الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقول السائلة اذا كان الاب لديه زوجات وليس عادلا بينهن ويفضل احداهن على البقية من ناحية الاهتمام والحرص وتلبية الطلبات ومراعاة الصحة والمشاعر. علما ان احداهن وابناؤها هم من قاموا على رعاية امه. وهم من يكرمون ضيوفه وضيوف امه ولا يطالبون بحقوقهم خوفا عليه وعلى صحته وراحته. وهو بعكس ذلك غير مهتم بهم. ولا يفكر فيهم ولا العنهم ولا يأتي بطلباتهم ويعاملهم بعكس زوجاته الباقيات. واذا سألوه قال كلكم سواء وانا احبكم وادعوا لكم واذا غضب من زوجاته جاء اليهم جاء اليهم ليقظي غظبه عليهم على اتفه الاسباب حتى اصبح ابناؤه لا يريدونه ان يأتي اليهم. خوفا من عقوقه. فما توجيهكم الله. وهل اذا دعا على ابنائه في هذه الحالة؟ هل يستجيب الله منه؟ الحمد لله رب العالمين وبعد لقد اوجب الله عز وجل العدل في كل شيء في هذه الدنيا بل ما قامت السماوات والاراضون الا بالعدل. قال الله عز وجل ان الله يأمر بالعدل والاحسان. بل قد اوجب الله عز وجل العدل مع الموافق والمخالف. فقال الله عز وجل ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله. وقال الله تبارك تعالى واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله اوفوا. ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون بل ان الله عز وجل قد اوجب العدل في حال الرضا وفي حال الغضب. وفي حال المحبة وفي حال البغض. فكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول واسألك القصد في الغضب والرضا. والمقصود بالقصد اي العدل ومن اعظم ما نهى الله عز وجل عنه انه نهى عن الظلم. فقد نهى الله عز وجل عن الظلم في في كل شيء. قال الله تبارك وتعالى وما ربك بظلام للعبيد؟ ويقول الله عز وجل في الحديث قدسي يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة. ويتأكد ذلك اي العدل وترك الظلم في حق الاوامر التي تقوم عليها الاسرة والعلاقة التي تجمع افراد البيت الواحد. كالعدل بين فاذا قدر الله عز وجل على رجل ان يعدد الزوجات فالواجب عليه ان يعدل بين زوجاته ويجب عليه كذلك ان يعدل بين اولاده فلا يجوز له ان يغلب جانب زوجة على زوجة اخرى ولا ان ان يتبسط مع ابناء زوجة على حساب اولاد زوجة اخرى. فهذا من الظلم العظيم. والتي والذي قد لا والذي يرى الانسان مغبته في هذه الدنيا بكثرة عقوق ابنائه وبغضهم له وعدم محبتهم له بل ربما في حال خلوات دعوا عليه وذكروه بالسوء وقلوبهم تسبه وتلعنه والعياذ بالله. فعلى الاباء هداهم الله ان يعدلوا بين زوجاتهم وان يعدلوا بين اولادهم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم من كانت له امرأتان فمال الى احداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل. رواه ابو داود من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان فالعدل واجب بين الزوجات في الامور الظاهرة كالمسكن والمأكل والملبس والمبيت بل وفي كل شيء ظاهر يمكنه الزوج ان يعدل فيه. وقد كان السلف رحمهم الله تعالى يعدلون بين زوجاتهم عدلا عظيما فهذا جابر ابن زيد قال كانت لي امرأتان وكنت اعدل بينهما في القبل. اي اقبل هذه المرأة في ليلتها بقدر ما اقبل المرأة الاولى في ليلتها الاخرى. وهذا مجاهد رضي الله عنه قال كانوا اي السلف الصالح يستحبون ان يعدلوا بين النساء حتى في الطيب يتطيب لهذه المرأة كما يتطيب للزوجة الاولى وكان محمد ابن سيرين يقول فيمن له امرأتان يكره ان يتوضأ في بيت احداهما دون الاخرى فكله من العدل الواجب الذي لا يجوز للاب ان يخل به في صدر ولا ورد. قال الله تبارك وتعالى ذلك ادنى الا تعولوا والعول هنا هو الظلم وتجاوز الحد. فمن علم من نفسه انه لا يستطيع ان يعدل العدل الظاهري بين زوجاته فيحرم عليه ان يعدد. ولا يجوز له ان يعدد مع علمه او غلبة ظنه بعدم عدله بينهن. فوصيتي ان يتقي الله الازواج الذين قدر الله عليهم تعدد الزوجات وان يعدلوا بين ازواجهن ان يعدلوا بين زوجاتهم في الامور الظاهرة. واما الامور الباطنة في الميل القلبي والمحبة فان هذا ليس من العدل الواجب. ليس من العدل الواجب فقد يميل قلب الزوج الى زوجتي الاولى او الثانية اكثر مما يميل الى الزوجة الاخرى فهذا غير ملوم الانسان عليه لان امور القلوب لا يملكها الا علام الغيوب وهو العدل المنفي في قول الله عز وجل ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم والله اعلم