الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول هناك من ينتسب للعلم ولطلابه ولكني لاحظ عليه حب اللهو المباح والاكثار منه والاكثار من التنزهات والجلسات التي الاصل فيها الاباحة ولكن ربما يخالطها بعض من الغيبة والنميمة فما توجيهكم في ذلك؟ الحمد لله هذا لا ينبغي للمسلم عموما وللمستقيمين على طاعة الله عز وجل ممن عرفهم الناس بالعلم والدين والصلاح والهدى على وجه الخصوص. لانه كلما ارتفع ميزان معرفة لله عز وجل كلما علم حقارة هذه الدنيا وانها دار ممر لا مقر. وانها دار فناء لا وان حالها لا تدوم وان شهواتها ليست بشيء عند ذلك النعيم الذي الذي يدخره الله عز وجل للمؤمنين في الاخرة. فاذا رأيت من عليه سيم الخير وطلب العلم لا يزال في لهوه وتضييع اوقاته فاعلم ان قلبه في غفلة عن هذا المعنى العظيم. والعبرة بما خفي لا بما ظهر. فكم من انسان يظهر الصلاح ولكنه في تصرفاته وافعاله واقواله يكاد يغلب اهل الدنيا وحرصه يغلب اهل الدنيا ولهثه وراء الدنيا اكثر من اهل الدنيا انفسهم. فالعبرة بالحقائق والمظمون لا بما يظهر. والقلب هو محط نظر الرب تبارك وتعالى. فعلى الانسان ان يعلم حن هذه الدنيا حقيرة. وان اعظم ما اؤتمن الانسان عليه هو وقته وان هذه الدقائق واللحظات هي محط السؤال يوم القيامة. كما قال صلى الله عليه وسلم لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه. فاذا ارأيت الانسان يهدر الوقت ويضيعه ولا يبالي بقطع الاوقات الطويلة فيما لا فائدة فيه فضلا عن قطعها في امر محرم كغيبة او نميمة او مشاهدة محرمة فاعلم انه مسكين بعيد عن معرفة حقيقة هذه الدنيا حتى وان ظهر بمظهر الصالحين الا ان الافعال تدل على خلاف ذلك. فعلى الانسان ان يترسم فخطى الصالحين فقد كان الصالحون يعرفون بقيام الليل في حال نيام نوم الناس. ويعرفون بصلاة الضحى في حال لهو الناس ويعرفون بكثرة البكاء في حال فرح الناس. ويعرفون بالزهد في هذه الدنيا في حال لاه في الناس ورائها ورائها هكذا ينبغي ان يكون اهل الدين والصلاح ممن عرفوا حقارة هذه الدنيا. واما ان يظهر الانسان بمظهر الصالحين ونراه ينافس اهل الدنيا على دنياهم واهل الشهوات على شهواتهم. ونراه يصدر منه الاقوال التي لا تليق بمظهره فان هذا ليس من الصالحين الا ظاهرا لا باطنا والله اعلم