بسم الله الرحمن الرحيم اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا في هذه السورة الكريمة بشارة وامر لرسوله صلى الله عليه وسلم عند حصولها واشارة وتنبيه على ما يترتب على ذلك البشارة هي البشارة بنصر الله لرسوله وفتحه مكة ودخول الناس في دين الله افواجا بحيث يكون كثير منهم من اهله وانصاره بعد ان كانوا من اعدائه فقد وقع هذا المبشر به واما الامر بعد حصول النصر والفتح امر رسوله ان يشكره على ذلك. ويسبح بحمده ويستغفره واما الاشارة فان في ذلك اشارتين. اشارة ان النصر يستمر للدين ويزداد عند حصول التسبيح بحمد الله واستغفار من رسوله فان هذا من الشكر. والله يقول لئن شكرتم لازيدنكم وقد وجد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين وبعدهم في هذه الامة لم يزل نصر الله مستمرا حتى وصل الاسلام الى ما لم اليه دين من اديان ودخل فيه ما لم يدخل في غيره حتى حدث من امة من مخالفة امر الله ما حدث ابتلوا بتفرق الكلمة وتشتت الامر فحصل ما حصل. ومع هذا فلهذه الامة وهذا الدين من رحمة الله ولطفه ما لا يخطر بالبال ويدور في الخيال واما الاشارة الثانية فهي الى ان اجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرب ودنا. ووجه ذلك ان عمره عمر فاضل اقسم الله به وقد عهد ان الامور الفاضلة تختم بالاستغفار كالصلاة والحج وغير ذلك امر الله للرسول بالحمد والاستغفار في هذه الحال اشارة الى ان اجله قد انتهى فليستعد ويتهيأ للقاء ربه. ويختم عمره بافضل ما يجده. صلوات الله وسلامه عليه فكان يتأول القرآن ويقول ذلك في صلاته يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي تم تفسير سورة النصر بتيسير الله ومعونته