كثيرا ما يسأل الاخوة المستمعين شيخ صالح عن اختلاف الناس في الصيام والفطر. فتجد اناسا يبدأون الشهر بالصيام قبل يوم او يومين من اناس اخرين بعض ناس او قبلهم وهكذا فما هو تعليق فضيلة الشيخ صالح وما هو ولا سيما اذا كانوا في بلد واحد او في دولة واحدة. جزاكم الله خيرا. النبي صلى الله عليه وسلم حصل هذا الموضوع ببيان شاذ قال صلى الله عليه وسلم توبوا لرؤيته عن الهلال وافطروا لرؤيته فان غم عليكم برولة. قال صلى الله عليه وسلم لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروهم. هذا من ناحية القول ومن ناحية العمل فانه صلى الله عليه وسلم لما جاءه من اخبره انه رأى الهلال فانه صلى الله عليه وسلم امر بالصيام بناء على الرؤية فالامر معلق برؤية الهلال عند الصيام وعند الافطار. فاذا رآه اهل البلد وليس من شرط ذلك ان يراه الناس كلهم. فلو رآه واحدا من المسلمين وهو ثقة فان المسلمين يصومون لرؤيته كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبره ابن عمر انه رأى الهلال فصام صلى الله عليه وسلم وامر كذلك لما اخبره الاعرابي انه رأى الهلال قام صلى الله عليه وسلم وامر الناس بصيامه. فاذا رأى الهلال واحد فاكثر من المسلمين فانه يجب على المسلمين الذين في الدولة او في البلد ان يصوموا اذا ثبت ذلك عند القاضي عند القاضي الشرعي او عند المفتي المعتمد للمسلمين ولا يجوز لاحد ان يتخلف عن المسلمين في الصيام او في الافطار لان المسلمين جماعة واحدة يصومون جميعا ويفطرون جميعا. اما اذا كانت البلاد متباعدة وكان هناك اختلاف في المطالع. لان المطالع تختلف على الصحيح من قطر الى قطر كل قوم رؤيتهم لكل قوم من الاقاليم التي تختلف فيها المطالب لهم رؤيتهم فيصومون برؤيتهم ويفسدون برؤيتهم فالامر واسع ولله الحمد ولا مجال للاختلاف في هذا لان الامر محسوم من قبل الشارع فالافطار على رؤية الهلال والصيام على رؤية الهلال واذا رآه احد من المسلمين فانه يجب على كل المقيمين في الولاية او في الاقليم او القطر الذي لا تختلف وفيه المطالب يجب عليهم جميعا ان يصوموا. واذا لم يروا الهلال ليلة الثلاثين من شعبان فانهم يفطرون ويكملون عدة شعبان ثلاثين كما قال صلى الله عليه وسلم فان غم عليكم فاكملوا شعبان ثلاثين يوما. نعم. جزاكم الله خيرا واحسن اليكم