المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ومن تحريفه لحديث ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به الى اخر الحديث قال في صفحة اربعين ان الحديث يدل على ان العبد غير مقيد وانه لا يمتنع على قدرته شيء وانه لا حد يقف عنده علمه وقدرته نزله على ذلك المبحث الخبيث السابق ان العبد في امكانه مزاحمة رب العالمين فهذا الالحاد والتحريف لكلام الله وكلام رسوله لم يقل احد ما يشبهه الا الملاحدة من اهل وحدة الوجود ومعنى الحديث معروف ولله الحمد بين المسلمين ان ذلك يدل على تسديد الله وتوفيقه ومعونته الخاصة لعبده القائم بمحبوباته من الفرائض والنوافل ومن ذلك ما قاله على قوله تعالى ما اشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم في صفحة احدى وستين محتجا بها على قوله الباطل حيث زعم ان علم الانسان محيط بمبادئ خلق هذا العالم فانه يزعم ان الاية لا تنفي العلم حيث قال ما اشهدتهم ولم يقل ما اعلمتهم وزعم انهم كانوا عالمين وان لم يكونوا مشاهدين وهذا لم يقله احد من المفسرين اما تفسيرها المعروف عند المسلمين فهو ان الله انكر على الكافرين به المكذبين لرسله الذين زعموا ان احدا من المخلوقين يستحق من العبادة والخضوع ما يستحقه الله فكذبهم الله واخبر ان جميع الخلق ليس لهم مشاركة لله بوجه من الوجوه فلم يشهدهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم وهذا نفي لطرق العلم كلها يعني فليس لهم سبيل الى ذلك فانهم اذا لم يشهدوا ذلك فهم لم يعلموه واذا لم يعلموه فشهادتهم ودعواهم لاستحقاقها العبادة دعوة في غاية البطلان والتقول على الله تعالى وهي نظير قوله تعالى وما كنت بجانب الغربي ومن تحريفاته التي تقشعر منها الجلود ما ذكر في صفحة احدى وستين وسبع وستين على قوله تعالى يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون ان المراد بذلك القرن الذي انزل عليهم واوائل هذه الامة القرون المفضلة من الصحابة والتابعين لهم باحسان وان معناها ان علومهم لم تصل الى بواطن الاشياء وانما علمهم بسيط جدا وانهم في ذلك الوقت في طور الطفولية بل في طور قريب من طور الحيوانات ولم يبلغوا رشدهم وانما الذين بلغوا رشدهم عنده ملاحدة هذا الزمان الذين علموا من علوم المادة ما لم يعلمه الاولون لان العلوم النافعة عنده هي الفنون العصرية فقط واما الاصول والعقائد وعلوم الاخلاق وتوابعها التي علم الطبيعة فرع من فروعها فانها على قول هذا ليست من العلوم التي يؤبه لها وكفى به خذلانا ان تصل به الحال الى هذا والاية ولله الحمد واضحة لا اشكال فيها وان هذا وصف للكافرين المكذبين لمحمد صلى الله عليه وسلم اخبر تعالى ان علومهم ظاهرة يعلمون ظاهر الحياة الدنيا دون باطنها وانهم في غفلة عن الاخرة فهذا السبب الذي اوجب لهم رد ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والا فلو علموا ظاهرها وباطنها المقصود منها لبادروا الى الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم كما فعله اهل العلم الحقيقي الذين بادروا لما رأوا الايات البينات الى الايمان به لكن هذا الرجل يطبق هذه الاية على خيار الخلق واكمل القرون على الاطلاق ويسخر من العالمين بباطن الدنيا المستعدين للاخرة القائمين بعبودية الله الجاعلين الدنيا وسيلة الى الدين وهو يريد ويحاول في كتابه هذا ان تكون الدنيا هي المقصودة والغرض الاصلي واما الاخرة فان كتابه هذا كفيل بتزهيد الناس فيها وفي عبودية الله وفي الجزاء الاخروي فأي ايمان واي اسلام واي عقل صحيح بقي بعد هذا ومن ذلك تفسيره لحديث كل مولود يولد على الفطرة بان الفطرة هي الخبث والشر وان الانسان بطبعه خلق شريرا وان الفطرة معناها انه مفطور على الشر ويرفض جهارا تفسير ائمة الهدى لهذا الحديث بان معناه هو ان الله فطر عباده على قبول الخير علما وعملا وان الله تعالى جعل في خلقتهم استعدادا تاما لقبوله نعمة منه وفضلا كما قال تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون منيبين اليه الاية ويلزم على قوله ان يستدرك على النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه فيقال وايضا لما قلت او يجعلانه مسلما لان قبوله للجميع على حد سواء عند هذا وفي نفس الحديث والاية الكريمة حيث قال كالبهيمة الجمعاء هل تحسون فيها من جدعاء حتى تكونوا انتم تجدعونها اي كالبهيمة التي تولد مجتمعة الخلق كاملة الاعضاء حتى يجدعها الناس بقطع الاذان او بعض الاعضاء كذلك الادمي خلقه الله مفطورا على الاستعداد لمعرفة الحق وقبوله فلو ترك وفطرته ولم يعرض له ما يغيرها من التربية السيئة لما اختار غير الدين الحق وعند هذا ان الفطرة معناها الشر والهمجية وهذا مناف للاية والحديث ومن اعظم الجرأة جرائته على قوله تعالى في صفحة ست وستين وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون قال يعني بذلك الذين اجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وامنوا به من الصحابة الذين هم خيار الخلق واعلمهم جعلهم هذا الرجل ينظرون الظواهر ولا يبصرون البواطن فهم في طور الاطفال كما تقدم التنبيه على هذا مرارا وهذا من جنس تفاسير الزنادقة من الباطنية والاسماعيلية والقرامطة والاية الكريمة عند جميع المسلمين معناها ظاهر وان هذا وصف للكافرين بالرسول او وصف للاصنام فمعناها ان الكفار تراهم ينظرون اليك نظرا ظاهرا وهم لا يبصرون ما فيك من المعاني الجليلة والاوصاف الجميلة والايات التي تدل اكبر دلالة انك رسول الله حقا او ان هذه الاصنام صور بلا ارواح تراها كانها تنظر اليك وهي لا تبصر لانها جمادات ومن ذلك حق للراوين عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث الذي في مسند البزار اكثر اهل الجنة البله فزعم انهم بذلك يمدحون البلاهة ويحثون عليها وجمع في هذا خرافات الخرافيين ونسبها لحملة الشريعة ورجال الدين وكذب الحديث المذكور وتفسير الحديث ظاهر عند المسلمين فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل اهل الجنة البله او لا يستحق الجنة الا البله بل قال اكثر اهل الجنة البلة فهم لسلامتهم من الغل والحقد والصفات الذميمة صاروا مستحقين للجنة لئلا يظن الناس ان امثال هؤلاء ان الله لا يرفع قدرهم مع ان في كتاب الله وسنة رسوله من الثناء على اهل العقول واولي الالباب والاحلام والنهى والاراء الرزينة والحث على كل امر فيه زيادة اللب والعقل فكم في كتاب الله وسنة رسوله من ذلك من النصوص ما يدل على ذلك فلا منافاة بين الامرين الدين يحث على السعي في تكميل العقول ويثني غاية الثناء على اولي الالباب ويخبر انهم خواص الخلق ومع ذلك فكل من امن وعمل صالحا ولو لم يصل الى درجتهم من البله الاغرار فانهم سعداء فان الله لا يضيع اجر من احسن عملا ومن العجائب تنزيله الحروب الحاضرة بين الامم الافرنجية والامريكية وتوابعهم على قوله تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم فجعلها المراد من الاية وقد اجمع المسلمون على ان المراد قتال المسلمين للكفار فهو المكتوب المفروض وهو الذي له الاثار الطيبة واما هذه الحروب التي بنيت على الجشع والظلم والقسوة وعدم الرحمة فاين خيرها واثارها الطيبة وقد عمت البسيطة هلاكا وفناء وتدميرا وهي لا تسكن في وقت الا للاستعداد لمجازر وشرور ينسي اخرها اولها فيا ويح من الحد في ايات الله ومن تحريفاته لحديث انس انه صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه بغسل واحد قال في صفحة عشرين ومئة ان ذلك مجرد دوران لا مسيس معه وتهكم بانس وغيره ممن يفسرون ذلك بالمسيس الذي هو معنى الحديث عند جميع المسلمين حتى جاء هذا الرجل فانكر عليهم وكذبهم وهذا الوهم الكاذب منشأه انه ميراث ممن ورثوا القدح في الانبياء بكثرة الازواج فانزل الله منكرا ومكذبا لهم قوله تعالى ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية واي نقص في كثرة ازواجه وفي قيامه التام بحقوقهن وذلك من اجل مناقبه حيث كمل الحقوق الكثيرة التي عليه وحيث كان في زوجاته من المنافع والمصالح للامة ما لا يعد ولا يحصى ومن جرأته العظيمة ما ذكره في صفحة ست وعشرين ومئة وما بعدها من الصفحات من تكذيبه لجميع النصوص الواردة في الزهد في الدنيا والصبر على البلاء والفقر وهي جزء كبير من اجزاء الدين كذب ذلك اجمع وباهت بامر يعرف كذبه به كل احد ثم روج كعادته القبيحة بذكر احاديث لا زمام لها ولا خطام حشدها في كتابه وتوسل بها الى رد النصوص الصحيحة ورمى جميع المسلمين من اولهم الى اخرهم بقبول تلك الاثار الساقطة وتقدمت الاشارة الى محاسن هذا الدين وانه يحث على جميع الوسائل والمقاصد واصلاح الدين وما يعين عليه من الدنيا بعكس ما كان يسعى اليه هذا الكاتب يحض على الزهد في الاخرة بل يسخر باهلها العاملين وبما يذكر من الجزاء الدنيوي والاخروي ومن انحرافاته الفظيعة ما نقله تفصيلا عن التوراة ليس في التوراة بل في الامثال المنسوبة لسليمان عليه السلام في الترغيب في الدنيا ثم قابل بينه وبينما جاء به القرآن والدين الاسلامي في صفحة سبع وسبعين ومئة وما بعدها وغلط القرآن والكتب الدينية حيث علقت السعادة والفوز والفلاح في العاجلة والاجلة على العبادة والتقوى والصلاح وفضل ما نسب الى التوراة في هذا الموضوع على الكتاب والسنة تفضيلا عظيما بل لم يجعل لهذا الاخير فضلا بوجه من الوجوه بل حمل على هذه النصوص وزعم انها هي التي خدرت همم الناس وثبطتهم ومنعتهم من الرقي وفيه كالتصريح بانكار عقوبات الله الدنيوية والاخروية ومن ذلك في صفحة ست وتسعين ومائتين تهكمه بحديث انس لا يأتي عليكم زمان الا والذي بعده شر منه وهو في الصحيح صحيح البخاري وتهكم به وبنقلته وانكره انكارا عظيما والسبب في ذلك اصله الخبيث حيث فضل ملاحدة الزنادقة من الاولين والاخرين على الصحابة وخير القرون وعرف ان هذا الحديث من الادلة الكثيرة الدالة على كذبه وبطلان قوله وزعم ان اعتقاد فضيلة الاولين من الصحابة والتابعين منعت الرقي فهذه الدعاية لنبذ الدين التي يسعى لها هذا الرجل سعيا حثيثا ويؤصل اصولا خبيثة يرد لاجلها الاصول الشرعية فهذا في كتابه نهج لهذه الدعاية الالحادية دعايات كثيرة تارة بتحريفه لنصوص الكتاب والسنة وتارة بالقدح في الصحابة والتابعين وحملت الدين من خير القرون الذين لم يصل للناس هذا الدين الا على ايديهم وقد اكثر فيه من الاستهزاء والسخرية العظيمة حتى كادت جميع مباحثه المنحرفة تكون سخرية واستهزاء وتهكما بالدين والشريعة وحملة الدين اهنا يقف العاقل وقفة تعجب فيقول هل ترى هذه السخريات والتهكمات الصادرة من هذا الرجل الحامل عليها الاعجاب العظيم بالنفس واحتقار غيره فانه لا يستغرب فان الخيالات متى استحكمت في النفوس تجسمت وصارت لها السيطرة على عقل الانسان وعدم الابقاء منه على مكانته بين الناس فلا يستغرب بهذا ان ذكائه وفطنته اضمحلت في ضمن هذه السيطرة حتى تلاشت فلم يكن له احساس بما يصدر منه وانه وصلت به الحال الى ما يشبه الجنون وعدم الشعور فان الذين معهم مسكة من العقل المعيشي دع العقل الديني يبقون على انفسهم وعلى مكانتهم عند الناس وفي قلوب من يعظمهم فلا يرضى احدهم ان تكون السخرية والاستهزاء ديدنه في الامور العادية فضلا عن ان توجه الى دين الله والى رسله واتباعهم ولكن يأبى الله الا ان يفضح من تعرض لدينه وشرعه واولياءه في الدنيا والاخرة واذا كان من جملة مقالاته الشنيعة الفاضحة ما صرح به في صفحة سبع عشرة وثلاثمائة بقوله الصريح ان المتدينين على اختلاف ديارهم وازمانهم وانبيائهم وامزجتهم واجناسهم عجزوا ان يهبوا الحياة شيئا جديدا وان يكونوا فيها مخلوقات متألقة فهل بعد هذا التصريح بنبذ الديانات السماوية كلها والكفر بجميع الانبياء وتحقيرهم وتفضيل غيرهم عليهم شيء وهل وراء هذا التقدم الى الكفر غاية ونهاية وكم له في كتابه هذا من هذا النوع شيء كثير ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب واعلم ان عباراته في هذه المواضيع التي نبهنا عليها كثيرة مكررة بعبارات متنوعة لم ننقلها خوف طول الكلام لغير فائدة ولكننا اتينا بمقاصدها وارشدنا لمن يحب الوقوف عليها الى صفحاتها من كتابه الاغلال المطبوع وكذلك في رسالتنا هذه لم نكثر من ذكر الايات والاحاديث الرادة لقوله لان الكتاب والسنة كلها رد لقوله لانه نفى جميع اصول الكتاب والسنة واراد قلعها من اساسها ولان المقام يقتضي ذلك فان المناظرة مع من يعظم الكتاب والسنة نوع ومع من لا يراهما نوع اخر ونحمد الله على ما نبهنا عليه في كتابه من الفظائع والشنائع التي لا يقولها الا من انتهى الحاده وكفره لم نستعمل معه في خطابه الخاص الا الرفق واللين اتباعا للكتاب والسنة في خطاب المحاربين المنحرفين ان يقال قال فلان وفعل فلان واما عند ذكر الاقوال الشنيعة فيذكر ما احتوت عليه من الضرر والمناقضة للاديان ومرتبتها في البعد من الدين وبيان ما على قائلها من الضلال والغي فيكون القدح فيه موجها عليه من اقواله ويبين ما على صاحبها من نقص الدين والعقل والرأي وليس لنا غرض في شخصية هذا الرجل ولكن لما اعتدى على ديننا الاسلامي وعلى قواعده واصوله واسسه وتهكم به وبحملته وفضل عليهم زنادقة الملحدين وصنع مع المسلمين اعظم من صنيع دعاة النصارى من المبشرين وجب على كل مسلم مدافعته ودفع شره وتبيين امره والتحذير من طريقته ودعايته بحسب القدرة والا فوالله اننا لنأسف اشد الاسف على انقلاب هذا الرجل ونعد ذلك من الخسائر علينا حيث فقدنا هذا الرجل الذي مضى له من المقامات ونصر الحق ما لا ينكر بل لنا ان نقرأ قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله اه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم اقم ونسأل الله ان يرده الى الحق وان يعيده الى الاسلام بالتوبة والتنصل مما وقع منه وان يكتب كتابا في رجوعه عن هذه المباحث الخبيثة ونسأل الله تعالى ان يثبتنا على دينه والا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا ويهب لنا من لدنه رحمة انه هو الوهاب وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم قال ذلك وكتبه الفقير الى الله عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي جواب مجمل مطول عما احتواه كتاب الاغلال من الضلال سؤال ورد علينا يستفهمون عما يحتوي عليه الكتاب المسمى هذه هي الاغلال على وجه الاجمال فاجبنا عن ذلك باننا قد كتبنا في موضوعاته رسالة لطيفة لا يمكننا ايرادها هنا ولكن نظرة اجمالية تفيد عن موضوعه فنقول مستعينين بالله راجين منه ان يعيننا على العلم النافع والعمل والا يزيغ قلوبنا من نظر في هذا الكتاب وتأمله حق التأمل علم انه ما صنف اعظم وطأة وعداوة للدين الاسلامي ومقاومة له من هذا الكتاب وانه ما اجترأ احد من الاجانب فضلا عمن الحد ممن يتسمى بالاسلام بمثل ما اجترأ عليه هذا الرجل ولا افترى مفتري مثل افتراءه ولا حرف محرف مثل تحريفاته وما صرح احد بالوقاحة والاستهزاء والسخرية بالدين والشرع واصوله وعلومه واخلاقه وحملته كاستهزائه وسخريته فانه احتوى على نبذ الدين الاسلامي ومنابذته ومنافقته فهو صريح في الانحلال عن الدين بالكلية وخروج تام عن عقائده واصوله فضلا عن فروعه وهو اكبر دعاية ومقاومة للدين وعداء له ولاهله وفيه من البهرجة والتزويرات التي جعلها في قالب نصر الدين ما يعد من اكبر الزندقة والنفاق والمكر والخداع فلم يبق من الشر طريقا الا سلكه فانه شارك المنحلين عن الدين النابذين له بالكلية وشايع الدعاة الى نبذه والى تحبيد الالحاد ودخل في ضمن زنادقة الملحدين وهذه الامور الثلاثة وهي نبذ ومنابذته ومخادعته التي هي مجموع طرق اعداء الدين جعلها موضوع كتابه وحشى كتابه من اوله الى اخره بها كما لا يخفى على ذي بصيرة وذلك انه تلقى عن جميع الدعاة الى الكفر برب العالمين والقدح في رسالة جميع الرسل خصوصا خاتمهم وامامهم محمدا صلى الله عليه وسلم تلقى عن الاولين والاخرين من ائمة الكفر ودعاة الالحاد كلما قالوه وزاد عليهم زيادات واستدرك عليهم استدراكات وذلك ان المعطلين للباري رأسا المنكرين لرسالة رسله لهم في ذلك اساليب والوان متنوعة فصرح زنادقة الفلاسفة وفرعون واشياعهم بانكار رب العالمين بالكلية وصرحوا بقدم العالم وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا وما يهلكنا الا الدهر ثم اظهروه بعد ذلك باسلوب اخر وهو الاسلوب الذي سلكه زنادقة الاتحادية الذين يرون الوجود واحدا بالعين فلا ثم رب ولا مربوب ولا خالق ولا مخلوق ثم اظهره هذا الرجل باسلوب نفاق ومخادعة اشنع من ذلك كله حيث زعم انه لا فرق بين الخالق والمخلوق وان من فرق بينهما من الرسل واتباعهم وجميع اهل الاديان فهو غالط عنده وقال ان جميع صفات الباري في امكان الانسان ان يتصف بها فما بعد هذا الانكار للبارئ انكار اعداء الرسل قالوا ساحر شاعر وقالوا مفتر كذاب صارحوه بهذه الاقوال الخبيثة وزنادقة المتفلسفة قالوا ان الرسل كذبوا للمصلحة وخيلوا للناس تخييلات تخالف الحقائق وزنادقة دعاة نصرانية لما بهرهم ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الدين الكامل والاخلاق والعلوم والاعمال والفتوحات الاسلامية شرعوا يموهون على الناس ويزعمون انهم حللوا حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وخرجوا من هذا التحليل الخبيث بنتيجة ان الوحي الذي جاءه ليس من الله وانما هو من نفسه لنفسه وانه رجل سياسي حكيم وهذا سلك مسلكهم بعينه حيث زعم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخلو بالطبيعة ويناجيها ويناجي الليل والنهار والارض والسماء والضياء والظلام والنسيم وانه افتتح رسالته بمناجاة الطبيعة والخلو بها في غار حراء وختمها بكمال تعلقه بالطبيعة واشتياقه اليها حيث قال في حالة السياق في الرفيق الاعلى فهذا انكار صريح لرسالته وحذو لما قاله دعاة النصارى الا ان التعبير مختلف اعداء الرسل من الدهرين الطبيعيين زعموا انه ليس سوى هذه الحياة وانما هي ارحام تدفع وارض تبلع وطبيعة لا تقلع وهذا جرى مجراهم بعينه فقال ان هي الا طبيعة تفعل وتتطور وتتفاعل وتنفعل وتتنقل من حال الى حال وتدير نظام العالم فهي المدبرة عنده للامور الدقيقة والجليلة وليس لله عنده ولا وصف بل ولا وجود اعداء الرسل قالوا في رد دعوته وتكذيبه ما انزل الله على بشر من شيء وهذا يزعم ان الوحي خيالي غير حقيقي اعداء الرسول واعداء سائر الرسل يقولون لرسلهم انا تطيرنا بكم وانا لم نرى الخير على وجوهكم ولم نر فيما جئتم به الا الشر وانما الخير ما نحن عليه وهذا قال ما قالوه واكثر منه عن الدين حيث زعم انه شر وانه من اعظم المصائب عنده وان اهله لا خير فيهم ولا فيهم من الفضيلة شيء بل هم محتوون على الرذيلة واهله ساقطون وانما الخير فيما جاء به الملحدون وما عليه المكذبون هو الذي به السعادة والفلاح والرقي اعداء الرسل واعداء الرسول استهزأوا بهم وبما جاءوا به وهذا سخر بالاديان السماوية كلها وملأ كتابه من الاستهزاء والسخرية بها وخص بذلك كبره دين الاسلام اعداء الرسول قالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم يعنون بذلك رؤساء الكفر والتكذيب بمحمد صلى الله عليه وسلم وقدموا اقوالهم واراءهم على ما جاء به الرسول وهذا احتقر الرسول وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وزعم ان العظمة محصورة في زنادقة الملحدين وقدم ما قالوه ورأوه على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم اعداء الرسول من اليهود قالوا ماكرين ودبروا ما دبروه مخادعين امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجهفروا واكفروا اخره لعلهم يرجعون وهذا سلك مسلكهم فزعم انه ينصر الدين ليروج بمقالته ما قاله في هدم الدين لعل قوله يروج على ضعفاء العقول لدعوى صاحبه انه من المؤمنين اعداء الرسول من المشركين ينكرون الايمان بالله واخلاص العمل لله وحده لا شريك له ويقولون اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب وهذا سلك اخبث من هذا المسلك حيث ذم الافتقار الى الله وعبودية الله ظاهرا وباطنا فلم يقتصر على مذهب المشركين بل اختار مذهب المستكبرين الذين لم يجعلوا لله شيئا من العبادة بالكلية وانما الواجب عنده اخلاص العكوف على الطبيعة وعبادتها ظاهرا وباطنا المشركون الاولون يشركون بالله في الرخاء ويخلصون لله في الشدائد وهذا لم يجعل لله شيئا من الدعاء والعبادة لا في الرخاء ولا في الشدة وانما حظه من هذا تهكمه بالداعين لله واستهزائه بالمتعبدين اعداء الرسول يفتخرون بزخارف الدنيا ورياستها وشهواتها ويستدلون بذلك على انهم خير من المؤمنين فيقولون اي الفريقين خير مقاما واحسن نديا وهذا زاد عليهم فاوجب العكوف على جميع لذات الدنيا وان تكون هي مبلغ علم الانسان وكل همه وان اهل هذا من الملحدين خير من المؤمنين ثم مكر وخادع فكذب جميع نصوص الكتاب والسنة الواردة في الزهد تكذيبا صريحا اعداء الرسول قالوا انا وجدنا اباءنا وقومنا على امة ودين فلن نتركه لدين محمد صلى الله عليه وسلم وهذا يدعو الى تحطيم الكفر بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والى وجوب الاخذ باقوال زنادقة الدهرين زنادقة الاباحيين المتهتكين الذين لا يرون شيئا حراما وانه ما اشتهاه الانسان فعله سلك هذا مسلكهم فاباح كل ما اشتهته النفوس وسفور النساء واجتماعهن بالرجال في جميع ميادين الحياة ونقل كلام الاباحيين مستحسنا له وزعم ان سفور الخلاعة خير من الصيانة الشرعية فاذهب شرف الدين والمروءة الانسانية وسلك في ذلك مسلك الاباحيين اهل الخلاعة اعداء الرسول قالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين واحسن اثاثا ورئيا واعداؤه من اليهود قالوا عن المشركين هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا وهذا قال ما قالوه بعينه حيث يقول اي الفريقين خير الماديون الذين صنعوا المخترعات ورقوا الحياة وفعلوا كذا وكذا ام المسلمون الذين فترت هممهم وضعفت عقولهم ومرجت احلامهم وسفهت ارائهم ولم يصلوا الى ما وصل اليه هؤلاء الملحدون المكذبون للرسل واعداء الرسول يقولون اي فنتبعكم واتباعكم ضعفاء العقول الارذلون الاحقرون وهذا جعل طبقات المسلمين جميعهم خصوصا ائمة الهدى ومصابيح الدجى موصوفين بضعف العقل والرأي وهجنهم وسخر منهم وهو المسخور منه اعداء الرسول والرسل كلهم لما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم فردوا لذلك ما جاءت به الرسل وهذا فرح بعلوم الطبيعة ومعارف المنحرفين عن الدين فقدمها على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم جهارا واستهزأ بما جاء به من الدين اعداء الرسل كلهم زعموا ان الرسل لم ينفعوا الناس وهذا قال عن جميع الرسل هذه المقالة بعينها حيث صرح ان جميع الانبياء واتباعهم لم ينفعوا الناس ولم يكونوا مخلوقات متآلفة وانما الذي نفع الناس عنده ائمته من الملاحدة النابذين للدين وقد صرح بذلك مرارا اعداء الرسول يسخرون من الرسول ومن المؤمنين اذا صلوا لله واخلصوا له العبادة ودعوه متضرعين وهذا حذا حذوهم فتهكم مرات متعددة بافتقار المؤمنين ودعائهم ورجوعهم الى ربهم اعداء الرسل واعداء الرسول يستهزئون بوعد الله ووعيده ويكذبون ما قالته الرسل من العقوبات على الكفر والتكذيب والمعاصي وهذا سلك مسلكهم بعينه حيث تهكم بالوعد والوعيد وكذب بان الكفر والفسوق والعصيان اسباب العقوبات الدنيوية والاخروية اعداء الرسول من النصارى يجادلونه في دعواهم لالهية المسيح ابن مريم وهذا يستحسن ما نقله عن امثاله ان هذه الدعوة نافعة حيث كانت تدعو الى استعداد كل احد لمزاحمة رب العالمين في صفاته ان كان يثبت رب العالمين بالفاظه احيانا وانه بالامكان ان كل انسان يتمكن ان يكون كالمسيح في الهيته ولكنه ينكر تخصيص ذلك بالمسيح فقط نظير ما قاله اهل وحدة الوجود ان النصارى ضلوا بتخصيصهم هذا المعنى بالمسيح ولو عمموه في كل احد لكانوا موحدين اعداء الرسول الاولون قدحوا فيه فقالوا لم يتبعك الا عبيدنا وسوقتنا وهذا قدح في جميع اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم كلهم حيث زعم ان الصحابة في طور الطفولية وانهم في طور قرد من طور الحيوان وانما العقلاء عنده الذين بلغوا رشدهم هم اولئك الملاحدة الذين كان يخضع لهم ويعظمهم غاية التعظيم اعداء الرسول مكروا به المكرات المتنوعة ليقتلوه وليطفئوا نور الله بافواههم وهذا مكر مخادعا حيث حتم الكفر بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الدين الاسلامي وانه يجب الكفر بحملته وانهم يعدون مجرمين ليس فيهم اقل فضيلة بل هم مليئون من الرذيلة اعداء الرسول قالوا امشوا واصبروا على الهتكم ان هذا لشيء يراد وتمسكوا بدينكم واياكم ان تتبعوا محمدا على دينه وهذا سلك مسلكهم بعينه حيث زعم انه يتعين نبذ ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وان نتخذ لنا ثقافة جديدة من ارواحنا زاهدين ونابذين لجميع تعاليم الدين واخلاقه الباطنية والاسماعيلية والقرامطة حرفوا نصوص الكتاب والسنة ونزلوها على مذاهبهم التي هي اخبث المذاهب وهذا صنع اعظم من صنيعهم فحرفها ونزلها على ما دعا اليه من الالحاد زنادقة المتفلسفة قالوا اذا تعارض العقل والنقل وجب تقديم العقل على النقل وهذا قدم عقول ملاحدة الزنادقة على كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وقدم عقولهم على عقول اولي الالباب والنهى من ائمة الدين وعلماء المسلمين من غير مبالاة ولا خوف من رب العالمين بعض الكفار الذين تغلظ كفرهم ينكرون تعليق الامور بقضاء الله وقدره وهذا صرح بان الاجال والارزاق وجميع الامور ليس لها ارتباط بالقضاء والقدر اعداء الرسول يحتجون على المسلمين في هذه الاوقات بتأخرهم وسبق غيرهم لهم في علوم المادة والفنون العصرية ويجعلون ذلك من الشبه لهم على القدح في دينهم وهذا قال ما قالوه بعينه اعداء المسلمين من دعاة النصارى وغيرهم يريدون بحسب امكانهم ان يهضموا ائمة الاسلام وقادات المسلمين بعض حقوقهم وتبريزهم وهذا اهدر جميع محاسنهم وعلومهم واعمالهم وهدايتهم ونفعهم فلم يجعل لهم حقا اصلا ولا فضلا ولا فضيلة بعض ملاحدة الدهرين الذين يرون قدم العالم انكروا صريحا هبوط ادم وقصته وهذا كذب صريحا جميع ما حكاه الله عنه في كتابه وحكاه عنه رسوله وصرح بمقالة السفهاء حيث زعم ان مبدأ الانسان في طور شبيه بالحيوان او هو الحيوان وانهم في ذلك الوقت ليس عندهم لغة يتخاطبون بها ولا اشارات يتفاهمون بها وانما هي اصوات كاصوات البهائم ثم انتقلوا عنه بعد مدد طويلة الى ان ارتقوا الى تفهم بعضهم بعضا بالاشارات ثم انتقلوا بعد مدد طويلة الى التخاطب بالالفاظ البسيطة ولا يخفى ما في هذا من التحريف والتكذيب لجميع الرسل اعداء الرسول من المنافقين امنوا ثم كفروا وابصروا ثم عموا وهذا بعدما صنف التصانيف النافعة في نصر الدين ومقاومة المبتدعين والملحدين انقلب هذا الانقلاب الذي محى به كلما كتبه وقرره عن الدين فكان ممن خسر الدنيا والاخرة الا ذلك هو الخسران المبين الا ان يتدارك ذلك بتوبة وتنصل ونقض لما كتبه في كتابه من عداوة الدين وقدحه فيه وفي شرائعه وحملته الله يتوب على من تاب فهذه الامور التي احتوى عليها كتابه وصورناها للقارئ تصويرا يعرف به مرتبتها وبعدها عن الدين ومقاومتها لتعاليمه العالية واخلاقه السامية واصلاحه العام واتيانه بمصالح الدنيا والدين يعجب البصير اذا تصورها كيف جمع كتابه هذا جميع ما قاله اعداء الدين ووجهوه اليه والى ما جاء به من المطاعم فحذا حذوهم وغير بعض العبارات وزوقها وروقها ثم مع ذلك يظن بسفاهة عقله انها تروج وتخفى لقد خاب اذا ظنه وبطل سعيه واضمحل امله سيعرف ويدري انها اورثته تاريخا مملوءا بالفظائع والمنكرات ونزلته من اعلى المقامات الى اسفل الضركات وصيرته مثلة بين العقلاء في سفاهة عقله ووقاحته وانقلاب قلبه فبئس ما اشترى وبئس ما اختار لنفسه وبئس ما تعوض عن المقامات السامية باخس المتاع فنلجأ الى ربنا ونتضرع اليه الا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا ونسأله ان يحبب الينا الايمان ويزينه في قلوبنا ويكره الينا الكفر والفسوق والعصيان ويجعلنا من الراشدين وليعلم القارئ اننا لم نتجاوز ما قاله في كتابه ولم نبالغ في شيء مما نقلناه ونسبناه اليه وقد اشرنا بالرسالة المذكورة الى الصفحات من كتابه الموجودة فيها هذه المباحث الخبيثة التي لا يخفى على البصير المقصود منها ولا يخفى على العاقل الاسباب التي حملته على تأليفها والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم قال ذلك وكتبه العبد الفقير الى الله عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين في العاشر من ربيع الاول سنة ست وستين وثلاثمائة والف جواب مختصر عن حقيقة كتاب هذه هي الاغلال وردت علينا اسئلة من اخواننا يستفهمون عن حقيقة مواضيع وبحوث الكتاب المسمى هذه هي الاغلال للمسمى بالقصيمي وقد كنا كتبنا في مواضيعه رسالة لطيفة فندنا فيها اقواله الزائفة بالعقل والحس مع الشرع وفيها بحوث نافعة للقارئين لا يمكننا ايرادها في هذا الجواب المختصر الذي سنشير فيه اشارة لطيفة لمقاصد مواضيعه الالحادية ونبين انه في هذا كله تابع وحاذ على حذو اعداء الشريعة الذين تلونوا في المحاربة لله ولرسوله فنقول مستعينين بالله راجين منه ان يهدينا والا يزيغ قلوبنا بمنه وكرمه من نظر في هذا الكتاب وتأمله حق تأمله عرف انه ما كتب اعظم وطأة وعداوة ومحاربة للدين الاسلامي منه وانه ما اجترأ احد من الاجانب وغيرهم مثل اجترائه هذا الرجل ولا افترى مفتري مثل افتراءه ولا حرف احد مثل تحريفاته وما صرح احد بالوقاحة والاستهزاء والسخرية بالشريعة والدين واصوله وعلومه واخلاقه وحملته كاستهزائه وسخريته فانه احتوى على نبذ الدين الاسلامي ومنابذته ومنافقته ثلاثة لا تبقي من الشر شيئا الا تضمنته فانه صريح في الانحلال عن الدين بالكلية وخروج تام عن عقائده واصوله فضلا عن فروعه وهو اكبر دعاية ومقاومة للدين واهله وفيه من البهرجة والتزويرات التي جعلها في صورة نصر الدين ما يعد من اعظم الالحاد والنفاق والزندقة والكيد للاسلام واهله ولا يحيق المكر السيء الا باهله وذلك ان جميع اعداء الله واعداء رسله تلونوا وتنوعوا في الكفر والتكذيب ونصروا ما هم عليه وردوا ما جاءت به الرسل وهذا الرجل تلقى عنهم كلما قالوه وزاد عليهم في المحاربة زيادات واستدرك استدراكات كثيرة فان النافين للبار المعطلين له بالكلية ففرعون واشياعه وزنادقة الفلاسفة الدهرين الجاحدين للباريء صارحوا بهذا الجحد لرب العالمين والانكار له وتكذيب رسله علنا ثم اظهروه باسلوب اخر وهو الاسلوب الذي سلكه زنادقة الاتحاديين الذين يرون الوجود واحدا بالعين فلا ثم رب ولا مربوب ولا خالق ولا مخلوق ثم اظهره هذا الكاتب باسلوب نفاق اشنع من ذلك كله حيث زعم انه لا فرق بين الخالق والمخلوق وان من فرق بينهما فهو غالط ضال عنده فغلط هذا جميع الرسل وجميع الكتب التي من اعظم الفرقان فيها الفرق بين الخالق والمخلوق وكما خالف النقل فقد خرج بهذا القول الفظيع عن العقل وهذا معناه الجحد لرب العالمين اعداء الرسول تنوعوا في تكذيبه فقالوا ساحر وشاعر ومفتر كذاب والفلاسفة جعلوا هذا التكذيب باسلوب اخر جعلوا ما جاءت به الرسل تخييلات وهذا جاء به بوجه اخر حيث حلل بزعمه حياة النبي صلى الله عليه وسلم ذلك التحليل الخبيث الباطل انه كان يخلو بالطبيعة ويناجيها وتأخذ بقلبه ولبه ويظل في ليله ونهاره ينزع اليها وافتتح بها رسالته بخلوته بها في جبل حراء وختمها به في السياق حيث كان يقول في الرفيق الاعلى فهذا التحليل الخبيث الذي لا يروج على الصبيان قد اخذه بعينه من دعاة النصارى حيث قالوا هذا القول الذي هو التكذيب والكفر المحض عنده ليس ثم وحي ولا مناجاة لله ولا نزول جبريل من عند الله فظن بسفاهة عقله انه بهذا الكلام يسلم من الشناعة فالوحي عنده خيال لا حقيقة اعداء الرسل من الدهرين قالوا ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين وهذا يقول ما هي الا طبيعة تتفاعل وتتطور وتدير امر العالم وتدبر الامور الدقيقة والجليلة وانكر قضاء الله وقدره ورجع ذلك كله الى الطبيعة وهذا انكار منه لله ولصفاته وتعطيل له وانكار لربوبيته وكما انكر الربوبية فقد انكر توحيد الالهية ولم يرتضي ما قاله المشركون بل انكر عبادة الله بالكلية وانكر الافتقار اليه وتهكم بالمفتقرين الى ربهم المخلصين الداعين واستهزأ بهم في كلام طويل ساقط مردود وكما انكر الربوبية والالهية والعبادة فقد تقدم ما يدل على انكار الرسالة وتفسيره للوحي وقدحيه بالنبي صلى الله عليه وسلم ورميه اياه بعبادة الطبيعة وكما انكر هذه الامور فقد انكر عقوبات الله في الدنيا والاخرة وسخر بمن اثبتها فيا ويحه ما الذي ابقى عليه من اصول الدين وقواعده لقد انكرها كلها ولم يكتف بانكارها حتى جعل يحاربها ويتهكم بها ويرمي المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله بالبلاهة وضعف الرأي والعقل وقد ملأ كتابه من السخرية بهم ولم يدري انه بهذا سيسجل على نفسه بالجنون والانسلاخ من العقل بعد الانسلاخ من الدين وكما انه جعل المسلمين علماءهم وهداتهم وعبادهم في احط الدرجات فقد جعل الملحدين وزنادقة الفلاسفة في ارفع الدرجات وعظمهم وخضع لهم في جميع ما قالوه وفعلوه وكما جد بنفي اصول الدين العظيمة فقد ايد ذلك بالحاحه البليغ وحثه على نبذ القديم ومراده به تعاليم الدين واصوله وادابه وثقافته واخلاقه وحتم ان يتخذ ثقافة جديدة ينبذ فيها القديم كله بما في مقدمته الكتاب والسنة وان تكون هذه الثقافة جديدة الحادية يكفر بها بجميع حملة الدين الاسلامي ويعتقد سقوطهم وانه لا فضل لهم ويهجر كتبهم كلها من حديث وتفسير وفقه واصول وفروع وغيرها وان يعدوا مجرمين يستحقون الجزاء وليس هذا بغريب فانه تجرأ وصرح على ما هو اطم من ذلك حيث رمى جميع الانبياء وزعم انهم لم ينفعوا الناس والحياة بشيء ومن كانت هذه تصريحاته ووقاحته وعدم حيائه من الله ومن الخلق فقد انتقل من طور الى طور هو اسفل الاطوار واسقطها فلو ان له مسكة من عقل وذكاء وسلك مسلك الحذاق من الملحدين نتستر بعض التستر ولكنه سلك هذا المسلك الخبيث وهذا من ايات الله وجملة عقوباته يري عباده كيف يصير الانسان المعروف بالعلم والفضل الى ان ينحط الى هذه المرتبة التي صار بها مثلى بين العقلاء فنسألك اللهم الا تزيغ قلوبنا بمنك وكرمك وكذب بقصة ادم وزوجه وذريته فزعم ان الانسان في اول امره كالحيوان لا ينطق ولا يتكلم ثم بعد مدد انتقل الى طور الاشارة ثم بعد مدد اخرى تمكن من النطق والكلام وان الصحابة في طور الطفولية وطور قريب من اطوار الحيوانات يعلمون ظواهر الاشياء لا بواطنها وعنده ان الذين عرفوا العلوم النافعة هم هؤلاء الملاحدة مستدلا على ذلك بما اوتوا من علم الصناعات وفنون الاختراعات وان تأخر المسلمين دليل على فساد دينهم وقد اخذ هذا عن اعداء الاسلام والمسلمين وقال فيه اقوالا اكثر مما ذكرنا عنه وقد اشرنا الى الصفحات من كتابه الموجودة فيها هذه البحوث الخبيثة واشباهها وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على محمد وسلم قال ذلك وكتبه عبدالرحمن بن ناصر السعدي نبذة جامعة مفيدة مختصرة في التحذير من كتاب هذه هي الاغلال كتاب الاغلال مشتمل على نبذ الدين الاسلامي منابذته ومنافقته فهو صريح في الانحلال عن الدين بالكلية وخروج عن جميع اصوله فضلا عن فروعه وهو اكبر دعاية ومقاومة للدين ومنابذة لاصوله والتهزي به وباهله وحملته وصاحبه جعله باسلوب ناصر للدين فلم يبق من الشر شيئا الا ارتكبه فانه شارك المنحلين عن الدين النابذين له بالكلية وشايع الدعاة الى دين الملحدين المتصدين لعداوة الدين ومقاومته ودخل في ضمن زنادقة المنافقين الماكرين الخادعين وهذه الاساليب الثلاثة التي لم تبق من الشر والفظاعة قد حواها كتابه ورددها في مواضع متعددة فبالاول نبذ الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وانكر افعال الله تعالى وربوبيته وجعل العالم العلوي والسفلي يجري على نظام الطبيعة ليس لله فيه تدبير ولا تصريف ولا تغيير وانكر العقوبات على المعاصي والذنوب في الدنيا والاخرة وحلل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بكلام لا مستند له فيه اخذه عن دعاة النصارى حيث زعم انه كان يناجي الطبيعة ويأخذ كمالاته واقواله وافعاله منها وانه بها ابتدأ واليها انتهى وبالثاني جعل كتابه هذا اكبر داع لنبذ الدين ومقاومته وعداوته كما هو مشاهد محسوس من اوله الى اخره وبالثالث موه بذلك على الاغرار ان الدين يدعو الى ما قال وان بعض الايات والاحاديث تدل على ما قال فمن نظر وتأمل في كتابه علم انه ما صنف اعظم وطأة وعداوة للدين من هذا الكتاب ولا اجترأ احد من الاجانب فضلا عن من يتسمى بالاسلام بمثل ما اجترأ عليه هذا الرجل ولا افترى مفتري مثل افتراءه ولا حرف احد تحريفا يضاهي تحريفة وما استهزأ احد بالشريعة وعلومها واخلاقها وحملتها كاستهزائه وسخريته المعطلون للبار المنكرون له رأسا لهم في ذلك اساليب ترجع الى هذا المعنى اسلوب التصريح بالانكار والصراحة فيه وذلك مذهب الدهرية الذين يقولون ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر ومذهب فرعون حيث يقول وما رب العالمين ثم اظهروه باسلوب اظهره زنادقة الاتحاديين الذين زعموا ان الوجود واحد بالعين ثم اظهره هذا الكاتب باسلوب اشنع منها كلها وهو انه يجب ان يعلم انه لا فرق بين الخالق والمخلوق وان من فرق بينهما من الرسل واتباعهم وجميع المعترفين برب العالمين فهو غالط اكبر غلط والمكذبون لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم لهم في ذلك ايضا اساليب اسلوب التصريح والتكذيب له وانه ليس رسولا واسلوب من يقول امنا بالله ورسوله وقلوبهم منطوية على الكفر والتكذيب واسلوب اظهره هذا الكاتب مجاراة لدعاة النصارى حيث جعل رسالته اختلاء بالطبيعة والدعوة اليها فكان المجاهرون بعداوته يقولون ساحر مفتر كذاب وهذا زعم افظع الزعم ان رسالته من نفسه الى نفسه وانه ليس من عند الله وانما هو رجل من عظماء الرجال وليته لم يفضل عليه رجال الالحاد والمجاهرين بالكفر برب العالمين كانت دهريون الاولون يقولون ما هي الا حياتنا الدنيا ارحام تدفع وارض تبلع وهذا وامثاله قالوا ان هي الا طبيعة تتطور وتتفاعل وتنتقل من حال الى حال هي المديرة لنظام هذا العالم وهي المدبرة للامور الدقيقة والجليلة وليس لله عندهم فعل ولا تدبير بل ليس عندهم رب ولا اله ولا فعال لما يريد اعداء الرسول صلى الله عليه وسلم تلونوا في رد دعوته ومقاومته وهذا اخذ عنهم كل ما قالوه وكلما قاله الاعداء المتأخرون اولئك قالوا ساحر شاعر مفتر كذاب وهذا قال وحيه انما كان من وافكاره العالية ولم يكن من عند الله شيء واولئك المكذبون للرسل قالوا للرسل انا تطيرنا بما ارسلتم به ولم نر فيما جئتم به الا الشر وانما الخير فيما نحن عليه وهذا قال عن الدين الاسلامي انه شر وانه اسقط اهله ونكسهم على رؤوسهم وانما الخير فيما جاء به الملحدون وبه السعادة والفلاح والرقي واولئك قالوا مستهزئون بكم وسخروا منهم وبما جاءوا به وهذا استهزأ بالرسول صلى الله عليه وسلم وسخر بما جاء به الاعداء الاولون قالوا في رد دعوته ما انزل الله على بشر من شيء وهذا زعم ان الوحي خيال غير حقيقي والمنافقون واليهود قالوا ماكرين امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجهن النهار واكفروا واكفروا اخره لعلهم يرجعون وهذا ادعى في كتابه انه مؤمن بالله ورسوله ناصر للدين يغار للمسلمين وهو مجد في عداوة الدين لعل تزويره يروج على ضعفاء العقول من المسلمين فيقبلونه حيث ادعى انه منهم واولئك يدعون الى الدنيا والترف والرياسة ويزهدون في الاخرة وهذا حذا حذوهم وزعم ان من نقص الدين ورجاله حثهم على الزهد في الدنيا وترغيبهم في اعمال الاخرة ومنهم من قال محللا لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم انه يخلو في البراري والقفار ويناجي الارض والسماوات فصار وحيه من نفسه لنفسه وهذا خطأ على ما خطوه ودعاة النصارى قالوا لما بهرهم دينه واثار الاسلام قالوا ان محمدا رجل سياسي ساسا الناس بعقله وساقهم بتدبيره حتى صار ما صار من الفتوحات وانتشار الاسلام وهذا قال استلهم الطبيعة والعقل فجاء بما جاء به اعداء الرسول صلى الله عليه وسلم ينكرون الاخلاص لله وعبادة الله وحده لا شريك له ويقولون اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب وهذا ذم الافتقار الى الله واخلاص الدين لله وامر بالاخلاص للطبيعة وعبادتها بالقلب والقالب والظاهر والباطن وليته اقتصر على ما اقتصر عليه المشركون حيث عبدوا الله وعبدوا معه غيره ولكنه ذم عبادة الله والافتقار اليها بالكلية وامر بالاخلاص بالشدة والرخاء للطبيعة وحدها اولئك قالوا انا وجدنا اباءنا على امة ودين فلن نترك دينهم لدين محمد صلى الله عليه وسلم وهذا زعم انه يتحتم الكفر بما جاء به محمد وتقديم ما قاله ارسطو وزنادقة الملحدين عليه اولئك قالوا نحن اكثر اموالا واحسن اثاثا ورئيا وهذا قال اي الفريقين خير الماديون الذين صنعوا المخترعات وكذا وكذا ام المسلمون الذين لم يصلوا فيها الى ما وصلوا المكذبون للرسل قالوا كيف نتبعكم واتباعكم الارذلون الفقراء ضعفاء العقول وهذا قال المسلمون معروفون بالذل وضعف العقول والرذالة والنذالة والملحدون هم الاقوياء في القلوب والابدان وجميع ميادين الحياة اولئك لما جاءتهم الرسل بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم فردوا ما جاءت به الرسل وهذا لما جاء الحق الذي لا ريب فيه فضل عليه علوم الطبيعة وفرح بها وقاومها الاولون قالوا عن الانبياء انهم ضروا الناس ولم ينفعوهم وهذا قال عنهم كلهم هذه المقالة بعينها الاولون يذمون الرسول صلى الله عليه وسلم حيث دعا الى الاخلاص بالدعاء لله وهذا جعل الدعاء لله لا نفع فيه بوجه من الوجوه بل هو ضرر على العبد الاولون يقدحون بالرسول صلى الله عليه وسلم ويقولون وهذا يقول المسلمون يريدون كل شيء من السماء يقدح في توجههم لله وافتقارهم اليه الاولون يستهزئون بعذاب الله ووعيده وهذا سلك مسلكهم في الاستهزاء بالوعيد الاولون ينكرون ان الكفر والمعاصي والفسوق تسبب العقوبات الدنيوية وهذا يستهزئ بمن جعلها اسبابا مستهزئا بكتاب الله وسنة رسوله ومن تبعهما المدعون لالوهية المسيح يجادلون الرسول صلى الله عليه وسلم فيها وهذا يزعم ان كل انسان في امكانه ان يكون الها فدعوى النصارى عنده الهية المسيح دعوة حسنة في مقصدها لو انهم عمموا لاصابوا عنده الاولون قدحوا في الصحابة وانه لم يتبعك الا عبيدنا وسوقتنا وهذا زعم ان الصحابة في طور الطفولية او طور ينقص عن ذلك وان الرشد في هؤلاء الملاحدة الذين يعظمهم الاولون مكروا برسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلوه ويطفئوا ما جاء به من الدين ويمحقوه وهذا يقول متعين نبذ ما جاء به محمد من الدين الاسلامي والكفر بحملته وان نتخذ ثقافة جديدة من ارواحنا الى اخره الباطنية والقرامطة والاسماعيلية تحرف الكتاب والسنة ونزلوه على الحادهم وهذا صنع اعظم من صنيعهم زنادقة المتفلسفين قالوا اذا تعارض العقل والنقل قدمنا العقل وهذا يسخر بمن يقدمون نصوص كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم اولئك زعموا ان العظماء هم رؤساء الكفر والرسل هم المستضعفون وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم وهذا زاد عليهم فزعم ان العظمة منحصرة في ائمة الزنادقة ومن على شاكلتهم من انتهى كفرهم من الاولين ينكرون تعليق الامور بقضاء الله وقدرته الاجال والارزاق ونحوها وهذا يصرح بذلك دعاة النصارى يحتجون باحوال المسلمين وتأخرهم المادي على الاسلام وهذا سلك مسلكهم وينكرون ما لعظمائهم ويهضمونهم حقهم وهذا لم يجعل لهم حقا اصلا ولا فضيلة الاولون عارضوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بمخالفته لدين ابائهم الاولين وهذا عارضه بمخالفته للملحدين الاولين والاخرين رسالة الشيخ عبدالرحمن السعدي في التحذير من كتاب هذه هي الاغلال من عنيزة في الثامن عشر من صفر سنة ست وستين وثلاثمائة والف من المحب عبدالرحمن الناصر السعدي الى الولد المكرم عبدالله العبد العزيز العقيل المحترم حفظه الله امين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع السؤال عن صحتكم صحتنا مع الوالد والعيال والاخوان تسركم ارجو الله ان يتم على الجميع نعمه وصلني كتابك من الرياض وما شرحته من عزمكم على التوجه لمكة فجيزان لضف اشغالكم هناك وقد وصلت برقيتكم للوالد بالتوجه يسر الله امركم في حلكم وترحالكم وجميع حركاتكم اما ما شرحته عن كتاب عبد الله القصيمي الذي سماه الاغلال ومقت المشايخ للكتاب المذكور وذكركم انكم سترسلون لنا بوصولكم مكة نسخة نطلع عليها فنحن قد اطلعنا عليه وهو فوق كل ما قيل فيه من الانحراف عن الدين فمن امعن فيه النظر جزم جزما لا يمتري فيه انه دعاية صريحة لنبذ الدين مع كثرة تهافت صاحبه وتناقضه واعتذاراته انه بريء من الالحاد وانه مؤمن بالله وبما اخبر الله به وعدم استقراره فصاحب البصيرة والذي يرى تناقض صاحبه وعدم ثبوته وتلون ارائه لا يمتري ببطلان كلامه وهاك على سبيل الاجمال واختصار الزائد جمل ما يحتوي عليه جملا رددها وكررها بكتابه بعبارات واساليب متنوعة كتابه هذا عن الدين ينقض جميع كتبه السابقة عنه فهو قد كذبه او هي كذبته يحتوي على الحث الكثير على نبذ الايمان بالله ويقول انه من اكبر الاغلال المانعة من الرقي وانه لا يمكن المسلمين ان يرتقوا في هذه الحياة ما داموا مؤمنين بالله وهو مع ذلك يموه ويزعم ان الناس لا يمكن ان يفهموا دينهم بالكلية بل ذلك متعذر يعني فيتعين عليهم ان يرفضوه فهو يحث على نبذ الدين والايمان ويرغب غاية الترغيب في طريق الملحدين المعطلين لرب العالمين ولافعاله وربوبيته ويتوسل الى هذه الدعاية بذكر خرافات المتصوفة واهل الخرافات كابن عربي والشعراني ومن سلك سبيلهم من اهل الانحراف ويطبق احوالهم وما يقولونه على المسلمين ليتمكن بذلك من القدح في المسلمين ومن الطامات انه يزعم ان الناس مسلمهم وكافرهم وقت نزول القرآن في طور الطفولية بل في طور دون ذلك يقرب من طور الحيوانات وان الناس في هذا الوقت ليس كل الناس بل المراد اهل الاختراعات قد بلغوا رشدهم وكملت عقولهم وكرر على هذا الاصل الخبيث الحمل على السابقين الاولين وعلى قرون الامة وزعم انه لا خير فيهم وان الجامعة الاسلامية كلها من اولها الى اخرها لم يخرج منها عبقري ولا مرشد نافع للامة واوجب رفض القديم واعتناق الجديد وفرع على ذلك وجوب نبذ العلوم والاخلاق والاداب السابقة وفي مقدمته العلوم الدينية والاخلاق الدينية وانه يجب ان يعلم الناس الكفر بجميع ما خلفته الجامعة الاسلامية من كتب وعلوم واخلاق واعمال وانه يجب مقتهم مع الاقبال على ما قاله الملحدون كرر ذلك في مواضع وان السابقين من الانبياء وغيرهم لم ينفعوا الانسانية ولم يرشدوها الى الامور النافعة فقدح صريحا بجميع الانبياء والائمة والهداة ورغب في المعاهد الاجنبية وحمل حملات منكرة على المسلمين من اولهم الى اخرهم وزعم ان المسلمين من اولهم الى اخرهم يحثون على الفقر وحصول الامراض وانواع المصائب ويسعون لطلبها وفي هذه الفقرة كذب كل نص فيه فضل الفقر والفقراء والامراض وردها وحرفها ومن تمويهاته وتزويراته انه يذكر الاحاديث الصحيحة ثم يضم اليها احاديث باطلة واثارا ساقطة فيرد الجميع ويتهكم بالرواة لتلك الاحاديث لا يرفعها عن صحابي ولا تابعي ولا امام من ائمة الهدى وكذلك رد الاحاديث الدالة على ان هذه الامة اولها افضل من اخرها وتهكم برواة حديث انس الذي في البخاري لا يأتي عليكم زمان الا والذي بعده شر منه وزعم ان هذه الاية يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون انها منطبقة على عصر التنزيل وان الصحابة والقرون المفضلة لا يعلمون الا علما ظاهرا بسيطا واما العلوم النافعة فانها لمن يعظمهم من الزنادقة الملاحدة وكذلك قوله تعالى وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون ينظرون الى ظاهر النبي صلى الله عليه وسلم ولا يبصرون باطن دينه ولا حقيقته ويريد تنزيلها على المسلمين وقت التنزيل وانهم لم يعرفوا الدين لا هم ولا من بعدهم وفهمهم اياه فهم ظاهري غير حقيقي ويحتوي على صرف القلوب عن عبادة الله وحده لا شريك له ويذم الافتقار الى الله ونقل عبارات بعض العلماء منهم ابن القيم ولكنه لم يسمه في الفقر الى الله وجعل يردها ويتهكم بها ويسخر منهم ومنها ويحث على عبادة الطبيعة وصرف الظاهر والباطن اليها ويحتوي كتابه على التهكمات الشنيعة في وعد الله ووعيده وعقوباته ومثوباته الدنيوية والاخروية في مواضع كثيرة من كتابه ولا يرضى بتفسير التوكل والقدر بتفسير الجبرية ولا بتفسير القدرية ولكنه نصر تفسير الفلاسفة الزنادقة وان معنى ذلك ان تؤمن فقط بنظام هذا العالم وانتظامه وان الاسباب مستقلة لا يقدر الله على تغييرها ولا تحويلها ولا التصرف فيها بوجه من الوجوه وانما ذلك عمل الطبيعة فقط ويقول عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وقت خلواته بالله ووقت انتقاله من الدنيا انه متوجه الى الطبيعة وشاخص اليها وليس لله ذكر ولا خبر فخلوته ليست بالله وقوله عند احتضاره في الرفيق الاعلى ليس طلبه القرب من الله وانما يقصد التعلق بعالم السماوات وبالطبيعة فقط في كلام طويل مردد وصرح ان الانسان في اول امره مثل البهائم مكث مدة طويلة لا ينطق ولا يتكلم الا اصواتا مثل اصوات الاطفال وقت ولادتهم ثم انتقل الى طور الاشارات فقط ثم انتقل بعد مدة طويلة الى طور الكلام وكذب بهذه الجمل التي رددها جميع ما اخبر الله به عن ادم وحواء واول الادميين ومن بحوثه الفظيعة انه يمكن الانسان ان يزاحم رب العالمين في علمه وقدرته فيمكنه ان يعلم كل شيء ويقدر على كل شيء وانه علم مبدأ العالم ومنتهاه وانه سيرتقي علمه الى العالم العلوي بعدما يفرغ من العالم السفلي وانه قد يتمكن من ايجاد المخلوقات الحية وينفخ فيها الروح وان التفريق بين الله وخلقه جهل وضلال وغلط فقدح بجميع الكتب وجميع الرسل واتباعهم اذ اصل الدين والتوحيد والايمان هو التفريق بين الله وبين خلقه لكن هذا كلام من لا يثبت لله اصلا وكرر ان الايمان قيد وغل مانع من الرقي ومضعف للقلوب والهمم والعزائم فحث على الرفض حثا كثيرا شنيعا ورد كثيرا من الاحاديث الصحيحة النبوية واما ما فيه من انكار الغيرة والحث على السفور والتهكم باهل الصيانات لنسائهم فحدث ولا حرج ومن عجيب امره ان كتابه ملئان من السخريات والتهكمات بالدين وحملة الدين ومن نظر في كتابه وكتبه السابقة وكيف كان هذا الانقلاب الفجائي في اصول الدين واسسه فلا بد ان يفهم الاسباب التي حملته على تصنيف هذا الكتاب وبالحقيقة كتابه هذا اشنع واطم من كتب دعاة النصارى والمبشرين لانه دعاية لنبذ الدين في قال بانه من انصاره وهو يحاربه ويوهم الناس انه يحارب له فنامل ان حكومتنا يوفقها الله تعالى للمنع الصارم لتسرب نسخ هذا الكتاب للمملكة وان كان ولله الحمد والمنة في المشايخ والمتبصرين بركة بايقاف الاغرار على ما في كتابه من الامور الضارة في الدين ولكن على كل حال ابعاد مثل هذا الكتاب عن المملكة اهون شرا لانه يوجد شبيبة لا رأي لهم ويرغبون في الكتب العصرية وقراءة الصحف فخطره عظيم على امثال هؤلاء ونرجو الله تعالى ان يقمع الملحدين وان ينصر دينه وكتابه وعباده المؤمنين انه جواد كريم هذا ما لزم تعريفك منا السلام على جميع من تتصل به من المشايخ والاخوان والاصحاب كما من الوالد والولد محمد والاخوان والشيخ وجميع المحبين والسلام مقدمة رد الشيخ تقي الدين الهلالي على كتاب الاغلال بخط الشيخ السعدي رحمه الله الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين والصلاة والسلام على نبي الرحمة وهادي الامة وكاشف الغمة خاتم النبيين وامام المصلحين من بعث بدعوته الاموات وجمع الاشتات وعلى اله واصحابه المتصفة باحسن الصفات اما بعد فهذا مظهر الضلال في كتاب الاغلال نسأل الله ان يوفقنا فيه لاصابة الصواب ورفع الريبة عن كل مرتاب المقام الاول قوله سيقول مؤرخ الفكر انه بهذا الكتاب قد بدأت الامم العربية تبصر طريق العقل كان العرب قبل الاسلام متصفين بصفات من اقبح ما وصلت اليه امة منحطة منها الجهل ولذلك سمي زمانهم زمان الجاهلية ومنها تفرق الكلمة ومنها الذلة بالنسبة الى الامم الاخرى ومنها الفقر المدقع ومنها الجفاء وغلظ الطبع ومنها مساوئ الاخلاق كوأد البنات وعدم توريث النساء والصبيان بل كانوا يورثون النساء في بعض الاحوال واكلما لليتيم وقتل النفوس وشن الغارات والنهب والسلب واسترقاق بعضهم بعضا والتفاخر بالانساب لا بالاعمال واستلحاق اولاد الزنا الى غير ذلك مما هو معروف فجاء محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب من عند الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه من تمسك به نجا ومن زاغ عنه هلك فاحيا الله به العرب بعد الموت وجمعهم بعد الشتات واغناهم بعد الفقر واعزهم بعد الذلة وجعلهم سادة لمن كانوا لهم عبيدا اي الفرس والروم وابدلهم من القسوة رحمة ومن الخشونة والجفاء لطفا ولينا وبالجملة جعلهم سعداء بعد ان كانوا اشقياء وقد اخبر الله في هذا الكتاب وفي بيانه وهو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ان العرب وسائر المسلمين لن يزال الاعلين ما تمسكوا بهذا الكتاب واهتدوا بهدي النبي الكريم ومتى تركوه وابتغوا الهدى في غيره اضلهم الله وخيب سعيهم وردهم الى ما كانوا فيه من الشقاء وهذا ما وقع وهذا الرجل يقول ان الامة العربية بكتابه هذا تبدأ تبصر طريق العقل كأن كتاب الله وبيان رسوله الذي حيت به الامة وسعدت باتباعه ثم ماتت وشقيت بتركه والتاريخ اصدق شاهد لا يكفي لبعث العرب وابصارهم طريق العقل والرشد وكلما الفه علماء الاسلام في زمان مجدهم لا يكفي لابصارهم طريق العقل حتى يأتي هذا الكتيب فيفتح اعينا عميا واذانا صما وقلوبا غلفا سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابدا ان كنتم مؤمنين والمهم ان هذه امنيته وخيال تخيله المصنف وفرح به واستهواه واغواه واخذ يتكهن بمستقبل كتابه ويهيم في اودية الاحلام ان الاماني والاحلام تضليل المقام الثاني قوله في الصفحة الثالثة انما في هذا الكتاب هو من الحقائق الازلية الابدية التي تفقدها امة فتهوي لانها فقدت حقيقة من حقائقها الطبيعية وتأخذ بها امة اخرى فتنهض لانها قابلت الطبيعة الكاملة بطبيعتها الكاملة ولن يوجد مسلم واحد بين الاربع مئة مليون مسلم يستغني عن هذه الافكار اذا اريدت له حياة صحيحة طبيعية الحقائق الازلية ليست الا صفات الله تعالى لان كل ما سواه حادث الا اذا كان المؤلف يقول بقدم العالم فتلك مسألة اخرى والمسلمون يخالفونه في ذلك واما كون هذا الكتاب لا يستغني عنه مسلم يريد ان يحيا حياة صحيحة طبيعية فهذه دعوة واماني ما كل ما يتمني المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن يا لله العجب لقد الف الحكماء من المسلمين وغير المسلمين كتبا كثيرة متواضعين لله تعالى متبرئين من الدعوى فرفعهم الله تعالى ونفع الناس بعلمهم ولا نعلم احدا منهم ادعى لكتابه مثلما ادعى هذا الرجل كانه نبي اوحي اليه والدعاوي ما لم يقيموا عليها بينات ابناؤها ادعياء فصل لا نريد ان نناقش المؤلف في الالفاظ لان خطأه فيها غير مهم لا يستحق تضييع الوقت في تتبعه والرد عليه ولكننا رأيناه يستعمل لفظ الرومان في جمع رومي وهو خطأ ان اغتفرناه لعامة الكتاب الذين يتعلمون الانشاء في الصحف والمجلات فلا نغتفره لكاتب تعلم في المساجد وقرأ القرآن وفيه بسم الله الرحمن الرحيم الف لام ميم غلبت الروم وبهذا اللفظ سميت السورة نفسها وهو الموجود في الاحاديث وكتب التاريخ والادب العربي ولم يستعمل لفظ الرومان الا في هذا الوقت الذي ضربت فيه الفوضى اطنابها في الانشاء فضاع بذلك اسلوب اللغة العربية ووقع الفساد في مفرداتها وتراكيبها بسبب ما ترجم من اللغات المتغلب اهلها على يد تراجمة جاهلين فاخذ الناس يحاكونهم ويقتدون بهم حتى صار الفقيه يترك الالفاظ الصحيحة التي يعرفها من القرآن وكلام العرب ويستعمل الالفاظ الفاسدة ظنا منه ان ذلك يرفعه الى درجة الفلاسفة ويجعله عصريا وهذه الالف والنون التي في لفظ الرومان هي في بعض اللغات الاوروبية بمنزلة ياء النسبة في اللغة العربية فالرومان في اللغة الانكليزية مثلا صفة كالرومي بالعربية في قولك العصر الرومي وتكون أسماء بمنزلة الرجل الرومي او الرجال الروميين ويظهر لنا ان المؤلف في هذا الكتاب لا يصيغ قلمه فكره بل ينتهب المعاني والالفاظ من كلام اخرين يسمون انفسهم عصريين واحرار الفكر ليكون مثلهم وقد خيل اليه انه بهذا يصير فيلسوفا عظيما وقد استعمل ايضا الانتاج وانما هو النتاج انظر الى قوله في الصفحة السابعة ولقد صار معلوما ان عظمة الشعوب ليست في الاستقلال السياسي الى ان قال ولكن عظمة الشعوب الحقيقية التي تطأطأ لها الدنيا امامها اجلالا ورهبة تتجلى في شيء واحد لا ثاني له هذا الشيء الواحد هو قدرة الشعب الذاتية على الانتاج العقلي والمادي من ناحية الافراد الشعب الذي يتفوق افراده في هذا الانتاج هو الشعب الذي له التفوق المطلق وله السيادة المطلقة وهو الشعب الذي تخفض له الدنيا رأسها والفرق بيننا وبين شعوب اوروبا وامريكا لا يعدو الفرق بين افرادنا وافرادهم في هذا الانتاج فانه لما وفر انتاج افرادهم العقلي والمادي وضعف انتاج افرادنا او اضحى مفقودا اضحوا اقوى منا في كل شيء فسادوا وتأخرنا الى اخره ذكر المؤلف في هذا الكلام سبعة اسباب للعظمة والسيادة المطلقة فنفى منها ستة وحصر الامر في سابعها وهو ما سماه قدرة الشعب الذاتية على الانتاج العقلي والمادي من ناحية الافراد ولا نريد ان نناقشه في نسبة ذلك الى الافراد دون الجماعة مع ما فيه ولكننا نقول من اين عرفت هذا؟ وما دليلك عليه والحق ان رقي الامة وسيادتها متوقف على امور كثيرة لا يغني احدها عن غيره الامة القليلة العدد مثلا لا تحصل بها السيادة المطلقة ولا تستطيع ان تحافظ على استقلالها وان بلغت الذروة العليا في النتاج من حيث الافراد ومن حيث الجماعات وقد رأينا ما وقع لفنلندا ولم تغلب هذه الدولة التي بلغت اوج الرقي في كل شيء الا بسبب قلة عددها والدولة التي غلبتها لا تساويها في الرقي وانما غلبتها في كثرة العدد فظهر ان كثرة العدد جزء من سبب السيادة ولا ندعي انها هي السبب كله وكذلك ثروة البلاد الطبعية لا الطبيعية هي من اسباب عظمتها فان الامة اذا كانت بلادها فقيرة لا تملك المواد الاولية الضرورية تكون دائما تحت رحمة الامم التي تمدها بذلك وكذلك الوطنية والحماسة فانها سبب لابد منه نقد كتاب الاغلال كشاف للمسائل الخبيثة والمباحث الخطيرة في كتاب الاغلال في الصفحة الرابعة عشرة محل تهكم منه بالمصلحين الذين يقولون ان رقي المسلمين ينحصر في الرجوع الى تعاليم الدين وارشاداته يقول هو في الصفحة الرابعة عشرة ويوجد جماعات تكاد تقيم الدنيا وتقعدها مبشرة بروح خلقية استاقت في طريقها جماهير الشباب واوشكت تصيب معظمهم بنوع من جنون الغارة التقي البار والجنون المقدس خلاصة هذه الرسالة ان طريق المجد ينحصر في الرجوع الى الاخلاق الدينية الاولى الى اخر ما قال وطول يردد هذا القول بكلام اكثره هذيان ولم يزل يهذي حتى قال في الصفحة السادسة عشرة ان اعاصير رجعية مجنونة لتهب في هذه الاونة على مصر التي رضيناها لنا زعيمه وانها لتترنح تحتها ولا ندري اتثبت لها ام تتهاوى تحت ضرباتها الوجيعة لست احاول وقف العاصفة فهي لن تقف ولكنها ستتكسر على الشواطئ الصخرية الى ان قال وحينئذ نرجو ان توجد العوامل التي تمنع هبوبها من جديد او لا توجد العوامل التي تجعلها تعصف مرة اخرى الرجعية المراد بها عند الملحدين الرجوع الى القديم الى ان قال في الصفحة السابعة عشرة وتجد كل الذين صنعوا الحياة وصنعوا لها العلوم والاساليب المبتكرة العظيمة هم من اولئك الموصوفين بالانحراف عن الدين والتحلل منه الى ان قال فيها طبيعة المتدين طبيعة فاترة ولا تجد اعجز ولا اوهن من الذين يربطون مصيرهم بالجمعيات الدينية ثم انه تناقض فقال ونرجع فنقول ان الدين نفسه لا ذنب له الى اخر عبارته ولما تكلم في الصفحة التاسعة والعشرين عن المسلمين والاجانب قال ان اولئك يعني المسلمين يريدون كل شيء من السماء من الالهة المتعددة واما هؤلاء فيعلمون ان عليهم ان يرجعوا الى انفسهم وان يطلبوا منها كل شيء وان في استطاعتها ان تهبهم ما فقدوا وما احتاجوا اليه ثم تهكم بعد هذا بالخطباء المتضرعين الى الله الى اخر كلامه بهرجته في الصفحة الرابعة والثلاثين في نقل كلام الزمخشري والرازي والامدي وابن ابي الحديد في حيرتهم ونسب هذه الحيرة الى الامة الاسلامية كلها وفي الصفحة الخامسة والثلاثين بعد تهكمه بمن يذم ارسطو وامثاله يقول انهم الذين وضعوا اللبنات الاولى للحضارة التي قامت عليها المدنيات ساقا بعد ساق الى اخر ما قال وقال في اثناء كلامه في الصفحة الخامسة والثلاثين ولكن الفرق بينهما اي الصالح والطالح ان الصالح امن بالاخرية ايمانا تاما اما الفاجر فانه لم يؤمن بها هذا الايمان وانما شك شكا وظن ظنا او كفر كفرانا او نسي نسيانا فراح يأخذ ما استطاع اخذه ولم يجد ايمانا بالعاقبة يحمله على ان يعطي عاجلا ليأخذ اجلا الى اخر ما قال وقال في الصفحة السادسة والثلاثين من الواجب المفيد من اين جاء للانسان هذا الكفر بانسانيته وذاته او لماذا كفر بهما هذا الكفر يلوح انه كفر هذا الكفر لانه اراد ان يؤمن بالله الايمان الذي تصوره فقد تصور ان اساس الايمان بالله قائم على التفريق بين الخالق والمخلوق او بين الله وعباده الى اخر ما قال في هذا المبحث الخبيث الى ان قال عن اهل الدين في الصفحة السابعة والثلاثين ولكن الديانات كلها مبنية على العبودية ومن اجل هذا كله ومن اجل غيره فانهم ما فتئوا يضعون الاهاجي المريرة الواصفة للانسان بجميع اوصاف الانحطاط الذهني وغير الذهني وقد رأوا وما زالوا يرون انهم بهذه الاهاجي يتقربون الى الله وينالون ويتملقون رضاه لانهم يذمون غيره الخطيب والواعظ والشاعر والمفسر والمحدث الى ان قال وقد اكثروا من هذه الفلسفة المجنونة المخذولة والتدين المدخول الى ان قال في الصفحة الثامنة والثلاثين في سياق انكاره على المتدينين لو قيل لهم ان الانسان قد يستطيع التوصل الى جعل اخصاب المرأة كما يريد ان شاءه ذكرا وان شاءه انثى كما توصل الى هذا في كثير من الحيوانات بل قد قيل انهم صنعوه بالانسان نفسه الى ان قال مستدلا على امكان كون الانسان يقدر على كل شيء قال من غريب الاستدلال الباطل في حقيقته العجيب في مرماه ثم ذكر قصة بعض النصارى ان القول بالهية المسيح وان كان باطلا فانه مفيد في نتيجته ثم ذكر النتيجة الى ان قال في الصفحة الحادية والاربعين فان الحروب بل وكثيرا من هذه المظالم هي اعظم صقل تصقل به القوى الى ان قال فهي شرور في الظاهر فقط وفي الصفحة الخامسة والاربعين تحريف لحديث كنت سمعه الذي يسمع به الى اخره يفسره بان مدارك الانسان لا حد لها تقف عليه ولا شيء يقف في وجهها وفي اثناء كلامه على الانسان في الصفحة الثامنة والخمسين انه راح يولد هذا الوجود ويشهد تكوينه وتوارده الى اخر هذيانه عن تكون الكون بعضه من بعض الى ان قال في الصفحة التاسعة والخمسين ثم لم يقف بعلمه عند هذا بل ذهب يسابق الوجود فيسبقه وذهب يخبرنا عما بقي من عمر هذا العالم وعمر هذه الحياة وهذا الوجود الذي سبق وعما بقي من عمر هذا الانسان وغيره ويخبر عن الاحداث والحوادث التي لا تزال في طريق الوجود والتي لا تزال تترقب لتثيب وثبتها الى ان قال في الصفحة الستين ثم ذهب يتصل بالسماوات العلويات اما بالرسائل الكلامية الى ان قال نعم هم لم يصلوا حتى اليوم الى هذه الغاية ولكن من زعم انهم لن يصلوا يوما ما فقد اساء الى نفسه وفي هذه الصفحة تحريفه في تفسير ما اشهدتهم خلق السماوات وفي الصفحة الحادية والستين الانسان في وقت نزول القرآن الى طور لا يعدو النظرة السطحية والالمام بظواهر الاشياء دون النفوذ الى بواطنها الى ان قال في الصفحة الثانية والستين لطور لا يبعد جدا عن الطور الحيواني الى ان قال عن الاطفال في الصفحة الثالثة والستين يعتقدون ان الاطفال بطبيعتهم ملائكة مع ان الواقع انهم شياطين اشرار الى ان قال في تهكمه باهل الدين الذين يدعون الى التمسك بادابه في الصفحة الرابعة والستين من اجل هذا فالحنين الى الماضي والتصايح بالدعوة لتقليد الاولين والاخذ عنهم بلاهة ثم حرف الحديث كل مولود يولد على الفطرة وفي الصفحة الخامسة والستين ثم لما نصر ان الانسان شرير من كل وجه قال مستدركا ولا يظن احد من القراء انه يدخل في هذا الاصل الخبيث الشرير والظالم ادم والانبياء الذين جاؤوا برسالة الاصلاح العامة الى اخر ما قال في الصفحة السادسة والستين وفي الصفحة السادسة والستين كان وقت نزول القرآن لم يعد كثيرا طور رؤية الظواهر دون معرفة البواطن وكانت الانسانية تراءم من تسقط واخرى تقوم ولكنها ما كانت تعرف لماذا يسقط هذا او ينهض من ينهض وكل ما يمكن ان تعلل به هذه الظواهر هو زعمها ان الالهة او الاله قد غضب على الامم الساقطة الهاوية فحفر لها واسقطها ورضي على الامم الاخرى القائمة السائدة فاقامها وسودها لا يخفى ما فيه من انكار عقوبات الله الدنيوية وفي هذه الصفحة تحريف لقوله وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وينزلها على الناس الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم واولهم الصحابة الى ان قال في الصفحة السابعة والستين كان هذا الطور الذي بلغته الانسانية يوم نزول القرآن وقد عمل الاسلام اعمالا باهرة لا تكفل لنقل الانسانية من طورها هذا الى ما هو اكمل منه وافضل الى ان قال في هذه الصفحة وانا لنخشى او نرجو وقد تحقق اي الامرين احسن ان يأتي الزمان الذي يقال فيه الانسان الصناعي والحيوان الصناعي وهذا ما لا يزال العلم عنده حيران عاجزا ولكنه لم الى اخر ما هدى به وفي الصفحة الثامنة والستين قوله ان من السخف المبين ان يظل خطباؤنا وعلماؤنا ووعاظنا وجميع رجال الدين فانطلق متهكما بهم ان يقوموا يذمون الانسان وانه لا يترقى الى مزاحمة رب العالمين ومنازعته في علمه وقدرته الى ما قال عنهم منكرا متمسخرا عليهم الى ان قال في الصفحة التاسعة والستين ان من الواجب ان تجدد ثقافة جديدة كل الجدة منتزعة من روحنا المضغوطة تحت هذه الثقافة الخبيثة القاتلة الى ان قال ثم ان هؤلاء الذين يدعوننا الى الكفر بالانسان فندعوهم مجرمين ونفعل معهم كذا وكذا يعني رجال الدين ثم انبعث في هذا الكلام الخبيث الى ان قال في الصفحة السبعين واخيرا لقد زعم هؤلاء الهدامون ان قول الرسول من عرف نفسه عرف ربه ثم زعموا ان معناه من عرف نفسه متصفا باضداد صفات الى اخر كلامه الخبيث الى ان قال لا يدعي هذه الدعوة الا قوم لا نصيب لهم في العقل والدين وفي الصفحة الحادية والسبعين تهكم بمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الانكار على من قرأ كتب الاوائل وقوله امتهوكون انتم وانكر على عمر ما جاء في الكتب الاولى على القرآن في كلام هذر كثير وفي تحريمهم لعلم المنطق قاله متهكما متمسخرا وفي الصفحة الثانية والسبعين رده على ابن القيم بتقسيم العلم الى قسمين الى ان انتقد قوله صلى الله عليه وسلم اكثر اهل الجنة البلة وفي الصفحة الرابعة والسبعين انكاره على المسلمين المجذرين على كتب الحسن ابن الهيثم وجابر ابن حيان وابي بكر الرازي والكندي ونحوهم وفي الصفحة السادسة والسبعين فيها الاشارة لملك الافغان ولبلاد العرب وقال في الصفحة السابعة والسبعين في رميه المسلمين بالتعصب نعم من الممكن ان يقال ان التعصب الديني هو الذي حمل المسلمين في لبنان على اجتناب تلك المعاهد الى ان قال في الفكر العاجز عنده رأوا بتفكيرهم العاجز ان اعظم فرق بين الخالق والمخلوق هو الضعف والقوة الضعف في المخلوق والقوة في الخالق الى ان قال في الصفحة الثامنة والسبعين وهذه الفكرة الفاسدة انما انتزعوها من قياس فاسد اخذوه مما بين ايديهم الى اخر ما هدى به الى ان قال في الصفحة الثمانين ومن الاوهام العظيمة التي جعلتهم يذمون الاشتغال بالعلوم اعتقادهم ان الانسان انما خلق لينفق كل جهوده واعماله واوقاته في العبادة الى اخر ما قال في الصفحة الواحدة والثمانين والثانية والثمانين محتجا بالمنحرفين على المسلمين وفي الصفحة الثالثة والثمانين تفسيره للعلم وانتقاده لتفسير المسلمين للعلم وقال في الصفحة الرابعة والثمانين كتب عليكم القتال وهو كره لكم فسرها بقتال الكفار بعضهم لبعض حرف كلام الله ولم يعبأ بتفسير المسلمين وقال في الصفحة الخامسة والثمانين مفضلا عقول الملاحدة على عقول المسلمين اقوام وهبهم الله عقولا ممتازة كبيرة عبقرية فشهدوها ثم استخدموها في اختراع اشياء عظيمة اسعدت الانسانية ونجت من ويلات كانت تعانيها منذ خلقت وقدمت اليها امورا كانت محروسة منها ايضا منذ وجدت ام قوم ذوو عقول ضيقة حرفية تقليدية الى ان قال راحوا يكتبون في تكفير من يصنع كيت وكيت الى اخر ما هدى به وفي الصفحة السابعة والثمانين كلامه على المرأة الى ان قال في الصفحة السابعة والتسعين في تهكمه بمن يلجأ الى النصوص ويقوم من يعدون منها مصلحين متنورين يديرون المعارك الجدلية منتزعين اسلحتهم من تلك النصوص وهاتيك الاديان ليقنعوا الاخرين بجواز ذلك ولقد جهلت وهانت تلك الامة التي تحتاج ازاء الحقيقة الباهرة الملموسة الى براهين دينية تقنعها بفائدتها او بجوازها وجواز الاخذ بها واذا ما رأيت الى ان قال في تفضيل الملحدين ولولا هؤلاء لما استطاعت الانسانية ان تنعم بشيء مما تنعم به اليوم من هذه الحياة المشرقة الواضحة ولما استطاعت ان تتدرج عن وجودها الاول الفطري البليد فكل هؤلاء الذين اعطونا هذه الحياة وعودونا على التحرر والخطو الى الامام شكر الانسانية اجمع الى اخر ما هذا به وفي الصفحة الثامنة والتسعين نقله لاراء المنحلين في سفور المرأة وزعمه انه يريد منهم استحسانه واستيعابه له وفي الصفحة الثالثة ومئة قالوا الى اخره وفي الصفحة العشرين ومئة تكذيبه لانس رضي الله عنه وغيره في طواف النبي صلى الله عليه وسلم على نسائه بغسل واحد وقال في الصفحة الرابعة والعشرين ومئة اننا نعلم ونعتقد ان الاسلام دين خالد عام فهل من الممكن ان يكون كذا وكذا اذا كان يحرم تعليم المرأة ويقضي عليها بالجهالة الابدية ونحن حينما نذكر العلم نريد العلم الناضج لا الناقص فان هذا العلم النصفي او الجزئي قد يكون عاجزا الى اخر ما قال وهدى وقال في الصفحة السادسة والعشرين ومئة وما بعدها يمدح الحياة الدنيا ويحمل على المسلمين في نقلهم الاحاديث الزهدية والحاثة على الصبر والفقر وغيرها جامعا معها اثارا باطلة للتوسل وقال في الصفحة الثانية والثلاثين ومئة مفسرا تكسب المعدوم اي انك لرجل تاجر ماهر الى ان قال في الصفحة الاربعين ومئة متهكما بالعلماء على اختلاف طبقاتهم والروايات في مدح الفقر والفاقة وذم الدنيا والغنى كثيرة جدا لا يخلو منها كتاب بل ادعى جماعات من هؤلاء ان غاية الدين وجملته اربع كلمات احداها كلمة ازهد في الدنيا ثم جعل ينحي عليهم بهدر كثير يدل على سخافته وعلى ردائته الى ان قال في الصفحة التاسعة والاربعين ومئة في خاتمة ذم المسلمين فما اعظم خطرهم واقبح اثرهم ثم قال مادحا لقدماء الفلاسفة لما اراد القدماء من الفلاسفة ثم عظمهم تعظيما الى ان قال في الصفحة الستين ومئة شاعت هذه الاقاويل المحطمة بين المسلمين وذكر ان نتائجها اندحار المسلمين وقد هذر هذرا كثيرا الى ان قال في الصفحة الخامسة والستين ومئة والمسلمون الذين اعتقدوا اقاويل هؤلاء الشيوخ ثم ذكر ما يروونه عن الدنيا وفيه منه شيء من التهكم بالجزاء على تقديم الدنيا على الدين الى ان قال في الصفحة السابعة والستين ومئة بل ان تأثير هذه الافكار والاراء الميتة الموجودة في تلك الكتب الميتة الى ان قال في الصفحة السبعين ومئة وقال سهل وهو احد اصنامهم وقال في الصفحة الثامنة والسبعين ومئة وهذا خلاف ما عرف وعهد في الكتب الدينية فانها تعلق كل فلاح حتى الفوز بالدنيا وبالخيرات المادية على الصلاح والعبادة والتقوى وتعلق كل شر على ضد ذلك اي انها تعلل كل شيء تعليلا دينيا لا تعليلا طبيعيا الى اخر ما قال مفضلا ما تعلم عن التوراة عما جاء في القرآن وفي الصفحة التاسعة والسبعين ومئة قال متندما على احواله الماضية حالة الاستقامة ويود انها كحالته الموجودة الان ثم تهكم بمن يقول وكل الذي فوق التراب تراب وكانت الخطباء الى اخر ما سخر به من احوال الخطباء والوعاظ الى ان قال في الصفحة الثانية والثمانين ومئة كم ارثي لهؤلاء المساكين وجعل يتهكم بالواعظ والموعوظ وفي الصفحة الثالثة والثمانين ومئة انتقد من قال الزهد محله القلب وقال في الصفحة مئتين وقد كان الاولون ينسبون الى الارواح اغلب حوادث العالم المشهودة المرئية او كلها الافلاك عندهم الى اخر ما قال الى ان قال في الصفحة الخامسة ومائتين مستدلا وليعلم بعد هذا اننا ممن يؤمنون بالارواح والملائكة والجن وبكل ما جاء من الله وقال في الصفحة السادسة ومائتين منكرا للعين ومما يتصل بمسألة الارواح المعتدية مسألة الاصابة بالعين او النظرة الى اخره وقال في الصفحة السادسة والاربعين ومائتين منكرا الفقر الحقيقي الى الله بعد كلام له نقلا عن ابن القيم ولم يسمه فصل من ترك الاختيار الى اخر كلام ابن القيم وهو لا يرتضيه لما انهاه وقال وهذا كلام صريح في ترك العمل استسلاما للقضاء والقدر وقال في الصفحة الثامنة والستين ومئتين في ذكر الاسباب لست اريد ان اقول ان التوكل هو الاخذ بالاسباب مع الاعتقاد بان الله قد يدخل فيها فيجعلها ان شاء الى اخره وقال في الصفحة التاسعة والسبعين ومائتين اما الايات التي تنص على اجال الافراد والامم وانهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ثم ذكر كلاما معناه انكار ارتباطها وقال في الصفحة الثالثة والتسعين ومائتين اما هؤلاء الذين قلدوا الزعامة الدينية ثم فضل المتأخرين من الملحدين على السلف من المسلمين تفضيلا صريحا وانه يجب تقديم الجديد على القديم وقال في الصفحة السادسة والتسعين ومائتين متهكما بحديث انس لا يأتي عليكم زمان الا والذي بعده شر منه الى ان قال في الصفحة الثامنة والتسعين ومائتين. وان الشر ابدا في ازدياد. وان كل شيء ينقص الا الشر فانه يزيد روايات من اصر على نسبتها للاسلام وللرسول ولصحبه فقد اصر على التنقيص والاتهام وقال في الصفحة الثانية وثلاثمائة كان رشد الانسانية امامها الى اخر ما قال ان الرشد في هؤلاء الملاحدة وضده في الصحابة والقرون المفضلة الى ان قال في الصفحة الثالثة وثلاثمائة اذا ما ادار نظرة حوله فوجد ان اكبر جامعة اسلامية قد بلغت من العمر اكثر مما بلغه نوح عليه السلام قد عقمت في عددها العدد الى اخر ما هدى به الى ان قال في الصفحة الخامسة وثلاثمائة في ذم رجال الدين السابقين والسبيل لانقاذ هذه الجماعات المتعددة ان تعلم الكفر بهؤلاء والشك فيهم واساءة الظن بهم وبعلمهم وانهم كانوا تحت ظنهم بهم جدا وانهم ابعدوا عن الكمال من المعاصرين ومن المتأخرين الى ان قال في الصفحة الحادية عشرة وثلاثمائة وعلى هذا الاعتقاد اعتقاد الكمال في الاولين ونقص الاخرين قامت اكبر جهالة رضيها الانسان لنفسه الى اخر ما هدى به وقال في الصفحة الخامسة عشرة وثلاثمائة المشكلة التي لم تحل حاول فيها التملص من الايمان وان الايمان بالله لا نجاح معه ثم حط على المتدينين وتهكم في الصفحة السابعة عشرة وثلاثمئة بالشرع والدين واهله ثم قال في الصفحة السابعة عشرة وثلاثمائة عجز المتدينون على اختلاف اديانهم وازمانهم وانبيائهم وامزجتهم واجناسهم على ان يهبوا الحياة شيئا جديدا او ان يكونوا فيها مخلوقات متألقة وقال في الصفحة الثامنة عشرة وثلاثمائة على انه لا خلاف في ان اسمى هذه الامال عبارات فيها تهكم بالاخرة وقال في الصفحة التاسعة عشرة وثلاثمئة ان اسباب عجزهم هو هذا التصوير اي تصور الاخرة وقال في الصفحة التاسعة عشرة وثلاثمائة من المعلوم ان اوروبا ثم شرع يصب عليها الثناء وقال في الصفحة الثانية والعشرين وثلاثمائة نقلا عن بعض فلاسفة الملحدين ان الايمان اكبر نكبة على البشر لانه وقف بالحضارة عن التقدم واستدرك قائلا انه يبرأ من كل الحاد الى ان قال ثم المتدين يفقد الميزان الفكري الذي توزن به الامور في الغالب ويصبحون من الناحية النفسية اناسا طيبين خيرين فاقدين لكل صناعة عقلية الى اخر ما قال عنهم الى ان قال في الصفحة الخامسة والعشرين وثلاثمائة بل يرون الوجود كله بما فيه من حوادث واحداث محكوما بقوة مجنونة او هي كالمجنونة في افعالها ثم ظن انه يستدرك في هذه المهالك الفظيعة فقال كل هذه حقائق لا ريب فيها ولكن ما معنى هذا هل معناه ان الدين مفسد للبشر ليس هذا هو المراد ولا هو الصحيح الى اخر ما قال عن الدين بعبارة باردة يراد بها دفع الاعتراض الى ان قال في الصفحة السادسة والعشرين وثلاثمائة ان البشر عاجزون فيما يبدو لنا حتى اليوم عن اخذه وفهمه على وجهه النافع المفيد بل هم اما ان يبقوا غير متدينين او متدينين تدينا باطلا ولابد من استثناء فترات او ومضات قليلة خافتة الى ان قال في الصفحة الثامنة والعشرين وثلاثمائة اخر الصفحات هذه المشكلة التي لم يستطع احد حلها بعد والا فكما استطاع الدين ان يهب الانسانية الامل الحار والوقود لتسير في طريقها الى ان قال عن الدين واحسن بعض الاحسان ولكن هذا اعتذار لا يفيده عند الناس شيئا انتهى الموجود من نقد كتاب الاغلال