الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائلة احسن الله مرة قرابة الشهر على وفاة اخ لها. تقول لك انها تشعر بالم الفقد ويزيد التفكير. تقول وكلما مر شهر الاخ لا مدة متوفي. وكلما مر شهر تقول اشعر بالم الفقد ويزيد والتفكير وتدور اسئلة كثيرة بيني وبين نفسي لماذا؟ وكيف؟ تقول وارى فيها احلام كثيرة. فهل هذا يعترف من التسخط والجزع؟ ام لا الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء وجوب الصبر على المصائب. فالصبر على المصيبة واجب الرضا مستحب والمقصود بالصبر حبس اللسان والجوارح عن التصرف بفعل لا يليق او قول ما لا يليق. فمات ما حل على الانسان شيء من المصائب سواء اكان مصيبة الموت او مصيبة فقد الاحبة او مصيبة الخسارة في التجارة او مصيبة الامراض الجسدية فان الواجب عليه باتفاق اهل السنة والجماعة ان يصبر على هذه المصيبة. وان يعلم انها من الله عز فيرضى ويسلم. فاما الصبر فهو واجب لا خيرة للانسان فيه. واما الرضا فانه امر مندوب مستحب وقد امر الله عز وجل من اصيب بمصيبة ان يصبر. فعلى الانسان اذا اصابه الله عز وجل بشيء من المصائب ان يتسلى بعدة امور. الامر الاول الصبر وهذا لا خيرة للانسان فيه. يقول الله عز وجل واصبروا ان الله مع الصابرين ويقول الله عز وجل ان الله يحب الصابرين. ويقول الله عز وجل انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ويقول الله عز وجل الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك قال الله عز وجل وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون. فالصبر واجب لا يجوز للانسان ان يتخلف عنه ابدا. ففي فاي فعل ينافي الصبر فانه محرم. لان المتقرر في قواعد اهل السنة ان كل فعل ينبئ عن التسخط على قدر الله فهو حرام لما في الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم برئ من والحالقة والشاقة. اي بسبب هول المصيبة على قلبها لم تحمس. لم تحبس لسانها ولا جوارحها عن افعال الجاهلية هذه. وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من ضرب الخدود اي في المصيبة. ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية وفي الصحيح من حديث عائشة من حديث من حديث ام عطية رضي الله تعالى عنها قالت اخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ننوح اي في المصائب. وفي حديث ابي سعيد عند ابي داود يقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة. بل ان رفع الصوت بالندب والنياحة هو من جملة الاشياء التي يتأذى بها الميت في قبره ولا حول ولا قوة الا بالله. فان كنت تحبينه فاياك ان افعلي ذلك او ان تتسخطي على قضاء الله عز وجل وقدره. ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الميت يعذب في قبره بما نيح عليه. وان عقوبة النائحة عند الله عز وجل عظيمة. ففي الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن وذكر منها والنياحة على الميت ثم قال النائحة اذا لم تتب فانها تقام يوم القيامة وعليها من قطران ودرع من جرب والعياذ بالله. فهذه الافعال كلها محرمة لانها تنافي الصبر. فعلى الانسان الا يتضجر من قضاء الله عز وجل والا يتسخط وان يحاول جاهدا ان يحبس لسانه وجوارحه عن فعل ما لا يليق الامر الثاني وفقك الله ان تعلمي ان هذا قضاء الله عز وجل وقدره. ولا راد لقضائه ولا قبل حكمه سواء بكينا او لم نبكي. تضجرت صدورنا او لم او لم نتضجر. فمن رضي منا بقضاء الله عز وجل وقدره وصبر واحتسب فله الرضا. ومن تسخط وتضجر وصار يتصرف تصرف المجانين. من اهل فليس له الا السخط. فهذا قضاء الله. فعلى الانسان ان يرضى به ويسلم. كما قال الله عز وجل ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قال الامام علقمة رحمه الله تعالى هو الرجل تصيب المصيبة في علم انها من الله فيرضى ويسلم. وفي جامع الامام الترمذي رحمه الله تعالى من حديث ابن ديلمي رحمه الله تعالى قال وقع في قلبي شيء من القدر فاتيت ابي ابن كعب فقلت يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قد وقع في قلبي شيء من القدر فحدثني بشيء لعل الله ان هو عني فقال رضي الله عنه لو ان الله عذب اهل سماواته وارضه لعذب وهو غير ظالم لهم. ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم. ولو انفقت مثل احد ذهبا ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر. وتعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك. وانما لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لدخلت النار. قال ثم اتيت عبدالله بن مسعود وحذيفة ابن اليمان ابن ثابت فكلهم حدثوني مثل مثل ذلك. وفي صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول قول الله صلى الله عليه وسلم كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. فما اصاب اخاك من من مصيبة الموت هذا شيء كتبه الله عز وجل قبل وجود هذا العالم بخمسين الف سنة. فعليك ان تصبري وان الاجر وان ترضي بما قسم الله وان تعلمي انك كلما تذكرتي مصيبتك في اخيك. واحدثت عند تذكرها صبرا اجرك الله عز وجل كاجرك عند المصيبة الاولى. كما قال صلى الله عليه وسلم ثم تذكري مصيبة الامة بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذه وصيته صلى الله عليه وسلم فانه قال من بحبيب فليتعزى بمصابه في. فكلما تذكرت ذلك المفقود الحبيب صلى الله عليه وسلم خف عليك فقد اخيك ان شاء الله. ومن الامور التي اوجهك لها ان تتسلي بالاوراد والاذكار الشرعية عند حلول المصائب فقولي انا لله وانا اليه راجعون. كما في الاية الكريمة وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا وانا اليه راجعون. وقولي اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها. لحديث ام سلمة في الصحيح. لما مات زوجها ابو سلمة فاخلفها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقولي قدر الله وما شاء فعل. لحديث ابي هريرة فان اصابك شيء فلا تقل له اني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. اسأل الله ان يجبر مصابك وان يجعل قبر اخيك روضة من رياض الجنة والله اعلم