يقول احسن الله اليكم ثبت في صحيح مسلم ان الله تبارك وتعالى يخرج من النار من لا يعمل خيرا قط. فهل هؤلاء لا يصلون ولا يزكون ولا يصومون الحمد لله رب العالمين. دائما يا اخواني انصحكم نصيحة لوجه الله عز وجل وهي اننا اذا اردنا ان نخرج من المسألة بتصور كامل ونتيجة سليمة صحيحة انه لا يجوز لنا ان نقتصر في النتائج على النظر في موضع واحد من هذه المسألة. بل علينا ان نجمع بين الادلة وان نؤلف بينها حتى نخرج بنتيجة كاملة وتصور صحيح. ومن ذلك هذا الحديث الذي يثبت ان الله عز وجل يخرج من النار اقواما لم يعملوا خيرا قط انا انشدكم الله هل تفهموا من قوله لم يعمل خيرا قط؟ يعني انه لم يدخل في الاسلام اصلا وارجو ان تجيبوا وان كنتم وان كنتم لستم امامي ولكن سوف تسمعون كلامي فيما بعد. هل تفهمون منها انهم لم يعملوا خيرا قط؟ يعني لم يدخلوا في الاسلام اصالة اصالة لان الدخول في الاسلام خير. الدخول في الاسلام من الخير. فهل قوله لم يعملوا خيرا قط يخرج منه من لم يكن مسلما؟ الجواب بالطبع لا. من اين استثنينا؟ من اين استثنينا انهم مسلمون؟ مع ان الحديث يقول لم يعملوا خيرا قط من اين استثنينا انهم مسلمون؟ الجواب استثنيناه من ان الجنة لا يدخلها الا نفس مسلمة. وان الجنة على كل لمشركين حرام الحرمة القطعية. كما قال الله عز وجل عن عيسى عليه الصلاة والسلام انه من يشرك بالله فقد حرم عليه الجنة اي التحريم القطعي. ومأواه النار اي المأوى القطعي. وما للظالمين من انصار. فلا يجوز لنا ان نفهم انهم لم يعملوا خيرا قط اي لم يدخلوا في الاسلام. فاذا كنا نفهم من هذا الحديث هذا المعنى فاعلموا انهم ان قوله لم يعملوا خيرا قط اي انهم تركوا عمل الخير الذي لا يوجب لهم الخروج من دائرة الاسلام. افهمتم؟ لم يعملوا خيرا اي تركوا كثيرا من الخيرات التي لا يوجب تركها المروءة المروقة من الدين والخروج من الملة. لانهم لو تركوا خيرا تركه الخروج من الملة فيكونون كفارا يكونون مشركين وقد اتفقنا جميعا قبل قليل بانهم لو كانوا مشركين لما دخلوا الجنة فلما اخرجهم الله من النار وادخلهم الجنة علمنا ان معهم اصل الاسلام. فاذا قوله لم يعملوا خيرا انما تركوا عمل الخير الذي لا لهم الخروج من الملة بالكلية. افهمتم هذا؟ فلا يجوز لنا ان نقول اه هل لم يعملوا خيرا قط دليل على ان ترك الصلاة ليس بكفر؟ الجواب لا. هذا سؤال خطأ. مبني على فهم خاطئ لان النبي صلى الله عليه وسلم حكى لنا بان من ترك الصلاة فقد كفر. فحينئذ لا يمكن ابدا ان يكون ترك الصلاة ترك مطلق الدائم فلا يصلي لا في المسجد مع اخوانه المسلمين ولا يصلي في بيته ولا في مكان وظيفته ويدعوه الحاكم او نائبه ويدعوه القاضي الى الصلاة ويهددونه بالقتل ويستثيبونه ثلاثة ايام ويرى بارقة السيف وشعاع السيف على رأسه سوف ينتقل بعد قليل الى الدار الاخرة ثم ولا وكل ذلك سوف يتخلص منه اذا قال انا ساصلي اتركوني ساصلي ومع ذلك يصر الاصرار الكامل على الا يصلي حتى يموت فهذا لا يمكن ابدا ان يكون مسلما. لانه لو كان مقرا في باطنه بفرضية الصلاة لمنعه هذا الاقرار من ان يموت مصرا على الترك. فالذي يكفر في بترك الصلاة انما هو التارك لها الترك المطلق. الدائم الكامل فلا تتصوروا ابدا ان قوله لم يعمل خيرا قط يدخل فيه تارك الصلاة الترك المطلق على الصفة التي ذكرته. لانه لو تركها الترك المطلق لخرج من الاسلام فهل الذي خرج من الاسلام يدخل الجنة في يوم من الايام؟ الجواب لا. فاذا افهموا وفقكم الله ان قوله لم يعمل خيرا قط. يعني مثلا لم يحج فان ترك الحج لا يخرج عن دائرة الاسلام لم يزكي فان ترك الزكاة لا يخرج عن دائرة الاسلام لقوله حتى يرى سبيله اما الى الجنة واما الى النار او انه ترك الصيام وان ترك الصيام عمدا مع الاقرار بفرضيته لا يوجب للعبد ان يخرج من الاسلام او انه لم يعمل خيرا قط يعني لم يبر بوالديه لم يعفي لحيته لم يقصر في لم تلتزم المرأة بحجابها. فاذا لا بد ان نفهم عدم عمل الخيرية فهما يتناسب مع فهمنا السابق من الادلة الاخرى ان الجنة حرام على كل مشرك او كافر. فقوله لم يعمل خيرا قط اي انه ترك العمل الذي لا يوجب تركه الخروج من الاسلام ولعلكم فهمتم