لهذا نقول في كل من ينطبق عليه وصف يستحق به دخول الجنة نقول اننا لا نشهد له بعينه لان الشهادة له بعينه تحتاج الى دليل معين ولكننا نرجو له هذه اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انا جعلنا فيه اعناقهم اغلالا فهي الى الاذقان فهم مقمحون. وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون. وسواء عليهم انذرتهم ام لم تنذر لا يؤمنون انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيث. فبشره بمغفرة واجر كريم ثم قال تعالى انا جعلنا في اعناقهم اغلالا انا جعلنا اي صيرنا ولهذا نصبت مفعولين المفعول الاول اغلالا والمفعول الثاني مقدم في اعناقهم. وقول اغلانا الغل يكون باليد كما قال تعالى غلت ايديهم اذا كان الغل في اليد وهنا قال في اعناقهم فمعناه ان اليد سوف تشد الى العنق. ولهذا ان تضم اليها الايدي. لان الغل يجمع واليد الى العنق هكذا تغل ثم تشد على العنق يقول فهي اي الايدي مجموعة الى الاذكار قول مجموعة اخذها من قول الى الاذقار ويجوز ان نقدر بدل مجموعة منتهية او بالغة الى الاتقان جمع ذقن وهو مجمع اللحيين الاحيان هما العظمان اللذان عليهما الاسنان ومجمعهما يسمى يسمى ذقنا يقول فهي وهي مجتمع اللحيين رافعون رؤوسهم و الاحسن ان يقال مرفوع الرؤوس يعني لان اليد مغلولة الى العنق تضيق على الذقن ثم يرتفع الرأس. قال رافعوا رؤوسهم لا يستطيعون لو تصورت هذه الصورة لوجدتها صورة بشعة وان الانسان لا يتمكن معها من التصرف الحر رجل مثلا مشدودة يده مشدودة يداه بعضهما الى بعض ثم مجموعة الى العنق من عند الذقن نعم اذا لابد ان رأسه لابد ان يرتفع رأسه اختيارا او اضطرارا اضطرارا. وزاد بعض العلماء في في القمح انها اه مغمضة اجفان يعني لانه اذا ارتفع رأسه باضطرار فان من من تمام الذل ان يغمض عينيه ولكن صنيع المؤلف يدل على انه ليس بشرط. المهم انك اذا تصورت هذه الحال عرفت ان هؤلاء لا تصرف لهم في انفسهم وانهم لا يستطيعون ان يتصرفوا باخذ ولا رد بالنسبة لايديهم. وبالنسبة لرؤوسهم ايضا ما يستطيعون تنزيله دائما مرفوعة وهذا تمثيل لحال هؤلاء المكذبين كما قال المؤلف وهذا تمثيل والمراد انهم لا يذعنون للايمان ولا يخفضون رؤوسهم له يقول تعالى وجعلنا من بين ايديهم سدا هذي الفائدة جميلة. وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فتح السين وضمها في الموضعين قراءتان سبعيتان اي سدة فاغشيناهم فهم لا يبصرون ارشيناهم يعني اغشينا ابصارهم جعلنا عليها غشاوة بحيث لا تبصر ولهذا قال فهم لا يبصرون تمثيل ايضا لسد طرق الايمان عليهم ليس هناك سد حقيقي اي جدار مثلا او ثوب ساتر بل هذا من باب التمثيل كأنهم لبعدهم عن الايمان والعياذ بالله وانحجاب رؤيتهم اياه كانهم جعل بينهم وبينه سد من بين ايديهم فلا يتقدمون. ومن خلفهم فلا يتأخرون. فهم ثابتون على الكفر لا يتقدمون ولا يتأخرون ومع ذلك فان ابصارهم عليها غشاوة. لا تبصروا الحق ولا تنظر اليهم ولهذا قال فهم لا يبصرون فتأمل ايضا حالهم الان ايديهم مغلولة الى اعناقهم من تحت الاذقان. وهم رافعين رافعوا رؤوسهم. ومع ذلك بينهم وبين الايمان سد من الامام ومن الخلف فهم اذا لا يستطيعون ان يصلوا الى الايمان ولا ان يصل اليهم الايمان ثم قال نعم فنستفيد من هذا الحديث او من الايات الكريمة فوائد اولا ان الله سبحانه وتعالى اذا اراد ان يحجب الايمان عن الشخص جعله كالمالونة يده الى عنقه لقوله انا جعلنا في اعناقهم اغلالا ثانيا ان هذا الذي جعلت عنقه يده الى عنقه على سبيل الغل كأنه مكره على ان يكون على هذه الحال وهكذا الشيطان يوسوس للانسان حتى يوقعه في الهلاك كانه مكره على ذلك الم تروا الى ما ترى للابوين حين جاء اليهم الشيطان وسوس اليهما ولم يكتفي بمجرد وسواس بل قاسمهما وصار يحلف لهما اشد الايمان انه ناصح فهكذا الشيطان يأتي الانسان حتى يغويه كالمكره له ومن فوائد الايتين الكريمتين ان هؤلاء قد حجب عنهم الهدى لا يتقدمون اليه ولا يتأخرون عنه ومن فوائده ان ابصارهم ايضا قد اغشي اغشيت وجعل عليها الغشاوة فلا تنظر ومن فوائد الايتين تحذير الانسان اذا لم ينفتح له باب باب الهدى ان يكون من جنس اولئك فاذا رأيت نفسك لا تعلموا الهدى ولا تعرفه وحيل بينك وبينه فاعلم انك على خطأ واذا رأيت من نفسك ان الهدى ينفتح لك ويتبين وينشرح به صدرك فاعلم انك على خير نحن نقيس هذا بحال هؤلاء جعل السد من بين ايديهم ومن خلفهم وصاروا لا يبصرون الحق فاذا رأيت من نفسك هذه الحال فاعلم انك على خطر فتداركته بلاغة القرآن بتمثيل المعقول بالمحسوس. شوفها عندكم هذي زعما بلاغة في القرآن بتمثيل المعقول بالمحسوس هذي تؤخر من الايتين الاوليين ثم قال الله تعالى وسواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم؟ لا يؤمنون سواء خبر مقدم بمعنى مستو وانذرتهم مهتدا مؤخر مسبوك بمصدر وان لم وان لم تكن الهمزة من الحروف المصدرية لكن في مثل هذا التركيب قال العلماء انها انها تسفك وما بعدها المنصة تفضيل الكلام وانذارك وعدمه سواء عليهم ان ذلك وعدمه سواء عليه وسواء هنا لم يقال فيها سواء لانها مصدر والمصدر لا يثنى ولا يجمع وقوله سواء عليهم اانذرتهم؟ قال المؤلف في بيان القراءة فيها بتحقيق الهمزتين انطق بها حجاج تحقيق همزتين. فانذرتهم. وابدال الثانية الفا انطق به عبد الوهاب لا عبد الرحمن طيب وتسهيلها تسهيل الهمزة الثانية اي نعم حقق الاولى وسهل الثانية ها لا انذرتهم ما جبت الثانية اطلاقا انذرتهم ما تبينها تمشي عليها على عجل طيب يقول وادخال الف بين المسهلة والاخرى وتركه ادخال الف بين المسهلة والاخرى يعني على قراءة التسهيل تجعل فيها الف او تحذف الالف مثالها خالد ادخال الالف فان الهمزة المحققة والمسهلة اربعة لا انذرتهم تمد الاولى والسهلة الثانية وكان عندنا كم حرف؟ ثلاثة حروف. الهمزة الاولى محققة والالف والهمزة الثانية مساحة. وتركه كما قلنا بالاول يدلون عليه ساءت تحقق الاولى وتسهل الثانية بدون اجر هذه القراءات سبعية ولا تبعية لان المؤلف من عادته اذا جاء القراءة الشاذة غير سبعية يقول وقرأ طيب على كل حال هذا لا يختلف به المعنى انما هو في كيفية الادب اما المعنى فلا يختلف المعنى ان انذارك وعدمك وعدمه لهؤلاء سواء ثم بين بين وجه التسلية فقال لا يؤمنون هذا ما نفسنا يعني معناه انذرت ام لم تنذر فانهم لا يؤمنون ولهذا الجملة هنا استئنافية بيان بيان بيان للجملة الاولى. يعني انهم لا يؤمنون سواء انذرك ام لم تنذر وهذا امر مشاهد ان الانسان الذي قد قضي عليه في الضلالة والعياذ بالله تجي تنصحه مرة بعد اخرى وتبين له وتحذره ولكن لا يزداد الا نفوعا والعياذ بالله. حتى ان بعض الناس يسخر ويستهزأ يسهر ويستهزئ بالجذع نعم فعلى كل حال هذا الذي ينذر ولا يتأثر بالانذار يخشى عليه كما اسلفنا من ان يكون قد طبع على قلبه وانه لا يؤمن ابدا من فوائد الايات الكريمة ان هؤلاء المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام لا يبالون ولا تتغير حالهم سواء انذرهم ام لم ينذرهم ومن فوائدها تسلية النبي صلى الله عليه وسلم حيث انه يتأثر بعدم الايمان فسلاهم الله عز وجل بان هؤلاء قد حقت عليهم كلمة العذاب وانهم لا يؤمنون سواء انذرت ومن فوائد الاية الكريمة ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينذرهم مع انهم قد انس منه فيستفاد منه الانذار حتى وان يئست وهذا احد القولين في المسألة فان من اهل العلم من يقول اذا ايست فلا تنظر فذكر ان نفعت الذكر وان لم تنفع فلا تذكر وقال بعض العلماء بل تذكر وتنذر سواء نفع ام لم ينفع بل يقولون انه لا يخلو من نفح مهما كان لان اقل ما فيه من النفس ان يبين للناس ان هذا العمل الذي عليه هذا الرجل عمل ايش؟ منكر عمل منكر ولانه ربما يهديه الله عز وجل. فكم من اناس كانوا ائمة في الكفر ثم هداهم الله عز وجل فكانوا ائمة في الدين من فوائد الاية الكريمة ان هؤلاء قد حقت عليهم كلمة العذاب ومن حقت عليه الكلمة فلا يمكن ان يؤمن سواء انذر ام لم ينذر طيب ثالثا ان الامر كله بيد الله عز وجل فهو الذي يهدي من يشاء ويظل من يشاء ولكن هذا مقرون بالحكمة من اقترف حكمة الله عز وجل ان يهتدي هداه الله؟ وما اخترت حكمته ان يضل اظله الله وهذا مبني على قوله تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم وحينئذ يكون حرمان الله تعالى الهداية للشخص يكون الشخص هو السبب في حرمان نفسه الهداية. لانه ليس اهلا له. فالله عز وجل ينظر في قلوب من وجد في قلبه صلاحية للهدى هداه ومن وجد في قلبه عدم الصلاحية لم يهده فاصل بلائك من من نفسك. طيب ومن فوائد الاية الكريمة ان الضال والعياذ بالله الذي كتبت عليه الضلالة لا يبصر الحق وان كان الحق بينا واضحا فانه لا يبصر. يكون على على بصره تشاؤه كما انه لا يعقله ايضا لقوله تعالى اذا تتلى عليه ايات وقال اساطير الاولين كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون الذي يعتقد ان القرآن اساطير الاولين وانه لا يفيد وانه بمنزلة السوالف العجائز. لماذا يرى هذا هذه الرؤية لماذا يرى هذه الرؤية في كتاب الله عز وجل لانه فاسد القلب فاسد القلب قلبه قدران عليه ما كان يكسبه من الاعمال السيئة فلم يرى الحق حقا ومن يك ذا فمن مر مريظ يجد مرا به الماء الزلالة الماء الزلال الصافي الحلو العذب يجده المريض مرا هل جربتم ذلك؟ ها؟ اي نعم. اذا مرض الانسان وذاق الماء اللي كان عذبا عنده في مذاقه من قبل يجده الان مرا لا لان الماء مر لكن لان المحل غير قابل المحل غير قابل فيجد هذه العذوبة مرارة وفي الايات ايضا ومن فوائد الايات تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم لان لا يهلك نفسه لعدم ايمانه كقول سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنزلهم فانت لم تقصر لكن هؤلاء لا ينتفعون والرسول عليه الصلاة والسلام اذا لم يهتدي الناس فانه يشق عليه ذلك ويضيق به صدرك كما قال تعالى لعلك باخر نفسك الا يكونوا مؤمنين. يعني لعلك مهلكها اذا لم يؤمنوا. وهذا ليس عليك ثم قال تعالى انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة واجر كريم شوف قال انما تنذر ثم قال فبشره انما تنذر هذه الجملة فيها حصر طريقه انما انما تنذر انما تنذر من اتبع حولها الى نفي واتباع يكون التقدير لا تنذر الا من اتبع الذكر وقوله انما تنذر من اتبع الذكر يعني ان المراد بذلك انما تنذر الانذار النافع كأنه قال لا ينتفع بإن ذلك الا من اتبع الذكر. ولهذا قال انما تنزل ينفع انذارك من اتبع الذكر القرآن وخشى الرحمن بالغيث خافه ولم يره. فبشره بمغفرة واجر كريم هو الجنة نشوف انما تنذر وش معناها؟ ينفع انذارك هذا الذي ينتفع به ذلك قوله من اتبع الذكر المراد بالاتباع شيئا الشيء الاول تصديق الخبر واعتقاد مقتضاه فان هذا اتباع والثاني امتثال الامر واجتناب النهي هذا استمارتك فمن استكبر عما فيه من الامر او النهي فانه لم يتبعه ومن لم يصدق باخباره فانه لم يتبعه لا يتحقق اتباع الذكر الا بهذين الامرين تصديق الاخبار واتباع الاوامر اتباع الاحكام. فعل المأمور وتركا للمحظور وقوله الذكر المراد به القرآن لقوله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون وسمي القرآن ذكرا اول لما فيه من التبكير والموعظة. وثانيا لما فيه من ذكر الاخبار الماضية وقصة الانبياء الغابرة المفيدة للقلب وثالثا ما فيه من ذكر احوال الناس الجزاء وانهم ينقسمون الى فريق في الجنة وفريق في السعي هذه ثلاثة اوجه الرابع لما فيه من ذكر العرب ورفع شأنهم كما قال الله تعالى وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون فان فان القرآن لا شك رفع من شأن العرب وجعلهم هم الامة الذين ترجع اليهم الامم فان الامم كلها لم تهتدي الا عن طريق من؟ عن طريق العرب. ففي هذا لا شك لشأنهم وعز لمكانتهم ولهذا سمي القرآن ذكرا طيب اذا المراد بالذكر ما هو القرآن وسمي ذكرا لامور الاربعة. الاول ان الانسان يتذكر به ويتعظ به وهذا امر لا شك فيه ثانيا لانه تضمن ذكر اخبار الاولين السابقين التي فيها عبرة لنا. كما قال تعالى لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب الثالث ان فيه ذكر لاحوال الامم او لاحوال الناس للجزاء يوم القيامة وانهم ينقسمون الى ايش؟ الى فريقين فريق من الجنة وفريق مستعير. الرابع ان فيه ذكرا للعرب ورفعا لشأنهم حيث جاء بلغتهم ووصل الى الناس عن طريقهم. طيب ما ممكن نقول وفيه ايضا الخامس وهو ذكر شريعة الله واحكامه من الاوامر والنواهي لان هذا هو عديل الاخطاء التي ذكرناها اخبار الامم الماضية واخبار الناس في المستقبل فيكون ذكرا اذا ها؟ بخمسة اوجه. قال المؤذن قال الله عز وجل وخشي الرحمن بالغيب خشي الرحمن بالغيث خشية يقول المؤلف بمعنى خائف وعليه فهذا من باب الحد ليش؟ المعنى ولا اللفظي الان نبي نطالبكم بهذه المسألة لان قرأناها في اصول الفقه. حد لفظ لانه فسر بمرادفه. تفسير الشيء بمرادفه يسمى حد لفظي. اذا قلت القمح والبرء هذا حد الاصل الخشية هي الخوف هذا حد لفظ. طيب ولكن في هذا نظر لان هذا الحد غير جامع او بالاصح غير مانع ليش؟ لان الخشية ليست مجرد الخوف بل الخوف عن علم للمخوف وعظمته هي الخشية بدليل قوله تعالى انما يخشى الله من عباده ايش؟ العلماء الخوف قد لا يكون لعظمة المخوف ولكن لضعف الخائف لكن الخشية ما تكون الا لعظمة المخوف اذا عرفها الخاشي عظم هذا المخشي فخشيه افهمتم الان؟ طيب اذا بينهما فرق فتفسير الخشية في مطلق الخوف فيه نظر والصواب ان يقال الخوف ها عن علم بعظمة المخوف الدليل انما يعصى الله من عباده العلماء اذا مع الخوف فالخشية ناشئة عن تعظيم المخشي اما الخوف فقد يكون ناشئا عن ذلك وقد يكون ناشئا عن ليش؟ عن ضعف الخائن. فالصغير الذي له اربع سنين يخاف الذي له ست سنين صح والذي له ست سنين يخاف الذي لهم تمن سنين وهكذا اذا ليس عظيما صاحبه ست سنين ليس عظيما بالنسبة لذاته لكنه عظيم بالنسبة لمن دونه طيب وقول الرحمن خشي الرحمن اختيار هذا الاسم هنا دون ذكر الله عز وجل لان الانسان الذي يخشى الله عز وجل يخافه عن علم هذا الخوف طمأن الله الخائط والخاشي بانه انما يخشى رحمانا يرحمه فكلما عظمت خشيتك لله عظمت رحمة الله بك عظمت رحمة الله بك لان الله عز وجل اذا خافه الانسان خشية فانه يرحمه لانه ما من انسان يخشى الله حقيقة الا الا سيقوم باوامره ويجتنب نواهيه نواهيه وحينئذ يكون او متعرضا لايش؟ للرحمة هذه المناسبة بذكر الرحمن دون ذكر الله وقوله بالغيب قال المؤلف ولم يره كانه يفسر ان المراد بالغيب انه يخشى الله مع غيبة الله عنه فيكون بالغيظ حالا من المخشي احيانا من المخشي يعني يخشى الله والله غائب عنه هذا احد الوجهين في الاية الوجه الثاني يخشى الله بالغيب ان يخشى الله في حال الغيبة عن الناس يخشى الله في قلبه في عمل غائب لا يرضى فيكون بالغيب حالا من المحشي ولا من الخاشي؟ من الخاشي حالا من الخاشي. يعني ان هذا الانسان الذي انذرته وانتفع به ذلك هو الذي اتبع الذكر وخشي الله بالغيب حال كونه غائبا عن الناس. خشي الله بالغيب اي بالعمل الغائب دائم في صدره في قلبه هي الخشية الحقيقية لان خشية الله بالانانية قد يكون سببها مراعاة الناس. ويكون في هذه الخشية شيء من الشرك. لانه يرائي بها لكن اذا كان يخشى الله في مكان لا يطلع عليه الا الله فهذا هو الخاشي حقيقة وكم من انسان عند الناس لا يفعل المعاصي ولكن فيما بينه وبين نفسه يتهاون بها. نعم. فيه انسان حدثني شخص يقول انسان ظهره الصلاح حتى انه ينكر اذا سمع الاغاني في الراديو او في التلفزيون لكنه هو في بيته يقتني والتلفزيون ويكب على سماع الاغاني هذا خشى الله بالغيب؟ لا لا ما خشى الله بالغيب هذا خشي الناس في الحقيقة ولم يخش الله عز وجل لان الذي يخشى الله لا بد ان يقوم بقلبه تعظيم الله سبحانه وتعالى سواء في حضرة الناس او بغيبة الناس ايضا يخشى الله بالغيب اي بما غاب. عن الابصار نظرا وعن الاذان سمعا وهو خشية القلب وخشية القلب اعظم ملاحظة من خشية الجوارح صح ولا لا؟ خشية القلب اعظم مراقبة من خشية الجوارح لان الذي اصلع بقلبه يكون مراقبا لله عز وجل ولحقه اكثر ولانه يجب ان تراقب خشية القلب اكثر مما تراقب خشية الجوارح انتبهوا يا اخوان خشية الجوارح بامكان كل انسان ان يقوم بها حتى في بيته كل انسان يستطيع ان يقوم يصلي ولا يتحرك ينظر الى موقع سجوده يرفع يديه في موضع الرفع يعني يستقيم استقامة التامة في ظاهر الصلاة لكن القلب غافل القلب واحد اما خشية القلب فهي الاصل هي الاصل وهي التي يجب ان يراقبها الانسان ويحرص عليها حرصا تاما وهذا معنى قول وخشي الرحمن بالغيب اذا الصواب بل الراجح من القولين ان قوله بالغيب يعود على الخاشع اي يخشى الله تعالى غائبا عن الخلق ويخشى الله تعالى بخشية غائبة لا تظهر للعيون ولا تسمع الاذان وهي خشية ايش؟ خشية القلب. اما قول المؤلف ولم يره واعتبر ان الغيب هنا حال من المخشي فهذا فيه نظر لان الله عز وجل صحيح لا لا يرى ولكن اياته البينة الظاهرة كأن الانسان يرى ربه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام الاحسان ان تعبد الله كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك فايات الله كلما تأمل الانسان فيها سواء الايات الكونية او الايات الشرعية كلما تأمل فيها ظهر له وجود الخالق وظهر له كل ما تتظمنه هذه الايات من صفاته. قبورا بينا. كانما يشاهد الله عز وجل فالصواب اذا المعنى الاول لاننا نقول وان لم نرى الله لكن نرى من اياته ما يدلنا دلالة قطعية يقينية يخشوا عليه على وجوده وعظمته. يقول من خشي الرحمن بالغيب وخشي الرحمن فبشره بمغفرة شف قال تنذر ثم قال فبشر متقابلات تنذره فينتفع بالانذار اذا انتفع بالانذار حصل له الثواب. فاستحق البشارة. ولهذا قال فبشره في مغفرة واجر كريم هو الجنة في مغفرة للذنوب واجر كريم على فعل الحسنات. والكريم يتضمن كرم الذات العين وكرم الصفات كقول النبي عليه الصلاة والسلام اياك وكرائم اموالهم يعني الكريمة بذاتها وبصفاتها. الاجر الكريم بذاته اذا نظرنا الى الى الى نعيم الجنة بذاته وجدنا انه كريم اكرم واجمل واحسن وانفع من من نعيم الجنة ففي الجنة فاكهة ونخل ورمان وعسل وخمر اذا نسبت هذا الى نعيم الدنيا وجدت انه اكرم من من من نعيم الدنيا بذاته بصفاته ايضا طعنه ورائحته وغير ذلك هو ايضا اكرم واضح؟ كريم ايضا من حيث المقابلة فالحسنة بكم؟ بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف اذا اظعف كثيرة. الاجر في الدنيا يكون بقدر العوظ تبيع علي سيارة بعشرة الاف قيمتها كم؟ عشرة الاف ما اعطيك الا عشرة ما ازيد لكن في الاخرة اجر الاخرة اكرم واعظم لانك تبذل واحدا وتعطى؟ كم؟ عشرة. الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة فصار كرم الاجر اجر الاخرة من عدة وجوه في عينه وصفته وايش؟ ومقابلته او معاوضته. فانه اعظم بكثير من عوظ الدنيا واجر الدنيا يقول قال المؤلف هو الجنة هذا تفسير للمراد تفسير المراد لا للمعنى ولا شك ان الجنة تشتمل على ما ذكرنا من فوائد هذه الاية انه لا ينتفع من انذار الرسول عليه الصلاة والسلام الا من اتصف بهذين الوصفين كقوله انما تنذر من اتبعه ومن فوائدها وصحة نفي الشئ اذا كان لا ينتفع به صحتنا بالشيء اذا كان لا ينتفع به وان كان موجودا لقوله انما تنذر من اتبع الذكر فان انذاره لغيرهم حاصل لكن لما لم ينتفعوا به صار وجوده كالعدم بالنسبة لهم ولا بالنسبة للمنذر بالنسبة لهم اما المنذر فقد قام بما يجب عليهم ومن فوائد الايات الكريمة انه كلما كان الانسان اتبع بالقرآن كان اشد تأثرا به كقوله انما تنذر من اتبع الذكر وبهذا نعرف القاعدة التي ذكرها بعض العلماء الطاعة تجلب الطاعة والمعصية تجلب المعصية الطاعة تجلب الطاعة لانهم كلما كان الانسان اتبع للقرآن صار اشد تأثرا به لقوله انما تنزل من اتباع الذكر ومن فوائد الاية الثناء على هذا القرآن العظيم لانه ايش؟ لانه ذكر وسبقت الاوجه في كونه ذكرا ومن فوائد الاية الكريمة ان الخشية لله سبب عظيم للتأثر او سبب كبير للتأثر بالقرآن والانتذار به كقوله وخشي الرحمن بالغيب ومن فوائدها ايضا فوائد الخشية لله وانها من اسباب الانتفاع بالقرآن فكلما كان الانسان اخشى لربه كان افهم لكلامه ومن فوائدها ايضا ان الخشية انما تكون خشية حقيقة اذا كانت بايش؟ بالغيب اما من خشى الله في العلانية فقد تكون خشيته مدخولة قد يكون خشي الله عز وجل من اجل ان الناس يرونه. لكن اذا كان بالغيب كان ادل على الاخلاص ومن فوائد لا تكريمة ان ان نبشر ما اتصف بهذين الوصفين وهما اتباع الذكر والخشية لله عز وجل بالغيب نبشره بالجنة فبشره بمغفرة واجر كريم ولكن هل تنطبق هذه البشارة على كل واحد بعينه الجواب لا على سبيل العموم وكل شخص اتصف بما تثبت به الجنة على سبيل العموم فاننا لا نشهد له بعينه ولكن يرجى له ذلك يرجى له ذلك لانه في الظاهر قد انطبق عليه سبب الاستحقاق لكن الباطل لا نعلمه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما فيما لا فيما يبدو للناس وهو من اهل النار نرجو له هذا لان ظاهر الامر انه مستحقه ولا لا؟ الظاهر الامر انه يستحقه لانطباق الاوصاف عليه لكن لا نشهد لانه يخشى ان يكون باطنه غير ظاهره فهمتم هذه القاعدة؟ وهذه قاعدة مهمة مفيدة. مثلا قتل رجل في في الحرب الافغاني مثلا الحرب الافغاني لا شك انه اسلامي وان ظاهر جميع المجاهدين فيه انهم يجاهدون لتكون كلمة الله هي العليا فهل اذا قتل على ايدي الاعداء نشهد بانه شهيد لا ما يجوز ولكن نقول يرجى ان يكون شهيدا يعني من الشهداء عند الله عز وجل لان ظاهر فعله ينطبق على الشهداء عند الله عز وجل ولكن ما نشهد له بعينه ولهذا ترجم البخاري رحمه الله على هذه المسألة في الصحيح قال باب لا يقال فلان شهيد مع ان شهيد الان عندنا صارت رخيصة تبذل بابخس الاثمان اي واحد يقتل ولو في في قتلة جاهلية يقولون هو هو شهيد. وهذا لا يجوز اتدري ماذا يستلزم على شهادتك له بانه شهيد يستلزم انك شهدت له بانه من من اهل الجنة وهذه مسألة صعبة لكن كما قلت لكم قبل قليل في القاعدة النافعة ان من اتصف باوصاف ينطبق على اهلها هذا الجزاء فاننا نرجو له ذلك نقول نرجو لو قال هل فلان شهيد اللي قتل في معركة بين الافغانيين والمسلمين وبين الروس وش الجواب؟ نرجو له ذلك نرجو ان يكون شهيدا. اما ان نجزم فلا لا يجوز النجز طيب هذا الذي هذا الذي اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب هل نجزم له بالمغفرة والاجر الكريم ها؟ نقول نعم من فعل ذلك؟ نشهد له على سبيل العموم لكن السبيل التخصيص نرجو له ذلك. اي نعم فبشروا بالمغفرة واجر كريم. من فوائد الاية الكريمة ان البشارة تكون بانتفاء ما يكره وبحصول ما يحب مغفرة بمغفرة هذا ايش؟ انتفاع ما يكره واجر كريم حصول محبوب فيهنئ الانسان ويبشر بزوال المكروه عنه وحصول المحبوب. اجتماعا وانفرادا يعني سواء حفظ الله الامران او حصل له احدهما فانه يبشر بانتفاء الشر عنه كما يبشر في حصول الخير لهم ومن فوائد الاية الكريمة ان خشية الرحمن بالغيب واتباع الذكر يحصل به مغفرة الذنوب والاجر الكثير فان مغفرة في مقابل الذنوب والاجر الكريم في مقابل الثواب على الاعمال الصالحة