الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يتولاني واياكم وان يجعلنا من الهداة المهتدين وبعد نحتاج الى ان نعرف الكتاب والسنة وان نفهمهما ولا يمكن ان تفهم النصوص الشرعية كتابا وسنة الا بقواعد الاستنباط قواعد الفهم التي تذكر في علم الاصول ونحتاج الى ان يكون في الامة ائمة علماء مجتهدون ولا يكون المرء فقيها عالما الا اذا تمكن من تطبيق القواعد الاصولية بعد معرفتها ولن نستطيع ان نستخرج احكام الحوادث الجديدة من الكتاب والسنة الا بمعرفة علم الاصول ولن يكون عندنا تهم صحيح للكلام العربي نستطيع ان نستخرج به تطبيقات على واقعنا الا الا بعلم الاصول الوصايا والاوقاف والاتفاقيات والعقود والاقارير وما يصدره القظاة من صكوك لفض المنازعات لا يكون فهمنا لها صحيحا الا اذا كان مبنيا على قواعد علم الاصول ولذلك اعتنى العلماء بالتأليف في هذا الفن وحرصوا على تيسيره وتسهيله ومن العلماء الذين الفوا في هذا الفن العلامة ابن جزي محمد ابن احمد ابو القاسم ابن جزي الغرناطي المالكي من علماء القرن الثامن ولد في سنة ثلاث وتسعين وست مئة وفقد سنة احدى واربعين وسبعمائة يعني ان عمره عند وفاته كان ثمانية واربعين سنة وهذا الامام عقد وهو يحرظ الناس على قتال للمعتدين الذين اعتدوا على اهل الاسلام في بلاده وهذا الامام رغم صغر سنه عند وفاته لانه الف مؤلفات كثيرة مهمة منها كتاب القوانين الفقهية في ترخيص مذهب المالكية والتنبيه على مذهب الشافعية والحنفية والحنبلية هو كتاب عظيم النفع مختصر في بابه جامع في احكام الفقه ومن مؤلفاته تفسير للقرآن عظيم اسمه التسهيل لعلوم بالتنزيل هو كتاب مطبوع ومجتهد طبع في عدة اجزاء في تفسير كتاب الله جل وعلا ومن مؤلفاته كتاب تقريب الوصول الى علم الاصول وهو الكتاب الذي سنتدارسه ان شاء الله الفه المؤلف لابنه من اجل ان يقرب اليه علم الاصول فكان بعد ذلك نبراسا كتابا حرص عليه اهل العلم بالتدريس والتفهيم ابتدأ المؤلف كتابه تقريب الوصول الى علم الاصول بتقسيم العلوم الى ثلاثة اقسام منها علم عقلي وعلم نقلي وعلم يأخذ من الجانبين ومن هذه العلوم التي تأخذ من العقل والنقل علم الاصول الذي امتزج فيه المعقول بالمنقول ثم ذكر خاصية لعلم الاصول باشتماله على النظر بالادلة واثارها ومدلولاتها ثم اشار الى فائدة اخرى الا وهي انه معين على فهم كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم اشار الى فائدة اخرى الا وهي الارتقاء للناظر فيه من درجة المقلدين الى درجة المجتهدين واقل ما تستفيده من تعلم علم الاصول معرفة الراجح من المرجوح قال المؤلف واقل احواله اي احوال الاجتهاد او احوال فائدة علم الاصول ان يعرف وجوه الترجيح فيفرق فيفرق بالمذاهب بين الراجح والمرجوح ويميز السقيم من الصحيح وقسمه الى خمسة اقسام اولها في التعاريف العقلية والثاني في اللغوية والثالث في الاحكام الشرعية والرابع في الادلة والخامس في الاجتهاد والترجيح وفي كل فن عشرة ابواب ابتدأ ذلك بمقدمة بتعريف هذا العلم وقال بان كلمة اصول الفقه تشتمل على كلمتين الاولى كلمة اصول هي جمع اصل قال بان الاصل في اللغة له معنيان احدهما ما منه الشيء اي ما ينشأ منه الشيء والثاني ان الاصل في اللغة ما يبنى عليه الشيء حسا ومعنى وفي كل من هذين الامرين في كل من في تعريف نقول بانه في تعريف الاصل باي واحد من هذين المعنيين مؤاخذة من جهة اللغة فهذا الجدار يبنى عليه السقف ومع ذلك ليس اصلا للسقف ولذلك قيل بان الاصل في اللغة هو الاساس فاصل الشيء اساسه واما تعريف كلمة الاصل في الاصطلاح فانها تطلق ويراد بها الراجح ومن ذلك قولهم الاصل بقاء ما كان على ما كان اي ان الراجح ما كان كذلك ويقولون الاصل في الكلام الحقيقة هنيئا له الراجح فيها والمعنى الاصطلاحي للاصل والمعنى الاصطلاحي الاخر للاصل الدليل لذلك تجدونهم يقولون اصل هذه المسألة من الكتاب هو قوله تعالى كذا هذه الكلمة الاولى اصول اما الكلمة الثانية فهي كلمة الفقه والفقه في اللغة الفهم قال تعالى ولكن لا تفقهون تسبيحهم قال تعالى ما نفقه كثيرا مما تقول اي لا نفهمه واما في الاصطلاح فان الفقه في اصطلاح اهل العلم هو العلم بالاحكام الشرعية الفرعية بادلتها على التفصيل في الاحكام وفي ادلتها وقوله العلم يشمل معرفة الحكم الشرعي سواء كان على سبيل القطع والجزم او على سبيل الظن لان مسائل الفقه منها ما هو ظني قوله بالاحكام تحرزا من العلم بالذوات قوله الشرعية الاحتراز من معرفة الاحكام اللغوية والعادية هذه ليست فقها قوله الفرعية تحرزا من الاصولية سواء كانت اصول الدين او وصول الفقه فان العلم بها ليس فقها قوله بادلتها اي ان الفقه لا يكون فقها الا اذا كان الشخص او اذا كانت المعرفة بالدليل ولذلك فان من لم يكن مجتهدا فهو ليس بفقيه لماذا؟ لانه لا يستخرج الاحكام من الادلة وقوله على التفصيل في الاحكام وفي ادلتها هذا هو الفرق بين علم الاصول وعلم الفقه فان علم الاصول يبحث في الادلة الاجمالية هل قول الصحابي حجة او ليس بحجة؟ هذا دليل اجمالي اما الفقيه وهو ينظر الى الدليل التفصيلي فيقول مثلا من جامع قبل التحلل الاول وجبت عليه بدنة لقول ابن عمر وابن عباس وعبدالله ابن عمرو وعبدالله ابن الزبير هنا اشار الى ادلة تفصيلية من اقوال الصحابة بينما حظ الاصول ان يبحث في قول الصحابي على الاجمال هل هو حجة او ليس بحجة كلمة الفقه في الاصطلاح تطلق على اربعة معان اولها معرفة جميع او المعرفة المتعلقة بدين الله ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين والثاني ان يراد بها معرفة الاحكام الشرعية العملية من ادلتها التفصيلية كما اشار المؤلف وثالثها اطلاق لفظة الفقه على معرفة الاحكام الظنية والمعنى الرابع من معاني الفقه الملكة التي تكون عند الانسان بمزاولته للاحكام الفقهية ولعل قول العلماء اصول الفقه لعل قول العلماء الفقه بقولهم اصول الفقه يراد به المعنى الاول لان قواعد هذا العلم كما يستخرج به احكام فقهية فروعية يستخرج به احكام اصولية ثم عرف اصول الفقه بانه العلم بالاحكام الشرعية الفرعية على الجملة ليس على التفصيل بادلتها على الجملة وبادواتهما والاجتهاد فيها وما يتعلق به وهذه جزئيات هذا العلم اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فقد تكلمنا عن تعريف اصول الفقه في لقائنا السابق المؤلف ابن جزي بعد ان عرف اصول الفقه بين ان المقصود الاول معرفة الاحكام الشرعية ومعرفة الادلة ومعرفة الاجتهاد ولذلك وضع في هذه الامور الثلاثة كتبا سماها فنونا وهكذا هناك مصطلحات نحتاج الى معرفتها سماها فن التعاريف العقلية وفن التعاريف اللغوية ابتدأ المؤلف بالتعاريف العقلية جعل الباب الاول في مدارك العلوم المراد بمدارك العلوم الوسائل التي نتوصل بها الى تحصيل العلم مدارك بمعنى طرائق وادلة وقال بان العلم ينقسم الى قسمين بسم الاول التصور وهو ادراك الذوات المفردة كما تتصور في ذهنك معنى القلم معنى الكتاب فهذا تصور اذا التصور فهم الاشياء المفردة بدون ان يكون بينها وبين غيرها نسبة النوع الثاني التصديق المراد به ادراك النسبة بين شيئين عرفه المؤلف بانه اسناد امر الى ذات بالنفي والاثبات مثال ذلك اذا قلت ذهب محمد هنا اسندت الذهاب الى محمد فمعرفة هذا الامر وادراكه يسمى تصورا يعني متعلق بمعرفة النسبة بين شيئين اما معرفة الذهاب وحده فهذا تصور معرفة محمد وحده هذا تصور اما ادراك النسبة بينهما فيسمى التصديق الاسناد التصديقي المراد به النسبة التي تكون بين شيئين ادراك النسبة بين ادراك النسبة التي تكون بين شيئين على انواع خمسة اولها العلم وثانيها الجهل وثالثها الشك ورابعها الظن وخامسها الوهم وعرف العلم بانه لادراك المطابق للحق فلا بد ان يكون ادراكا لابد ان يكون جازما اي مقطوعا به ولابد ان يكون مطابقا للحق وبعض اهل العلم فسر العلم بانه معرفة المعلوم على ما هو به معرفة ماذا عدلوا الخطأ المطبعي معرفة المعلوم على ما هو به يعني على حقيقته التي يتصف بها في الخارج واعترض على التعريف الاخير بان فيه دورا ما معنى الدور ان يكون في التعريف كلمة لا نتمكن من فهمها الا بعد معرفة المعرف مثال ذلك اذا سألتك عن القلم فقلت القلم مثل الاقلام التي يكتب بها الطلاب فانت لا تعرف القلم لا تعرف الاقلام الا الى بعد معرفة القلم اذا ما هو الدور ان يكون في التعريف كلمة لا يمكن فهمها الا بعد فهم المعرف اين الدور في هذا التعريف الذي انتقده المؤلف المؤلف قال العلم هو معرفة المعلوم ولا نعرف معنى المعلوم الا بعد معرفة العلم فيكون هذا دورا وقيل في تعريف العلم بانها صفة بانه صفة توجب تمييزا لا يحتمل النقيظ بينما عرف الجهل بانه الادراك الجازم غير المطابق فاذا قابلت زيدا وظننت انه زيد فهذا علم واذا قابلت زيدا وظننت انه عمر فهذا جهل وهو الذي يسمى الجهل المركب لان هو مشتمل على جهلين عدم معرفة الحقيقة و الخطأ في تصور الحقيقة والجهل يطلق بازاء اربعة معان الاولى او الاول من المعاني الادراك الخاطئ وهو المسمى الجهل المركب فما لو ظننت ان القلم هو المساحة هذا جهل مركب بينما النوع الثاني الجهل البسيط الذي لا يكون عند الانسان فيه اي ادراك فاذا سألتك من وراء هذا الجدار تقول لا ادري هذا يسمى الجهل البسيط والنوع الثالث جهل المقدار هو ان يكون لانسان عارفا بالشيء لكن يظن انه لا يعرف والمعنى الرابع اطلاق لفظة الجهل في مقابلة الحلم والنوع الثالث من انواع الادراك الشك والمراد به التردد في الادراك بين شيئين بدون ان يكون لاحدهما مزية على الاخر يقول لك من هذا؟ تقول يمكن ان يكون زيدا ويمكن ان يكون عمرا هذا يسمى الشك واما النوع الرابع فالظن المراد بالظن تجويز امرين يكون احدهما ارجح لديك فالراجح هو المظنون قال والوهم هو الاحتمال المرجوح هو تجويج امرين فهو الاحتمال المرجوح عندما تجوز امرين بعض اهل العلم لم يرتضي هذا التقسيم قال ينبغي ان يقسم باعتبارات متعددة يقال التصديق باعتبار المطابقة وعدمها ينقسم الى مطابق يسمى العلم وغير مطابق يسمى الجهل البسيط. الجهل المركب غير مطابق يسمى الجهل المركب والتقسيم الثاني باعتبار الجزم فينقسم الى قاطع وجزم والى ظن والى شك كذلك يمكن تقسيم الاحتمالات المتعلقة بادراك التصديق الى احتمالات راجحة هي الظن واحتمالات مرجوحة هي الوهم ولذلك اعترض على مثل كلام المؤلف بان الشك تجويز امرين لا مزية لاحدهما على الاخر ومن ثم ليس فيه شيء من الادراك ولا لاسناد التصديق وهكذا الوهم لا مدخل له باسناد التصديق لماذا لان الوهم الاحتمال المرجوح الذي لا يعتقده صاحبه وهذا ليس من الادراك في شيء قال المؤلف حكم العقل بامر على امر يسمى تصديقا عندما تقول محمد طويل هنا العاقل حكم على محمد بانه طويل هذا يسمى تصديقا فان كان في النفس ولم يتكلم به الانسان هذا تصديق فاذا تكلم به فانه يكون خبرا واذا اراد الانسان الاحتجاج عليه سمي دعوة وان اورده الانسان في مقام الاحتجاج فانه يسمى حجة وقضية كيف نصل الى التصور كيف نصل الى التصديق هذا ما نتباحثه في اللقاء القادم اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين اوه الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد نتباحث في هذا اليوم باذن الله عز وجل عن الطرق الموصلة الى التصور وسبق ان ذكرنا ان التصور هو ادراك الاشياء المفردة بدون نسبتها الى غيرها واهل المنطق يقولون بان تصور الاشياء المفردة يكون بثلاثة طرق اما الحد او الرسم او اللفظ المرادف قد يسميه بعظهم التعريف اللغوي اعلى هذه الامور الثلاثة الحد بان يكون التعريف مشتملا على ماهية المعرف بذكر جنسه وذكر فصله والمراد الجنس المعنى الكلي الذي تشترك فيه اشياء كثيرة تال ذلك لفظة الحي هذه جنس لماذا؟ لانها تشمل افراد كثيرة مختلفة في الحقائق الحياة توجد في الخيل وتوجد في الابل وتوجد في الانسان وتوجد في القط اذا الحد التام لابد فيه من جماله على شيئين الجنس والفصل والمراد الفصل الصفة التي يتميز بها المعرف عن غيره والطريق الثاني من طرائق التعريفات الرسم والرسم يكون بتعريف الشيء بواسطة الجنس والخاصة قد تقدم معنا الكلام عن الجنس يبقى الكلام عن الخاصة والمراد بالخاصة الصفة العرضية التي تأتي وتزول ويختص بها المعرف مثال ذلك اذا قلت الانسان حيوان ناطق ما معنى ناطق مفكر ليس المراد به متكلم فهنا حيوان جنس لان كل يصدق على كثيرين مختلفين في الحقائق وناطق هذا فصل يعني الشيء ذاتي وبالتالي كان هذا التعريف تعريفا بواسطة الحد التام واما الرسم فان تقول الحيوان ان تقول الانسان حيوان ضاحك كلمة حيوان هذه جنس وظاحك اصية هل انت تضحك في كل وقت ولذلك الظحك ليس صفة ذاتية وانما هو صفة عرضية يختص بها الانسان هل رأيتم حيوانا يضحك ارأيت قردا يضحك او بعيرا يضحك قال المؤلف فقولنا يعني في تعريف الحد ماهية الشيء ماهية الشيء مأخوذة من قولك ما هو كانه الامور التي يسأل عن الشيء بها والاسئلة التي ترد على الكلام على انواع منها السؤال بما فما مثلنا الذي قبل قليل ومنها السؤال عن الزمان لقولك اين بقولك متى والسؤال عن المكان بقولك اين سؤال عن الكيفية بقولك كيف ونحو ذلك بعض اهل العلم فسر الحاج قال وقولنا في حد الحد بفصله ما قلنا هناك في تعريف الحج تعريف ماهية الشيء بجنسه وفصله الفاصل وصف ذاتي لا ينفك ما الذي يقابل الذاتي العرضي النوع الثالث من انواع التعريفات تعريف بالمرادف فاقول لك مثلا ما القمح فتقول لي هو البر هذا تعريف بالمرادف ومثله لو قلت لك ملغضا فر فتقول الاسد وفي التعريف اللغوي لابد من المساواة بين المعرف والتعريف بحيث لا يكون اعم منه ولا يكون اخص عدلوها ولا اخسر صوابها ايش ولا خص فلا يجوز ان يكون التعريف بلفظ اخفى او مسامي او مساوي ولابد اذا الان يتكلم المؤلف عن شروط التعريفات الشرط الاول الا يكون التعريف اخفى من المعرف ولا مساويا له الشرط الثاني لا يجوز ان تعرف شيئا بلفظ مجمل لان التعريفات لا بد ان تكون للتوظيح والبيان الشرط الثالث لصحة التعريف ان لا يكون هناك دور بحيث يؤتى في التعريف بكلمة لا نعرف المراد بها الا بمعرفة المعرف اذا تقرر هذا فان هناك طرقا اخرى يمكن معرفة بها يمكن معرفة صفات المعرف بها مثال ذلك او حقيقة المعرف به مثال ذلك التعريف بالمثال تقول ما هو المنديل فاقول لك مثل هذا هل هذا التعريف يمكن تحصيل التصور به يقولون لا يمكن يمكن فكلام المناطق ومن نحى نحوهم ان التصور لا يكون الا بهذه الامور الثلاثة فيه نظر قال المؤلف الحقائق التي تكون للاشياء على اربعة انواع حقيقة خارجية وهي وجوده في الخارج هذا المنديل الحقيقة خارجية النوع الثاني مثل تصوري للمنديل في رأسي والنوع الثالث حقيقة اللسانية كما لو قلت بلساني منديل وهناك نوع رابع يذكره بعضهم دون بعضهم الاخر وهو الحقيقة الكتابية فما لو كتبنا كلمة منديل على ورقة هذا ما يتعلق النوع الاول وهو التصور يقابل هذا التصديق فان التصديق وهو ادراك النسبة بين شيئين لابد له من دليل لابد له من دليل يوصل اليه بعض اهل العلم يقول بان ما اوصل الى المطلوب بطريق قطعي اسميه دليلا وما اوصل الى المطلوب بطريق ظني يسميه امارة وهذا في التسميات تعرف ان الدليل هو القطعي. والامارة هي الظنية وهذه طريقة كثير من الاشاعرة واما جمهور الاصوليين على عدم التفريق بينهما والخلاف في هذه المسألة ناشئ من الخلاف في مسألة تأثير الاسباب هل الاسباب مؤثرة او غير مؤثرة واذا قلنا بانها مؤثرة هل تؤثر بنفسها او لا الدليل ينقسم الى عدد من الى اربعة اقسام الدليل السمع وهو نصوص الكتاب والسنة والاجماع اما القياس هذا طريقة للفهم وليس دليلا مستقلا بنفسه عند الجمهور تلاحظون ان المؤلف يختار ان الدليل وهو ما اوصل الى القطع والنوع الثاني من انواع الادلة الادلة العقلية قسمها المؤلف الى قسمين ادلة ظرورية وهي التي توصل العلم الى الذهن ولا تحوجه الى نظر واستدلال وبعضهم يقول عن هذا القسم بانه البديهي من امثلته معرفتك عن نفسك بانك موجود هذا يسمى دليلا عقليا ظروريا وجمهور اهل العلم يقولون بان هذا التقسيم الى ضروري ونظري هذا تقسيم للمعلوم وليس تقسيما للدليل ولذلك كنا في النظر بانه علم النح يحتاج الى نظر واستدلال والنوع الثالث الدليل الحسي وهو ما ندركه بواسطة حواسنا الخامس وبعضهم يضيف الى ذلك ما ندركه بوجداننا كما لو ادركت انك جائع اذا لم تدركه بالحواس الخامس قال بان المركب من الحس والعقل هو الخبر المتواتر والتجربة ولعلنا ان شاء الله نتكلم عنه في لقائنا الاتي هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه سلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اوه الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد قسم المؤلف الادلة الى اربعة اقسام سمعية كنصوص الكتاب والسنة وعقلية التي قسمها الى ضروري ونظري وبعض اهل العلم قال بان كلمة العقل لابد ان يلاحظ انه يراد بها معان مختلفة فان كلمة العقل تطلق على اربعة معان المعنى الاول العقل الغريسي وهو بمثابة الالة التي تمكن الانسان بمراعاتها من الادراك والتمييز وهذه يحصل فيها تفاوت والنوع الثاني او المعنى الثاني مما يسمى عقلا الخبرات والتجارب التي يعرفها الانسان ومن ثم هذه الخبرات هي علوم مستفادة من ادلة اخرى والثالث من معاني العقل قياس الحوادث والزوات على بعضها فانت ترى نارا وتشاهد انها احرقت خشبا وقد فتستفيد من ذلك ان هذه النار كما احرقت الخشب تحرق الثياب هذا قياس عقلي والنوع الرابع من اسم العقل ادراك عواقب الامور ومات اولي اليه ولذلك تلاحظ ان كلمة العقل تدل على معاني مختلفة فمن جاءك وقال بان العقل يدل على كذا قل ميزني ما هو العقل الذي دل على هذا المدلول والنوع الثالث من انواع الادلة الادلة الحسية وهي المدركة بالحواس الخمس ما هي الحواس الخمس اقراو اقراو السمع والبصر والشم والذوق واللمس ما فيش حاسة ساسة ما في حاسة سادسة طيب قال وينخرط في سلكها الوجدانيات ثم قال واما المركب من الحس والعقل فهو المتواتر لان المتواتر لا بد ان يكون مستندا الى شيء محسوس والعقل هو الذي يجعلك تقبل متواتر قال ومثله التجربة واظاف بعظهم الى ذلك قرائن الاحوال. ولذلك قال المؤلف بان ما يفيد العلم والادراك تسعة انواع السمع والعقل الظروري والنظر والحس والوجدان والتواتر والتجربة والحجز وقرائن الاحوال فهذا ما يكون مفيدا للقاطع بل وهناك اشياء تفيد الظن وهي ثلاثة امور اولها المشهورات وهي ما اشتهر في الناس وذاع فيهم وانتشر فهذه من المشهورات والنوع الثاني المقبولات وهو ما تم قبوله بواسطة الاخبار والنوع الثالث الوهميات وهي ما يقع في نفوس في نفس الانسان انه من العقل ولا يكون الامر كذلك بل يكون العقل قد دل على خلافه ثم انتقل المؤلف الى اسماء الالفاظ وذكر خمسة اشياء اولها ان يتحد اللفظ حينئذ اما ان يتحد اللفظ والمعنى مثال ذلك قلم اتحد اللفظ قلم واتحد المعنى لا يدل الا على هذا القلم واما ان يتحد المعنى ويتعدد اللفظ اما ان يتحد اللفظ ويتعدد المعنى ويسمونه المشترك مثال ذلك ما معنى كلمة المشتري كلمة المشتري كلمة واحدة او عشر كلمات واحدة ما معنى لحظة المشتري المقابل للبائع وفي نفس الوقت تطلق على الكوكب المعروف فهذا يسمى مشترك ومثله لفظة العين تطلق على العين الباصرة وعين الجارية والجاسوس عين المال وغير ذلك هذه حالات اتحاد اللفظ قال الاول ان يتحد اللفظ ويتعدد ويتعدد المعنى كالمشترك الثانيا يتعدد اللفظ ويتحد المعنى وهذا هو المترادف هذا ما اسمه بشت ولا مشلح اللي يقول انه يسمى بشت يرفع ايده واللي يبون يسمع به مشلح يرفع ايده طيب اذا هو في نفس الوقت هو شيء واحد من جهة المعنى لكنه يطلق عليه اسمان فهذا يسمى مترادف والنوع الثالث ان يتحد اللفظ والمعنى بحيث يكون كلمة واحدة لمعنى واحد فان كان ان كانت افراده متساوية يطلق على افراد كثيرة وكانت متساوية فانه يسمى المتواطئ من فيكم رجل ما في ولا واحد من فيكم رجل طيب انت رجل وانت رجل وانت رجل وانت رجل هنا اللفظ واحد او متعدد واحد المعنى واحدة ومتعدد الرجولة واحدة هي التي زيد وفي عمرو لكن افراد هذا اللفظ التي يصدق عليها هذا اللفظ كثيرة هل هي متساوية في المعنى؟ في معنى الرجولة او مختلفة متساوية فنسميه متواطئ وقد واما اذا كانت متفاوتة في المعنى فهذا يسمى المشكك مثال ذلك ما معنى لفظة يد ايوة ايش طيب اليد تصدق على بيد الجمل والفرس والفيل وكذلك تصدق على يد البعوضة يدل ما هي بيد المعنى فيهما متفاوت او متماثل فلذلك سميناه المشكك فالمشكك وسط بين المتواطئ والمشترك والرابع ان يتعدد اللفظ والمعنى وهذا يقال له المتباين مثال ذلك قلم ودفتر كم لفظ متعدد اللفظ. طيب والمعنى وتعبد فيسمونه المتباين هناك بعض الالفاظ يقع التردد هل هي مترادفة او متباينة مثال ذلك السيف اصدق انباء من الكتب الى ان قال الهندية القظبي الهندية ما هي هل نقول هما مترادفان بالدلائل لانهما لفظان يدلان على معنى واحد ام هما متباينان لان الهندية اطلق عليها هذا الاسم لكونها بنايات الهند ويلاحظ في المشترك الذي ذكرناه قبل قليل ان كل واحد من المعنيين موظوع في اصل اللغة اما لو كان الوظع الاول لاحد المعنيين ثم نقل الى المعنى الاخر هذا ليس مشتركا هذا حقيقة وما جاز اذا قلت خلق الله الشمس هل هذا لجميع اجزاء الشمس او لبعضها او لاثارها بجميع عين الشمس هذا يسمى دلالة مطابقة دلالة مطابقة اذا قلت رأيت الشمس لعلنا نقف على هذا نسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد نتكلم عن الفاظ الدلالات حيث ذكرنا ان الدلالة تنقسم الى دلالة مطابقة ودلالة تظمن ودلالة التزام كم واحدة مثال دلالة المطابقة تقول خلق الله الشمس بعض الشمس او جميع الشمس جميل يقول رأيت الشمس هل رأيت جميع الشمس من جميع الاطراف او رأيت بعضها بعضها فهذا يسمى دلالة تظمن وتقول جلست في الشمس هل جلست في عين الشمس او في بعضها لا جلست في اثر من اثارها وهو ظوؤها المنعكس على الارظ نأتي بمثال اخر تقول صنع النجار الباب وحملت الباب جميع الباب او بعضه جميع ثم تقول امسكت الباب الاول حملت الباب دلالة مطابقة والثاني امسكت الباب انت ما امسكت الا جزءه ليكون دلالة تظمن وتقول دخلت مع الباب هل شققت الباب ودخلت معه اذا ماذا تريد خلصت مع حلقة الباب اطلقت لفظ الباب وانت تريد ملازما له وهو حلقة الباب لابد في دلالة الالتزام ان يكون بينها وبين ذلك اللفظ ملازمة في الذهن وفي الخارج بقي بينهم بحث هل هذه الدلالات الثلاث دلالات لفظية او دلالات عقلية دلالة الالتزام دلالة عقلية ودلالة المطابقة دلالة ايش لفظية لغوية ودلالة التظمن يحتمل نأتي الى الفرق بين الكلي والجزئي والكل والجزء الكلي ذات يصدق على ذات فيه معنى يمكن ان يصدق على اكثر من فرض عندما تقول قلم هل تريد قلم الاول ولا القلم الثاني ولا القلم الثالث ولا القلم الرابع الجميع تريد فهذا يسمى كلي اذا الكلي ما يصدق على الكلي ذات اسم ذات يصدق على افراد كثيرة بينما الجزئي اسم ذات يصدق على فرد واحد مثل زيد و من انواعه المظمر الذي فيه ظمير واسماء الاشارة هذا واسماء الاعلام مثل طالح والمعرف بالالف واللام مثل الانسان المضاف الى معرفة والمظمر والظمائر جزئية لانها تختص واهل النحو يقولون الظمائر اعرف المعارف اذا عرفنا ان الكلي والجزئي اسماء لذوات اما الكل فهو مجموع الذوات والجزء افراد الكل زالوا ذلك جاني عشرة رجال فضربت العشرة رجال هذا كل بالخلاف الرجل الواحد منهم فهذا جزء من تلك القضية اما كلمة الكلية فهذا يصدق على القضايا اذا الكلي اسم لذات واما الكلية فهي قضية تصديق بين شيء واخر ولكنه تصديق مستغرق لجميع افراده كما لو قلت كل الناس او كل انسان عنده قلب يتحرك بقضية كلية يقابلها القضية الجزئية وهو الذي يحكم فيها على بعض الافراد كما لو قلت بعض الناس مغفل اذا الكلي والجزئي اسماء لذوات والكل والجوز متعلق بالذوات من جهة الحكم عليها والكلية والجزئية هذه قضايا والقضايا الكلية يحكم بها على الافراد هناك تقسيم للحقائق بتقسيم اخر وهو ان الحقائق قد تكون احداهما اعم من الاخرى مثال ذلك الانسان والذكر لا الحيوان والانسان فكل انسان حيوان وليس قل كل انسان حيوانا اذا تقول كل انسان حيوان ولا تقول كل حيوان انسان وهنا يستدل بوجود الاخص وهو الانسان على وجود الاعم وهو الحيوان ويستدل بنفي الاعم كما لو قلت لا يوجد هنا حيوان فنستفيد منه انه لا يوجد نفي الخاص هو الانسان او القرد او النوع الثاني ان يكون بين القظيتين تداخل يشتركان في شيء وبينهما اشياء كثيرة لا تداخل فيها مثال ذلك انت طويل عريظ هذان وصفان بينهما تداخل وهناك اناس طوال ليسوا عراظا وهناك اناس عراظ وليسوا بطوال وهناك اناس ليسوا بطوال ولا عراظ وهناك اناس طوال وعراظ في وقت واحد اذا الطول السخانة بينهما مشترك وكل واحدة من هاتين القضيتين اعم من وجه واخص من الاخر النوع الثالث ان يكون هناك تساوي بين العمومين مثل لهالونس المؤلف بالانسان والظاحك لا يوجد شيء ضاحك ليس به انسان الرابع ان يكونا متباينين ليس بينهما اي تداخل فهذا يسمى تباين مثله المؤلف بالحيوان والجماد هل هناك حيوان هو في نفس الوقت جماد لا وهل هناك جماد هو في نفس الوقت حيوان لا يوجد ذلك كذلك المعلومات يمكن تقسيمها الى ثلاثة اقسام نقيضان وهما اللذان لا يجتمعان ولا يرتفعان ومثال ذلك الكلام والسكوت اما ان تكون متكلما واما ان تكون ساكتا. هل يمكن ان تكون متكلما ساكتا في وقت واحد لا يمكن طيب هل يمكن ان ينتفي منك الوصفان فلا تكون متكلما ولا ساكتا في احد الاوقات حينئذ هذان نقيضان النوع الثاني ما لا يجتمعان لكن قد يرتفعان ومثال ذلك القيام والقعود هل يمكن ان تكون قائما قاعدا في وقت واحد لا يمكن جمعهما لكن هل يمكن ان ينتفي منك الوصفان فلا تكون قائما ولا قاعدا ماشي ممكن ولا غير ممكن ممكن بان تكون مضطجعا فحينئذ هذان ضدان فنفرق بين الظد والنقيظ النقيضان لا يرتفعان لابد من احد الوصفين والظدان قد يرتفعان النوع الثالث الخلافان وهما اللذان يمكن اجتماعهما وارتفاعهما ومثال ذلك الطول والقصر يمكن ان تكون طويلا غير قصير وان تكون قصيرا غير طويل وان تكون قصيرا طويلا ويمكن ان تكون غير طويل ولا قصير هناك نوع رابع لم يذكره المؤلف هم المتلازمان اذا وجد احدهما وجد الاخر مثل الاب والابن وهناك متلازمان من جهة واحدة ومتلازمان من جهتين يقول قانون هذا الباب بادخال لفظة كل على احدى الحقيقتين فان صدقت كما تقول كل انسان حيوان كل حيوان انسان ان صدقت القضية من الجهتين فهما متساويان وان كذبت من الجهتين فهما متباينان وان صدقت عدل عندك اه قطى مطبعي وان صدقت من الجملة الاولى فهما اعم مطلقا واخص مطلقا ثم ذكر المؤلف بعد ذلك الحجج العقلية لعلنا نتركه فيما يأتي. قال المضاف الى كل هو الأخص وحينئذ يكون خبره هو العم الان ولو قدر انك عكستهما لكنت كاذبا اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم من هداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة ان يجعلنا واياكم من هداة المهتدين هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين