اسألوا عن قول الله تبارك وتعالى ختم الله على قلوبهم الى قوله سبحانه وتعالى بما كانوا يكذبون الجواب الله سبحانه وتعالى بين اصناف الناس في افتتاح سورة البقرة الصنف الاول هم المؤمنون ذكرهم الله في اربع ايات هؤلاء مؤمنون ظاهرا وباطنا والصنف الثاني الكفار ظاهرا وباطنا وذكرهم الله في ايتين في قوله تعالى ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون؟ ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى على ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم والصنف الثالث المسلمون ظاهرا وهم كفار في قلوبهم وهؤلاء هم المنافقون وذكرهم الله في ثلاث عشرة اية من قوله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم الى اخر ما ذكر الله عنهم. فهذه السائلة اخذت بعض يعني اخذت اية مما يتعلق بالكفار وذكرت ايضا بعض ما يتعلق المنافقين بالنظر الى ما يتعلق بالكفار في قوله تعالى ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم هذا فيه بيان بيان السبب بيان المسبب والسبب قبله والسبب قوله جل وعلا ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون السبب هو الكفر بمعنى انهم لم ينقادوا بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بل قابلوها بالعصيان وبالجحود ومن كفر فلما فلما حصل منهم هذا السبب بين الله جل وعلا لرسوله صلى الله عليه وسلم ان هؤلاء لا يمكن ان ينفع فيهم شيء ولا فرق بين دعوتهم او تركهم سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون ثم بين الله جل وعلا المسبب وهو جزاء العمل في قوله تعالى ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة هذا هو المسبب وهذا من جزاء العمل الذي عملوه وهو الكفر ثم قال بعد ذلك مسبب ثم ذكر مسببا اخر وهو قوله ولهم عذاب عظيم. فقوله ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة هذا مسبب دنيوي. وقوله جل وعلا لهم عذاب عظيم هذا مسبب اخروي ثم بعد ذلك ذكرت السائلة بعض ما بعض يعني الايات المتعلقة بالمنافقين وقوله جل وعلا ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين امنوا وما لا يخضعون الا انفسهم الى اخر الايات هذا فيه تنبيه على ان هناك صنف من الناس السنتهم طيبة وافعالهم الظاهرة طيبة ولكنهم اذا اختفوا عن الناس آآ يعني يفعلون يفعلون ما يريدون مما يخالف الاسلام هذا من جهة ومن جهة ثانية ان قلوبهم لا تقبل الاسلام باي وجه من الوجوه. لا تقبل الاسلام باي وجه من الوجوه ولكنهم يظهرون يظهرون الاسلام وذلك من اجل ما يريدون الحصول عليه من المصالح الدنيوية وبالله التوفيق