اخواني ان من اعظم ما ينبغي الاهتمام بتعلمه في هذا الزمن خاصة مسائل الاعتقاد. وذلك يرجع الى عدة امور الامر الاول لان العقيدة هي اساس هي اساس الاعمال على الاطلاق. فكل عمل بني على غير عقيدة صحيحة توحيد صاف فانه لا يعتبر مقبولا عند الله عز وجل. فالصلاة اذا لم تبنى على عقيدة صحيحة فهي فاسدة والزكاة اذا لم تبنى على عقيدة صحيحة فهي فاسدة. فاذا ينبغي للعبد ان يبدأ اولا بمسائل الاعتقاد وتقريرها وتصحيح مسائل التوحيد حتى اذا عليها الاعمال تكون اعمالا صحيحة. ولذلك اتفق العلماء على ان كل عمل لا يبنى على توحيد صحيح فانه باطل يقول الله عز وجل وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. والامر الثاني ان تقرير مسائل التوحيد هي اول دعوة الرسل. فما بعث الله عز وجل نبيا من الانبياء الا واول ما يبدأ به قومه ان قال اعبدوا الله ما لكم من اله غيره فاذا كنا صادقين في طلب ان تكون دعوتنا على منهاج النبوة فلنبدأ بتعلم مسائل التوحيد. والا يشغلنا عن التوحيد وتقرير مسائله لا برلمانات ولا انتخابات ولا اخبار سياسية ولا احزاب. تبعدنا عن حقيقة ما خلقنا له الثالث الامر الثالث ان التوحيد لا يقبل التعددية. بخلاف المسائل الفقهية. فكن حنفيا ان شئت وكن ملكيا ان شئت وكن شافعيا او حنبليا ان شئت فالتعددية الفقهية مقبولة. فاذا عبدت الله عز وجل على مقتضى اي مذهب فلك كذلك لكن المشكلة التعددية العقدية غير مقبولة. فاما ان تكون من اهل السنة والجماعة واما ان تكون من اهل البدع والضلال. اما ان تكون من اهل الاسلام والايمان واما ان تكون من اهل الكفران والشرك. فاذا الله عز وجل لا يقبل من الاديان والتوحيد شيئا الا ما بني على الاسلام والايمان. يقول الله عز وجل ان الدين عند الله الاسلام. فهو دين واحد. ويقول الله عز وجل ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين