؤمنا تجعل الرجل مؤمنا فغلب الكفر عليه لغنيمة عاجلة لغنيمة عاجلة وانما يظهر التجرد هنا ان ايمانه مع عدم الغنيمة اعظم لك عند الله من كفره اعظم عند الله من كفره. ولهذا امر الله سبحانه وتعالى بالتبين والتثبت تحري عند التقاء التقاء الصفين في قول الله جل وعلا لمن القى اليكم السلام المراد بالسلام هو الاسلام وليس المراد بذلك التحية ان يحيي الانسان غيره بالسلام بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وانما المراد بذلك هو ظهور الاسلام على لسانه بمعانيه اما ان يقول الانسان اما ان يقول الكافر اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله او ان يقول اعبد الله وحده. اعبد الله وحده. ومحمد نبيه. او ان يقول الانسان اني مسلم مثل اسلامكم ولو لم ينطق الشهادتين فربما لا يعرف اللفظ الذي يدخل به الذي يدخل به الاسلام اتنى من ذلك اللفظ الذي يطلقه الذي يطلقه الكافر وكان يطلقه قبل ذلك وكان يطلقه قبل قبل ذلك انه لا اعتبار به حتى يطلق من العبارات ما ينفي ما كان عليه ما ينفي ما كان ما كان عليه. وذلك ان اليهود والنصارى يسمون انفسهم مؤمنين. يسمونهم انفسهم مؤمنين. فاذا قال اني مؤمن اني اني مؤمن لم يكن ذلك عاصما له لم يكن ذلك عاصما عاصما له حتى ينطق بعبارة لا من قبل ودلالتها في ذلك تتمحظ باسلامه بالدين المحمدي الحنيف بالدين المحمدي الحنيف. واذا كان ينطق الاسلام قبل ذلك كبعض اهل الكتاب من كبعض الطوائف كاليهود وكذلك ايضا النصارى ربما اطلق على انفسهم مسلمين ربما اطلقوا على انفسهم مسلمين فيقولون نحن مسلمون نحن مسلمون فاذا عهد انهم يطلقونها قبل ذلك لم يكن ذلك معتبرا لم يكن ذلك معتبرا حتى يطلقوا من العبارات ما يفهم معها ما يفهم معها ظهور الاسلام ظهور الاسلام. ولو كانت عبارة ليست اسلامية وينتبه لهذا ولو كانت عبارة ليست اسلامية كيف يكون هذا ليس عبارة اسلامية؟ نقول كل ما دل باليقين كل ما دل باليقين على مقصد الانسان ولو اخطأ فيه ولو اخطأ فيه على انه اراد الاسلام دخل دخل بالاسلام دخل بالاسلام. وذلك ما جاء في حديث عبدالله ابن عمر وغيره ان خالد ابن الوليد عليه رضوان الله تعالى لما بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم الى جديمة اسر خالد بن الوليد عليه رضوان الله تعالى بعض المشركين فقالوا صبأنا صبأنا قالوا صبأنا صبأنا. ومعنى صبأنا عند المشركين يعني اسلمنا هذه العبارة هي العبارة صحيحة اسلامية ليست عبارة اسلامية صحيحة ولكنهم لا يحفظون العبارة التي يدخلون بها الاسلام. وانما قومهم يعيرون الرجل الذي يدخل في الاسلام يقال فلان صبا فلان صبأ ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لا مخالدا عليه رضوان الله تعالى في قتلهم لانهم ما وجدوا الا هذه العبارة بالدخول بالدخول فيها فاذا نطق نطقوا شيئا من ذلك فيدخل في هذا فيدخل حينئذ الاسلام. وبهذا نعلم ان ممن يطلق العبارات الخاطئة ونعلم من مقصده انه يقصد العبارات الصحيحة ولا يقصد المعنى الخاطئ انه لا لا يكفر بذلك ولو تضمنت الكلمة بعض المعاني الكفرية بعض المعاني الكفرية حتى حتى يبين ذلك له حتى يبين ذلك له. فالرجل حينما يكون في وسط المسلمين ويعرف المسلمين ويسمي المسلمين الصابئة والرجل منهم يقول له صبأ هذي كلمة كفر او كلمة ايمان كلمة كفر لا يسمى المسلمون بالصابية ولا يسمى المسلم بالصابئ ولكن لما كان هو في الكفر وقال انا صابر حملت على معنى اخر يختلف حملت على معنى اخر يختلف. ولهذا بعض عوام المسلمين والجهلة الذين يطلقون بعض العبارات الذين التي لا يدركون معناها وانما يريدون شطرها كالذي يقول مثلا نحن نطالب بالحرية يقول نحن نطالب بالحرية. هو يريد معنى رفع الاستبداد والظلم يريد معنى رفع الاستبداد والظلم. لماذا؟ لانه جاء بها في سياق رفع ظالم كان عليه وما قالها في وجه الاسلام وما قالها في وجه الاسلام ولكن لو قالها وهو في دائرة الاسلام وبين المسلمين ومحكوم بالاسلام وقال نريد الحرية حملت على معنى حملت على معنى اخر كذلك ايضا الشعوب الذين يستبد عليهم بالرأي والحكم ويظلمون ويقهرون وتسلب اموالهم وخيراتهم وغير ذلك فاطلاقهم لكلمة الديموقراطية تختلف عن اطلاق بعض المسلمين الذين يحكمون بالاسلام لهذه اللفظة. فذاك اراد بهذه العبارة الخروج على ظالم وهذا اراد بها الخروج على على الاسلام فتحمل بسياقها ويبين له ان هذه اللفظة لفظة عامة يشترك فيها الخطأ والصواب والخير الشر والكفر والايمان والكفر هو الايمان. ولهذا تؤخذ بحسب بحسب مواضعها. تؤخذ بحسب المواضع وبحسب وهذه كعبارة صبأنا التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم دلالة على اسلامهم مع انهم ما نطقوا الشهادتين لانهم كانوا في بكفر فارادوا ان يستدلوا بها على خروجهم من الكفر الى الاسلام وما قالوها وهم مسلمون حتى يفهم منهم انهم ارادوا الخروج من الاسلام الى على غير تلك الحال. واذا كان عالما فليتذكر جهله. فحينئذ يرحم الجاهل ويرحم الفقير ويرحم الضعيف اذا قويا ويرحم الكافر اذا كان مسلما لقيام موجب الرحمة عليه او قيام شيء الى الكفر لهذا ينبغي ان يفرق بين العبارات المشتركة التي تطلق التي يطلقها الناس بحسب احوالهم وما يعيشون يفهم مرادهم منها يفهم مرادهم مرادهم منها وهذا من التبين ايضا الذي امر الله سبحانه وتعالى امر الله سبحانه وتعالى وهنا في قوله جل وعلا ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل اعاد الله جل وعلا بعد ذلك الامر بالتبين قال فمن الله عليكم فتبينوا ذكر الله التبين في هذه الاية في في موضعين اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا فمن الله عليكم فتبينوا. يقول سعيد بن جبير عليه رحمة الله قال وعيد من الله مرتين. وعيد من الله مرتين ان ان امر المؤمنين بالتبين ويتظمن ذلك وعيدا على من لم يتبين واخذ احدا واخذ احدا بالظنة اخذ احدا بالظنة. وهذه الاية لما كانت من اوائل الاي في اه في ايات الجهاد على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونزل عن النبي عليه الصلاة والسلام قبل توسع الجهاد وتوسع امر الثغور بعد بعد ذلك. ونزلت ايضا في على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن حوله ايضا العلية من الصحابة من السابقين الاولين من المهاجرين والانصار اشارة من حديث ابي عبيدة ابن عبد الله ابن مسعود عن ابيه ان النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم قال مر ما بسهم بلغ به عدوا كتب الله له بها درجة الى عظم الدم المعصوم. وان الله سبحانه وتعالى عصم الدم وعذر الناس لضعفهم. عذر الناس لضعفهم فربما منهم من كان مغلوبا على امره فكان في صف المشركين فكان في صف المشركين. جاء في البخاري من حديث عبدالله ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للمقداد ابن الاسود قال ان الرجل اذا كان في في اذا كان في صف المشركين فقتلته بعدما قال الاسلام فتذكر انك كنت كذلك فمن الله عليك. يقول عبد الله ابن عباس وجاء ايضا عن سعيد ابن جبير قال كذلك كنتم في مكة مع قومكم تكتمون الاسلام ولو داهمكم المسلمون لتمنيتم الا تكونوا الا تكونوا مقتولين. فاذا نطق بالشهادتين فهو في الغالب انه يريدها وكان على يقين بها ومنعه من ذلك قومه. او قال لها وهو شاء وهو خائف عن اظهارها. فيحمل على فيحمل على على امرهم. وهنا اذا التقى المسلمون بالمشركين. هل يجب عليهم ابتداء ان يدعوهم الى الاسلام ام تكفي في ذلك الدعوة العامة؟ يكفي في ذلك الدعوة. الدعوة العامة. وذلك ان الاصل ان ثمة اصل قد اتفق عليه العلماء وثمة وثمة امر قد اختلفوا فيه. الاصل الذي اتفق عليه العلماء انه لا يجوز للمسلمين ان يقاتلوا احدا من المشركين لم عليه الحجة لم يقيموا عليه الحجة ولا يجوز لهم ان يبيتوا احدا حتى يدعوه الى الاسلام او يكونوا قد دعوه من قبل ذلك. اود ان يكون قد دعوه من قبل من قبل ذلك. ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا بعث احدا في او غزوة نزل بساحة احد من اعدائه. امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعوهم الى الى ثلاث خصال. وهذا من النبي عليه الصلاة والسلام نهي عن التبييت من غير بيان فاذا كان ثمة دعوة عامة قد بلغت الجميع قد بلغت الجميع اما بالرسالة الكتابية او الصوتية او بالرسل او نحو ذلك. فهل يجوز لهم ان يبيتوا من غير دعوة خاصة عند النزول بهم اختلف العلماء في هذه المسألة على اقوال ثلاثة ذهب جمهور العلماء الى ان الدعوة الخاصة بعد الدعوة العامة ليست واجبة. ليست ليست واجبة وانه وانها مستحبة وان انه يجوز للمسلمين ان ان يبيتوا عدوهم من المشركين ولو لم يدعوه قبل تبييته عند نزولهم نزولهم في في اطرافه عند نزولهم في اطرافه قالوا واما الحث على دعوتهم الى الخصال فذلك على الاستحباب فذلك على الاستحباب لا لا على الوجوب. فمن بلغته الدعوة اما واقيمت عليه الحجة وامر بدخول الاسلام وامر بدخول الاسلام فلم يدخل قالوا فيجوز تبيته ولا يجب حينئذ دعوته عند النزول عند النزول عليه. واستدلوا بما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث انس ابن مالك وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام بيت اهل خيبر فنزل عليه الصلاة والسلام فنزل عليهم فنزل النبي صلى الله عليه وسلم عندهم ليلى. وكذلك ايضا النبي صلى الله عليه وسلم بيت بني المصطلق وكانوا وكانوا وكانوا غارين. نزل بهم النبي صلى الله عليه وسلم. والقول الثاني قالوا ان الدعوة الخاصة عند النزول بساحة احد من المشركين ولو بلغهم النذير والدعوة العامة قالوا واجبة قالوا واجبة واستدلوا بذلك بما جاء في هذه الاية قالوا حتى يتمايز في ذلك الصف وهو نوع من من آآ من آآ التبين والاحتراز الذي امر الله الله سبحانه وتعالى به وحملوا ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك بتبيت لبني المصطلق وكذلك ايضا آآ في تبيت النبي عليه الصلاة والسلام لاهل خيبر قالوا ان هذا منسوخ وهذا فيه نظر. فان تبيت النبي عليه الصلاة والسلام لاهل خيبر انما كان بعد بعد نزول هذه الاية. كان بعد نزول هذه الاية. فالاولى ان يقال انما جاء في خيبر انما هو تفصيل وبيان من رسول الله صلى الله عليه وسلم لحال التبييت لحال التبيت والقول الثالث في ذلك قالوا ان الدعوة منسوخة او عكس القول الثاني قالوا ان منسوخة والصواب في ذلك ان الدعوة الخاصة مستحبة. ان الدعوة الخاصة مستحبة ذلك امر جائز وذلك لفعل النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم له وآآ في المشركين الذين يظهرون الاسلام عند التقاء الصفين كمن ينطق بالشهادتين او يقول اني اني مسلم فهل يقبل من كل من نطق الشهادتين الاسلام فيعصم فيعصم دمه وماله ويكون في ذلك حكمه كحكم المسلمين ام لا نقول يجب ان يفرق اولا بين طائفتين الطائفة الاولى التي تنطق الشهادتين اصلا ولكنها ولكن قتالها انما على معنى الشهادتين لا على النطق بها وذلك كبعض الطوائف الباطنية الذين يقاتلون مع انهم ينطقون الشهادتين وقتالهم لا على لفظها وانما على معناها وانما على على معناه فهؤلاء لا يؤخذ بنطقهم للشهادتين عند التقاء الصفين. عند التقاء الصفين لانهم ينطقونها قبل ذلك لانهم ينطقونها قبل ذلك. وهذا من جنس قول اليهود والنصارى نحن مؤمنون نحن مسلمون لان انهم ينطقونها قبل ذلك ويعدونها على معنى مختلف. على معنى مختلف. ولو جاء احد من المشركين او من اليهود من غير قتال فجاء فقال اني مسلم او اني مؤمن او اريد الاسلام او اريد الايمان لحمل على معنى على معنى اخر. الطائفة الثانية ممن لا يقول ولا يتدين بالنطق بالشهادتين ويعلم انه ان نطقها فانه يريد معناها فانه يريد يريد معناها. فهذا يؤخذ منه يؤخذ منه النطق وتعصمه تلك اللفظة وتعصمه تلك تلك اللفظة وهذا وهذا بخلاف من نطقها بعد اسره ويفرق بين اللقاء والمواجهة وبين الاسر. فمن وقع في الاسر فلا فلا يعتد بنطقه للشهادتين. ويجري عليه في ذلك ما يكون من حكم حكم الاسرى. فيكون في ذلك عليه من حكم من حكم الاسرى من الرق في رق ولو كان ولو كان مسلما لانه قد وقع في الاسر كافرا قد وقع في الاسر كافرا واسلامه جاء بعد رقه واسلامه جاء بعد بعد رقه. اسلام وجاء بعد رقه ويكون في ذلك من جملة من جملة موالي من جملة موالي المسلمين وهنا في قول الله سبحانه وتعالى فمن الله عليكم. ذكر الله سبحانه وتعالى المؤمنين الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يتذكروا حالهم قبل ذلك وهذا من المعاني الجليلة في في ضبط النفس وكذلك كسر شوكة الكبر وثورتها في نفس الانسان فان الانسان ربما دخل بالاسلام او دخل في الايمان او ازداد صلاحا او ازداد هداية فحمله ذلك الى الى التغافل او التناسي او نسيان ما كان عليه ما كان عليه اما من كفر او من فسق او من جهل او من عصيان نسيانه لسابقته يغير حاله الى الى الباطل وتذكره ما كان عليه يحمله ذلك الى تذكر فضل الله عليه. تذكر فضل الله عليه فيعدل مع نفسه ويعدل مع غيره. فاذا كان غنيا فليتذكر فقره واذا كان مسلما فليتذكر ما كان عليه من كفر او لو ولد عن الاسلام فلينظر لو ولد في بلد ليس على الاسلام فنشأ بين وثنيين او بين يهوديين او نصرانيين او غير ذلك. واذا كان صالحا فليتذكر اذا كانت حاله قبل ذلك على تلك الحال من الاسباب التي تدعو الى الى رحمته مما لا يخالف امر الله سبحانه وتعالى. وهذا التذكير يحتاجه كل احد. ولو تأمل الانسان سورة الضحى وتذكير الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم في حاله قبل قبل ذلك وذلك من ضعفه ويتمه وكذلك ضلاله والمراد بالضلال هو عدم العلم ثم جاء بعد ذلك العلم تذكر الانسان ما كان عليه الانسان قبل قبل ذلك يدعوه لتذكر نعمة الله عز وجل وفضله ويدعوه ايضا للعدل مع غيره للعدل مع مع غيره. فكلما كان الانسان اكثر استحضارا لجهله اذا كان عالما رحم الجاهل ولان معه. واعطاه. لانه كان في زمن جاهلا ويحب ان واذا كان غنيا وسبقه الفقر فليتذكر الفقر فانه يرحم الفقير ويعطيه وهكذا. ولهذا ذكر الله سبحانه وتعالى حتى يدركوا حقيقة امر ان يتذكروا ما كانوا عليه قبل ذلك فانه ما من احد دخل الاسلام منهم الا وكانت بدايته شيء من الخوف من قومهم شيء من الخوف من قومه وهذا امر فطري يجبلون عليه هذا امر فطري يجبل يجبل عليه لان الانسان يخرج من دائرة قومه وعشيرته وماله وزوجه وولده. وهذا يدعو للانسان الى تثاقل مثل هذا الامر والتردد فيه والتردد في في امره حتى من الله سبحانه وتعالى على من من عليه بالاسلام فذكر الله عز وجل من كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من اهل الاسلام بما كانوا عليه قبل ذلك حتى يدركوا حكم الله ومراده جل جل وعلا في ذلك قال ان الله كان بما تعملون خبيرا يعني خبيرا بما بما يصدر منكم من العمل الباطن او كذلك ايضا الظاهر فالله سبحانه وتعالى يؤاخذكم بما يعلم ولا يؤاخذكم بما ظهر منكم مجردا وانما ينظر الى دواخل القلوب ممن يميل الى غنيمة فيعلل ذلك بظهور الكفر او غير ذلك يعلم الله عز وجل داخلة قلب الانسان ثم قال الله سبحانه وتعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر. ذكر الله سبحانه وتعالى هنا التفاضل الذي يكون بين المجاهدين في سبيل الله وبين القاعدين وذلك بعدما ذكر ذكر امر التبين عند الضرب في سبيل الله بين التفاضل في ذلك وهذه الاية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا يوم بدر نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر كما جاء عن عبد الله ابن عباس وغيره قد رواه البخاري عنه وغيره والمراد هذه الاية بيان فضل الجهاد والمجاهدين وهل هذا على اطلاقه ام هو في قتال في قتال جهاد جهاد الدفع فان بدر كان الدفع كانت دفعا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستحث المسلمين للنفير دفاعا عن المدينة و عن حرماتها من الدم والعرض والنفس والمال ام هذا على الاطلاق ظاهره الاطلاق ظاهره ظاهره الاطلاق وهنا استثنى الله سبحانه وتعالى اولي الضرر والمراد بالضرر هم اهل الاعذار وهذا اللفظ وان كان لفظا خاصا فانه يراد به العموم فكل صاحب عذر من الاعذار فان الله سبحانه وتعالى يلحق يلحقه باجر النافرين المجاهرين وهل ذلك على التطابق والتتام في الاجر ام ذلك في اجر الجهاد العام لا بما يكسبه المجاهدون خاصة. هذا من المسائل التي وقع فيها خلاف. الاستثناء في هذه الاية في استثناء الله عز وجل لاولي الضرر من التفاضل في ذلك نزل في ابن ام مكتوم. كما جاء ذلك عن عن البراء ابن عازب وجاء ايضا في زيد ابن ثابت وقد اخرجه البخاري رحمه الله في كتابه الصحيح. ان الله سبحانه وتعالى لما انزل على رسوله صلى الله عليه وسلم لا يستوي القاعدون من المؤمنين اولي الضرر جاء ابن ام مكتوم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه فكلمه فبينما هو يكلمه اذ انزل الله جل وعلا على رسول الله غير اولي الضرر. فجاء كانت الاية على الاطلاق فانزل الله الاستثناء فيها. وهو قوله غير للضرر. يقول زيد ابن ثابت اني لاكتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستوي القاعدون من المؤمنين. قال فجاء ابن ام مكتوم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ يكلمه وان فخذي تحت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فثقلت حتى خشيت ان ثم فاذا الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم اكتب غير اولي الضرر غير اولي الضرر قال فكتبتها. وهذا رحمة من الله سبحانه وتعالى. ومنا ان جعل اهل العذر في ذلك من قام عذره بعدم النفير ان يأخذ اجر المجاهد في سبيل الله. لما ذكر الله سبحانه وتعالى عدم التساوي هنا ذكر ان القاعدين مؤمنين وهذا مما لا خلاف فيه ان القاعدة حتى في زمن النفير ووجوبه على الاعيان ان قعوده عن الجهاد اثم لا يكفر به ان قعوده على الجهاد اثم لا يكفر لا يكفر به. لان الله سبحانه وتعالى سماه سماه مؤمنان. سماه مؤمنان. ولا يختلف العلماء تمام؟ لا يختلف العلماء في ذلك. وفي هذه الاية ذكر الله سبحانه وتعالى عدم التساوي. ذكر الله عز وجل عدم التساوي واستثنى غير اولي الظرر. فهل اهل الاعذار يطابقون المجاهدين في سبيل الله ام المطابقة في ذلك نسبية اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين ذهب جماعة من السلف الى ان القاعدة المعذور يساوي المجاهد في سبيل الله على السواء واستدلوا بما جاء في الصحيح من حديث حميد عن انس ابن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اقواما بالمدينة ما سرتم مسيرا ولا قطعتم ماضيا الا كانوا معكم قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة قال وهم بالمدينة حبسهم العذر قالوا وفي ذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم التساوي اشارة اليه قال معكم يعني كما لو كانوا يصيبون ما اصابكم ويسيرون سيركم وذهب جماعة من السلف وهو القول الثاني الى انهم لا يتفاضلون الى انهم لا لا يتفاضلون وان الله سبحانه وتعالى يؤتيهم اجر الجهاد عامة لا اجر ما يصيب المجاهد لا اجر ما يصيب المجاهد. ويذهب الى هذا المعنى ابن جريج من السلف الى انهم لا لا يتساوون الى انهم لا لا يتساوون ويستدل بسياق الاية في ذلك وذلك ان الله سبحانه وتعالى لما ذكر عدم التساوي بين القاعدين من المؤمنين غير للضرر قال الله جل وعلا والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم فضل الله المجاهدين باموالهم انفسهم على القاعدين درجة ذكر الله عز وجل تفاضل وهذه الاية نزلت في بدر وبدر كان فرض عين وكان استنفار وهذه الاية جاءت في سياق التفاضل ومن قعد في بدر ممن استنفره النبي صلى الله عليه وسلم للخروج ولم يخرج مقامه مقام وعيد لا مقام فضل ولا تفاضل فلما جاءت هذه الاية بالتفاضل دل على ان المراد بمن قعد اما ان يكون من اهل الاعذار واما ان تكون هذه الاية عامة في في الجهاد عموما بجميع بجميع انواعه ويدخل في ذلك جهاد جهاد الطلب ويدخل في هذا جهاد جهاد الطلب لانه لا ايجب على الاعيان وانما هو من فروظ وانما هو من فروظ من فروظ الكفاية. والقول الاول اصلح دليلا واقوى واصح وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم شبه القاعدة المعذور بالنافر المجاهد بالنافر المجاهد والذي يظهر والله اعلم ان القول الثالث اصوب والقول الثالث ان المسألة فيها تفصيل ان مسألة فيها فيها تفصيل بحسب ما يقع في قلب الانسان من حب الجهاد والحرص عليه فالانسان المعدور الذي يفرح بعذره يختلف عن الانسان المعذور الذي يتأمل يتألم لعذره ويتمنى ويتمنى ان لو خرج في سبيل الله ثم ايضا ان الانسان الذي يجد شدة في ورود العذر العذر عليه يختلفون مرتبة والله اعلم بما في قلوبهم واننا واننا نقول ان القاعدة المعذور ربما يؤتى افضل من اجر المجاهد للتباين الذي وقع في قلوبهم للتباين الذي وقع في قلوبهم. وذلك انه وجد شدة وذلك الذي وجد شدة والما وفاضت عينه الا يجد ان لا يجد ما يحمل عليه مثلا فمنعه ذلك من من النفير او تأسف على ورود العذر عليه بعدم وجود النفقة او كذلك ايضا لعرجه او مرضه او نحو ذلك فوجد من ذلك شدة. وهذا افضل ممن خرج ولم يكن قاعدا ولكن شابت نيته شائبة الرياء شعبة الرياء او غلب جانب الغنيمة على غنيمة الاخرة او غير ذلك من من الامور القلبية من الامور القلبية. ولكن اذا كمل في قلب الانسان الحرص على الجهاد وكان الانسان معذورا قارب المجاهد اذا كان اذا كان تام القصد اذا كان تام تام القصد وهذا هو الاظهر هو الذي يتفق يتفق عليه تتفق عليه الادلة وذلك ان اه سواء كانوا مجاهدين او غير مجاهدين ورحمة الله عز وجل واسعة. وكذلك ايضا في هذا نشير الى معنى ان الانسان كلما كان اقرب من رحمة الله وفوتها الى غير رحمة الله ومرضاته فان اثر ذلك عليه اعظم في زمن النبي عليه الصلاة والسلام اعظم اثما ممن كانوا بعد ذلك ولو ممن كانوا بعد ذلك لماذا؟ لان دعوة النبي عليه الصلاة والسلام تختلف عن غيره الذي يتعرض لرحمات الله جل وعلا فتفتح له ثم يعرض عنها فان اعراظه عند الله عز وجل اعظم. ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام عليه الصلاة والسلام الله سبحانه وتعالى جعل درجات المجاهدين وهم نافرون في سبيل الله على مراتب على مراتب فكذلك ايضا القاعدون على مراتب القاعدون على مراتب في حال في حال العذر وهنا ذكر الله سبحانه وتعالى تفضيله للمجاهدين باموالهم وانفسهم فظل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة. وهذا يؤكد ما اشرنا اليه ان المجاهدين منهم من يجاهد بنفسه ومنهم من يجاهد بماله. فمن جاهد بنفسه وماله قولا واحدا انهم افضل من القاعدة ولو كان حريصا لانه زاد هذا بخروجه بماله وذاك عذر بنفسه فقط وذاك عذر بنفسه. فاذا قابله من عذر بنفسه وجاهد بماله ساوى من خرج بنفسه ليس بمعدور وانفق وانفق ماله وهكذا. ثم قال الله سبحانه وتعالى وكلا وعد الله الحسنى وفظل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه ومغفرة. درجات المجاهدين جاء في الصحيحين من حديث ابي سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله اعد للمجاهدين مئة درجة ما بين الدرجة والاخرى كما بين السماء والارض. وهي ايضا فيما بينها درجات. الدرجة الواحدة درجات. ولهذا قد جاء في حديث شرحبيل ابن السمط عن كعب ابن مرة عند الامام احمد في المسند وجاء قال اه رجل النبي عليه الصلاة والسلام وما الدرجة؟ قال عليه الصلاة والسلام ليست درجة عتبة امك وانما كما بين السماء والارض كما بين السماء والارظ وهذا اشارة الى ان ايظا الدرجات تتباين آآ تتباين فيها وذلك لان الجهاد في ذاته يتباين الجهاد في ذاته يتباين وذلك ان غزوة البحر تختلف عن غزوة البر وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث جماعة من الصحابة ان غزوة في البحر تعدل عشر غزوات في البر وجاء ذلك من طرق عن النبي صلى الله عليه وسلم باحاديث اه متعددة وايضا اه قد جاء في قول النبي عليه الصلاة والسلام ان المجاهد المائج في البحر كالمتشحط في دمه في البر. فالجهاد في ذلك مراتب. فثمة جهاد دفع وثمة جهاد طلب ومنه من ليجاهدوا يوما ومنهم من يجاهد اياما منهم من يجاهد ومنهم من يجاهد دفعا عن دينه ومنهم من يجاهد دفعا عن ماله ومن من يجاهد دفعا عن عرضه ومنهم من يجاهد دفعا عن نفسه. فهذه كلها لها مراتب في في الشريعة. ومنهم من يجاهد عن بلده وعن لديه يجاهد عن بلد عن بلد فاضل. وذلك لمن جعل الله عز وجل له حرمة من بلاد المسلمين. وذلك كمكة والمدينة والمسجد الاقصى هذه تتباين فالارض المباركة تختلف عن غيرها وكذلك ايضا من يجاهد اه من يجاهد الاعداء فانهم يتباينون اعداء في داخل دائرة الاسلام قتال الخوارج يختلف عن قتال البغاة ايضا الطوائف في ذاتها قتال اليهود يختلف عن قتال النصارى لشدة اليهود قتال المشركين يختلف عن قتال اهل الكتاب والاجر في ذلك والاجر في ذلك على على مرض. فاذا تباينت في صورتها انواعها ولو اختلف زمانها فانها كذلك ايضا تتباين اثرا على المجاهدين في الاخرة بحسب حالها فاذا كانت درجة من الدرجات جعلها النبي صلى الله عليه وسلم لمن رمى بسهم يبلغ به عدوا فكيف الذي يرمي سهام اه كثيرة فكيف الذي يبقى اياما او اسابيع او شهورا ونحو ذلك؟ هذه على على مراتب وفي قول الله سبحانه وتعالى وكلا وعد الله الحسنى قيل ان المراد بالحسنى هي الجنة وان الله سبحانه وتعالى انما ذكر الفضل يعني في الجنة وان الجميع مرتبة ان الجميع في مرتبة في مرتبة او دخول الجنة واما بالنسبة لعلوهم في الجنة فهم على مراتب. عن علوهم في الجنة على على مراتب. وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا اجرا اه عظيما. وذكر الله سبحانه وتعالى في ذلك الدرجات. وفي هذا ايضا ان من اعظم ما يكفر الذنوب الجهاد في سبيل الله اعظم ما يكفر الذنوب والجهاد في سبيل الله. وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك كما جاء في مسلم ان الشهيد يغفر له ويغفر له كل خطيئة يمينه الا الا الدين جاء عند ابن ماجة اه فيمن خرج في سبيل الله في غزوة البحر وقتل فيها انه حتى الدين. ولكن اسناده ولكن اسناده ضعيف قال مغفرة ورحمة وكان الله غفورا غفورا رحيما. وآآ يعني ان الله سبحانه وتعالى يغفر لعباده اثر عليه اعظم وهذه قاعدة ينبغي ان ينتبه اليها. الرجل وهذا في كل عمل في كل عمل كلما مكن الله عز وجل الانسان من شيء ثم فرط فيه فان اثمه عاقبته عند الله اشد. الجاهل الذي يكون عند عالم ولا يتعلم منه عاقبته عند الله اعظم فيما اذا وقع من الجهل. الذين لم يدخلوا يقول رغم انفه ورغم انفه رغم انفه ثم ذكر النبي عليه الصلاة والسلام اقواما فتحت لهم ابواب الرحمة وما وما دخلوها ومنهم من ادرك ابويه او احدهما عند اه الكبر فلم يدخلاه الجنة يعني ان الابواب على مصراعيها اين ان تحم حولها ثم لم تدخل اليها وقد فتحت فتحت لك كذلك لما ذكر الله عز وجل الرحمة لما ذكر الله سبحانه وتعالى الرحمة في ذكره للجهاد في سبيل الله ثم يعرض انسان عن ذلك طالبا دنياه. طالبا دنيا لحفظ الدنيا سيادة الوجاهة المال الجماعة الحزب وغير ذلك فان هذا يدفعه والى الى الاعراض عن مراد الله سبحانه وتعالى ورحمته التي فتحها للانسان ثم اعرظ ثم اعرظ عنها فان عقابه عند الله سبحانه وتعالى اشد لهذا الواجب الواجب على المسلم ان ينظر ما فتح له من ابواب الرحمة وابواب الخير ثم يأخذ باقربها وادناها اليه لان هذا امتحان شديد لان هذا امتحان امتحان شديد. قرب الله اليك الخير يريدك ان تلج منه. ثم ثم لم تدخل فاذا اما ان يكون ازمنة واما ان يكون ذوات اما اشخاص او بقاع او احوال او غير ذلك انظر الى الى ما انت فيه ففي كل موضع او مكان يفتح الله لك بابا وانما تحاسب يوم القيامة على الباب الذي فتح فتح لك. من الناس من يولد بلا ابوين. هل تغلق ابواب الرحمة؟ لا تتسع ابواب رحمة اخرى تتسع ابواب رحمة اخرى. ولهذا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام قال من ادرك رمضان فلم يغفر له رغم انفه رغم انفه يعني باب باب في ذلك باب في ذلك واسع كذلك ايضا لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هنا ذكر الله جل وعلا الرحمة والمغفرة لبعد ذكره للجهاد ودرجاته اشارة الى ان ابواب الرحمات تفتح في مثل هذا الموضع في مثل هذا الموضع فليتعرض الانسان لرحمات الله عز وجل وليلج من ابوابه التي فتحها لاهلها اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من اهل الرحمة والمغفرة ان يجعلنا اه ممن ممن يدرك مواضع اختباره في حاله. فيتقي نهيه ويمتثل امره. صدقا واخلاصا بلا ريب وشك ولا رياء وسمعة سبحانه وتعالى ان يأخذ بي وبكم الى المنهج القويم والصراط المستقيم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد