ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله ولو يرى الذين كفروا ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا وان الله الاذى اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة يعني مرة اخرى رجعة الى الدنيا لتبرأنا منهم كما منا ولكن هذا تمام العذاب ان الله يجعل اعمالهم وما هم فيه حسرات عليهم ثم قال جل وعلا وما هم بخارجين من النار فهذا في بيان الحب الذي هو التألق. ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم يحبونهم كحب الله. يعني ان لهم اندادا مع الله. والند هو المثيل النظير الشبيه فصار ندا لانهم يحبونهم. فهو ند في المحبة. وليس ندا في الخلق والايجاد والتصرف هذا ما احد يقول به ند في المحبة فقط. من يتخذ من دون الله اندادا يعني مع الله. من دون الله يتخذ معه من يحبه المحبة التي تكون لله وهذه الاية سيفرد لها المؤلف رحمه الله بابا خاصا لان المحبة فيها تفصيل نحب قد تكون عبادة وقد لا تكون عبادة كما سيأتي في باب المحبة ولكن فيها في هذه الاية البيان الواضح ان من احب حب الذل والخوف والخضوع مع الله شيئا فقد اتخذه ندا اتخذه معبودا. ومن اتخذ ندا لله فعمله شرك. وقد وقع في اعظم الذنوب ولهذا اخبر جل وعلا انه ليس بخارج من النار. لانه اشرك الشرك الاكبر الذي يجعل صاحبه خالدا في النار ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. يعني انهم يحبون الله حبا شديد ولكن انهم شركوا مع الله في هذا الحب غيره وقوله والذين امنوا اشد حبا لله. لان الذين امنوا حبهم موحد. ليس فيه اشتراك فهو لله جل وعلا وحده. وهم كذلك ليس حبهم لله حب المشركين الذين احبوا الله حبا عظيما بل محبة المؤمنين في الاصل اعظم لانهم عرفوا ربهم وقدروه حق قدره فاحبوه بكل قلوبهم. احبوهم حب الخضوع والذل والتعظيم فصار حبهم لله وحده. وهو حب العبادة والتذلل هذا التنديد في المحبة لا يخلو منه مشرك. اذا اتجه الى معبود غير الله. لان هذا هو اصل العبادة. اصل العبادة هي الحب والحب يكون محبة تعظيم وذل. وان شئت قلت محبة تقتضي مراقبة المحبوب في الغيب. يعني تحبه وتذل له وان كان غائبا منك. وان كان لا اشاهدك فمن احب مخلوقا بهذه المثابة فقد وقع في الشرك. كالذي مثلا يخاف من صاحب القبر او يخاف ممن يزعم انه ولي وان كان غائبا عنه. او او يزعم انه يطلع على ما في قلبه او انه يستطيع ان يعاقبه اذا خالف ما زعم انه يجب ان يطاع فيه لان هذا له لوازم كثيرة كما سيأتي. سيأتي