لقوله وما عملته ايديهم فان هذا ليس من صنعنا لو اجتمع الناس كلهم على ان يخرجوا رطبة واحدة ما استطاعوا الى ذلك سبيلا او حبة عنب ما استطاعوا الى ذلك سبيلا وقوله مما تنبت الارض ومن انفسهم فيه ايضا فوائد من فوائد الاية ومن فوائد الاية ايضا ان اه ان بني ادم على اصناف متنوعة كما كما كان ذلك فيما تنبته الارض بل قال سبحانه لان كون كل شيء يحتاج الى ازدواجية يدل على كمال الواحد المتفرد الذي لا لا يماثله شيء من مخلوقاته فبنو ادم لابد من من ازدواجية ذكر وانثى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. واية لهم الارض الميتة احييناها واخرجنا ما منها حبا فمنه يأكلون. وجعلنا فيها جنات من نخيل واعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته ايديهم افلا يشكرون سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض. مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون ثم قال تعالى واية لهم على البعث خبر مقدم الارض الميتة بالتخفيف والتشديد احييناها بالماء مبتدأ اية لهم الاية في اللغة العلامة العلامة والدليل القاطع على الشيء وقوله وقول المؤلف خبر مقدم اين المبتدأ اذا المبتدأ الارض هذا المبتدأ الارض وقولها الميتة يقول بالتخفيف والتشديد يعني ان فيها قراءتين الميتة والميتة وهذا دليل على ان الميتة كما يبلغ على الميت الذي قد فارقت روحه جسده يطلق ايضا على الذي سيموت خلافا لمن قال ان الميت لمن سيموت والميت لمن مات بالفعل فان الارض الميتة قد ماتت وما ذلك فيه هنا قراءة الميتة والميدان طيب الارض مبتلى الميتة صفة احييناها صفة ايضا ولهذا قال المؤلف مبتدأ جعله بعد قول احييناها ليبين ان ان الميتة واحياناها كلاهما صفة للارض ولكن الصحيح ان احييناها جملة استئنافية ببيان وجه الحياة بوجه الاية بهذه الارض لان محط الفائدة هو ليس موت الارض ولكن ان الله تعالى احياها بعد موتها اما رأي المؤلف فاذا جعل احييناها صفة فانه يشكل علينا ان هذا مخالف للقاعد المعروفة ان الجمل بعد المعارف احوال والجواب على ذلك ان يقال ان الارض هنا المراد بها الجنس فهي بمعنى النكرة ونظيرها قول الشاعر ولقد امر على اللئيم يسبني فمضيت ثم فقلت لا يعنيني ولعلئيم يسبني تقدير على لئيم يسبون فمضيت ثم فقلت لا يعيب ومنه ايضا على قوله بعض المعربين كمثل الحمار يحمل اسفارا على ان جملة يحمل نكرة على صفة بحمار لان المراد به الجنس فهو بمعنى كمثل حمار يحمل اسفارا اما على القول الذي اخترناه فنقول ان جملة احييناها استئنافية في بيان وجه الاية في هذه الارض قالت لهم الميتة احيناها ووجه كونها اية ان هذه الارض الميتة اشجارها يابسة وليس فيها ثمر فينزل الله عليها المطر فتحيا بعد الموت الذي احياها وقدر على احياها قادر على احياء الموتى كما قال الله تعالى ومن اياته انك ترى الارض خاشعة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت ان الذي احياها لمحيي الموتى انه على كل شيء قدير وعليه فنقول وجه الاية ان تقيس الشاهد بالغائب الشاهد المنظور هو هذه الارض ميتة اشجارها يابسة ينزل عليها مطر فتخبظ فالذي احياها قادر ونبتدي درس ها والمناقشات الا لم يروا كما اهلكتم قال الله تعالى الم نك ملكنا قبلهم من القرون انهم اليهم لا يرجعون ها اخذنا هذه ها قال الله تعالى واية لهم الارض الميتة بالتخفيف والتشديد احييناها بالماء مبتدأ اه اسلوب المؤلف هنا او كلامه فيه نظر ظاهر لان الذي يقرأ مبتدأ بعد قوله احياناها يظن ان المبتدأ هي كلمة احييناها والمفسدة هي كلمة الارض الارض لكن اخر هذا ليبين لك ان احييناها تابع للارظ فكأنه يقول مبتدأ لانه صفة المبتدأ نعم كانوا يقولون مبتدأ لانه تابع للمبتدأ فاخر اعراب المتبوع عن اعراب التافه ولكن الصواب في العبارة والاوضح والابلغ ان يقول الارض مبتدأ والميتة واحياناها ايش صفر قال واخرجنا منها حبا معطوف على احيانا يعني من على الارض ميتة احييناها بالزرع فقام الزرع اخبر يهتز لكن مجرد كونه زرعا لا يفيد الادمي وانما يفيد البهائم ويفيد الادمي عند الضرورة لكن الفائدة العظمى منه واخرجنا منها حبا منها منين من الارض اخرجنا منها حبا كالحنطة فمنه يأكل من اي من هذا الحب يأكلون وفي وفائدة قوله كما يقولون دليل على على سهولة تناول هذا الحب وعظم فائدته وانه حب نافع سهل التناول لانه لو كان صعبا لكانوا لا يستطيعون الاكل منه الا بمشقة عظيمة ولهذا قال فمنه يأكلون فقدم المعمول لافادة الحصر لكنه حصر اضافي لسهولتك كانه لا اكل لهم الا من هذا السهل المتيسر وجعلنا فيها جنات بساتين من نخيل واعناق هذا غير الحب لان الخارج من الارض يكون حبا ويكون ثمرا الحد من الزروع والثمر من الاشجار وجعلنا فيها جنات جعلنا بمعنى صيرنا فهو ناصب لمفعولين المفعول الثاني فيها والمفعول الاول جنة وجنات جمع جنة وهي البستان كثير الاشجار سمي بذلك لانه يجن من داخله وكان فيه لاستتاره بهم به واصل هذه المادة الجيم والنون كلها تدور على هذا المعنى اي على الاستتار والخفاء ومنه سمي الجنان القلب. لاستدهاره. ومنه سمي الجن لاستثارهم وخفائهم ومنه سمي الجنة الوقاية لان الانسان يستتر بها فكل مادة هذه تدل على خفاء واستتار فالبستان الكثير الاشجار المتشابكة اذا كان فيه احد لا يرى لان هذه الاشجار تستره وقول جنات من اي بساتين من نخيل واعناب النخيل والاعناب معروفة ونص الله عليها لانها طعام لا يحتاج الى مؤونة طعام قوت لا يحتاج الى مأونة ولهذا يقتات رطبا ويابسا فيقتات رطبا كالرطب في التمر والعنب في العنب ويابسا فالتمر الذي يؤول اليه الرطب وكالزبيب الذي يؤول اليه العنب فجمع الله بينهما لانه موقوت حلو لا يحتاج الى مؤونة طبخ وينتفع ويغتات وينتفع به رطبا ويابسا من نخيل واناب وفجرنا فيها من العيون فجرنا فيها اي في الارض من العيون اي بعضها ويجوز ان تكون من لبيان الجنس ويكون هذا عاما وهو الاقرب يعني فجرنا فيها من العيون عيونا كثيرة واصناف متنوعة فمنه عيون الجارية الغزيرة ومنه العيون الراكدة التي لا تجري لكنها تنبع على وجه الارض ومنها العيون التي تكون بواسطة كالانابيب المعروفة الان تركز في الارض فيخرج الماء ومنها العيون التي تكون بلا واسطة كالتي تتفجر من رؤوس الجبال وغير ذلك كل هذا دليل على ايش على قدرة الله عز وجل وعلى رحمته بعباده يقول ليأكلوا من ثمره وما عملته ايديهم. قال بفتحتين وبضمتين ليأخذوا الظمير يعود على الناس نعم من ثمره وثمره اي ثمن المذكور من النخيل وغيره قوله ليأكل من ثمره اللام هذه للتعبير كما هو واضح والفعل بعدها منصوب اما بها على مذهب الكوفيين واما بان مضمرة على مذهب البصريين وقوله من ثمره هنا مفرد ولم يقل من ثمرهما لان الله ذكر نحيل واعناه فهما ثمرتان لم يقل من ثمرهما اي نعم فهما صنفان ولم يقل من ثمرهما بل قال من ثمره اي ثمر المذكور فالظمير هنا يعود على المذكور من النخيل والانام. قال المؤلف قال من النخيل وغيره وما عملت وايديهم اي لم تعمل الثمر افلا يشكون انعمه تعالى عليهم قوله وما عملته ايديهم فيما قولان المفسرين القول الاول انها نافية وهو الذي مشى عليه المؤلف يعني ان هذا الثمر الخارج من النخيل والاعناب لم تعمله ايدي الناس من الذي عملته ايديهم لان الناس قد يعملون شيئا يصلحونه مثل عصير العنب وكذلك دبس الثمر وكذلك الخبز الذي يخبزونه من الثمر من الزروع وغير ذلك مما يصنعه الناس بايديهم ويتفكرون به فهناك مثلا انواع الحلوى تصنع باليد وتعمل باليد فيقول الله تعالى امتن على العباد بامرين امتن عليهم بما يخرجه هو عز وجل من هذه الثمار والزروع وامتن عليهم بما علمه اياهم مما يعملونه بايديهم والمأكولات التي نأكلها نوعان نوع لا نحدث به شيئا نأكله كما يقولون طازجا ونوع اخر نعمل فيه نعمل فيه ونركبه مثلا من عدة ثمرات وما اشبه هذا فيكون الله عز وجل امتن على العباد بالامرين جميعا ايهما اولى؟ المعنيين نقول ان الثاني اعمى الثاني اعم فيكون اولى. على اننا ذكرنا قاعدة سابقة بان الاية فاذا كانت صالحة للاحتمالين فلا مانع من ان تحمل عليهما فنقول ان الله اراد هذا وهذا اراد ان ان ايدينا لم تعمل هذه الثمرات التي تخرج من النخيل والاعناب ولا هذه الحبوب التي تخرج من الزروع واراد ايضا ما نعمله نحن بايدينا على حسب ما نريد فكل هذا نعمة وقوله افلا يشكرون الاستفهام هنا للتوبيخ والجملة معطوفة على مقدر على مقدر يعلم من السياق يعني اغفلوا عن ذلك فلا يشكرون او اكفروا به فلا يشكرون لان انتفاء الشكر يكون اما بالغفلة او بالكفر المتعمد فكثير من الناس بالنسبة للنعم اما غافل ويرى هذا امرا معتادا وكانها شيء جار على العادة بدون ان يكون لله فيه منة وهذا يحصل من المؤمن الذي لم يصب بضد تلك النعم لان الانسان لا يعرف قدر النعمة الا حيث يصاب في ضدها فلا يعرف قدر الشبع الا من جاع ولا قدر الري الا من قظ منه. ولا قدر العافية الا من مرض ولا قدر الانس الا من فقد الانيس وهكذا هذه غفلة واما ان تكون كفرا كما قال تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها واكثرهم الكافرون كفرا بالنعمة وبطرا يقول انما اوتيته على علم عندي وما اشبه ذلك وقوله افلا يشكرون الشكر سبق لنا عدة مرات او عدة مرات انه ايش القيام بطاعة المنعم هذا الشكر القيام بطاعة الملك وصرف نعمه فيما جعلها الله له فمن صرف نعم الله لغير ما جعله الله له اليس بشاكر لو جعل لو جعل النعم عونا له على المعصية فصار يستعين بنعم الله على معصيته لم يكن شاكرا لانه صرفها في غير ما جعلت له انما انعم الله علينا هذه النعم لنقوم بعبادة ونتقوى ونتقوى عليها وسبق لنا ايضا عدة مرات ان بين النعم ان بين الحمد والشكر عموما وخصوصا من وجه عموما وخصوصا من وجهه فالحمد اعم من حيث السبع واخص من حيث المتعلق والشكر اخص من حيث السبب واعم من حيث المتعلق الحمد اعم من الشكر من حيث السبب واخص منه من حيث المتعلق والشكر اه اعم من حيث المتعلق واخص من حيث السلف ايه طيب الله يحمد على نعمه وعلى كماله فيحمد على شيئين هذا سبب الحمد والحمد انما يكون في اللسان فقط بالسند الشكر انما يكون على النعم فقط والاحسان ما تقول اشكر الله على كمال صفاته؟ لا على نعمه فسببه اخص لكنه يتعلق بالقلب واللسان والجوارح فهو اعم من حيث المتعلق. من فوائد الاية الكريمة واية لهم الارض من سلاحنا ولا لا هذا فوائد ها؟ طيب من فوائد الاية الكريمة بيان قدرة الله عز وجل على احياء الارض بعد موتها لقوله تعالى واية لهم الارض الميتة احيناها ومنها الاستدلال بالشاهد على الغائب فان احياء الارض بعد الموت مشاة ويستدل بها على احياء الله الموتى بعد بعث عند بعثهم يوم القيامة وقد اشار الله تعالى الى هذا الدليل بقوله ومن اياته انك ترى الارض خاشعة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت ان الذي احياها لمحيي الموتى انه على كل شيء قدير وقال تعالى ونزلنا من السماء ماء مباركا فانبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسقات لها قول نظير رزقا للعباد واحيينا به بلدة ميتا كذلك كذلك الخروج والايات في هذا كثيرة ومن فوائد الاية الكريمة جواز وصف الجماد بالموت وانه ليس خاصا بذي الروح المتحرك لقوله الميتة احيناها ووصف بالموت ووصفها بالحياة ومن فوائد الاية الكريمة بيان عظمة الله سبحانه وتعالى من قوله احييناها واخرجنا منها ومن فوائد الاية الكريمة ايضا بيان نعمة الله عز وجل بما اخرج للناس من الارض. من الحبوب والثمار الحبوب قولها اخرجنا منها حبا والثمار قوله وجعلنا فيها جنات من نخيل واعناب وفجرناها فيها من من العيون ليأكلوا من ثمره ومن فوائد الاية الكريمة بيان حاجة العبد الى ربه بقوله ايش؟ فمنه يأكلون وكأن هذا الحصر كان فيه اشارة الى تحدي الانسان لانك لا يمكن ان تأكل الا من من هذا الذي اخرجه الله لك وهذا من فوائد الحصى كأنه يقول ان كنت قادرا فاخرج لنفسك ما تأكله انك لن تأكل الا مما ايش؟ مما اخرجناه لك طيب ذكرنا عظمة الله سبحانه وتعالى بيان عظمة الله حيث قال اخرجنا وفجرنا بظمير ظمير العظمة ومن فوائد الاية الكريمة بيان ما انعم الله به على العباد من هذه الاشجار العظيمة الكثيرة المضلة لقوله اخرجنا وجعلنا فيها جنات من نخيل واعناب فما اعظم نعم الله على العبد بهذه النخيل والاعلان ومن فوائد الايات الكريمة بيان فضل النخيل والاعناق لانها تمر يؤكل بلا تعب وثمر يقتات رطبا قلت نعم ويابسة ومن فوائد الاية الكريمة ايضا بيان قدرة الله عز وجل بتفجير الارض عيونا هذه الارض اليابسة يابسة جامدة يخرج منها هذا الرطب السائل وهو الماء قال الله تعالى وانما الحجارة لا ما يتفجر ها منه الانهار وان منها لم يشقق فيخرج منه الماء وهذا من عظيم قدرة الله كان موسى عليه الصلاة والسلام يضرب الحجر اليابس اما حجرا معين كما قيل يحمله معه واما اي جنس واما اي حجر كان يضربه فيتفجر اثنتي عشرة عينا على على قدر اه على قدر قبائل بني اسرائيل وهذا من تمام قدرة الله سبحانه وتعالى ومنها بيان احتياج الثمار النخيل والعنابل الماء وان ثمره يكثر بحسب الماء لانهم قالوا فجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره فدل هذا على ان الثمر على ان الماء له اثر في ايش؟ في الثمار في كسر الثمار وطيبها وهذا هو الواقع ومنها الرد على الجفرية ها باثبات العلة والحكمة في قوله ليأكلوا من ثمره والنصوص الدالة على اثبات حكمة الله عز وجل كثيرة جدا منها ما صرح الله تعالى به مثل قوله تعالى حكمة بالغة فما تغمضه ومنها ما صرح الله به على وجه الصلب والنفي وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين. وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار ولا ادل على الصفة من اثباتها ونفي ضدها فان اثباتها يدل على ثبوتها ونفي ضدها يدل على كمالها. وانها غير مشوبة بهذا النقص الذي يحصل بفقدها او بفقد كمالها ولا شك اننا اذا اذا نفينا الحكمة عن فعل الله عز وجل او عن شرع الله لزم من ذلك النقص العظيم وان يكون الله عز وجل ايش؟ يفعل الشيء سفه سفها وعبثا طيب ومن فوائد الاية الكريمة بيان ما انعم الله به على العباد من هذا الثمر ارأيتم نعم من هذا الثمر الذي يؤكل ارأيتم لو ان هذا الثمر صار مرا هل ينتفع به لا ولهذا قال الله تعالى في الماء افرأيتم الماء الذي تشربون اانتم انزلتموه من المز؟ ام نحن المنزلون لو نشاءوا؟ ها؟ جعلناه اجاجا فلم فلم تستطيعوا شربه هذا الثمر جعله الله تعالى شهيا للنفوس تأكل منه وتتغذى به الابدان. ولهذا قال ليأكلوا من ثمره لو شاء الله عز وجل جعل هذه الثمرة فاسدا يعني قد يكون حلوا لذيذا شهيا لكن يجعل الله فيه افة تفسده اليس كذلك؟ موجود بكثرة ولكن من نعمة الله انه يبقى ويؤكل من ثمره ومن فوائد الاية الكريمة اننا لا نملك لانفسنا ان نوجد هذا الثمر وان ذلك مجرد فضل من الله ومع هذا يخلق الله عز وجل هذه العناقيد التي لا تحصى كثرة وهذه الاعذار في النخل التي لا تحصى كثرة ونحن لم نعمل ذلك بايدينا غاية ما هنالك اننا نوجه هذه الثمار حسب ما علمنا الله عز وجل. فنأخذ مثلا من طلع فحل ما نجعله في طل النخلة حتى يطيب التمر اما ان اننا نحن الذين خلقناه واوجدناه فلا هذا على جعل ما نافية وفائدة اخرى وهي بيان نعمة الله عز وجل بما علمنا مما نصنعه من هذه الثمار على وجه يخالف ما خلقت عليه حتى يتكون من هذا طيب على طيب كقوله وما عملته ايديهم فان الله تعالى ايش؟ علمنا كيف نصنع هذه الثمار على وجه نتلذذ بها وننتفع بها اكثر مما هي عليه في الخلقة ها اي نعم طيب هذا على على جعل امام موصولة ومن فوائد الاية الكريمة وجوب شكر نعمة الله عز وجل لان الله وبخ من من لا يشكر والشكر مع كونه طاعة لله يثاب الانسان عليه ويعرف به قدر نعمة الله عليه فهو سبب للمزيد من هذه النعم لقوله تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد فان قال قائل نحن نرى كثيرا من الناس قد اغدق الله عليهم النعم مع كفرهم بها فبماذا نجيب عن هذه الاية الجواب على هذا ان نقول ان الله تعالى قد عاقبهم عقوبة عظيمة لان العقوبة لا تنحصر في فقدان النعمة بل العقوبة تكون في فقدان النعمة وتكون بقسوة القلب ومرض القلب وان كان اكثر الناس يظنون ان العقوبات انما هي بزوال النعم والواقع ان ان عقوبات القلوب بالمرض والقسوة والاعراض عن الله وعن ذكره هذي اكبر عقوبة ثم هؤلاء المنعمون بابدانهم لا تظنون انهم منعمون بقلوبهم ابدا ففي قلوبهم من الضيق والحرج وعدم الصبر على القضاء والقدر ما يجعلهم دائما في نار ولا تجد اطيب حياة من حياة المؤمن وان كان افقر الناس من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة اجرهم باحسن ما كان باحسن ما كانوا يعملون هذا جواب ما هو الجواب الان ان نقول ان هؤلاء قد عوقبوا عقوبة اعظم من اتلاف الاموال والثمار وغيرها وهو ها قسوة القلب ومرضه واعراضه فان هذا يوجب للانسان ظيق الصدر والتعب من الحياة لانه لا يرضى بالله ربا ولا بدينه ولا ولا بشرعه دينا ثانيا ان نقول هذه النعم عجلت لهم عقوبة عقوبة لهم واستدراجا ولهذا لما جاء عمر رضي الله عنه الى النبي عليه الصلاة والسلام وهو على سرير من من الليف آآ يعني مخيط بليغ واذا هو قد اثر في جنبه بكى وقال له ما ما يبكيك قال يا رسول الله فارس والروم ينعمون بما نعموا به من الدنيا وانت على هذه الحال فقال يا عمر ان هؤلاء قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا اذا نقول هؤلاء عوقبوا بهذه النعم التي يعاقبون بهذه النعم التي تدر عليهم لانه استدراج ولانهم اذا ماتوا وصاروا في العذاب ترى هذا اشد عليه لانهم فارقوا دنيا تعلقت بها قلوبهم ونحموا بها. ثم اعقبها هذا العذاب والعياذ بالله فصاروا اشد حسرة ويذكر ان ابن حجر العسقلاني رحمه الله وهو قاضي القضاة في مصر انه مر ذات يوم بيهودي زيات يبيع الزيت تعبان من الزيت واثيابه وسخة وهو يهودي وقاضي القضاة قضاة مصر يمشي على عربة تجره الخيول والناس حوله يمينا وشمالا فاوقف ان نعم فهذا اليهودي اوقف الموكب وقال له يا قاضي القضاة كيف تكون انت في هذه الحال وانا في هذه الحال ورسولكم يقول ان الدنيا سجن المؤمن وجنة الكاف وشلون هذا ايهم اللي في جنة الان ها قاضي القضاة وهذا في بلاء وتعب قال له نعم ما انا فيه من النعيم او في الدنيا هو سجن بالنسبة لنعيم في الاخرة او لنعيم المؤمن في الاخرة وما انت فيه من التعب والبلاء هو بالنسبة لعذاب الاخرة؟ ها؟ جنة انت الان في جنة لانك تبي تنتقل الى عذاب. عذاب ما تتصوره فلما قال ذلك قال اليهودي اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فاسلم فالمهم ان نقول ان هؤلاء المنعمون ان هؤلاء المنعمين نعيمهم في الحقيقة شقاء وعذاب وان نعم اجسامهم لكن اكثر الناس في غفلة عن هذا ومع الاسف ان هذا الداء دب الى المسلمين. فصار اكثر المسلمين اليوم لا ينشدون الا هذا النعيم فقط اعني نعيم ايش؟ الدنيا وفي غفلة عن نعيم الاخرة ولهذا تجده يتحدثون دائما عن الترف ترى واللهو وما اشبه ذلك كأنهم ما خلقوا الا لهذا وهذا من اكبر ما يصد الانسان عن دينه ان يكون قلبه معلقا بالدنيا ولا ينظر الا الى التنعم بها ونحن لا ننكر ان ننال الانسان من الدنيا ما يستفيد به في الاخرة بل ان الدنيا اذا جعلت وسيلة للاخرة صارت من الاخرة في الحقيقة صارت من الاخرة لكن ننكر ان تكون الدنيا اكبر هم الانسان كأنما خلق لها فقط وهذا من نقص دينه ونقص عقله ايضا كيف تجعل نفسك وحياتك الثمينة كيف تجعلها مهتمة وغاية الاهتمام بامر ليس بمضمون وليس وليس بمخلد قال الله تعالى منكرا على قوم هود هود عليه الصلاة والسلام وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون انت لست بخالد كيف تجعل هذا هذا المقر او هذا الممر الذي انت تعيش فيه تجعله اكبر همك مع انك لا تدري ما متى تفارقه كل من هؤلاء المترفين لا يدري متى يموت اليس كذلك لكن يدري انه سيبقى في الاخرة يدل انه سيبقى في الاخرة ان كان مؤمنا بها ومع هذا يعمل للدنيا التي لم يخلق لها ويدع الاخرة يدع الاخرة التي قد خلق لها ثم قال عز وجل سبحان الذي خلق الازواج الاصناف كلها مما مما تنبت الارض من الحبوب وغيرها ومن انفسهم من الذكور والاناث ومما لا يعلمون من المخلوقات العجيبة الغريبة الله اكبر سبحان الذي خلق وسبحان هذه تأتي دائما منصوبة على انها مفعول مطلق قذف منها العامل وجوبا واصلها تسبيح اصلها تسبيحا لله وتسبيحا مصدر سبحا فالعامل محذوف وهو سبح والمصدر محول الى اسم مصدر وهو التسبيح حول الى سبحان سبحانه والتسبيح هو تنزيه الله عز وجل عما لا يليق به مأخوذ من سبح اي ابعد في الماء امان التسبيح هي سبحان الله تنزيه الله سبحانه وتعالى عما لا يليق به والذي لا يليق بالله عز وجل امران احدهم النقص في صفاته والثاني مماثلة المخلوقين فيها على انه يمكن ان نرد الثاني الى الاول ونقول ان مماثلة المخلوقين نقص لان مماثلة الكامل للناقص يجعله ممكن ان نقول هكذا فقوله سبحان الذي خلق اي تنزيها لهذا الذي خلق الازواج كلها وقوله خلق الازواج اي الاصنام كقوم كله خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون هذه الاية في قوله ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون كل المخلوقات لا تقوم الا بتركيب الا بتركه من مادتين فاكثر ليس فيها شيء يقوم من شيء واحد ابدا كل شيء سواء مما تنبت الارض او من الادميين او من البهائم او مما لا نعلم وهذه عامة من اعم ما يكون فانه مكون من شيئين لان ومن كل شيء خلقنا زوجين تنزيها لله عز وجل تنزيها لله عن ما لا يليق به ولهذا جاءت الاية هنا سبحان الذي خلق الازواج كلها فالمخلوق لابد فيه من تعدد والخالق ها منزه عن التعبد منزه عن التعدد وهذا هو الحكمة والله اعلم في انه قال سبحان الذي خلق الازواج كلها ولم يقل الحمد لله الذي خلق الزواج حتى المعاني التي فيه والاوصاف التي فيه تجد انها مزدوجة فيه غضب ورضا وكراهة ومحبة وقوة وظعف الى غير ذلك لكن الخالق عز وجل واحد منفرد لا يماثله شيء في مخلوقات في ذاته ولا في صفاته من الذي خلق زواجه كله الى اخره في الاية الكريمة تنزيه الله تعالى نفسه عن كل نقص وعيب لقوله سبحان الذي خلق الازواج كلها وفيه التنبيه على وحدانيته عز وجل ومخالفته للمخلوقات لقوله الذي خلق الازواج كلها فلم يقل سبحان الله بل قال الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارظ والجمع بينما يثبت للعباد وما ينزه الله عنه قد ورد في غير موضع من القرآن منها قوله تعالى كل من عليها فان وجه ربي ذو الجلال والاكرام فلما ذكر حال الخلائق ذكر حال الخالق لانه عز وجل يبقى مع فناء غيره كذلك هنا المخلوق كله مزدوج لا بد فيه من زوجين ومن كل شيء خلقنا زوجين اما الرب عز وجل فانه واحد ولهذا فسبحان الذي خلق الازواج كلها ومن فوائد الاية الكريمة انه ما من شيء مخلوق الا وفي لقوله ومما لا يعلمون. وهذا لفظ من اعم ما يكون من من الكلمات بل وفي الارض نفسها قال الله تعالى وفي الارض قطع متجاورات فاثبات التجاور لها يقتضي ان كل واحد منها يخالف الاخر لان جار غير جاره وكذلك هنا مما تنبت الارض يدل على ان في الارض اصنافا منوعة من النباتات كذلك من انفسهم فيما خلق الله عز وجل فينا اصناف ذكر وانثى اسود وابيض طويل وقصير شقي وسعيد ذكي وبليء عاقل وسفيه اكرم ليعتبر الانسان قوة لقدرة الله عز وجل على خلق هذه الاشياء المتضادة ومن فوائد الاية الكريمة اثبات الجهل للانسان وانه لا لا يحيط بكل شيء لقوله ومما لا يعلمون. وهذه اذا عرفتها الى قوله تعالى ويسألونك عن الروح يقول الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا تبينت مدى جهل الانسان في الامور